لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-09, 10:10 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم...

هذا الفصل الثامن... أرجو يكون على قد إنتظاركم...
.
.


(((((((((((((((((الفصل الثامن)))))))))))))))


~~**رويتكي من ماء عيني...**~~


بعد أقل من ساعة...

وقفت قدام المرآية جامدة وشاردة... أناظر الجرح إلي على رقبتي وإلي لاحظته إلحين... وآثر صفع وليد على خدودي... غمضت عيوني... وشريط أحداث الليلة تمر علي وتألمني... تألمني وتزيد قلبي طعنات...

وبلحظة ضعف...........
طحت على ركبتي... وبكيت... بكيت وشاهقت... وأنا أسند جبيني على الدولاب... ما دريت يالخنساء... مادريت إن بك هالقساوة... هالجمود... هالضحكات اليائسة المجنونة... مادريت إنك بلحظة تجردتي من الشفقة... من التسامح... من التعاطف... وكله... كله... لأن وليد أخذ حقه...
:آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه....
ضميت يدي لحضني وأنا أحس بدوخة... أحس بالدوار بسبب البكاء إلي ما وقفته... وليد صح أخذ حقه... لكن أبقى أنا أنطعت منه... أنطعنت بأنوثتي... أنطعنت بكل قسوة ووحشة... ومستحيل... مستحيل أسامحه... مستحييييل...
: آآآآه...
حطيت يدي على فمي أكبت هالشهقات والآهات... كفاية يالخنساء... أكبتي هالبكاء وهالشهقات... البكاء ماراح ينفعك... ماراح يصلح الوضع... مديت يد مرتعشة أغرسها على شعري وأنا أتأوه وأبكي وأرجع أستند عالدولاب... كفاية هالدموع... كفاية...
سمعت صوت وراي... وبقيت مثل ما أنا أحس ببرودة الخشب على جبيني... أكيد هو... أكيد جا يطلب السماح والغفران... يطلبه لأنه نادم على إنه حسب وحسب... وكان غلطان... يطلبه لأنه آذى المسؤولية إلي حملها له عمه... غريب... غريب كيف ندمه وإعتذاراته ما أثرت فيني... غريب...
وقفت شوي شوي ألملم رجولي أوقف على حيلي... وطاحت عيني على إنعكاس صورة وليد بالمراية وإلي واقف إلحين بوسط الغرفة... وبسبب نور الغرفة الخفيف وجهه ما بين... ما أهتميت له... ورجعت أناظر الجرح برقبتي وأنا أجلس عالكرسي... سحبت دولاب أدور على مناديل أو أي شيء أنظف فيه هالجرح...
وما حسيت إلا بيد أنحطت على كتفي... رفعت أنظاري له من المرآيه... وتعلقت أعينا لثواني... نزلت نظري لحظة... لحظتين... أستجمع قوتي... ورجعت أرفعها أبتسم بكل توجع... ولما حاول يتكلم سبقته...
وأشرت بابتسامة: ما بقى على دوامك غير ساعتين... تبيني أحضر لك فطور من مطبخ الجناح؟!
ارتعشت شفايفه وناظرني مشتت... ما قدر يتكلم... ولا تكلم... وقمت بكل ثقل ونسيت جرحي... وقفني لما مسكني ورجعني أجلس على الكرسي...
قال بضعف يدفن راسه بحضني: الخنساء...آآآآآه يا الخنساء... أرجوك أسمعيني... أسمعيني... أدري والله إني غلطاااااااااان... غلطااااااااااان بحقك ... لكن... لكن... أرجوك... سامحيني... ولا تعذبيني أكثر من كذا... كل ثانية وكل لحظة... أحس فيها إني قتلت نفس... أحس إني خنت عمي... خنته وهو إلي أمني عليك... هو إلي ترجاني... وبكى علشان أوافق عليك... أرجوووك ... أرجوووك... سامحيني... سامحيني...

ناظرت بشرود لشعره الأسود وهو بحضني... ودمعت عيني... أبوي بكى وترجى حتى يتزوجني وليد؟!... وليد إلي حسبني بعت شرفي وافق يتزوجني فدى لأبوي... وافق وهو مقتنع بأخلاقي الوسخة... وإلحين... إلحين... لما عرف الحقيقة... هو ندمان لأنه خان ثقة عمه... خان وصية عمه... هو ماهمه شو مقدار ألمي... همه بس إنه ندم لأنه خان وصية عمه... همه يريح باله... فخلاااااص... خلااااص يالخنساء... هذا هو وليد... ضعيف ومهزوز... كفاية يالخنساء... ريحي ضميره... وطمنيه إنه ما آذى مسؤولية عمه... ما آآآذاها... غريبة... غريبة يكون وليد بهالضعف... من يوم عرفت وليد ما تخيلته إنه بيوم راح يكون بمثل هالضعف...

ورغم كذا... قلبي ما حن... ما رحم... الحرقة بصدري ترفض... الكبرياء المجروحة إلي أفتخر فيها وليد من قبل صارت دوري إلحين... الأدوار أنقلبت... أنثوتي إلي طعنها وليد ترفض أسامح وأنسى...
مسحت على شعره ورفع راسه يناظرني بأمل... ينتظرني بلهفة كلمة تريحه...
ابتسمت بحلاوة وأشرت: وليش تبي مني السماح؟! ليش تبي مني كلمة؟! أنا قلتها لك من قبل... راح أكون لك نعم الزوجة إلي تبيها... جارية... خادمة... ظلك... أو طيفك... سمني شو تحب وراح أكون لك... أنت أشر بإيدك وتلقيني عند رجولك أنفذ أوامرك وطلباتك... وما يحتاج تعتذر لي... ما يحتاج أبدا...
أرتعش جسمه وناظرني محتار متألم... وقفت وتركته رايحة المطبخ وهو يضرب الكرسي بكل قوته...

حضرت الفطور عالسريع... وجلست على كرسي طاولة الأكل أنتظر وليد يجي...
بعد تقريبا ربع ساعة دخل وليد... كان بلبس الشرطة... شعره مبلول وجسمه مشدود والألم باين على وجهه... ناظرني لحظة بصمت وجلس مقابل لي...
قدمت له الأكل وصبيت له الحليب... ما حاول يتكلم... عرف إنه ماتت فيني الرحمة أو هذا إلي فكر فيه... وقف بعد دقايق وهو ما أكل حاجة غير قطعة صغيرة...
سألته بأهتمام: ما أكلت حاجة... تبيني أحضر لك شيء ثاني؟!
ناظرني وقال بسرعة: أريد كلمة منك يالخنساء تريحيني فيها...
ابتسمت بألم: وهذا شيء صعب مالي قدرة فيه...
عض على شفايفه بألم ولف طالع... تذكرت ومشيت له... مسكت ساعدة...
أأشر: وليد...
ناظرني محتار وعيونه بها بريق أمل...
أشرت أحبط آماله: أريدك تتصل بعمي سيف... خبره إني ما أقدر أستقبل التوائم هاليوم... أعتذر له عني...
همس: ليش؟!
أشرت أسخر منه وأنا أأشر على جروح رقبتي وآثار الضرب على خدودي: وهذا شو؟! تظن إنهم ما بيسألوني عنه؟! يكفيني الجدة وعمي خالد...
غمض عيونه يكبت موجة ألم وهز راسه موافق... وطلع...

ولأني قدرت أغطي آثار خدودي بطبقة من بودرة الخدود... نزلت لجدتي وسمعتني كم كلمة... على قولتها شو هالخرابيط بوجهي... ابتسمت لها بوجع وأنا أسمعها تتكلم عن زمان أول... وحريم أول... ومر اليوم طويل وممل علي بشكل كبير ... حتى بدون ما أشوف وليد للساعة 8 بالليل... ولأني رحت غرفتي أريح ماحسيت إلا وأنا نعسانة... وما سمعته لما طلع باليوم الثاني...

* * * * *

الأحد...
28-10-2007...
الساعة 11 بالليل...

كنت جالسة بالصالة مع جدتي وعمي خالد... وكان عمي وهو يمشي يرفع موبايله يطلب رقم على كل دقيقتين...
قال عمي: مدري؟! مدري وين هالولد...؟! ما يرد علي...
قالت جدتي وهي وحدها قلقانة: صلي عالنبي يا ولدي...
رد عمي وهو يجلس: اللهم صلي عليه وسلم... يا خالة أحس بقلق... أحس بنغزة تأكد لي إن وليد فيه شيء... اليوم بطوله من الصباح ما رجع... حتى أتصال يطمنا فيه ما أتصل...
كتبت لعمي: يمكن يكون بدوريه... أتصلت على مكتبه؟!
رد عمي: ما في من يرد على المكتب هالحين... وموبايله مسكره... حتى ربعه يقولون ما يدرون عنه...
تساءلت وين يكون وليد بهالوقت؟! عمي يقول مو من عادته ما يقول له عن تأخيره بدورياته...
كتبت: يمكن تكون دورية مفاجأة...
تنهد عمي وهو يقول بتوتر: آآآه يا بنتي... ما كنت أبيه يشتغل هالشغلة الخطيرة... بس وليد عنيد ويقول نفسي فدى وطني... وكم مرة يجينا من دورياته إما مجروح أو مضروب...
حسيت إلحين بخوف على قلق... وأنتظرت معهم نسمع خبر... حتى وصلت الساعة وحدة وتحركت جدتي بضيق...
قالها عمي: يا خالة روحي نامي وبنطمنك على وليد...
هزت راسها وهي تعبانة: حاشا لله... ولدي ما فالبيت تبيني أرتاح وأنام؟!
قال عمي يحاول فيها: أنتي تعبانة والساعة إلحين وحدة... ياللااا يا خالة... روحي نامي وبخبرك لما يوصلنا بالجديد...
وبعد ما أقنعها عمي تروح تنام بغرفتها ويطمنها على وليدطلعت وهي تدعي بصوت مسموع... دعاها زادني رهبة على أمل برجعة وليد... شعوري كان مهزوز ممزق... كنت جامدة بجلستي والخوف جمدني...
وبعد ربع ساعة حسيت بالنعاس يجافيني ونمت على جلوسي بالكنبة...

سمعت صوت يناديني: الخنساء يا بنتي... قومي...
كان صوت عمي خالد... قمت نعسانة وتذكرت...قفزت وكتبت بسرعة: رجع وليد؟!
هز راسه وقال بوجع: لا... ما رجع... لكن...
مسكت يده وأنا أحس بشيء غريب...
كتبت: شو فيه يا عمي؟! صاير لوليد شيء؟!
قال وهو يمسح على شعري: لا تخافي يا بنتي... كان بدورية مفاجأة وواحد من الحثالة غرس بصدره زجاجة خمر...
أرتعش جسمي... وبلعت ريقي... رغم كرهي لوليد ومعاملتي له يبقى هو ولد عمي... من لحمي ودمي... وحزن عمي من حزني... وحتى الوجع بعدوي ما أرضاه له...
كتبت: الساعة كم إلحين؟! ووين هو إلحين؟!
قالي يوقفني: الساعة 3 الفجر... وهو إلحين بالمستشفى... يلاااا يا بنتي روحي ألحين أرتاحي... أنتي تعبانة... بروح له الصباح وبطمنك على حالته...
كتبت: بروح معك...
قال: الزيارات تفتح العصر...
كنت بعترض لكنه قالي بتعب: يا بنتي هو كلمني يقول إنه بخير... وإذا بتجون تعالوا العصر... والصباح الزيارات مغلقة...
هزيت راسي وجسمي متكسر من نومتي عالكرسي... وطلعت أريح بغرفتي...

أرتميت على السرير أتنفس بقوة... ما فهمت مشاعري... ما فهمت خوفي... قلقي... وألمي... ما فهمت هالمشاعر... مديت يدي للمصحف أحاول أهدي دقات قلبي وأقرأ الكلمات إلي تطمني وتنساب بعروقي أنسياب الماء...
رجعت راسي وأسندته وحضنت المصحف لي... يارب يرجع وليد بخير... لأبوه وجدته وأهله... أدري إني ما زلت شايلة عليه بس ما أتمنى له يصير له مكروه... أهله محتاجين له... محتاجين لوجوده بس أنا... أنا مازلت رغم كذا متألمه منه...

* * * * *

الأثنين...
29-10-2007...
الساعة 4 العصر...

أول ما أنفتحت الزيارات بالمستشفى كنت مع عمي وجدتي بالسيارة... ولما قربنا من الغرفة دق قلبي بقوة... وخانتني شجاعتي أدخل... وقفت عند الباب مترددة... لا تسألوني عن سبب ترددي وربكتي... بس حسيت بهالمشاعر ولفيت بسرعة لوراي أدور على عمي... وأنقذني عمي من ربكتي و مسكني ودخلني معاه...
وهو يهمس بطيبة: خلك شجاعة ما فيه إلا الخير...
ودخلت شوي شوي... وشفت بالغرفة هدى وعمي سيف... وكانت جدتي واصلة له وتحضنه ومنها ماقدرت أتبين ملامحه...
جدتي هامست بدعاوي وعتاب مرة وحدة: الله يحفظك يا أبوي... الله يطمني وتقر عيني بشوفتك صحيح ومعافى... ما كان أحسن لك تهجع (تجلس) بالبيت... بدل ما ترهب هالبنت الضعيفة عليك؟! وتخليها قلقانة عليك نهار وليل؟!
ضحك وليد شوي وطمن جدتي: يمه هذا شغلي... ومستحيل أستغنى عنه...
ولف لي وبعيونه أكبر سؤال... أكيد يتساءل عن قلقي الغريب... وألتقت أعينا لحظات... أرتبكت وأنا أحس بأحساسيس مو المفروض أحس فيه... أحاسيس محظورة بالنسبة لي...
قالت هدى بدفاشة: سلمي على زوجك...
وناظرتني متوترة لأنها شافت فيني التردد والألم... تنهدت بالخفيف ومشيت لوليد بكل ثبات... كان مربط بالشاش من صدره وكتفه اليمين... أرتعشت شفايفي وقربت أكثر... أستجمعت شجاعتي وبست خده أتحمد له بالسلامة...
أشرت: كيفك إلحين؟!
همس: بخير... كيفك أنتي؟!
أشرت: بخير الحمد لله...
وسكتنا... ما كان عندنا كلام علشان نقوله... فبقيت بالظل حتى جات عمتي وبنتها نشوى وطلعتني من ظلي...
قالت تناظرني بحقارة: وهذي شو فايدتها هنا؟! ما أظـــ....
سكتها عمي سيف بصرخة فاجأتنا: سلمى والله... والله إذا تكلمت زيادة بتشوفين....
وسكتت عمتي منفوخة من القهر...
همس وليد وقال: الخنساء صبي لي كوب ماي...
صبيته له ومن باب الدور الزوجي شربته الماي...
عمتي قالت تهامس: من يشوفها يقول وحدة مهتمه فاهمة وإلا هي بالأصل جاهلة... متخلــــ...
وهنا مو عمي إلي صرخ... وليد إلي همس بشرر: عمتي الله يخليك هالكلام ما أبي أسمعه مرة ثانية...
أنتفخت أكثر وطلعت حرتها على بنتها تقول لها بصرخة: أعطيني كوب ماي...
عضيت على شفايفي... وكنت بضحك... والله موقفها ضحكني... ولما شافتني أبتسم عصبت وأحمرت ... وما شفناها إلا وهي طالعة من الغرفة ساحبة بنتها الظل...
ضحك عمي سيف وقال: تستاهل... خلها تتأدب وتثمن كلمتها قبل لا تطلقها...
: ههههههه... أمففف...
كبت ضحكتي من موقف عمتي... ولفيت لوليد ... وفجأة سكنت لما شفت نظرات وليد علي... مازال بوجهه سؤال محيره... طولنا بالنظرات وما حسيت إلا عمي سيف يتمسخر علينا...
يقول بدفاشة: هلووووو إحنا هنا... ممكن نتعرف؟!...
ضحكنا كلنا على تعليقه... ولفيت منحرجة أسكن دقات قلبي...
قالت هدى معصبة عليه: سياف أقول خلنا نطلع... نفسي بعصير ينشف ريقي...
وسحبته معاها للخارج... أما عمي خالد فقال بكل هدوء: أنا بخليكم تاخذون راحتكم... يمه تطلعين معي؟!
وقفت الجدة بصعوبة وقال: إيه يا ولدي... خلي العرايس بروحهم...
وطلعوا بكل بساطة... وبكل بساطة وقفت بوسط الغرفة وخدودي حمر من الحرج... أنا مو محتاجة أجلس مع وليد... لفيت بطلع بلحظة جنون ورا أهلي...
لكني سممعته يهمس: ما يهمك يالخنساء؟! ما يهمك تسمعي شو أخباري؟!
بلعت ريقي ورجعت أناظره وسكت ومارديت عليه...
رجع يسأل محتار: عيييل شو هالقلق إلي سمعته من جدتي؟!
ما عرفت شو أرد عليه إلا وأنا أأشر بغباء: أنت ولد عمي إذا كنت ناسي...
تنفس بقوة وشفت يده تنضرب بكل قوة على السرير يكبت قهره...
تنهدت وسألته بالإشارات بعد ما رجعت أمشي بكل بطء... أحاول أبين له أهتمامي: شو صار لك؟!
ناظرني بأسف وإحباط... وقال وهو شارد: واحد من هالحثالة فاجأني وأنا أقتحم عليهم المكان بزجاجة خمر مكسورة... غرسها أسفل كتفي...
وأشر على كتفه وأنا بلعت ريقي بخوف...
وأشرت برجفة: وليد...ليش... ليش رميت نفسك بهالمهمة؟!
مسح على شعره وقالي بصوت خفيف: أقربي يالخنساء... تعالي هنا...
وقفت مرتبكة وهو يأشر على حافة السرير...
طلب مني للمرة الثانية: تعالي...
ترددت ثانيتين... و بالأخير قربت وجلست محتارة...
قالي يمسك بيدي ويهمس: تدرين ليش رميت نفسي من هالمهمة؟!... من قهري... من ألمي... من رفضك لي ولأعتذاراتي... من إحساسي بكرهك إلي يسمني... رميت نفسي بدون تفكير...
سحبت يدي وقلبي يدق بكل قوة... وناظرت لبعيد وأنا أفكر... كفاية عذاب يالخنساء... ريحيه وسامحيه... لكن... ليش بنفسي هالقد من حب تعذيبه... حب تذويقه من كاسة الألم...؟!
رجع يقول: الخنساء... ناظريني...
رجعت أناظره وهمس بأمل: قولي إنك سامحتيني... سامحتيني على كل شيء... قوليها...
تعلقت أعينا لحظات... وابتسمت بوجع... بوجع أأكد له إني مازلت قوية... مازلت مسجونة عنده... وهو سجاني إلي ظلمني... وهزيت راسي بالرفض...
غمض عيونه يكبت موجات الألم... ويغرس راسه على السرير...
فتحها بسرعة وتنفس بكل قوة: ما عدت قادر يالخنساء... ما عادت تكفيني الكلمات...
وقفت ولفيت معطته ظهري ونزلت دمعة يتيمة لخدي... ليش كل ما رفضت طلبه تنغرس طعنات الألم بقلبي؟!

