كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-انا لم اقل هذا على الاطلاق
قال وهو يقترب منها وهي تتراجع في نفس الوقت
-بل قرات ذلك في عينيك
ظل يتقدم وهي تتراجع الى ان احسست بظهرها يصطدم بباب المدخل وقال
-وقلت لك وانت متشبثه بي وحن في الشاحنه
وقف ووضع ذراعيه على جانبي وجهها بعد ان اسند كفيه على الباب ولم تجرؤ هي على الحركه
قالت بوحشيه وهي تنظر في عينيه مباشره
-لا..لا تحاول شئ
-بيني مالذي حدث؟
-لاشئ ولكني اتساءل لماذا تفعل هذا؟
-كل ما اعرفه يا بيني هو ان القدر القاك في طريقي انني في حياتي الطويله لم احس بالاعجاب بايه امراه مثل ما احس به لبلن نحوك .انني لا استطيع ان استمر واستجيب لرغباتي لانني لا استطيع ان استغل حاله الحزن التى تلفك ولا ضعف حالتك المعنويه...لانك ببساطه ستكرهيني وهذا ما لا اريده
ان هذا الرجل الذي ينظر في اعماق عينيها يخلق عندها مجموعه من المشاعر المتضاربه ولكن بالتاكيد انها لو استمرت في الاستماع اليه لاصيب بالجنون
وضعت كفيها على صدره واخذت تدفعه بكل ما لديها من قوه وياس وان احست بضعف ساقيها حتى لم تعودا قادرتين على حملها
انها الن تعيش لحظه فريده وخاصه ومميزه وكان ذهنها تحيطه غلاله من الذهول انها امراه ترتدي جينز قديما وشعرها يتطاير في حريه على كتفيها انها امراه تستطيع ان تبكي وتضحك وتلتقي برجل على عكس هؤلاء الذين تعودت لقاءهم والتعامل معهم..من المؤكد انه رجل تنقصه الرقه والسلوك الارستقراطي ولكنه حي وصريح ويذهب الى الهدف مباشره
نعم انها معجبه به
ولكن هذا الاعجاب لايخص بينيلوب شابمان على الاطلاق ان هذا العالم المميز وهذا الرجل المباشر ينتميان الى بيني
-مالذي جرى لي؟
فوجئ كارتر انه يطرح هذا السؤال على نفسه بصوت عال قالت له وهي ترتجف
-انك تحاصرني بطريقه توحي انك سترتكب عملا خطيرا ستندم عليه
استجمع كارتر كل ماتبقى لديه من رابطه جاش وابعد يديه عن الباب وتراجع للخلف خطوه وهو يصيح في اضطراب
-لا..لا استطيع
اخذ يدفعها بعيدا عنه بعد ان اشتعلت عاطفتها وهو متاكد من استجابتها سالته في ذهول
-لماذا...لماذا فعلت هذا؟
-لقد سبق ان قلته لك :هذه ليست اللحظه المناسبه
ازاح شعره الاشقر للخلف في حركه عصبيه ثم وضع يديه في جيبي بنطلونه ثم اخذ ينظر للسقف مده طويله وعندما هاد للنظر اليها احست بيني بمدى توتر اعصابه قال بصوت يشوبه الملل
-انك لن تفهمي ابدا
-اذن اشرح لي افهمني لماذا ترفضني الان؟
اعتقد ان من حقي ان اعرف السبب في هذا التغيير
امسك كتفيها واخذ يهزها ثم قالل
-هل تعتقدين انني ارفضك؟
-نعم
-اللعنه عليك يا بيني ! انني ببساطه اريد ان احترمك اولا كنت مضطربه لرحيل عمتك بيث بحيث يمنعنا ذلك من تبادل الحب ثم رايت التغيير الذي حدث لك بعد ان بكيت لقد وجدت شكلا من اشكال السلام الداخلي وفهمت انك ستعودين الى الحزن مضاعفا مره اخرى
-اذن؟
-انا الذي لا احس بالسلام الداخلي يا بيني الان ننني مطارد من العديد من المشاكل التي لا استطيع ان احلها بالتاكيد يمكنني ان اطردها مؤقتا من تفكيري بالتمتع مع امراه تافهه وليست مثلك ولكن ضميري لا يسمح لي ان افعل ذلك الا مع امراه تافهه وليست مثلم لك كل الاهميه عندي لانك تستحقين اكثر من هذا من مغامره عابره بلا غد انت استثناء رائع يا بيني استثناء لا مثيل له
رات عذابا لا تستطيع ان تسبر غوره في عينيه الزرقاوين وهو عذاب مطبوع ايضا على اساريره
ولكن ذلك لم يدم سوى لحظات ثم استعاد كارتر سيطرته على عواطفه وارتدى وجهه قناعا لايمكن حل لغزه قال بلهجه هادئه ادهشتها
-من الافضل ان ارحل
قالت معترضه بصوتها الرقيق
