كاتب الموضوع :
أماني قاحلة
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قهقت " سام " عندما عرفت ما فعله " فرانك " أو لوكاس " و أوقفت السيارة على جانب الطريق و ظلت تضحك و تضحك حتى طفرت الدموع من عينيها. أما " ليز " فقد كانت تتميز غيظاً و رغم ذلك صبرت على سخرية صديقتها، و الحق يقال لو أنها كانت مكان " سام " لما استطاعت التوقف عن الضحك هي الأخرى.
قالت " سام " و هي تلتقط أنفاسها بين ضحكاتها:
* يا إلهي ...لا أظن اني سمعت بشيء كهذا من قبل.......
* أرجوكِ كفي عن الضحك فوراً... لقد سخرت مني بما فيه الكفاية ..
قالت سام و هي تغالي ضحكاتها:
* أعذريني ...... آسفة...... حقاً
تنهدت " ليز " و انخرطت " سام " في موجة ضحك أخرى ، فلم تجد صاحبتها بداً من الصبر على هستيريا الضحك التي أصابت صديقتها. بالكاد توقفت " سام " عن الضحك و أعادت عجلات السيارة على الطريق كما هو مخطط له. و أثناء ذلك كانت تتجنب النظر لعيني " ليز " حتى لا تعاود الانفجار في الضحك مرة أخرى و تعرض صديقتها لإحراج آخر قد لا تتحمله، لكن الابتسامة الواسعة لم تفارق محياها. و في النهاية لم تجد بداً من قول ما يجول في خاطرها و قد كان:
* لو كنت مع زوج أو على الأقل صديق أو خطيب أو شخص يكن في قرارته إحتراماً لك لما أطلق ريحاً بصوت و رائحة قوية أثناء مداعباته لك...
ردت " ليز " ساخرة:
* أوه كم أنا آســــــــــــــــفة فقد فاتتني مزايا الزواج العظيمة ....
قاطعتها صديقتها محتجة:
* حسنا اذا كان الزواج مؤسسة متخلفة كما ترين ...
* نعم إنها كذلك ..
* إذاً ما البديل للراشدين الذين يقعون في الحب و يودون العيش معاً و انجاب الأطفال و تحمل مسؤليات الحياة معاً..
هزت " ليز " كتفيها بلا مبالاة:
• لا داعي لكل تلك التكاليف الباهظة في حفلات الخطوبة و الزفاف و خلافه يكفي أن يلتزم كلاهما بالآخر و لا أظن أن قطعة من الورق ستؤثر في حب حقيقي.
قطبت" سام" حاجبيها و ضحكت ساخرة فقالت " ليز":
• أعلم أني لم أكن أفكر بهذا الشكل لكن تتغير الآراء بتقادم الزمن
قابلتها " سام" بنظرة شك و هي تظن أن صديقتها لم تغير رأيها فجأة و دون مقدمات إلا لسبب و قد يكون هذا السبب رجل خدعها أو يخدعها، و واصلت " ليز" التبرير:
• ثم أنه لو حصل انفصال أو خيانة فلن تترتب عليه العواقب الاخلاقية و المادية المترتبة على الزواج.
• حسناً يا عزيزتي كفى أظن أن مخترع هذه النظرية الخرقاء رجل نذل حتى الصميم...فما الذي سيضمن لي حقوقي ي الإرث لو مات هذا الشريك؟ و ما الذي سيداوي جرح كرامتي لو خانني ؟؟ وماذا عن الأولاد من سيلتزم بهم معي ؟ أم أني سأعلق معهم طوال حياتي؟ على الأقل بعقد الزواج أستطيع أن أمتلك نصف أمواله لو خانني و استثمرها في الانتقام منه.
ضحكت " ليز " و قالت تهدأ صاحبتها:
• رويدك علي يا عزيزتي ...
هزت " سام " رأسها مستنكرة الأفكار المجنونة التي تأتي بها " ليز"، و هي أفكار نادراً ما تكون مفيدة. و قالت لنفسها : قد أكون تقليدية و جامدة لكني اسير في الطريق الآمنة ... و هنا خطرت لها فكرة فما هي إلا بضعة أميال حتى أوقفت سيارتها على طريق فرعي وصدف أن كان هناك صياد كهل أشقر لوحت الشمس بشرته على قارعة هذا الطريق. فألقت " سام " عليه التحية و ناولته الخريطة و شرحت له وجهتمها :
• هل تظن يا سيدي أنك تستطيع أن تدلنا على طريق مختصرة للوصول لبلدتنا
تمعن الرجل في الخريطة و قلبها ثم قال نعم فناولته " سام " قلم و خط لهما طريقاً و أوصاهما أيضا بفندق رخيص تستطيعان المبيت فيه و زادهما من الشعر بيت عندما قال:
• حتى الشرطة لا تستطيع إيجادكما فيه.
فضحكت " سام " بينما كانت " ليز " تنظر لهما و كأنهما يتحدثان عن شيء لا يعنيها لأنها لم تظن أن " سام " جادة في تغيير الطريق...لكن ظنها كان خاطيء كما ترى الآن و قد بدأت تعدل من اتجاه سيارتها لتنطلق في طريق وصفها لها رجل مجهول... فماذا ستفعل " ليز " و قد قفز الرعب في قلبها ؟؟ و جالت بخيالها آلاف الحوادث و الجرائم التي تقرأ أنها تقع على الطرق المهجورة؟؟
|