* * * * *

الثلاثاء...
30-10-2007...
الساعة 4 العصر...

استقبلت أنا وجدتي وليد عند باب البيت... كان يبان عليه ضعيف وشاحب من الألم... ويغتصب أبتسامة لجدتي وعمي كل ثانية وإلحين... وبعد ما حصل بوسات ودعاوي من جدتي...سندته مع عمي نوصل للمصعد ونطلع لجناحنا...
قال عمي يعاتب: شفت يا ولدي عاقبت كلامك وعنادك... فهالمرات سلمت... لكن...
لف وليد لعمي يقاطعه وإلي حسيت فيه هادي بشكل كبير: أرجوك يا أبوي... ما بي بهالوقت عتاب... ما أبي إلا أرتاح...
تنهد عمي وسكت... دخلنا الجناح وقال وليد لأبوه: لا تتعب حالك بنام وبشبع نوم... بس أنت لا تهتم... ولا تكدر نفسك... طيب؟!
قال عمي: وكيف ما تبيني أهتم وأتكدر؟! الخنساء يا بنتي أهتمي فيه... ما أوصيك... وهذي أدويته... إذا زاد الألم خبريني... تمام؟!
هزيت راسي وطلع هو من الجناح...
ارتمى وليد على الكنب بتعب...
أشرت له: تبيني أحضر لك شيء تاكله؟!
هز راسه بلا وقام على حيله يمشي متسحب للغرفة... وقفت بمكاني أغمض عيوني متألمة... ورجعت أفتحها أتنهد وطلعت لوليد... شفته رامي نفسه على السرير وهو مغمض عينه...
أخذت الغطا وغطيته... همس وهو ما تحرك ولا فتح عينه: ما كفاك تعذبيني بهالطريقة؟!
تراجعت بدون كلمة وطلعت من الغرفة...
.
.
تقريباً على الساعة 2 الفجر ...
قمت من نومي مفزوعة... حسيت بنغزة بصدري... ما أدري السبب وتميت أناظر السقف... وبالأخير إستسلمت وقمت رايحه للغرفة الزرقا... فتحت الباب شوي وبعدها دخلت... المكان بارد مرة... مشيت للسرير... ولاحظت بضوء اللمبه إن وليد مرتمي عالسرير بإهمال... كان نايم ببنطلون البيجامة والقميص مرتمي عالأرض... والفرشمعفوس ومرماي على جنب...
قربت من وليد ولاحظته يتنفس بصعوبة... المكان بارد وهو بدون غطا وبدون قميص... خليت يدي على جبينه... ولاحظتها حارررة مرة... عرفت وقتها إن الحمى صابته...
جلست على طرف السرير أفكر شو بسوي... أنزل وأقوم عمي أو شو؟!... بس بالأخير رحت طفيت التكيف... وجبت منشفة وبللتها وحطيتها على جبينه ...وصرت لساعة كاملة أغير له الكمادات... كان يهذي بكلام مو مفهوم أبداً طول ما أنا جالسة أناظره... وتبلل من العرق... الدنيا برد وهو جسمه حارررر... ونفسه سريع...
مسحت على شعره بشرود... رغم كل لحظة تمر علي أحس بطعنات بقلبي... لكني حاولت أكون قوية...
قمت أجهز شوربة... وأخذتها له... لاحظت من بين الأدوية إلي حطها عمي بالصالة حبوب خافض الحرارة ...كان تنفسه بدا ينتظم شوي... ضربت خدوده بهدوء أريده يقوم... وبعد محاولات فتح نص عين... حطيت وسادة وراه وهو يأن من الألم لأنه تحرك مو مرتاح...وجلست على طرف السرير مقابل له... وبدفعات صغيرة أحاول أشربه من الشوربة...
بعدها قال لي والحمى سكرته: كفاية... ما عدت قادر أبلع...
بعدت الصحن وأخذت الحبوب وأعطيتها له وشرب الماي ومنها غط بالنوم... ولساعة ثانية تميت أغير الكمادات حتى إني نمت على طرف السرير من السهر...
.
.
سمعت صوت الآذان يصدح ويعلو... وخاصة إن المكان هادي... حطيت يدي على جبينه ولاحظت إن الحرارة إنخفظت... وقمت تسحبت أصلي... ورجعت له وضربت خدوده بلطف حتى يصحى... رفرف بعينه وفتحها يقاوم النعاس...
أشرت له: أذن الفجر يا وليد...
حاول يقوم وهو يحس بجسمه متخدر... أسندته حتى يجلس...
سمعته يقول بهمس: أكيد الشاش مليان دم...
وصحيح لاحظت بقعة دم كبيرة على أعلى صدره... وأكيد السبب تحركه السريع بنومه وضيقه من الحمى...
أشرت له: بجهز لك الحمام... خذلك دوش ساخن بيفيدك وخاصة بتنزل الحرارة أكثر... وبربط لك الجرح مرة ثانية...
ما جاوبني لأن كل همه يقاوم سكر الحمى والألم...
رحت وجهزت الحمام (تكرمون) ورجعت له وأنا أسنده...
أشرت له: حاسب لا تصب الماي بالجرح...
إنتظرته لعشر دقايق وبعدها طلع وليد وهو لاف منشفة حوالين خصره ومنشفة رامنها بإهمال على كتفه ويبان عليه بدا يصحصح شوي...
أشرت له بعصبية وطلعت مني عفوية: وليد ...المكان بارد وأنت طالعة كذا متبلل...
دخلت الحمام وأخذت منشفة أكبر هالمرة ولفيتها على كتفه... ورحت لغرفة التبديل وأخذت بيجامة... طلعت له وأعطيته ورجعت للحمام أخذ مقص من الصندوق... بعدها طلعت وشفته جالس عالكنبة ولابس البطلون والقميص بيده... شكل الحركة تعبته... هزيته شوي بعيد عن كتفه... وفتح عيونه يناظرني...
أشرت له: بنظف لك الجرح...
همس: لا... بنظفه لوحدي... كفاية ...روحي نامي...
أشرت: وكيف بتلف الشاش عليه؟؟
قال بتعب: روحي يالخنساء... لا تتعبين حالك..
أشرت له بعنف: لا... أجلس ساكن علشان ألف الشاش...
وجلست جنبه بعد ما جبت الشاش والمعقم... وبديت أقص الشاش القديم وهو سكن... يمكن لأنه يدري إنه ما بقدرته ينظفه لوحده أو لأن التعب خدره... ولما فكيته فتحت عيوني مذهولة من ثغرات الجروح... بلعت ريقي متألمة...
حطيت المعقم ولفيت له الشاش وضبطته... وساعدته بلبس القميص...وأسندته ليتوضى وتركته بعدها يصلي... رحت للمطبخ... وجهزت عصير برتقال طازج حتى يستفيد من الفيتامين... ورجعت له وحصلته يطوي السجادة... ساعدته ينام عالسرير براحة أكثر...
أشرت له: إشرب هالعصير راح يفيدك...
هز راسه بتعب... كان مفعول الدواء بدا يقل ...فجلست على طرف السرير... وصرت أشربه بجرعات حتى هز راسه رافض... غطيته بالفراش وناظرته لدقايق وهو يصارع النعاس...
قال لي بهمس أرهبني: ما كفاك... حتى... بكل... نفس... باردة... تداويني...؟!
وما كمل كلامه لأنه غط بالنوم... طلعت حاملة العصير والكمادات وجلست بطاولة المطبخ... وحطيت راسي على الطاولة وبكيت... والله من كثر ما أبكي أحس بعيني تألمني... وبراسي يدوخ... والله ... ما كنت باردة لما داويته... لما كنت معاه طول هالوقت... كنت كل لحظة أحس بألمه ووجعه وأحاول أسكن هالألم بمداواته... وأهتمامي فيه... تنهدت بألم... ورغم كل إلي صار قمت وتسحبت لغرفتي ونمت...

* * * * *
.
.
((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 05-02-09, 10:13 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الأحد...
4-11-2007...

ناظرت الساعة 2 الظهر... عمي خالد عنده شراكة شركة للأقمشة هو وعمي سيف... ورغم كذا يحب يتواجد على الغداء بالبيت... عكس وليد إلي رجع لشغله بالأمس... بعد مناقشات حادة مع أبوه... رجع يرمي نفسه بمهماته وشغله... ورغم كذا ما وقفت نظرات الإعتذار منه... إلا إني مازلت بقلب متجمد... كل إلي مر بوليد هو نغزة ألم وقلق عليه لأنه يبقى ولد عمي... بس إلحين أستمديت من بعدي عنه قوتي... ورجعت أعامله ببرود وجمود...

هزيت راسي أنفض أفكاري... وقمت أجهز السفرة لي ولعمي لأن جدتي اليوم طالعة تزور أخوها المريض...

وكنت بشغلي لما سمعت صوت باب البيت ينفتح...
ناداني عمي: الخنساء يا بنتي... في ضيوف معي... ألبسي شيلتك وتعالي...
قمت وشلت شيلتي ولبستها... كنت لابسه جلابية بلون ليموني ووردي وتطريزها إبداع... ورحت لعمي بالصالة... شفت مع عمي شاب طويل لابس دشداشة سودا وبلا كمه... شعره مسرح بعناية... وكان يلبس نظارات طبية... بس وجهه ما كان غريب عني كثير... والثاني كان يلبس بنطلون وقميص أسود... وكان يلعب بموبايله... ووجهه كمان مو غريب علي كثير...
قال عمي بابتسامة: يا بنتي... تعالي... قربي لا تستحين...
مشيت لهم وقربت... وقف الشاب صاحب الموبايل بعد ما رماه عالكنبه...
وقال وعينه علي: السلام عليكم... كيف حالك الخنساء؟!
هزيت راسي بالسلام وأنا متحيرة...
وكمل عليه صاحب الدشداشة بلغة الإشارات: شو أخبارك يالخنساء؟! ومبروووك الزواج...
فتحت عيوني مدهوشة... منو هذولا... ؟! وهذا بعد يعرف لغة الإشارات...؟!
قالي عمي خالد يجاوب على أفكاري: هذا جلند أخو هدى... خال وليد...
وأشر على صاحب الدشداشة...
وأشر بعدها على الثاني: وهذا ولد عمتك سلمى... طلال...
ابتسمت بالخفيف وأنا أقول بفكري إنهم مو غريبين علي... طلعوا أهلي...
قال جلند: تفضلي يالخنساء...
وعينه تعلقت بعيني ووجهي... استحيت بسبب نظراته... وجلست بدون راحة...
تكلم عمي: جلند وطلال كانوا يدرسوا بنيوزلاندا...
وكمل طلال: بجامعة أوكلاند...
أحمرت خدودي لهالمسميات الغريبة علي...
أشرت وأنا أحس بخجل من نظراتهم: أعذروني أنا ما قد سمعت مثل هالمسميات... هي طلاسم بالنسبة لي...
قال جلند بسرعة: ما عليك من جامعتنا... إحنا خلصنا وتخرجنا... وجينا عالبلد بعد غيبة طويلة... وصلنا صباح هاليوم وقلنا نجي نشوف قريبتنا إلي تفاجأنا بوجودها ونسلم عليها...
وابتسم طلال يكمل: ونبارك لها... ونكتشف قريبتنا إلي خطفت وليد وقدرت تقنعه بالزواج...
أشرت بطيبة وأنا خجلى: مشكورين... ما تقصروا... والله يبارك فيكم... والعقبى لكم...
ترجم جلند وقال طلال يضحك: ههههههه... وليد... شيخ العزابية وتزوج... مابقى غير هالأخ إلي جالس هنا...
ناظره جلند بنص عين: والأخ إلي جالس جنبي ليش ما ذكرته؟! وإلا هو ولد البطة السودا؟!
قال طلال يتمسخر عليه: لا يابوك... وشو أبي بالزواج؟! تبني أنجلط وأموت وأنا بعز شبابي؟! زوجة تزعجني ليل ونهار... ودزينة أطفال يركضون وراي... ونعم الحياة صراحة... هذي مخليها لك يا أخوي...
ضحكت على مزاحهم الخفيف... وحسيت بعيون جلند علي وسكت بسرعة...
وناظرت عمي خالد إلي قال: إن شاء الله زواجكم بيوم واحد... أنتو أشروا وإحنا بنخطب لكم...
طلال وهو يجلس على طرف الكنبة ويقول متحمس: تصدق خالي أعطيتني فكرة حلوووة... جلند... شو رايك نتزوج خوات ؟! وقتها بينخفض سعر المهر للنص؟! خذ وحدة وأحصل على الثانية مجاناً...
ضحكت وكممت يدي بفمي أكبت هالضحكات... والله إن هالإنسان غيييير عن أمه... من يصدق إن عمتي سلمى هي أمه؟!... ونشوى هي أخته؟!
وقف جلند يضحك: ههههههه الله يقطع بليسك... أسكت بس وخلنا نروح... يلااا عمي بنترخص (بنطلع)...
وقف عمي: وشو تروحون؟! أجلسوا تغدوا... يمكن وليد بيجي هالحين...
قال طلال وهو يناظر الساعة : صحيح إحنا ما إلتقينا بوليد... هذا مدري وين يتخبى... بس مواصلين ما نمنا من...
وسمعنا صوت الباب... ودخل وليد...
قال جلند بإبتسامة كبيرة: الطيب عند ذكره...
ناظرنا وليد مستغرب متفاجأ... وطاحت عينه بعيني فترة طويلة... ورجع أهتمامه للشباب مو مصدق... يضم جلند إلي جاه...
وقال له: هلاااااااااااا والله بالعقيد... هلااااااا بالغالي إلي تزوج وما أعطانا خبر...
قال له وليد مستغرب: أنتو متى جيتو؟!
جاوبه طلال وهو يسحب جلند من حضن وليد ويحضنه: والله وصلنا اليوم الصباح... وقلنا نجي نبارك لك على زواجك السريع...
وضحك عليه يمزح: هههههههه بنبدل لقبك من شيخ العزابية لشيخ المتزوجين...
ضربه وليد على كتفه بالخفيف وهمس بفرحة بعد ما أستوعب وصولهم: ليش ما أعطيتوني خبر بوصولكم...؟! قلتوا بتوصلوا بآخر الشهر؟!
ضحك طلال وقال: إحنا خلصنا ومابقت لنا إلا الإجراءات إلي سرعنا فيها... وقلنا نسويها لكم مفاجأة... حتى أهلنا ما كانوا يدرون...
ابتسم وليد لهم وسألهم عن أحوالهم وأخبارهم وهم يرجعون للكنب... وقفت مع تنهيده قصيرة ورفع وليد نظره لي... نظرته كانت مترددة... ابتسمت ولفيت بروح المطبخ... ولاحظت وقتها جلند إلي ما فاتته هالنظرات...

زدت عدد الصحون والملاعق... ورجعت للصالة أأشر لوليد بإبتسامة مقصودة: وليد... خلي ضيوفك يقربوا للسفرة... الغدا جاهز...
ولما جلسنا عالسفرة... ناظرت وليدبإهتمام وأشرت وأنا أبتسم: تبي عصير عنب أو أكتفيت منه؟!
هز راسه وهمس: لا... صبي لي عصير برتقال...
وعرفت إنه يدري إن تمثيلتي هذي هي وحدة من مهماتي الزوجية إلي قررتها بنفسي...
وجلست كل وقتي مستمعة لسوالفهم... وإلي قدرت أتبين حب هالشابين لوليد... حتى إنهم ينادوه بالعقيد أو بالشيخ دليل على إحترامهم له... رغم إن أعمارهم بين 24 و26 إلا إنهم متعلقين بوليد... ولاحظت بنفس الوقت نظرة جلند إلي تتنقل بين وليد وبيني... غريب هالإنسان شو سبب هالنظرات؟! عرفت إنها ما نظرة أعجاب لأني تأكدت إنها نظرة فضول... أحسه مثل أخته هدى عيونه تطاردك بتساؤلات...
قاطع أفكاري طلال وهو يحكي: تدري يا عقيد؟!... أستغربت أنك مداوم... توك معرس... خذلك إجازة وروح لشهر العسل... أو حتى أسبوع العسل هذا...
ضحك جلند وكمل عليه: صحيح والله... بنشر بالجرايد إنك تزوجت علشان أصحاب الممنوعات ياخذولهم فترة راحة...
وكانت ردت فعل عمي خالد إنه عبس: إيه يا شباب أقنعوه... أنا عييت أقوله... يرد علي... ما أقدر شغلي... شغلي... يا أبوي الشغل ما بيخلص... وهذاك إلي جاك الأسبوع الماضي مو سهل...
تنهد وليد وناظرني شوي ورجع يناظر أبوه يبتسم بالخفيف: هذا شغلي... وما أقدر أسافر خارج البلاد يا أبوي... لازم أكون متواجد قريب...
هز عمي كتفه بقلة حيله ورد عليه: شو أرد عليك؟! مدري... والخنساء؟! أكيد ما سألتها وين تبي تروح...؟!
شفت وليد ينزل نظره شوي ويرجع يناظر أبوه ويرد: لا...
سمعت صوت جلند يقول: أنا عندي فكرة...
ناظرناه كلنا وكمل يقول وعيونه تلمع: شرايكم بما إنا وصلنا ومن زمان عن بلدنا الحبيب... يوم الخميس الفجر نطلع من مسقط متوجهيين للجبل الأخضر ونمر على كهف الهوته... بتكون رحلة عائلية أكثر منها أيام عسل لكم...
أحمرت خدودي ونزلت أنظاري...
وكمل طلال وهو يترك ملعقته: حماااااس... والله من زمان وأنا نفسي أطلع الجبل... أقول يالأخو وافق وخلنا نطلع برحلة حلوة بعد هالغيبة...
ناظرني وليد متردد... وسأل: شو رايك؟!
أرتعشت شفايفي... لكني هزيت راسي وأنا أبتسم... وأشرت: أنا ما رحت من قبل للجبل... سمعت عنه من جدي كثير... بس ما قدر رحت له من قبل...
ابتسم جلند وهو يقول: حلوووو... بيكون لك وليد مرشد سياحي ممتاز...
وكانت لوليد نظرة طويلة علي وبعدها قال: أوكي... تم...

* * * * *

طلعت غرفتي تاركه الرجال تحت يخططون لهالرحلة... يا الله كيف بتصرف بيومين مع وليد وقدام أهلي... تنهدت بحيرة... أحس بنظرات جلند الحادة علينا... وأكيد هدى أخته بتلاحظ الفتور بيني وبين وليد... وهذا غير عمتي وبناتها... والقهر أخواني الصغار ما شفتهم وماراح يكونوا موجودين معنا...
مشيت بأسف وأرتميت على الكنبة وأنا أفكر... ما بقدر أعترض...
وحسيت بالنعاس... تثاوبت وناظرت السقف أفكر... أمممممم... بخبر عمي يحاول مع أرملة أبوي علشان تسمح لخواني يكونوا معي... ورجعت أتثاوب... أخخخ... نعسانة وما يخلصني أروح للغرفة... ونمت...
ولأن نومي خفيف حسيت بأحد يشيلني... ما حسيت بردة فعلي ذاك الوقت... إلا إني فتحت عيني مفزوعة ورفست برجلي... وضربته على صدره أصرخ...
نزلني وليد على رجولي... كان قلبي يدق بكل قوة... أهتزت شفايفي وأرتعش جسمي... ومد يده يحاول يهديني...
يقول بتوتر: أهدي... أهدي يالخنساء... أهدي...
تنفست بقوة وأشرت: أنت شو تبي؟! أتركني... أبعد أيدك عني... أبعدها...
ناظرني محتار... ورجع يمد يده على كتفي... وكانت ردة فعلي إني قفزت ولفيت أهرب... مسكني من خاصرتي وأنا أصارعه... صرخت بوجع ولوعه حتى يتركني...
قال بألم ووجع: الخنساء... الخنساء... أهدي... أهدي... أنا ما كنت أبي إلا أشيلك لغرفتك... شفتك نايمة على الكنبة وباين عليك مو مرتاحة...
سكنت حركاتي بالتدريج... وتنفست بكل قوة... نزلت عيوني للأرض وأنا ظهري لوليد... وأرتعشت... الشجاعة خذلتني... خذلتني بردة فعلي بهالموقف... وعرفت... عرفت إني ما زلت أخاف من وليد... مازلت رغم كل شيء أخاف منه... وبكيت... بكيت لهالشيء إلي أعترفت فيه بقرارة نفسي...
لفني له وأنصدم من دموعي... أرتجفت شفايفه وهمس: الخنساء...
سحبت يدي وأشرت بوجع: كفاية... كفااااية أتركني... لا تلمسني... لا تلمسني...
وما سمع لي مسك وجهي بين يديه وأرتعشت... قال بنظرة متألمة: تبكين؟! تبكين؟! الخنساء أنا... أرجوووك... أرجوووك لا تبكين...
أشرت وجسمي يرتعش: أتركني... أتركني...
لكنه رفض وضمني له وهمس بشجون: الخنساء... أنسي... حاولي تنسي... حاولي حتى نبدا من جديد... نبدا بصفحة جديدة...
جمدت بمكاني وأنا مازلت أبكي... دريت وقتها إني بصدمة... بصدمة إكتشافي إني مازلت أخاف من وليد... وإن شجاعتي تركتني بدون أسلحة...
قال يمسح على شعري: أعيدها لك... أعيدها إني غلطان وأعترف... وما أطلب منك إلا السماح... سامحيني يالخنساء وريحيني...
فجأة تحولت شهقاتي وأنتحاباتي لضحكات ضعيفة وبعدها لعالية... يطلب مني أريحه؟!... أريحه؟!... ومديت يدي ودفعته عني بكل قوه...
أشرت بعنف وأنا أبعد عنه: تبي مني أريحك؟! أريحك يا وليد؟ليش؟! ليش؟! أنت مو مرتاح؟!... وبعدين إحنا خلاص فتحنا هالصفحة الجديدة... أنا زوجتك ولك إلي تبيه مني...
وضحكت ورجعت أقرب منه بجنون وأنا أأشر بحلاوة: لا...لا... أنسى ردة فعلي إلي قبل... ورفضي الغبي... تذكرت إني زوجتك ولك حق علي... أنا جاريتـــــ...
قاطعني بشراسه وهو يتنفس بسرعة ماسكني من كتوفي: كفاية... كفاية تذكريني بمكانتك عندي... كفاية يالخنساء... كفاية...
دفعته وأنا أصرخ بخفوت أأشر بجنون: وأنا؟! أنا لما قلتها لك من قبل... كفاية قسوة... كفاية إتهامات... كفاية جروح... سمعتني؟! سمعتني؟!
وهزيت راسي بأسف وبكل عنف: لا... لا ماسمعتني ولا لفت لي أبداً... وإلحين أقولها لك... كفاية تحاول تاخذ مني كلمة سامحتك... كفاية... لأني وحتى وبفراش الموت ماراح أسامحك... ما راح أسامحك...
تركني وكور يده وهو يغمض عيونه بألم ووجع... ورغم كذا فتحها يناظرني بنظرات مترجية ومتأسفة... أنا كنت بالسابق أكثر منك أذوق هالعذاب يا وليد... أذوقه أكثر منك... وإلحين أشربك من كاستي... أشربك منها...
عض على شفايفه وخطفني يدفني لحضنه يهمس ويهمس بإعتذار... يهمس وأنا على كل همسه أكبت رعشه ألم... لكني أبد ما كنت بموقف ضعيف... أبد... هو يحاول بهمس أعتذاراته وأنا صرت صماء... حتى حس بالهزيمة وتركني يناظرني...
أشرت بجنون: لا تحاول... أنا ميته المشاعر وهمساتك هذي ما تنفعني...
فاجأني لما ضرب الجدار بقبضته... وصرخ بوجع: أنتي ما تفهمين؟! ما تفهمين؟!
وشد على شعره بقوة ورجع يصرخ وهو يصارع الكلمات: أنا... أنا... لا... لا... كفاية... ما عدت أتحمل أكثر...
وبكل حرة طلع من الجناح يصفق بالباب... وأرتميت على ركبتي... أعض على شيلتي أكبت ضحكة مجنونة مرة... وبكاء مؤلم مرة...
ليش؟! ليش؟! صرت بهالشكل؟! أنا شو صابني؟! شو صابني وأصير بشخصيتين ممزقة؟! ليش أصنع لنفسي الألم؟! ليش؟!

* * * * *

الخميس...
8-11-2007...

تأكدت من أغراضي... وشنطتي... وليد بالأمس قالي بكل برود لازم أجهز بعد الصلاة بنطلع بعد ما يرجع هو وعمي من المسجد... أممممم ما نسيت شيء؟!... رجعت أتأكد من الأشياء... سمعت صوت وليد يناديني: الخنساء...
طلعت له وبيدي عبايتي وشنطتي... أخذ الشنطة مني ولبست عبايتي...
همس ببرود: بنطلع لبيت عمي سيف بالأول...
هزيت راسي ومشيت وراه... كان لابس دشداشه رمادية وحامل شنطتين ويمشي بكل هيبة... والبرود يحاوطه...
وهذي حالة وليد من موقفنا الأخير... بارد وهاديء وما يصارخ أبد... حتى إنه توقف عن إعتذاراته... مثل ماتوقفت نظرات التردد والأسف... وطبعاً ضحكت على هالمشاعر الباردة... تأكدت إن همسات الأعتذار كانت زايفة... وإلحين ما همه إذا أنا سامحته أو لا... وأنا طبعاً ما أهتميت... إذا صارت بينا مواقف أجرحه وأسخر منه وهو يناظرني ببرود ويطلع تارك لي المكان... وبعدين أعاتب نفسي وألومها... ويرجع المشهد يتكرر وينعاد...

وصلنا بيت عمي سيف... نزلت من السيارة وأنا أشوف الكل متجمع حوالين السيارات... طبعاً علشان إننا بنروح للجبل فأأمن يكون بسارات دفع رباعي...
كانت عمتي تتذمر: مدري ليش وافقت أرافقكم...؟! أووووف... ملل من إلحين...
قال زوجها (محمد) إلي لأول مرة أسمعه يتكلم بحدة: يا سلمى أقصري حسك... وإلا إذا تبنيا نرجع مو مشكلة عندي...
قالت لجين بصوت خفيف: لا يا أبوي... ما صدقنا على الله نطلع تبي تكنسل هالرحلة...؟!
ما عرفت لجين أبد من قبل بس لمحات عنها... هي طالبة بالثانوية العامة... هادية مرة ومزعجة مرة... وهذا على حسب المزاج...

جانا طلال يقول: هاااا إلحين أكتملنا؟!... أووووه الخنساء بنت خالي هنا؟! كيف حالك ؟! على قولة الزنجباريين "خباري ياكو؟!"... وقولة أخوانا البلوش"شوتوري؟"...
ضحكت لهالترحيب إلي فهمت نصه ونصه الثاني لا... أما عمتي أنقهرت من ولدها...
أشرت أقهرها زود: أنا ما أفهم هاللغات... ما شاء الله متعلم...
ضحك طلال يقول: والله ربعي معظمهم يعلموني... أخذ كورسات من أيام الثانوية...
وسمعت جلند يقول: الأخ قصده كان من دون ما يتعلم الأنجليزية ويفلح بالعربية... كان يكتب بآخر دفاتره كلمات بلوشية وسواحلية ويترجمها بالعربي...
ضحكنا كلنا عليهم... هالثنائي عجيب... من يوم رجع وهو ينكت ويضحك أهله...
قالت هدى وهي تناظر أخوها: وأنت؟!
ضحك جلند وقال: أنا؟! ما أعرف سواحيلي غير... خباري ياكو؟! "كيف حالك؟"... ومزوري "بخير" ... وأنتظر طلول يعلمني بلوشي...
قال طلال ساخر: لا والله هذا إلي تعرفه... عز الله فلحت إذا علمتك...
قال وليد بابتسامة: كفاية سوالف... وين عمي سيف؟! ما رجع؟!
هدى: أيوه وصل مع الأطفال داخل... يعطيهم درزينة نصايح...
وبهالوقت طلع عمي سيف والتوائم وراه... وتفاجأت لما شفت علاء وعماد وطارق وراهم... رحت لهم ركض أبوسهم... والإبتسامة شاقة الحلق...
أشرت على عمي: عمي؟! أنت جبتهم؟! كيف وأرملة أبوي؟!
قال عمي سيف: أنا ما سويت إلا إني جبتهم... وليد زوجك هو إلي أقنع أرملة أحمد تخليهم يجون معنا...
أرتجفت شفايفي ولفيت أناظر وليد... إلي كان يناظرني وعيونه تلمع...
أشرت بفرحة كبيرة ونسيت كل إلي بينا: مشكووور...
هز راسه بإبتسامة خفيفة ولف لأبوه يتكلم معاه... أما أنا أنشغلت بأخواني... فرحتي بوجودهم كبيرة... تمنيت ليلى لو كانت معنا بس للأسف هي طفلة وأمها راح ترفض بشدة تكون معنا...

وطلعنا لسياراتنا... أنا وعمي خالد ووليد وأخواني بسيارة... وعمي سيف وجلند وهدى والتوائم بسيارة... وعائلة عمتي بسيارة...
وأنا جلست ورا مع أخواني أسمع سوالفهم وهم يحكون... يسولفوا لي على كل شيء... ضحكت لمعظم سوالفهم... وحزنت لأنهم يذكروني كم مرة إنهم بيرجعوا يسكونوا بصحار...
قال علاء: الخنساء... أنتي طلعتي الجبل؟!
أشرت لا...
قال عماد وهو يضحك: إحنا طلعناه من قبل مرتين مع أبوي وعمامي... لكن الكهف يخوووف ما دخلناه غير مرة وحدة... الكهف يخوووووف...
وقلب بعينه... أبتسمت لعماد وعاتبته بنظرة وأنا أشوف طارق هادي...
كتبت لعلاء: ليش طارق هادي؟!
علاء ضحك: هذا عماد أمس بالليل يحكيله عن الكهف... أما أنا ماقلت له شيء...
لفيت يدي حوالين طارق أطمنه وكتبت لعلاء علشان يعاتب عماد ويسكت عن أخوه...
.
.
وصلنا لولاية "الحمراء" على الظهيرة... وكان بناخذ جولة على كهف الهوته لمدة ساعة تقريبا... نزلنا وإحنا نحس بالتعب من جلوسنا بالسيارة... خاصة إن الأطفال كان يركضون هنا وهناك بعد هالفرج...
وقفت مع هدى وعمتي وبناتها لما الرجال راحوا يتشاورون و يدفعون الرسوم...
سمعت عمتي تتمسخر علي: والله ونعم رحلة شهر العسل... الناس تروح أوروبا... أمريكيا... مو تجي لهالكهوف والجبال...
ناظرت عمتي وأنا رافعه حاجب...
سمعت لجين تقول لها: ماما... الله يخليك خلنا نتهنا بهالرحلة... لازم يعني هالسوالف؟!
ناظرتها عمتي بنظرة تسكتها...
وقالت هدى بفخر: الأولى بلدنا نترحل فيها وبعدها نسافر للخارج... وبعدين هالكهف والجبال متعة... وجمال ما ينمل منه...
قالت عمتي: يوووووه هدى بتصيريلنا مرشدة سياحية... يكفينا إلي بنلاقيه بعدين...
لفيت عن عمتي إلي غاظني كلامها و ناظرت للرجال وهم يقربوا مننا...
قال عمي سيف: يلااااا بندخل... وين الأولاد؟!
وجمعهم طلال وهو يقول: يلااااا بدون إزعاج وراي.... وما أبي واحد منكم ينطق بكلمة... مازن... خلي مزون بأول السيد هي البنت الوحيدة بينكم يالعفاريت... يلااااا... سر...
ابتسمت وأنا أمشي مع المجموعة... كانت هذي المرة الأولى إلي أطلع فيها برحلة مثل هذي... مع أهل... عائلة... وزوج... ناظرت وليد إلي يمشي مع أبوه ويكلمه... وفجأة وقف ولف لي... قرب ومسكني من يدي ومشى قربي...
قال بهدوء: مثل ما قال لك جلند بكون لك مرشد...
أشرت وأنا أرفض أحط عيني بعينه: مشكووور...
هز كتوفه وكملنا مشي...
دخلنا من بوابة الكهف... كان المكان مضاء ويبين كل شيء فيه...
قال وليدبصوت ما يسمعه إلا أنا: أمممم... هالكهف يسمى بكهف "الهوته" وهو يعتبر ثاني أكبر كهف في السلطنة وهذا طبعاً بعد كهف "مجلس الجن"...
أشرت: ليش سموه بكهف الهوته؟
جاوبني: في قرية قريبة منه أسمها الهوته وسمي بأسمها...
وكمل: طبعاً الكهف ممكن نوصفه إنه وادي متطور... ويقولون إن البحيرة الموجودة بالكهف تمتد لوادي تنوف "بنزوى"... لاحظي هنا عند المدخل...
وأشر على صخور بألوان مختلفه... وأعمدة بأشكال مخروطية وأعمدة نازلة...
وكمل وأنا أسمعه بنهم : هذي الصخور بألونها تدل على أجيال مختلفة... طبعاً هالكهف طوروه حتى يقدروا السياح يمشوا فيه براحة... جسور ومممرات ومكتب أستقبال... تعالي بنشوف متحف صغير عن الإستقبال...
وناظرت بفضول لصخور ومعادن معروضه بالمتحف...
كمل وليد وهو يأشر: شوفي هناك فيه قاعة يسموها قاعة العرض... يعرض فيها أفلام وثائيقية... وهذيك قاعة الإنتظار وانطلاق القطار... تعالي بنركب القطار...
مشيت وراه وأنا أقل ما يقال عني مسحورة... وكنا أنفصلنا عن أهلي أنا ووليد... القطار فيه ثلاث مقصورات... وركبت مع وليد بالمقصورة الأخيرة...
مرينا أول بنفق بديع... والمرشد كان يتكلم بصوت عالي يأشر على كل شيء ويحكيلنا عنه... وبعدين وصلنا للمكان إلي أذهلني...
مسكت يد وليد وأنا أأشر برهبة على البحيرة: وليد... ناظر... فيه أسماك...
ناظرني شوي وأبتسم يقول: هذي الأسماك عمياء... لاحظي فبعضها عيون صغيرة بس رغم كذا عندها شعيرات تقدر تتوصل لأكلها... ولاحظي بعد ألوانها كئيبة لأنها تعيش فمكان مظلم...
ووصلنا لنقطة النهاية... نزلت ووليد يساعدني...
وأنا أحس بأحاسيس غريبة... فرحة على سعادة على فضول وأكتشاف شيء بديع...
قال بصوت غريب علي: عجبك المكان؟!
هزيت راسي أأكد له إني فرحت بهالمكان وتناسيت بهاللحظات أحزاني وأنا مع هالطبيعة الساحرة... حسيت براحة تغمرني... بهدنة بيني وبين وليد...
أشرت له بكل مصداقيه وأنا ما أحس بنفسي: سحر هالمكان غير طبيعي... بديع... وغريب...
ناظرني وليد مدة طويلة وبعدها ابتسم ولفني أمشي معاه وهو يقول: وبيعجبك الجبل الأخضر...

أشرت لنا هدى: وليد... الحنساء... هنا... هاااا الخنساء كيف المكان عجبك؟!
هزيت راسي بحماس وجلست أسولف لها عن إلي شفته...
قال عمي سيف: يلااا يا شباب خلونا نطلع...
قال محمد: ياللاا لازم نوصل الجبل ونسأجر شقق...
ومشيت وراهم وكنت بالفعل مسحورة من كل إلي شفته... أعجبني المكان وأعجبني شرح وليد... مثل ما أعجبتني هالراحة إلي تغمرني...

* * * * *

بعد ساعتين من طلوعنا للجبل ودوارتنا لشقق نبيت فيها الليلة... نزلت من السيارة وأنا نعسانة...
أشرت لوليد: الأولاد نامو...
قال: مو مشكلة بصحي علاء وعماد وبشيل طارق... أطلعي شوفي الشقة... وخذي هذي...
مسكت شنطتي وكمة ونظارة وليد... وطلعت مع هدى...
قالت لي: أخخخخ والله جوعااااانه بس فيني نووووم...
ابتسمت لها وأنا أتركها عند باب شقتها... كانت الشقة الأولى لعائلة عمتي... والثانية لعمي سيف وزوجته وأولاده... والثالثة لعمي خالد وجلند وطلال وأخواني... والرابعة لي ولوليد... من نعاسي ما لاحظت إلا إنها شقة بغرفتين الأولى بسرير كبير والثانية بسريرين صغار... وصالة وحمامين(تكرمون) ومطبخ... تركت الأغراض عالكنب... وتثاوبت طالعة للغرفة الواسعة... رميت عبايتي وشيلتي على الكرسي... وأرتميت على السرير وقامت النعاس... لكني ما قدرت ونمت...
.
.
وقمت بعدها وأنا مفزوعة من المكان... تنفست بقوة وقمت جالسة على السرير... حس فيني وليد إلي الظاهر كان يريح من تعب السياقة...
قام شوي وسأل: شو فيك؟!
دق قلبي بقوة من الفزعة إلي قمتها وأشرت: الساعة كم؟!
ناظرني شوي بكل بطء وقال: الساعة خمس... كنت أنتظرك تقومي علشان نتغدى...
وقام على حيله ومشى بهدوء للباب... ناظرته وأنا أغرس يدي على شعري والكسل ملازمني...
قال رافع حاجبه: يلاااا الخنساء...
أشرت وأنا أرد أرتمي عالسرير: أبي أنام...
غمضت عيوني... وما حسيت إلا وهو فوق راسي...
جاني صوته هادي: أهلنا أطلعوا للجبل... وكلهم تغدوا... وبنلاقيهم بمكان حددناه علشان نسهر الليل ونشوي...
وفتحت عين وأشرت بتعب: خلني أنام... ما أبي أطلع...
هزني من كتفي: يلااا الخنساء ما بقى غيرنا...
غمضت عيوني متجاهله كلامه... فيني تعب غير طبيعي... وأبي أنام...
همس: الخنساء بروح أجيب الغدا... وألقاك وقتها قايمة من النوم... طيب؟!
وما سمعت غير خطواته تبتعد... ولفيت على جنبي وكملت نومي... ولأن نومي خفيف فسمعت صوت خطواته...
وصوت همسه المدهوش: الخنساء؟! بعدك...
وما حسيت إلا وهو وشايلني... فتحت عيني مفزوعة... هذا وين شايلني؟!... رفست برجولي وضربت صدره...
وكلها ثانيه وأشوف نفسي تحت الدوش الدافي...
صرخت وأنا أضرب برجولي بعد ما تخرست (تبللت) بالماي... هذا شو سوا؟! ناظرت نفسي ورجعت أناظره...
وأشرت: أنت شو سويت؟!
قال وبشفايفه بسمة لأول مرة أشوفها بسمة حقيقية: أمممم هذا لأنك ما سمعتي كلامي...
عصبت عليه... ومسكت علبة صابون كانت قريبة مني ورميتها عليه لكنه قدر يبتعد... ضحك وصرخت معصبة... ومشيت له وأنا مقهورة من حركته...
أشرت: وليش أسمع كلامك؟! بكيفي أبي أنام... أنام... مالك خص فيني...
وضربته على صدره... وكملت أأشر: تبي تروح تمزح وتضحك روح لعمتك وبنتها الظل...
عبس وهو يناظرني: وليش وأنا عندي زوجة؟! تسمعني وتسولف لي...
صرخت بقهر... وأشرت: أسولف لك؟! أسولف؟! وكيف تبيني أسولف؟!
أرتجفت يدي وكملت أأشر وأنا أرتعش: تبيني أسولف لك بشو؟! بحركات يدي إلي تعتبرها عمتي مجنونة...؟! روح لنشوى وبتسولف لك بلسانها... وبلاش تبتلش بخرساء...
ضاقت عينه وهو يتمعن بنظرته فيني... وتراجع... ظنيت بيطلع لكنه فتح شنطتي وطلع منشفتي ولفها علي... وردة فعلي كانت إني رميت المنشفة وضربت برجلي من القهر... ليش أنقلبت الأدوار مرة ثانية؟! ليش صرت إلحين أحس بالخوف؟! وليش وليد أحس فيه هادي بشكل غير طبيعي؟!
أشرت بكل عنف: أنا أكرهك... أكرهك... روح لها وريح قلبك...
ومشيت للسرير وأرتميت عليه متجاهلة إني خرسانة بالماي...
شفته يشيل المنشفة ويجيني للسرير... ورجع يلفها علي...
قال بهدوء: بتمرضي إذا ما بدلتي ملابسك... الجو هنا بارد بالليل... تنزل عن الدرجة العادية بالظهيرة بـ 10 درجات...
حاولت أتخلص من يده لكنه أصر...
صرخت وأشرت: شو تبي أنت؟!
ناظرني بنظرات طويلة وهمس بصوت مشجون: ما أبي إلا تمنحيني فرصة... نقدر فيها نبدا من جديد... أنتي شفتي التوافق بينا لما كنا بالكهف... حياتنا ممكن تكون كذا وأكثر إذا منحتيني هالفرصة...أعذري فيني القساوة والألم إلي شهدتيه مني... أعذري فيني التسرع وأرحمي الندم إلي يسري فيني...أرجوك ما أبي منك إلا كلمة سامحتك نابعة من هنا...
سكنت حركاتي بلحظة صمت... وزادت دقات قلبي سرعة وهو يأشر على قلبي...
وكمل وهو يضمني: أبيها نابعة من قلبك...
وليد رجع لإعتذاراته؟!... رجع لها...؟! بعد البرود إلي ظنيته يعاملني فيه رجع لإعتذاراته؟! لكن... لكن... أكيد كل هذا علشان هو يرتاح... يرتاح...
بعدت عنه وسألته مسحورة بالهدوء الغريب وأنا أحس بقلبي مدموم: ليش تكرر أعتذاراتك؟! ليش؟! كل هذا علشان يرتاح ضميرك من جانب وصية أبوي؟!
زاد ضغطه علي وهمس: من قال؟! من قال يالخنساء؟! من قال إني ما أبي إلا أريح ضميري؟!... أرجوك كفاية... عتاب... كفاية آلآم... وكفاية جروح... أنا كنت غلطان بحقك ونادم... تدرين شو يعني نادم؟!
دمعت عيني... وأنا؟! أنا أحس نفسي إني مشتته... أبي أسامحك لكن... لكن... هزيت راسي وكبريائي المجروحة ترفض...
غرس يده على شعري وسند جبينه بجبيني يهمس: أرجووووك... أرجووووك يالخنساء... إذا مو لي هالسماح فلعمي... لعمي إلي سوا المستحيل قبل موته علشانك...
أرتعشت بين يديه وأنا تدمع عيني أتذكر أبوي... أبوي إلي بكى... وترجى وليد علشان يتزوجني... سبحان الله سوى هالشيء وبنظرته إني بقدر أشوف طريقي وأتلمسه بالظلام مع وليد... أبوي ما أختار أي أحد غير وليد... ورغم إنه يدري أن وليد شافني فبيت خالي إلا إنه هو إلي أختاره أبوي لي... كانت هذي حكمته ورغبته... وكانت هذي رجاويه ووصيته...
مسح على دموعي وهو يكمل: الخنساء...؟! ممكن ننسى؟! ممكن نبدا من جديد؟! ممكن نحط كل آلآمنا ورانا؟! ممكن يالخنساء؟!... ممكن؟!
نزلت أنظاري لتحت وأنتحبت... وما حسيت إلا وأنا أقرب من حضنه أبكي... أبكي فقد جدي... أبكي موت أبوي... أبكي نبذ أمي لي... أبكي جروح أنوثتي المطعونة... وأبكي أطالب براحة ولو كانت قصيرة... ولو كانت قصيرة...
قال بهمس يبعدني ويسأل مترجي بلهفة... يترجي كلمة مني: الخنساء...؟!
تأوهت بصوت مسموع وهزيت راسي ودموعي تسيل... أهز راسي موافقة... أهز راسي وأطلب هدنة ولو قصيرة مع السعادة...
زاد تشبثه فيني وهمس بأذني وأنا أحس بصوته مشحون بالمشاعر: هذا هو الحل يالخنساء... صدقيني... صدقيني نقدر نبدا من جديد... بس... خلني أكون... لك... محل ثقة...
محل ثقة يالخنساء...
محل ثقة......

* * * * *
.
.
{{ نهاية الفصل الثامن... وأترجى مثل ما عودتموني رأيكم ونقدكم...
قراءة طيبة وممتعة...}}
.
.
تحياتي المحبة: زهوووور...





للي ما يعرف شو معنى أسم جلند
{{هوأسم معروف عندنا بعمان... (((ههه خاص للعمانين)))
جلند "بضم الجيم" ومعناه الرجل الصلب القوي
كما ان آل الجلندى هم من ملوك عمان قديما... يعني معنى وتاريخ كاشخ...}}

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 13-02-09, 09:44 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

(((((((((((((((((((الفصل التاسع))))))))))))))))


~~**أين ترتحلين تسكن النبضات..**~~



الذكرى الأولى}}... كانت ألم بالنسبة لي...
جونو ... فقد جدي... ونبذ أمي لي آلمني... أخذ مني كل فتات أفراحي... صار الحزن هو سيدي...و البكاء هو ونيسي...
..
و عشت بين ... صرخات الصمت}}...
ضياع ونبذ جابهته من أبوي بكل شجاعة... وخالي ما ترك لي خيار... جرحني بشرفي... وصدمني بأفعاله...
..
و... من بين آهاتي و آهاتي}}...
أنتشلني أمل مجروح من شهامة أبوي... عشت منبوذة بينهم... وما لاقيت إلا الذل من زوجة أبوي... والجحود من أهلي...
..
وبلحظة....
تسجل شريط حياتي...
هو بقسوته... بشراسته... بقوته... بهدوءه... وشهامته... سجلها...
..
أخفض أجنحتي}}... منعني أطير وأحلق لبعيد... وثقني فيه وشد على الوثاق... وختمني بختم خاص به... وصرت ملكه...
آلمني... أوجعني... وهز كياني... أتعبتني مواجهاته...وأرقتني...
..
وبليله حالكه... قرر مصيري...
شال معوله على كتف... وحملني بين يديه... ومشى بكل برود وهدوء لمصيري...
غسلني بدموعه}}
..كفني بأضلعه}}
..ألحدني بينه وبين أطواق الياسمين}}
...رواني من ماء دمعه}}
ونزف دمه...
تركني أتخبط وحدي... وترك للضياع مصيري... إلا مو للضياع...
للقبر...
..
وبلحظات...
أنتشلني... يصافحني... وينفض الألم عني... ويرويني من الأمل...
حسبته يفتح جروحي... ويزيد ذرف دمعي... ويقتل كل نبض فيني...
لكن...
زرع بنفسي شعور غيير... شعور صعب علي فهمه... وتركت للقدر تسميته...
طلب مني أسامحه... أفهمه... نفتح صفحة بيضا ونسطر حروفها بأنفسنا...
ووافقت...
وافقت...أنتظر منه بلهفة بداية تسطير أول حرف بهالصفحات...
...
..
.
((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 13-02-09, 09:46 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بعد مجرد دقايق...

تنهدت بكل بطء... وأنا أحس براحة تغمرني... سكنت دقات قلبي المتسارعة... وجفت دموعي على خدي... رفعت راسي شوي شوي... وألتقت أعينا بأسئلة كثيرة... أسئلة رميناها بالوقت الحالي نحاول ننعم بهالراحة والإستقرار إلي لأول مرة يجمعنا...
غرس يده بشعري وأجبرني أناظره...
قالي يبتسم: مو كفاية هالدموع يالخنساء؟!
مد إبهامه يمسح دمعاتي... ويهمس: من يوم ورايح ما أبي هالدموع... كفاية إلي ذرفتيه...
خجلت من نظراته الجديدة إلي سارعت من دقات قلبي... وحاولت أبعد من حضنه... لكنه مسك يدي...
وكمل يقول بلهفة: صدقيني قرارنا هذا هو عين الصواب...
هزيت راسي مترددة...
رفع ذقني وقال: يلااا بدلي لبستك وتعالي المطبخ... بيصير غدانا عشا...
أشرت له بتوتر: إن شاء الله...
وطلع تاركني... وقفت أسكن دقات قلبي الجنونية... ما فهمت أي مشاعر تتضارب بقلبي إلا مشاعر الراحة والهدوء... وإلي أكثرها همتني... وقفت على حيلي وأخذت لي تنورة خضرا خفيفة لنص الساق... وبلوزة بأكمام ضيقة لونها أبيض مع بنطلون أبيض... سرحت شعري وأسدلته ... ترددت شوي وبعدها أخذت كحل أخضر وجلوس وحطيته بتردد... تعطرت وطلعت بكل ربكة للمطبخ... ترددت أدخل بس بالأخير وصلت عند العتبة... شفت وليد جالس على الكرسي يناظر بشرود ويده على ذقنه...
لاحظني وابتسم إبتسامة أربكتني... إبتسامته لي شيء مختلف... أسعدتني مثل ما أربكتني...
قالي: أقربي الغدا برد...
ومن ربكتي جلست على حافة الكرسي...
لاحظ ربكتي وأخذ ملعقته يقول: يلااا سمي بالله...
وأنغمس بأكله... أما أنا فمسكت ملعقتي وتجرعت ريقي وأنا أناظر الأكل... أخذت آكل من السلطة وشوي من الرز وتحاشيت صالونة (مرقة) الدجاج...
كنا نلملم الأكل الباقي لما قال وليدوهو يناظر ساعته: الخنساء... أكيد أهلنا يسألوا عنا... يلااا خلينا نطلع...
وهو عند الباب لف لي وقال: أيوه صحيح... لا تنسي تاخذي لك الجاكيت... الجو بالخارج بارد...
طلعت وراه وأخذت عبايتي وشيلتي ولبستهم ومسكت الجاكيت وشنطتي بيد وطلعت لوليد بالصالة... كان هو لابس بنطلون أسودوقميص أرزق... وجاكيته على يده...
ابتسم: يلااا مشينا...
.
.
كان الظلام يغطي المكان فما قدرت أتبين معالم الجبل بوضوح... وقفنا بعدها عند منطفة صح موحشة بظلامها لكنها خلابة...
قال وليد وهو يأشر على مكان أهلنا: هذي المنطقة تسمى "حيل المسبت" ... وهنا المكان صح بارد بس بديع... وطبعاً هالمكان مناسب الواحد يسهر ويشوي فيه...
حسيت بالبرد أول ما نزلت من السيارة... أخذت الجاكيت ولبسته... وليد قال هالمكان بارد تنزل درجة الحرارة لـ 5 درجات تحت الصفر بالشتاء... وحتى بالصيف توصل درجته لـ 10 درجات... وأنا من إلحين أحس بالبرد...
حسيت بوليد وراي... ولف يده على كتفي وضمني شوي له...
قال يبتسم: يلااا نمشي لأهلنا...
كان الكل متجمع حوالين النار إلي مشعلينها... نار خذت مساحة حتى يشوون فيها ونحس بالدفء منها... وحسيت بقمة الحرج لما تركزت نظرات أهلي علينا...
قال طلال يغمز: هاااا... المعاريس وصلوااا أخيراً...
وعاد تعالوا شوفوني شو صرت... تخبيت من الحرج ورا وليد...
قال وليد يبتسم: أركد بس... أقول جلند مو كأن هالنار محتاجة زيادة خشب...
قام جلند وهو شايل موبايله وعينه عليه: تمام... بدور هنا وهناك...
وقف طلال ومشى وراه وهو يقول: وأنا بجي معاك... يا أولاد تعالوا بتنفعونا شوي...
وقاموا الأولاد تلحقهم مزون وهي تصارخ تضرب رجول طلال... ليش لأنها بنت وهو يناديهم يا أولاد كل مرة... وجلست أنا جنب هدى ونشوى ولجين...
قالت هدى تهمس بنص عين: أممممم... أشم ريحة حدث طازج... أشبعوا فضولنا يا عرب...
ضحكت بصوت عالي... ولفوا لي أهلي... أبتسموا كلهم عدا عمتي إلي ناظرتني بتقزز وبنتها نشوى إلي كانت عيونها مشتته علي مرة وعلى وليد مرة...
قالت عمتي تهامس: عظمة تطبق لك فبلعـــومك...
ما أحد سمعها غيري بحكم إني خرساء وحاسة السمع عندي أفضل من البقية... وطبعاً سمعها زوجها الجالس جنبها وعمي سيف...
وقف محمد قبل لا يصرخ عمي سيف وقال: سلللمى... قومي أشوف... أريدك بكلمة راس...
أسود وجهها... ووقفت ماشيه وراه...
ناظرها عمي سيف بنظره مغتاظة وقال: صدق لسانها تبرأ منها...
ورجع لاف لي وهو يقول: هااا الخنساء شو إلي يضحكك؟!
ناظرته شوي وأشرت: ما في شيء... بس هذي زوجتك أذتني أبعدها...
قرصتني هدى على يدي وهي تهامس: أنا مأذتك؟!... أقول ياللاا تكلمي... ما فيش حاجة يختي بتتخبى علي...
رجعت أضحك وأنا أأشر: لا... ماراح أقول لك... بس صدقيني ما كنت سعيدة بحياتي قد هاليوم...
رفعت أنظاري لوليد إلي عيونه كانت مسمرة على وجهي الضاحك...
نزلت راسي وسكنت...
قالت هدى تهمس وبعيونها دمعة فرح: الحمد لله... الله يديم فرحتك وسعادتك مع وليد...
أشرت: وكيف عرفتي إن سعادتي هي مع وليد؟!
ابتسمت وعيونها تلمع: يا ماما أنا محدش قدي... أدري... أدري وبس...
ابتسمت أضحك عليها: أكيد تدرين مو خالتنا العجوز؟!
رجعت هدى تقرصني وهي تقول: أنا عجوز يا بنت؟!... محد عجوز غير زوجك...
ضحكت بقوة وأنا أحاول أبعد عنها... ورجعت أناظر وليد وهو مازال يناظرني...
قال وليد فجأة: هدى أتركي زوجتي لحالها...
رفعت هدى صوتها شوي وقالت: يالله يا زمان أول... كنت خالته... وإلحين هدى حاف منتف...
ضحكنا عليها... وقال وليد: ومن متى سميتك خالتي؟! أصغر مني بسنتين وتبيني أناديك خالتي...؟!
قالت بغرور متصنع: ولوووو خالتك... وبتناديني خالتي...
ضحك عمي خالد وقال: من يومكم صغار وهو يرفض يناديك خالتي جيتي على وهو بالثلاثين تبينه يناديك خالتي؟!
وكمل عليه عمي سيف: لاااا وبعد لما تزوج...
قالت هدى منغاظة: خلاص... خلاص... ما نبيها... وأصلا أنا بعدني بعز شبابي...
قال عمي سيف يأيدها: وهي الصادق...
ضحك وليد وقال: ترى قالوها القرد بعين أمه غزال...
رمت هدى عليه كوب ورقي: أنا مقرودة؟ أنا؟! ! تمااااام يا ولد سارة... تماااااام...
ضحك وليد بصوت عالي... بصوت مشبوب بحيوية الشباب... صوت تخلخل بكياني... أناظره وأنا أحس بأحاسيس عظيمة تتراقص بقلبي... تيقظت لما سمعت صوت همس الأخوات إلا كانن جالسات على طرف الحصير (البساط)...
لجين بهمس: إييييه أنتي بسك...
همست نشوى وهي تسمر نظراتها على وليد: وشو بس؟!
لجين همست: نزلي عينك قبل لا تطيح...
ضربتها نشوى على يدها: اسكتي بس...
قالت لجين بهمس أخف ما سمعت منه غير: أتحداك إذا هو بس يفكر فيك...
ناظرتها نشوى شوي ووقفت تقول مغتاظة: أنا بمشي ورا أمي...
ومشت تاركتنا...
قال عمي خالد بحب: هااا لجين... كيف الثانوية معاك؟!
قالت لجين بابتسامة: حلووه يا خالي... الحمد لله...
سأل وليد بإهتمام: وشو المواد إلي ماخذتها؟
قالت لجين تناظرني وتناظر وليد: لا هي مواد علمية ولا هي مواد أدبية... على قولتهم علمي متأدب... نصه أدبي ونصه علمي...
وليد: وكيف الدراسة معك؟!
قالت بابتسامة: الحمد لله... صراحة أتمنى أدخل كلية الآداب وآخذ ترجمة...
قال وليد ناصح: إن شاء الله... خلك متفوقة وجيبي النسبة العالية إلي تدخلك هالتخصص... شدي حيلك بس وبتحصلي إلي تبينه...
هزت راسها: إن شاء الله... مشكورر يا ولد الخال...
وناظرتني شوي وفأجتني بسؤالها: وأنتي الخنساء ما ودك تكملين دراستك؟!
ابتسمت لها وأنا أأشر... أتعرف على لجين أكثر: لا... راحت علينا... أصلا أنا ما درست علشان أكمل...
ابتسمت لجين: بس حلووه الدراسة... أنتي بنفس عمري... 18 صح؟!... وإنتي ما شاء الله باين عليك ذكية وتعرفي معلومات أكثرمن المتعلم تقدري تمتحني وبيرفعوك...
ابتسمت وأشرت: جدي كفى ووفى... كان هو معلمي إلي ماله مثيل...
وبكذا كملنا سوالفنا أنا وهدى ولجين... وقدرت أتعرف على نفسية لجين الحلوة... ومزاحها وآرآها إلي تؤمن فيها وتحاول تقنع غيرها... وكانت هي بعد مختلفة عن أمها وأختها... صحيح خصلة من شعرها البني تنسدل على جبينها بكل جرأة لكنها كانت طيبة وحبوبة...

* * * * *

الساعة... 11 بالضبط...

بعد ما خلصوا الرجال شوي... قربت الصحون وبدينا نآكل... وللمرة الثانية أتجرع ريقي وآكل السلطة والخبز وأتحاشى المشاوي...

وقفت أمشي شوي بعيد لما كانوا الرجال يلملموا الأكل ويشربوا الشاي الأحمر...
قال لي وليد إن إلي يميز الجبل هو طبيعته الخلابة... وطبعا الجبل هو المكان الوحيد إلي تنمو فيه شجرة "العلعلان القديمة" بشكل واسع وكبير... وهالأشجار الضخمة رائحتها زكية ومنعشة وبالأخص وقت الصيف...
وقفت ورا شجرة أتمتع بالمنظر والهدوء لما سمعت وراي أصوات مميزة... لفيت شوي وشفت جلند واقف ولجين مقابله... ما كان ودي أتنصت بس هم أجبروني لما سمعت صوتهم الحاد... شكلهم يتنازعون...
لجين بعصبية: أيييييه ما أسمح لك... أنت من علشان تقولي غطي شعرك؟! إذا أبوي أبوي ما قالي غطي شعرك... تجي أنت تقولي غطيه؟! وبعدين أنا وأختي نشوى نفس الستايل... وجيت علي أنا تكلمني؟!...
قال جلند مناظرها بنص عين: أحشمي نفسك يا لجين وهذي السوالف كبرنا عليها... أنا جيت أكلمك أنتي بدل لا أكلم أختك...
ضحكت ساخرة وهي تكتف يدها: لاااااااااا والله... حلو وشو شايفني أنا؟! وبعدين طلال ولا مرة قالي هالخرابيط إلي تقولها أنت...
قال معصب من حركاتها: العتب مو عليك علي أنا إلي جاي ومكلمك... كنت أحسبك كبرتي وعقلتي... ومالك بسوالف أختك...
كنت بلف وأرجع لكني سمعت كلماته الأخيرة وإلي لفتت سمعي... ووقفت ساكنة وأنا مشتته بين أمشي وأتركهم أو أتم أتسمع...
قالت لجين مدهوشة: شو قصدك؟!
قال: قصدي واضح... وانتي فاهمته... خبري أمك بالأول... وأختك نشوى إن مالها فوليد نصيب... ولا حتى بأحلامها...
همست لجين: وأنت... أنت شو إلي يخليك متأكد؟!
قال: أنتي ما عليك وصلي هالكلام لأمك وأختك وخليهم يتركوا وليد والخنساء لحالهم...
لجين بفضول: لحظة... لحظة... أنت شو بالضبط جاي تكلمني عليه؟! أول شيء تقولي غطي شعرك... وبعدين تجي وتقولي خبري أمك وأختك يبعدون عن وليد وزوجته... أنت بالضبط شو قصدك من هالنصايح؟!
رفع حاجب: شو قصدي؟!
لجين عصبت لأنه يقهرها: يعني بالعربي يا فالح... أنت شو موقعك بهالأحداث بالضبط؟!
ناظرها جلند بنص عين: والله وأنا محترمك لأنك أخت طلال ربيعي وصديقي وأخوي... أصلك ما تستاهلين أحد يكلمك بإحترام...
من غيظ لجين شاتت حصاة صغيرة وضربت برجله... ناظرها بعصبية وكانت هي ماتقل عنه بهالعصبية...
وهمست: أحترم نفسك... ولا تقول هالكلام...
ضحك جلند وقال: وإذا قلته؟!
صرخت: بخبر طلال عن سوالفك...
وكمل جلند ضحكه: جربي... وبعدين إذا ما تذكرين طلال ما كان حلقة فبلعومنا...
أرتعشت وأنغاظت زود وجات بترمي عليه حصاة ثانية...
وهي تهامس بعصبية: أكرهك... أكرهك...
قال وهو يعض على شفته يكبح ضحكاته: ما كان هذا كلامك قبل ثلاث سنوات...
همست وشفايفها ترتجف: كنت غبية... طفلة وعمري ما تجاوز 16 سنة ...جاهلة... ما كنت أعرف إنك نذل بهالشكل... إنك بـ... بـ..
وكمل عليها: إني أتركك...
نزلت راسها شوي ورجعت ترفعه: إيوه... بعد علاقة دامت سنتين بالموبايل والماسنجر... والأكاذيب الحقيرة والتافهة إلي كنت تضحك فيها علي...
وكملت مشمئزة: وكلمتك التافهه ... بتزوجك... أتزوجك لما تكبرين... كانت كذبة دمرتني وعدت بسببك سنة من دراستي...
حسيت بالجو ما بينهم تكهرب وحتى وأنا واقفة متسمرة بمكاني...
وبالأخير تكلم جلند يقطع هالصمت: وإذا قلت لك إني بتزوجك... شو بيكون ردك؟!
حاولت أشوف ردة فعل لجين إلي وقفت متسمرة تناظره بغباء...
فجأة ضحكت : هههه... أقول يالــــ... دور لك على وحدة تضحك عليها لأني كبرت على هالأكاذيب يا حقيــــ...
همس جلند معصب: أسسسسكتي يا لجين...
وبعدها ناظرها من فوق لتحت: المهم... بخطبك رسمي من أبوك... وموافقتك أبيها إلحين...
ضربت الأرض برجلها وقالت: لا... لا... لا... إنت شو تخربط؟! شو تقول؟! تجي تعاتبني وتهددني بأمي وأختي وإلحين ترغمني أتزوجك... شو أنا؟! غبية؟! هايمة مالي رب؟!... أحلم بس تطب رجولك باب بيتنا...
همس جلند وهو يناظرها معصب: قولي موافقة وبلا هالدلع والرفض... أنا عارفك... وعارف زين إلي بقلبك...
صرخت لجين وقالت بشراسة: وليش؟! علشان تذلني؟! علشان تثبت لي أنك شهم وقد كلمتك؟! وإلا علشان إني رافضتك؟!
قال وعينه تلمع: بحتفظ بجوابي لنفسي... وصدقيني... صدقيني يا لجين... رفضك ما يودي ولا يجيب... ومصيرنا لبعض...
صرخت عليه: نذل... والله إني ما بوافق... وما في أحد يجبرني عليك...
قال يضحك بشر: بنشوف يا لجين... مصيرك بتكونين لي وما لغيري...
وما شفت إلا لجين تجري بعيد... وهي تبكي... وقف جلند لحظات يناظر طيفها... ورجع لوين ما جالسين أهلي بعد ما مسح على وجهه...
وقفت بمكاني أحاول أستوعب الكلام إلي إنقال... غريب شو سر هالإثنين؟! ما فهمت إلا قليل... أتكيت على الشجرة وجلست أفكر بكل إلي قالوه... صح كانت غلطة كبيرة أتسمع لكلامهم بس فضولي كان عذري...

: شو مجلسك هنا؟!
انتفضت بخوف... وشفت وليد واقف يناظرني... تجرعت ريقي وتنفست بقوة من الفزعة...
أشرت: الله يسامحك... خوفتني...
سألني وصوته تغير علي: كنتي هنا لوحدك؟!
أشرت أناظره: أيوه...
ناظرني بنظرات غريبة...
ورجعت أأشر: شو فيه وليد؟!
همس وهو يتنهد شارد: ما في أي شيء... تعالي خلنا نرجع إنتي بعدتي كثير...
مشى شوي ورجعت ماسكه ساعده...
أشرت: وليد...
وقف مقابل لي... وعيونه بعيوني... وبدون سؤال جاوبني...
قال بتردد: شفت جلند جاي من هالمكان و...
وماكمل... ضغط على يده وأنا أناظره بألم...
أشرت: وليد... أنت... أنت...
أرتعشت يدي وأشرت على نفسي مو مصدقة: تشك فيني؟! تشك؟!
ما تكلم ورجعت أأشر وراسي رافعته فوق: مشكووور... ما تقصر...
ولفيت عنه لكني رجعت أأشر مرة: هذي هي الصفحة البيضا إلي تبينا نسطرها...؟! هذي هي نوعية الحياة إلي تبيها تكون مابينا...؟!
قال بهمس: الخنساء... أنا ما قلت أي حاجة... لا تفسري كلامي بشكل ثاني...
ضربت الأرض برجلي وأنا أصرخ: وشو تبيني أفسرها؟! كلامك واضح... وبعدين هذا خالك قبل لا تشك فيه...
ومن قهري ضربت صدره: وأنا؟! أنا إلي عرفتها... عرفتها زين... تجي تشك فيني للمرة الثانية...
مسك يدي وقربني وهو يقول بعصبية: الخنساء أركدي... وقبل لا تقولي أي كلمة زيادة... أنا سمعت آخر الكلام إلي إنقال بين جلند ولجين...
جمدت لحظات بعد ما أستوعبت كلامه... ونزلت راسي أتجرع ريقي... يا ربي خليت نفسي بموقف حرج... وجيت لافه بهرب منه... لكنه رفض وأجبرني أناظره...
قال بكل هدوء: ومن قال إني أشك فيك؟! ما عاش من يشك فيك يالخنساء...
نزلت نظري وسمعته يغايظني: سبحان الله... كلمة مني وتستحين وتنزلين راسك... وتوك تضربيني من قهرك علي...
رفعت عيني له... وعصبت من كلامه ورجعت أحاول أضربه... لكنه مسك يدي ...
همس: والله ترى الجرح بكتفي يصرخ وجع من كثر هالضرب إلي يجيني منك...
أشرت بخوف: آسفة... مو قصدي... أنا... أنا نسيت...
لف يده على كتفي ومشينا: على قلبي أحلى من العسل بس أنتي خفي شوي...
ضحكت بخجل وأشرت: ما طلبت شيء... المرة الجاية على الكتف السليمة...
ضرب خدي بأصبعه بكل لطف وهمس: لا تتحسسين بسرعة من أي كلمة أقولها... تمام؟!
صعب إني ما أتحسس وخاصة إني لازلت خايفة من القادم... من مصيري مع وليد... من خوفي إني أعطيه ثقتي ويجي يوم وأنصدم... غمضت عيوني لحظة... إذا ما خاطرت بحياتي ما بيكون فيها أي تغير...بالنهاية هزيت راسي بخجل كبير وخاصة إنا قربنا من أهلنا...
سمعت طلال يعلق علينا: ياهوووو... في أطفال هنا...
ناظر وليد الحصير وقال: الأطفال نايمين... وإلا قصدك إنك إنت الطفل؟!
قال عمي سيف: إيوه وهو الصادق... محد طفل غيرك يا طلالوه...
ضرب طلال على صدره وقال متصنع الدهشة: أنا؟! أنا يا خالي يا عزيزي...؟! أمسكوني بس قبل لا أرطم خدودي وأشئـــ هدومي...
ضحكنا عليه وعلق عمي خالد: الله يغربل بليسك بس... من زمان وما ضحكنا كذا...
كملت هدى: إيوه والله كنا مفتقدينكم لما سافرتوا...
قال جلند بهدوء غريب وعينه معلقه على لجين إلي متخبيه ورا أبوها: وهذا إحنا رجعنا... وظيفة وكلها أيام وبنحصلها... وبنوقف على قلوبكم وبتملوا منا وقتها...
ضربته هدى على كتفه وقالت: شو هالكلام الغامض يا خوي؟! أوقفوا على قلوب زوجاتكم... شدوا حيلكم بوظايفكم وبندور لكم على عرايس...
ناظرها جلند شوي وقال فجأة: وليش تدورين عليها وهي موجودة؟!
سكتنا كلنا وناظرناه مدهوشين... أفكارنا انا ووليد وحدة لأنا نعرف من هي... لكن البقية كانت بنظرتهم فضول كبير... ولهفة حتى يعرفوا من هي...
قالت هدى بفضول: من هي؟!
سكت فترة... وتكلم وهو يبتسم لـ (محمد): عمي... هذا أنا قدامك... أنت تعرف إني يتيم ومالي إلا أتكلم بنفسي... أدري العم خالد وسيف ووليد ما بيقصروا بس أنا أتقدم بكل شرف وعزة نفس إني أكون لك سند... وأخطب بنتك لجين...
لحظات قصيرة وساد المكان الصمت...
وما سمعنا غير شهقة لجين وصرختها العظيمة: لا... لا...
وحل الصمت للمرة الثانية وإحنا نشاهد هالمسرحية الواقعية إلي أقطعت أنفاسنا...
محمد ناظرها مستغرب: لجين؟!
وكملت عمتي وهي تناظرها بنظرات غريبة: شو فيك يا بنت تكلمي؟!
تنفست لجين بقوة وهي تقول بصوت مقطوع: ما أبيه... ما أبيه وبس...
كنا نسمع بصمت... وبدون صوت... نترقب ردة فعل جلند...
وإستغربنا من جلند وهو يبتسم بكل حيوية ويقول: وشو فيني يعني؟! مزيون وكشيخ... بس علتي هالنظارات إلي ما تفارقني... وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني يا لجين؟!
ناظرناه والإبتسامة حزينة عليه... وما حسينا إلا ولجين توقف وشفايفها ترتجف...
قالت تكبت دموعها: رجعوني الشقة... أبي أرجع... أبي أرجع...
وقف عمي خالد ولف يده حوالين كتفها وضمها يقول: خلاااص إنتهى الموضوع... يلاااا شباب قوموا شيلوا الأغراض... جلند أبيك بكلمة راس بعد ما نوصل الشقة...
وبدا الكل يشيل أغراضه... لاحظت جلند واقف مع محمد وطلال ووليد قبل لا يطلع الكل بالسيارة...

بعد ما وصلنا الشقة...
أرتميت على الكنبة لما وليد طلع لـجلند... جلند ولجين قصة غامضة أحتلت أفكاري... عرفت إن أهلي مع جلند لأنه أختار كلمة هزت كيانهم... " وإلا لأني وحيد ويتيم ترفضيني؟!"... سؤال قدر فيه جلند يخترق فيها طيبة محمد... موقف ورفض لجين أدهش الكل... وخاصة إن الرفض جا بكل سرعة وهذا إلي أكد لهم إن ما بين الإثنين سالفة... لازلت مو مستوعبة إن هالخطوبة والرفض صاروا بنفس اللحظة... سبحان الله... هذا وأنا مريت بكل إلي صار لي... أشوف العجب عند غيري... الحمد لله على كل حال... حالنا أحسن من غيرنا...

* * * * *
.
.
((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 13-02-09, 09:49 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الجمعة...
9-11-2007...
الساعة 8 الصباح...

قمنا بكير بهاليوم علشان نقدر نزور القرى فالجبل وبعدها بالعصر نرجع لبيوتنا... توجهنا بالبداية لقرية "الشريجة" وهذي القرية مشهورة بالمدرجات الخضراء على الجبال... مدرجات بديعة تمتد هنا وهناك... مزروعة بأنواع كثيرة من الفواكة...
أشرت لوليد وانا أوقف جنبه أناظر هالمناظر: وليد... شو أنواع الفواكة إلي يزرعوها بالجبل؟!
ابتسم وهو يقول: كثيرة... عندك التفاح والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والتين والكمثرى والبرقوق والسفرجل وغيرها... وتقريباً موسمها بدا من شهر ويستمر لحد شهر 8... وطبعاً طعمها لذيذ وغير ... وخاصة إنها مو مضروبة بأبر أو مصدرة من الخارج...
وإحنا نطلع للسيارة صادفنا أطفال يبيعون فاكهة "البوت" (التوت حالياً)... وطبعاً وين مارحنا حصلنا أطفال أو رجال شيوخ يبيعون هالفاكهة اللذيذة...
قال وليد: نقدر نجني هالـ "البوت" من أي مكان بالجبل... هي ملك للكل وخاصة إن هالأشجار متوفرة بكميات كبيرة بالجبل...
وبعدها مرينا على قرية "وادي بني حبيب" و"العين" و "العقر" و"المناخر" و"سلوت" و"حيل اليمن"... وكل هالقرى متناثرة هنا وهناك بين السفوح... والجمال الحقيقي إلي أبهرني هو لما شفت بيوت من طين مبناية على الجبال والسفوح... بيوت قديمة بشكل حتى إني أستغربت وجودها...
أشرت لوليد وأنا مستغربة: ياربي... وليد ناظر... سبحان الله... شوف هالبيت مبناي من طين لا وشكله جاي مايل... كيف يقدروا يعيشون فبيوت مثل هذي؟! وليد... وليد... ناظر هناك... شوف هالحرمة كيف تشيل هالصينية وأغراض ثقيلة فوق راسها... وهالأطفال المساكين يرعون الغنم تحت الشمس... كيف يقدروا يعيشوا مثل هالعيشة؟!
ابتسم وهو يضغط على يدي: لحظة... لحظة...هههههههههه... شوي...شوي يالخنساء... صح عيشتهم بسيطة ويمكن نسميها متقشفة... لكن والله مثل مالاقيت مثل هذولا الناس لاقيت المتعلم والذكي ما بينهم... هذي طريقة عيشتهم وهم تعودا عليها من ولادتهم...
ومسك يدي وقربني وهو يقول: تعالي براويك شيء بيعجبك...
وأخذني ننزل تلة وهو يقول: حاسبي...
وصلنا لأربع بيوت قريبة من بعض وكان فيه مجموعة حريم بعضهم يشتغلون بالنسيج وبعضهم يلملموا ورود بقطعة قماش ويشيلوها برؤوسهم...
شهقت وأشرت لوليد: شو بيسوون بهالورود؟!
قال وليد: يعملون فيه "ماء الورد" وهذي أهم المنتوجات بالجبل... طبعاً يستخدموا طرق تقليدية توارثوها عبر أجيال وأجيال... أفضل فصل ينتجون فيه ماء الورد بفصل الربيع... لأنها تتميز برائحه زكية فواحة تنعش الواحد... بجانب ورود تنمو وتزرع بالجبل مثل الآس والزعفران والنرجس...
رجعت أأشر: وكيف يصنعوا ماء الورد؟!
ابتسم وهو يجاوبني: صعب الواحد يذكر هالمعلومة...بس ممكن أقولك إياها ببساطة... هي طريقة طريفة و ممتعة في نفس الوقت... لكن المشقة والتعب فيها لما يحاول صاحب الحرفة يحصل على ثمرة جهده على ماء الورد المقطر الصافي... وأمممم كيف يحصل عليها؟! أفضل شهر في ابريل لما تتفتح زهور الورد... المزارع أو الحرفي يقطع زهور الورد و يأخذها لمصنع إما إنه يكون مصنع حديث او قديم... والقديمة تكون مبنايه من الطين والحصى وفيهاباب صغير وهي على شكل فتحة ويوضع عليها غطا مصنوع من الفخار ويكون عددها زوجي يتناسب مع كمية الورد المصنع وهذه الحرفة تسمى "بالدهجان"...
مشيت معه للسيارة وأنا أأشر: حياتهم صعبة.. بدائية... لكن والله صدق عايشين حياتهم... بدون هم بدون أحزان...
لف لي وقال يوقفني: الخنساء...
ابتسمت أنفض أفكاري الحزينة وأشرت: ما عليك... وين بنروح إلحين؟!
ناظرني ثواني ساكت وبعدها قال: بنروح لقرية "سيق"... بيعجبك هالمكان... إبداع وجمال عجيب...

نزلنا لقرية سيق... وإلي كانت مثل غيرها من القرى لكن إلي يميزها هو السلالم الحجرية إلي تمتد للمزارع تحت... نزلنا بالبداية بكل سهولة... ووقفنا نشوف مستغربين ثمار اللوز والجوز...
أشرت لهدى: ناظري كيف يطلع اللوز من الثمرة... تصدقي هذي المرة الأولى إلي أعرف فيها إن ثمارها كبيرة...
ضحكت هدى وقالت: دائماً إلي يشوف هالأشياء بالجبل يعجب فيها ويستغرب...
قالت لجين وهي تبتسم ببساطة: تعالوا عمي خالد ينادينا نطلع...
وتقدمونا الرجال وهم يحثون الأطفال يمشون معهم... بالأخير طلعوا ومنهم إلي شايل ولده ومنهم من شايل معه ثمار اللوز والجوز...
وقفنا عند السلالم إحنا الثلاث وبدينا العد التصاعدي بالصعود... صراحة كان صعود السلالام صعب مرة وخاصة إن هالسلالم كبيرة وكثيرة...
ضحكت وأنا أشوف هدى وقفت بنص الطريق وجلست من التعب...
قالت تلهث: أوووووف تعبت... ليش نزلت؟! مو أحسن رفضت أنزل مع سلمى ونشوى...
لجين: ويفوتك إلي شفتيه؟!
وجلست جنبها وهي تلهث: بس والله تعببببب... ليتني طفلة ويشيلوني مثل مزون...
: ما طلبتي شيء... فديتك أنا بشيلك...
لفتنا لورانا وحصلنا جلند واقف يناظر لجين بكل جرأة...
وقفت لجين وصرخت: أيا قليل الأدب... صدق ما تستحي...
من الصباح والواحد منهم يتجاهل الثاني وما كان هذا صعب بس إلحين... شكل جلند بنيته أشياء وأشياء... أحس هالإنسان غامض وخاصة إني تلقيت منه نظرات غريبة بأول لقاءنا... ولازلت أجهل سبب هالنظرات إلي توقفت فجأة... والغموض الثاني هو معاملته للجين بهالطريقة...
قال يبتسم بشرانيه: والله ساكت لأنك مو محرم لي... بس صدقيني أول ما ينكتب كتابنا بردها لك...
أحمر وجه لجين وصرخت وهي تركض لفوق: اكرهك... اكرهك...
ضحك بصوت عالي وهو يقول: حاسبي لا تطيحين... ما أبي عروس مكسرة...
هدى ناظرته بنص عين وهي تلوي أذنه بلطف: جلند... تعال... تعال...أنت شو سالفتك معها؟! أمس رفضت تتكلم واليوم غصب عنك بتتكلم...
قال جلند يبعد عنها: ما في أي سالفة... ياللاااا أهلنا أطلعوا قبلنا...
قالت هدى بعصبية: جلند... لا تغير الموضوع... أمس طريقتك لما خطبتها كانت غلط... واليوم بعد طريقتك لما كلمتها غلط...
ابتسم جلند بشرود: أي غلط يا هدى؟! أنا ما سويت شيء غلط...
هدى بعصبية: وأنت ما عندك كرامة لما رفضتك قدام الكل؟! كيف ترضى...
عض جلند على شفايفه وهمس يقاطعها: أيوه أنجرحت بالصميم... بس والله حلفت أردها لها... صدقيني ما راح تكون لغيري...
ضربت هدى كتفه بكل حزن: جلند... والله لما رجعت من السفر صرت ما أفهمك... شو أنت ناوي عليه؟!
ابتسم بحزن وهو يقول: على أشياء واشياء... ولا تحاولي مو مخبرك...
ولف تاركنا...
تنهدت هدى وهي تقول: والله ومو عارفه شو صاير بهالجيل...
ولفت لي تقول بعصبية: ياللااا الخنساء خلنا نطلع... لا حول ولا قوة إلا بالله...
ومشيت وراها ونسينا تعب السلالم وكل منا غارق بأفكاره... ليش جلند يعامل لجين بهالطريقة؟! معقولة يحبها ويبيها مثل ما يقول لنفسه؟! أو لأنه رفضته لما خطبها قدام الكل؟! أو لسبب بالماضي؟!كل هالأفكار تتصارع براسي لهالإثنين إلي أثاروا إهتمامي...

* * * * *

كنت بآخر درجة لما طلعتها وأنا ألهث... وقفت أخذ نفس طويل... وأنقطع بكل قساوة لما شفت نشوى واقفة تكلم وليد... شهقت... لااااا... وبعد يكلمها تحت الشجرة... عصبت... ودخنت... وما حسيت إلا وأنا أمشي بكل سرعة لوين ما واقفين...
سمعتها تقول بكل مياعة ودموع التماسيح أربع أربع: أدري... أردي... من يوم تزوجت نسيت إن عندك بنت عمه... حتى وظيفة تتوسط فيها لي رفضت... وأدري إنها ساحرتك ومتعذب من هالخرساء... دوم كنا لبعض... دوم أسمنا مقرون لبعض... وإلحين... بسبب هالإنسانة الخرسا تركتني...
كفاااية... لهنا وكفاية... وقبل لا أشوف ردة فعل وليد صرخت بكل شراسة... وما حسيت إلا وأنا أضرب الأرض بقوة... كتفت يدي وهم يلفون لي...
ناظرني وليد مستغرب... ومتردد لثواني...
قال لنشوى: روحي ولي يعافيك لأمك... وما عندي واسطات أتوسطها لك...
وما أنتظرتها تروح... لفيت أنا بشراسة وجريت للسيارة... دخلتها وسكرت الباب بكل قوة أنسمع صداه...
عمي خالد أنتفض ولف لي: بسم الله الرحمن الرحيم... شو فيك يا بنتي؟!
وما رديت لأني كنت بأقصى عصبيتي... وشفت وليد وقتها جاي... وبدينا نرجع أدراجنا لمسقط...رفضت أرفع عيوني لوليد وتميت بهالصورة لحد ما نزلنا بمطعم وتغدينا...
.
.
حسيت بيد تمسكني بعد ما غسلت يدي... أصلا ما أكلت حاجة كله ناظرت الأكل شاردة ومالي نفس فيه...
قالي: الخنساء تعالي... أبي أتفاهم معاك...
أشرت: لا... أتركني ما في تفاهم بينا... روح للي تحبك وهايمة فيك... وبلاش تبتلش فيني أنا الخرسا الساحرة...
عصب وخاصة إنا كنا بمكان عام...
وقاطعنا وقتها علاء يقول: وليد... عمي خالد يبيك...
ناظرني لحظة وقال: هذا المكان ما ينفع نتكلم فيه... بس بنتفاهم لما نوصل البيت...

وبالفعل لما وصلنا للبيت على المغرب... طلعت ركض للجناح... وبعصبية قفلت باب الغرفة الحمرا.... وصرت أدور على الغرفة مثل المجنونة... لا... لا... اكرهه.. وأكره نشوى... بس أنا مو المفروض أبين له إني أغار من نشوى هذي... أغار؟!... شو هالتفكير يالخنساء؟! تغارين؟! تغارين؟!... إذا أنا أغار يعني هذا إني أحب وليد... أحبه؟!... لا... لا... الغيرة مو معناها إني أحبه... معناها إن وليد زوجي... ملكي أنا... مو لنشوى...
سمعت صوت طرق عالباب...
وصوت وليد: الخنساء أفتحي...
هزيت راسي رافضة كأنه يشوفني...
وسمعت للمرة الثانية صوته جاني معصب: الخنساء أفتحي الباب...
ورفضت أفتحه وأرتميت على السرير... وبعد فترة ما سمعت صوته... رحت أفتح دولابي ومن بين الملابس خرجت صندوق الموبايل إلي إشتراه لي وليد... صرت أفتح الموبايل خطوة خطوة مثل ما علمتني إياه هدى... وحاولت أعبيه عالكهرباء... حتى إني توهقت كم مرة... بس عموماً قدرت أفتحه... جلست على الأرض جلسة القرفصاء... وأنا منكبه على الموبايل... رحت الصندوق الوارد وبديت أكتب بكل بطء... يمكن لعشرين دقيقة أكتب هالرسالة (بنام... ما أبي غدا)... ولأني حافظه رقم وليد فرسلت له... فرحت بكل غباء لما راحت الرسالة... تمام يا وليد... أنا مو لعبة بين يديك... رميت الموبايل على جنب... وأرتميت على السرير...
سمعت صوت موسيقى لفيت للموبايل وشفت رسالة وصلت... كانت من وليد...
وليد: (أفتحي الباب).
كتبت:( لا)..
وليد: (أفتحي الباب يالخنساء وإلا بكسره).
كتبت: (ما يهمني... ما بفتحه).
وليد: (بخليك إلحين وأروح أجيب جدتي... لكن قسم بالله إذا رجعت وما لقيتك فاتحة الباب بكسره... وفسري وقتها لأبوي شو السبب).
ما سمعت تهديده وما أهتميت... وسمعت صوت باب الجناح يتسكر بكل قوة...
.
.
بعد عشر دقايق حسيت بالعطش قمت أفتح الباب وأنا متأكدة إن وليد مو راجع إلحين... طلعت للمطبخ وأخذت لي كوب ماي... وبهالوقت سمعت رنين الموبايل... رفعت يدي لكن ما كان موبايلي... تنبهت الصوت جاي من الصالة... وشفت موبايل وليد... غريب نسى موبايله... مسكت موبايله ومن فضولي صرت أفرفر فيه... فتحت الصندوق الوارد بفضول وأنا أجلس على الكنبة... ودخلت لأول رسالة كانت من فلان والثانية فلان... والثالثة كانت من رقم مسجل بأسم "عمتي سلمى"... وكانت رسالة شوق وورد وخرابيط وفالنهاية بين قوسين واضحين "نشوى"... أرتجفت يدي ونزلت لكل الرسايل إلي مسجلة برقم عمتي... وكلها رسايل شوق وورد... وشفت رسالة برقم غريب وأنا أنزل للرسايل القديمة... كانت مسجلة بتاريخ يوم زواجنا... لا وبعد الساعة 3 الفجر... لا... لا... هذي زودتها... صدق إنها ما تستحي... كانوا رسايل مسلسلة من هالقبيل... (أدري مغصوب تتزوج الخرساء... أتركها وأنا تحت أمرك)... (أدري مو مرتاح... صدقني مصيرنا لبعض)... (مصيرنا لبعض يا وليد... أنا ما أنتظرت هالسنوات كلها علشان بالنهاية تتزوج هالخرساء الساحرة)... (الشفقة هي الكلمة الوحيدة إلي تعزيني لأنك إلحين مو لي... بس صدقني مردك لي)...
طاح الموبايل من يدي... وتميت ساكنه بدون حراك... خرسا... وشفقة... هي الكلمتين إلي أنطبعت بتفكيري... وبكل ألم نزلت دمعة يتيمة لخدي... وتبعتها دموع صامته...

فترة تميت أحاول أقاوم بكاي... رجعت أمسح دموعي بكل شجاعة... ومسكت بالموبايل وأنا أدور حوالين نفسي أفكر بطريقة أرد الصاع صاعين لوليد... وقتها سمعت صوت الباب ينفتح...
وقف وليد وهو يناظرني من العتبة: إلحين بنتفاهم...
أشرت بعصبية: ما في تفاهم...
جاني يقول: الخنساء أسمعيني...
أرتعشت من العصبية وأنا أأشر: لا... لا... ما أبي أسمع ولا كلمة...
وغطيت أذني بيدي وأنا أهز راسي بالرفض... نزل يدي بسهولة...
وقال بعصبية: ما ينفع كذا الخنساء هذي مو طريقة تــــ...
سحبت يدي وضربته على صدره من غيظي...
وأشرت بقهر: تبي ترتاح أقولها لك... أبوي ما بيتقلب بقبره إذا رميتني أو طلقتني...
مسك يدي الثنتين وقيدهم وهو يسأل معصب: شو هالكلام؟! الخنساء...
تلويت بين يديه وأنا أقاومه... تركني لحظات يشوف إشاراتي...
أشرت بكره: تبيها روح لها... روح وريحها...وإلا أنا مو لعبة بينكم...
همس بعصبية: شو فيك؟! ليش كذا إنقلبتي مرة وحدة؟! كل هذا علشان إلي صار بـ "سيق"...
قاطعته وأنا أصرخ... وأشرت: أيوه... وعلشان الكذب إلي لفقته... تأكد بس أنا مو لعبة تحركها بيدك وترميها متى ما مليت منها...
صرخ: الخنساء... بلااا هالكلام الفاضي... السالفة أكبر من هذي...
أشرت بألم وأنا أتمسخر عليه وأضحك بقهر: أيوه أكبر... تحب أذكرك؟ تحب؟!... "أدري مغصوب تتزوج هالخرسا... أدري مو مرتاح... مردك تكون لي... أنا ما أنتظرت كل هالسنوات علشان تتزوج هالخرساء..." الكلام قريته كله بموبايلك... ولا تحاول تنكر... لا تحاول...
شفته تقرب مني ورجعت لوراي أأشر: روح لها وريحها... شكلها متعذبة من بعدك عنها... وأرتااااح أنا مو محتاجة لشفقة منك... مو محتاجة...
قيدي يدي وهو يصرخ مردد: شفقة؟!
رميت بيده وأشرت: أيوه شفقة... شفقة... وأدري أنا بهالشيء... أدري مغصوب بسبب وصية أبوي... أدري فيك تخجل لأنك متزوج من خرساء... أدري...
وكملت بكل حقد وكره: طلقني وريح إلي معذبها حبك... نشوى الكريهة الهايمة بحبك...
خطفني يضغط بيده على زندي... تلويت بين يديه وأنا أقاومه بشراسه...
صرخ يقول: الخنساء إياني وإياك تقولين هالكلام مرة ثانية... فاهمة؟!
هزيت راسي بلا... أيوه ما يرضى عليها... وتركني حتى يشوف إشاراتي... وأستغليت الفرصة ولفيت بهرب منه وما حسيت وإلا هو رامني على الكنبة... صرخت بغيظ...
وأشرت: بينت حقيقتك الكريهه... إنسان نذل واطـــ...
وما حسيت إلا بالصفعة على وجهي... صرخت وشهقت بألم... ناظرته من بركة دموعي متسمر بوقفته يناظرني... دفنت وجهي على الكنبة وأنا أبكي... شاهقت بصوت مسموع... حسيت فيه قريب مني... مسك وجهي بين يديه وأجبرني أناظره...
همس: الخنساء... أنا آسف... بس إنتي أجبرتيني...
شاهقت وأشرت: خلاااص... خلاااص أنت مو مجبور تعيش مع خرسا... طلقني وأرتاح... وروح تزوج إلي تحبها...
مسك يدي يقاطعني: ومن قال إني مجبور أعيش معك... هذا الشيء ما جا إلا برضاي... أنا بإقتناع وافقت عليك... وبإقتناع إتفقنا نبدا صفحة جديدة...
أشرت بوجع: عيييل ليش رسايلها موجودة بموبايلك؟! ليش؟!
جلسني جنبه وقال: أمسحي دموعك وناظريني... خلني أفهمك...
أشرت بنحيب: شو تفهمني عليه؟!
تنهد يقول بتعب: لما كنت توني بأوائل العشرينات... كانت عمتي دوم تعلقني ببنتها... ودوم تذكر بجمعات أهلنا إنها من نصيبي... أنا ما تكلمت بحكم إني قلت نزوة وبتنساها مع الأيام... نشوى ضعيفة ومهزوزة الشخصية وهي تابع وظل لأمها... كسرت خاطري حتى أرد عليها ومع مرور السنوات حاولت قدر ما أقدر أبتعد عن عمتي وبنتها... رسايلها هذي ما كانت إلا محاولة منها بس أنا أصدها بسكوتي... أدري المواجهة ما راح تنفع... وحتى إذا كلمت محمد... لأن المشاكل إلي بينهم تكفي...
أشرت أسأل: وليش ما مسحت هالرسايل؟!
مد يده يمسح دمعات تعلقت على خدي وضحك: وإنتي حارتنك هالرسايل؟!
نزلت وجهي ورجعت أرفعه أغير الموضوع: يعني ما تزوجتني شفقة؟!
همس: لا... أكيد لا...
ورجعت أقول: أمسح هالرسايل من موبايلك...
ضحك وهو يبوس جبيني: ما يصير خاطرك إلا طيب وبعدين هالرقم ما أستخدمه كثير...
أشرت بألم: وليش كنت تسمع لنشوى بالجبل؟! وحتى إنك ما دافعت عني...
ابتسم وهو يقول: وأنتي أعطيتيني فرصة أتكلم؟!
تنهدت بوجع وأشرت: وليد أنا... أنا خايفة...
ناظرني لحظة... لحظتين وسأل: شو إلي يخوفك؟!
أشرت وأنا أحس بالألم: خايفة من شو مصيري معك... خايفة يجي يوم وأنصدم... وأنصدم من...
نزلت يدي بكل ضعف... ضمني له وهو يهمس: إذا ما مديتي يدك لي ما بنقدر نغير من حياتنا... ثقي فيني وهذا هو إلي أطلبه منك... ثقي فيني يالخنساء...
هزيت راسي وأنا أسلم له مفاتيح قلبي... أمد يدي له بكل ثقة حتى يغير من حياتي... يغيرها للأحسن والأحسن...

* * * * *

الأربعاء...
21-11-2007...
الساعة 2 الظهر...

تركتني هدى عند باب البيت ورجعت لبيتها.. مشيت بكل رجفة للجناح والظرف الأصفر بين يدي... وبصورة آلية بدلت لبستي ولبست بنطلون ماسك وقميص أصفر شاحب فضفاض... وتركت شعري إلي طال لخصري مسدول بكل حرية... وأرتميت على السرير... رجعت أمسك الظرف الأصفر بين يدي... أرتعشت يدي وأنا أرجع أناظر إلي بداخل الظرف... خوف أنرصد بقلبي... خوف غير طبيعي حسيته يحوم حواليني...

أخاف أقول له يعصب... يشمئز... يتذمر... أو يصارخ علي... عذبت تفكيري لحظات بشكل وليد المعصب... ورجعت أهز راسي... لا... لا... ما راح يعصب... ليش أنا أستبق الأحداث؟! بخبره ووقتها بشوف شو بيكون ردة فعله... بس أخاف... أخاف يرفضه... أخاف أنصدم بردة فعله... بس لا... هو من طريقة معاملته لي الأسابيع الفايته يبين إنه مرتاح معي... عشنا أيام براحة تامة وبدون ما يتدخل أي فرد براحتنا... فترة عشناها أنا ووليد كل منا يحاول يرضي الثاني... يسعده... ويرسم البسمة بشفاته... وكان هذا قمة الأستقرار إلي كتبت لنا... صحيح هو يحاول يبين لي شو كثر أنا مرغوبة بس أبقى خايفة من ردة فعله هذي...

سمعت صوت باب الجناح ينفتح... تجرعت ريقي ووقفت مرتعشة... ناظرت الظرف لحظة... ولما حسيت بخذلان شجاعتي رميته بالدولاب... وطلعت لوليد إلي كان عند باب الغرفة...
ابتسم لما شافني... وباس خدي وهو يقول: هااا كيف فرفرتي أنتي وهدى بالسوق؟!
وناظر وراي يتوقع يشوف الأكياس... ناظرني مستغرب لأنه ما شافها...
أشرت بتردد: ما عجبني شيء...
ضحك وهو يرمي كاب العمل: صدق حريم... ذوقكم مرة صعب...
ابتسمت أتناسى موضوع الظرف وأنا أأشر: رجع عمي خالد؟!
طلعت لبسة له وأنا أسمعه يقول: أيوه رجع بس يقول ما يبي أكل... مو عاجبتني صحته هالأيام...
أشرت بقلق: ولا أنا... كله لما أسئله يرد علي تعبان وما يبي أكل... ولما يآكل يآخذ الشيء البسيط...
قال وليد: ببدل وبطلع أشوفه... وبغصبه نروح المستشفى...
أشرت: تمام بنزل لجدتي وبجهز الأكل بغرفة الطعام... لحد ما تقنع عمي يتغدا معنا...
نزلت لجدتي بغرفتها وهي تسبح بمسباحها... بست راسها وجلست أسمع سوالفها... وطلعت بعد دقايق أجهز الأكل... أشرت للخدامة تجيب العصير لحد ما أطلع لعمي خالد... أكيد وليد عنده إلحين... وأنا بالسلالم سمعت صوت صرخة عظيمة... انتفضت بخوف وركضت وأنا ما أدري ليش أحس إن هالصوت جا من غرفة عمي خالد... زادت دقات قلبي وأنا أدخل للغرفة...
شفت وليد مايل على عمي... ركضت لهم وجلست عند السرير...
أشرت: وليد... شو فيه عمي؟!
حسيت بوليد يرتجف وهو يحاول يتسمح صوت دقات قلب عمي... وتجاهل سؤالي...
فاجأني لما صرخ: أركضي للجناح وجيبي مفتاح سيارتي... يلاااا بسرعة...
وقفت بسرعة وأنا أحس بالربكة... من ربكتي طلعت السلالم ركض وأنا أحس بخوف على عمي... دخلت الجناح وأخذت مفاتيح وليد ونزلت بسرعة حتى كنت بطيح... بس مسكت بالدرابزين وصرت ألهث... ورجعت أركض لعمي... وكان وليد وهو والبواب يشيلون عمي للباب...
صرخ وليد: افتحي الباب...
جاتنا جدتي وشهقت تضرب صدرها: اللهم بسترك يا رب... وش فيه أبوك يا ولدي؟!
تجاهلنا جدتي وركضت أفتح الباب... وفتحت السيارة ولما حسيت بوليد يحاول يطلع...
أشرت: أنتظرني... بروح معك...
صرخ بعصبية وهو يناظر أبوه: لا... أجلسي مع جدتي...
وما أنتظرني أبعد عن السيارة وطلع... رجعت بخوف لوراي... ومن صدمة الموقف طحت على ركبتي أبكي... رجعت بعدها لجدتي وهي تلطم خدودها وتبكي...
تقول بخوف: اللهم أسألك العافية لولدي... أسألك العافية لولدي... ما ادري وش صار لأولادي حتى يمرضون مرة وحدة؟!... لا حول ولا قوة إلا بالله عليه العظيم... برحمتك يا رب...
جلست جنبها وما حسيت إلا وأنا أبكي وأسند جبيني على ركبتها... حسيت بالألم بكل جسمي... بالألم ببطني وظهري... فكرة وحدة تخلخلت بتفكيري... وهي إلي تجاوب على سؤال جدتي... أحس إني مسؤولة عن إلي يصير لعمي ووليد... من يوم جيت لهالبيت والألم والحزن يلاحقنا...
.
.
ما جانا أي خبر من وليد... مرت تقريباً ساعتين وما في أي إتصال من وليد... بالأخير قمت أدور على الموبايل وأتصلت بهدى تكلمها جدتي...
سمعت جدتي تقول وهي تبكي: إلحقوا فيهم يا بنتي... خلي سيف يلحق فيهم... ما ندري عن إلي صار لهم...
وبعد دقايق جاتنا هدى تدخل البيت وهي تدعي: اللهم أجعله خير... السلا م عليكم...
أشرت لها: وعليك السلام... منو جابك؟!
قالت: سيف وصلني قبل لا يتبع وليد بالمستشفى... شو صار؟!
أشرت بكل خوف ورعشة بلي صار...
جلست تقول تطمنا: لا تخافوا إن شاء الله ما فيه إلا العافية...
وقفت وطلبت رقم وأتصلت تقول: أيوه جلند هذا إلي صار... ألحق بوليد وسيف... ما ندري شو صار لهم... بس الله يخليك طمنا عليهم...
جلسنا على الكنب وكل وحدة تناظر الثانية وتطمنها... مرت دقايق مثل الساعات علينا... حسيت بدموعي تحرق عيوني...
سمعنا صوت من ورانا... لفتنا وقفزت أحسبه وليد أو جلند أو أحد يطمنا على عمي خالد... لكنها كانت لجين واقفة عند الباب ودموعها ماليه خدودها...
همست وهي تنتحب: شو... صار... لخالي خالد؟!
رحت لها بعد ما آلمتني حالتها... حضنتها ومشيت بها للكنبة وجلستها عليها... وأنا بنفسي أحس بخفقان قلبي طبول...
قالت هدى: من جابك؟!
همست وهو تبكي: أبوي... قلت له يوصلني هنا بعد ما رفض ياخذني معه للمستشفى... هدى... خبريني شو فيه عمي خالد...؟!
قالت هدى: والله مدري... مدري... هذا إحنا قلقانين وما ندري عن شيء... خلنا ننتظر إتصال من واحد من الرجال...
وتمينا جالسين حتى العصر... رحت أصلي ورجعت متسمرة جالسة عند التلفون أنتظر إتصال من جلند... حسيت بألم حاد بجسمي... وقفت وصرت أمشي بعصبية بالصالة...
أشرت لهدى: أتصلي مرة بجلند...
جربت هدى بدون كلام وكان يعطيها خارج الخدمة...
ومرت نص ساعة لما سمعنا صوت موبايل هدى يرن... كان جلند... تجمعنا حواليين الموبايل بعد ما عملته هدى على الصوت المسموع ((خخخ أقصد سبيكر))...
قال جلند: الحمد لله... أطمنكم ما فيه إلا العافيه... إغمى عليه بسبب إنخفاض بالضغط ونقص السكر...
أنتفضت وأنا أتذكر عمي يرفض يآكل بالأيام الأخيرة... أكيد السكر بينزل عنده...
قالت هدى: وهو إلحين بخير؟! مستوعب؟!
جلند: أيوه بخير... أستوعب قبل دقايق بس رجع ينام...
أشرت لهدى تسأل عن وليد...
قالت هدى: ووين وليد إلحين؟!
قال جلند: مع الدكتور... أنا بسكر إلحين... أسمعوا أرتاحوا ولا تحاتوا... عمي ما فيه إلا العافية...
تنهدت وأنا أجلس على الكنب وأرتمي عليها بتعب... تقلصت عضلاتي من الألم...
جاتني هدى وهي تهمس: الخنساء... قومي إرتاحي باين عليك تعبانة... قلتي لوليد...
لفت للجين إلي كانت جالسة مع الجدة وكل وحدة تطمن الثانية...
كملت هدى: خبرتيه عن الجنين؟!
غمضت عيوني وتنهدت... أشرت: لا... ما ناسبنا الوقت...
قالت هدى: تمام... أطلعي إرتاحي... واستخدمي المصعد... فاهمة؟!
هزيت راسي وأنا أمشي بكل تعب للمصعد... وأحس بجسمي متكسر... تعباااانة بشكل ما يوصف...
أرتميت على السرير ولفيت الفرش علي وأنا أبكي... مدري ليش أحس إني المذنوبة... مدري ليش أحس إني سبب كل إلي يصير لعمي ووليد...

* * * * *

الخميس...
22-11-2007...

مادريت الوقت كم كان... بس حسيت بحركة خفيفة على جنبي... رفعت راسي شوي... وشفت وليد جالس على حافة السرير... كان شارد يناظر لبعيد... قمت وتحركت علشان يحس فيني... رغم إني أحس إن آلآمي خفت إلا إن شدة أعصابي زادت بشرود وليد... لف لي وناظرني شوي ورجع يتنهد...
قربت منه وأشرت: وليد... كيف عمي إلحين؟! شو أخباره؟!
همس: بخير الحمد لله... أزمة وعدت...
سألت أأشر: رجعته معك؟!
هز راسه بلا وهو يقول: نوموه بالمستشفى... جلند معاه...
أشرت: الساعة كم إلحين؟!
قال: 3 الفجر...
مسح على شعره وفتح الدرج وهو يقول: أحس بالصداع... وين الأدول؟!
أشرت: بالدولاب على يمينك... بروح أجيب لك ماي...
وكنت أصب الماي وأنا توني أستوعب إلي قلته... أرتجفت يدي وأنسكب الماي بيدي والأرض وأنا تسمرت بمكاني... تذكرت إني رميت الظرف الأصفر بالدولاب... رحت أجري للغرفة... وبالفعل إلي توقعته صار... وليد واقف وبين يديه الظرف مفتوح... ظرف إثبات إني حامل...
.
.
رفع راسه وهمس يقول مو مصدق: شو هذا؟!
زادت دقات قلبي... ومثل الطبول صارت... أرتعش جسمي بخوف... وأنكمشت على نفسي خايفة من ردت فعل وليد...
سألني مرة بصوت أعلى: شو هذا؟!
تجرعت ريقي وأشرت: إلي تشوفه... تحاليل سويتها بالمستشفى أمس وطلعت نتايج الحمل إيجابية...
ساد صمت ثقيل وسأل بعدها بعصبية: ومتى كنتي ناوية تخبريني بهالحمل؟!
فركت يدي الثنتين وأنا أناظر هالعصبية فوجهه...
أشرت بضعف: كنت بخبرك لكن...
ونزلت يدي بألم... رمى الظرف بعصبية وطاحت الأوراق...
انتفضت من صراخه: متى كنتي ناوية تقولي لي إنك يا مدام حامل؟!... لما تجهضين بسبب ركضك بين السلالم روحة ورجعه؟!
أرتعشت شفايفي... وحسيت بقلبي مدموم... ما همه إذا أنا حامل بولده أو إني مريضة... أو إني لا سمح الله أحتضر... كل إلي همه هو إني خبيت عنه هالخبر...
أشرت بألم: كنت بخبرك بس خانتني شجاعتي...
مشى لي يصارخ: خانتك شجاعتك؟!
وأرتجفت من الألم... مسحت على يدي وبعدت عنه... وأنا أحاول أجمع قوتي...
أشرت: وبعدين إلي صار أمس لعمي ما أعطاني فرصة أخبرك فيها...
همس بفحيح وعينه تلمع: الوقت ما كان لك عذر... خبر مثل هذا ما يتخبى علي...
وصرخ فجأة وهو متوتر: وأمس... أمس كانت طلعتك مع هدى لهالغرض...صح؟!
آلمني صراخه... وهزيت راسي بعنف وأشرت: أيوه صح... صح...صح...
ورجعت أشرت بعصبية: تبي تقولها ومو قادر؟! قولها وريح نفسك... قولها بصريح العبارة ما أبي ولد منك...
ونزلت راسي وصرخت بوجع وأنا أرفعه وكل إلي كنت كابتته طلعته: أدري... أدري تخجل يكون لولدك أم خرساء... أدري مغصوب علي... أدري إني وصية عمك مو أكثر... أدري والله أدري إني ما كنت بيوم لك ولا في أمل أكون... أدري إني عايشة أمني نفسي فيك وأنت مو لي... فطلقني... طلقني وريحني... ريحني... ريحني...
فاضت عبراتي... و دمعت عيني وأنا أشوف وجه أنقلب للدهشة والتوتر... ركضت أهرب منه... لفيت أطلع من الغرفة... أحاول أداوي جروحي بوحدتي... ليش كنت أضحك على نفسي؟! أمني نفسي بأشياء ما كانت لي ولا راح تكون لي؟!... هذي هي الصدمة إلي كنت أتوقعها وبكل بساطة جاتني تدمر كل أحلامي... أحلامي إلي مازلت أقيم أساسها....
لحق فيني وأنا أحاول أطلع من الجناح... مسك خصري وشدني ورجع يسكر الباب بكل قوة...
: آآآآآآآآآآآآآآه... أممممممم... آآآآآه...
تميت أصارخ وأتلوى بين يديه... أرفض أناظره... وكل هذا خوفي من نظرة الإنتصار بعيونه... وبعد المجهود إلي بذلته تعبت وسكنت مثل كل مرة أواجه فيها وليد... أقر لنفسي إني استسلمت... وكفاية صراخ وشهقات... رجعت أذرف دموعي وأبكي...
لفني له وألتقت أعينا... ما أدري شو التعابير إلي أرتسمت على وجهه... وهذا بسبب دموعي إلي أعمت رؤيتي... بديت بالنحيب المجنون... وبعدها شاهقت بكل ألم... أنكمشت بين يديه وأنا أبكي بحضنه... خلاص ما يبني ليش يعلقني فيه؟! ليش يعطيني مع الأمل موعد ويخلفه؟! ليش يحقق لي سعادة هي بالأصل مذبوحة؟! ليش؟! ليـــش؟!
.
.
ما أدري إذا كنت أحلم أو إني بواقع ممزوج بالخيال...
بس تغيرت الأحداث من الألم والضياع... لشيء مختلف ما عرفته... أحاسيس عذبة حاوطت المكان...
زاد تشبثه فيني...ضغط على راسي... ومسح على شعري...
همس بصوت حنون: الخنساء... أرفعي راسك فوق... وأرسمي بسمة تداعب شفاتك... وكفكفي دموعك... أنا مو قايل إني ما أبي هالدموع؟! مو قايل إنا بنبدا بصفحة بيضا ونسطر حروفها بأنفسنا؟! وهذا هو أول سطر نكتبه... حبك لي شهادة أعتز فيها... حبك لي هو كل أمنياتي... حبك لي زرع أسمى من معاني الأمل بقلبي... حبك لي هو منطلق فرحتنا... الخنساء... وولدنا أو بنتنا هم بداية أحرف سعادتنا... وأنا أقولها لك وكل خفوقي تصرخ... أنا مو خجلان إنه يكون لولدي أم مثلك... عمرها الإعاقة ما كانت عائق بالنسبة لي...
رفع وجهي بين يديه وأجبرني أحط عيني بعينه... سكنت وجمدت أسمع بقية همسه المشجون:
أعترف...
إنك أنكتبتي بين نبضات قلبي وخفوقه...
وسكنتي فيها وما في أحد قدر يقربها...
..
إنرسمت أحزانك وضحكاتك بعيوني...
بكل همسات ضحكاتك تروين سعادتي...
وبكل أحزانك وبكائك تألمين شيء بداخلي...
..
تراقصت أحرف أسمك على شفاتي...
داعبت نظراتك شغاف قلبي...
..
أعترف...
إنك ملكتيني يالخنساء...
ملكتي كل خفوقي و نبضاتي...
الخنساء... إنتي لي..مثل ما أنا لك...

* * * * *

{{نهاية الفصل التاسع....
قراءة ممتعة أتمناها لكم}}

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصري أحرف مطمورة بين طيات الورق, primrosse, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:04 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية