كاتب الموضوع :
أماني قاحلة
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
و لأن رحلتهما لم تنتهي فحديثهما لا زال متصلاً تتحاوران في شئون عامة و خاصة و أخرى لا هي عامة و لا خاصة و بالرغم من اختلافهما إلا أن ما يجمعهما حقاً هو قدرتهما على الخوض معاً في أي حديث و أي موضوع براحة تامة دون حرج أو تحفظ.
وصلتا أخيراً لمحطتهما الأولى محطة بنزين بقربها مطعم للوجبات السريعة و سوبر ماركت لا بأس بحجمه. ترجلت " ليز " من السيارة و مطت جسدها الرشيق الفارع فقد أعيتها القيادة لساعتين متواصلتين. عندها سمعتا صوت تصفير طويل التفتت الصديقتان برأسيهما للوراء لتريا رجلاً يبدو أنه يعمل في المحطة بكرش ضخمة أمامه رث المنظر ملابسه قذرة لم تميزا لونها لكثرة ما تلطخت بالزيوت النفطية. كان يضع قبعة تصغر رأسه الضخم ذو الشعر الأجعد البني. عندما نظرتا له ابتسم لهما ليكشف صف أسنان لا يقل قذارة عن ملابسه، و قال مغازلاً " ليز " :
** مرحباً يا حبيبتي
قالت له مشمئزة من منظره:
** لو كنت كذلك لقتلت نفسي.
ضحكت منها " سام " و قالت لها:
** هذا ما تجنينه من ارتدائك لهكذا ملابس.
** أرجوك .. هل تريدينني أنا الأخرى أن أخضع لذوق " جو " في ارتداء الملابس كما تفعلين؟؟
واصلت ضحكها و هي تسير بمحاذاة صديقتها الغاضبة و قالت:
** لا بأس ببعض الإحتشام.
هزت " ليز " رأسها مستنكرة و قالت:
** أنت و ماريا و دوروثي كلكن تعشن سجن أسمه زواج مع سجان أسمه زوج...حياة رتيبة مع الرجل ذاته ألم تشعري بالملل من النوم مع الرجل نفسه منذ متى دعيني أتذكر....
قالت لها تذكرها و هي تفتح باب المطعم :
** منذ الثانوية العامة .... أي منذ 8 سنوات تقريباً.
** واااااااو أحييك على شجاعتك و صبرك ... ألم تشعري بالملل منه؟
تجاهلت " سام سؤالها و قالت و هي تتفحص المطعم:
** يبدو بأنه مكان نظيف ... تلك الطاولة ممتازة.
اتجهتا حيث أشارت " سام " بالقرب من النافذة. جلستا متقابلتين، و طلبتا و جبتيهما من النادلة العجوز اللطيفة، ثم قالت لصديقتها " ليز " الحانقة:
** لا لم أمل من " جو " أنه حب حياتي و لم أعرف سواه، و لا أرجو أن أكون مع سواه، و كما ترعبك فكرة أن تكوني مع رجل واحد طوال حياتك ترعبني فكرة أن اكون مع سواه في حياتي.
أجابت " ليز " بسخرية:
** يا للهول ... في أي عصر نحن؟؟
تحركت عيون " ليز " البنية لتتمعن في شيء ما وتبدلت ملامح وجهها من الانقباض للانبساط و هذا أمر أخرسها مؤقتاً و أراح رأس " سام " ، ثم أعادت النظر لصديقتها بابتسامة جميلة و قالت و هي توضب من مظهرها و ترتب شعرها:
** كيف أبدو؟؟
التفتت سام للخلف لتجد شاباً جذابا ممشوق القامة يرتدي سترة جلدية يرمق صديقتها بنظرات ذات مغزى، نبهت " ليز " صديقتها :
** لا تنظري للخلف حبيبتي تجاهليه حتى يسهل صيده..
تقلبت الأفكار في ذهن " سام " هل تريد حقاً صديقتها قضاء وقت مع شخص مجهول لا تعرف عنه سوى أنه وسيم؟؟ و مع أن الإجابة كانت جاهزة في عيون " ليز " و حركاتها و تاريخها أيضاً إلا أن " سام " أملت بأن تكون صديقتها أكثر حذراص و التزاما بخطية سيرهما، و اتضح لها من تمايل صديقتها يمينا و شمالاً بلا سبب واضح أنها لن تضع أي شيء في الاعتبار. .
إقترب الشاب منهما بهدوء قال لهما ليعرف عن نفسه:
** أهلاً أنا فرانك سميث....
و مد يداً مصافحة ل " ليز " التي استقبلتها بحفاوة و عرفته بنفسها و بصديقتها التي ابتسمت بتحفظ و في عقلها ملايين المخاوف التي تدعمها صفحة الجرائم في الصحف اليومية ، و حذائه القذر كما تظن " سام".
** هل تأذنان لي بالجلوس؟؟
** بالتأكيد ... تفضل.
قالتها " ليز " بحماس، فلم تجد " سام بداً من التأكيد على كلام صديقتها بحماس أقل:
**أجل أجل ..اجلس
جلس قريبا من " ليز" و عندها أتت النادلة اللطيفة بغدائهما و سألت الرجل بعد أن قدمت لهما طعامها بابتسامة:
** هل تريد شيئاً لوكاس؟؟
قال و قد بدا عليه الإحراج نوعا ما :
** لا يا حلوتي...
و واصل بعد أن مضت النادلة: ينادونني" لوكاس" أيضاً
ثم مضي مع " ليز " في التعارف و كأن ما حدث من كذب في أسمه شيئا لم تره أو تسمعه سوى " سام " التي جلست في قلق ترسل بين الحين و الآخر نظرات محذرة لصديقتها التي تتجاهلها بتعمد لتمضي وقتاً ممتعاً في حين تمضي " سام " وقتاً مرعباً، فقررت ألا تفارق صديقتها المجنونة حتى لا تلقاها مخنوقة في مكان لا يعلمه إلا الله.
لكن حدث ما أرغمها على ترك مكانها...
|