كان المطعم والمقهى يضجان بالحركه والاصوات وتسبح في جوهما رائحه المقليات فور دخول كارتر حياه فريق مرح من الرجال يجلسون امام الموائد في نهايه القاعه ابتسم لهم وهو يرفض بيده دعواتهم ولامه رفاقه على انه يريد الاحتفاظ بالفتاه لنفسه قال لها
-هيا بنا نجلس على ليمين في نهايه القاعه ان المائده التي بجوار النافذه هي افضل الموائد
بينما بيني تجلس على مقعد مكسو بالجلد الذي كان شديد الصلابه نادت امراه عجوز على كارتر وهي تجلس امام اله الصرافه
-كارتر يافتاي الضخم هل تريد ان تاكل شيئا؟
-هامبوركر مقلي وبطاطس مقليه وكو كاكولا لفردين ..كيف الحال ايتها الحسناء جورجيا؟
-انا سانتظرك دائما يا فتاي الضخم .ان طلبك في الطريق
استدارت الحسناء جورجيا نحو الكطبخ وعادت نظرات كارتر الى بيني التي كانت تفحص باهتمام خشب مائدتهما سالها
-ماذا تفعلين؟
- انني اقرا...انظر الى كل الحروف الاولى المحفوره عليها-ب و ت-بي واتش-دي ودابليو..أليست هذه معلومات غنيه؟انني اتسال اين ذهب كل هؤلاء الازواج الان؟اعني ..هل لايزالون معا؟
-هيا..دعيني ارى
عقد كارتر ذراعيه على صدره ثم مال واخذ يتفحص الخشب المحفور وقال
- لقد مر وقت طويل منذ اخر مره قرات فيها هذه الرسائل ولكني ساحاول التذكر فحرفا في وال تخص "فيكي "و"لاري"
وقد ارتبطا وهما في المدرسه والان تزوجا ولديهما اربعه اطفال
-احقا ماتقول؟
ابتسم وقال
-ان عينيك تلمعان كالنجوم وكانني اصطحبك الى مطعم فاخر ان هذا المكان ليس فاخرا ولكن المرء ياكل فيه بشهيه اكلا لذيذا وسترين
-والناس هنا لطفاء اسمعهم انهم يضحكون من كل قلوبهم ما عن لهم الضحك كل شئ عندهم رائع امام كؤووس الكوكتيل المنعش وهل تعرف مالذي يعجبني اكثر فيهم؟
-لا...ماذا؟
-طريقه ارتدائهم ملابسهم انت لن تتخيل مدى ارتياحي وانا ارى الرجال في الجينز لايهتمون بالمظاهر انه الاسترخاء التام والحقيقي ولا يجب عليهم ان يتحدثوا في عملهم
قال كارتر في نفسه وهو الذي يمتلك بذلا تفصيلها فاخر على احدث طراز ها هي تنتقده دون ان تدري انه في ديترويت رئيس شركه مرتبط جدا بعمله ولكن بيني لا تعرف
ذلك ولن تعرفه ليس بعد
اما حاليا فانه ينوي ان يظل كارتر عامل البناء
اقتربت جورجيا من مائدتهما وعلى شفتيها ابتسامه واعلنت وهي تضع الاطباق امامهما
-ها هي الاطباق وهي ساخنه وعندي فطيره التفاح
لما بعد وانت ياجميله يجب عليك ان تضعي هذا الرجل تحت عينيك..انه له شهيه مفتوحه دائما..هل فهمت؟
اصبح لون وجه بيني احمر قاني كثمره الطماطم
وانفجر كارتر ضاحكا وهو يرى جورجيا تعود الى مكانها خلف اله النقديه ثم قال
-ياله جورجيا العجوز الملعونه!لقد كانت تقدم لي الهامبورجر والبطاطس المقليه وانا في المدرسه
تاملت بيني طبقها في انبهار ثم مالت على كارتر في مكر وقالت
-انك ستكون شاهدا على لحظه تاريخيه
-اه..نعم
-انا بيني ساغطي الهامبورجر ب الكاتشوب لاول مره في حياتي...
انظرجيدا لا يجب ان يفوتك ذلك
-انني منتبه لك بكل جوارحي
هزت بيني -وقد بدت الجديه على اساريرها- زجاجه الكاتشوب البلاستيكيه ثم اخذت تزين اللحم بخطوط سميكه من المعجون الاحمر تابعها كارتر بعينيه واهمل ابتسامه مشرقه على شفتيه
فكر انها انسانه استثنائيه وغير عاديه وهي شديده الحماس امام كل ما تكتشفه كم هو رائع ان يكون المرء بجوار هذه ال بيني التي لا يعرف اسمها الكامل
بعد وجبه عشاء دسمه وفاخره
واثناء عودتهما الى بيت العمه بيث اخذا يغنيان كل الاغاني التي يذيعها الراديو وكان صوتهما عاليا ونشازا الى ان انفجرا ضاحكين تذكرت بيني قواعد ركوب الشاحنات التي اخترعها كارتر وعرضها عليها في الصباح قال لاه عندما فتحت باب المنول
-انا لن ادخل
-ولماذا هذا؟
-لانها لن تكون فكره طيبه .دعينا لا نحرق خطواتنا ونهدم ما بنيناه انني لا اريد ان يحدث ما يمكن ان يعكر صفو تفاهمنا الممتاز يا بيني
هل فهمت؟
-نعم لقد قضيت معك امسيه رائعه كارتر وتصبح على خير وشكرا
ابتسم لها وقال
-لدي امر اريد ان اعلنه اليك :ان لديك موهبه مجنونه في صب الكاتشوب..ان حركه رسغك وانت تفعلين ذلك مدهشه
قالت له وهي تقترب منه
-اتعتقد ذلك حقا؟شكرا
صاح
-اه بيني :انه انا الذي يجب ان يشكرك
لقد منحتني الكثير انني لم اعد اتحمل اكثر من ذلك هذا المساء عودي بسرعه الى الدفء بينما اتجمد انا وسط الليل وساراك غدا
-تصبح على خير كارتر
-تصبحين على خير يا عزيزتي بيني جالبه الحظ
صاحت بيني
-اذا استمررت في تلويثي بهذا الرشاش فاني ساحطم وجهك ولا تقل لي انا اسف بهذا التعبير البرئ لان ذلك لن ينطلي على
انفجر كارتر ضاحكا وقال
-ياله من سلوك! انني لا اسمح لاي شخص كان بمساعدتي في غسيل سيارتي لابد ان تكوني فخورا بهذا الشرف
-انا بوجه خاص مبتله للغايه
ترك خرطوم المياه واتجه نحوها وقد ابتلت كل ملابسها والتصقت بجسدها وقال لها
-انت رائعه هكذا انك تشبهين الزهره وعليها ندى الصباح ولكن هيا بنا ننهي .فان فتره الغداء ليست الى ما لا نهايه وعليك ان تكفي عن التحديق في بيني وانتهى من تنظيف هذه الاعجوبه التي يحسدني عليها الجميع في موقع العمل لدرجه الجنون!
اتسعت حدقتاها على اخرهما ثم ضحكت وقالت له
-موافقه يا سيدي
حملت الدلو الذي كانت قد علقته على اكره باب الشاحنه ثم ركلته بقدمها في غيظ قال لها كارتر ناصحا في رقه
-بهدوء ورقه..يجب معاملتها برقه وحنان
-هل ترى هذا؟
قال لها وهو يذهب الى الجهه الاخرى
--في يوم من الايام ستعرفين قيمه هذه العربه
رفعت بيني حاجبيها دهشه امام هذه العباره ان هذه الكلمه تعني رؤيه وتوقع مستقبل لاثنين..اذن عليها ان تعود بسرعه الى ديترويت يجب ان تعود الى عالم بينيلوب وان تصبح بينيلوب مره ثانيه
قالت في نفسها ! ان الوقت لم يحن بعد.انها سعيده هنا بيني وكارتر دون اسماء العائلات
انهما يضحكان ويتبادلان الاسرار و....
كان كارتر قد قدم الى بيت العمه بيث ومعه سله طعام وخرجا للنزهه في الهواء الطلق
علمها كارتر كيف تميز الاشكال التي تكونها السحب العابره فوقهما بعد ان تمددا على النجيل وعيونهما للسماء كانت السياره العتيقه قدنقلته الى بيتها واليوم جاء كارتر اليها اثناء فتره الراحه للغداء
بمرور الدقائق كانت بيني مدركه ان عواطفها نحوكارتر تزداد قوه ورسوخا وكانت عيناه الزرقاوين-بدرجه لا يصدق-تملأنه بهجه
دافئه في اعماق اعماق نفسها وتدعوانها الى الدخول اكثر فاكثر الى الشخصيه الحميمه لذلك الرجل
-هزي نفسك بدلا من الاستغراق في الاحلام بيني
ردا عليه القت الاسفنجه اكبيره المبلله في وجهه
انفجرت بيني ضاحكه ورد عليها بان لوح مودعا وقال وهو يقفز خلف عجله القياده
-ساراك هذا المساء على العشاء
ضت بقيه النهار في استخراج ورص وترتيب حاجات العمه بيث لدرجه ان المدخل امتلا بالكراتين المخصصه لاعمال البر والاحسان
وبعد ان اخذت حماما طويلا وسط رغاوي الصابون والشامبو ارتدت ثوب القطيفه المنزلي الاخضر وحذاءها الاحمر وتناولت حساء وفطيره جبن باللحم ...ثم انتظرت كارتر امام وهج نيران المدفاه الممتع
وقد تكومت في ركن الاريكه
طرق الباب حوالي السابعه والربع فتحت له الباب وتحركت جانبا لتسمح له بالدخول..قالت له بصوت مهتز
-مرحبا
خلع معطفه وقال
-اوه.هانت مره ثانيه وكانك هديه انني اعشق هذا الزي
حركت كاحلها داخل فرده حذائها الاحمر وقالت
-خاصه الحذاء الاحمر هذا اليس كذلك؟
-فعلا كم احبك واريدك ان تحبيني الان وفورا
1
صه!انت تعرفين كم احبك واريدك ولكني اريدان اتاكد انها اللحظه المناسبه لتبادل عهود الغرام الدائم والاتحاد الذي لا ينفصم وان تتاكدي ايضا من مشاعرك انني من المهم ان اتاكد من انك لن تندمي بعد ذلك ووانك لن تندمي على ذلك ابدا
-انه واضح جلي ياكارتر بفضلك اصبحت بيني واريد ان اظل بيني جالبه الحظ لك لم يعد يهمني سوى العالم الذي صنعناه ونصنعه كلما كنا معا لنتبادل الحب يا كارتر ولن اندم ابدا واعدك بذلك بشرف الكشافه
نظر اليها نظره رزينه وابتسم ابتسامه ساحره وهو يحاول ان يسبر اغوارها بحثا عن التاكد
منتديات ليلاس
عن الحقيقه الدامغه هل تحبه حقا ام انها مجرد نزوه عابره نتيجه الظروف العاطفيه والتراجيديه التي يمر بها كل منهما
هو من حيث فقده لاخيخ التوءم وزوجته والحاح امه على ان يتركها هي وابنه اخيه هولي التي يحبها حب عباده ولا يتصور انه يستطيع ان يبتعد عنها لحظه
وهي لفقدها الانسانه الوحيده في العالم التي كانت تحبها وتفهمها وتتعاطف معها العمه بيث
والتي تركت لها دون غيرها هذا المنزل بكل ما فيه ودون غيرها؟ قال لها معترفا
-لم اعد اعرف تماما ماهو الخير وماهو الشر
انني احبك بكل جوارحي ولكني لست متاكدا بعد
-وانا احبك من كل قلبي ولكني على العكس منك متاكده
-انت امراه خرافيه يا بيني اجمل امراه رايتها وسارها في حياتي
-بل انت الرجل الخرافي كارتر لقد صنعت مني شخصيه بيني التي غوضتني عن معاناتي الشديده مع شخصيه بينيلوب