كاتب الموضوع :
sivda
المنتدى :
الارشيف
- شكرا لك يا احمد........
ونظرت الى نضال...والذي كان مشغول بدوره بحديث مع هاشم بدوره....وأكملت...
- فيبدو اني لن اشعر بالملل هنا قط.....
وذهبت الى غرفتها وهي محملة بالكتب التي اعطاها لها أحمد... ووضعتهم على السرير... و فتحت الحقيبة
التي احضرها لها هاشم...ووجدت ما طلبت.. وكانت الملابس ذات ذوق رفيع وناعم... كما أملت... ووجدت ايضا
زجاجة عطر ... ففتحتها وقربتها من انفها... فكانت ذات رائحة جميلة...ووجدت ايضا فرشاة شعر ومنشفة...
وشكرت في سرها اخت هاشم.. اذ انها نسيت ذكرهما في قائمتها....فأخرجت قميص وردي ذو "كم طويل"...
والمنشفة .. و"الشامبو" وسائل الاستحمام... وجلست تطالع الكتب... وبعد مرور ما يقارب الثلاث ساعات ...
ذهبت لتستحم....
في هذه الاثناء كان الشبان في الغرفة الاخرى يجهزون الاطعمة والأشربة التي احضرها هاشم معه من البلد...
كما انهم بالاضافة الى ذلك صنعوا كعكة جميلة وزينوها بالكريمة البيضاء...
- معنا سيدة هنا يا شباب... فأتقنوا صنع الطعام...
قال شاب اسمه وسيم..
فضحكوا جميعهم... وتابعوا اعمالهم ... فهناك من يقطع السلطة.. وهناك من ينتبه على الطعام .. وهناك
مسؤولون عن الحلوى...وكل يحاول بذل قصارى جهده ...حتى تنال اعمالهم رضاء "السيدة".... وحتى يثبتوا
بأن الرجال قادرون على منافسة النساء... حتى في الطبخ.....
وعندما شارفوا على النهاية ... استئذنهم نضال ... حتى يذهب لينادي "زوجته"... فدخل الى الغرفة ... ووجدها
فارغة... فخفق قلبه بشدّة.... اين ذهبت؟؟؟؟.... ولكنه ... عندما وصل الى جانب السرير... وجد حقيبتها
الخاصة هناك... ووجد الحقيبة الجديدة...ووجد حجاب ابيض مطوي بعناية على جانب السرير.... وفي اثناء
تأمله ... فُتح باب الحمام ...
و سبق حضورها صوتها.. اذ كانت تدندن................
ورآها.....وكأنما الاغنية التي كانت تدندنها قد بدأت بالتلاشي... وحلت مكانها قصيدة نزار قباني...." بحياتك يا
ولدي امرأة... عيناها سبحان المعبود... فمها مرسوم كالعنقود... ضحكتها أنغام و ورود.................والشعر
الغجري المفرود...يسافر في كل الدنيا......".... كانت تلبس قميصا بلون الورود.... وبنطال "جينز"...
ولكن...شعرها ... شعرها.... غير مظهرها بالكامل... فان نعتها بالجميلة من قبل ... فقد كان قليلا عليها ...
قليل جدا...فمظهرها هذا ... الكلمات تقف عاجزة عن وصفه....ولكنه أدرك ... لا بل تذكر انه ممنوع عليه
رؤيتها هكذا ...فهو يمثل امام الناس دور الزوج... ولكنه لا يستطيع ادعاء ذلك امام الله.... فأدار وجهه.....
- اسف.....
وكانت رانيا تكاد تموت خجلا... فقد نسيت حجابها على السرير....فجاهدت لاخراج صوتها.....
- لا...انا الآسفة... فقد نسيت حجابي....
فتابع محادثتها ووجهه بمقابلة الباب....
- لقد جئت لأناديك... فكل شيء جاهز...
- اه...سآتي... امهلني دقيقة واحدة فقط...
وخرج.... فتلمست طريقها لأقرب كرسي ...وجلست لتتمالك اعصابها قليلا..... فنظرة نضال... تلك النظرة التي
رمقها بها في تلك الثانية...نظرة التواصل تلك.... أدهشتها... فلم تكن كأي نظرة من نظراته ... كانت
نظرة...ح... لا ...لن تقولها... فكيف يحبها ... ومعاملته لها تعكس تلك النظرة ... فأقنعت نفسها بأنها واهمة.....
ولبست حجابها ... وخرجت ....فوجدت الطاولة الخشبية الكبيرة... مليئة بأنواع الطعام... فمن المقبلات الى
الكبسة... والدجاج ... والكعكة الكبيرة... وكانت الصحون موزعة بترتيب... وبجانب كل صحن.. ملعقة
وشوكة...وكأس مليئة بالعصير...وجاء نضال وأمسك بمرفقها... وأزاح لها كرسيا لتجلس...فجلست وجلس
بجانبها ... وجلس الشباب... فقال ...
- قبل ان نأكل هناك امران مهمان علينا فعلهما... اولا...ارجو من كل واحد منكم التعريف عن
نفسه... فبلأمس لم تسنح لكم الفرصة لذلك....
فبدأوا....
- احمد ... متزوج... مهندس ميكانيكي....لي ابنة واحدة...
- مصطفى... أعزب... عامل بناء...
- هاشم... أعزب... طالب جامعي
- محمد ... متزوج ... لي خمس ابناء......وأعمل كصيدلي...
- ابراهيم ... متزوج حديثا... محامي...
- طارق... أعزب... وأعمل كمعلم للجغرافيا...
- عمر ... متزوج ... وعندي بنت وولد... مدير شركة للحديد والصلب..
- وسيم ... خاطب... وانا سكرتير عمر..
- حازم... أعزب... خريج من كلية التجارة... ولم أجد عملا بعد...
- تشرفت بلقائكم جميعا.....
فقال لها وسيم...
- وانت..
- اسمي رانيا وأعمل مدرسة للّغة العربية....
فأكمل وسيم...
- ومتزوجة بالطبع....
فقال طارق...
- انت زميلة اذن...
وتصاعدت اصوات الترحيب بها..... فقال نضال.....
- شكرا لكم يا جماعة... والان ..قبل ان يبرد الاكل....اريد أن اقول ان هذا الاحتفال الصغير قد اقيم
على شرف حازم.... اذ انه قد قتل خمسة مستوطنين...وعاد سالما الينا... مع اصابات ليست بدائمة... والاهم...
انه انضم الينا واصبح واحد من اسرتنا... فأهلا بك بيننا يا حازم....
وتصاعدت الاصوات .... اهلا بك يا حازم...
- تفضلوا.. ابدأوا بالاكل...
وبدأوا بالاكل... وبالاحاديث الممتعة... والمضحكة... فقد كانوا فخورين بما حقق حازم... وكأنما كل واحد منهم
هو حازم....فأعجبها هذا الترابط... لا بل جعلها فخورة أكثر و أكثر بأبناء بلدها....
وأنهت طعامها... وجلست لتنظر اليهم ... فهذا يأكل وهذا يضرب كتف ذاك بضربة ودودة... واخر يأخذ حلوى من
بجانبه بحركة شقاوة... وعندما وصلت الى نضال... وجدته ينظر اليها... فبادلته نظرته... وعندما شعرت بأن
جميع وجهها يحترق خجلا... وليس وجنتيها فقط... نظرت الى صحنها الفارغ... وتراءت لها صورتها وهي
خارجة من الحمام..... مما زاد اكثر من خجلها....
- رانيا... احكي لنا كيف تعرفت بنضال....
قال ابراهيم هذه الكلمات اثناء توزيع هاشم للشاي... الامر الذي ادى الى استدعاء انتباه الجميع....و الى
ارتسام نظرة ترقب على وجهوهم... فنظرت الى نضال نظرة استجداء... ولكنه ابتسم لها... وكأنما يقول لها....
أبدعي... فالساحة لك..... ولكنها لم تكن مستعدة لهذا السؤال... وبدأت بتذكر القصص الرومانسية التي قرأتها
في حياتها... ولكن ذاكرتها خانتها .. وكان عقلها في هذه اللحظة كالصفحة البيضاء.... فقالت....
- عبر العائلة...
- اوووه... لا.... ألم يكن هناك قصة حب عاصفة....
علق ابراهيم بخيبة امل.... فنظرت رانيا مرة اخرى الى نضال... والذي قرأ استجداء عنيف وصامت في
عينيها... فقال نضال... ونظره مركز على عينيها العسليتين....
- لا.... فحبنا قد تبلور..... بعد الزواج....
وسمع صوت صرخات الاستحسان... والصفير....مما أدى الى غرقان رانيا في مقعدها... فقال لتجنيبها احراج
اكبر...
- يا شباب...صحة وعافية...على من الدور اليوم لجلي الصحون...
فقاموا جميعهم يتعاونون على ترتيب المكان وعلى تنظيف الصحون...واستئذنهم نضال ليأخذ رانيا الى
غرفتها... فألقوا عليها تحية المساء....
وعندما وصلوا الى الغرفة...
- رانيا ... اسف لاحراجك...
- لا عليك...
- سأذهب الان ... تصبحين على خير...
- نضال....
- نعم؟؟
- تجنبا للاحراج ... أنت لم تقل لي... ما هو عملك؟؟
- شهادتي الجامعة كانت بالهندسة المعمارية...ولكني لم ازاول مهنتي كمهندس... بل استلمت اعمال
العائلة كمدير لشركة مقاولات بعد وفاة ابي...وليس لي اخوة او اخوات... فأنا وحيد امي مثلما يقولون...
- اهااا... شكرا لمشاركتي هذه المعلومات...
- عفوا.. تصب..
- اسفة على مقاطعتك... ولكن .. هناك سؤال يجول في خاطري... كيف تزاولون اعمالكم وانتم هنا...
وكيف تعيلون عائلاتكم مثلما قلت لي..؟؟
- نحن لا نبقى هنا طوال السنة يا رانيا... بل نجلس هنا لمدة اسبوعين على الاكثر بعد كل عملية
نقوم بها... من اجل الاطمئنان على الاوضاع... ومن ثم نذهب الى عائلاتنا واشغالنا... فنحن... اثنين في واحد...
قال ضاحكا.... و أكمل...
- اناس طبيعية... تعيش حياتها كباقي الناس.... ومقاومون...
- انتم فخر لكل الفلسطينين... بل للعالم اجمع... يا نضال....
- شكرا... والان... تصبحين على خير....
- وانت من اهل الخير....
وخرج... وكأنما خرجت قطعة من قلبها معه.....فمعاملته لها قد تغيرت... ونظراته ايضا... وكانما ذهب نضال
التي تعرفت عليه بالبداية.. وحل مكانه نضال اخر... اااه... وتثائبت... فخلعت حذائها... واستلقت على السرير...
ونفسها تعدها باحلام جميلة..... ووردية ... و " نضالية" ...
يتبع.....
|