لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-09, 07:30 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

((((((((((((((((الفصل الثاني عشر))))))))))))))

~~** صدى الآهآت..**~~


ستارة سوداء..
ودراما... تراجيدية من وحي الخيال...
ممثلوها... مجموعة أحزان ودموع...
وضيوفها... هم النجوم والقمر ونسمات ليل...
..
سمفونية... لونها أسود... وعزفها أسود...
أنطلقت... غردت... صدحت... وأرتفعت...
..
أزيحت الستاير...
ومشهد هو الأول والأخير في هذه المسرحية... أبتدأ...
ظلام...
ليلة سوداء...
عيون... باكية...دامعة... ودامية...
معاناة... حزن... جروح... آهات... وصراخ...
صرخات متتالية... منقطعة... ونحيب متواصل...
كلها تجسدت في الخنساء...
فقدت... ولم تفقد...
فقدت الولد..
..ولم تفقد الحزن
فقدت الضنى..
..ولم تفقد الألم
الدموع... والأوجاع...
صاحبوها... أحبوها... وأكرموها بزيارتهم...
..
فجأة... عادت السنفونية تصدح...
وأنسدلت الستارة...
لتعلن عن نهاية... أو بالأصح أسميها... بداية الألم...
لأطوي هنا...
بدون تردد...
أحرف... وذكريات...
مطمورة...
بين نبضات... وطيات الورق...
لأطوي هنا...
صفحة الذكريات...
ذكريات الخنساء..!!
..
*
..
*
..
أممممم... (كان يا مكان)... هي بداية تاريخية قديمة نقدر نقول عنها مملة وتحتاج لتغير....
تغير الزمن ...وصارت الناس تبدا الحدث بـ (سمعت بآخر خبر؟؟؟!)... وهذي صارت تشد الإنتباه أكثر....
لكن هنا...
فورقتي ...ونتاج قلمي ...تحيرت شو راح أبدأ بإكمال سرد قصة...؟!!
لأحرف بنت كلمات.... وكلمات بنت جمل...وجمل بنت أكبر من واقعة وحدث...
ما أقدر أقول عنها واقعية... لأن فيها شيء قريب من الخيال...
وما أقدر أقول عنها خيالية...لأن فيها شيء أقرب من الواقع...
حاولت أجد كلمة...مصطلح ...ما بين الخيال والواقع...ووجدت إن مثلها مثل الجليد والنار...
لذا ...
بيدكم أختيار صنفها ...
.
.
.
.
مسك بالدفتر بكل قوة وضمه لصدره... صار يشم بلهفة أوراق المذكرات... وبجنون مسك راسه يشد على شعره... يبكي ويبكي... وشو ينفع الندم؟! شو ينفع يا وليد؟!... رميت كل شيء بلحظة جنونية... وبلحظة جنونية صارت أشياء وأشياء... سمع صوت باب الجناح يدق بكل عنف... ترك الدفتر بكل حذر على الكومدينة... ومشى يمسح مثل الطفل دموعه... فتح الباب ورجع لوراه وفاجأه وجود جلند قدامه...
ناظره جلند لحظة لحظتين... وأنصدم لحال وليد... أنصدم بحق للحال إلي وصلت له ولد أخته... وبدون مقدمات مسكه من كتفه وشده لحضنه...
همس جلند: وليد... قل لا إله إلا الله وإن محمد رسول الله... قل لا حول ولا قوة إلا بالله...
شهق وليد... ومسك بجلند وتشبث فيه... وأندفع يبكي...
صرخ بلوعة: فقدتهم يا جُلند... فقدتهم مرة وحدة... فقدت ولدي... ضناي... فقدت أبوي... فقدت الخنساء...
همس جلند يبعد وليد شوي ويقول وعينه تدمع: خالد عصفور من عصافير الجنه... عصفور من عصافير الجنه... وعمي خالد إن شاء الله يتعافى...
قاطعه وليد وهو يشد على شعره بألم: أبوي بغيبوبة بالإنعاش... تفهم يعني شو بالإنعاش؟!... يعني الله العالم يحى أو يموت...
وطاح على ركبته وقال ويده ترتجف: والخنساء... الخنساء يا جُلند... الخنساء صارت هنا ومو هنا... الخنساء صارت هايمة... صارت جزء من الدموع... صارت جسد بلا روح... آآآآآآه... يا جلند...
جلس جلند جنبه وشد على كتفه يقول بهمس: لكنها مازلت موجودة... ما زالت عايشة... ما زالت محتاجة لك... محتاجة لحبك... لوجودك... محتاجة لك حتى ترجعها مثل قبل وأقوى...
رفع وليد وجهه وناظر جلند وهو شوي ويصرخ عليه: وشو راح أنفعها؟! هي بعالم... عالم غير... غييير... كيف تبيني أرجعها مثل أول؟! كيف؟!
ضغط جلند على كتفه وقال: بحبك... بوجودك معها... بقوتك... بقوتك...
رمى وليد يد جلند وقال يصرخ: أي قوة؟! أي قوة هذي إلي تتكلم عنها؟!
ناظره جلند ووقف... مشى للكنبه وجلس عليها... دمعت عينه وهو يتذكر موت أخته... وأمه... مسح دمعته وناظر وليد...
همس بصوت مشجون: تذكر...؟!
وكمل جلند ووليد متجاهله: تذكر... تذكر كلامك قبل 16 سنة؟! كنت أنت بعمر الـ 14 سنة... وأنا كان عمري 10 سنوات... تذكر لما عرفنا إن الخنساء بنت عمك ما تجاوزت عمر السنتين وصارت مريضة ... تذكر..؟!! تذكر يومها شو قلت؟! شو قررت؟!
رفع وليد راسه فجأة... وتذكر... كيف ما يتذكر... وهالذكرى مطبوعة بقلبه قبل عقله... مطبوعة بختم خاص باقية لأبد الدهر...
ورجعت لوليد هالذكرى... كأنها صارت بالأمس بس...
{{... مسك وليد خنساء الطفلة بين يديه... كانت هذي هي المرة الثانية بس إلي يشيل فيها طفل بين يديه بكل لهفة... شالها بحذر وصار يناظرها بعيون ملهوفه...
همس لجلند إلي كان معاه: جلند.. ناظر كيف يدها؟! سبحان الله صغيييرة...
حاول جلند ياخذها منه... بس وليد رفض وحملها لحضنه وجلس عالكنبة... أبتسم وهو يمسح على شعرها... ودخل عمه أحمد فهاللحظة وابتسم بحزن... وجلس جنب وليد...
قال أحمدلجلند: شو فيك واقف يا جلند؟! ليش كذا زعلان؟!
قال جلند وهو يعطي وليد نظرات حاقدة: هذا وليد... ما رضى يعطيني أشيل الخنساء...
رفع وليد عيونه من الطفلة وناظر جلند وقال: ممنوع... ما أحد يشيلها غيري...
ضحك أحمد وقال: هههههههه... وليش عاد؟!
قال وليد يبتسم وهو يبوس الخنساء على جبينها: هههه لأنها ما تحب إلا أنا.... ناظرها أصلا تبتسم بس لي... أما إذا ناظرت جلند فبتصيح وتبكي...
رجع أحمد يضحك ويقول: ههههه... خله يشيلها شوي...
قال وليد وهو يبوسها قبل لا يعطيها جلند: هااااا خذها... بس عاد إذا بكت...
وما كمل كلامه صرخت الخنساء وبكت وهي بين يدين جلند...
تأفف جلند: أووووف... وهذي ما تبكي إلا لما أشيلها...؟!
أخذها وليد ورجعها لحضنه وقال: ترا إنت ما تعرف للأطفال... ها الخنساء... خلاااص أسكتي وبضربه جلند أنا... أسكتي بس...
سكتت الخنساء وصارت تناظره بعيون واسعه وتبتسم...
أبتسم وليد وهمس: فديت والله أنا الحلوة هذي...
أبتسم أحمد وهو يقول: الظاهر تحبك...
باسها وليد على خدودها الوردية وضحك: وأنا بعد أحبها...
جلند قال زعلان: وأنا تكرهني.. أعرفها... إذا كبرت أنا بضربها... بس أنا أعرف وليد ما بيخليني...
ضحك أحمد وهو مستمتع بكلام جلند: وليش وليد ما بيخليك؟!
قال جلند: لأني أدري وليد يكبر... يتزوج الخنساء... أنا مستحيل أقدر أضربها...
ضحك أحمد بصوت عالي وهو يناظر وليد إلي توردت خدوده: هههههههههههه.... الله يقطع بليسك يا جلند... من وين جبت هالكلام؟!
قال جلند يفشي كل شيء مرة وحدة: وليد قال... أصلا إحنا لما عرفنا إن الخنساء مريضة... وخالة سعاد قالت الخنساء لما تكبر مستحيل أحد يحبها ويتزوجها... بس وليد قال لي أنا أتزوجها...
ضحك أحمد ودموع الحزن بدت تظهر عليه: وليد قال؟!
وناظر وليد وسأله بحزن: صحيح هالكلام يا وليد؟!
تجرع وليد ريقه وهمس وهو يمسح على شعر الطفلة بتوتر: أيوه...
أدمعت عين أحمد وحل صمت غريب عالمكان... صمت كان كفيل إن أحمد يبكي من الداخل...
وكمل أحمد بعد صمت طويل: توعدني؟!!!
رفع وليد عيونه لعمه... شاف الحزن... الألم... الدموع... وبدون ما يسأل عن شو... زاد حضن عالصغيرة...
وهمس بكل ثقة: أيوه يا عمي... أيوه...}}
.
.
همس جلند وهو يشوف وليد أسند ظهره للجدار: وتذكر... تذكر لما سمعت إن عمك طلق أم الخنساء... تذكر لما سافرت سعاد والخنساء بحضنها... تذكر؟!
رد وليد بالهمس نفسه: إيوه أذكر... كأن هالشيء صار أمس بس...
قال جلند: بكيت... وعمري ما شفت وليد القوي... إلي مستحيل يبكيه شيء... بكى...
كمل وليد يهمس: أذكر يومها رحت لعمي وصارخت عليه... كيف يقدر يتحمل البعد عن الخنساء؟! جاوبني وقتها إن كل شيء إنتهى... لكن ورغم السنين... حب الطفلة ما إنتهى من قلبي... ما إنتهى...
أدمعت عين وليد وهمس بصوت مبحوح: عشقتها وهي طفلة... عشقت إبتسامتها... عيونها... ضحكاتها... عشقتها وهي بين يدي... طفلة... ما تجاوزت الأربع سنوات... آلمني مرضها... خرسها... وقررت وقتها أتعلم لغة الإشارات علشانها... علشانها وبس...
قال جلند وعيونه بعين وليد: لكنهاسافرت... سافرت وهي بين يدين أمها... ومرت سنوات ما سمعت أي خبر عن هالطفلة... وأنا سافرت... ولما رجعت كانت صدمة... صدمة لي أسمع إنك تزوجت الخرساء... تزوجت حب الطفولة... تزوجت عشق الطفولة... وكانت فيني لهفة أشوف هالخنساء وهي كبرت... ولما جيت أنا وطلال لبيتكم... ناظرتها... وعرفتها... صح كبرت وأخذت ملامحها ملامح مرة متزوجة... إلا إنها بكل ملامحها وحركاتها بقت تذكرني بالطفلة إلي كانت عشق ولد أختي... وكل ما طاحت عيني عليها أتذكر موقفنا... أو بالأصح موقفك... وقرارك الطفولي... إنك تتزوجها... وهذا إنت تزوجتها...
وكمل وليد بألم: تزوجتها صح لكني كنت وقتها أتألم كل لحظة... كل ثانية... لما قابلتها بعد 13 سنة فبيت خالها راشد السكير... كان لقاء رتبه القدر... لقاء طعني فكل عضلة بجسمي... كرهتها... أو بالأصح كرهت الظروف إلي خلتها تكون بهالشكل... وقتها نفضت يدي وقلبي من هالإنسانة... لكن... صار إن عمي ذكرني بوعد الطفولة...
ورجعت لوليد ذكرى ذيك اليوم...
{{... مسك أحمد وليد من كتفه وهزه: أنت وعدتني... وعدتني...
جمد وليد وقال بحقد: مستحيل يا عمي مستحيل...
صرخ أحمد بلوعة: بس أنت وعدتني... وعدتني يا وليد...
تكلم وليد بقسوة: كان كلام.. مجرد كلام من طفل... وعد طفل ما كان فاهم الدنيا على حقيقتها... كيف تبني أساس هالزواج بوعد طفل؟!
مسك أحمد يد وليد وبكى وهو يترجاه: أرجوووك... أرجوووك يا وليد... إحنا فهمنا الموقف بشكل غلط... إحنا ظلمنا الخنساء... ظلمناها بقسوتنا وظنونا... هي غير.. غير عن...
قاطعه وليد يصرخ بألم: أي غير يا عمي؟! أي غير؟! طفلة عاشت مع أمها اللعوبة كيف تبيها تكون؟!
همس أحمد بتعب: ما كانت عايشة مع أمها يا وليد... أمها تركتها فبيت جدها... رمتها وتزوجت...
ناظره وليد بعبوس: ومن وين هالكلام؟! مو كنت قايل لي من قبل إنها...
همس أحمد يقاطعه: كان كل كلامي غلط... بس خلك من هالشيء... وأفهمني أفهمني يا وليد...
وليد بكل حرة: عن شو أفهمك يا عمي؟!
أرتمى أحمد بين رجول وليد وقال يبكي: صدقني.. صدقني يا ولد أخوي... لو تميت من اليوم لبكرة أخبرك إنا ظلمنا الخنساء فما بكفي... ما طالب منك إلا إنك تقترن فيها... ما يهمني تتزوجها فعلي... ما يهمني حبك لها... يهمني بس يكون إسمها مقرون بإسمك... يهمني بس يكون لبنتي سند من بعدي... أرجوووك... أرجوووك يا وليد... أرجوووك... أبوس يدكـــ...
قاطعه وليد يمسك يد عمه ويشد عليها يقول: محشوووم... محشووم يا عمي... لا تقول هالكلام... لا تقوله...
همس أحمد: شو تبيني عيل... شو تبيني أقول...
قاطعه وليد يهمس: خلاص يا عمي... لا تترجى... أنا بتزوجها... بتزوجها وهذا قراري... قراري...}}
..
رجع وليد يهمس: كان قرار وليد لحظه... قرار وافقه قلبي مو عقلي... وتزوجتها... تزوجتها وعرفت وقتها شو كثر أنا ظلمتها بقسوتي وظنوني... عرفت وقتها إنها إنظلمت بهالدنيا... إنظلمت بكل قسوة... وكنت أنا ظالمها... أنا... أنا يا جلند... أنا...
ورجع يبكي... يبكي بكل حرقة...
وقف جلند ومشى لوليد وحضنه يخفف عنه شيء من ألمه... يخفف شيء من أحزانه... ولو إنه يدري ما يقدر يشيل شيء من الأحزان إلي نزلت على وليد...
همس وليد بكل حقد: وهذا إلي قتل ولدي... والله إني بلاقيه... بدوره من تحت الأرض وعلى يدي بيكون مصيره...
قال جلند بسرعة وهو نفسه فيه حرة على هذا الشخص الغامض: أذكر الله يا وليد... أذكر الله...
همس وليد يحاول يتماسك: لا إله إلا الله... لا إله إلا الله...
شد جلند على وليد وقال: حاول... حاول يا وليد... تجمع شتات نفسك... خالد في رحمة الله... خالد عصفور من عصافير الجنه... الميت ماله عوده... بس أبوك... أبوك محتاج لوجودك معه... الخنساء... محتاجة أكثر لك... محتاجة لحبك... وحنانك...
دس وليد راسه بين يديه وصار يتعوذ من إبليس... يذكر الله ويصلي عالنبي... يتذكر أبوه والخنساء إلي محتاجين له... وكل واحد فيهم مرمي بمستشفى... وقف على رجوله وهو يحاول يجمع شتات نفسه المكسورة... وفباله شيء واحد بس... هو يوصل لقاتل ولده... يوصل له ويثأر لولده وأبوه وزوجته...

* * * * *

(بيت سلمى...الساعة 9 الليل)

صرخ عليها بحرقة: تكلمي... شو صار... تكلمي...
إرتجفت نشوى وصارت تبكي وهي متخبية بحضن أمها...
همست بصوت مبحوح: هي... هي... أنا ما سويت شيء... والله ما سويت شيء...
صرخت سلمى بحرة: بس... بس... هي شو خصها بهالمجنـ...
صرخ بحرقة أكبر: إلا هالكلمة... إلا هالكلمة يا يمه... إلا هالكلمة...
صرخت سلمى على ولدها طلال: وأنت من عينك علشان تصير لها محامي وتصارخ على أختك؟!
تقرب طلال أكثر من أخته وهو ناوي يضربها: أصرخ عليها حتى تقولي سبب وجودها فبيت عمي سيف... سبب هالكدمات على وجهها...
صرخت أمه: بسسسسسسس... بس يا طلال... أنت ما شبعت؟! ثلاث أيام تسأل هالسؤال...
قال طلال بحقد: ثلاث أيام وبكرة وإلي بعده... ووالله... والله بعرف شو سبب وجودها فبيت عمي سيف بالوقت إلي صار فيه...
سكت طلال وهو يتذكر خالد الطفل... وأرتجفت شفايفه...
ورجع يصرخ بوجع: أنا... حاس... حاس إن كل المصايب من ورا هالسوسة...
ولف طالع من الغرفة وسكر الباب بكل قوة تردد فيه صداه... وكان بالممر يبي ينزل من السلالم لما سمع وقتها صوت بكى... وقف فجأة وعرف إن إلي يبكي هي لجين... رجع لوراه ودخل غرفة أخته... لقاها مطفيه كل الأنوار وراميه نفسها عالسرير تبكي... قرب وفتح الأبجورة عند السرير وجلس على حافته وتنهد بألم...
همس: لجين...
رفعت لجين وجهها وبخدودها تجري دموعها... صرخت فجأة ورمت نفسها بحضنه تبكي...
صارت تشاهق بوجع: أهئ..أهئ... مات يا طلال... مات خالد الصغير... مات...
همس طلال يمسح على شعرها يقاوم دموعه: أذكري الله يا لجين... أذكري الله...
كملت لجين بوجع أكبر: وخالي خالد... آآآآه... أمممممم... بيـموت... حالته حرجه... بيموت...
وما قدر طلال يقاوم دموعه وهمس: أستغفر الله العظيم... لا تقولي هالكلام يا لجين... الله يشفيه يارب... الله يشفيه...
همست لجين بألم: والخنساء يا طلال...
ورجعت تبكي بشكل أكثر يقطع... ما قدر طلال يهدي من بكاها... لأنه هو نفسه بدا يبكي...
ورجع يقول وهو يحاول يتمالك نفسه: الله يشفيها يا رب يا لجين... مصيبتها هي أكبر واعظم... فقد الضنى مو سهل... والخنساء محتاجة لنا حتى نوقف معها... وليد عايش بسواد وثلاث من أهله مرة وحدة صار لهم شيء... هم محتاجين لنا نوقف معهم... مو نبكي على مصيبتهم... محتاجين لنا يستمدوا منا قوتهم... محتاجين لنا يا لجين... محتاجين لنا...
تمت لجين بحضن أخوها تبكي حتى شاهقت وهدت وردت تقول: وأنت... أنت يا طلال ليش تصارخ على نشوى... أنت...
همس طلال يمسك وجه لجين بين يديه: كذبيني... كذبيني بس إن نشوى مالها يد بموضوع الخنساء... كذبيني...
نزلت لجين راسها وهمست تهز راسها بلا: لا... ما أقدر أكذبك لأني انا بعد شاكه...
همس طلال بألم: ما أدري شو مخبية عنا... والله وبديت أخاف يصير شيء كبير...
ردت لجين بصوت مرتجف: طلال... لا تقول هالكلام... وأرجوك... أرجوك ما يوصل هالكلام لأبوي... أرجوووك...
وقف طلال يجر رجوله للباب... يحس نفسه ضايع... يخاف أخته مسويه شيء أكبر من تفكيره...
قال وهو معطنها ظهره: ما بقول له... بس أنا وإنتي عارفين أختنا... ومن هي...

* * * * *
.
.
((تابع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 15-03-09, 07:32 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

(بيت سيف...)

جلست هدى شاردة بغرفة أولادها... تناظرهم وهم نايمين... فجأة إنفتح الباب ودخل سيف... وقف يناظر زوجته ومسحة الشرود والحزن باينه عليها... تنهد بكل ألم وقرب... جلس جنب زوجته ومد يده يضم كتوفها لصدره...
همس: هدى...
قالت هدى بشرود: تدري سيف؟! الأولاد نعمة الله أنعمها علينا... نعمة عظيمة ما حسيت فيها وبقيمتها إلا هالحين... الخنساء فقدت طفلها... و... و... أنا فكرت إذا فيوم بفقد أولادي... فيوم أ.. أ...
وتلعثمت وهي تبدا بالبكى...
قال سيف: أذكري الله يا هدى... ما جيت أشوفك إلا وتبكين...
همست هدى بصوت مبحوح من كثر البكى: لا إله إلا اله... شو أسوي يا سيف؟! والله مقطع حالتي وليد والخنساء...
والله قلبي تقطع ميت مرة وأنا أشوف حالته لما رجع من السفر...
تذكر سيف إتصالهم بوليد وهو مسافر... رجع وقتها وليد فجر اليوم الثاني والصدمة باينة بوجهه... وأبد ما شاف ولد أخوه بهالشكل الضعيف... أبد...
ورجعت هدى تهمس: وأخوك خالد؟! الله العالم شو مصيرة بغرفة الإنعاش... الله العالم...
تنهد سيف ولمعت عيونه وهو يقول: زين يوم لحقنا عليه... رغم الجروح والكسور وضربة الراس صمد وكان يتنفس... الحمدلله على إنه حي و... وإن شاء الله... إن شاء الله بيتعافى... إن شاء الله...
قالت هدى تمسح دموعها: إن شاء الله... رحت شفت وليد؟!
همس سيف بألم: لا... بس جلند خبرني إنه راح له... وهو إتصل فيني... وطلب مني أجي وآخذ خالتي مريم وأجيبها لعندنا... يقول من يداريها بالبيت هناك وهي مرة كبيرة بالسن...
تنهدت هدى وقالت بسرعة: روح لها وجيبها يا سيف... صحيح خالتي مريم مسكينة كانت أيام العزا هي يمكن الأكثر متأثرة... وخاصة إن هالطفل كان منيتها... هذا غير بكاها إلي ما ينقطع على الخنساء...
رد سيف: بروح أجيبها إلحين جهزي غرفة لها...
ورجع يهمس قبل لا يوقف: وشدي حيلك يا هدى... وليد والخنساء محتاجين لنا... محتاجين لوجودنا معهم...
همست هدى وهي توقف معه: إن شاء الله...
ورغم الدموع حاولوا الإثنين يجمعوا شتات نفسهم... يدرون إن وليد والخنساء وخالد والجدة والبقية محتاجين لوقفة شجاعة... محتاجين لمن يستمدون منه القوة... وإذا هم هذولا الشخصين فهم مستعيدين...

* * * * *

شد وليد على الزجاج ونزل راسه... ورا هالزجاج ينام أبوه... ملفوف من راسه لرجله بالشاش... أستعاذ من الشيطان ومشى للدكتور يسأل ويرجع يسأل نفس السؤال عن حال أبوه... ونفس الجواب يقال له... بغيبوبة... الله العالم يقوم منها أولا... وما زال بحالة حرجة... الملاحظة عليه أربع وعشرين ساعة...
ومن المستشفى إلي كان فيه أبوه طلع للمستشفى إلي فيه الخنساء.. مشى بكل بطء بالممر... وهو ما يسمع إلا صوت صدى خطواته يرن بأذنه... بالأخير وصل للغرفة إلي كانت فيها الخنساء... تردد يدخل... تردد كثير... لأن أصلاً ما قد زارها أو شافها... ثلاث أيام تركها هنا مثل الغبي ونساها... كان يحاول يجري ورا أوهام إن طفله حي مو ميت... وأوهام إن أبوه بخير وما فيه إلا العافية... تركها هنا ونساها مثل الغبي... وقصر بحقها... قصر بحقها كثير...
فتح الباب وكأن شيء يلكزه من ظهره يدخل للغرفة... وقف عند العتبة يناظر الجسد إلي ينام عالسرير... يناظر الجسد المخدر... أهتزت شفايفه وهو يتقدم شوي شوي... قالوا له الخنساء من لقوها كانت بوعيها تبكي والطفل بين يديها... عالجوا يدها المكسورة وجبسوها... وضربة على راسها بس كانت بسيطة... جروح ما هي عميقة بجسدها... كل هذا عالجوه... بس... بس ليش باين سواد وإحمرار تحت عيونها؟! ليش شاحبة؟! ليش هي مرتخية... مخدرة؟! رجع لوراه بعد ما قدر يناظرها أكثر... يناظر إنسانة أختفت معالم الحياة منها... وصارت مجرد شبح...
طلع من الغرفة وبكل سرعة راح لغرفة الدكتور المسؤول عن حالتها... وبدون أي تفاهم دخل الغرفة... رفع الدكتور أنظاره من الممرضين إلي مجتمع عليهم وناظر وليد محتار...
قال وليد بكل عصبية: أنت المسؤول عن حالة زوجتي الخنساء؟!
كان الدكتور أجنبي... مو عُماني الجنسية.. ورجع وليد يعيد له بالإنجليزية...
هز الدكتور راسه وقال: yes...
وبدون أي تفاهم من وليد مشى له ومسكه من قميصه وصرخ عليه بعصبية: وليش كذا حالها؟! ليش؟!
صرخ الدكتور إلي مو فاهم حاجة... وجوا ممرضين...
واحد منهم قال: أخوي لو سمحت... ما كذا...
صرخ عليه وليد: أنت أسكت...
سكت الممرض بسبب نبرة الصوت العالية الآمرة... وهذا شيء مو مستبعد من وليد لأن بصفته عقيد فهو يأمر وينهي...
ورجع وليد يصارخ: شو مسوي فيها أنت؟بشو معالجها؟! الأبر؟! المهديء؟!
همس الممرض الثاني: أخوي لو سمحت من قال إن...
ناظره وليد بعصبيه وقال يزيد ضغط على الدكتور: من قال؟! أنا قايل... الأبر المخدرة واضحة يالأغبياء...
ولأن بصفة وليد عقيد بشرطة مكافحة المخدرات... فله معرفة كليه عن المخدر والمهدئات وآثارها وغيرها...
قالت ممرضه بصوت ضعيف: الخنساء مرضها نفسي... وصراخها مالي المستشفى... مستحيل نعالجها بدون أبر...
سكتها وليد بصرخة: هذا قلة إهتمام... مو عجز بالعلاج... قبل ما تستخدموا الأبر ناظروا للمرض والأدوية...
وزاد وليد بدون دراية ضغط على الدكتور... وصار الدكتور يخربط بالإنجليزي لوحده وهو خايف على نفسه... وبهاللحظة كان واحد من الممرضين منادي على الشرطة وكانوا إثنين منهم واقفين عند الباب...
قرب واحد منهم وقال يكتف يد وليد: لو سمحت... أترك الدكتور... أتركه...
ناظره وليد من فوق لتحت ورمى يده ودفع الدكتور مو مبالي...
عصب الشرطي وناظره: وش هالتصـ...
قاطعه وليد بكل سلطه وامر: قبل لا تقول أي كلمة... أنا بتكلم...
ومد يده للموبايل إلي بجيب بنطلونه ورفعه لأذنه...
تكلم بأمر: ألو... عبدالعزيز...
وقف لحظة وزاد ضغط على أسنانه وقال بدون صبر: أيوه العقيد وليد معاك... أسمع أرسل لي واحد من الخبراء لـ...
وبهاللحظة قاطعه الممرض: أستاذ... أستاذ لو سمحت... أسمع أنت قبل لا تعمل حاجة... أنت مو فاهم شو مرض زوجتك...
ناظره وليد وسكت مرة وحدة... صح أستعجل وأشتعلت فيه الحمية... بس... شو يفهمونه عليه..؟!
رجع يتكلم بالموبايل: ألغي الأمر... لحد ما أرد عليك...
وغلق الموبايل وسكت يناظر الممرض ينتظر منه يفهمه... أما الشرطيين فتراجعوا لما عرفوا رتبة وليد...
قال الممرض: الخنساء مريضة نفسياً...بإختصار مضطربة نفسياً... عندها حالة عدم تصديق إن ولدها ميت...عايشة بوهم طفل ميت... جربنا عليها أنواع الأدوية إلي ما جابت مفعول... بالأخير أضطرينا نعطيها إبر مهدئة...
همس وليد بكل حرة: كم أبرة تعطونها فاليوم؟! الظاهر كل الأبر تغرزونها على زوجتي...
وناظرهم بحدة وقال يأمر: وقفوا هالأبر المهدئة لحد ما أنا بنفسي أأمر...
وطلع تاركهم... طلع وهو يهتز من الداخل... يندمي من الداخل... الخنساء حبيبته... زوجته... مريضة نفسياً؟!... أو شو سماه الممرض؟! مضطربة نفسياً؟!! وشو فرقت المسميات؟!...
جلس على حافة السرير ورجع يناظر الجسد إلي ينام بكل هدوء... مسح على شعرها وباسه يتمنى تقوم وتفتح عيونها... يتمنى تقوم وتصرخ أنا ما فيني إلا العافية... هم يضحكون عليك أنا ما فيني إلا العافية...
لكن تبقى كلها أمنيات... أمنيات غبر الزمن عليها ونساها...

* * * * *

وقف جلند السيارة قدام بيت محمد... وتنهد... يحس نفسه ضايق... بعد موت الطفل خالد وحال العم خالد والخنساء... صار الحزن سيد الموقف... رفع أنظاره لفوق بالصدفة وطاحت عينه على إنسانة ما تمنى إلا يسمع عنها وتحققت منيته...
كانت لجين واقفة عالبلكونه وتناظر للسماء... كانت مثل حورية تناجي أخواتها... وشعرها الأسود الطويل بخصل بنية يلتف حوالينها... غمض عيونه... لف يبعد عيونه عنها... هي مو محرم له علشان يناظرها بهالطريقة... وتم بالسيارة ومسك الموبايل... أرسل لها عل وعسى يرتاح ولو لحظة... ينسى الهموم والأحزان لحظة...
.
.
سمعت لجين صوت مسج الموبايل وهو بجيبها... مسكت الموبايل وأنصدمت من المرسل...
كان جلند كاتب لها: ((أدخلي وسكري باب البلكونة...))
رفعت نظرها مفزوعة وناظرت للحوش مرة ولقدام باب البيت... وما كان فيه أحد.. أصلا جلند مشى بالسيارة لجنب البيت عاليسار... وكان صعب إنها تشوفه بس هو يقدر يشوف طيفها مرتبك وتدور عليه من بعيد...
رسلت برجفة: ((شو قصدك..؟!))
رد: ((قصدي واضح... أو تبين كل العالم يناظروك بدون شيلة ووبنطلون وبلوزة؟!))
أرتجفت لجين... كيف عرف إنها لابسة بنطلون وبلوزة... تراجعت وتخبت ورا ستاير البلكونة... ما عرفت شو ترد عليه...
ورجع جلند يكتب لها: ((إذا تبين تتنفسين هواء طبيعي فألبسي شيء ساتر... ولفي الشيلة عليك... بس مو تطلعين بهالشكل إلي إلحين شفته عليك... وإلا ما يصير لك طيب))
عصبت لجين وتوترت أكثر... ورجعت تناظر من ورا الستاير للخارج... هذا وين؟! وكيف شافني؟!
جلست عالسرير... ويجيها بهالوقت إتصال من جلند... رفضت ترد... لكنه ظل يتصل لحد ما وصلت رنته للعشر...
كتبت لجين: ((أنت مجنون تتصل؟! شو تبي؟!))
رد عليها: (( ردي على إتصالي..))
ردت: ((لا))
ورجع يتصل... وتجرعت ريقها وردت... فتحت الخط وبقت ساكته...
قال بهمس غريب: سكري باب البلكونة... ولا عاد تطلعي بهالبس قدام الخلايق...
ردت وهي تبدا تحتر منه: وأنت شو حارنك؟!
قال بهدوء: الكثير... أولا أنتي ملكي أنا وما ابي أحد يتعدى على ملكي...
صرخت: لا والله؟!
سكتها بكل عصبية: لا تصرخين يا لجين...
صرخت أكثر: أنت ما تامرني... مالك سلطة علي... فاهم؟! فاهم؟!
رد يضحك بشر: لي سلطة... سلطة كاملة عليك... وأسمعيني... إذا شفتك مرة ثانية بهالصورة ما يصير لك طيب...
أرتجفت يدها وكان بيطيح الموبايل... لكنها مسكت فيه...
ورجعت تهمس بعصبية: أكرهك... أكرهك... أكرهك...
ضحك جلند بتريقة ورد: شيء مو جديد... بس الجديد إني أنا أحبك...
سكتت وألجمت لساناها... سكتت ودق قلبها مثل طبول الحرب... تسارع نفسها ووصل لجلند... وصل له بكل نفس... وتموا ساكتين فترة بدون كلام...
قال جلند بضحكة مو بمحلها: هههههه... شفتي كيف كلمة مني توصلك وين؟!
حست لجين على نفسها... يضحك علي... يضحك...؟! أكيد يضحك... مو أنا بالنسبة له لعبة يلعب عليها؟!
صرخت لجين ودموعها على عيونها... وكانت بتخرق طبلة أذن جلند: قليل الأدب... ما تستحي... ما تستحي...
وغلقت الموبايل بوجهه... فترة تمت تتنفس بسرعة كأنها كانت مشتركة بسباق مارثون... وسمعت صوت مسج وصلها... رفضت تناظر للموبايل حتى بالنهاية مسكته وفتحت المسج بكل رجفة...
كان راد عليها: ((أنتبهي لا تقفلين الموبايل بوجهي مرة ثانية... انا إلي يقرر متى تقفليه... ولا تنسي تسكري باب البلكونة))
أرتجفت يد لجين وهي تسكر باب البلكونة... وتتراجع للسرير... جلند... جلند أنت شو تبي مني؟! ما يكفيك ذليتني من قبل جاي تذلني إلحين؟!

* * * * *

(المستشفى... الساعة 5 العصر)

مشى وليد بكل بطء بالممر... وسط الناس يسحب نفسه... يحاول يرجي موعد وصوله للخنساء إلي يألمه وجودها مخدرة... يكفي أمس تركها وما تيقظت من نومها... وصل للغرفة... وسمع صوت من الداخل... صوت أنين... على آهات... على بكاء... على صراخ...
وفتح الباب بخوف... وناظرها... أنصدم لحالها... كانت تقاوم الممرضه وتصارخ عليها... جمد بمكانه ما يدري ليش؟!
قالت الممرضة: يلااا الخنساء خليني أفحصك...
ضربتها الخنساء على يدها وصرخت: لا... لا... أنتي روحي... هاتي ولدي...
قالت الممرضة متأفففه: الخنساء ولدك مات... مات...
صارت الخنساء لما سمعت هالكلمة مثل المتوحشة...
صرخت بعصبية وهي تقفز: لااااااااااااااااااااااااااا... أنتوا تكذبوا.. تكذبوا... روحي... هاتي ولدي... هاتي ولدي...
قالت الممرضة بحدة وهي تمسك بيد الخنساء وتسحبها للسرير: ولدك ميت... ميت...
صرخة الخنساء علت أكثر واكثر وهي تصارع الممرضة: لا... لا... إنتي كذابة... كذابة... ولدي أنا بخير... بخير... إنتي كذابة... كذابة...
تقدم وليد بهاللحظة وقال للمرضة: خلاص أتركيها... أتركيها...
ناظرته الممرضة وقالت: وأنت منو؟!
همس وليد بعصبية: زوجها... أتركينا... وأطلعي...
تأففت الممرضة وهي تطلع وتقول: مدري شو ذنبا يصارخوا علينا... ؟!
تقدم وليد من الخنساء إلي قامت واقفة... مسكها وليد وهي شكلها ناوية تطلع...
همس: على وين رايحه؟!
ردت بعصبية: هذي كذابة... أريد... أنا ولدي... أروح أشوفه...
أرتجفت يد وليد... وأدمعت عينه... مسكها يحاوط خصرها... وضمها له... حاولت تتمرد من هالحضن... بس هو شد عليها...
وهمس: الخنساء... حبيبتي... ولدنا خالد... برحمة الله...
صرخت الخنساء: لا...لا... أنت من؟! من؟! ليش تقول كذا؟! أنت ما تعرف... ما تعرف ولدي...
طاحت يد وليد على جنبه وهمس منصدم: ما تعرفين أنا من؟!
هزت راسها وهي تحاولت تبعد عنه: لا...لا... بس لا... أنا أعرفك... أنت كنت... مرة... وعـ..ـدت الخنساء... وعدتـ...ـها... تاخذها... لولدي خالد...
ومسكت بيده تشد عليه بقوة وهي تترجى: روح هاته... هاتي ولدي... أنت تعرف... روح هاته...
مسكها وليد وردد: أنتي ما تعرفين من أنا؟! ما تعرفي من أنا؟!
هزت راسها بلا... ورددت: أنت ما تفهم؟! ليش... ما تفهم؟! روح هاتي ولدي... رووح...
دمعت عين وليد وهو يشوف الحالة إلي وصلت لها الخنساء... صارت... صارت ما تعرفه... صارت ما تعرفه... لكن...
هزها من كتوفها وقال: أنا وليد... وليد يا الخنساء... زوجك وليد... وخالد الله يرحمه... الله يرحمه مات...
وكأن هالكلمة كانت هي مفتاح جنون الخنساء... ضربته على صدره...
وصرخت: لا...لااااا... لااااااااا... أنت كذاب... كذابين... كذابين... ولدي انا... ما مات... ولدي أنا... ما مات... هو كان هنا... بس راح... هم خذوه... هم قالوا... خنساء ناخذه شوي... كان نايم... هنا... بحضن ماما... قالوا ناخذه شوي... قالوا شوي ونرجـ..ـعه... بس أنا قلت لا... هم شالوه غصب... أنا بكيت... قلت خلاص... بس رجعوه... هم ما رجـ...ـعوه... ما رجـ...ـعوه...
وبكت بين يديه وهي تنتفض... حتى بدت بدون شعور تصارخ بصوت عالي... حاول وليد يضمها له... يوقف صراعها... بس هي صارت مجنونة للألم والصراخ... وتلوت بين يديه وشمخته على وجهه...
وهي تنادي وتصارخ: جيبـ..ـوه... ولدي... رجـ..ـعوه... ولدي... خالد... خاااااالد... مااااما... خالد...
وعلى هالصوت دخلت دكتورة وممرضتين... حاولوا يمسكون الخنساء الضعيفة ويسحبوها من أحضان وليد الجامد... صارعتهم وهم يلزقونها بالسرير أو بالأصح يرمونها عليه...
صرخت وهي تعض يد وحده من الممرضات: لا...لا... بس... بس... إنتي كذابة... هم كذابين... لا... لا...
قالت الدكتورة تناظر وليد الجامد ويدها على كتف الخنساء: ها عقيد... إلحين شو تبينا نعمل...؟! للحين رافض نعطيها الإبرة؟!
غمض وليدعيونه وهز راسه بلا... وكأن الدكتورة تبي تثبت له غلطة قراره... مسكت الخنساء قلم كان معلق على قميص وحدة من الممرضات... ورمته عليها بكل حرة...
وهي ترد تصارخ عليها: كذابة... كذابة...
صرخت الدكتورة لوليد: عقيد...؟!
همس وليد بصوت ما إنسمع منه غير: خلاص... سوي إلي تبينه...
وبلحظات قصيرة... تم يناظر الأبرة تنغرز على يدها بكل قسوة... وغمض عيونه وتنهد بكل الم... تركتها الدكتورة والممرضتين لما بدا مفعول المخدر يعطي نتيجة...
سكنت الخنساء وأرتخت أطرافها...
كانت ما هي معهم وهي تهمس بكل ضعف: أهئ... أهئ... هـا..توا... خـ..ـا..لد... ولـ..دي... هـا..توه... أهئ... أهـ...
سمع للحظات الدكتورة تتكلم بأشياء غريبة... فقدان جزء من الذاكرة... صدمة... ردة فعل... إضطرابات نفسية... عقلية...
وشو بقى..!!!
تجاهلها وليد وقرب من الخنساء... وهنا حست الدكتورة وطلعت مع الممرضتين...
جلس وليد عند حافة السرير... مسك وجهها بين يده وهو ينحني لها... باس عيونها إلي تعلقت برمشها دموع حارة... باس العيون إلي فقدت بريقها... باس العيون إلي بكت شوفة ولدها ميت بين يديها... باس العيون... باسها يبكي هو بصمت... ورخى راسه وأسنده على صدرها...
يهمس ويبكي بدون خجل: الخنساء... حبيبتي...
وخانته الحروف والكلمات... وسكت... يسمع نفسها من ألمه يأن... هالجسد نام نوم تصارعت فيه الدموع والآهات... تصارعت فيه الأحلام والكوابيس...

* * * * *


(كورنيش مطرح.. الساعة 1 الفجر)

ناظر الموج يقترب من كسارت الموج... أقتربت وأقتربت وبالنهاية أنكسرت... فجأة سمع صوت من وراه ينادي بإسمه...
لف وراه وشاف جلند واقف عند سيارته...
قرب جلند وقال: عرفت إنك هنا... ليش ما قلت لي إنك جاي لهالمكان الساحر؟!
ابتسم طلال بحزن وقال: حبيت أكون وحدي...
ناظر جلند البحر وقال بهمس بعد صمت طوويل: نشوى صح...؟!
ناظره طلال متفاجأ... ورجع يناظر الموج وتنهد...
قال طلال بهمس: كيف عرفت؟!
رد عليه جلند وهو يبتسم: العصفورة خبرتني...
ناظره طلال مستغرب روقان جلند...
ورجع يسأله: كيف عرفت؟!
قال جلند بغموض: تبي تعرف؟!
هز طلال راسه... يدري جلند من النوع الغامض... من النوع إلي يحب يخفي مشاعره... من النوع إلي صعب يفهمه الواحد... تشوفه لابس كم قناع باليوم... بس إلي يحبه فيه هي نخوته... شهامته... حبه للناس... وحبه للمساعدة بأي طريقة حتى ولو كان على حساب نفسه... وهو طلال يقدر يوثق فيه...
قال جلند وهو يرفع نفسه ويجلس مقابل طلال: يمكن جا الوقت أخبرك فيه عن قصتي... أو بالأصح قصتي أنا وأختك لجين...
حس جلند بضيق طلال... حط جلند عينه بعين طلال بدون خوف أو ربكة...
لأنه قال بثقة: أدري بتتضايق بس... بتعذرني بالنهاية... ولازم تعذرني... الموضوع صار قبل سفرنا... ما حبيت أخبرك لأني أدري إنك بتسافر متضايق من أخواتك... قلت بعدها بخبرك وإحنا مستقرين بنيوزلاند... بس شفت السالفة ما تستحق أقولها لك... وإلحين تستحق... تستحق لأني بسببها عرفت من هي نشوى...
همس طلال يقول: تكلم... تكلم يا جلند...
قال جلند يحكي: كانت لجين طفلة غرها منظر أختها... أو يمكن هو تأثير نشوى عليها... عرفت عن طريق الصدفة إن لجين مع علاقة بواحد... وما كان صعب لأنه كان واحد من أصحابنا... وعرفت إن نشوى هي سبب معرفة لجين بصاحبنا... ما كنت أبي أفتعل المشاكل فعملت خطة إني أضيف معي لجين بالمسن وأخذت رقمها من موبايلك وانت مو داري... بالبداية ما تقبلتني لأنها كانت عنيدة لكني قدرت أوصل لها...
أبتسم جلند وهو يتذكر كم مرة غلقت الموبايل بوجهه وكم مرة عملت له بلوك... بس إلي عزاه إنها ترجع تشيل البلوك...
وكمل جلند: بس بالنهاية عرفت كيف أقنعها تترك هالغباء وهذا طبعاً بعد ما هددت الغبي إلي تكلمه... وأقتنعت... لكن بالمقابل...
رفع جلند يده لشعره يرجعه وهمس بتوتر: لكن بالمقابل تعلقت هي فيني... ووصلت فيني إني وعدتها بالزواج... كرهت أقطع علاقتي فيها... مدري يمكن لأني وقتها حسيت إني غلط لما سويت هالشيء... وكان المفروض أخبرك... بس وقتها ما نفعني الندم... وكرهت نفسي... لأني بطريقتي هذي أكون خنت ثقتك فيني... خنت عمي محمد وخالد... ورجعت قسيت عليها... سافرت وتركتها هنا متأكد من شيء واحد... إنها ما عادت توثق بكلمة شاب... وهذا إلي كنت أبيه...
سكت جلند فترة بعد ما انتهى... وناظر طلال ينتظر منه تعليق... أما طلال فهو سكت لمدة بدون ما يحرك طرف... وبالنهاية عض على شفايفه...
وهمس بعصبية: كل هذا صار وما خبرتني عنه؟!
همس جلند يقول: طلال...
قاطعه طلال يقول بعصبية: وأنت... أنت...
مسكه جلند من كتفه ورد عليه بثقة: حبيت أهلك مثل أهلي... وما كنت بيوم راح أخون صداقتنا علشان لجين أو غيرها...
قال طلال معصب: وخطوبتك الغبية لها بعد ما رجعنا للبلد؟! شو كان هدفها؟!
ناظره جلند وعيونه تلمع... وترك طلال وتراجع... تراجع يناظره وهو يبتسم...
قال جلند بهمس أنسمع بعضه وبعضه لا بسبب تكسر الأمواج: بسبب غباي... حبيتها... وصدقني... مستحيل كنت أخون صداقتنا بهالغباء... مستحيل...
وترك طلال ومشى... مشى ومشى ومشى... وطلال لازال ساكن بمكانه...
وبالنهاية...
تحرك طلال وهو يركض... ومسك كتف جلند يوقفه... ناظروا بعض فترة طويلة... نظرات تحدي... أسف... وألم...
همس له طلال: تحبها؟!
هز جلند راسه بأيوه بدون كلمه...
ابتسم طلال فجأة وقال: وأنا أقول الأخ فمن هيمان؟! أتاريك عاشق أختي...
همس جلند: طلال...
تنهد طلال وقال: أخطبها رسمي من أبوي...
رد جلند: لكن...
قاطعه طلال: لا تقول خطبتها من قبل ورفضت... كانت ذيك خطبة غبية منك ورفض غبي منها...
تردد جلند وقال: يصير خير... بس بالوقت الحالي ما ينفع...
وابتسم يقول بضحكه: أنا حجزتها خلاص... إذا جاها خطيب غيري أنت رده...
ضحك طلال يقول: لا... تبي تقطع رزق أختي؟! وبعدين إذا جاها الرجال الصالح ما يهمني أحد بزوجها بالسر...
مسكه جلند بس طلال هرب... وضحك عليه...
قال جلند بهمس وعيونه تلمع: طلال...
قال طلال وهو داري شو يريد جلند يقوله: أنسى... مثل ما أنا نسيت...
قرار طلال إنه يسامح جلند مو بقرار غبي... لأنهم يحبون بعض... صداقتهم هي نوع من إلي نفتقدها بالوقت الحالي... طلال رغم إنه تضايق من جلند حاول يشوف الجانب الصح من الموضوع... وترك الأيام تمحي غلطة جلند... لأنه يدري... وأكثر واحد يدري كثر الوحدة بقلب جلند... وإنه يفدي نفسه لغيره وما همه نفسه... وهو يحاول قدر قدرته يسعد من حوله... هذا هو جلند إلي يثق فيه طلال... وأخواته له سالفة طويلة معهم...

* * * * *

(بعد أسبوعين بالتمام...مكتب وليد)

دخل عبدالعزيز مكتب وليد...
قال: عقيد..
رفع وليد راسه... ونزل سماعة التلفون إلي كان يتكلم فيها...
قال: طيب... مع السلامة...
ورجع السماعة وقال: أيوه عبدالعزيز...؟!
رد عبدالعزيز بلهفة: المستشفى على خط المكتب يا عقيد... يقولون يتصلون بموبايلك ما ترد عليهم...
وقف وليد يدور موبايله من جيوبه بس ما حصله... توقع نساه بالبيت...
تكلم وهو مرتبك: أي مستشفى؟!
رد عليه عبدالعزيز: المستشفى إلي يرقد (ينام) فيه الوالد... أحول الخط...؟!
رد عليه وليد وهو يشيل كابه: لا... لحظة بشيله من مكتبك...
وراح طيران على التلفون... وقف جامد يسمع... فترة ورجع بعدها التلفون...
قال عبدالعزيز بلهفة: عقيد... بشرني...
ابتسم وليد فجأة وهو يهمس: أستوعب أبوي من الغيبوبة... أستوعب...
شقت البسمة شفايف عبدالعزيز وقال بمصداقيه: الحمدلله... الحمدلله على سلامته... ما يشوف شر يارب... معافى وسالم بإذن الله...
رد عليه وليد مرتبك: أنا... أسمع أنا طالع... بس قبل كذا أتصل على عمي سيف وخبره عن إستيعاب الوالد... طيب؟!
هز عبدالعزيز راسه وقال: إن شاء الله طال عمرك... بشرنا على الوالد...
هز وليد راسه وراح لسيارته... يسرع فوق 140 يبي يوصل لأبوه... وبعدها ركض بالممر ووصل للغرفة إلي كان فيها خالد... بس ما لقاه وحصل ممرضه تطوي الشراشف والفرش...
قال وليد وهو يلهث: المريض إلي كان بهالغرفة..؟!
قاطعته الممرضه وهي مستغربة: نقلناه لغرفة الملاحظة...
بعدها تبسمت وقالت: لحظة أخوي...
وأخذت وليد للغرفة إلي ينام فيها خالد وتركته وهي تتحمد له بسلامته... مشى وليد بكل بطء لأبوه وقلبه يدق بكل قوة... جلس عالكرسي ومسك يد أبوه ...
قال وليد بهمس: أبوي...
فتح خالد عيونه بتعب وناظر وليد...
قال خالد بتعب: وليد؟!
رد وليد بلهفة وهو يبوس راس أبوه: أيوه يا أبوي... أيوه... أنا وليد... الحمدلله على سلامتك... الحمدلله على سلامتك...
قال خالد بضعف: الخنساء؟! خالد؟!
أدمعت عين وليد وهو يهمس: خالد الله يرحمه...
تنفس خالد بتعب ودمعت عينه وهمس: توفى؟!
هز وليد راسه بدون ما يتكلم...
رد خالد يقول: توفى؟! لاحول... ولا قوة... إلا بالله...
ورجع يسأل يلح هالمرة بالجواب: الخنساء؟!
ما قدر وليد يكبت حزنه أكثر ونزل دمعه ورد: عايشة ومو عايشة... مو مصدقة ولدها مات... ما تعرفني ولا تعرف أحد... كله تجري ورا أوهام طفل مات... عايشة على المهدئات...
همس خالد وهو يبكي: لا حول... ولاقوة إلا بالله... هو السبب... هو...
لمعت عيون وليد وهو يقول: من؟! من يا ابوي؟!
رد خالد: هذا إلي أسمه... عمر... إلي جابته نشوى من وين ما أدري... حاول يغتصب الخنـ...
وقف وليد فجأة وطاح الكرسي وهو يصرخ: حاول شو؟! حاول شو؟!
كمل خالد بألم: وهو إلي قتل خالد... هو إلي صدمنا بالسيارة...
شد وليد على شعره وهمس بوجع: كل هذا صار؟! كل هذا صار وأنا ما أدري عنه؟! قالوا لي حرامي... الخدامه قالت حرامي... الشرطة بنت أساساتها على إنه حرامي...
هز خالد راسه وهو يتألم: لا... حاول يغتصب الخنساء... بس أنا لحقت عليها... تصارعنا... وركضت وراه مو داري... حتى وصل لسيارته... والخنساء بحضنها خالد تتبعنا... وصار إنه صدمنا بالسيارة...
تجرع وليد ريقه ووقف باللحظة إلي دخل فيها سيف وهدى ويتبعهم جلند وطلال... وبعدها محمد وسلمى...
قال سيف بعبوس: شو فيك؟!
وناظر أخوه وراح له يتحمد له بالسلامة... يبوس راسه ويدعي له...
قال خالد بتعب: وليد... وليد...
رد وليد ماسك يد أبوه: نعم يا ابوي؟!
همس خالد: طلبتك... طلبتك...
قرب وليد أذنه من أبوه وهمس خالد له: لا حد يعرف عن نشوى...
وقف وليد وبتمرد ناظر محمد وطلال وعمته سلمى وإلي كرهها... وكره وقفتها بغرفة أبوه... عمته صح... بس بنظره هي مجرمه... هي وبنتها...
همس خالد: وليد...
أرتجفت شفايف وليد وهمس: لا... لا...
رجع خالد يهمس برجى: وليد...
غرس وليد يده بشعره وتراجع وهو يقول: والله إني بدوره... بدوره وبلاقيه... ووقتها بنتقم... بنتقم بطريقتي...
قال جلند يقرب منه: وليد...
ما سمع له وليد وتراجع وراه يركض... خرج من المستشفى وجلس بسيارته... صرخ وهو يضرب الستيرنج (المقود) بكل قوته... مستحيل.. مستحيل بالنهاية يطلع عمل من عمايل نشوى وعمته... وصلت فيهم المواصيل يأذون الخنساء بهالطريقة؟! بهالطريقة الجريئة والوحشية... ؟! والله إني ما بسكت ما بسكت... لا على هذا العمر ولا على هذي نشوى وعمتي... كل منهم بيلاقي مصيره بوقته...
عض على شفايفه وهمس: كل منهم بيلاقي مصيرة على يدي...
وتذكر... تذكر حبيبته طفلته وزوجته مرميه بالمستشفى... جلس على حيله... وطلع من الباركنج... ومنها خرج للشارع... يزور إلي لها القلب يحن ويهفو...

* * * * *

(المستشفى..غرفة الخنساء)

دخل وليد بلهفة للغرفة... وسند الباب بظهره وهو يناظر المشهد قدامه... فتح عيونه بالأول على وسعها مصدوم... وبعدها مشى شوي شوي يقرب من إلي كانت تجلس على الأرض وماسكه مخدة بين يديها... هذي أول مرة يشوف الخنساء بهالشكل... أمس كانت تصارخ واليوم... اليوم هادية وتبتسم...
رفعت الخنساء عيونها وناظرت الشخص إلي واقف قدامها... كل يوم يزورها ويجلس معها وهي تبكي مرة على حضنه وكتفه... ومرة تخمشه على وجهه... ومرة تصارخ عليه... بس اليوم غريب لابس مثل الرجال إلي يوقف عند البوابة...
ابتسمت الخنساء وهي تأشر: أوشششش...
جلس وليد على ركبته قدامها وهو بعده مصدوم...
همست الخنساء: خالد نايم... أوششش...
وأشرت على المخدة بحضنها... وأنخرست الكلمات بلسان وليد بكل شراسة وقسوة... تسارعت دقات قلبه... وهو يتابع بغباء الخنساء...
ابتسمت وهي تأشر على مكان جنبها وتقول بصوت هامس: أجلس... بس... لا تكلم... صوت عالي... خفيف... بس... خالد.. بيقوم...
ما تحرك وليد بس شفايفه هي إلي أرتجفت...
وكملت الخنساء وهي تهدهد المخدة: أممممم... نام... نام عيون... ماما... نام...
قال وليد بصوت عالي وهو يتنفس بسرعة: الخنساء...
رفعت الخنساء راسها معصبه: أوششش... قلت لا تكلم... صوت عالي...
رجع وليد يهمس وعيونه تتنقل بين الخنساء والمخدة وهو مازال صامد بصدمته: الخنساء... أبوي أستوعب... عمك خالد أستوعب... وهذا... هذا...
وكان كل ما يقول كلمة يرتفع صوته... حتى فاجأته الخنساء تصرخ عليه...
وقالت: يووووووه... شف... خالد... قام... يصيح...
سكت وليد بسرعة وهو يناظرها تهدهد الطفل الخرافي... وكأنها توهقت معاه وهو يبكي... ووقفت تدور بالغرفة والمخدة بين يديها... تهمس له وتهدهده وتغني له... فترة ووقفت وجات تنزل المخدة للسرير... وغطت نصها بالفرش وهي ما زالت تغني له...
وقفت بعد شوي وناظرت وليد جالس... ابتسمت وقربت منه... جلست جنبه وهو يناظرها مستغرب ومصدوم...
قالت تأشر على الطفل وهي تهمس: خلاص... نام... بس أنت... كلم خفيف...
ضحكت بخفيف وهي تأشر على لبسته: ههههه... ليش جاي... هذا أنت... لابس؟! مثل... مثل... مثل...
وما عرفت تسميه ورجعت تقول: أيوه أنت... صح جيت... أنا أريد أسأل...
لف لها وهو يقول بلهفة: عن شو؟!
همست له: أوششش... شوي... شوي...
قال وليد يهمس: عن شو تسألي؟!
ابتسمت وهي تقول: هم... قالوا... أنت زو...جي... صح؟!
هز وليد راسه بأيوه...
وردت الخنساء تهمس: بس... شو... زو...جي؟!
وأنلجمت الكلامات بلسان وليد...
ورجعت الخنساء تهمس: هم قالوا بعد... أنت بابا... حـ..ـق خالد ولدي... صح؟!
ما قدر وليد يتكلم... وبالنهاية هز راسه بأيوه... ووقفت فجأة رايحه للسرير... مسكت المخدة وشالتها بيدها بكل حذر... وقربت من وليد وجلست جنبه عالأرض...
همست برجى: أنت... ما تاخذه... تروح... مثلهم؟!
((أنت ما راح تاخذه وتروح...؟!))
هز وليد راسه بلا وهو يحس بشفايفه تتصلب...
ابتسمت الخنساء ومدت المخدة شوي شوي وهي تقول: أنت زوجي... بابا خالد... كل يوم... تجي... تشوف أنا... خالد... خلاص... أعطيك خالد... بس... ترجعه؟!
وكأنها تسأله للمرة الثانية... وهي متردده... وحطت خالد بين يدين وليد... ناظر وليد المخدة وبعدها ناظر الخنساء... ورجع مرة ثانية يناظر خالد الوهمي بين يديه...
فجأة أهتزت كل ذرة صمود... تيقظ من الصدمة... ونزلت دمعه منه تاخذ مجراها على خده... بكل حرقه تزل وهو ينتفض من الألم... تحيرت الخنساء مستغربة... فجات أخذت خالد الوهمي من بين يدين وليد وحطته على جنب... ومدت يدها بتردد تمسح دمعة وليد... ابتسمت وهي تقول: خلاص... ليش أنت... مثل خالد؟! تبكي؟!
مد وليد يده حوالين الخنساء وضمها له وهو يهمس: أرجووك... أرجووووك... لا تعذبيني أكثر... لا تعذبيني أكثر... والله العظيم ما عاد فيني قدرة.. ما عاد فيني قدرة...
ورفع وجهها بين يده وهو يناظرها يترجى: الخنساء... أرجعي... أرجعي للواقع... أرجعي للواقع... أنا محتاجك... محتاجك... محتاجك...
وباس يدها وهو يكمل: محتاجك جنبي... أرجعي لي... أرجعي لي يالخنساء... أرجعي لي...
جلست الخنساء متصلبة مو فاهمة حاجة... وفالنهاية سحبت نفسها منه...
وشالت خالد الوهمي بين يدها وقالت: أوووشش... لا تبكي... ترا... خالد يبكي...
وأعطته ظهرها تمشي بالغرفة وهي تغني بصوت هامس... أما وليد إنهارت كل قوته... ومنها سند ظهره للسرير وجلس... جلس بكل بساطة يناظرها... دموعه تحكي الموقف... عيونه تتبعها... وأذنه تسمعها...
..
حل صمت رهيب...
فجأة بدون إنذار...
إختفت كل الأصوات...
إلا صوت واحد...
صوت... الخنساء...
كان مثل الأنشودة...السمفونية... الترانيم العجيبة...
أو الأقرب لوصفي...
بـ"صدى الآهآت"...
ووصلت لوليد...
وصلت له هذي الآهات متمثلة بغناويها...
..
{{.. نم... نم ياااا... خالد... نم ياااا... حبيب ماااااما...
... بكرة... تحبي... تمشي... وتكبر... وتصير... مثل بابا...
نم... نم... نم يا حبيب... مااااما... نم يا خاااالد...
... بكرة... أنا وأنت وبابا... نلعب... ألعااااب حلوووه...
نم... يا حبيـ..ـبي... نم يا... حبيب مااااما...}}
.
.
.
{{نهاية الفصل الثاني عشر... قراءة ممتعة وطيبة
دعواتكم عندي إمتحان بكرة...}}

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 06-05-09, 08:38 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

النص الأخير من البارت الثاني عشر السابق (صدى الآهآت)<< هذا للتذكير حتى نربط بينه والجزء إلي بعده...

(المستشفى..غرفة الخنساء)

دخل وليد بلهفة للغرفة... وسند الباب بظهره وهو يناظر المشهد قدامه... فتح عيونه بالأول على وسعها مصدوم... وبعدها مشى شوي شوي يقرب من إلي كانت تجلس على

الأرض وماسكه مخدة بين يديها... هذي أول مرة يشوف الخنساء بهالشكل... أمس كانت تصارخ واليوم... اليوم هادية وتبتسم...
رفعت الخنساء عيونها وناظرت الشخص إلي واقف قدامها... كل يوم يزورها ويجلس معها وهي تبكي مرة على حضنه وكتفه... ومرة تخمشه على وجهه... ومرة تصارخ

عليه... بس اليوم غريب لابس مثل الرجال إلي يوقف عند البوابة...
ابتسمت الخنساء وهي تأشر: أوشششش...
جلس وليد على ركبته قدامها وهو بعده مصدوم...
همست الخنساء: خالد نايم... أوششش...
وأشرت على المخدة بحضنها... وأنخرست الكلمات بلسان وليد بكل شراسة وقسوة... تسارعت دقات قلبه... وهو يتابع بغباء الخنساء...
ابتسمت وهي تأشر على مكان جنبها وتقول بصوت هامس: أجلس... بس... لا تكلم... صوت عالي... خفيف... بس... خالد.. بيقوم...
ما تحرك وليد بس شفايفه هي إلي أرتجفت...
وكملت الخنساء وهي تهدهد المخدة: أممممم... نام... نام عيون... ماما... نام...
قال وليد بصوت عالي وهو يتنفس بسرعة: الخنساء...
رفعت الخنساء راسها معصبه: أوششش... قلت لا تكلم... صوت عالي...
رجع وليد يهمس وعيونه تتنقل بين الخنساء والمخدة وهو مازال صامد بصدمته: الخنساء... أبوي أستوعب... عمك خالد أستوعب... وهذا... هذا...
وكان كل ما يقول كلمة يرتفع صوته... حتى فاجأته الخنساء تصرخ عليه...
وقالت: يووووووه... شف... خالد... قام... يصيح...
سكت وليد بسرعة وهو يناظرها تهدهد الطفل الخرافي... وكأنها توهقت معاه وهو يبكي... ووقفت تدور بالغرفة والمخدة بين يديها... تهمس له وتهدهده وتغني له... فترة

ووقفت وجات تنزل المخدة للسرير... وغطت نصها بالفرش وهي ما زالت تغني له...
وقفت بعد شوي وناظرت وليد جالس... ابتسمت وقربت منه... جلست جنبه وهو يناظرها مستغرب ومصدوم...
قالت تأشر على الطفل وهي تهمس: خلاص... نام... بس أنت... كلم خفيف...
ضحكت بخفيف وهي تأشر على لبسته: ههههه... ليش جاي... هذا أنت... لابس؟! مثل... مثل... مثل...
وما عرفت تسميه ورجعت تقول: أيوه أنت... صح جيت... أنا أريد أسأل...
لف لها وهو يقول بلهفة: عن شو؟!
همست له: أوششش... شوي... شوي...
قال وليد يهمس: عن شو تسألي؟!
ابتسمت وهي تقول: هم... قالوا... أنت زو...جي... صح؟!
هز وليد راسه بأيوه...
وردت الخنساء تهمس: بس... شو... زو...جي؟!
وأنلجمت الكلامات بلسان وليد...
ورجعت الخنساء تهمس: هم قالوا بعد... أنت بابا... حـ..ـق خالد ولدي... صح؟!
ما قدر وليد يتكلم... وبالنهاية هز راسه بأيوه... ووقفت فجأة رايحه للسرير... مسكت المخدة وشالتها بيدها بكل حذر... وقربت من وليد وجلست جنبه عالأرض...
همست برجى: أنت... ما تاخذه... تروح... مثلهم؟!
((أنت ما راح تاخذه وتروح...؟!))
هز وليد راسه بلا وهو يحس بشفايفه تتصلب...
ابتسمت الخنساء ومدت المخدة شوي شوي وهي تقول: أنت زوجي... بابا خالد... كل يوم... تجي... تشوف أنا... خالد... خلاص... أعطيك خالد...

بس... ترجعه؟!
وكأنها تسأله للمرة الثانية... وهي متردده... وحطت خالد بين يدين وليد... ناظر وليد المخدة وبعدها ناظر الخنساء... ورجع مرة ثانية يناظر خالد الوهمي بين يديه...
فجأة أهتزت كل ذرة صمود... تيقظ من الصدمة... ونزلت دمعه منه تاخذ مجراها على خده... بكل حرقه تزل وهو ينتفض من الألم... تحيرت الخنساء مستغربة...

فجات أخذت خالد الوهمي من بين يدين وليد وحطته على جنب... ومدت يدها بتردد تمسح دمعة وليد... ابتسمت وهي تقول: خلاص... ليش أنت... مثل خالد؟!

تبكي؟!
مد وليد يده حوالين الخنساء وضمها له وهو يهمس: أرجووك... أرجووووك... لا تعذبيني أكثر... لا تعذبيني أكثر... والله العظيم ما عاد فيني قدرة.. ما عاد فيني

قدرة...
ورفع وجهها بين يده وهو يناظرها يترجى: الخنساء... أرجعي... أرجعي للواقع... أرجعي للواقع... أنا محتاجك... محتاجك... محتاجك...
وباس يدها وهو يكمل: محتاجك جنبي... أرجعي لي... أرجعي لي يالخنساء... أرجعي لي...
جلست الخنساء متصلبة مو فاهمة حاجة... وفالنهاية سحبت نفسها منه...
وشالت خالد الوهمي بين يدها وقالت: أوووشش... لا تبكي... ترا... خالد يبكي...
وأعطته ظهرها تمشي بالغرفة وهي تغني بصوت هامس... أما وليد إنهارت كل قوته... ومنها سند ظهره للسرير وجلس... جلس بكل بساطة يناظرها... دموعه تحكي

الموقف... عيونه تتبعها... وأذنه تسمعها...
..
حل صمت رهيب...
فجأة بدون إنذار...
إختفت كل الأصوات...
إلا صوت واحد...
صوت... الخنساء...
كان مثل الأنشودة...السمفونية... الترانيم العجيبة...
أو الأقرب لوصفي...
بـ"صدى الآهآت"...
ووصلت لوليد...
وصلت له هذي الآهات متمثلة بغناويها...
..
{{.. نم... نم ياااا... خالد... نم ياااا... حبيب ماااااما...
... بكرة... تحبي... تمشي... وتكبر... وتصير... مثل بابا...
نم... نم... نم يا حبيب... مااااما... نم يا خاااالد...
... بكرة... أنا وأنت وبابا... نلعب... ألعااااب حلوووه...
نم... يا حبيـ..ـبي... نم يا... حبيب مااااما...}}
.
.
.




(((((((((((((((الفصل الثالث عشر))))))))))))))

~~** كنتي الحياة لنا... واليوم لستي بنا**~~


حلمي الصغير هو أن أحيا بسلام
في بيت يصفو بزمننا لا بالأحلام
يعبق بنسيم الحب
تقسمنا الأيام
لا أزال صغير
أنت لي بالحنان
أغفو حين أطير
على جناح الحمام
أصوات الأحباب
تحطم الجدران
تختار الفؤاد ملجأ

((منقول:إذا تذكرون :) أنا وأخي))
.
.

(بالمستشفى..عند وليد والخنساء)

مسح على شعرها وصار يشم عبيره... آآآآه يالخنساء متى تفوقين من هالعذاب؟! متى؟! متى؟!... ورجع يناظرها وهي نايمه بكل براءة... والمخدة... أو بالأصح خالد

الوهمي تحضنه بكل قوة... تتشبث فيه حتى بنومها... بكل حذر... بكل حنان... دمعت عيون وليد... وأسند راسه ليده... يضغط على جبينه... شو بيدي

أعمل؟! أبوي وطلبه؟!... إنتقامي؟!... الخنساء؟!... مو قادر أحدد... مو قادر...
فاجأه صوت تلفون الغرفة يرن... أستغرب من يتصل على هالغرفة... وخاصة إن ما في مرافق للخنساء... شال السماعة... وسمع صوت أبوه...
خالد: وليد؟!!
تنهد وليد وهمس: أيوه يا أبوي...
خالد بضعف: توقعتك تكون عندها... كيفها إلحين؟!
أرتجفت الكلمات بلسان وليد وهمس بضعف: ما زالت على حالها...
تنهد خالد بضعف... وهمس: وليد..؟!
رد عليه وليد وعينه على الخنساء: أيوه يا أبوي...
خالد بصوت هامس: طلبتك... ما تجيب سيرة عن إلي قلته لك...
ما رد وليد بكلمة...
ورجع خالد يكمل: وليد...؟!
همس وليد: أيوه يا أبوي...
خالد بصوت ضعيف: طلبتك... تترك عمتك وبنتها...
وهالمرة بعد ما رد عليه وليد...
ورد خالد يقول: وليد...؟!
ورجع وليد يهمس للمرة الثالثة: أيوه يا أبوي...
خالد بصوت مرتجف: طلبتك... تترك موضوع عمتك وبنتها لي... طلبتك... طلبتك يا ولدي...
وفترة ما رد عليه وليد...
ورجع خالد يقول بترجي: وليد..؟!
همس وليد يقاطعه وعيونه يغمضها بقوة وقهر: حاضر يا أبوي... مثل ما تبي...
وسكر السماعة بألم... ورجع يناظر الخنساء... وتفاجأ إنها قايمة... تناظره بعيون وسيعة... بعيون أقل ما يقدر يوصفها بالضياع والبراءة...
همست تبتسم: أنت... هنا؟!
مد وليد يده بكل بطء لشعرها ومسح عليه وهو يبتسم بألم...
ويهمس لها بكل لطف: أيوه... هنا...
قالت وهي تضم خالد الوهمي لها: أمممم... خالد... بابا... هنا...
عبس وليد بألم... ورد يقول لها: الخنساء...
تجاهلته الخنساء وهي شغلها الشاغل خالد الوهمي... تكلمه وتشمه... تهمس له وتداعبه... مد وليد يده لذقن الخنساء ولف وجهها له... ناظرته الخنساء حايرة...
قال لها وليد بتردد: الخنساء... حبيبتي... هذا... هذا مو خالد...
ناظرته الخنساء بعصبية وضربت يده بشراسة: لا... لا... كلكم... تقولوا... هذا مو خالد... لا... أنتوا... ما تعرفوا... أنا... خالد... ولدي... أنا

أعرف... أنتو ما تعرفوا...
تجرع وليد ريقه وهمس: خالد مات يالخنساء... خالد برحمة الله...
أرتجفت يد الخنساء... وجلست بشراسة وضربت صدره... مرة... مرتين... وثلاث... وهي تصارخ عليه...
صرخاتها كانت مؤلمة لوليد: لا... لا... كذاب... كذاب... كذاب...
ومسكت بخالد الوهمي وشدت عليه بحضنها وهي تصرخ عليه أكثر...
ورفعت إبهامها تهدده: أنت خلاص... خلاص... مو زوجي... مو... بابا خالد... خلاص... خلاص... أحبك لا... أحبك لا... خالد يحبك لا...

خلاص...
قام وليد بعد ما حس بغلطته...ومسكها وضمها له يهديها بسرعة...
وهو يقول: خلاص... خلاص الخنساء... مثل ما تبين... هذا... هذا هو خالد... بس... لا تبكين... لا تبكين...
شاهقت وأنتحبت وهي تحس بالدفء بحضنه: أهيء... أهيء... خالد... ولدي... ولدي... أنا...
همس لها وليد وهو يرتجف: خلاص... الخنساء... خالد... ولدك... ولدك...
سحبت نفسها من حضنه وقالت وهي تشاهق: لا تقول... خالد مات... فاهم؟! وإلا... خلاص... أنت مو زوجي... مو بابا خالد... فاهم؟!
دمعت عيون وليد وهمس: فاهم... فاهم...
ابتسمت الخنساء فجأة وهي تضم خالد الوهمي لها: خلاص... لا تبكي... أنا أحبك... خالد يحبك... بعد...
وبعدها رفعت راسها تسأل ببراءة: أنت... قلت شو... أسمك؟!
همس: وليد...
ابتسمت بحلاوة وهي ترد شعرها لورا أدنها: وليد... وليد... حلووو... أسمك... بس... خالد... أحلى... ولدي...
أرتجفت شفايف وليد ونزل راسه بحركة تعبانة بعد ما إنهد حيله... وسنده على رجولها الممدودة... وترددت صدى ضحكتها... وهو يغمض عيونه بوجع...
وسمعها تقول بحلاوة: أنت... تعبان... تبي... نام... خالد... بعد... يبي... ينام...
وحس بيدها تمسح على شعره وتغني له... تغني له نفس الغناوي... إلي غنتها لخالد... غنتها بعد ما بدلت إسم خالد بإسمه... كذا بكل بساطة... بكل بساطة...

* * * * *

(بيت سلمى..)

دخل طلال بكل هدوء لغرفة أخته لجين... كانت جالسة عالكنب وهي ضامة رجولها لحضنها... وكانت شاردة ووجهها تعبان... قرب وجلس على الكنب مقابلها... بس

الظاهر هي ما شافته... كانت بشرودها إلي خلاها ما تسمع إي صوت قربها...
قال طلال بصوت عالي: لجين..؟!
أنتفظت لجين وأرتجفت وهي تسمع وتشوف أخوها قدامها...
خلت يدها على قلبها تقول: فزعتني... أنت من متى هنا؟!
تكلم طلال بصوت جامد بعد ما تجاهل سؤالها ودخل بالموضوع بكل قوة: لجين... من متى كانت لك علاقات مع شباب؟!
أرتجفت لجين وأهتزت شفايفها بخوف وهمست: أنت... شو تقول... طلال؟!
رجع طلال يقول: جلند قال لي عن كل شيء... ما يحتاج تخبين حاجة...
وقفت لجين تقول برجفة: كذاب... هو كذاب...
ووقف طلال والظاهر كان معصب وكابتنه لأيام... وبدون ما يحس صفعها... وتألم ألف مرة من منظرها وهي تشاهق...
مسكها من يدها بكل قوة وهمس يقول: ما كنت أتخيل بيوم تكونين بهالشكل... يمكن نشوى... لأني أدري إن تربيتها غير... بس أنا وأنتي... أنا وأنتي تربية أبوي وعمتي حنان

الله يرحمها... تذكرين كلامها؟ تذكرين دعاويها؟ تذكرين وصاياها؟ تذكرين وإلا تبيني أذكرها لك؟!
انتحبت لجين بعد ما حست إنها خلاص فاض فيها الكيل... مسكت بقميص اخوها من الصدر وسندت راسها تبكي...
قالت بألم: والله... والله هي... هي أجبرتني... أجبرتني أتعرف عليه... كنت أنت دوم مشغول بداستك وسفرك... دوم لما أجلس معك أبي أسولف لك... تذكر لي

السفر وطموحك... وكان أبوي دوم بعيد... أما أمي... أمي أبد بيوم ما حست بحاجتي لها... نشوى دوم تكفيها... و...و... كان هو... هو...
سكتت بعد ما قدرت تتكلم أكثر... تنهد طلال بكل ألم... وحاوطها يشد على حضنها...
همس: بس ما توقعتها منك... ما توقعتها أبد منك....
ما ردت عليه لجين... إلا إنها بكت وزادت ببكاها... وبعدها طلال بقسوة ضعيفة من حضنه... أنتفظت من قسوته وبعدت لأن وجهه كان جامد...
قال لها بأمر: جلند خطبك من قبل... وأنا أقنعته يخطبك رسمي من أبوي... وإحنا كمبدأ موافقين عليه... أتفقت مع جلند بعد قومة خالي خالد تملكوا...
فتحت لجين عيونها على وسعها مصدومة... هزت راسها بلا... لا... إلا جلند... إلا جلند... وخالي خالد بعده مريض... الخنساء تعبانة...
تركها طلال وعلامات الرفض بانت بشكل واضح على وجهها... تركها وأعطاها ظهره وهو يمشي للباب... وراحت له لجين طيران... مسكته وهي تتشبث فيه بكل

رجى...
بكت وهي تقول: لا... لا... ما أبيه... ما أبيه...
قال طلال بقسوة: إلا تبيه... وأصلا أنا مو جاي أشاورك... جاي أعطيك علم بهالخطوبة...
تراجعت لجين وهي تهمس بلا... ليش طلال يسوي فيني كذا... ليش؟! وطلع طلال من عندها... طلع ولجين تبكي وتبكي... هو... هو السبب... جلند...

يحسبني ضعيفة... يحسبني ما بيدي شيء أقدر أسويه؟! إلا... إلا...
وقفت وراحت للحمام (تكرمون)... ناظرت المراية...
وهمست بشجاعة ضايعة وغبية: صدقني يا جلند... ما أكون أنا لجين إذا ما طفرت (جننت) فيك...

* * * * *

يدري قسى عليها بس قسوته كان لها سبب... ما يبيها تكون مثل اخته نشوى إلي... إلي... وخانته الكلمات... وحس بالقهر من نشوى... حس إنه إذا بس جات قدامه

إلحين بيشبعها ضرب... وهي طبعاً ما قصرت... طلعت من غرفتها تتكلم بالموبايل... كانت تمشي بدلع وهي رايحه للصالة...
وأنتهز طلال هالفرصة... مسكها وشهقت هي لما شافته... كانت دوم تتخبى ورا أمها... تتخبى عن طلال طول الأيام إلي فاتت...
صرخت وهي تنزل الموبايل: شو تبي مني؟!
صرخ عليها: وسسس... لا تعلي صوتك علي... منو تكلمين؟!
وسحب الموبايل من يدها وهي تصارخ عليه: ما يحق لك تـ...
سكتها وهو يرفع الموبايل لأذنه...
سمع صوت بنت تنادي بإسم أخته: نشوى... نشوووووى... وينك؟! شو صاير عندك؟! شو هالربشة؟!
بان التقزز على طلال ورمى الموبايل عالأرض بكل قوة... وتكسر تكسير... صرخت نشوى وهي تبي تركض لموبايلها...
همس طلال بكل قهر وهو يمسكها: أتركيه... أعيدها لك للمرة الأخيرة... ليش كنتي ببيت خالي سيف لما صار إلي صار للخنساء وولدها؟!
رمت يده وهي تحاول تفلت منه: أنا... انا... ما سويت شيء... هي... هي...
وما قدر طلال يستحمل أكثر... صفعها بكل حرة... وهو اليوم ليش طايح على خواته ويصفعهم؟!... صرخت نشوى وهي تتلوى بين يديه... وزاد يضربها بدون ما يحس

مرة ومرتين... يطلع كل إلي كابتنه عليها... حتى إن الدم نزل من أنفها... وهالمرة ما سلم منها... وجوا أمها وأبوها على صراخها...
قال محمد بعصبية: شو صاير هنا؟! أنت شو فيك؟! شو مسوي بأختك؟!
طلعت لجين من الغرفة وهي تمشي بخوف لأخوها... كانت هي الوحيدة إلي سمعت كل الكلام من ورا الباب...
صرخت سلمى: أنت شو فيك؟! ما عندك إلا طايح على بنتي؟!
همست نشوى ببكى وهي تتخبى بحضن أمها وكل مالها تتوجع بصوت عالي: صفعني... علشان لأني كنت أكلم صديقتي... رمى الموبايل وكسره... صفعني وضربني...
عصب محمد على تصرف ولده: أنت شو فيك؟! ها؟! ليش كذا سويت بأختك؟! ليش ضربتها؟!
تردد طلال... ما قدر يتكلم... ما قدر... يدري بأبوه راح يجلد نشوى جلد إذا بس عرف بسوالفها...
صر على أسنانه وصرخ: مقهوور... مقهووور ولقيتها قدامي...
صرخ عليه محمد: مقهووور؟! وتطلع حرتك على اختك؟! وأنا من متى علمتك تمد يدك على خواتك؟! ها؟!
ضغط طلال على شعره وصرخ: من يوم...
وسكت وهو يناظر نشوى بنظرات حاقدة... ما يقدر... ما يقدر يقول...
ورد محمد يقول بعصبية: أنت شو فيك؟! تكلم... شو مسوية هي علشان تضربها بهالشكل؟!
تردد طلال وللمرة الأخيره صرخ: بدون سبب... كذا بدون سبب...
وزاد صراخ محمد وهو حيران: بدون سبب؟! أسمع... إياني وإياك تمد يدك عليها... إياني وإياك وإلا لا أنت ولدي ولا أعرفك...
وتراجع طلال وعيونه فيها نار تشتعل... وركض للسلالم متجاهل تهديدات أبوه وصراخ أمه وهي تحضن نشوى لها... وركضت وراه لجين... ما يهون عليها أخوها يكون

بهالشكل... مسكته وهي تبكي وهم عند الباب...
همست: طلال... طلال... وين رايح... وين؟!
رمى طلال يدها وطلع من البيت متجاهلها... ركضت لجين لأبوها...
مسكت يده تقول: بابا... بابا... ليش كذا؟؟ ليش كذا سويت؟!
ما عرف محمد يتكلم لأنه وقف حاير بين بنته إلي تتوجع... بين زوجته إلي تهدهد بنتها... وبين ولده إلي ما عرف يفسر سبب تصرفه...
قالت سلمى بحقد: خليه يتعلم... يضرب بنتي وإحنا ما نقوله حاجة...
بنتك..؟!!... وهو شو يكون؟! ولد البطة السودا؟!... مو هو ولدك بعد؟؟
بكت لجين وهي تضرب بباب غرفتها بكل حرة... تعرف أخوها ما قدر يقول لأبوها عن نشوى... بس ليش سوى كل هالربشة وبالنهاية طاحت فيه...

* * * * *

(المستشفى..غرفة الخنساء)

رفع وليد راسه وناظر الخنساء... ناظرته وضحكت بحلاوة...
ابتسمت: ليش... أنت ما نمت...مو... تعبان؟!
قال وليد وهو يهز راسه: لا ما أبي أنام...
وناظر ساعته وكانت 7 المغرب...
همس: أنا بروح...
ناظرته وهي عابسة: ليش... تروح؟!
ابتسم وليد وهو يقول: بروح لكن بكرة إن شاء الله بجي... عندي موعد هالليلة مع...
سكت فجأة وهو يناظرها تناظره بعيون وسيعة ضايعة...
سألته مره ثانية: ليش... تروح...؟! أجلس هنا...
وقامت من سريرها... وهذا طبعاً بعد ما غطت خالد الوهمي...
جلست مقابله تقول بإهتمام غريب على وليد: أنت... مو...قلت أنت... بابا خالد؟!
حط وليد عيونه بعيونها وهمس: أيوه...
ابتسمت الخنساء وهي تقول: بابا يجلس مع خالد... أنت مفروض... تنام... عند خالد... صح؟!
مد وليد يده لجبينه يضغط عليه حيران... شو يرد عليها...؟!
ورجعت الخنساء تسأل بإلحاح: خالد... يصيح... يبي... بابا... مثل ما يبي... ماما... صح؟!
آآآآآآآآه يالخنساء شو تبيني أقول؟!... شو تبيني أرد عليك؟!... تنهد وليد وهز راسه بأيوه...
ورجعت الخنساء تقول وهي تبتسم: شوف... هناك سرير... أنا نام... هناك... أنت نام... مع خالد... بس... إذا خالد... بكى... أنا أنام عند خالد... انت

نام هناك...
ابتسم وليد بكل ألم وجرح... وهمس: لا يالخنساء... أنا لازم أروح... بجي بكره لهنا مرة ثانية... وعمي سيف وهدى بيزوروك بكرة...
عبست الخنساء وهي توقف وتشوفه يبعد شوي شوي... ليش يروح؟! هو مو يقول إنه بابا خالد؟! مو يقول هو زوجي؟!...
ناظرها وليد متردد وهي واقفة تناظره بعبوس...
قال بصوت خفيف: شو فيك؟!
ضربت الخنساء فجأة الأرض برجولها وهي تصرخ: أنت... خلاص مو بابا خالد... خلاص... مو زوجي... أنا...
وتجاوزته تبي تطلع من الغرفة.. مسكها وليد محتار...
قال: وين رايحه؟!
قالت بعصبية: أنت ما تبي... بابا خالد... خلاص... أروح أدور... بابا حق خالد...
فتح وليد عيونه على وسعها... على ما هو الموقف مضحك إلا إنه طعنه... طعنه بالصميم... تجرع ريقه وحضنها...
همس يقول: لا... ما يصير... أنا زوجك وبس...
ناظرته الخنساء بعصبية: وبابا خالد؟!
تنهد وليد وهو يقول: وبابا خالد...
مستكه الخنساء تجره للسرير: خلاص... عيييل... أنت نام هنا...
تنهد وليد بكل عمق وألم... وجلس عالسرير... يسمع سوالفها إلي إذا سمعها الواحد أكيد يضحك... ويسمعها تغني لخالد الوهمي... تشمه مرة... تبوسه مرة... تهمس

له مرة... تضحك له مرة... وتهدهده مرة... ووليد والله إنه لينطعن بكل قسوة لكل حركة تصدر منها...
.
.
.
شال كابه بين يديه... وعصره بقوة وهو يناظرها نايمه... وتنهد... لف وخرج من الغرفة... يمشي بخطوات بطيئة للدكتورة إلي رددت له إن الخنساء محتاجة لعناية خاصة

بمستشفى الأمراض النفسية... ورد فعل وليد كان الرفض... بيطلعها من هنا... ياخذها يعالجها بنفسه...
وطلع من المستشفى لمركز الشرطة... جلس ينتظر بالإنتظار لحظات... حتى سمع وراه صوت... لف وناظر صديقه "بدر"... مسكه بدر من كتفه... وشد عليه يسلم

عليه بحرارة... بدر يعرف إن وليد فقد ولده... وأبوه بالمستشفى وزوجته مريضه... كان بدر من النوع الحنون... الطيب... من النوع الشجاع إلي الواحد يعتمد عليه...
قال بدر: الحمدلله على سلامة الوالد...
همس وليد وهو يجلس مقابل بدر على مكتبه: الله يسلمك... كيف عرفت؟!
ابتسم بدر ورد: رحنا له بعد قومته مباشرة... تدري علشان القضية...
وبعدها قال متردد وهو يشوف وليد يمسح على وجهه: الله يرحم الطفل خالد يا وليد... شد حيلك... و... أبوك محتاج لك بهالفترة أكثر...
قاطعه وليد وهو يقول: الحمدلله على كل حال...
رد بدر يقول: شو مجيبك لهنا وليد؟! مو قلنا أنا بهتم بالشخص إلي سبب لأهلك كل...
رد وليد يقاطعه: أبي أرسم معاك خطتي...
همس بدر: وليد...
وقف وليد فجأة وقال: حلفت إني أنا إلي بنتقم من قاتل ولدي... وجايب لك معلومات تغير كل إلي بنيت عليه أساسه...
بدر: شو قصدك؟!
همس وليد: قبل كذا أوعدني آخد حق ولدي وزوجتي من...
قاطعه بدر بعصبية: أنت تعرف... تعرف يا وليد القوانين...
صرخ عليه وليد بكل ألم: وشو تنفع القوانين؟! شو تنفع يا بدر بعد ما مات ولدي؟! بعد ما صارت زوجتي مجنونة؟! شو ينفع؟! شو؟!
سكت بدر فجأة... ما توقع... ما توقع تكون حالة زوجة وليد بهالشكل... وما توقع يكون حال وليد بهالشكل... وتنهد وجلس على مكتبه...
قال يفتح ملف ويجلس على مكتبه: أجلس... نتفاهم...
وجلس وليد وهو متضايق من كل شيء... وهو فيه حرة على هذا العمر... بس هو بنفسه بياخد حق ولده وزوجته... ومن هاللحظة بالذات...

* * * * *

(غرفة لجين..)

تمشي لجين بالغرفة بكل خوف... شو أسوي؟! هذا ما يرد علي... ما يرد... مسكت الموبايل للمرة العشر تحاول تتصل بطلال... بس هو مغلق موبايله... رمته

عالسرير... وجلست بضيق... وتذكرت... ورجعت تمسك الموبايل للمرة الثانية... أتصل أو لا... أتصل أو... يوووووه خله يولي بتصل أنا علشان أخوي... رفعت

السماعة... رن ثلاث رنات... أربع... خمس... ثمان وما رد عليها... عصبت ورمت الموبايل على السرير بكل قهر... وقفت تدور بالغرفة وتناظر مرة من البلكونه

للبوابة... تحاول تشوف سيارة أخوها... وبهاللحظة سمعت صوت موبايلها يرن... رفعته بعد تردد قصير...
.
.

(شقة جلند.. غرفته)

أستغرب لأنها متصله عليه... كان ياخد له شاور سريع قبل لا يطلع... وتفاجأ لما أتصلت عليه... بس أنتظر لحظة ورجع يتصل عليها...
جلند: ألو...
قاطعته لجين بعصبية وهي تهاجمه: أسمع... أنا مو متصلة عليك... علشان زينك وزين صوتك...
رفع حاجب مستغرب... شو فيها هذي...؟!
ردت لجين تقول بعصبية أكثر: طلال طلع من البيت معصب... أبوي هدده لأنه مد يديه على نشوى... و...
قاطعها جلند: لحظة... لحظة... شوي... شوي يا بنت الناس... ما فهمت شيء؟!
صرخت لجين بعصبية: وأنت من متى أصلاً تفهم شيء؟!
قال جلند بكل هداوة: لجين...
صرخت لجين: أنت ما تفهم؟! أقول لك طلال طلع من البيت معصب... معصب...
قال جلند منفعل: لجين...
زادت هي صراخها بدون ما تحس: أنت ما تفهم؟! ما تفهم؟! أقول لك طلال طلع معصب... وما يرد على موبايلة... مغلقه...
رد جلند بعصبية: خفضي صوتك... أنا...
قاطعته لجين بكل قهر وقالت بتوتر وهي تصارخ: وأنا شو جالسة أخربط فيه معك؟! أدري ما همك إلا نفسك... وشو يهمك بغيرك؟! ما عندك غير تلعب على الناس...

وأصلاً أنت من متى انت كنت مثل الناس؟! شو دراك بمصايب غيرك؟! شو دراك وأنت أصلاً عايش بدون أهل... لا أب... لا أم... لا...
وسكتت بعد ما أستوعبت إنها تجاوزت حدودها... تجاوزتها بأميال وأميال... ومرت لحظات السكون... سكون ما شابه إلا نفس لجين السريع... وأنفاس جلند

الملتهبة...
فاجأها بعدها صوت جلند وهو يقول بكل هدوء: مشكوورة يا لجين... وصل لي رايك فيني بكل حرف...
وسكر الموبايل... فاضت عبراتها ورمت نفسها عالسرير... شو سويت أنا؟! أبي أطلع من مشكلة... طحت بمشكلة ثانية...
.
.
رمى الموبايل بكل قهر على السرير... وضغط على جبينه يحاول ينسى صدى كلماتها... ينساها... يحاول ينسى صوتها الحاقد الناقم... صوتها الباكي... ينسى حبه

له... ينسى هالغباء... عض على شفايفه... ليش يربط نفسه فيها وهي ما تبيه؟! ليش يجري وراها ويذل نفسه علشان حب... حب أنبنى على أساس خطأ؟!...
تنهد بكل ألم... ورجع ياخد موبايله... وطلع من غرفته... يدري... وأكثر واحد يدري مكان طلال إلي يهرب له...

* * * * *

(بيت وليد..بعد أسبوع)

فتح وليد الباب وجر كرسي أبوه لداخل البيت...
ابتسمت هدى وهي تقول: الحمدلله على سلامتك يا خالد... نورت بيتك...
ابتسم خالد بضعف: النور نورك يا هدى... وين خالتي مريم؟!
ابتسمت هدى وهي تقول: تبخر غرفتك... عييت معها تترك الشغل... تقول البيت أنهمل لشهر والشغالات مو فيه... لازم يترتب من أول وجديد...
ابتسم سيف وهو يدخل ومعاه مازن ومزون... ركضوا التؤام يبوسون خالد على راسه ويسألوه أسئلة تشبع فضولهم...
قالت مزون: عمي... أنت جيت خلاص... بس الخنساء متى تجي؟! تعبنا وإحنا ننتظرها... ماما تقول يمكن بكرة... يمكن الأسبوع الجاي...
وكمل مازن يقول بكل فضول: الخنساء ليش هي بالمستشفى لحد إلحين؟! هي مريضة أكثر منك؟!
مسكهم سيف وهو يقول معصب: بس يا أولاد... يلااااا أطلعوا إلعبوا بالحوش...
ركضوا التوائم بعد ما تلقوا نظرات من أبوهم وأمهم شوي وتقتلهم...
وجاتهم مريم تجر نفسها... تمسح دمعتها من طرف شيلتها... باست راس خالد وهي تتحمد له بالسلامة... وبهاللحظة دخل طلال ومعاه لجين... ركضت لجين لخالها

تحضنه وتبوس راسه...
وهي تكمل البكى من الجدة مريم: خالي... حمدلله على سلامتك... ما تشوف شر يا رب... البيت نور فيك...
ضحك خالد بضعف وبدون نفس: الله يسلمك يا بنتي...
باس طلال راس خالد وهو يحس بالغربة والتوتر مثله مثل اخته لما يكونوا بالذات قريبين من وليد وخالهم خالد... ناظرهم خالد بألم وحزن... وتنهد وهو ينادي وليد ياخذه

لغرفته... يبي يرتاح... يداوي جروح قلبه قبل جروح أضلعه...
مشى وليد بالكرسي للغرفة إلي جهزوها لأبوه بالطابق الأرضي... ساعده وليد يتمدد براحة...
وتكلم بعدها خالد بصوت خفيف: وليد؟!
ناظر وليد ابوه... قال خالد: متى بطلع الخنساء من هالمستشفى؟! نفسي أشوفها... وأتطمن عليها...
رد وليد: إن شاء الله بكرة...
قال خالد: ودها لشيخ يقرا عليها يا ولدي...
شد وليد على شفايفه... وبعدها قال مبتسم بضعف: إن شاء الله يا أبوي... أرتاح إلحين...
وطلع من عنده... طلع وجلس بكل جمود بالكرسي وهو يسمع طرف السالفة إلي كانوا يتكلموا فيها... ناظر طلال ولجين بنظرات متهمة... لجين حست بعيون وليد مثل الأفعى

السامة ووقفت متوترة وطلعت من عندهم... أما طلال فتم هادئ ومنطوي على نفسه وهو داري بنظرات وليد... وبهاللحظة دخل جلند وتغيرت السوالف لمنحنى ثاني...

نقدر نقول عنه فيها شيء من الحياة...

* * * * *

(المستشفى... غرفة الخنساء)

تتبعت عيون وليد الخنساء وهي تمسك بخالد الوهمي وتدور حوالين الغرفة... وتضحك مثل الأطفال...
صرخت بفرحة: هههههههههه.... خالد... بابا... قال... نطلع... نروح... بيتنا...
ووقفت فجأة ومسكت بكم قميص وليد وهي تسأل بلهفة: فيه... فبيتكم... بيتنا... مرجـ..جـيحة؟! مثل هنا... خالد... يحب... مرجـ..جيحة...
هز وليد راسه بدون شعور... بعد ما إقتنع بحالة الخنساء... صار وليد يجاريها بأي شي تقوله...هي صح عالدوام... سوا كانت صح أو خطأ... يحاول يخليها توثق فيه

علشان ما تعصب أو تبكي... أو تصارخ بهستيرية... إلا تضحك معاه... يتمنى لما ترجع للبيت تتذكره... تتذكره وتتذكر كل لمحة... كل ذاكره لها بالبيت... معه ومع

أبوه وجدته...
فتحت الخنساء عيونها على وسعها وهمست بنشوة الفرحان: هههههههه... الله... حلووو... شـ... شكرررررراً... شـ.. شكراً...
ووقفت على أصابع رجولها تطبع بوسه طفوليه على خده... ورجعت تدور حوالين المكان وهي تحاكي خالد الوهمي... تنهد وليد بعد ما تصلب لحظات... وأخذ يدها

وشال شنطتها بيد وطلع معاها للممر... كانت تسولف له وتضحك عن كل شيء يخطر ببالها...
وكم مرة مر من عندهم ناس يناظرونهم بإستغراب... وهم يعلقون ويرمون كم كلمة على منظر الخنساء وهي تأرجح خالد بين يديها وتغني له... بس وليد كان من الجمود...

والخنساء من الامبالاة... إنهم ما إهتموا بهالتعليقات...
.
.
وصلوا للبيت وكانت الخنساء وقتها شبه نايمة... كانت تعبانة وتتثاوب على كل لحظة...
ناظرت وليد بنعاس وهو يمشيها لداخل البيت: أنا... أبي... نام... خالد بعد... خلاص... تعبت...
قال لها وليد: الوقت عالساعة 5 العصر...
تثاوبت الخنساء وهي تقول: أبي... نام...
مسكها وليد من يدها وقال بلطف: حبيبتي الخنساء... أبوي وعمك سيف وهدى وجدتي... يبون يشوفوك... صحصي شوي... وباخذك لغرفتك تشوفينها وتنامين...
ناظرته الخنساء شوي وسألت: هم... يشوفوا خالد... بعد؟!
تنهد وليد وقال ببتسامة ضعيف: أيوه... يلاااا...
ودخلت معاه وهي تتشبث بخالد الوهمي... وبما إن سيف وهدى كم مرة يزورونها بالمستشفى فهم يعرفون حالها... وطبعاً كم مرة الخنساء ما تتقبلهم لأنها تحس بنظرات الشفقة

والجهل بعيونهم... وبعض الأحيان تتجاهلهم... وفبعض الأحيان تبتسم لهم وتسولف لهم...
أما الجدة مريم فزارتها مرة وحدة بس وما قدرت وقتها توقف بكى... ومن يومها وهي ما تقدر تزورها... إلا إنها تدعي لها وتوصل سلامها وشوقها عن طريق وليد...

وخالد أبد ما شاف حالها... وبكذا كان أكثر واحد متأثر...
همس خالد بضعف وهو فكرسيه: الخنساء... تعالي... قربي يا بنتي...
ناظرته الخنساء بجمود وهو بكرسيه... فكرت كيف مسكين ملفوف بالشاش الأبيض... قربت منه وهي عابسه لأنها تحس بدون شعور بألمه...
مسك خالد يدها باسها بتأثر... وباس راسها وبكى فجأة وهو يهمس: لا حول ولا قوة إلا بالله... لا حول ولا قوة إلا بالله... حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب...

حسبي الله ونعم الوكيل...
وبلحظة بس...
والخنساء تتشبث بخالد الوهمي حست بهالكلمات تخترق أذنها... تخترق أذنها بعنف... كأنها من قبل سمعت بهالكلمة... كأنها من قبل شافت منظر مثل هذا...

حضن... عيون دامعه... بكى... دعاوي... وهالكلمات بالذات... بس وين؟! وين سمعتها؟! وحست وقتها بألم عنيف براسها... وبدون شعور سحبت نفسها بكل

قوة من حضن خالد... وتفاجأ خالد من هالحركة العنيفة... ناظرها بحزن ودموعه تجري بخده... حست وقتها الخنساءبصداع عنيف... لكن باللحظة نفسها كانت حزينة

على حال هالرجال بكرسيه...
تكلمت الخنساء تقطع الصمت: أنت... ليش... طحت؟! وصح... أنت... من؟!
تنهد وليد ومسك بيدها وقال بهمس: الخنساء حبيبتي هذا عمك خالد... أبوي أنا...
تنبهت الخنساء لحظة تقاوم الصداع: يووووه... يعني مثل... أنت... بابا خالد؟!
هز وليد راسه بابتسامة ضايع منها الفرح...وقال: وأسم أبوي خالد...
شهقت الخنساء بضحكة مستغربة وهي تقرب من خالد ومدت يدها بخالد الوهمي...
وهمست بضحكة: هذا بعد... خالد... ولدي... أنا...
وعلى إن الموقف مبكي... فاضت عبرات هدى والجدة وما قدروا يستحملوا... نفس الحال كان مع سيف وخالد إلي أندموا من الداخل... ووقفت الخنساء لحظتها مو عارفة

شو صاير... ليش كل هالبكى والصمت القاتل... هذا غير الصداع إلي بدا يأذيها... مشت بسرعة لوليد... وهزت كم قميصه مثل العادة...
همست وهي تحس بدوخة: خلاااص... أنا تعبت... أبي... نام...
مسكها وليد بقوة وهو يحس فيها بطيح... ومسكها يحاول يبعدها عن جو الأحزان هذا... أخذها لفوق... وكانت ماهي معه وهم يطلعون بالمصعد... وهم يدخلون بعدها

للغرفة... مددها وليد بالسرير وهو تحس بدوخة أكبر... وبهدوء شال خالد الوهمي من بين يدها... كانت هذي المرة الأولى إلي يقدر فيها يبعد هالمخدة من بين يديها...
حست لحظتها... وشهقت بفزعة... قامت تحاول تقاوم الصداع والنعاس...
وصرخت فجأة: ولدي... خالد...
همس وليد وهو يضمها له: أهدي... هذا خالد... جنبك...
ناظرت حنبها... وكان بالفعل خالد الوهمي جنبها... ابتسمت بحلاوة... والغريب إنها حست بوليد محل ثقة... حست بخلفية تفكيرها إنه مو غريب عليها... وثقت

فيه... وكان محل ثقة...
همست بكل حلاوة وهي تحس بالنعاس: أنا... أنت... كنت...
وما حست إلا بالنوم سلطان عليها... تركها وليد وغطاها بالفرش... سكر الستاير والباب... وراح لمكتبه... فتح ملف... فتحه على الصفحة الأولى... وأنكب عليه

يدرس الخطة فيها....

* * * * *

(بيت وليد..الصباح)

نزلت الخنساء من السلالم وهي شايلة خالد الوهمي بين يديها... كانت محتارة... يووووووه كبير هالبيت... وناظرت خالد الوهمي وأبتسمت له...
كلمته تقول: خالد... بابا... شوووف... هذا... بيت... بابا... حلووو صح؟!
وضحكت وهي تناظر كل أثرية بالبيت: الله حلووو... جمييييل...
ومشت للصالة وبعدها للحوش... وشهقت بفرحة وهي تشوف مرجيحة... جلست عليها وبدت تغني وتتأرجح... وبعدها حست بنشوة من الضحك... وعلت

ضحكاتها...
وهي تقول: خااااالد... هههههههههه... حلوووو... صح؟!
وبعد شوي وقفت لما لاحظت طفلين واقفين عند المرجيحة... كانوا مازن ومزون... وكل واحد فيهم يناظر الثاني مستغرب وفيه فضول كبير... ابتسمت الخنساء وهي تحضن

خالد الوهمي لها بكل قوة...
قالت: أنتو... من؟!
وبعدها وقفت وهي كأنها تحاول تتذكرهم... وفجأة ضربت راسها بيدها بالخفيف وقالت: أيووووه أنا أتذكر... أنت مازن... إنتي مزون... عمي... سيف... قال...

كذا أمس... صح؟!
قالت مزون بسرعة: أيوووه... صح... أنتي أصلاً تعرفينا من قبل... ليش نسيتي؟!
ضربها مازن على يدها وقال بصوت خفيف: أنتي هيييي... نسيتي الخنساء مريضة؟! ما تتذكر...؟!
ناظرته مزون وهمست وهي تتذكر: إيووووه صح... ياربي...
وناظرت الخنساء كأنها تتأسف... أما الخنساء فكانت ضايعة بين كلامهم... وناظرتهم لحظات...
فجأة سألتها مزون: شو هذا؟!
وهي تأشر على خالد الوهمي... ناظرت الخنساء خالد الوهمي بيدها...
وقالت وهي تضحك: ههههه هذا منو؟!... مو شو؟!... أنتي ما تعرفي؟!... هذا... ولدي... خالد... ولدي... أنا...
فتحوا التوائم عيونهم مستغربين... خالد مات كيف تقول لهم هذا خالد... قربوا يشوفون خالد بين يديها...
عبس مازن وهو ما يشوف إلا مخدة: الخنساء... هذي إسمها مخدة... مخدة... مو خالد؟!
ناظرته الخنساء معصبة... أمس سمعت نفس الكلام لما كانت بالممر بالمستشفى وهي تمشي وخالد بين يديها...
قالت بعصبية: لا... لا... أنت ما تعرف؟! محد يعرف... هذا خالد... خالد ولدي...
قالت مزون وهي تفتح الغطاء عن المخدة: يووووه الخنساء... أنتي ما تعرفي تفرقي... شوفي هذي مخده... مخده ننام فيها... بس خالد... ولد... بيبي... بس هو

مات... الله يرحمه...
عصبت الخنساء أكثر... ووقفت تسحب خالد الوهمي لحضنها... وضربت الأرض برجولها... صرخت بسلسلة طويلة من لا... ولا...
قال مازن: مزون... سكتي أحسن لك... قلت لك الخنساء مريضة ما تتذكر... تبي بابا وماما ينازعونا لأن الخنساء عصبت؟!
هزت مزون راسها لا... لكنها ما قدرت تسكت...
وكملت للخنساء تقول لها: تعرفي الخنساء... هذي مخده... يعني ما تنام... ما تبكي... ما تقفل عيونها وتفتحها... شوفي أنا عندي مثل خالد فبيتنا...
قالت لها الخنساء وهي تناظرها بعصبية: ما في... حد... عنده... مثل خالد... بس أنا... أنا... خالد ولدي...
قالت مزون بلهفة أكبر: لاااااا... أنا عندي مثل خالد... وبجيبه بكرة وتشوفيه... وأنتي قولي لي... يشبه وإلا لا؟!
ناظرت الخنساء للمخدة لحظات كأنها تفكر بكلام مزون... بعدها ما أهتمت وصارت تدندن لخالد وتبتسم له...

* * * * *

(بيت سيف..بعد يومين)

مسكت مزون الخنساء من يدها وجرتها معها: تعاااااالي براويك...
قال وليد متجهم: على وين ماخذتها مزون؟!
قالت مزون بشكل غامض: فووووق... نروح غرفتي... يلااا الخنساء... بسرعة...
وطلعوا مع بعض لفوق... سكرت مزون الباب وراحت تركض لصندوق كبير كان فيه ألعاب كثيرة... طبعاً نصها متكسر ونصها الثاني سليم معافى وبطريقه للتكسير... وبعد

خمس دقايق من الغرق وسط الألعاب سحبت مزون لعبة من تحت الأنقاض... وأخذتها للخساء... مددتها لها وهي تبتسم إبتسامة كبيرة...
قالت مزون بنصر: هااااااا الخنساء... هذي ما تشبه خالد؟!
ناظرت الخنساء للدمية إلي قدامها... وللمخدة إلي بين يديها... فترة تمت تقارن ما بينهم... وفالنهاية هزت راسها لا...
قالت مزون بعبوس: تشبهه... والله تشبه...أما هذي المخدة ما تشبهه... شوفي هذي فيها عيون... أنف... أذن... شو بعد؟! فم... ملابس حلوة... بس هذي

مخدة ما فيها كذا...
أهتزت شفايف الخنساء وقالت وهي توقف: لا... لا...
وشدت خالد الوهمي لها وهمست تقول: هذا ولدي... ولدي خالد...
قالت مزون بقلة حيلة: والله كيفك... بس هذا إلي بيدك ما خالد... خالد مات... مسكين... الله يرحمه...
فاضت عبرات الخنساء لهالنبرة القوية من طفلة... وسحبت نفسها من الغرفة تجري لتحت... تدور بخوف عليه... وينه؟! وين راح؟! وين راح وخلاني وحدي؟! ركضت

للصالة وتدور يمين يسار... ولما ما شافته... بدت عبراتها تفيض... ونزلت دمعة حارة تاخذ مجرى على خدها... وقفت بالصالة والهدوء مخيم عالمكان... خافت من

هالهدوء الموحش... رفعت راسها بألم... وناظرت باب الصالة مفتوح... خرجت منه وهي تركض... تدور عليه... وينه؟! وين راح؟! ليش خلاني وراح؟!...

وينه؟! وين راح؟!... وقتها سمعت أصوات... تجيها من الحوش الخلفي... أرتجفت ركضت بكل سرعة تلفت يمين ويسار... وما حست إنها وصلت للمسبح... وإن

وزنها أختل... وإلا وخالد الوهمي "المخدة" تطيح ويبتلعه الماي وترجع تطفو... صار تنفس الخنساء ثقيل... والصدر يعلو ويهبط بثقل أكبر... وعيونها تتبع المخدة الطافية

وإلي بدت مساماتها تمتلي بالماي... حتى ثقلت وأبتلعها الماي...
صرخت بوجع: لااااااااااااااااااااااا.... خاااااااااااااااااالد... ولدددددددددددددددي...لااااااااااااا...
ورمت نفسها بدون تردد للمسبح تحاول تلاحق المخدة.... ما كانت تعرف تسبح... فتمت تتنفس بصعوبة وهي تضرب الماي بقبضاتها الضعيفة...
صرخت الخنساء بألم: ولييييييييييييييييييييد... أنا... ولييييييييييييد... تعااااااااااااال... تتـ... تعااااال...
ودخل الماي لفمها وهي تتكلم فزاد ثقل لسانها وهي تحس إن نهايتها بهالمسبح: و..لـ...يــ...ـد... تـ.. تعـ...ااا...ل...
..
"ما كنت مصدقة أبد إني في يوم راح أفقد سندي فهالدنيا بهذه الطريقة.."
" كانت الحياة صعبة... أيام مرت بدون كهرباء... بدون ماي..."
" من الصدمة جلست على الأرض مغمضة عيوني... أحاول قدر ما أقدر أتلقى ردة الفعل هذي بجرعات... الزمن ما يقدر يخفي هذه الحقيقة المرة... أمي رفضتني...

رفضتك يالخنساء... رفضتك بكل قسوة..."
"شكل حتى اسمي أمتحى من قاموس أبوي... خبره إنه لما تركني ما كنت إلا ضحية بينه هو وأمي... خبره إن الجنون بعيد عني ألف ميل... وخبره إن الخرسا ما عادت تريد

سنده..."
" مشيت وأنا أحضن شنطتي لي... أحاول ألملم بقايا نفس تحطمت بإعصارين... إعصار جونو إلي أخذ حياة سندي... وإعصار الرفض إلي ترك شابة متشردة..."
" ما قدرت أواصل ركم الحزن فقلبي... ما قدرت أواصل تصنعي القوة.. .بلحظة ضعف أنفجرت أبكي... وحضني خالي..."
" تسحبت للباب وفتحته فتحة صغيرة ... وشفت خالي راشد يترنح والخمر سكر عقله..."
" انتفضت وزاغت عيوني من الرعب.. لا.. لا.. لا.. خالي... خالي يسوي فيني كذا؟!.. أنا شرفه... عرضه ... يبيعني ببساطة..."
" البوس وصل...وصل... وكانت هذه إشارة لنهاية عذريتي..."
" حاولت أشرد... أختبي... أتبخر... أذوب... وخاصة إن عيني اصطدمت بعيون سودا عميقة.. .قاسية... ولامعة..."
" حسيت بفتحة المقص تتوسع وتتوسع ... تأكدت إني على مشارف الموت قريبة والمقص يقترب من رقبتي أكثر ... أكثر وأكثر وأكثر..."
..
: الخنساااااااااء... الخنساااااااء... قومي... قومي حبيبتي...
حست بضربات يد حنونة على وجهها... صوت أحن منه ما قد سمعت... فتحت عيونها بكل بطء... وطاحت عينها عليه... ولفت بعيونها على أهلها إلي حواليها وإلي

ما همها أحد منهم... فجأة... شهقت وصرخت... وقفزت لحضنه... تلف يدها حوالين رقبته وتدفن نفسها بحضنه... وصارت تبكي بدموع فياضة...
همست بألم: أهئ... أهئ... أنت... رحت... رحت... أنا وحدي... أهئ... أهئ... وحدي...
وليد ما كان فاهم أي شيء... حس إنه بيختنق والخنساء تلف يدها على رقبته بهالشكل... حاول يسحبها بلطف...
وهمس: الخنساء... حبيبتي... بختنق...
لكنها زادت ضغط عليه بدون شعور... حاول يبعدها شوي ويخفف من ضغطها عليه...
قال بقلق: شو فيك الخنساء؟! ليش رميتي نفسك بالماي؟!
أرتعشت... ما تدري هل هو خوف أو من البرد...؟!... لكن الظاهر من الإثنين...
همست تقول: هو... خالد...
فتحت عيونها على وسعها... وتذكرت...
صرخت: خالد... ولدي... خااااااااالد.... خالد...
ولفت يمنة ويسرة تدور عليه... مسكها وليد يحاول يهديها...
وسمعوا صوت مازن يقول: هذا... هذا هو...
كان بين يديه والماي ثقلها... وبللها بالكامل... حتى صارت المخدة بين يديه كأنها قتيلة... تنفست الخنساء بصعوبة وهي تناظر خالد الوهمي... وفجأة صرخت...
: لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا... خااااااااااااااااااااااااالد... ولدددددددددددددي...
أنتفض وليد من صوتها العالي... ومسكها يلمها لحضنه... وبدت تصارخ بهستيرية... وضربت صدره بقسوة.... وهي تنادي على خالد... وعلى هالموقف حست

بصداع أخترق دفاعاتها كلها... وطاحت بين يدين وليد وهي تهذي...
.
.
مشوا على أطراف أصابعهم ودخلوا الغرفة بعد ما تأكدوا إنها وحدها...
مازن بصوتخفيف: مزووووون... خلينا نطلع أحسن قبل وليد لا يجي وينازعنا...
مزون: وسسسس أصبر شوي...
ودخلت على أطراف أصابعها... ووصلت للسرير إلي كانت فيه الخنساء ممددة ودموعها بعد ما جفت من خدودها... حطت مزون الدمية على جنب الخنساء...
وهمست: هذا خالد ثاني...
وركضت لخواها وطلعوا قبل لا أحد يحس فيهم...
تقلبت الخنساء وهي تحس بوجع أليم براسها... لفت على جنبها وحست بشي صلب شوي... فتحت نص عين... ومن الضباب إلي يغشاهم ما قدرت تشوف إلا بعد

دقايق... مدت يدها تتلمس بدون شعور... فحطت على الدمية ورفعتها لمستوى عينها... ناظرتها لأكثر من دقايق... هل هو رفض أو رغبة أو مشاعر ما بين وبين؟!...
تنهدت الخنساء وفجأة حضنت الدمية لصدرها... مسحت على شعرها... باستها... رجعت تمسح عليها وتهدهدها...
همست وهي تحضنها اكثر: آآآآآآآآآه خااااااالد... رجعت؟!... أهئ... أهئ لا... تخليني... وتروح... مرة ثانية...
.
.
.




لهنا وصلت بكتابتي... مع إن الفصل ما إنتهى... بس شو نقول؟! الله كريم... لا تنسوني من وجودكم وتشجيعكم...

محبتكم: زهـ primrose ـووور...

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 10-05-09, 08:44 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذي تتمتة الفصل السابق... حتى نكون صح بالطريق...
..

*

..

.
.
.


دخل وليد الغرفة وهو يناظر الخنساء إلي كانت تبوس الدمية... أستغرب وقرب اكثر... جلس عحافة السرير... مسح على شعرها وهو حيران يناظر الدمية بين يديها...
سأل وليد بلهفة: شو هذا الخنساء؟! من وين جبتي هالدمية؟!
رفعت الخنساء عيون دامية وهمست: هذا... خالد... رجع...
عض وليد شفايفه بكل قوة حتى إنه حس بالدم... ما قدر يكبت أكثر ألمه ونزل يبوس يدها...
وهمس: كفاية... كفاية يالخنساء تعيشي نفسك بوهم... وهم خالد... خالد ولدنا مات... مات يالخنساء... مات...
ما حس إلا بسكون... سكون الخنساء... ونفسها البطيء... رفع راسه لها... وناظرها... جامدة تناظر الدمية بين يديها...
تكلم وليد يحاول: خالد مات يالخنساء... مات وهذا قضاء وقدر... هذا إلي تسويه إنتي خطأ... خطأ يالخنساء... تعيشي نفسك بهالطريقة إلي تعذبني... وتعذبك وتعذب أهلنا...
ورجع يقول بلهفة يمسك يدها: فوقي يالخنساء... فوقي من هالوهم... وخلينا نبدا صفحة جديدة... صفحة نمليها بحبنا... بأولادنا إلي راح نرزق فيهم بإذن الله...
وكان جواب الخنساء إنها سكتت لفترة طويلة... حتى بدا وليد يفقد الأمل... لكنها بالنهاية هزت راسها بلا وشعرها ينتفض بجنون حوالين ملامحها الذبلانة...
وهمست بتقطع: لا... لا... ولدي... ولدي أنا... خالد... راح... راح... بس... رجع... رجع... لماما... رجع...
غمض وليد عيونه بألم ووقف... وقف يبي يهرب من هالجو الكئيب... من هالجو إلي بدا يمرضه... مشى للباب... وسمعها تهمس... لف عليها وهو عند الباب... كانت منزلة راسها تناظر الدمية... وباين من خدودها إنها تبكي بغرازة...
همست بصوت منتحب... بصوت يا دووب سمعه وليد: أعرف أنا... من أول... من أول... خالد... بس يحب ماما... أنت... لا... الخنساء تحبها لا...
غرز وليد يده فشعره... يكبت رغبته إنه يخفف عنها... إنه يوافقها إن الدمية هو خالد... يخبرها إنه يحبها... ويموت فالتراب إلي تمشي عليه... لكن... لف وطلع من الغرفة تاركها... تاركها تنتحب بهدوء غريب... تنتحب وهي تبوس الدمية وتحكي لها شوقها وإشتياقها...

* * * * *

(المسجد.. بعد 3 أسابيع بالتمام)

اليوم ملكة جلند على لجين... الخطوبة جرت بعد ما أستشار محمد بخالد... خالد وافق بصورة سريعة... يحب جلند لأنه يكون أخو زوجته الحبيبة... ويحب لجين لأن مالها أي ذنب بلي صار للخنساء... وبعدين كان يبي يغير من الحزن إلي كان يستحوذ عالكل... يبي يرجع شيء من البسمة والفرحة عالأهل حتى ولو كانت لفترة قصيرة...
من عادات عايلة خالد وسيف ومحمد إن ملكة الرجال تتم فالمسجد بشكل تقليدي متبع...
جلند وقتها كشخ بثوبه الأبيض...والتمصيرة بلونها الأخضر الحلو المميز... أصر عليه سيف يلبس الخنجر وفوقه المصر بتشكيلة ولون التمصيرة... مع عصا مطرزة بالفضة...
طلع جلند من شقته مع طلال للمسجد بعد صلاة العشاء.. يمكن متأخر حس بالذنب ياكله... ما يدري هو يسوي الشيء الصح أو لا... حاول يتكلم مع طلال... كان يبي يقوله خلاص لا ترغمها أنا تراجعت عن قراري... بس كل ماله يتذكر كلام لجين له قبل ثلاث اسابيع... يبي يرجع لها الصاع صاعين... وفالأخير القرار هذا ماله رجعه... كان المليك يخطب بخطبة قصيرة عن الزواج ...وبعدها ذكر مقدمة الزواج ...وما صحى من أفكاره إلا لما قال له المليك...
: هل تقبل بـ لجين بنت محمد بن ناصر الـ... زوجة لك؟
رد جلند ببساطة: نعم...
(من العادات يردد بـ نعم ثلاث مرات...بس فالوقت الحالي الظاهر الشباب تكفيهم مرة)...
المليك: قل ... قد ...قبلت...بـ لجين بنت محمد بن ناصر الـ... .. زوجة...لي... بحسب الشروط... والمصداقين المذكورة...
وردد وراه جلند... بعدها قرب الأكل الشعبي...(من العادة يكون إما العرسية "رز مهروس بالدجاج" أو الهريس "تطبخ بحب الهريس"أو الرز باللحم)... وبعدها توزع الحلوى العمانية... وهذه أهمها...
ما أخذ جلند أي شيء من الأكل...اكتفى يناظره يفكر بـ لجين وقراره المتهور...
بعد ما طلعوا المعازيم... خرج جلند ومعه زفة صغيرة من شباب العائلة...إلي استلموا جلند بالتعليق ...
معازيم الحريم يكونوا فبيت العريس... وبما إن جلند عايش عزابي بشقة... فسيف ترك بيته تحت تصرف جلند... وطبعاً زفة صغيرة من بنات العائلة المقربين ...يزف العريس لبيت العروسة وهناك... حفلة بسيطة يسونها البنات مع الرقص طبعاً...
(هذه ببساطة عادات الملكة عندنا في عمان...رغم إختلافها من مكان لآخر ...إلا إني اخترت إلي جرت عليه العادة عندنا فالعاصمة)....
.
.
مسحت دمعة كانت بتنزل على خدودها...
هدى: الله يخليك لجين... هدي ما ينفع كذا...
لجين: خلاص صرت زوجته...وما عاد ينفع شيء... ما عاد رفضي يجيب شيء...
هدى تحاول تهديها: والله...والله يا لجين... أخوي طيب وأنت تعرفيه زين... وتهديداته إلي سمعتيه منه الأيام إلي راحت كانت بس...
قاطعتها لجين : لا كلام ولا شيء... أنا أدري عنه أخذني حتى يقهرني...لأني رفضته من قبل... ولأني... يووووه هدى إنتي تعرفي... تعرفي...
هدى: لجين...خلاص... أنت أمسحي دموعك...وما صاير إلا الخير... كذا بدموعك المكياج يخرب...
وعند هالكلمة دخلت سعاد ومعها نشوى...
نشوى بضحكه مايعة: مبرووك... مبروووك يا لجين... يووووه كبرنا وصرنا عرايس...
لجين بإبتسامة ضعيفة واهية: الله يبارك فيك...
نشوى تضحك : هههه والله...وجا اليوم إلي تتزوج فيه نشوى... تحركتي بسرعة ولقطي لك جلند... هههههههه...
هدى تجاريها بغيظ: أكيد بتاخذ أخوي... وأحلى لقطة بحياتها...
ناظرتها نشوى وسكتت وطلعت وهي تتبختر بفستانها... ناظرت لجين أمها لحظات... كانت تحن لضمة منها من صباح هاليوم... بس كل إلي حصلته بوسة عالخد... وضحكة ممزوجة بخيبة أمل...
سعاد: وجا اليوم إلي كبرتي فيه يا لجين... ما كنت أبي هالزواجة... بس شو يقول الواحد؟! يلااااا محمد وقراراته... كنا نبيك لغني تلعبي بفلوسه... مو طفل جامعي مثل أخوك....
ما كانت لجين متوقعه أمها تتكلم بهالشكل وقدام هدى كذا... صح تكره جلند وهي بنفسها تسب فيه بس إن الكلام هذا يطلع من أمها ما عجبها... سحبت لجين نفسها...
همست بصوت عصبي: لو سمحتي ماما ما أبيك تتكلمي عن جلند بهالشكل... جلند صار زوجي وما أرضى أحد يتكلم عنه بهالكلام...
ما أعطتها سعاد كلمه ولفت عنها... رفعت لجين عيونها لهدى وسكتت وهي تقرأ السخرية فعيونها... هدى ما همها أي كلمة سعاد قالتها عن جلند... لأنها تعرف أخوها حق المعرفة...
قالت هدى بابتسامة حلوة: يلااا لجين قوي نفسك... بروح أشوف الخنساء... وهذولا صديقاتك بيدخلون عندك...
.
.
راحت هدى للصالة... وحصلت الخنساء جالسة عند الجدة مريم... تحضن الدمية لها وهي تسولف معها بصوت خفيف... ما تبي أحد يسمعها وهي تسولف... ما إرتاحت لنظراتهم وهمساتهم... بس ما همها أحد وأخذت راحتها وهي تسولف لمزون إلي جلست حنب الخنساء... ومزون عينت نفسها حارس ملاك... بثوبها الوردي البديع كانت نجمعه مشاكسة... عيونها تلمع لما تسمع أي أحد يتكلم عن الخنساء... وتناظره بحدة وشراسة... وترمي لها كم كلمة على تعليقاتهم تعلمتها من الجدة...
أما الخنساء فلبست ثوب هدى هي بنفسها أشترته لها... كان قمة فالأبداع عليها... فستان أحمر دمي ...كان بتنورة برمودا من الحرير مشجر بخيط أسود... وبدي من الحرير يمسك من الصدر ... وقميص يوصل للخصر من الشبك واسع شوي وينزل ماسك بشريطين بكتوفها... شعرها مرفوع بتسريحة ملكية ومشبوك تاج أحمر صغير عليه...ومكياجها بين جمال وجهها...الحقيقة كانت فتنه للناظرين... رغم إنها كانت مصدر حديث الحريم... بجلستها وثوبها وبرائتها وعفويتها كانت مصدر شفقة وحقد من البعض...
نشوى وسعاد طول ما الخنساء معهم وهم لا يناظروها... حتى إنهم رسموا حدود للمسافة بينهم... وهذا طبعاً قرار سعاد...
قالت هدى لمزون بصوت خفيف: مزووون نزلي رجلك... عيب... الناس تناظرك... وخفي من هالنظرات...
مزون بحقد تناظر وحدة كانت تأشر عالخنساء: لا... مو عيب...
ورفعت ذقنها ورمت كم كلمة بصوت عالي... سكتت الحرمة وإلي معها... هدى ما قدرت تكبت ضحكتها لتصرف مزون الغريب هذا... ورجعت للجين وهي متأكدة إنها خلفت بنت مواقف من شيم البنات...

* * * * *

(نرجع للجين..)

طبعاً لجين فستانها مصمم من أكبر المحلات رقي... لونه الوردي الزاهي...وشغلات الدانتيل الحلوه... كان من نص الظهر وطويل بذيل ويمسك بلفه رقيقة على رقبتها... وشعرها ومكياجها مطلعينها قمة في الروعة...
سمعت لجين صوت هدى وهي تقول لها إن جلند وصل وبيدخل بعد شوي... وطلعوها للصالة إلي كانت على زواية فيها كوشة بسيطة وزاهية... لأن سعاد ما كلفت نفسها وهدى ومعها صديقات لجين القريبات مرة هم إلي تكفلوا بها...
طلعوا البنات يلبسوا عباياتهم وشيلهم إلي لفوها على ملامحهم بسبب مكياجهم الثقيل... وقفت لجين عالكوشة ترتجف وهي تسمع صوت من عند الباب... ودخل جلند ومعاه طلال ومحمد وسيف...
بنظرة لها تأكد إنها ملكت روحه ...ومصيره بين يديها... تفاجأ من أفكاره إلي تصور له إنه يحاول يفهمها... يحاول يبدا معها من جديد بشكل هالمرة صحيح... وصل عندها وهالقرار إتخذه مع نفسه وراح ينفذه بس بالأول خله يكون معها لوحده... سلم عليها...وباس خدودها وراسها... وقرأ سورة الفاتحة ويده على راسها... قال بهمس غريب عن نفسه هو...
جلند بتردد: مبرووك ...لجين...
ما جاوبته... من يوم ما دخل وهي منزلة راسها... ما كان ودها توقف جنبه بس هذه الشكليات لازم... بعد شوي لما تبقى معه لوحدها راح تأدبه... راح يشوف الوجه الثاني لـ لجين... وتجاهلته وهي تسلم على خالها وأبوها وأخوها...
عرف جلند إنها متضايقة ...فسكت وما تكلم معها... وبعد هالشكليات إلي وقفت على قلب لجين طلعوا للمجلس إلي جهزوه لهم مع هدى وسعاد ونشوى وعمات لجين وبناتهم... أما طلال قبل كذا طلع من عندهم ورجع للمجلس عند الرجال بعد ما كان يقرا الرفض بعيون أخته...
.
.
بعد ما باركوا لهم البنات والعمات وو... العائلة الكريمة... طلعوا الكل وما بقت إلا لجين مع جلند لحالهم... كان جلند يفكر متى تبقى له وحده...ليصارحها... ولجين أنتظرت لحد ما خرج الكل ودها بس تحرق له غروره...
جلند بابتسامة مترددة: لجين؟؟
ناظرته بعصبية وثارت بدون تفاهم: لا...لا تقول حاجة... صح تزوجتك بس أنا مو جارية لك... لا تقول أني انجبرت حتى أتزوجك... لا... لا ..أنا فكرت فيها ووافقت... لأني عرفت بطريقتي أن الرفض ما راح يجيب نتيجة معك... لكن بالعكس إنت ما تحتاج إلا لشخص يوقف ضدك...
كان محضر كلام كثير يقوله لها لما كان جنها عالكوشة... بس هي سبقته بصراخها...
عض جلند شفايفه وقال: يعني وافقتي حتى تتحديني؟؟
كرهت إنه قرا أفكارها...وبقهر جاوبته...
لجين بقهر: وأتحدى غرورك...
قرب منها... وهي رجعت لورا... وقرب مرة ثانية وبعدت أكثر...
لجين: هيييي أنت... لا تظن إنك تزوجتني... يعني إنك بتلمس شعرة مني... لا وربي... تحلم إذا كان هذا تفكيرك...
ابتسم وهو ناوي على شر... جلند ما يخلي الشيطنة وخاصة إن لجين تستفزه بعفويتها... ونسى كل قراراته إنه يصارحها بحبه...
جلند: أممم ... بصراحة أنت زوجتي...حلالي... يعني يحق لي...
لجين: تخسي إلا أنت....
جلند: ههههه ...تدرين لي حقوق أكثر وأكبر من لمسه...
حمر وجهها... وصرخت بعصبية وهو يشوف شفايفها ترتجف: أنت... أنت...قليل الأدب...
قرب منها وهو يدور حوالينها...
جلند: مقبولة منك لأنها ملكتك... تعالي ... ليش تبعدين؟ ما باكلك...
غضت على شفتها... ولفت يسار ويمين...تدور المفر... ابتسم أكثر على شكلها الخايف... قال خليني أعاقبها على كلامها الجارح...
مسكها من يدها وهي تحاول تهرب... لف يدها ورا ظهرها وهي ترتجف من الخوف...
همس بصوت شرير: هذا إنتي صرتي محرم لي... يعني بنفذ كل حرف من تهديد قلته من قبل...
نزلت دمعه من لجين بعد ما قدرت تكبت دموعها...
بكت وهي تبكي: أدري تبي تطلع حرتك فيني... بس أعرف إني أكرهك... أكرهك... أكرررررررهك... وما يشرفني أكون زوجة لك...
كبت جلند إلي فقلبه... وعجبه منظرها وهي تتلوى بين يديه تصارخ عليه... يدري مو هذا كلامها إلي ينبع من قلبها... عض على شفايفه يكبت موجة ضحك... راح تكون حياته من يوم ورايح فيها طعم... طعم غير ولجين جزء منها... ابتسم ببرود وبعدها ضحك شوي...
جلند: تعجبني...عصبيتك...شراستك...وخوفك مني...أنتي إلي أعلنتي التحدي... لكن تذكري أنا مروضك وأنت فرسي... وما راح أخرج من حلبتي وإلا وأنا المنتصر...
تركها فجأة...وخرج من الباب...واقفه ...مو مستوعبة أي شيء صار ... ارتعشت... فجلست على الكنبة... تحاول تستوعب شو إلي صار بالضبط...

* * * * *


{{ نهاية الفصل الثالث عشر...
نلتقي عن قريب... بدأت بكتابة الفصل إلي بعده..}}

محبتكم عالدوام:زهـprimroseـوور...

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 15-05-09, 12:29 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بكم... جيتكم بكير هالمرة... أعذروني عن التقصير...

وهذا البارت بين يديكم...

..
*
..
*
..





(((((((((((((((الفصل الرابع عشر))))))))))))))

~~**البعد اصبح رغبتي..**~~

منتديات ليلاس
لبست عبايتها... ولبست شيلتها ولفتها على وجهها مثل ما سوت هدى... وتبعت الجدة مريم لخارج البيت وين ينتظرهم وليد مع أبوه... طبعا وليد وخالد حضروا الملكة كأن ما في أي شيء صار... خالد كان هو إلي أعطى الفكرة... اما وليد فكان مرغم بعض الشيء... وهذا مو سهل... بس داس على حقده ورضخ لأمر أبوه... وهو فالنهاية ماله إلا أبوه وجدته والخنساء حبيبته...
كانت الجدة تمشي وماسكه بيدها يد الخنساء... والخنساء ما أحد همها إلا خالد فحضنها والنعاس إلي غلبها... دخلت السيارة وجلست وأسندت راسها بالمرة وراحت بنومة... وليد ناظرها وهو يدخل العكازين حق ابوه لأن خالد بدا قبل كم يوم يستعمل العكاز...
قال وليد: يمه... الخنساء...
قاطعته الجدة وهي تعرف عن شو يبي يسألها: انا مو قلت لك لا تحاتي (تقلق)... الخنساء طول الوقت كانت جنبي والله يخلي مزون... ما قصرت...
ابتسم خالد ووليد يركب: شو سوت مزون؟!
ضحت الجدة بصوت خلا الرجلين بالسيارة يطالعوا بعض...
قال وليد: شو يا يمه السالفة؟!
تكلمت الجدة بصوت مفعم بالحياة وهي تحكي لهم عن مزون... وكيف عينت نفسها الحامي للخنساء... أنفجروا الأثنين بالضحك... ولما سكتوا بعد شوي ناظروا بعض... كانوا من زمان ما ضحكوا بهالشكل... من زماااااااان... تنهد وليد وناظر من المراية للخنساء إلي بدت تفوق على صوت ضحكهم... منتديات ليلاس
قالت بعبوس: ليش تكلموا... صوت... عالي... خالد نايم... أنا تعبت خلاص... أبي... نام...
ابتسم وليد بكل حنية وهو يناظرها ترجع تسند راسها وتنام... مرت لحظات صمت طويلة... قطعتها الجدة بصوتها السلس يدعي ويكثر من الدعاء... بعدها وصلوا للبيت ووليد ما قصر ساعد أبوه لما كانت الخنساء بنفس الوقت تتسحب وترتمي على كنبة من الكنبات بالصالة بعبايتها...
رجع وليد للصالة وشاف الجدة تحاول تقوم الخنساء... وطبعاً الخنساء عاندت وتمت بمكانها...
وليد: يمه روحي إنتي نامي... انا بقومها...
الجدة: إن شاء الله يمه... يلا تصبح على خير...
وليد: وإنتي من أهل الخير...
لف وليد للخنساء وإلي كانت الشيلة ملفوفة عليها... جلس جنبها وهو يبتسم بكل حنية... كانت بنفسه رغبة كبيرة إنه يحميها... إنه يحاول يطلعها من هالوهم إلي عايشه فيه... جلسها بسهولة وهي تهمهم وتهذي بكلام مو مفهوم والدمية لازالت متشبثة فيها... فتحت عيونها وناظرته بتعب... شال الشيلة والعباية ورماها على جنب... مرت عيونه عليها من فوق لتحت وهو يناظر مظهرها... قالت له هدى إنها أشترت للخنساء ثوب وإنها هي إلي تبي تزينها... وهو وافق طبعاً... بس ما درى إنها بتكون بهالجمال البريء... طفلة بجسد إمرأة... هو الوصف الصحيح لها...
قالت الخنساء بنعاس: أنا أبي... نام...
ابتسم وليد وقال: أوكي يلااا قومي معي نطلع لجناحنا... تبدلين ثوبك هذا... ما يصلح تنامي به...
ناظرته الخنساء وعاندت تقوم... ورجعت تغمض عيونها وهي تلف الدمية لحضنها أكثر: لا... تعبت... ما أبي... فوق...
تنهد وليد ومرر يده على خدها يحاول يعيش حلم ضايع... الخنساء تكون صاحية وبألف عافية وهو يبدا معها حياة جديدة... بس الظاهر ماله نصيب من الفرح...
الخنساء وهي فاتحة نص عين قالت: ليش أنت... ضحكت... أول... بعدين... سويت كذا...
وعبست تقلده...
ضحك وليد وهو يشوفها تعفس بوجهها... وقرب منها وهو مسحور...
همس لها وهو يرجع لحلمه القصير الضايع: أحبك... ودووم كنت مجنون بحبك... من وانا صغير حتى وانا بهالسن... أعشقك... وأعشق هواك... وطاريك... وفقدانك هز كياني... ما أبي إلا ترجعين لي الخنساء... الخنساء القديمة الشجاعة... القوية... الحنونة... أرجوووك أفهميني... حالتك هذي هي عذابي... عذابي يالخنساء... عذابي...
سكنت الخنساء فجأة... سكنت ووليد يلمها لحضنه... من قبل كانت تعيش حياة... وكان هو فيها...
..منتديات ليلاس
"حسيت بثقل براسي... آلآم حادة فجسمي... حاولت أفتح عيوني لكني ما قدرت... لذا رجعت لعالم الظلام..."
"رغم تحقيرك لتربيتي... أنا أشرف من كلمة الشرف نفسها... وما كنت راح أرضى لهذا الإنسان أو غيره يجيني... لأني بقتل نفسي قبل لمسة تنحط علي..."
" ابتسمت أسخر من شكلي... حمادة قص شعري بغباء وأبوي عفس خريطة وجهي..."
"طلع من بوكه صورة أعطاني إياها متردد... ارتعشت شفايفي... لكني ...ابتسمت... هذي الطفلة أعرفها...أعرفها زين... هذي أنا..."
"مثل كل مرة جاني بالليل... كان يكح ويمشي بضعف... ومثل عادته جلس على حافة السرير وباس خدي... قال لي بصوت مشبوب بالندم: آآه... يالخنساء... ســـ ...سامحيني يا بنتي... سامحيني... سامحيني... الندم ياكلني... ياكلني..."
" 26-8-2007 ...الساعة 8 بالليل...تاريخ هاليوم راح ينطبع بذاكرتي دوم... مستحيل أنسى هاليوم إلي كان بالنسبة لي طعنة قاسية دمرت كل شيء..."
"مشيت مثل المسحورة وحطيت يدي المرتعشة على الدفتر... ووقعت... كنت أحس نفسي وقعت على ورقة إعدامي... وهو أصلا من متى كان قرار الإعدام من قرار المعدوم؟؟!"
"كل إلي سمعته كلمة مثل السم سرت فشرايين دمي...(( مــــــــــــــــــات...مــــــــــات...مـــــات...مـات)) ..."
"بديت أنتفض من الألم... حتى ما قدرت أتمالك نفسي وصرت مرة أمسح على وجهي... ومرة ألوي شعري بيدي بكل قوة... ومرة ترتعش يدي وأحضنها لصدري... أنيني يصرخ بوجع... وتأوهي ينسمع صداه... ينسمع صداه... "
"صدااااه..."منتديات ليلاس
..
سحبت الخنساء نفسها من وليد وهي تتلوى من الألم إلي عصف براسها... وقف وليد مستغرب من صراخها إلي إنبعث من سكونها وهدوئها...
همس: الخنساء... شو فيك؟!
ما درت الخنساء شو تهذي... إلا إنها حست بفراغ بين يديها... ودرت وقتها إن خالد مو بين يديها... صرخت وشهقت...
الخنساء بألم: خالد... خاااااالد... ولدي... خااااالد...
تنهد وليد ولف يمسك بالدمية إلي نستها قبل لحظات... ومدها لها... مسكتها بين يدها وحضنتها... كان الكحل سايح على خدودها... وشكل مجرى من دموع سودا... تألم وليد... وهو يناظرها تحضنه وتهمس له... مسكها من يدها وهي ما هي معه... تتشبث بخالد... وهو يجرها بكل حنية وخيبة أمل لغرفتهم...

* * * * *

صوت الموبايل يرن... ترررررررررررن...تررررررررررررن...
دفنت لجين راسها تحت المخدة... كانت تعبااااااااااانة مررررره ...ومو قادرة حتى تفتح عينها...
سكت الموبايل...وتنهدت... وفجأة...ترررررررررن...تررررن...
لجين بكل تعب: آآآآآآآآآه...
فتحت عينها بصعوبة... وقامت شوي... واسندت ظهرها للمخاد وراها... كانت الغرفة ظلااام... فتحت نور الأبجورة... وهي تفرك عينها...ناظرت الساعة... كانت 3 الفجر...
لجين بصرخة قصيرة: من هذا التعبان إلي يتصل فهذا الوقت؟؟
مسكت الموبايل... وردت... صمت طويل... حتى سمعت صوت جلند... صوت مشاكس صاحي مية بالمية...منتديات ليلاس
جلند بحيوية: ألووووو... وينك؟؟؟ كل هذا نوووم؟؟
لجين بعصبية: شو تبي؟؟
جلند يستفزها: أفأ... هذا أول اتصال بينا بعد الملكة... المفروض تنتظري مكالمتي على جمر...
عصبت... صفرت... ودخنت...
سكرت الموبايل... وطفت الأبجورة... وتوها تحط راسها على المخدة يرجع يتصل...
لجين: نعم؟
جلند: ليش سكرتي؟
قالت بنذالة: أممم أخوي أنت شكلك غلطان... لا عادي ما في داعي للأسف أخوي...كلنا نغلط... العفو ومع السلامة أخوي...
وسكرته للمرة الثانية... وهذي المرة قفلت الموبايل كامل... وقبل ما تنسى ...سحبت خط التلفون الثابت بغرفتها... ونامت...
.منتديات ليلاس
.
كان محمد عازم جلند على الغدا... وبما إن سلمى وبنتها نشوى كانوا متكلفين وشايلين هم هالعزومة طلعوا مع السواق وراحوا للسيتي يتغدوا... وتركوا محمد وطلال لوحدهم... جلند وصل ولجين لحد إلحين ما نزلت... قام طلال مستأذن وطلع لأخته فوق... طبعاً لجين بدت دراستها فكلية خاصة... تصميم أزياء... وكانت منكبة على كتاب... داسة أنفها فيه تحاول ما تشوف الساعة وصلت لكم... سمعت صوت الباب ودخل طلال...
طلال مستغرب: إنتي لحد إلحين ما بدلتي...؟!
لجين بقهر: ما أبي أنزل... ما أبي أتغدا...
طلال بعصبية: لجين... بطلي سحوة ودلع وأنزلي...
لجين: لا ... بذاكر... مشغولة... عندي إمتحان بعد يومين...
طلال عصب وتركها طالع: أوووووف... كيفك... عنيدة... بس تحملي إلي يجيك...
نزل طلال وراح للسفرة... وهو يحاول يفسر سبب رفض أخته وجودها مع جلند على إنه دلع لا أكثر... يحس نفسه بهالتفسير إنه يتغابى بس شو بيده يسوي...
محمد: ليش ما نزلت معك؟
طلال مقهورة من أخته: تقول بتذاكر... عندها أمتحان...
عصب محمد: لا حول ولا قوة إلا بالله...
وناظر جلند باعتذار... قال جلند بابتسامة شاقة الحلق: معليه خالي ...خليها بكيفها... أكيد تستحي ما تعودت على فكرة إني زوجها...بطلع لها لما أخلص من الغدا... بعد إذنك يعني...
محمد بإبتسامة: بيوصلك طلال لها... منتديات ليلاس
طلال ناظره بنص عين وقال: أشوفك ما خذ راحتك؟!
جلند أبتسم وقال: أكيد ترا قالوها... كل شيء مسموح فالحب والحرب...
ابتسم محمد وقال: الله لا يغير عليكم... يلااااا سمو وكلوا...
أبتسم جلند وقال بنفسه: أنا يا لجين تسكري الموبايل فوجهي؟! أنتظريني بس شو بسوي فيك.. كان ما بهدلتك وراويتك العين الحمرا...
قال بصوت خفيف وهو يناظر الأكل: يلااا بسم الله...
.
.
دق الباب بالخفيف دقتين ودخل... حاول يأخر طلال شوي علشان يكون معها لحظات قبل لا يطلع طلال...
لجين متمدده على السرير والكتاب مغطية فيه وجهها... قالت بدون لا ترفع الكتاب عنها...
لجين: أسمع...إذا جاي تقنعني أنزل لـجلند ...فما راح أنزل... فلا يبح صوتك...
جلند: وإذا جاك هو مخصوص لحد هنا؟؟؟
قفزت بعد ما سمعت صوته...
لجين بتوتر: آآآآآآه ...يا قليل الأدب... ما تستحي أنت...؟!
ناظرها بمكر وهز راسه وابتسم: لا...
لجين بعصبية: أخرج... أخرج أشوف...
رمته بالمخاد أول ومسكهن...بعدها بالكتاب...ومسكه... وتوها بترمي الموبايل وكان هو جنبها...يمسك بيدها...
جلند بنرفزة: لجين؟؟؟ اسمعي إذا كسرتي الموبايل ما راح أشتري لك واحد ثاني...منتديات ليلاس
حست كأنها طفلة ويهددها أبوها... عصبت ورمت الموبايل على السرير...
صرخت بقهر: أكرررررررررررررررررررررررهك...أكرررررررررررررررررهك...
جلند بحلاوة: هههههههههههه... وأنا أحبك...وأمووووووووت فيك...
سكتت مرة وحدة...وناظرت فيه بشك... وكانت ضحكته هي إلي خلتها تتأكد إنه يضحك عليها ... ما أتوب أنا؟! ما أتوب؟! هذي المرة الثانية إلي أطيح نفسي بهالكلام الغبي...
همست: قليل الأدب...ما تستحي... ومغرور ...
قاطعها وهو يوقفها على رجولها ويضحك أكثر...
جلند: معليه مقبوله منك... بمشيها لك...بس إذا سمعتها مرة ثانية تحملي إلي يجيك...
صارت تحاول تسحب يدها منه... وهو ما تحرك منه شعره...
لجين: بذبحك...بيكون ذبحك على يدي...
حنى راسه وصار خشمه على خشمها... وبنعوووومة همس...
جلند بجرأة: على قلبي أحلى من العسل...
صار تنفسها سريع... وهي تحاول تضبط دقات قلبها المجنونة... ارتجفت شفايفها وما قدرت ترد عليه بكلمة... تحس بأحساس حلوه وتكره تعترف لنفسها إنها تكن له شعور فقلبها... بس تكابر...وتذكر نفسها بالتحدي إلي رسمته لنفسها...لما اكتفى من بعثرت بقايا عقلها ...رفع راسه وشد عليها علشان يطلعون...
جلند: تعالي ننزل تحت... عندك أمتحان بكرة... جيبي كتبك معك...
لجين: لا...
رفع حواجبه وقال يتأكد: نعم؟؟
لجين: لا... لا... لا...منتديات ليلاس
عض على شفايفه وقال بابتسامة ماكرة: أمممم...عندك أفكار ثانية؟؟ والله أنا اليوم كلي لك...
ارتجفت وقفزت تشيل كتبها... وتهرب لباب الغرفة...
لجين بربكة: خلاااص بذاكر... بذااكر... أعرفك بطفرني...
جلند ضحك وهو يتبعها: ههههههههههههههههههههههههههههههه...
لقوا طلال طالع لهم وهو بالدرج... ناظر أخته إلي كانت محمرة ومقهورة... مشى قدامهم للصالة وهو ساكت... كان محمد جالس يناظر التلفزيون... وطلال جلس يشغل نفسه بالجريدة بكتاب أو أي ورق قدامه... المهم يدس أنفه بالكتاب... لأنه من يوم ما تهاد مع أبوه علشان نشوى... صار قليل كلام ومتباعد... شاف لجين جلست على كنبة طويلة وفتحت كتابها... جلس جلند جنبها...
همس حتى ما يسمعوه طلال ومحمد: أممم...تبين مساعدة؟؟
لجين: لا...لا... بس وخر...خليني أذاكر...
جلند باستنكار: ذاكري ...حد ماسكك؟؟
همست من بين أسنانها: والله... والله إذا ما جبت درجة زيينه فالإمتحان... ما تلوم إلا نفسك... وخر...
كانت ردة فعله إنه ضحك وتم بمكانه وقال: لا... على قولتك "مو موخر"... يلااا ذاكري... طلال يناظرنا بعيون حادة...
همست لجين: تصرفاتك الشاذة... كأننا مالكين من سنتين... مو من أمس بس...
ضحك جلند وقال: عادي... ناظري خالي محمد... أحسه عادي ما يشوفني زودتها... منتديات ليلاس
لجين: إلا زودتها... أبعد... أبعد وخليني أذاكر...
ضحك وما رد عليها... يدري يضغط عليها...صحيح... نفسها عزيزة عليها...ما ترضى ترضخ لأحد... وهو متأكد إنها تهتم فيه إذا ما تحبه... بس يحتاج للوقت حتى تحبه مثل ما يحبها... آآه يحبها... ويعشق كل شي فيها... يدري إنها طفلة فذاتها... ويحب شقاوتها... وبكذا عاهد نفسه يحميها... ويهتم فيها.. ويتحمل كل كلمة جارحة منها...

* * * * *

(بعد يومين...)

وليد جهز قبل يومين عزومة أو صدقة بما معناها... وهذا بسبب شفى أبوه خالد... عزم كل أهله وعائلته... وكل الضباط معاه بالعمل... وهذا غير معارفه وجيرانه... لبس ثوبه وقبل لا يلبس مصره... خرج من غرفة الملابس لأنه سمع صوت تكسير... شاف الخنساء واقفة على جنب وهي ماسكة دميتها... كانت تناظر زجاجة عطر تكسرت وتناثرت فالمكان... رفعت أنظارها له وأشرت على الزجاج...
همست بخوف: هي... كذا... طاحت... أنا... طاحت... وحدها...
شاف الخوف بعيونها... أستغرب لحركتها... حاول يهديها... قرب منها...
وقال: مو مشكلة... أبعدي... منتديات ليلاس
ناظرت الخنساء للزجاج المكسور... وكأنها حست بالذنب لأنها السبب... نزلت بكل عفوية على الزجاج وصارت تلمه... ما كانت أبد مهتمه بالزجاج إلي يخدش ركبتها... وصل لها وليد بلحظة ومسكها من كتفها وبعدها عن الزجاج...
قالها بصوت معصب شوي: الخنساء... مو قلت لك أبعدي؟!
وناظر ركبتها المخدوشة... وهمس بألم: ركبتك أنخدشت...
الخنساء كانت تركز على ملامحه المتضايقة... تضايقت بالمرة وزعلت لأنها السبب بزعله وضيقة... جلسها عالسرير...
قال: لا تتحركي... بروح أجيب معقم وستيكر...
وهو راح من هنا الخنساء ناظرت الزجاج المكسور بذنب... رجع وليد للغرفة وعقم خدوش ركبتها... وقام بيروح لكن الخنساء مسكت يده... ناظرها حيران ورجع جلس جنبها...
تكلمت الخنساء بتقطع: عطر وليد... الخنساء تحبها... أبي شوي... بس هي طاحت... طاحت وحدها...
ناظرها وليد لحظات... ومد يده لخدها...
همس بصوت متأمل: ليش تحبين عطري؟! عطر وليد؟!
ارتخت ملامح الخنساء الزعلانه وبدت تحس بالراحة... لأنه مو متضايق وزعلان... منتديات ليلاس
قالت تبتسم بكل حلاوة وعفوية: لأن... خالد... يحب... عطر بابا...
التوت ملامح وليد للعبوس... كل ماله يبي يحصل جواب يدل على إن الخنساء القديمة بترجع... أو يبي بس لمحة ترجع له الأمل... يتفاجأ بالخنساء تطعنه بأجوبتها إلي جايه من عالم بعيد... بعييييد عن عالمه... تنهد وسند جبينه ليده فترة... والخنساء رجعت تناظره تتسائل عن سبب هالضيق... وقف وليد بسرعة وهو خايب الأمل... نظف المكان من الزجاج ورجع شايل مصره من كتوفه... وبدا يلفه بطريقة آليه وماهرة حوالين كمته... ونساها... نسى الخنساء وهو فعالم ثاني شارد يفكر بمخططات وأوراق تروح وتجي بباله...
الخنساء جلست بعيد تناظره بعيون وسيعه... هي السبب فضيقه... إلحين بس تأكدت... ويمكن كانت كذا من قبل... بس...
..
"حاولت أنزع فيك هالقسوة لكن مادريت إن ذاتك أنزرعت من جذورها بهالقسوة...وتذكري فالأخير إن جزاك يا أمي عند رب العالمين..."
"تذكر إنك مو بمهمة عمل... أنت مو سجاني حتى تأمرني وتصرخ علي..."
"ما عدت بحاجة حتى أذكر كلمة "أمي" بقاموسي ... لأنك ما قد هالكلمة بالنسبة لي... تطمني أنا تزوجت... تزوجت مغصوبة... وبكذا أنتي مو ملزومة فيني... لكن تذكري إني... حملتك مقدار كل دمعة تنزل مني... وهي على رقبتك ليوم الدين... موتي قريب... قريب بشكل ما تتوقعين... وأنتي إلي بتمشين على نعشي... أفرحي... وأستبشري... لأن وليد بدا بكل جهل... يـــغـــسلنـــي"منتديات ليلاس
"مشيت مثل المجنونة حوالين البيت أحاول ادور على مدخل وأنا حافية... بس الأبواب كلها متسكرة... ما راح أستسلم هالبيت فيه ريحة أبوي..."
" أرجوكم... أرجوكم إلا وليد... سوا فيني إلي تبون ما عدا ترموني على هالوليد... أكرهه... إهاناته مثل فحيح الأفعى... وإتهاماته مثل لسعة العقرب... أكرهه... "
"زواجي منك ما كانت رغبة فيك... وحطي فبالك إني داري عن أخلاقك الوسخة...أنتي مجرد مسؤولية من عمي المرحوم لا أكثر ولا أقل...."
"بكيت لأن تأكد لي إلحين إني وحيدة...إني بلا سند...بكيت لأن عزتي وشموخي أنجرحت وأندمت بكل قسوة... وبكيت لأول مرة إني عاجزة لأني خرساء..."
"وتكورت على نفسي... أعذب نفسي بإهانات وليد ... انتفضت من البرد... أحس ببرد بأطرافي...أحس بأحاسيس مو المفروض أحس بها..."
" أنا مو جارية عندك ...إذا قلت لي إرمي نفسك فالنار أرميها..."
"أنت صممت قناعاتك... ورسمت مصيري معك... نخوتك... شموخك... شهامتك... كل هالمعاني هي السبب بهالمعمعة إلي إحنا فيها... أنت بقسوتك وسخريتك وإهاناتك... قتلت المشاعر إلي أنذبحت وأندمت... وصدقني... صدقني إن مصير ي عندك هو الفناء...غسلتني وأنتهيت... وأنت على أستعداد بابتسامة تترتعش لها الشفاه حتى تكفني... تــــكــــــــــفـــنــي... تـــكـــــــفـــنــي يا وليد..."
..
نزلت راسها ليدها وضغطت عليها بكل قوة... بكل قوة تحاول تهدي العواصف إلي تتدفق براسها... دمعت عينها من الألم ونزلت عيونها لحضنها... ناظرت الدمية... ناظرتها بكل حنية... نست ألمها بكل سهولة وهي تبوس الدمية... وتولي جل إهتمامها لخالد... خالد الوهمي... إلي هو بس محتاج لها...
.منتديات ليلاس
.
هدى: الله يخيك لجين أطلعي للخنساء... أختاري لها لبسة وأهتمي فيها... قبل شوي وليد نازل...
ابتسمت لجين وهدى تهمس لها وهم بالمطبخ... حتى ما يسمعوها الجارات إلي كانوا يساعدونهم فالقهوة والشيل وغيره... طلعت لجين بهدوء وهي تفكر إنها غلطت أكبر غلطة لما وافقت تسوي الملكة والخنساء ما زالت على حالها... بس لأن حالة الخنساء ما تبشر بالخير كان الحال مفقود الأمل...
كانت تمشي وهي تفكر... ما أنتبهت للشخص إلي صدمها... أو صدمته... ما فرقت إلا لما رفعت راسها وشافت جلند يوازن طولها حتى لا تطيح...
بالمرة لجين شالت يده ورمتها عجنب... وبانت العصبية فوجهها...
همست بعصبية: هيييي أنت ما تستحي... وإلا مو قادر على فرقاي جاي تحضني قدام العالم والناس؟!
أنفجر جلند بالضحك: هههههههههه... وإنتي الصادقة يا حبيبتي مو قادر على فرقاك...
شهقت لجرأته وهمست: صدق ما تستحي...
ابتسم بخطورة: والله لجين صرت أكره كلمة "ما تستحي"... تصوريني كأني منزوع الحياء... وعاد إذا سمعتها منك مرة تحمليني عندها...
لجين ما أعطت كلامه أي إهتمام: أنت ما تخوفني بتهديدك...
جلند يناظرها بمكر ويبتسم: أكيد؟؟
بغيظ كملت... وهي طبعاً مترددة: أيوه...
وزادت بقهر وهي تلوي شفايفها: يلي ما تستحي...
ما حست إلا وهي مثبته على الجدار... وجلند مكتف يدها... يبتسم بشرررر...
جلند يقلب عيونه: صحيح؟؟ منتديات ليلاس
خافت بجد... جرأته تفوق الوصف...وهي ما قدها...
لجين بخوف: لا...لا... أنا غلطانة وحقك علي...
جلند إبتسم بانتصار: متأكدة؟؟
لجين بقهر: أيوه...أيوه...متأكدة...
سكت جلند... ورجع يقول فجأة: يلا أريدك تراضيني...
فتحت عيونها على وسعها: شو؟؟
رص على كلماته: تـ..را..ضيـ...ني...
لجين بدون مبالاة تحاول تفلت منه عن يشوفهم أحد: بشو؟؟
قرب خده منها: أممم تكفي بوسة...
شهقت: يلي ما تـ....
خلى يده على شفتها يقاطعها... وابتسم: رجعنا؟؟
نفضت يده عنها... وخلتها على كتوفه ...ودفعته عنها... تركها بإرادته... فنسلت من بين يده ... وشردت...
جلند ضحك بحلاوة: ههههههههه... تعالي... وين رايحة؟؟
لجين ووجها محمر: الخنساء... تنتظرني... بعد عني يلي...
ومشت شوي وهمست قبل لا تطلع الدرج بكل تمرد: يلي ما تستحي...
وتركته وهي تشوفه أسند ظهره للجدار ويضحك... وقلبها طبووول... طبووول من المشاعر إلي أختلطت ببعضها... ما تدري هو شو يحاول يثبت لها بالضبط؟!

* * * * *

كانت الخنساء مستانسة وهي تسمع مزون ومازن إلي كانوا يسولفوا لها عند باب المطبخ... طبعاً ما يقدروا يبعدوا أكثر لأن الحوش الأمامي والمجلس الخارجي متروس رجاجيل... أما الصالة والمجالس فتضج بالحريم... سمع مازن صوت جلند ينادي عليه... وقف وطلع للحوش...
أما مزون فقالت: الخنساء... أقولك... تعالي نروح المسبح... تعرفي اليوم وليد مشغل كل اللمبات بالبيت... والمسبح طالع روووعة... مازن خبرني... منتديات ليلاس
قالت الخنساء وكأنها تفكر: بس ماما هدى... قالت... لا حوش...
مزون بلحظة تمرد: يوووه ماما دائماً تقول كذا... يلاااا خلينا نروح ونرجع بسرعة...
وقفت الخنساء بسرعة... أعجبتها الفكرة لأنها تبي تخرج من هالأجواء المزحومة... عدلت تنورتها المفروشة البنية وقميصها البيج والحزام إلي معطنها ذوق عالي... لفت شيلتها بعد ما أمنت دميتها لمزون... ومشت وراها للمسبح... قعدوا عشر دقايق يناظروا المكان... كانت أصوات الضجة تجيهم مثل الهمس... والخنساء نست نفسها وأنكبت تحضن خالد وتهمس له...
سمعوا وقتها صوت مازن ينادي على مزون: مزوووون... وينك؟! تعالي بابا يريدك...
مزون بلحظة تناست الخنساء وتقافزت لمازن إلي كان معصب إنها ما تجاوبه... وراحت وراه... أما الخنساء فتنهدت لحظات ولفت تبي ترجع للمطبخ... إلا إنها سمعت صوت وليد... صوته دوم يبث فيها الأمان... لفت تدور عليه... وما حصلت نفسها إلا وهو مواجهة لوليد وشاب يعادل سن وليد وكان هذا بدر... ما كانوا ملاحظينها لأن وليد كان معطنها ظهره وبدر مواجه له بس وليد مغطي عليه...
بدر: ومن متى هالكلام صار يا وليد؟! أنا ما قلت ما تسوي أي شيء بدون إستشارتي؟!...
وليد: مجرد بحث يا بدر...
بدر بعصبية: بحث بسجلات وبيانات قانونية... ما يحـ...
قاطعه وليد بجمود: أنت أدرى إني ما بوقف ساكن وأنتو لحد إلحين مو قادرين تحددوا مكانه...
بدر بتنهيدة: تدري إننا راقبنا... قلبنا شقته فوق تحت حتى نقدر نحدد وين بالضبط يختبي هالإنسان... بس طلع مو هين... لأسابيع مختفي بس صدقني بالنهاية بيطلع... منتديات ليلاس
وليد قاطعه هالمرة بإنفعال: مو هين... غبي... متخلف... مجرم... ما يهمني أنا... مستحيل أنتظر طلوعه من وين متخبي مثل الفار... أنا بنفسي إلي راح اوصل له...
وصرخ على بدر بإنفعال أكبر وأكبر: وأنا أنا يا بدر إلي راح أخذ بثأر ولد وزوجتي... أنا... وأنت ما تقدر تمنعني...
مسكه بدر بعصبية تعادل عصبيته: وليد... أنت صديقي... أخوي... أخوي قبل لا تكون صديقي... أخوي إلي ما أرضى إنه يرمي نفسه بالمشاكل و...
قاطعه وليد بصراخ خشن وهو يضحك: ههههه... بدر أنا... أنا تخاف علي من هالمجرم؟! ما تدري إني بشغلي عايش المخاطر؟! وما فرقت... ما فرقت أبد...
وسحب يد بدر منه ورماها وهو يقول بقهر: إلا لا... فرقت... فرقت إن هذي زوجتي... وولدي... ولدي خالد... إلي مات... مات وترك أمه هايمة بدنيا غريبة...
كان بدر يبي يرد عليه لو إنه لف على جنب وطاحت عينه عالخنساء... ما كان يعرفها فسكت وناظر وليد وبعينه سؤال من تكون هذي حتى تتجول بالبيت وتتسمع لهم؟!... وليد أول ما شاف عيون بدر عليه وعلى وراه لف يشوف الخنساء واقفة وهي تمسك بدميتها خالد...
ومثل أي شاب عنده نخوة مشى وليد مدهوش للخنساء...
سألها بالهمس: شو تسوين هنا؟!
الخنساء بتقطيع وهي تناظره وكلها خوف لأن ملامحه ماتبشر بالخير: أنت... أنا... عند مسبح... سمعت أنت... أبي...
وسكتت لما امتدت يد وليد لزندها وسحبها شوي وهو يقول: تعالي... أرجعك داخل البيت...
كان مقهور ومو حاس بتصرفاته وسحبها شوي بمفاجأة حتى إن دميتها طاحت من يديها... وقفت فجأة وسحبت يدها...
رجعت لوراها وهي تشهق: لاااا... خالد... ولدي... طاح...
ومسكت بالدمية كأنها تحس بألمه... ناظرت وليد وهي عتبانه... ما كان همها العصبية والغضب على ملامحه...
قالت بزعل: أنت... طيحت خالد... خالد يصيح... أنت ما تعرف؟!
وصارت تبوس خالد وتهدهده بكلمات حلوة... وليد حس بالخجل لأن بدر كان متابع لكل الموقف رغم إنه بعد عنهم... رجع وليد بدون شعور ومسكها يبي يدخلها داخل... وهالمرة بعنف...
صرخت الخنساء وهي تدفع يدها عنها: آآآآآييي... عورتني...
رجعت وراها بعناد وهي ترفض تتحرك وراه... عرف وليد إنها بتعانده إذا أستمر بهالأسلوب معها...
قال بكل هدوء قدر عليه لو إن صوته مازال جامد وبارد: الخنساء... تعالي... ندخل... الدنيا برد وأنتي ما راح تستحملي هالجو...
ناظرته الخنساء... كان صح تحس شوي برد... مشت شوي معه بس كأنها تذكرت ولفت لوراها...
أشرت على بدر وقالت فجأة: وهو... ليش... أنت هنا... برد... أدخل داخل...
بدر تحمرت خدوده ونزل راسه طول الوقت عيونه كانت تجوب بعيد عنهم... بس يسمع صوتهم وكلامهم... وتأكد وقتها كثر المعاناة إلي عايشها وليد... وليد ما قدر يستحمل ومسكها أكثر وضغط عليها بعنف... يدري مو قصدها... بس... بس...
وصلوا عند المطبخ... الخنساء من ألم يدها دمعت عينها وهي تحاول تفلت من بين يديه...
الخنساء بتمرد باين على وجهها: آآآيييي... يدي...
تركها وليد وقال بعصبية: الخنساء أنا مو قلت لك من قبل... الحوش ما تجينه؟!
الخنساء قالت بعناد: أيوه... بس أنا مسبح... كنت أبي... أشوفه...
خفت حدة وليد... ما قدر يلبس قناع الغضب وهالبراءة كتاب يقراه بعيون الخنساء... تراجع وتركها بدون كلمة إضافيه... أما الخنساء فاهتزت شفايفها... عصبيته تألمها... ما تدري ليش كانت مرة تخاف من عصبيته... وليش كانت سبب فآلامها...
..منتديات ليلاس
" شعور غريب أنتابني وأنا أحس بيده القاسية تمتد لطرحتي وتنزلها... شعور غريب أنتابني وأنا احس بنظرته مشتته والدنيا صارت خرسا... "
" إنت يا وليد جرحت المشاعر وأدميتها... وأنا ما عاد فيني شعور طيب إتجاهك... الكره هو إلي يسري فشراييني...وأنا أدري إني ألعب بالنار..."
"وأنا ...أنا مسحيل أتعايش مع هذا الشيء... مستحيل... مستحيل..."
"أدري عن لعبتك التافه هذي... لكن إنتي سألتي نفسك إنك قدها هاللعبة أو لا؟؟؟"
"أكرهك... أكرهك... أتركني... إنت ناسي إن الدم إلي يسريي فشراييني دم أمي؟! "
"ما زلت عايف المستعمل... عايفه... بس... والله لذوقك من القهر إلي يسري فيني... من ألم الشرف المطعون إلي راح يحرق صدرك..."
" بنظرة غضب مكتوم...مسك كتوفي بإيد شرسة... يهز فيني... روح من الضيم تداعت...وتجرد... من قيم...دعوها فسالف الزمن... بالأخلاق... وأتخذ... من العنف... صديق... ضيفه ...وأضافه... في قاموسه..."
" بكيت ...على جنين ... يدعوه بالمشاعر ...بأكثر الأساليب قسوة... جهض... و توسلت له ... يرأف...بمخلوق...هو يتيم...قبل كونه...وحيد ...
لكن وليد صم أذنه الغضب... وعمى عينه القهر... وأخرست فمه الإهانات..."
"ظلم... ليلة سودا... وحيرة... وندم على تسرع... وعيون دامية..."
"عيووون داميــــة... داميـــــة".......
..
حست بألم... هالمرة كان يزيد ويزيد... هالمرة غير... غير عن كل المرات... غير عن كل المرت... صارت تدور بكل جنون حوالين نفسها لحد ما أرتمت على الأرض... مشت تتسحب للجدار تستند عليه... كان المكان هادي بشكل غريب... تشبثت بالدمية وحضنتها تستمد طاقتها منها... من حبها لخالد... ونست نفسها لحظات...

* * * * *

((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصري أحرف مطمورة بين طيات الورق, primrosse, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية