تدور الاحداث في المغرب بالعاصمتين (الرباط العاصمة الادارية ) و(فاس العاصمة العلمية)
.......................................
الجزء الاول 1:00 ليلا
في منزل قديم البناء قد نقول عتيق بزليجه البلدي
على الارض و الفسيفساء على الجدران غرف كبيرة واحدة بجانب الاخرى بابواب مزخرفة تقليدية الصنع مكتوب عليها آيات قرآنية تحمي من شر العين، في الغرفة الثالثة في هذه الباحة الجميلة التي تتوسطها نافورة صغيرة تنزل مياهها تترك وراءها أرق النغمات ،تنام نرجس على سريرها الايمن بينما خنساء لا يجافيها النوم ابدا وهي تشهق بصوت خافت ودموعها المنهمرة الساخنة تدفنها في دبها البني دو العيون الكبيرة السوداء الذي لطالما رافقها في مرحلة مراهقتها.
تململت اختها نرجس بسبب الارق لتجلس اخيرا و تصغي جيدا لتنظر الى حيث تنام اختها تحت النافذة الواسعة التي ترسل من شباكها اشكالا غريبة على الغرفة تحت ضوء القمر ،نهضت من مكانها لتجلس قرب اختها الوحيدة .
_حرام ما تفعلينه في نفسك خنساء مر اسبوع و انت على هذا الحال سوف تمرضين.
لم تجب باية كلمة بل زاد المها و طغيان الحزن على مشاعرها المتالمة .
_ارجوك تكلمي اشرحي لي ما حدث.
_لا ...لا اقدر
_هل تريدين ان احزر .
_لا تفعلي ...دعيني عنك ...اتوسل اليك ان تدعيني لا احتاج الى احد .
ّّ************************
في نفس الوقت بنفس المدينة
شارع محمد الخامس
بشقته الفاخرة يداري سهاده ،يقف المهدي امام الكتلة المعلقة امامه المملوئة بالرمل حيث يتدرب على الملاكمة ،في الظلام الدامس اصبح لون الكيس اسود بدل الاحمر ،وهو يضع القفازات في يديه ضرب عليه بكل قوته كل الجهات يضرب و يخرج غضبه الاعمى حيال افكاره المجنونة والعرق يتصبب على جبهته ووجهه البرونزي المربع الفك و صدره القوي الطاغي الرجولة قال بعنف
_لماذا ....لماذا خنساء .....لماذاااا
ضرب مرة اخرى لينفس عن غضبه و توجه الى غرفة النوم ازال قفازا ورما به على صورتهما المعلقة فوق فراشه المفروش باللون الاحمر القاتم فنزلت الصورة مكسورة مع الشضايا على الفراش ,
نظراليها بالم تكاد عيناه تنفجران من حرارتهما دمعا ليريح بذالك نفسه من كل هذا العذاب الذي يذبحه و يقتله و خصوصا بعادها عنه ،لم يمر سوى 5اشهر على زواجهما وهما الآن متخاصمان كل يقاسي من جانبه و يلوم الآخر على فعله ارتكبه ،فما سيفعل بغيرته المميتة على ذات الشعر البني الجميل كيف له الا يغار وهي من تبعث الحياة في حياته الفارغة في جسده البارد في قلبه القاسي .اقترب من الفراش امسك الصورة و نفضها ليحملها الى الخارج ،فتح مجرا محاذيا لباب الشقة اخرج منه قطعة زجاجية شفافة ليغير الزجاج على الصورة،بعد ان اصلحها اعادها شاردا في افكاره المهمومة.
ّّّّّّّّّ***********************************
في الساعة 2:00 ليلا
بشقة حنان
خرجت حنان تضع المنشفة على كتفها توجهت الى غرفتها حيث نظرت الى الساعة القديمة على الحائط المتقشر من الطلاء و استدارت لتاخد جلبابها الازرق و حجابها البنفسجي فرشت السجادة قبلتها النافذة العريضة المطلة على الشارع المليئ بضوضاء بعض السيارات و الداراجات النارية لمن يعمل في هاذا الوقت المتاخر .
