كاتب الموضوع :
safsaf313
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فقالت بإحتجاج وقد ازداد احمرار وجهها : ( لا تسخر مني ، يا دايفيد هالوز).
- بل أنا أعني ما أقول . عندما تحمرين خجلاً بهذا الشكل ، تبدين كاملة الأنوثة . فأحس بأنك تحتاجين إلى من يحميك ..
- في هذا العصر وهذا العمر ؟
- آه ، أعلم أن هذه أمور رجعية .. كفتح الباب للمرأة ، والوقوف حين تدخل إلى الغرفة ..لا بأس ، يبدو هذا مضحكاً في إيامناً .
لكنني رجل رجعي الطراز ، أحب الفرق بين الرجل والمرأة ، ولا أعلم لم عليّ أن أعتذر عن قناعاتي هذه .
ردت عليه باسمة : ( ولا أنا ) .
فقد أدركت من عملها الطويل معه أنه ليس فناناً ، وأنه لا يعامل المرأة كدمية ..
بل هو بعيد عن ذلك كل البعد ، فهو يعاملها باحترام كبير ومساواة تامة .
بادلها ابتسامتها معلقاً : ( هذا ما جذبني إليك أولاً ، أنوثتك ).
حدقت به مدهوشه ، إذ لم يصرح لها بهذا من قبل ، ولطالما تساءلت
عن سبب بقائه حتى الخامسة و الثلاثين من دون زواج ، فهو محبوب وذا شعبية بين الممرضات .
وقد خرج من قبل مع فتيات أخريات لكن علاقاته فشلت كلها .
فهل الساعات الطويلة التي يمضيها في العمل ، واهتمامه البالغ به ، عائق يقف بينه وبين أي
امرأة تربطة بها علاقة ؟ لكنه بدا الليلة مختلفاً ، ومميزاً في بذلة السهرة السوداء .
بدا نحيفاً للغاية . وأسبغ القميص الأبيض وربطة العنق السوداء عليه تألقاً لم يكن جلياً ، في الأيام العادية ,
وسألها بمرح :
- هل تتأملين شكلي ، يا لويزا ؟ أم أنك نفرت مني عندما قلت إنني أحب الفتيتا اللواتي يتمتعن بالأنوثة ؟
فضحكت وهي تهز رأسها :
شدّ على يدها وجذبها نحوه محنياً رأسه ، فرفعت رأسها بحركة غريزية ، وشخصت إليه بنظرها .
عندها ، رن جرس الهاتف فجمدا مكانهما يتبادلان النظرات بغيظ ، قال دايفيد :
- لا تجيبي .
- تعلم أن عليّ ذلك ، لعله أبي .
لكن الأتصال لم يكن من أبيها ، بل من المستشفى ، فتنهدت واستدارت آسفة .
وقفت لويزا تنظر إليه ، ويدها تعبث بسترتها المخملية . ان كانوا
يستدعون دايفيد إلى المستشفى ، فلن تستطيع الذهاب إلى الحفلة .
وضع الشماعة مكانها ثم استدار نحوها ممتعضاً :
- قلت لك ألا تجيبي على الهاتف .
- لم أكن أعلم أنك الطبيب المناوب في المستشفى .
- لست كذلك ، لكن أحد مرضاي ينتظر إجراء عملية له منذ ثلاثة أيام.
يظنون أن حالته اساقرت الليلة . يطلبون مني أن أمرّ على المستشفى لألقي نظرة على المريض
وأوافق على إجراء تلك العملية .
- هل أنت من سيجريها .
- أظن ذلك .
- هل يعني هذا أننا لن نذهب إلى الحفلة ؟
- بل سنذهب ، لكن من الأفضل أن نمرّ بالمستشفى لنرى ذلك المريض
ونقرر .
- ربما من الأفضل أن تنتظروا حتى الغد ، على أي حال .
- هممم .. لكنه مريض مراوغ ،ولست واثقاً من أنه يحتمل المزيد
من الإنتظار ، لكنني سأرى .
|