-اذا اردت ان تحكي لي مشاكلك فانني سانصت اليك بكل سرور
لقد كنت موجودا عندما كنت في حاجه اليك ولهذا السبب وجد الاصدقاء
قال وهو يضحك ضحكه صغيره وان كانت جاده
-الاصدقاء ليست صداقه هي -حقا- مااراه في حالتك يا بيني لقد رايت اننا يمكن ان نصبح حبيبين وليس صديقين
-اتعتقد ان هناك عدم مواءمه بين الاثنين؟
هز راسه
-لادخل للصداقه بالعلاقه ما بين الرجل والمراه
على ايه حال ساتركك لتبدئي اعمال الترتيب في منزل عمتك بيث وانا اسف اذا كنت قد سببت لك اضطرابا او باخرى ولم يكن لدي اي نيه ان افعل ذلك
قالت له وهي تبتسم
-انت لم تسبب لي اي اضطراب ...وانا سعيده جدا انك عثرت على فيذلك البيت كارتر
همهمفي حنانمفاجئ
-بيني ياجالبه الحظ لي
طبع قبله على جبينها قبل ان يضع يده على اكره الباب وتراجعت للخلف لتخلي له الطريق
قال بعد ان استدار ليرافقها
-اننا سنلتقى ثانيه ...اليس كذلك ؟
-نعم
تاخرت عيناه ذواتا اللون الازرق الداكن عليها ثم خرج واغلق الباب خلفه دون اي ضجه لم تتحرك بيني من مكانها ..وعندما سمعت صوت محرك الشاحنه يرتفع لم تتحرك الا بعد ان بدا صوتها يخفت الى ان اختفى على البعد فاطلقت زفره ومررت يدها وهي حالمه على جبينها
تساءلت وعيناها تحومان حول ضلفه الباب
ماذا بعد؟هل سيعود مره اخرى اثناء اقامتها في ميداوفيو ؟هل ستفتح هذا الباب لتجده على عتبته وابتسامه مشجعه تشرق على وجهه؟
بالتاكيد لا ...ثم انها ليست من النوع المفضل عنده من النساء يبدو انه يبحث عن علاقات غير مهمه والاكثر انه في حاجه الى صديقه
ذهبت بيني لتجلس على الاريكه الصغيره المشجره وامسكت بوساده
واسندت عليها صدرها وهمست وقد اغمضت عينيها تحدث نفسها
كارتر ..شكرا على اليوم وشكرا لانك قدمت لي الفرصه ان اصبح بيني وان اعيش لحظات خاصه
انتهى الامر بها ان نهضت اسفه ثم سارت في خطوات بطيئه لتحضر الصناديق الكرتونيه الفارغه
قطع كارتر الممر المؤدي الى البيت الواسع وركن الشاحنه الصغيره تحت شجره بلوط
وضع ذراعيه متشابكتين فوق عجله القياده وبدا يتامل الانشاء المنسجم الذي تحيط به الاشجار المهيبه غزته ذكريات الطفوله ثم نظر بامعان الى شجره الكستناء التي سقط من فوقها عندما كان في سن الثامنه وكسرت ذراعه اليسرى ووقتها بدا جايسون غيورا جدا من الجبس حتى امهما اذطرت في النهايه ان تلف ذراعه هو الاخر بالجبس الامر الذي اسعد الطفل الصغير
عندما تذكر جايسون احس قلبه بروده شديده مالوفه واحاسيس متضاربه ومؤلمه وغاضبه خرجت منه كارتر وجايسون...جايسون وكارتر اللذان لايفترقان ابدا كانا دائما مجددين ومليئين بالحيويه والنشاط لقد كبرا في هذا البيت معا التوءم مالوني
اليوم جايلقد دفنوه من سته اشهر ولكن كارتر لايزال يعاني وكان الجنازه شيعت بالامس انه لن يشفى ابدا وليس الاخر الذي رحل هو المفروض ان يموت
خرج كارتر من افكاره فجاه بواسطه الفتاه الصغيره التي خرجت من عتبه باب الدخول واندفعت نحو الشاحنه الصغيره ابتهج وقفز الى الارض اندفعت لتلقي بنفسها بين احضان كارتر الذي فتح ذراعيه لها واطلقت صيحه فرح عندما رفعها لاعلى راسه رفع عينيه نحوها راى نفس صورته وهو في نفس سنها بشعرها الاشقر ونظرتها الزرقاء العميقه والملامح الخاصه بعائله مالوني قال وهو يضعها على الارض
-مرحبا ياحلوتي
-مرحبا انها امي التي سمعت صوت الشاحنه
وتقول لك اذا كانت لديك نيه تناول الغداء فمن الافضل ان تسرع اوه انظر هذه الطائره في السماء
-نعم
-اتعتقد انها تطير بالقرب من الفردوس ياعمي كارتر؟وهل تعتقد ان ابي وامي يريان الطائره من المكان الذي يعيشان فيه الان؟
|