_لقد تاخر حسام اللهم الطف(هذه آخر جملة قالتها قبل ان تشرع في بداية الصلاة)
تخشعت في سجودها بدموع لا تجف تشكو المها لربها ،انهت اربع ركعات كبداية لقيام الليل ،تناهى الى مسمعها من ورائها صوت اخيها فجحضت اعينها لكن لم تحركهما مأمنة من خوفها من الله اكثر منه قال بصوت مسكر:
حنااان...حناان ....هل..تصلين (لم تجبه)كان يحوم حولها و الرائحة المقرفة لا تفارقه تحركت غريزة الخوف فيها اجمد اطرافها حتى انها لم تعد تشعر باصابع قدميها اما يديها فقد كانتا تتشبتان ببعضهماالبعض بشدة من فرط الترقب .
وهو هائم في سكره الدنيئ اعماه الغضب فجأة:
انت تتصليين....يا سافلة ...يا حقيرة
تلقت منه ضربة اطاحتها ارضا بينما كانت تقرا آيت الكرسي نهضت لا تتكلم سوى الارتجاف ما يهز جسدها اعادت الوقفة لكي تكمل القراءة دون ان تنظر اليه .
عاود ضربها بقوة على الجنب الآخر بقوة صمت اذنها و كسى الاحمرار وجههاالناعم الملاءكي .
هذه المرة زحفت على ركبتيها مصدومة الدوار يلفها كل هدا يشلها كالعادة ركعت لتكمل صلاتها رغم كل ذلك لكن هذه المرة لن يتساهل امسكها من حجابها يقول :
_يا ابنة الكلبة ,,,,
(جرها منه و ضرب راسها عدة مراة يحاول قتل عزيمتها خارت على الارض وامسكها من عنقها وهي واعية ليقول :
-اذا لم اجدك في الغرفة في ال...المرة المقبلة ساقتلك
فكرت للمرة الاولى بعد كل ما حصل لها انه سيقتلها لا لن تتحمل ان تقتل على يد اخيها الوحيد وان كان شريرا دعت الله ان يلهمها صبر ايوب عليه السلام و هي تقول في نفسها ابدا لن اكون سببا في دخول اخي جهنم من اجل جريمة من جرائمه معي.
دون ان يترك لها الفرصة لجر نفسها الى الغرفة تكبد العناء عنها ليقوم بجرها من جلبابها بقوة جعلتهاتبدو كالخرقة البالية بين يديه ووجهها الذي منذ لحظات كان ابيض يشع بالصفاء اصبح غارقا في الدماء .
عندما ادخلها الى الغرفة رفعها ليضعها بجهد جاهد على السرير نظرت اليه غير قادرة على فعل اي شيء . سيعاود ذلك سيغتصبني مرة اخرى سيفعلها ارتجفت شفاهها وهو يزيل ملابسه بثثاقل لم تستطع سوى الاستغفار والتوبة لربها تعيدها و تكررها في فمها خوفا من موتها على هذا الفراش الدنس .
ازال لها حجابها بقوة ليظهر شعرها العسلي القوي همست مصروعة :
اخي…. ا….اخي ….حسام ..لا….لالا,,,,,لااااااا
تكررت الكلمة هته مليئة بكل المها و حصرتها على حالها تشعر بالجنون ينضج في اعماقها,تشعر بانها تقتل ثقة الله فيها وتخذله,تخذل حبه للعالمين…لا تريد ان يعاقب اخوها على ما يفعله بل ان يسامحه و يهديه لطريق الرشاد .
عذابها طال و اصبحت هشة تنعدم فيها القوة على المواجهة او حتى الدفاع عن النفس.
..........................................
في نفس المدينة الرباط
الساعة 5:30 في (المدينة القديمة)
فتحت (زينب اناسى ) بابا حديديا اصدر صريرا مزعجا لم يسمع سواه في المنطقة ,بجلباب اسود و شعرها على شكل كعكة مبعثرة و شبشبا .
كانت تجر نفسها وسط المنازل القديمة التي تعودت رؤية مناظر باس كهذه .
هذه الفتاة سلمت نفسها الى صديقها دون ندم بل فعلت ذلك بملأ ارادتها اما الان فهي متجهة الى منزل (رجاء العمراني) ,عندما وقفت امامه بتعب واضح لترن الجرس لكن التحدي و نظرت الرضى تقفز من عينيها السوداوين.
ادخلتها رجاء بشعرها الاحمر و عينيها الخضراوين النعسانتان و يبدو عليها انها افاقتها من اعمق نوم .
قالت رجاء تغلق الباب : السلام عليكم
_و عليكم السلام
صعدت زينب الى الطابق الاول لكي تدخل الشقة الصغيرة دون ان تشرح لصديقتها اي شيء .
تبعتها رجاء تقول :
_ما الذي جاء بك......(قطعت جملتها لان زينب ذخلت الى الحمام و اغلقته عليها ).
تساءلت رجاء :ما بها هذه المجنونة لابد وانها اقترفت فعلا لا يغتفر اللهم استر .
بعد دقائق حيث كانت رجاء تجلس على فراشها في الغرفة مع بعض الاثاث القليل كمرآة حاملة لادوات تبرجها وخزانة ليست بكبيرة خرجت زينب تلف نفسها في منشفة بنية عندما نطقت رجاء المنتظرت على احر من الجمر
_ما...
لكن زينب بدات بسرعة:
_ان سالك احد ...اي كان عن مبيتي هنا فقولي نعم
_ما الذي فعلته ...اجيبيني ؟
مطت زينب فمها بابتسامة فاتنة :كنت مع رضوان ...و...تعرفين تلك الاشياء
_لم تسلمي نفسك له ...لم تفعلي ذلك...يا ابنت ال...لماذا اورطتني في هذه الفضيحة ....ما ذنبي
_اعطيني شيء ارتديه و لا تصرخي فوالدي يعلمان انني هنا فلا تعقدي الامور اكثر
_والله...وجد رضوان ذاك مراده فيك ...غبية
_لا تسبي...
اخدت رجاء منامة من الخزانة و الشرر يتطاير من اعينها الخضراء تكاد تنقض على صديقتها باظافرها المصبوغة بعناية
_خذي
اخدتها لترتديها فقالت رجاء ملاحظة :
_انظري ...لقد ترك عليك كدمات كالحيوان اتساءل ان كان شاذا
-نظرت اليها زينب بكره و اقتربت منها:
_وما ذخلك انت هل تهتمين لامره ..اعلمك ان لا شيء سيقف بيني و بينه فقد آلمني فراقه عني لكن الان لا لن اتركه يهجرني
_انها حياتك عزيزتي ,التي ستندمين عليها في المستقبل لكن...احذرك و الله ثم والله ان حاولت توريطي لانسينك يوم ولادتك .
_كفي عن التهديد الفارغ ودعيني انام.
.......................................
في نفس الوقت ببيت حنان المحتجبة
في نفس الفراش جالسة مرتدية جلبابها الازرق عيناها تنظران الى الاسفل اما هو فقد كان نائما يملأ شخيره الغرفة ,وضعت يديها على ادنيها ونهضت خارجت تجري الى الحمام لتقفل عليها و بالكاد تنظر الى وجهها في المرآة ياللقرف و التقزز ما تشعر به لا احد يشعر به في حياته انه الكره ترائى لنفسها انها اخذت السكين و طعنته ليأ ن من الالم كما آلمهاخرجت من الحمام وتوجهت الى المطبخ و نظرت الى السكاكين التي جمعتها بايد مرتجفة لترمي بها الى رف علوي مصدرة صوتا يقطع عنها الصمت .
بعد ان استحمت تكاد تقلع جلدها مع الصابون خرجت ترتدي جلبابا بنيا و حجابا في نفس اللون ,توجهت الى غرفتها ,توجهت ناظرتا الى مكتبها المرتب جدبت منه حاوية للقمامة و هي حديدية وضعت داخلها الحجاب والجلباب الدي كانت ترتديهما البارحة ,بعينين جاحضتين من الحزن لتحرق ملابسها وهي تكلم ربها العزيز
_انظر يا ربي الحبيب ماذا افعل الان ,اني احرقها هي لم تعد تليق بمقامك الجليل ,اللهم اغفرلي ....اغفرلي .
نظرت الى الغرفة المبعثرة لا تزال السجادة غير مرتبة ..,اغلقت عيونها بشدة وجنتاها شبه منتفختان و الضربة على راسها حيث تجمد الدم حوطتها ببرباط ابيض ,لكن كل هذا لا شيء مقابل معاناتها النفسية منذ وفاة والديها ,ظنت اخاها في بادئ الامر انسانا لم تبد عليه من التصرفات سوى النبل وحسن التصرف لكن مع مرور الوقت ,تغيرت حياته التي تدري عنها شيء واحدا السهر للعودة سكران ,لما هدا يحصل لها لما الشيطان نعله( الله) استقر في عروقه ولم يستطع مقاومته ليتها تستطيع غسل عقله من تلك الشهوات لكن هذا كله بمرأ عنها .
بعد ان انتهت من الصلاة ركعت تمد يديها لله و تدعو من كل كيانها :
_اغفر لي يا رحيم يا كبير اللهم كن رأوفا بي وانا ... (دمعت عيونها )ها انا امامك صابرة على ما يصيبني انفذ وصية والدي بعدم ترك اخي ما الذي سافعله ارشدني ...اتوسل اليك انصفني و بالخصوص (قالت بصعوبة ) اغفر له ارحه من عذابه الشيطاني و ارفق بي وبه .
هكذا كانت كلماتها خالصة من القلب الطيب الذي تملكه تتخشع وتعلم انها حين ستحين اللحظة المناسبة سيستجيب لها الله .
في غرفتها القابع فراشها الصغير في الزاوية الظلمة الصقت لوحتها الكبيرة على الحائط ,جدبت من المجر ادوات رسمها لتبدأ الرسم باول لون الاسود الذي يعكس الظلمة في روحها .
.............................................
........................
الساعة 8:00 في نفس اليوم
بشقة المهدي بناني
كان يجلس بسروال اسود و قميص انيق في نفس اللون يعكس رجولته الكاسحة مع شعره الكث الاسود يتامل الزربية الحمراء في غرفته ,لينتهي بالالتفات الى يمينه على الفراش ليحمل سترته الكحلية ايضا و خرج من الشقة دون ان يتردد.
...........................................
في نفس الوقت بمنزل خنساء
حيث كانت جالسة وحدها في الغرفة المشتركة مع اختها .بقميصها الطويل الاكمام المغربي بلونه الفتان الاخضر الفاتح المزين بسفيفة ذهبية عند الاكمام وفي الوسط ينزل الى القدمين ,نهضة مكرهة تكمل تحضيرها لنفسها وضعت الاقراطة الذهبية المتلالاة في اذنيها وخاتم الزواج مع المحبس الخاص به ,امسكت المشط تتامله وهي تفكر في الرسالة التي ارسلها البارحة لها لما سيأتي يا ترا ؟حتى و ان حاول ارجاعها فستفعل المستحيل لكي لا تعود له ,تقدمت من باب الغرفة لكي تخرج منه الى الباحة الجميلة حيت تعمل النافورة فيها على الدوام خطت بضع خطوات الى اليسار لتدخل غرفة جدتها الجالسة تقرا القرآن تعتبر خنساء صمود جدتها من المعجزات الربانية حيث رغم سنها لا تزال تنعم بالبصر.
مدت المشط لها تقول :جدتي هلا مشطت لي شعري و ضفرته .
قالت الجدة مانبة :صباح الخير يا ابنتي .
_آسفة جدتي آسفة امانة اعذريني
_لا باس هل سبب هذا القلق زوجك ...
_مم...انت محقة سياتي اليوم و...اه جدتي ليتني ولدت في زمانكم لما عانيت هكذا
ضحكت جدتها بخفوت تضفر لها شعرها الطويل بمهارة اكتسبتها مع مرور الوقت
_تعلمي يا طفلتي الا تهربي من الواقع
_قبلت خنساء يدها لتخرج مزيحة الستارة امام باب الغرفة توقفت بجمود تواجه بنظرتها الحالمة صاحب الطول الفارع امامها و الجمال الوحشي و الجاذبية التي قهرت صبرها على بعاده ,كل في مكانه لا يتزحزح هو بجانب النافورة يديه في جيبي سرواله يتامل سالبت لبه و ارادته
يتسائل كيف لهذه المخلوقة ان تكون بهذه الفتنة بهذا المقدار من الجمال الهادئ دون مساحيق وتلومه على غيرته عليها انها ملكه كل حياته يعد نفسه انه لن يتركها ابدا
خرجت اختها نرجس من المطبخ لتواجه هذا المنظر الخلاب كادت تبكي من فرط تاترها اقتربت منهما لتتكلم و تكسر الصمت المالم بينهما :
_ السلام عليكم يا زوج اختي كيف حالك ؟
_بخير وانتم (كان يعني خنساء بسآله اكثر من اي شخص فقط ليحصل منها على صوت يرنم به اذنيه
_ ان كان عني انا بخير اما ان ...(وجهت نظرها الى اختها المرتعب من ان تقول اي شيء عن ما تمر به لكن اختها كانت تلعب بمشاعرها )كنت تسال على حماتك فهي في افضل احوالها وهي تساعد على تحضير الافطار ...هيا ادخلا الى الصالون و سيقدم الافطار بعد دقيقة
وقف ينتظر زوجته تمر هي الاولى وتبعها الصالون مغربي الستائر عند الباب مزاحة من كلا الجهتين, لون السدادر مع المخدات في الازرق الغامق مزينة بخطوط صفراء انيقة
المهدي ما كان مهتما بالصالون امامه بل كان يكتفي برأية خنساء الماشية امامه كبت ابتسامة كادت تفضح ما في اعماق روحه المغرمة
جلست امامه على الطرف الاخر و الفسيفساء بالوانه وراءها يعطي محبوبته كلوحة ناذرة اصيلة ,امعن فيها جيدا شعر ضفيرته مرمية على كتفها الايمن ببعض الخصلات المحيطة بوجهها الابيض ,جلستها المستقيمة وهي تضع رجلا فوق رجل مع كل جمالها حبه لها يزيدها سحرا
هي من جهتها لعنت هدوءه لما هو هكذا ؟ يقتصر على النظر اليها حيث يحرجها فتحمر خجلا لكي يصبح هو بشبح ابتسامته في موضع القوة؟
يتبع بقلم جوهرة لكل الاحبة
.........................................................
الجزء التاني
في منزل عائلة خنساء
كانت نظراتهما تتفرق في الزوايا يا لهذا الضياع الذي يعانيان منه بعد زواجهماالمليئ بالحب لم تعهد خنساء زوجها المهدي بتلك الحدة معها .
ولم يعهدها هو بهذا البرود حتى انها لا تستطيع سؤاله عن حاله , فرقت نظراتهما اللامتناهية الخادمة لتنحني على المائدة وتضع الصينية عليها وبعدها تنصرف قال المهدي بعناء كابحا نفسه من الوقوف وجرها ليخطفها انها زوجته وبحق الله انه لمن حقه فعل ذلك .
_ لا اريد ان تفهميني خطأ ...لكن الاحظ انك تشتدين فتنة مع الايام رغم ما حصل بيننا من مشاكل
نظرت اليه بكره تشعر بنظراته تلك تاكد لها انه لا يكذب او ينافق
_ان كان هذا هو ما جاء بك فالافضل ان ترحل
_ لمذا الانفعال فلنفطر اولا اسكبي الشاي
امسكت الابريق تسكب الشاي برشاقة في كاس من الكؤوس الملونة بالوان ممزوجة بين الاصفر الذهبي والازرق والاحمر انه الطقم المفضل لديها ويصعب عليها الامر اكثر انها امها من وضعته هي متاكدة
امسك اصابعها وهي تمد له الكأس, يرسل رسائل قصيرة عن المشاعر التي تتيرها فيه فافلتتها بسرعة .
ارتشف منه يطئطئ راسه:
_اللهم اعطي الصحة للسيدة زبيدة والدتك شايها لم ادق مثله في حياتي.
يا رب هل الان اغار من امي لانها تحصل منه على الاطراء الذي لم احصل عليه ,انا التي كنت احضره له كل صباح ,ابعدت نظرتها عنه ابتسم يصفق لنفسه من الذاخل على الهدف الذي اصابه.
قال:خنساء اتيت اليوم لاعيدك الى الشقة فلا داعي لبقائك اكثر هنا لا اريد ان تطالك الالسن.
_ المهدي لن تغير رايي ..هل بهذه السهولة تريد مني ان انسى اهانتك لي امام الرجل.
تكهرب الجو وتغيرت ملامحه يتطلع من بعيد الى تلك الذكرى التي ملات فؤاده غيضا.
قال:الخطأ خطأك خنساء, لو لم تتجاوزي حدودي التي اطلعتك عليها لما حدث ما حدث .
_ لما تعاملني كخاتم في اصبعك, تريدني الانصياع الى الجانب الدي تديرني اليه
_الا تحبينني الى درجة تنفيذ ما اريد.
غشت عيونها دموع الحب فعليا ,نهض من مكانه ليقترب منها يضع ذراعا على المخدة وراءها
_ الن تجيبي ؟
_ لا ليس امرا علي تنفيذه سيدي المدير.قالت بسخرية.
حملق في اذنها نزولا الى عنقها و شفاهها المكورة بعناد وقال بهمس اذابها حتى الموت.
_ انا احبك.
ارتجف قلبها و ضربت كلمته الرقيقة العذبة اوتار قلبها تعزف لحن الحب انها تعرف جيدا هذه الكلمة لطالما قالها لكن لما هي اليوم مختلفة.
في الباحة تحت نافذة الصالة كانت نرجس تسترق السمع و التركيز يبدو على وجهها فامسكت امها زبيدة باذنها تجرها:
_ اي ....اي..اياي ..امي
_ اليس لديك حشمة لما لا تراعين خصوصيات الاخرين لقد حرمت دلك عليك
_ امي الحبيبة لم انوي التجسس قط كنت اطمئن فقط .
_فلتذهبي و اطمئني على جدتك وحضري لها المكان في الباحة لكي تخرج هيا الان.
_ حسنا امي لا تغضبي .
في الصالون امسك دقنها يديره اليه وقال ملاحظا :
_ هل كنت تبكين في غيابي عيونك منتفخة قليلا
_ انا لا ابكي .
_ لن تستطيعي الكذب علي اكثر (قرب وجهه منها ليلثم فمها لكنها ابتعدت قبل ذلك تنحت عنه قليلا ليبقى في جانبه كالمشلول حركتها انمت عن النفور دلت على عدم الرضى توتر جسده .
_ خنساء(قال غير مصدق بحدة) من اين لك كل هذه العدائية .
_ الم يسبق ان اخبرتك انها ثمار جهودك معي.
نهض ليقابلها ويظهر انه رغم عنادها الزائد عن حده اقوى منها :
_ لما هذا كله خنساء؟
وقفت تواجهه قالت:
_ هل تذكر كيف كنت في عمل في داخل المقهى, اخد معلوماتي كالعادة ,حينها تاتي حضرتك لتطيح بكرامتي الارض امام الرجل الا تخجل .
_ انت من لا تريد احترام قوانيني اطلب منك عدم مصافحت الرجال, عدم ارتداء التنانير الديقة,لا اريد منك اشعال الرجال من حولك .
_ اكرهك ...انت محب للتملك لا غير اكره اليوم الدي رايتك فيه.
امسك وجهها بقوة ليقربه منه في البداية كان يتبادلان نظرات مليئة بالكره لكن ما الذي تغير في هته التواني كادت تشهق خنساء من الحزن الذي يسببه الكلام الجارح وهو عقد حاجبيه يائسا لاول مرة في حياته يعشق بل يعبد كل ما بهده المراة لانت اصابعه على وجنتيها وهو يقول:
_ ما بالنا خنساء كيف....كيف للامور ان تصل بيننا الى هذا الحد.
ابتعدت عنه تخفي دموعها المنهمرة بصمت تسائلت ما يحصل لا تعرفه هي نفسها تحاول فهم دلك لكن دون فائدة .
ادار لها ظهره قال بقساوة:
_ خنساء اتحدث معك بصفتي كمدير و اعلمك ان تغيبت اكثر عن العمل ستجدين انذارا على مكتبك و بعدها سيكون الطرد الفوري.
خرج كزوبعت تركت وراءها دمارا حروقا وجروحا بدت لخنساء انها ابدية تبعت خطواته الى باب الصالة تنظر اليه يصفق باب المنزل راعدا .
قالت :لن يفعل هذا بي لن يحرمني من رؤيته حتى في العمل.
كانت جدتها في الجهة المقابلة تغزل الصوف لكنها وضعته لكي تمد يدا ضعيفة مليئة بالفجوات لها, ترنحت خنساء لتذهب اليها فبدات الجدة تهدهدها باغنية قديمة مغربية لم تكن تعرفها الا العجائز.
................................................
.............................
رجاء العمراني في هذه الاتناء
وضعت حقيبت يدها فوق كتفها و خرجت بسروال وسترة وردية تحتها قميص ابيض وسلسلة تنزل على جدعها باناقة رافعة شعرها الاحمر الى فوق .
خرجت الى الشارع حيث ارادت انتظار سيارت اجرة لكن وبالصدفة اكتشفت ان هنالك من يتبعها استدارت بقلق لترى شابا اسمر بشعر بني وعيون عسلية او خضراء لم تميز جيدا .
تحركت امامه لتقف في الاخير امام متجر كبير للمفروشات و كانها مهتمة بكنباته العصرية لكن في الاصل كانت تنظر الى انعكاس الرجل الذي توقف ينظر اليها من بعد قريب في المرآة,لكنها حولت اليه نظرة عدائية بعينين ديقتين فتجده حول في الحال نظره عنها يحك راسه ,كان في قمة الاناقة يبدو رياضيا من ملابسه الغالية خافت رغم ذلك مستعدة لمواجهة الموقف متى اراد ,لابد من انه من اولائك الرجال الدين يعجبون بجمالها ويظنونها رخيصة لكنها تكره العلاقات المحرمة ,احتراما لنفسها لله و لعائلتها البعيدة عنها .
نظر اليها و هي تصعب عليه الامر بنظرتها تلك فتقدم متخوفا ليكمل طريقه دون الالتفات .
احست رجاء بالراحة و بعض من التفاهة لا بد انها تتهيأ ركبت الطاكسي و تناست الشاب.
...................................................
في منزل حنان
تراجعت حنان بشعرها المنسدل لنصف ظهرها بعد ان انهت بعضا من لوحتها و هي تسمع غناء اخيها العالي الذي يصدى في اركان المنزل لينكد عليها ,كان يغني من فرحه و كمال رغباته مسحت دموعها بعصبية و نظرت الى اللوحة المعبرة امامها التي لا يفهم فحواها سوى المتقفون مثلها, فقد كانت مجتهدة في دراستها للفن بعد وفاة الوالدين لم يترك لها الفرصة لكي تقوم بعرض اعمالها بل كان مصرا على ان تبيعها لصديقه وتجلب له المال .
جمعت ادواتها في المجر واحكمت عليها بالمفتاح ,فجأة سمعت هرجا ومرجا في الخارج بنادير كبيرة تقرع مع الصلاة على النبي ,انها ((الهدية)) و هي هدايا للعروس وضعت حجابها وفتحت النافذة تطل منها على كرسي خشبي .
قلبها المسكين يتمنى لو انها تتزوج و يكون لها مثل هذا الاهتمام الخاص
اقترب اخوها حسام دون اصدار صوت جدب الكرسي من تحت قدميها لتسقط بعنف على الارض متالمة
_ اذهبي ايتها الساقطة الى المطبخ لتحضير الافطار ...حقيرة عديمة الجدوى (ركلها برجله فنهضت تجري الى المطبخ تتالم و تشهق بعصبية اصبحت تخاف ضهوره كالاشباح .
لم تعد كما كانت كثيرة الضحك و الكلام انسانة غير معقدة نشيطة ...قل كل ذلك فيها ولم يعد بمقدورها سوى الكلام في المرسم عند بيع اللوحات او في الصلاة.
............................................
في منزل زينب بعد ان عادت من عند رجاء
تتحضر للذهاب الى الجامعة التي اختارتها بدل التخصص كرجاء التي وضفت كمحاسبة ,اخفت لباسها المخل بالحياء تحت الوزرة ,دلفت الى الصالة حيث يجلس والدها يطالع الجريدة اما امها فغير موجودة في عالمهم بل تشاهد برامج فضائية عن الازياء وتخطط الى ان يكون لها مثل ما هو في التلفاز, لكن زينب احست بالخوف فطمأنت نفسها ان لا احد يعلم سرها سوى رجاء وتلك لن تتدخل في ما لا يعنيها تعرفها جيدا و تظنها سادجة (من السادج بحق انتم اجيبو) قال الاب (الصديق اناسي):كيف امضيتما الليلة
قالت بخوف:من...؟
_ ومن يكون انت و صديقتك
_ ااا ..جيدة لقد سهرنا الى منتصف الليل استمتعنا
_ نظر اليها من خلف نظاراته :انظري ابنتي انا لا اعارض خرجاتك و انت مسؤولة عن نفسك لكن لا تسهري الى اوقات متاخرة فسياتر داك سلبا على صحتك و دراستك
_ قالت تسرق قطعت خبز دهنته بالجبن :اعلم بابا ...احبك قبلته اما امها فما كانت تشعر بتواجدها حتى انها ودون وعي منها مسحت القبلة بظهر يدها لتتابع البرنامج عن منتوجات التبرج .
عند نزولها ابتعدت عن البناية قليلا لتجد رضوان ينتضرها في سيارته تحققت من عدم وجود اي شخص يعرفها في الحي وانسلت تدخلها لتنطلق بها تالى المجهول.