لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-09, 10:20 AM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8 - متــى سيــأتـي الأميــــر ؟





في تلك الليلة ، كان القمر بدراً ، لم يغلق زاكاري ويست الستائر قبل النوم.
ما جعل ضوء القمر يتسلل إلى الغرفة ، ليقع على وجهه ويقلق نومه بأحلام غريبة.
كان يقود سيارته في طريق مظللة ، من دون هدف .
ومع ذلك كان لسبب ما ، ينتظر ..ينتظر شخصاً ما .. أو حدثاً ما ، وفجأة ،
رآها هناك ..تلك الفتاة ذات الرداء الأبيض ، ذاك الطيف الذي يلاحقه في أحلامه منذ أشهر .
كانت بعيدة عن ناظرية ، ولا يمكنه الإمساك بها . رآها تطوف في حديقة غارقة في ضوء الشفق
البنفسجي ، كانت صامته كورقة سقطت من شجرة في الخريف ، واهنة كنفس أو كآهة خافته .
ورأى زاكاري نفسه يخرج من سيارته ، ويسير في الحديقة . راح يناديها ،
ولكنه أحس بالتعاسة لأنه لم يكن يعرف أسمها . وساءه ألا يستطيع مناداتها بأسمها فكيف تعلم بأنها
من يبحث عنها ؟
بدا له الأمر جوهرياً ، لو أنه يعرف أسمها ! فكر في ذلك وهو يجدّ
السير في ممر الحديقة . أحس بأنه يعرف أسمها ، إنما نسيه في هذه اللحظة .
أخذ يبحث في ذاكرته مراراً وتكراراً ، لكن الأسم غاب عن باله .
لم يعد يراها ، فقد اختفت من الحديقة ، توقف وراح ينظر حوله وهو ينادي فيجيبه الصدى .
توارت الفتاة ذات الرداء الأبيض عن أنظاره ، لكنه لم يستسلم ،
عليه أن يجدها .. ظل يركض ينادي ويفتش في كل مكان بشكل محموم . ظن للحظة أنه لمح شعرها الأسود
بين أوراق الشجر ، وسمع حفيف ثوبها الطويل الأبيض وهي تختفي بسرعة بين الأشجار .
خرج من بين الأشجار ليجد نفسه قرب المنزل المتألق في ضوء القمر كالسراب .
توقف زاكاري عند طرف مرج أخضر ، يحدق في صف من النوافذ المفتوحة .
وأحال ضوء القمر النوافذ كلها إلى مرايا تعكس الحديقة وتعكسه هو .
كاد زاكاري يعود أدراجة ، عندما لمح طيفاً عند إحدى نوافذ الطابق السفلي .
أطل وجه من بين ستارتين . كانو وجهاً جميلاً ، ذا عينين حالمتين زرقاوين تراقبانه .
ففر قلبه ما بين ضلوعه . إنها هي !
رآها بوضوح ، شعرها الأسود الطويل ، ووجهها الأبيض النقي ،
وجسمها الرقيق في الثوب الأبيض الطويل ، مدت يديها إليه ، فأسرع نحو المنزل .
راح يركض بلهفة ، سيراها وجها ً لوجه ، أخيراً !
وقبل أن يصل إلى المنزل سمع صوتاً مدوياً كطلقة رصاص .
وعندما نظر مذهولاً ، أخذت تقفل النوافذ الواحد تلو الأخرى حتى لم يعد يرى
شيئاً ، فبدا المنزل مقفلاً كلياً.
ركض نحو الباب الأمامي وبدأ يطرقة ، لكن وفيما هو يناديها ويقرع
الباب ، استيقظ من نومه وكأنه غواص يصعد إلى سطح المياه بسرعة بالغة .
فاهتز جسده رواح يرتجف .
تملكه الخوف والذعر للحظة ، ولم يستطع أن يتذكر أين هو ماذا حدث له .
ثم سمع أصواتاً مألوفه ... الموج المتكسر على الشاطىء قرب المنزل .
وزعيق النوارس ، وولولة ريح الشتاء .
جلس وهو يتأوه ، ونظر إلى ساعته . إنها السابعة صباحاً !
كاد الليل أن ينجلي . شعر زاكاري بإنهاك شديد ، وكأنه لم ينم أبداً.
وبقى مستلقياً في سريره مقطب الجبين . فكر في حلمه ، وحاول أن يفهم معناه .
لِمَ أقفلت نوافذ المنزل في وجهه ؟
فهتف به هاتف داخلي ، لأنها ليست لك .. ألا تفهم ؟
عليك أن تنساها . هذا هو معنى الحلم . ابحث عنها كما تشاء ، لكنك لن تجدها أبداً.
غادر سريره غاضباً ، ليواجه برودة الفجر . الأحلام ! ما معناها ، على أي حال ؟
سيخرج يوماً للبحث عنها ، وهو واثق من أنه سيعثر عليها ومن أنها في إنتظاره .
عبر الغرفة ، فلمح نفسه في المرآة ، رأى جسده متوتراً من الأحباط ،
فأخذ يتأمل نفسه بكآبة ، إذا ما تجاهل وجهه ، بدا طبيعياً كلياً .
كتفاه مصقولتان لا أثر للحروق فيهما ، وقد عاد الشعر الأسود ليظهر على صدره .
ويزحف إلى بطنه التي ما زالت مسطحه بالرغم من بقائه طريح الفراش لأشهر عده .
أمضى في الخريف الماضي ، بعض الوقت في جنوب فرنسا مع شقيقته فلورا وأسرتها .
وقد حافظ جلده على السمرة التي اكتسبها حينذاك .
كما بدا وجهه في أفضل حال عندما لوحته الشمس .
وإذا ما صدق جرّاح التجميل فستكون العملية التالية هي الأخيرة .
وستختفي الندوب ، ليعود وجهه إلى ما كان عليه قبل الحادث ، تقريباً.
ولكن كيف سيطلب من فتاة أصغر منه سناً ، لها مثل ذلك الوجه النقي الذي يتضح براءة وجمالاً .
كيف يطلب منها أن ..؟ لا ، لن يستطيع . وتحول غاضباً عن المرآه ، متوتراً شاحب الوجه ، استحم ، وارتدى
ثيابه ، بنطلون من الجينز وكنزة سميكه ، ثم تناول فطورة ، وشرب كوباً من القهوة ليتوجه ، بعد ذلك ، إلى محترفة
حيث وقف يحدق في القماشة البيضاء .

شعر برغبة في الرسم ، فإذا رسمها ، قد لا تراود أحلامه مجدداً ، أم قد يعثر عليها ؟
لم تنم لويزا جيداً ، هي أيضاً ، فضوء القمر انسل من بين ستائرها وجعل نومها متقطعاً ،
كما راودتها حين غفت أحلام غريبة عن زاكاري . لم يحدث قط أن رأت مثل تلك الأحلام المزعجة ..
التي تدفع بها إلى التقلب في فراشها الدافئ وجسدها يرتعش . ومع ذلك لم تشأ أن تستيقظ .
وكل ما استيقظت ، شعرت أنها ستصرخ لخيبة أملها ، فهي تستيقظ دائماً في اللحظة غير المناسبة.
حلمت بأنها على الشاطئ مع زاكاري ، وكان مستلقياً إلى جانبها على الرمال البيضاء ، استلقت هي على جانبها ،
وأسندت رأسها على يدها وراحت تنظر إليه . لم تستطع تحويل نظراتها عنه .
كان يرتدي قميصاً أبيض مفتوحاً وبنطلوناً من الجيبنز فبدا جذاباً للغاية . تحرك وهو يتثاءب ثم فتح عينيه.
ابتسم لها فشعرت بسعاده غامرة ، أدركت أنه سيقول شيئاً ..شيئاً ..هاماً ..شيئاً ..رائعا...
وإذ بها تستيقظ . تأوهت ، ونظرت إلى الساعة . إنها الثالثة صباحاً !
استلقت مستيقظة تفكر في زاكاري ، ثم عادت إلى نومها المتقطع .
وفي تلك الليلة عادت وحلمت بأنها على الشاطىء مع زاكاري . لكنه في هذه المرة ، لم يكن
يرتدي سوى لباس السباحة . كما وضع نظارة شمسية . كانت الشمس تلمع على جسده الذهبي الرائع.
مما جعل فمها يجف شوقاًَ .
همس لها : ( تعالي يا لويزا ).
فارتعش جسدها من الذعر . استيقظت وهي ترتجف ، لكن الألم اعتصرها
لأنها لم تذهب إليه . أوه ، لِــمَ استيقظت في تلك اللحظة بالذات؟
بقيت مستيقظة طويلاً ، وقد استولت على ذهنها صور ذلك الحلم .
لكنها استغرقت أخيراً في النوم فحلمت بأنها تركض بين الأمواج المتكسرة على شاطئ بحر .
والسماء زرقاء والمياه من حولها وطيور النورس تزعق فوق رأسها .
وشعرت بأن هناك من يتعقبها . سمعت صوتاً ضرب المياه خلفها .
التفتت ضاحكة ، فرأت زاكاري وراءها ، يسعى أليها ..فأحست بالشوق يجذبها .
منتديات ليلاس
أدركها وأخذها بين ذراعيه . فتأوهت مسرورة . لكنها تعثرت فوقعت في البحر الأزرق .
سقط زاكاري معها ، فأخذا يتقلبنا مع الأمواج ، وشعرها يطفو على الماء كعشب طفيلي .
لم تعرف لويزا من قبل هذه المشاعر الجامحة ، تململت بشوق وصوت البحر يمتزج مع صوت أنفاسهما .
ورفعت يديها تمررهما في شعرها المبتل .
وبعد لحظة ، استيقظت وهي ترتجف ألماً ، كانت على وشط البكاء لأن الحلم لم يستمر إلى النهاية .
ولاحظت أن الشمس قد أشرقت ، فنهضت ، وجلست في مطبخها الصغير.
تشرب فنجاناً من القهوة وتنظر إلى السماء الصافية .
وفكرت في أنها كلما أسرعت في العودة إلى العمل كلما كان ذلك أفضل .
فضغط العمل لن يترك لها مجالاً للتفكير بزاكاري ويست .
تناولت طعام الغداء مع أبيها ، كان الجوّ شديد البرودة فارتجفت حين خرجت من سيارتها لتتجه إلى المطعم .
استقر الثلج المتساقط على رأسها ومعطفها ، فسّرت عندما أصبحت في الداخل .
لوّح لها أبوها بيده . فتقدمت نحوه ولاحظت الإرهاق الكبير البادي على وجهه . كما لا حظت
الخطوط العميقة التي ظهرت عليه . لقد كبر سنوات منذ حادث الإصطدام.
لكنها استطاعت رسم ابتسامه عريضة مشرقة على وجهها وهي تقول له :
( مرحباً أبي ، أسفة لتأخري ، أخرتني زحة السير . ماذا تشرب ؟)
توجّه النادل متمهلاً لإحضار ما طلبته . جلست لويزا قرب أبيها وتناولت قائمة الطعام
التي كان يقرأها . وقالت ، ونظراتها تتفحصها : ( أليس البرد قارساً ؟ أصابعي زرقاء من شدة البرد .
إنه نهار يحلو فيه تناول الحساء . ومن ثم سمك السلمون . ماذا ستطلب يا أبي ؟)
فرد من دون اكتراث : ( آه ، لا يهمني . سآكل ما تطلبينه ).
ألقت عليه نظرة إهتمام ، وسألته : ( كيف حالك يا أبي ؟)
- بخير .
- ونويل ، كيف حاله ؟
- مشغولة .
بدت تجاعيد وجهه أعمق ، ثم أكمل قائلاً : ( إنها بارعة في الأعمال ، يا لويزا .
فهي تفرحها حقاً . لقد اعتدت أن أكون متحمساً مثلها ، لكن كل ذلك أنتهى الآن).
وبعد أن جلسا إلى مائدتهما أتى على ذكر بيع المصنع .
- إنه عرض جيد وقد لا أحصل على أفضل منه لا سيما في الوضع الإقتصادي الحالي.
سأحصل فوراً على مبلغ نقدي كبير في حال توجّب علي دفع تعويض ضخم لويست .
- أليس من الحكمة أن تنتظر حتى تنتهي القضية ؟ سيعطيك هذا مزيداً من الوقت للحصول على عرض أفضل..
- وقد لا أحصل على عرض أفضل .
- أصبحت انهزامياً ، يا أبي! أظن أن عليك أن تستشير نويل والمحاسبين لديك قبل أن تتخذ قرارك.
ولكن هناك نقطة أخرى ...إن أنت حددت ثمناً أكبر للمصنع ولم تبعه بهذا الثمن البخس .
وبدأ عرض القضية ، سـأخذ المحكمة بعين الإعتبار الثمن الأعلى عند تحديدها التعويض .
نظر هاري جيلبي إليها مستغرباً ، ثم ضحك وقد أشرق وجهه قليلاً:
- إنك ذكية جداً . ومن المؤسف أنك لم تدخلي دنيا الأعمال بدلاً من التمريض .
قطبت جبينها ، وبدا التردد في عينيها : ( لم تقل يوماً أنك تريدني أن أفعل ذلك .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 10:24 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


يا أبي ، عندما أعلمتك أنني أريد دراسة التمريض ، شجعتني ).
- إنها مهنه رائعه ، يا عزيزتي . فلا تبدي هذا القلق ، على أي حال ، لم أتوقع منك أن تعملي معي .
وارتسمت على شفتيه إبتسامه شاحبة حين أضاف .
- أظن أن أفكاري رجعيه . فقد اعتبرت الفتيات لا يصلحن لدنيا الأعمال .
كما توقعت أن تتزوجي في سن مبكرة ، ولربما اخترت شخصاً يحب العمل معي في الشركة .
هذا ما فكرت فيه بخصوصك . وقد تعلمت الكثير منذ ذاك الحين .
وخصوصا منذ زواجي من نويل . عندما كانت سكرتيرتي كانت كفؤأ متواضعه . لكن حين أصبحت زوجتي تغيرت كلياً.
لم أرَ وأكتشف طبيعتها الحقيقة يا لويزا ، كنت أعمى .
بدأ في عينيه الحزن والإستسلام ، وهو يكمل : ( إنها طموح جداً وعنيدة جداً).
- نعم .
شعرت لويزا بأسى عميق لزوال الغشاوة عن عيني أبيها .
فقد كانت تفضل أن تراه سعيداً راضياً في زواجه رغم أنها لم تحب يوماً زوجة أبيها .
ثم قال أبوها عابساً : ( في الحقيقة ، أنا خائف جداً من إخبارها عن رغبتي في بيع المصنع .
ستجعل حياتي جحيماً إذا علمت أننا في ضائقة مالية ).
قطبت لويزا مفكرة : ( إذا كانت ذكية في إدارة الأعمال بقدر ما تظن أن ت. فلابد أن لديها فكرة عن الموضوع .
كن صريحاً يا أبي وأخبرها بالحقيقة . أظنك تدين لها بهذا . إنها زوجتك ويحق لها أن تعلم الحقيقة).
أمضيا بقية الوقت في مناقشة هذا الموضوع . واستطاعت أخيراً أن تقنعه بإطلاع نويل على الوضع ذلك المساء.
ونبهّته قائلة : ( من الأفضل ألا تخبرها أنك ناقشت الأمر معي ).
فابتسم أبوها بكآبة : ( أنت على حق ، فلن أذكر حتى أسمك . إنني أسف لأنكما غير
منسجمتين بسبب طباعها الصعبة ).
وتأوه طويلاً ثم أضاف : (الزواج علاقة صعبة . يا عزيزتي . عندما تريدين الزواج ، فكري ملياً بالأمر ).
- سأفعل ، فلا تخف .
- أما زلت تخرجين مع الطبيب ؟ ما أسمه ؟ دايفيد؟
هزت رأسها نافيه .
فقال وهو ينظر إليها بعطف : ( آسف لذلك ، فقد أحببته . كان يبدو رجلاً طيباً ).
- هذا صحيح ، لكننا لم نكن ..أنا ..لم ..
- لا بأس . أميرك سيأتي يوماًُ ما ، يا عزيزتي .
وبقيت كلماته تتردد في ذهنها ، حتى وصلت إلى بيتها ( أميرك سيأتي يوما ً ما ..أميرك سيأتي ).
لم يكن زاكاري ويست أميراً ..كما لم يكن أميرها هي بالطبع .
لكنها تمنت لو استطاعت أن تتحدث إلى أبيها عنه .
تمنت أن تتحدث إلى أي شخص عنه . عن شعورها نحوه .
ولكن لا مجال لذلك . استمعت إلى أبيها يتحدث بحزن عن نويل .
وهن مقدار حبه لها . وخوفه من أن يفقدها ...لكنها لم تتلفظ بكلمة
واحدة عن أمورها المعقده ومشاعرها الجريحه . كان هو آخر شخص يمكنها أن تطلعه على مشاعرها نحو زاكاري .
اتصل بها أبوها في اليوم التالي ، وقال لها بسرور : ( أخبرت نويل الليلة الماضية .
وكنت على حق ، يا عزيزتي ، فهي لم تفاجأ ..)
ّّّّّّّ- نعم ، فقد تصوّرت أن لديها فكرة عن الموضوع !
- إني مستاء لأنني لم أخبرها من قبل . قالت إنها أدركت أنا نمر بأزمة .
لهذا عملت بجد ونشاط لوضع الشركة على أساس متين .
رأت أننا سنحصل على سعر أفضل ، إذا ما كانت الؤسسة منتجه وناجحه وليس على شفير الإفلاس.
قالت ببطء ، وقد أدركت أن عليها أن تعيد التفكير في رأيها بنويل :
( إنها على صواب ).
- لكنها لم تقبل بالعرض الحالي . فهي تتعامل مع رجل من ( بيرمنغهام) يملك سلسلة من المتاجر في شمال
إنكلترا، ونحن نقوم بتصنيع منتجات عدة له . وتظن نويل أنه قد يساعدنا ، ويصبح شريكاً لنا .
فهو يسعى لتوسيع أعماله نحو الجنوب كما يود امتلاك بعض مصادر المنتجات ، ليقلل من نفقاته .
فقالت مقطبة : ( وهل أعجبتك الفكرة ؟ أعني أن تبيع المصنع له ).
- حسناً ، أظنني أود أن أتقاعد . لقد سئمت إدارة الأعمال . فقد عملت معظم حياتي ، وقد حان وقت الراحة .
ولعب الغولف .
- ولكن ألن تضجر يا أبي ؟
- لقد ضجرت من العمل . وإذا مللت من التقاعد يمكنني العودة إلى العمل . لكن أمامي الآن سنوات عدة .
فأنا ما زلت نشيطاً . وسأستمتع بعدم اضطراري للعمل . من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً.
لستة أيام في الأسبوع .
سألته وقد شعرت ببعض الإرتياح : ( أنت لا تقوم بهذا العمل ، إذاً ،
لتزيد من رأس المال لتدفع التعويض لزاكاري ويست ؟)
- لا . أن نويل على حق . لقد فقدت إهتمامي بالعمل قبل أن اتعرف إليها .
وسيسعدني أن أتقاعد وأدع نويل وذلك الرجل يتسلمان المسؤلية .
يبدو أن نويل تخطط لاستلام العمل يومياً .

وسيهتم شريكنا الجديد بالأعمال من حين لآخر .
وستبقى الأمور كما هي ، مادامت نويل ناجحه وهو راض بالنتيجه .
- أنا واثقة من أن نويل ستنجح .
- وأنا واثق من ذلك ، أيضاً .
عندما عادت إلى عملها ، وجدت التعاون مع دايفيد صعباً .
كان مهذباً للغاية ، إذ لم يكن من النوع الفظ أو الحقود . ولكن تصرفاته اتصفت
بالبرود كلما اجتمعا . وكانت تجد ذلك مؤلماً .
لا سيما في حضور الآخرين .
توقفا عن تبادل النظرات ، وقد أدركا أن انفصالهما آثار الأقاويل في المستشفى .
وتمكنت بشكل ما . من الإحتفاظ بابتسامتها الهادئة . ومن التظاهر بعدم الإهتمام .
لكنها كرهت أقاويل الناس عنها . وعن أن دايفيد يتألم بسببها .
ولكن ، لم يكن بيدها حيلة . لو استطاعت لشرحت له أنها ضحية هي أيضاً .
فهي لم تشأ أن تقع في غرام شخص آخر . وقد صدمها هذا ودمر حياتها . لم تحاول أن توضح له الأمر .
فدايفيد كجراح فصلها عن حياته على الفور ، ومن دون تردد . وقد احترمت لويزا قراره هذا .
وسرعان ما علمت أن دايفيد يخرج مع فتاة أخرى . لم يطلعها أحد على الأمر مباشرة .
لكنها اسنتجت ذلك من التلميحات التي تكثر في حضورها .
كما كان الاحمرار يعلو وجه إحدى ممرضات قسم الأمراض النسائيةكلما رأت لويزا .
لم تشعرلويزا بالألم ، لأنها لم تكن مغرمه بدايفيد . لكنها شعرت بوخزة غيرة عندما رأتهما أخيراً معاً.
يسيران نحو موقف سيارات المستشفى . لم يمسك أحدهما بيد الآخر ، لكن أيديهما كانتا تتلامسان .
فتدفقت ذكريات لويزا . اعتادت ، هي ودايفيد أن يشبكا يديهما في الريف .
وأن يتبادلا الابتسامات بهذه الطريقة . كان ذلك قبل أن تعرف زاكاري وتدرك الفرق بين
الدفء العاطفي ، وحرارة الشوق الذي شعرت به نحو زاكاري .
أشاحت بوجهها وهي توبخ نفسها ، ماذا جرى لها ؟
ما الفائدة التي تجنيها من اجترار الذكريات ؟
إنها تتمنى له الخير ، فهو رجل طيب يستحق السعادة ، لكنها حسدتما على علاقتهما الحميمة .
تلك العلاقة التي تجعلهما في عالم خاص ، لا يدخله سواهما .
وفي اليوم السابق لانعقاد جلسة النظر بقضية أبيها ،اتصل بها هذا الأخير ، لي1كرها بذلك
قائلا : ( ليس المطلوب منك الإدلاء بشهادتك ، فإذا شئت ألا تحضري ).
عرضت على المحامي أن تدلي بشهادتها . لكنه رأى أن ما من ضرورة لذلك .
فما من خلاف حول سبب الحادث . لقد اعترف هاري جيلبي بالوقائع
التي أدلى بها الطرف الأخر ، وأقر بأنه قطع المنعطف بسرعة كبيرة .
وكان محامية يرجو أن يبرهن أن زاكاري ويست لم يكن منتبهاً تماماً هو أيضاً .
وإلا لرأى السيارة الأخرى .
لم تطلع لويزا أحداً على كا أخبرها به زاكاري ،لم تتحدث عن الفتاو التي رآها تسير في الحديقة .
قطبت جبينها وهي تتساءل عما إذا كان عليها ذكر ذلك ؟
هل كان ذهنه مشتتاً حين رأى سيارة أبيها تندفع نحوه ؟
وهب هذا يبرئ أباها ؟ ولكن لا .
كان زاكاي يقود سيارته ببطء شديد ، وعلى جهته من الطريق .
وسواء كان يفكر في الفتاة التي رآها أم لا ، فاللوم يقع على أبيها وحده .
وأنا أيضاً ! فكرت في ذلك والشعور بالذنب يثقل قلبها .
لو أنني لم أتصل بأبي ..لو أنني لم أكن مستاءه كالأطفال لأنه نسي عيد ميلادي ..
قال أبوها ببشاشة : ( الخبر الجيد هو أن علاقة العمل مع عميل نويل في بيرمنغهام تتقدم ،
لم تستقر بعد على مبلغ معين لأنه يريد أن يدرس محاسبوه الدفاتر أولاً .
لكنه يبدو رجلاً عادلاً ..رجلاً صعباً ، لكنه عادل ، وأنا أحبه . أظنه سيحفظ وعده ،
ويلتزم بكلمته . مهما حدث في المحكمة . إن نظرتي للمستقبل متفائلة يا عزيزتي ).
- أنا مسرورة يا أبي .
لكنها ما زالت تشعر بالذنب ، وتلوم نفسها لتسببها بالحادث .
نظرت لويزا إلى ساعتها وهي تضع السماعة . كانت الساعه الثالثة .
ولن تستلم عملها قبل الساعة الثامنة إلا ربعاً .
أسرعت في إنهاء أعمالها المنزلية . ثم تزينت وخرجت .أتجهت بسيارتها إلى خارج المدينة ،
نحو البحر . كان الجو معتدلاً بعد أن أمطرت أثناء الليل . رأت أزهار نرجس
تحت الأشجار في الحدائق ، ولم يبد فصل الربيع بعيداًُ عصر ذاك اليوم .
أوقفت سيارتها خارج بوابة زاكاري ، وعندا خرجت منها أطل هو من نافذة محترفه.
سارت نحو البيت وهو ينظر إليها . كانت الريح الباردة تشعث شعرها
حول وجهها وترفع تنورتها الرمادية الواسعه عن ساقيها فاضطرت إلى إمساكها بيديها .
فتح زاكاري النافذة وابتسم لها ابتسامة ساخرة : ( يمكنني التكهن بسبب حضورك ).
- لا أظن .
- أتراهنين ؟
- لا أحب المراهنة . جئت أصطحبك إلى المحكمة . لدق تذكرت أنك غير قادر على قيادة سيارتك.
وهذا يوفر عليك استدعاء سيارة أجره.
- يا لشهامتك ! هل تأملين أن أعفي أباك من التعويض لقاء ذلك؟
- لست متفائلة إلى هذا الحد ؟

- وأنا كذلك . لأنني لا أستطيع . لو أمكنني ذلك . لفعلت ، يا لويزا .
ولكن في قاعة المحكمة يجب أن أروي ما حدث بالضبط .
كان أبوك يقود سيارته على جهتي من الطريق . وقد قطع المنعطف بسرعة جنونية .
إنها الحقيقة وعلي ّ أن أقولها .
قالت وهو يفسح لها الطريق لتدخل : ( لا أريدك أن تكذب ، ولكن هل ستخبر المحكمة
بأنك لم تكن مركزاً على القيادة كذلك ؟)
- ماذا ؟
قطب حاجبيه ، فأشاحت بوجهها ، وقد جف فمها توتراً .
ثم قالت ، شاعرة بأنفاسة خلفها : ( كنت تقود سيارتك وأنت في حالة ذهول ، أليس كذلك ؟)
رد عليها بحدة : ( عما تتحدثين بحق الجحيم ؟)
أخذت ترتجف ، لكنه لن يرهبها ، ولن تتراجع ، كانت مصممه على قول ما جاءت لأجله .
- منت مشغولاً عن الطريق بالتفكير حالماُ بالفتاة التي رأيتها .
ساد صمت قصير ، ثم قال : ( كنت أقود سيارتي ببطء على ناحيتي من الطريق .
وأبوك هو الملام على الحادث )؟
- ليس تماماً ، ربما يقع معظم اللوم عليه ..لا أنكر هذا ، ولا هو ينكره ..
لكن لو كنت متيقظاُ ، لو كنت أكثر تركيزاً ، بدلاً من أن تسترسل في أحلام
اليقظة ، لربما تمكنت من تجنبه .
وانفجر زاكاري يقول غاضباً : ( لا بد أنني كنت مجنوناً عندما أخبرتك ذلك).
وقبض على ذراعها وأدارها بعنف لتواجهه . أسدلت أهدابها لتخفي
عينيها اللتين عجزتا عن النظر إليه . ليس لأنه يخيفها . . .
وإن كان ذلك صحيحاً عندما يعبس بها بهذا الشكل .
ولكن لأنها خافت أن يرى النظرة تلك تحملها عيناها .
فيقرأ المشاعر العنيفة التي انتابتها حين أقترب منها وأمسك بها .
لقد أفصحت له عن سببين لزيارتها ، وهي أن تؤمن له وسيلة مواصلات أولاً .
وأن تظهر له أنه لم يكن مركزاً انتباهه على الطريق .
ولكن هناك سبب ثالث لزيارتها هذه . كان عليها أن تراه ،
فقد بدا لها وكأن سنة مضت على آخر لقاء بينهما .
- لكنك أخبرتني . ألا تظن أن عليك أن تعلم المحكمة بدلاً من أن
تدع اللوم كله يقع على أبي ؟
فهزها بغضب : ( هذا هو السبب الذي جعلك تحضرين مراراُ إلى هنا ،
أليس كذلك ؟ جئت تستدرجينني لأخبرك بشيء يمكنك استعماله ضدي في المحكمة .
كنت تتظاهرين بأنك الممرضة لهادئة الرقيقة . كعذراء الرسوم القديمة.
ببشرتك الناعمة وعينيك الزرقاوين الواسعتين ...)
اضطربت ورفعت بصرها إليه . فأمسك بذراعيها يجرها نحوه ثم أحنى وجهه الغاضب فوق وجهها : ( كان علي
أن أكون أكثر حكمة ، كان علي أن أتذكر أنك امرأة مهما كان مظهرك ، والنساء هن أكثر المخلوقات مراوغة ونفاقاً وخداعاً ).
فردت وهي تتملص منه بتعاسة .
- لا ، أنا لست كذلك ، لا تقل عني مثل هذه الأشياء ، زاكاري .
أنت لا تعتقد أني مراوغة ومخادعة ، أليس كذلك ؟ لا يمكنك ..
راحت نظراته الغاضبة تغوص في عينيها الزرقاوين ، فلم تستطع أن تحولهما عنه.
إنما بادلته التحديق كالمسحورة وقد خلا ذهنها من كل شيء ما عداه .
زاكاري ، زاكاري ! هتف ذهنها باسمه ، وهي تنظر إليه وكأنها تحفر ورته في قلبها إلى الأبد .
رأى دموعها فقطب جبينه ، متمتماُ : ( لا تفعلي هذا ! لِـمَ تبكي النساء دوماً حين يخسرن الجدال ؟
هذه إحدى حيلهن ليحصلن على ما يردن).
- أنا أكرهك .
شهقت بالبكاء ، وشعرت بأنها تكرهه في هذه اللحظة بقدر ما أحبته من قبل .
فقال متنهداً بجفاء : ( كفي عن البكاء ، فقد ربحت المعركة .
سأعترف بأنني لم أكن مركزاً تماماً على القيادة عندما برز أبوك من وراء المنعطف .
سأفعل كل ما يمنعك من البكاء ، لا يمكنني أحتمال ذلك ، إذ يجعلك تبدين في غاية الضعف والإنهزام .)
ابتسمت من خلال دموعها التي انهمرت بغزارة : ( حقاً ، ستفعل هذا ؟)
رفع رأسه ونظر إليها بفروغ صبر : ( عندما أكون معك ، لا أفهم ما يجول في رأسي ).
وحبست أنفاسها ، متمنيه لو تعرف الجواب هي أيضاً.
تركها زاكاري وسار مبتعداً ، محني الرأس : ( أنا في حيرة من أمري بسبب التأثير
الذي تحدثينه في نفسي . ولم أجد الجواب بعد . ربما ألحق الحادث الضرر بدماغي
من دون أن يبدو الخلل في صور الأشعه .)



فأسرعت تطمئنة : ( كل شيء طبيعي في رأسك ، لقد رِأيت صور الأشعه .
كما أنك خضعت لفحص دقيق . لم يلحق أي تلف بدماغك ) .
- أنا أنسى دائماًُ أنك ممرضه ، لكن هذا لا ينفع . ربما بقيت وحيداً لفترة طويلة .
لذا أكثر التفكير ، ومؤخراُ لاظت أني أفكر فيك غالباً .)
شعرت بقلبها يخفق ، ثم تذكرت الفتاة الاخرى .
تلك التي رآها قبل الحادث والتي ما انفك يحلم بها منذ ذلك الحين.
- وماذا عن فتاتك ذات الرداء الأبيض ؟ ألم تعد تفكر فيها ؟
فرد والأرتباك يرتسم على وجهه : ( طوال الوقت ، مازلت أحلم بها ، ولكن أحياناًُ ..)
وسكت مقطباً جبينه . فسألته : ( أحياناًُ ماذا؟)
لم يجب . كان يقف أمام الركيزة ، وسط الغرفة . يحدق في القماشة المثبته عليها .
ويداه في جيبه . أخذت تنظر إليه ، وتفكر في جاذبيته المدمرة .
تلك الجاذبية الصارخة ، التي أبرزها بنطلون الجينز والكنزة الرقيقة.
ابتعلت ريقها ثم تقدمت نحوه لتقف بجانبة وتنظر إلى اللوحة .
- هل رسمت أي شيء ؟
فصرخ غاضباً : ( لا أريد أن يرى أحد هذا العمل ).
ستر اللوحه بجسمه وكتفيه العريضتين . ولكن الأوان كان قد فات ،
إذ رأت الرسم.
لم تمن اللوحه منتهيه . لكن الخطوط الرئيسية كانت واضحه .
الأشجار ، السياج ، شفق الغروب والقمر ، وفي المقدمة ، بياض
غامض . . . شكل امرأة في ثوب أبيض فضفاض ، أنسدل شعرها الأسود
على كتفيها وقد أشاحت بوجهها .
عرفت لويزا على الفور ما رأته ..إنها صورة المرأة التي رآها زاكاري
في الحديقة ذاك المساء . كانت التفاصيل التي ذكرها لها ،
موجوده كلها . مما أثار غيرتها وحساسيتها ، فاسوعبت كل شيء بنظرة واحده.
كان للصورة طابع سحري غريب ، الضوء الخافت ، الفتاة في ثوبها الأثيري .
القمر خلف أوراق الشجر الفضية ونوافذ المنزل التي أومضت بغموض .
بدا ل ذلك مبهماً . مثيراً للفضول ، يدفع الناظر إلى السعي لسبر الغموض في هذه الصورة .
اضطربت ، وتأملت عيناها وجه الفتاة ، ثم ما لبثتا أن شعتا بذهول وعدم تصديق .
كان الوجه وجهها هي .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 10:31 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9-عذراء تنتظر حبيبها


و فيما كانت تعمل ذلك المساء ، استرجعت لويزا ذكرى تلك اللحظة.كانت من الذهول بحيث لم تسأل زاكاري أن يشرح لها الأمر.اكتفت عندها بالالتفات إليه و التحديق فيه بعينين مذهولتين، فما كان منه إلا أن احمر وجهه و تمتم على الفور:
- لم اعد اذكر وجهها.أتذكر الانطباع الذي تركه في نفسي.و عندما أحلم بها أرى وجهها بوضوح،و لكن حين وضعت الخطوط المبدئية لهذه الصورة اضطررت لترك وجهها.ثم عدت إليه فلم يتمكن ذهني من من استرجاع الصورة، بالرغم من محاولاتي المتكررة.فكرت ألا أرسم وجهها.سيكون هذا غريبا، وقد يجعل للوحة معنى.أمر كهذا يسلي عشاق الفن.لكنني لست من أولئك الرسامين، فأنا لا أحب الحيل و الألاعيب التي تؤثر على الناظرين.فيما كنت أحاول أن اتخذ قرارا، وجدت نفسي أرسم دون وعي، عينين و أنفا و فما...تراجعت إلى الخلف لأنظر إليها، رأيتها أنت.و بدت لي الصورة ملائمة.و هكذا عندما نقلتها إلى القماشة، رسمت وجهك أنت.
و راح ينظر إلى القماشة و قد تصلب فمه.فيما حدقت فيه، متمنية لو تكشف ما يفكر فيه.
ألقى عليها نظرة غامضة، وسألها:
- هل لديك مانع؟
فما كان منها إلا أن هزت رأسها دون أن تتكلم.أتمانع؟كان قلبها يخفق بين ضلوعها، فخيل لها أنها ستفقد وعيها.و لكن ما معنى هذا؟و لم رسم وجهها بدلا من وجه فتاة أحلامه، و أصبح صوته أجش ن وهو يقول:
- ربما تدركين الآن لم قلت لك إنني حرت في أمرك...لست أنت من يحيرني، بل تحيرني نفسي، فأنا أجدك بين ذراعي دائما.و حين حاولت أن أرسم وجهها، وجدت نفسي أرسم وجهك.يبدو و كأن الصورتين امتزجتا في رأسي...لكنني لا أفهم السبب! ما الذي حل بعقلي بحق الجحيم؟
لم تكن تملك جوابا على سؤاله.و في تلك الليلة، وفيما كانت تتجول في القسم، فكرت باستشارة أحد الأطباء النفسيين في المستشفى.لكنهم لن يعطوها ردا سريعا، بل سيطلبون رؤية زاكاري بتقييم حالته مما سيستغرق وقتا طويلا.أدركت أن زاكاري لن يوافق على رؤيتهم،فقد سبق و رأى الكثير من الأطباء في السنة الماضية.و كان يذكر الطب النفسي بشكل ساخر عندما يتطرقان لهذا الموضوع.
اتفقت مع زاكاري على الحضور إلى منزله اليوم التالي لتصحبه إلى المحكمة.
قال زاكاري ن وهو يفتح لها الباب:
- وصلت باكرا.
بدا جديا على غير عادته ، في بذلته القاتمة وقميصه المخطط و ربطة عنقه الحريرية.لكن لويزا فضلته في بنطلونه القديم و قميصه الأبيض.
- حسنا، إن موقف السيارات في المحكمة صغير.لذا فكرت في أن أوصلك أولا، ثم أفتش عن مكان لأركن السيارة.
نظر إليها بحدة:
-فهمت.طبعا، تخشين أن يروك تدخلين برفقتي إلى المحكمة.
احمر وجهها و حاولت أن تغير الموضوع، فقالت:
- لا تنس ربط لحزام الأمان
تجاهل تنبيهها و أخذ يتأمل نفسه في مرآة السيارة، وقد توتر فمه بشدة:
- أعلم أن الناس سيحدقون في عندما أدخل.ربما علي أن أضع كيسا في رأسي. منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 10:34 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ارتفعت نبرته غاضبة،مما جعلها تضطرب و كأنها تلقت صفعة.
- لا تقل مثل هذا الكلام.في وجهك بعض الندوب فقط...
- البعض فقط؟
و ألقى نظرة أخرى على صورته في المرآة.
فقالت بلطف: قد ينظر البعض إليك ي البداية فقط.لكن سرعان ما يتعودون على مظهرك.
- أنت تقولين هذا لأنك اعتدت رؤية الناس المصابين بالحروق.
- لا.أنا أقول هذا لأني لاحظت، وعلى مر السنين، تصرفات المرضى و أسرهم إزاء تشوهات الوجه.فالعقل البشري محير.يعتاد الناس، بعد فترة،كافة أنواع الإصابات و الإعاقات.كما تختفي الندوب فلا يلاحظها الناس لأتهم يتوقعون رؤيتها.لدينا كلنا واجهة أمامية يراها الناس، و أي ندبة تصبح جزءا منها.فلا يحدق فينا إلا الغرباء.
- سأسير اليوم في قاعة مليئة بالغرباء.
نظرت إلى يده،فرأتهما منقبضتين.فأمسكت يهما ترفعهما ، لتفرك أصابعه الواحد تلو الآخر.
- لا تكن متوترا بهذا الشكل!إذا كنت لا تعرفهم فلم يهمك ما يفكرون فيه؟سر في قاعة المحكمة مرفوع الرأس، وإذا حدق فيك الناس،تجاهلهم.
ثم تركت يديه و عادت إلى مقعدها،و قد احمر وجهها و خفضت بصرها.
- عليك أن تتجاهل تحديق الناس ، على أي حال.أنت رجل جذاب للغاية.
ابتسم ساخرا:
- اعلم مدى جاذبيتي، فقد شعرت دانا بالغثيان حالما وقعت عيناها علي.
- آه، هي!
نبذت لويزا ذكرى*دانا*من ذهنها.لم تعرفها قط، لكنها علمت أنها لن تحبها :
- و من يهتم برأي تلك المرأة:
ضحك و أجابها:
- هذا صحيح.من يهتم برأي *دانا*؟
و امسك بذقن لويزا و رد رأسها إلى الوراء ليرى وجهها بوضوح، ثم سألها:
- حسنا، إذا كنت لا تخجلين من مظهر وجهي، فلم لا تريدين الظهور معي؟
ترددت و اضطربت، وتشابكت عيناها بعينيه بارتباك، ثم ابتعدت عنه.فقال باختصار:
- الصديق الغيور؟
فردت و قد فاجأها كر *دايفيد* الذي نادرا ما تأتي حاليا على ذكره.
- لا، طبعا.
- ألن يكون حاضرا؟
- و لم يحضر؟ لم يكن متورطا ف الحادث.وهذا أمر لا يخصه.
- أما زلت ترينه؟
و تساءلت عما يجعله يهتم لأمر *دايفيد*؟
- إننا نعمل معا، أراه طبعا!
- أنت تعرفين ما أعني.هل تخرجين معه؟
- لا أنا لا أخرج معه.لماذا تطرح كل هذه الأسئلة عن *دايفيد*؟
- إنني فضولي.هل ما زال يهتم بك؟
- إذا أردت أن تعرف، فاعلم أنه يخرج مع ممرضة أخرى من قسم آخر.
و نظرت إليه متحدية.فألح ينظر في عينيها:
- هل لديك مانع في ذلك؟
فتأوهت بضيق:
- إنك أشبه بالموت أو بجابي الضرائب...أنت لا تتراجع أبدا، أليس كذلك؟
- ليس عندما أريد جوابا.لذا أخبريني، هل تضايقت عندما علمت أنه يخرج مع فتاة أخرى؟
- لا.لم يزعجني الأمر.لم يكن يهمني، ولم أكن المرأة المناسبة له.جمعت بيننا مودة كبيرة و هذا كل ما في الأمر.و الآن هل يمكننا الكف عن تناول شؤوني الخاصة؟
- انتظري لحظة.لما أظهر كل هذه الغيرة كلها،ذلك اليوم،عندما تبعك إلى الكوخ، لو لم يكن يهتم لأمرك؟
- كان *دايفيد* يخدع نفسه، حين اعتقد أنه يهتم لأمري.لكنه سرعان ما عثر على فتاة أخرى حين اقتنع أن ما بيننا قد انتهى.
- و من أنهاه؟ أنت أم هو؟
- أنا أقدمت على ذلك.أخبرته أن علاقتنا انتهت قبل أن يتبعني إلى هنا ذلك اليوم.و هذا ما سبب غضبه نسبيا...
و سكت فجأة، خوفا من أن يفهم أنها قطعت علاقتها ب*دايفيد* بسببه هو.فأضافت بسرعة:
- أمضينا أسابيع نناقش الأمر،و لم يكن الأمر يتعلق بك.لكن صدف أن تبعني إلى هنا ذلك اليوم.
فقال غير مقتنع:
- هممم...هل ظننت يوما أنك تحبينه؟
اضطربت و هزت رأسها بصمت،بينما اخذ يراقبها بإمعان:
- هل ظننت يوما انك مغرمة بشخص ما؟
- طبعا! و ماذا تظن؟ منذ سنوات كنت مراهقة، كنت أقع في الغرام بسهولة.
- و منذ ذلك الحين؟
لم تجب، فابتسم وقال:
- هذا يفسر مظهرك.
لم تسأله عما عناه بكلامه، إنما بقيت صامتة بعناد.و بعد لحظة سألها:
- لم تخافين الظهور معي؟ أتخافين أن يظن الناس أننا متآمران بشأن البراهين؟
- لا.طبعا لا!و لكن...حسنا إنه أبي...لم أذكر له أبدا أني أعرفك.
بدا عليه الذهول و قد فاجأه كلامها:
- آه، فهمت.ألم تخبريه؟لم تكن تلك الفكرة، إذن، فكرته...؟
و سكت، فقطبت جبينها و هي تحاول أن تكتشف كيف كان سينهي جملته.سألته:
- عن أي فكرة تتحدث؟
و عادت بذاكرتها إلى الوراء، ففهمت ما عناه، وانفجرت تقول بغضب:
- لا، لا . لم تكن فكرة أبي أن أرافقك إلى المحكمة!فهو لا يعلم أني اجتمعت بك أكثر من مرة.كما لم اخبره أو أخبر أي شخص آخر ما رويته لي عن تلك الفتاة في الحديقة.
ساد صمت قصير، ثم ابتسم لها:
- حسنا، هل نذهب؟ لقد أمضينا أكثر من عشر دقائق في الجدال هنا و سنتأخر إذا لم ننطلق في الحال.
لقد صدقها.فتنهدت و قد تملكها الارتياح، ثم انطلقت بسيارتها.استند هو للخلف، بينما تحركت لتسلك الطريق الذي جاءت منه.
- لن يستغرق وصولنا إلى *وينبري* أكثر من نصف ساعة.لن نتأخر، ولحسن الحظ لدينا الوقت الكافي.
- -فقال ببطء ، والمرح في صوته:
- أنت حذرة دائما.
كانت تعلم انه يغيظها لكنها لم تهتم.فقد تآكلها القلق حيال نتيجة المحاكمة، ومستقبل أبيها.كما يبدو أنها فقدت، في تلك اللحظة روح النكتة
اتكأ زاكاري إلى ظهر مقعده، وراح يتأمل الأشجار التي يمران بها، بأغصانها العارية.قال:
- إن أزهار النرجس تملأ حديقتي.و بعد شهرين، سيحل الربيع.حدث الاصطدام في الربيع الماضي،منذ سنة كاملة.لم تمر علي سنة بمثل هذا البطء الذي مرت به هذه السنة.
أخذت تحدق أمامها و هي ترتجف.ما زال يشعر بالمرارة..و هي لا تلومه.لقد مر بأوقات صعبة منذ الحادثة،إذ انقلبت حياته كلها رأسا على عقب.
- ها أنا، على الأقل، أرسم من جديد.ليس لديك فكرة عن مدى السعادة التي تغمرني حين ادخل محترفي كل صباح لأرى ما رسمته في اليوم السابق ينتظرني كي أكمله.
فقالت بصوت أبح:
- أنا لم أرسم قط في حياتي، لكني تصورت شعورك عندما لم تعد قادرا على القيام بالعمل الذي تحبه و تعشقه أكثر من شيء آخر.
- هل ستشتاقين إلى التمريض، إذا اضطررت إلى ترك عملك؟
- نعم،كثيرا!فهذا ما أحسنه.إن قيام الإنسان بالعمل الذي يحسنه يشعره ببهجة مميزة
فتمتم قائلا:
•أنت ممرضة جيدة.من الغريب أني أتذكرك بوضوح رغم أني لم أمكث في قسمك سوى لفترة وجيزة.إن أوضح صورة لك في ذاكرتي هي انحناؤك على سريري ليلا، و كأنك ملاك بقبعة التمريض المنشاة تلك،و ذاك الوجه الأبيض الهادئ.كما أذكر أني كرهتك كرها عظيما،فقد كان الألم يتآكلني و فكرة الموت أو الإصابة بتشوه بالغ ترعبن.بينما أظهرت تصرفاتك برودة كبيرة و ثقة بالنفس.أردت أن اصرخ بك، لأعبر عن غضبي و استيائي!
•لقد فعلت مرة أو اثنتين.
•حقا؟ حسنا أنا اعتذرا لآن، وبعد أن عرفتك، أنا واثق من انك بذلت كل ما في وسعك من أجلي.و لا بد أنك صدمت عندما صرخت بك!
•لا تكن سخيفا! لقد اعتدنا ذلك.فنحن لا نتوقع من الذين يعانون أن يتصرفوا كقديسين.
•أنت متسامحة جدا، وتنحلين بكافة الفضائل و بالعفة، أليس كذلك؟أنت رقيقة حنونة،هادئة كريمة النفس،و متسامحة للغاية.قفي!
ذعرت حين صرخ كلمته الأخيرةـ وتملكتها دهشة بالغة، ثم التفتت إليه حائرة.
أمرها بصوت أخافها:
- أوقفي السيارة!
نظرت في المرآة فلم ترى سيارة خلفها، كما م تلاحظ أي سيارة متجهة نحوهما.لكنها أوقفت السيارة.
- ماذا حدث؟
لكن زاكاري لم يجب.بدا و كأنه نسيها تماما.فتح باب السيارة، فنظرت إليه و هو ينزل منها على عجل.ثم يندفع بعيدا، أتراه رأى شيئا على الطريق؟إنها حتما لم تدهس شيئا.
أرادت أن تعرف ما اقترفته.فخرجت من السيارة مكرهة و توجهت إلى حيث كان زاكاري واقفا كالتمثال.
نظرت حولها، لكنها لم تر شيئا.سألته و قد لاحظت وجهه الشاحب:
-ماذا حدث؟
فرمقها بنظرة غريبة ذاهلة:
- كان ذلك هنا.
- ما هو؟طائر؟
- طائر؟لا.تلك الليلة...كان ذلك هنا.
- آه، أتعني حيث وقع الحادث؟لا، لا يا زاكاري.أنت مخطئ.إنه أبعد بكثير.
كانت تعرف المكان بالضبط، فلطالما مرت بهذا المكان في الأشهر الأخيرة.و في كل مرة كانت تشعر بالبرودة تسري في جسمها و بجفاف في فمها.كان يمكن أن يقتلا، هو و أبوها.
- لا،ليس الحادث.ألا تفهمين؟ لقد رأيتها هنا؟
كانت عيناه مسمرتين على الجانب المقابل من الطريق حيث سياج من شجر الزعرور و شجيرات صغيرة عارية الغصون.في الربيع الماضي كانت هذه الأغصان تعج بالحياة و الألوان المختلفة، وقد انتشرت تحتها أزهار الربيع من بنفسج و نرجس أصفر.
- ذلك السياج...رأيتها تسير خلف السياج، و في تلك الحديقة.المنزل...أترين ذاك المنزل الأبيض هناك خلف الأشجار...؟لا بد أنه بيتها.
لم يكن صوته ثابتا نو خرجت كلماته مبهمة نوعا ما.كانت تسمع صوت تنفسه، وترى بخار أنفاسه في الجو البارد.أطلق ضحكة مكبوتة و قال:
- لعلها في المنزل الآن، وقد تخرج منه في أي لحظة...
حاكت لويزا الأشباح شحوبا.حدقت عبر الحديقة الجرداء إلى البيت البعيد، شأنها شأن زاكاري.ثم همست:
- هل أنت واثق من أن هذا هو المكان؟
- بالتأكيد.لا يمكن أن أنساه.لقد رأيت الصورة التي رسمتها.ألم تميزيه؟
فقالت ببطء:
- لا.و لم يخطر ببالي ذلك...فالحدائق متماثلة، كما أن البيت لم يكن واضحا جدا.لم يخطر هذا ببالي و لو لمرة واحدة.
التت إليها بلهفة و سألك
- أتعرفين هذا البيت؟أتعرفينها؟ ما اسمها؟
لم تجبه بل رفعت إليه عينيها الزرقاوين القاتمتين و هما تلمعان بالدموع و تتألقان سعادة.
مضت لحظة طويلة و هو يحدق فيها، ثم اتسعت غيناه مدهوشا و قد تجلت صدمة بالغة.قالت له بهدوء:
- كان عيد ميلادي، وكنت أمضيه دائما مع أبي، لكن رغم وعوده نسي الأمر و رافق زوجته إلى إحدى الحفلات.قصدت بيتي القديم، وهو المنزل الذي تراه هناك... ففيه عشت معظم أيام حياتي حتى تزوج أبي مرة ثانية.ظننت أن أبي سيكون بانتظاري . و كنت قد اشتريت ثوبا جديدا للمناسبة،ثوبا شاعري الطراز أبيض شفاف، ذا كمين طويلين، يزينه الدانتيل على ياقته.كان يبدو، نوعا ما كفساتين العصور الماضية.
- نعم.
توقفت عن الكلام، تنتظر، لكنه لم يضف كلمة أخرى، فتابعت تقول:
- عندما وصلت، اكتشفت أن أبي لم يحضر،فاستأت و غضبت.اتصلت بأبي و عاقبته لأنه نسي عيد ميلادي.كان تصرفا أحمق و صبيانيا مني...و يا ليتني ضبطت أعصابي ، ولم أفعل.كان علي أن أتناول الطعام وحدي أو أن اتصل بصديقة أو أقوم بأي شيء آخر ما عدا التصرف كطفلة مدللة.
ضحك و قال:
- أنت؟هذا غير ممكن.لا يمكن أن تكوني طفلة مدللة.
- أنت لا تعرفني.
- سأعرفك!
قال كلمته بلهجة قطعت أنفاسها، لكنها استجمعت قواها و أكملت:
- لقد أحزنت أبي.طلب مني أن أنتظره و قال إنه سيصل بعد عشر دقائق.و هكذا خرجت إلى الحديقة.كانت ليلة ربيعة جميلة، فسرت كي ألاقيه هنا.
فهمس:
-كان شعرك ينسدل على كنفيك كفتاة صغيرة، ويتماوج حول وجهك و أنت تسيرين.كما أن ثوبك الأبيض يتطاير حولك أيضا.بدوت كعذراء العصور القديمة في انتظار حبيبها، في شفق الغروب.كنت هادئة و غامضة كضوء القمر.
ضحكت بهدوء:
- أنت شاعري للغاية.لا يبدو عليك هذا.
فسألها و قد عادت المرارة إلى صوته:
- كيف أبدو إذن؟لان لا تجيبي على هذا السؤال...أعلم أني أبدو كمسخ يخيفون به الأطفال...
- هذا غير صحيح!إن في وجهك آثار الحادث و في عقلك أيضا، لكنك ما زلت رجلا جذابا...أنا آسفة، يا زاكاري، سرعة أبي كانت بسببي أنا.و ذنب معاناتك كلها ذنبي أنا.
نظر إلى وجهها متفحصا، إلى تلك العينين الزرقاوين الواسعتين، والبشرة الرائعة، والشفتين المرتجفتين فرقت نظراته و ابتسم لها:
- ربما كان علي أن أدفع الثمن لجدك.ولكل شيء في الحياة ثمن

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 06-08-09, 10:37 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

فخفق قلبها بينما تابع يقول:
- و قد تعلمت الكثير عن نسي و عن حياتي في السنة الماضية.ربما سأصبح رساما أفضل بعد حين.سأكون نوعا آخر من الفنانين.على أي حال اعتدت ان ارسم لمناظر الطبيعية...فأنا لم أرسم الناس يوما رغبة مني في ذلك...لكني أدرك الآن سبب ذلك هو أني لم أجد صلة بيني و بين الناس.لهذافضلت رسم الطبيعة لأنها لا تتطلب شيئا من ذاتي.ولكن عندما عدت أخيرا إلى الرسم ادركت أني اريد أن أرسم شكل إنسان، الفتاة التي حلمت بها ليال طوساةنوهي...أنت...أنت التي تعلقت بها طوال تلك الأشهر.أنت التي جعلتني أكافح في سبيل الحاة.
بلغ بها التأثر حدا عجزت معه على الكلام .تذكرت الليلة الأولى التي أمضاها في قسمها في المستشفى، يتأرجح بين الموت و الحياة.بقيت تتردد عليه طوال الليل، تحدق فيه و هو مستلق على سريره لا يتحرك و كأنه مخدر.لم يخطر ببالها قط أنه يحلم بها.
وضع زاكاري ذراعه حول كتفها، وشدها إليه،ثم أحاط وجهها بيديه،و راحت عيناه تتجولان على عينيها و أنفها و فمها و عنقها و شعرها المربوط إلى الخلف.
- عديني أن تسدلي شعرك دوما على كتفيك حين لا تعملين.
رفع يديه و أخذ ينزع الدبابيسالتي تثبت تسريحتها و أضافك
- هذا يجعلك أصغر من سنك بسنوات.ألا تدركين ذلك؟
فضحكت و قالت:
و لم أرفعه برأيك؟عندما بدأت العمل في القسم، سخر مني المرضى و لم يثق بي الأطباء، لأنني بدوت فتاة صغيرة لذا اعتدت أن أرفع شعري لأبدو كبيرة فس السن.
- حسنا لا تفعلي ذابعد الآن.
قال ذلك و هو يداعب الخصلات الكثة الطويلة السوداء بأصابعه:
- إنه كالحرير...الحير الأسود.إنني متلهف لأراه بجانبي كل صباح.
علت الحمرة و جهها و شهقت، فرمقها بنظرة ماكرة مازحة و قال:
- هل أبدو مستعجلا ن يا حبيبتيظنحن نعرف بعضنامنذ سنة تقريبا
فاشتد احمرار و جهها و لم تتكلم.ابتسم معلقاك
-ها..إن وجهك يحمر مجددا...كان علي ان أتنبًََه لذلك منذ وقت طويل.فاحمرار وجهك المتكرر لا يتناسب و الصورة التي كونتها عن الخت *جيلبي*...جبل الثلج في زي التمريض.إنما يمكنني أن أتصور الفتاة التي رأيتها في الحديقة محمرة الوجه خجلا.لقد وقعت في غرامها لحظة رأيتها تسير في ضوء الشفق.ولكن كان علي أن اتذكر ان النظر خداع،لاسيما في تلك الساعة.ظننتني رأيت فتاة صغيرة.و عندما رأيتك في القسمن وأنت ترتدين ي التمريض، لم أعرفك أبدا.بدوت لي مختلفة.خدعتني عيناي مجددا، اليس كذلك؟الممرضة الطويلة الهادئة التي انحنت فوق سريري كملاك هادئ في الليل،هي نفسها الفتاة التي كنت أحلم بها.كان الفرق كله في عقلي.
أحست بغصة و تملكها القلق،فتوترت و سألته:
- أتعني ان شعورك نحوي هو مجرد تخيلات؟
فرد برقة:
-لا،يا لويزا.مشاعري ليست المشكلة، و إنما عقلي.رأيت في تصرفاتك برودة لم تكن موجودة، أليس كذلك؟ وكرهتك لأنني ربطتك بآلامي، علماأنك كنت تحاولين تخفيفها.لكني في الوقت نفسهنكنت منجذبا إليك.و هذا ما أربكنني و خلط المور في ذهني.كنت احلم ليلا بامرأة، و في يقظتي أرغب بمعانقة امراة اخرى. و عندما بدأت المراتان تندمجان ظنت أني أعاني من مشكلة.فالمرء لا يحب اثنتين في الوقت نفسه، وحين يخلط بين واحدة و أخرى يحتاج إلى مياعدة طبيب نفسي.
فاعترفت قائلة:
-لقد فكرت في ذلك فعلا
ضحكت فجأة و قد خطر لها أن قلقها من اجله لم يكن وهما، وانها كانت المرأتين اللتين رسمهما.
- أعلم هذا.لاحظت ما بدا على وجهك حين نظرت إلى اللوحة التي رسمتها و رأيت وجهك على ما يفترض انه جسد امراة أخرى.كان علي أن افهم، حينذاك.لم أعد قادرا على تخيل الوجه الذي رأيته ن ولم أر سوى وجهك، وكان على هذا ان يرشدني إلى الحقيقة.
- رجوت أن يكون معنىذلك انك نسيتها و حولت عواطفك نحوي.
تنفس بعمق، وقال:
-لويزا،حبيبتي، أخبرتك لتوي أنني أحبك.ما هو شعورك نحوي؟
فردت ضاحكة بصوت أبح:
- ألا تعلم؟أنا مجنونة بك.أحببتك منذ أحضروك إلى قسمي عاجزا.
نظر غليها بأسف:
- وكنهل ستستمرين في حبي عندما لا أعود ضعيفا عاجزا؟
ثم انحنى نحوها يعانقها بلهفة عارمة و شوق جارف.رفع زاكاري رأسه و هو يتنفس بصعوبة:
- أشعر بدوار الآن.أنا لا احلم، أيس كذلك؟هل أنت هنا، يا حبيبتي؟ وهل ما يحدث بيننا حقيقة؟
ولامس خدها بيده فابتسمت له و فمها يرتجف.و فجأة لمحت الساعة في معصمه فهتفت بذعر:
- انظر إلى الساعة!سنتأخر عن المحكمة.
و تملصت منه و اخذت تركض نحو السيارة فيما تبعها هو.
حين تحركت بالسيارة وقال يطمئنها:
- أمامنا ثلاث أرباع الساعة، وهووقت كاف.
كان هذاصحيحا، فقد نزل أمام المحكمة و بحثت عن مكان تركن فيه السيارة.رفض زاكاري ان ينزل هو على الفور من السيارة مصرا على أن تعانقه.فأخذت تدفعه، وتستعجله، لكنه ضمها بين ذراعيه، ثم تركها مكرها.
لم تجد لويزا مكانا تركن فيه السيارة بسهولة.و عندما وصلت، كان النظر في القضية قد بدأ،فجلست على كرسي بين الجموعن وعيناها القلقتان تنتقلانبن ابيها و زاكاري من جهة، وبين جوه القضاة و المحامين من جهة اخرى.
تسللت شمس الشتاء من النوافذ، لتحفر خطوطا قاسية لى وجه أبيها الذي بدا مسنا.ولم ترحم أشعة الشمس الباردة تلك وجه زاكاري.فد أظهر ندوب وجهه دون رحمة.اضطربت حين رات الناس في المحكمة يحدون فيه،كما لاحظت توهج الندوب على وجهه و احمرارها.
تألمت لأجله، لأجل هذين الرجلين الذين تحبهما.كان من السخرية المرةان يجتمعا بهذه الطريقة، بسبب حادث دمر حياتهما معا. و ان يتقابلا هنا متخاصمين، في المحكمة.خافت من نتيجة هذه المحاكمة.فالعدل نحو زاكاري قد يعني دمار أبيها...فكيف يمكنها،حينذاك، أن تعلم أباها بأنها تحب الرجل الذي هدم حياته؟
تقدمت القضية ببطء،وبقسوة، ساعة بعد ساعة.ألقى المحامون مرافعاتهم، ووجه القضاة أسئلتهم.أما أبوها و اكاري فأدليا بشهادتهما، وكذلك فعلرجال الشرطة و رجال سيارة الإسعاف الذين و صلوا فور وقوع الحادث.
بدا الذهولعلى هاري جبلي عندما اعترف زاكاري بأنه مشتت الذهن تلك الليلة.إذ قال:
- علي أن أعترف أن ذهني كان مشغولا بأمور أخرى و إلا لتنبهت للسيارة المتجهة نحوي.
فنظر إليه جيبلي نظرة شاكرة، غير مصدقة.
و مع مرور الوقتن وجدت لويزاصعوبةفي البقاء مستيقظة بالرغم من لهتها و كربها.فهي لم تنم ذاك اليوم كما كانت تعمل ليلا.وفي جو المحكمة الخانق، أخذت تغالب النعاس أثناء إدلاء رجال الشرطة بشهادتهم.
لم يكن في قرارالمحكمة أخيرا أي مفاجآت.فاعتبر هاري جبيليي مسؤولا إلى حد كبير عن الحادث.و هذايعني أنه سيدفع لزاكاري ويست،تعويضا عن إصابته الجسدية، وعن إتلافه رسومه.لكن تحديد المبلغ سيتم في جلسة اخرى.
أخذ الحاضرون يغادرون القاعة،خرجت لويزا متعثرة مثقلة الأهداب، ومضطربة.أما أبوها فخرج مع زوجته و محاميه.تقدمت لويزا نحوه،تقبله وتسأله:
- كيف تشعر الآن يا أبي؟
فأجاب مقطبا:
- سررت بانتهاء كل شيء.
- لكنهم لم يحددوا التعويض!
- يبدو ان الموضوع غير عادي.إذ على زاكاري ويست ان يقدم تقريرا، يحسب فيه بدقة خسارته و العطل الذي أصابه.
فقالت *نويل* غاضبة:
- وربما سيضاعف الأرقام التي فكر فيها في البدء.
و في هذه اللحظة، تقدم منهم زاكاري، فألقى عليه *هاري جبيلي*نظرة خجلى،مترددة، وهو يمد يده:
- آسف جدا،ياسيد ويست...وشكرا على ما قلته في المحكمة.فقدأظهرت نزاهة كبرى وكرما بالغا.
صافحه زاكاري باسما:
- ما قلت إلا الحقيقة.على أي حال لدي دوافعي اخاصة التي جعلتني أتصرف بهذه النزاهة.
نظر إليه *هاري جيلبي* بضيق و قالك
- آه، وما هي؟
وضع زاكاري ذراعه حول خصر لويزا، قائلا:
-أريد الزواج بابنتك.
فغر *هاري جيلبي*فاه مدهوشا.لم يكن ذهوله يعادل ذهول لويزا التي كاد يغمى عليها.رفعت لويزا إليه عينيها لزرقاوين الداكنتين،فابتسم لهازاكاريبعاطفة محمومة يخالطها المرح:
- هل استعجلت مرة اخرى يا حبيبتي ؟
- لويزا؟
و عتى هذا سؤال أبيها هذا أنها لم تخبره قط عن اكاري، وانه ليس لديه أدنى فكرة عما يجري بينهما.
منع الذهول نويل من النطق،و لكن عينيها تنقلابين هاري و لويزا و زاكاري غير مصدقة.
قالت لويزا لزاكاريو هي تضحك:
-لا.لم تستعجل الأمور.أنا مستعدة للزواج منك غذا.و لكن اليس علينا أن نتحدث ليلا في هذا الأمر، أولا؟
فرج بسرور واضح:
- حريصة عملية كما عهدتك.و أكمل:
-نعم أنت على حق.لقدفكرت لتوي بأن اطلع أباك على الأمور و اوضح له نواياي الشريفة.
و قال لها ابوها راجيا:
- لويزا، انا لا أفهم.لم تذكري لي كلمة واحدة عن...عن انك تقابلينه.لماذا لم تخبريني؟
- الحقيقة ظان...آه، ألا يمكنك ان تفهم...كان صعبا...أخذتتتلعثم، فتدخل زاكاري بحزمك
- اظن انه علينا جميعا ان نعود جميعا إلى ينك هاري...هل يمكنني مناداتك هاري،حسنا.دعنا نعود إلى بيتك و سنخبرك ن انا و لويزا بكل شيء.و بالمناسبة، إنسى أمر التعويضهذا...فأناطبعانليس فس نيتي أن أبدأ حياتي الزوجية، بإرغام والد وجتيعلى دفع كل قرش في جيبه.
اخذ هاري جبيلي يول متلعثما:
-..و...لكن...هل...هل أنت...واثق؟
فقالت نويل بسرعةك
-طبعا إنه واثق.
قطبت جبينها، ونظرت غلى زوجها بفروغ صبر ثم اتسمت لزاكاري بعذوبة و اكملت:
- هذا كرم منك يا زاكاري.و حكمة أيضا بعد ان صرت من افراد السرة.
فرد برزانةك
- شكرا يا نويل.
لكن لويزا لمحت سخرية في عينيه.كانت نويل رائعة الجمال، لكنها لم تستطع خداع زاكاري كما خدعت هاري جييلي.
أحكمذراعه حول خصرها فرفعت لويزا بصرها إليه ، وشعرها منسدل حول وجهها المتوهج و عيناها تنطقان في صمت، تعبران له عن شكرها لهذه اللفتة الكريمة.و سألها:
هل لنا ان نغادر؟لدينا الكثير لتخبره لبك و زوجته.كما هناك ما ينبغي إيضاحه.
أومات موافقة.لكنها عمت أنهما لن يتمكنا أبدا من إيضاح القصة بأكملها.سيخبرانهما بانهما يحبان بعضهما، ولكن سيسكتان عن الكثير من الأشياءالخاصة التي لا يمكن الحديث عنها.و كيف يفسران لهما ان زاكاري كان يحبها قبل ان يعلم أنها هي التي يحب؟كيف يفسران أنها وقعت في حبه حين كانغائبا عن الوعي،ووجهه مجد قناع؟ من سيفهم كل ذلك؟ إن لويزا نفسها لا تفهم، شأنها في ذلك شأن زاكاري...ولكن ربما، يوما ما،سيريم لوحات تكشف عن هذا الغموض لهما.و عند ذاك يعلم العالم باجمعه كيف أحبا بعضهما البعض.


تمـ بحمد الله ـت

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملاك في خطر, أحلام, charlotte lamb, dreaming, دار الفراشة, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, شارلوت لامب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية