كاتب الموضوع :
sivda
المنتدى :
الارشيف
ولكن نضال نظر اليها... ومن ثم ركز نظره على حازم وقال......
- انها زوجتي..........
وفتح حازم عينيه بنظرة استهجان...وأذعن الشاب..وكأنها اصبحت بشكل اتوماتيكي... القائدة... او مساعدة نضال الرئيسية... فكادت تقع مغشيا عليها لهول هذا التصريح الخطير..الا ان نضال قام بسندها...
- نعم انها زوجتي... اسف ان لم اخبركم من قبل ... وهي تعمل بالمدرسة التي استنجد بها حازم..واصرت على البقاء بجانبه...ولا بد أن الاسرائيلين قد علموا بأمر مساعدتها له... فأحضرتها الى هنا.. حتى اعرف انها امنة...
وتصاعدت صيحات الاعجاب.. وسمعت احدهم يقول..
- زوجة نضال... وماذا تتوقعون منها غير ذلك... فالوطن اهم عنده من اي شيء... ويبدو ان العدوى انتقلت اليها...
وبدأ بالضحك...
- لا يا عزيزي... فهناك شيء اهم بكثير من الوطن بالنسبة لنضال...
ونظر الى رانيا .. والتي بدورها كانت مدركة لمبلغ احمرار وجنتيها... فأكمل...
- اهلا بك ... ما اسمك؟؟ انا اسمي هاشم ....
- رانيا...
- تشرفنا يا اختي... والله لم نكن نعرف بأنه متزوج... هل عندكم اولاد..؟؟
- لا...
قال نضال بصوت قاطع...
- والان ارجوكم .. افرغوا الغرفة الثانية لرانيا... وتجمعوا في هذه الغرفة...... حازم.... كيف حالتك الان..؟؟؟
- احسن...
كان الشباب قد اخذوا على عاتقهم معالجة حازم..... واطعامه !!
- اريد التحث معك.... على انفراد... رانيا تفضلي بالجلوس.....
وابتعد الشباب عن حازم... وذهب نضال وجلس بجانبه...
- بصدق... كيف اصبحت؟؟
- بصدق... احسن... ولكني اتألم قليلا....
- كم قتلت؟؟
- خمسة...أرديتهم قتلى ...ولو ان اسرائيل ستعترف بوجود جريح ...
وضحك... ومن ثم سكت...وأكمل...
- ولكن .. ماذا بالنسبة ل .....
- لرانيا....
قاطعه نضال...
-انا ارى ان هذا أأمن ترتيب لها...فأنت تعلم وان كنا مناضلين... نبقى رجال...وهي ...هي ليست قبيحة كما ترى.....
وسكت.... ثم قال بلهجة قاطعة:
- اسمع يا حازم... هذا الامر سيبقى سرا... ولن يعلم اي أحد غيري وغيرك ورانيا بالحقيقة.... علم؟
- بالطبع...
- والان خذ قسطا من الراحة يا فتى... فأنت قد اصبحت رسميا ... واحد منا...
وذهب نضال ليتحدث مع بقية الشباب .. وبقيت رانيا جالسة على كرسي بجانب الباب... ونظرة فارغة ممزوجة بالدهشة كانت تعلو وجهها.... يا الله...ما الذي افعله هنا ... وما الذي حصل معي..... كانت هذه افكار رانيا... ومع هذا كانت تحمد ربها وتشكره.. لأن اباها و امها قد توفيا... وانها تسكن لوحدها من بعد رحيلهما... فهكذا لا يوجد شيء يقلقها..ولكن... جلوسها هنا .. في هذا المكان... مع كل هذه الوجوه الجديدة...يقلقها... وحقيقة انها بحاجة الى الاستحمام... والى النوم ... والى......
- رانيا......
قطع نضال حبل افكارها.........كعادته !!
- نعم..
- سأرشدك الى غرفتنا...
غرفتنا !!!!؟؟؟؟! ...... استنكرت رانيا في نفسها...... غرفتنا ؟؟؟؟؟ أجنّ هذا الرجل؟؟
- اسمع ......
ولكنه لم يسمع... بل امسك يدها.. وأوصلها الى الباب الكائن في اخر الغرفة التي يجلس الجميع فيها... وأدخلها هناك.. ودخل وأغلق الباب... ولما جالت رانيا بنظرها في انحاء الغرفة وجدت انها احسن حالا من التي كانت بها... اذ انها كانت مدهونة بدهان ابيض نظيف .. وبها سرير كبير نسبيا بالنسبة للمراتب .. ومرآة كبيرة .. وباب اخر يبدو انه باب لحمام...
- اسمعي....
- لا ... انت الذي سيسمع ...
- لا... فأنا "الريّس" هنا ... وعليك ان تتذكري هذا جيدا !!!! .. اسمعي ... اعتقد ان عدم ثقتي بك هو امر واضح بالنسبة اليك ...واعتقد ايضا ان قضية خروجك من هنا هي رهن للظروف... فأرجوك .. لا تبدأي بالنحيب...
- نحيب؟؟
- اقبلي بالامر الواقع ... هذا كل ما اطلبه منك... فقضية خروجك من هنا... مستحيلة....
- تطلبه ؟؟ انت تأمر وتأمر منذ رؤيتك لي .... ثم ... لقد قلت لك ... انا لا اعمل مع الصهاينة ... ارجوك ... صدقني... فأنا.... أنا عندي عائلة...
- عائلة... ؟؟؟؟ لقد قلت لي ان والداك قد توفيا ... وأنك لست متزوجة... ولم تغيبي عن ناظري منذ ان اخبرتني هذه الحقائق.. فعن اي عائلة تتحدثين؟؟... فهل عندك اخوة او اخوات...
- لا...
- اعمام ... اخوال... عمات.. خالات ......؟؟؟؟؟؟
- لا.....
- اذن ؟؟؟
- لا... لا يوجد لدي عائلة.....أمرتاح الان ؟؟؟..... ولكني اريد الخروج من هنا.... حالا ....
وهمّت بالخروج ... ولكنه امسك بمقبض الباب...
- ولكن وجودك هنا ليس رهن بارادتك...بل هو رهن بأمري...
- ولكن ... ولكن هذا يسمى اختطاف....
- سميه ما شئت ....فوجودك هنا... مثلما قلت ... أمر واقع....وأرجوك ... علي القيام بمناقشة امور "أهم" من مناقشة أمر محتوم...... وهمّ بالخروج .... ولكنه تراجع....
- اه .... كدت أنسى .... ارجوك اكتبي قائمة بالحاجيات التي ستحتاجينها للمبيت هنا... وستتكلف اخت هاشم باحضارها لك...وأرجوك .... لا يوجد مجال للخجل... فأنت ستمكثين هنا ما لا يقل عن اسبوعين... فاكتبي كل ما انت بحاجة اليه ... من ملابس.... او أدوات استحمام ... او ... كل ما تحتاجينه ......... لان هاشم سيذهب للبلد اليوم .. وسيرجع غدا... ولن يذهب اي منا الى هناك... طوال الاسبوعين القادمين.... ولكن لا حاجة لطلب مستحضرات تجميل او عطور... لانه ... تذكري الوضع هنا... فهذه ليست رحلة سياحية...
- ولكني لا أضع مواد تجميل يا سيد...
ونظرت اليه بتحد... فبادلها نظرتها.....
- انا احذرك فقط.... وتذكري انهم يعتقدون انك زوجتي..... مما يشملك باحترامهم وتقديرهم... فبادليهم هذا التقدير والاحترام ... وتصرفي وفقا لهذه الحقيقة .....
انا احذرك فقط.... وتذكري انهم يعتقدون انك زوجتي..... مما يشملك باحترامهم وتقديرهم... فبادليهم هذا التقدير والاحترام ... وتصرفي وفقا لهذه الحقيقة .....
و خرج نضال.... ولم يعطها مجالا للاعتراض على مسمّاها... "زوجته"... والمشكلة بالأمر انه يقولها بشكل طبيعي وسلس... وكأنهما متزوجان حقيقة..... وجالت ببصرها بالغرفة... فوجدت ورقة وقلم... فأخذتهما وبدأت بالكتابة...
بنطال جينز عدد 2...
بلوزة عدد 3
فرشاة اسنان + معجون
ليفة..
سائل استحمام...
شامبو شعر مع بلسم ( ألم يقل انه لا مجال للخجل!!)
بيجاما..
ملابس داخلية...
وكتبت حذاء... ومن ثم شطبته ... فحذائها في حالة جيدة..
وكتبت بجانب كل شيء القياس المناسب... وتذكرت حقيقة انها نسيت تدوين .. حجابات .. حجابات ...يا الهي... الان ... الان فقط خطر على بالها انها محجبة... وبأنها ستضع الحجاب طوال الاسبوعين القادمين... ليلا ونهارا...يا الهي...انه لسجن على كل شيء...على الحياة.. والتصرفات... وحتى على التفكير.... ولكنه ليس وقت النحيب...فكتبت...
حجابات عدد 3
وطوت الورقة... ولم تنس كتابة عبارات الشكر الى اخت هاشم في اخر الورقة... وأملت في نفسها ان تكون ذات ذوق رفيع وقريب من قلبها... فهي تكره لبس الملابس ذات الذوق المتكلف...وتحب الملابس المريحة... وعندما همّت بالخروج لتعطي نضال الورقة... وجدت حازم يهمّ بالدخول الى غرفتها...فانفرجت اساريرها لرؤية وجه بشوش...ولربما مساند لها...
- اهلا حازم... لماذا تحرّكت؟؟؟ انا واثقة بأن رقودك بالسرير أحسن لك.. وأقرب لشفائك...
- لا... فالاطمئنان عليك أنت اهم...فأنا اعلم بأن نضال قاس...او يحاول ان يبدو كذلك... ولكن قلبه طيب...وانا متأكد من ان حالتك النفسية الان ليس مستقرة... بسبب التغيير والترتيبات المفاجئة...ولكن ارجوك... تقبلي الوضع الحالي...فهذا سبيلك الوحيد للنجاة...
- ما بالكم... تقبلي الوضع... تقبلي الوضع.... أأنا مجنونة... أألطم على وجنتي... انا متقبلة للوضع يا ناس...
- أنا أقصد...
- أبعثك نضال ليطمئن على انني لن اهرب.. ولن افضح كذبته المريبة... والخسيسة امام رجاله.... أأصبحت في صفه الان.. من بعدما رأيت كل ما فعله بي..
- لا... بالطبع لا... والأمر ليس أمر في صف من انا..
.
- يا الله لو...
فقاطعها حازم...
- نعم... أعلم... أعلم انك تتمنين لو انك لم تبق بقربي...ولكن...
فقاطعته بدورها..
- لا .. لا ليس هذا ما قصدته...أنا أقصد.. لو .. لو انه يتركني اذهب..وان مت.. فانا من سيتحمل النتائج...وان اعتقلت... فوالله لن اعترف على اي واحد منكم...ارجوك ..ثق بي...
- ولكني أثق بك يا رانيا... فأنا رأيتك بالمدرسة... ولكن نضال...انه متشدد من هذه الناحية...
- اه... يا الله ... سهّل علي هذان الاسبوعان...ولكن .. انت.. كيف اصبحت... فقد سمعت آهاتك اثناء محاولاتهم لاخراج الرصاصات من جسدك...
واقتربت منه غريزيا لتطمئن عليه... ووضعت يدها على ذراعه لتبعد الضمادات قليلا.... وفي ذات اللحظة دخل نضال الى الغرفة...ونظر اليها نظرة صاعقة.. جعلتها تفكر بالمثل... " لو ان النظرات تقتل" ... بالطبع ... كان أرداها قتيلة منذ زمن.....وقال لحازم...
- لقد بح صوت محمد وهو يناديك....
- اه ... انا ذاهب... رانيا .. أتريدين اي شيء؟؟
- لا رانيا لا تريد شيئا...
اجابه نضال بعصبية... فانسحب حازم خارج الغرفة واغلق الباب.. وترك رانيا وحدها لتواجه غضب نضال...اللامبرر..!!!
- ماذا فعلت الان؟؟؟؟
- ماذا فعلت؟؟؟ عندك الجرأة لتسألي
- ..... ما الذي حدث؟؟
- ألم أقل لك بأنك زوجتي هنا... وبأنك ستتصرفي وفقا لهذا الاساس؟؟
- نعم ... وانا لم اخرج من غرفتي بعد لأفعل اي خطأ...
- لا لم تخرجي بل كنت داخل غرفتك... لو جاء احد الرجال الى هنا ورأى الوضع الذي كنتما فيه .. ماذا سيحدث.. وماذا سيقولون؟؟؟
- أي وضع... كنت اطمئن على جراحه فقط...
- وهل انت ممرضة؟؟؟
قال بسخرية...
- لا .. ولكن قد أخذت دورة بالاسعفات الاولية...وانا اردت ان اطمئن عليه فقط...و ارجوك...كف عن التشكيك بي...او في تصرفاتي...كما انك لست مسؤول عني لتحاسبني بهذا الشكل...أحمد الله على انني لست زوجتك حقيقة...
- لن تنالي هذا الشرف..
ونظر اليها نظرة تقيميّة..... فشعرت بالاهانة.... فضحكت بسخرية....وقالت....
- ومن قال لك انه شرف بالنسبة لي... ؟؟
يتبع...
|