بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
* الشرح:
- ( لا يؤمن ) يعني الإيمان الكامل. قوله: ( حتى يحب لأخيه ) أي أخيه المسلم.
( ما يحب لنفسه ) من أمور الدين والدنيا , لأن هذا مقتضى
الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.
* يستفاد من هذا الحديث:
- أن الإيمان يتفاضل منه كامل , ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.
- الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله: ( حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
- التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه
حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الإيمان , مما يدل على
أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه.
- تقوية الروابط بين المؤمنين.
- أن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله ,
لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك.
- أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من
كون كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
- استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله ( لأخيه )
ولو شاء لقال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه )
لكنه قال: ( لأخيه ) استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه.
بتعليقات
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
* الشرح:
- ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) الطيب في ذاته طيب في صفاته طيب
في أفعاله ولا يقبل ألا طيبا في ذاته وطيبا في كبسة.
وأما الخبيث في ذاته كالخمر أو في كسبة كالمكتسب بالربا
فإن الله تعالى لا يقبله: ( وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين )
فقال تعالى: (... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم ... ) البقرة/172.
- فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات
وأما الخبائث فأنها حرام عليهم لقوله تعالى في
وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ... ) الأعراف/157.
- ثم أن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام انه تبعد إجابة دعائه
وان وجدت منه أسباب الإجابة ( يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ،
ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك )
هذا الرجل اتصف بأربع صفات:
الأولى: بأنه يطيل السفر والسفر الإجابة أي إجابة داعي.
الثانية: انه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسر قلوبهم من أجله
وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول: ( أتوني شعثاً غبراً ) وهذا من الأسباب الإجابة أيضا.
الثالثة: أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة ،
فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا.
الرابعة: دعاءه إياه: ( يا رب يا رب ) وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته
وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته لأن مطعمه حرام ،
وملبسه حرام وغذي بالحرام فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم
أن تجاب دعوته وقال: ( فأنى يستجاب لذلك ).
* يستفاد من هذا الحديث فوائد:
- منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً.
- ومنها تنزيه الله تعالى عن كل نقص.
- ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله.
- ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا
من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى.
- ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا... ) المؤمنون/51...
وقال للمؤمنين: ( ... كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ... ) البقرة/172...
فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح.
- ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم
في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام: ( أنى يستجاب لذلك ).
- ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر.
- ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله.
- ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية لأنها هي التي بها الخلق والتدبير.
- ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك.
- ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى: ( .. وَاشْكُرُوا لِلَّهِ .. ) البقرة/172.
- ومنها أن ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي
يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه.