لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-09, 04:18 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السبت..
30-6-2007...

قمت من نومي متفاجأة بحركة بالبيت... كانت الساعة ٢ الفجر... نزلت من السرير بدون صوت...
سمعت صوت نحنحة وحشرجة وبعدها ضحكة.. .تسحبت للباب وفتحته فتحة صغيرة ... وشفت خالي راشد يترنح وهو يتكلم بالموبايل ... كانت هذه أول مرة أشوفه فيها بالليل والخمر سكر عقله...
لأسبوع راح كنت أشوف خالي عند الظهر فترة ما تتجاوز نص ساعة ويخرج منها للفجر... ما يرجع البيت إلا أوقات الضرورة ... وبكذا أكون لوحدي بالبيت... شكيت إنه يشرب الخمر قبل أيام لأني كنت أغسل أثوابه... وهذا أنا أشوفه بجرمه...
كنت أعرف مساوي مواجهة السكير وهو بدون وعيه... لأني تعلمت هالحكمة من جارة كانت تعاني من زوجها السكير... رجعت أقفل باب غرفتي وأتراجع لسريري وأنا كلي قلق... أخذت المصحف وبديت أقرأ القرآن حتى تهدأ دقات قلبي...

* * * * *

بعد أسبوع وشي بدت المشاكل تنهل علي..
كنت بالمطبخ أغسل وأمسح لما سمعت صوت باب الصالة ينفتح .. وقفت على رجلي لما حسيت بأحد يوقف عند الباب..
ناظرت في خالي وبساعة المطبخ... الوقت كان ظهر على الساعة ٢...
سألته بإشارة إذا نسى شي.. .هز راسه بلا وهو يمعن بنظره فيني... حسيت بالإشمئزار من نظرته...كانت وقحة وممعنة... تركت إلي فيدي وأنا أتراجع... شو يقصد من نظرته هذه؟ لف طالع من المطبخ... ولما سمعت صوت الباب الخارجي ينقفل والسيارة تتحرك تنهدت... ركضت لغرفتي أتخبى فيها...

نفس اليوم بالليل..
سمعت طرق عالباب ... وصوت خالي ينادي: الخنسآآآآآء... أفتحي الباب...
رفضت أفتحه لأني كنت أسمع صوت ضحك... وصوت رجال غريب... زاد الطرق عالباب. ..مثل مازاد صوت الضحك والصراخ...خفت يكسرون الباب ويهجمون علي... فسندت كرسي عالباب... ورحت متخبية بالحمام (وأنتم بكرامة)...
بعد دقايق حل الصمت.. .لمدة ساعة كاملة كنت لامة رجولي لصدري أبكي بصمت... حسيت بالوقت الفجر... توضيت واستقبلت قبلتي للصلاة... أدعي ربي يحميني ويسلمني من الخطر...
طلعت من الغرفة الظهر لما تأكدت إن سيارة خالي تركت البيت... طلعت وأنا أشوف الصالة والمطبخ قذريين... وغرش الخمر تملي المكان... والسجاير مبعثرة...فكرت أترك هالبيت ومشاكله... بس وين أروح؟؟ أرجع للعامرات ؟؟ للبيت إلي صار أطلال أبكي عليه؟؟... لا هذا خالي... رغم إنه سكير إلا إنه مستحيل يأذيني وهو صاحي...
رجعت لغرفتي بعد الغدا أختبي من خالي وأصدقائه... وبكذا كانت حالتي للأيام الجاية...

* * * * *

الجمعة...
13-7-2007...

أرتعبت وأنا أشوف خالي واقف وسط غرفتي الساعة ١٢ الظهر..كنت توني طالعة من الحمام (تكرمون) وتوضيت للصلاة... نيتي كانت أقرأ القرآن لحد ما يأذن...ارتعشت شفايفي وأنا أناظر خالي إلي كانت عيونه جمر... تأكدت وقتها إن خالي كبت وجا وقت إلي يطلع حرته فيني...تقدم مني ومسك يدي وأنا أحاول أتراجع للحمام أختبي فيه... وبدون مقدمات بدا يضربني...
ويهسهس مثل الأفاعي وهو ينثر سمومه: أيا بنت.... أنا... أنا تفشليني... تفشليني كذا قدام الرجال... أويتك يالمتشردة يا الخرسا... وشربتك وأطعمتك من فلوسي وجيتي خسرتيني ألف ... ألفين... ثلاث .. .والله إني مو تاركك... كل شربة ماي ... لقمة أكل بترجعيها لي الليله...
وبعد ما شبعني ضرب رماني وقال متوعد ومهدد: جهزي نفسك الليلة في سهرة ... سهرة مهمة للشلة وزود على كذا راح أجبر رجال يشتريك هالليلة بالآلآف...
انتفضت وزاغت عيوني من الرعب.. لا.. لا.. لا.. خالي... خالي يسوي فيني كذا؟!.. هل في ناس قلوبهم بهالسواد؟؟... أنا شرفه... عرضه ... يسوي فيني كذا؟!...
مسكت بيده وصرت أبوسها وأهز راسي بلا وأنا أبكي... أترجاه يتركني فحالي... لكنه رماني وسحب مفتاح باب الحمام (الله يكرمكم) وسكر باب الغرفة وقفله من الخارج بالمفتاح. ..
بكيت لساعة بكل جنون بعدها تسحبت للحمام أمسح الدم من وجهي وشفايفي المتورمة... تأوهت والماي يلسع شفايفي... آآه شو بيدي أسوي؟؟ جددت وضوئي وطلعت أستقبل قبلتي أصلي وأدعي ربي يفرج همي وينقذني من براثن يد خالي وأصحابه...

* * * * *

المغرب..
الساعة ٦:٣٠ ..
طويت سجادتي وأنا أسمع أصوات ضحكات ... نزلت دموعي غصب وأرتجفت كل عضلة بجسمي... جلست عالزاوية ألملم رجولي... أبكي بصمت...وبعد ربع ساعة تقريبا سمعت صوت قفل الباب ... وأنفتح الباب.. .
شفت خالي ومعاه رجال غريب... سحبت شيلتي تغطيت بها بخوف... وعيوني تخرج من محاجرها من الرعب...
وقفوا يناظروني لدقايق... كأنهم يتفحصوا بضاعة...وبعدها قال خالي: ها شرايك بهذه المفاجأة؟؟ تعتقد إنها بتناسبه؟؟
رد عليه مرافقه وهو يلتهمني بنظراته القذرة: أكيد...أكيد.. من هذي يا راشد؟
ابتسم خالي بخبث وهو يلعق شفايفه : ما يهم هي منو يا حمادة... أهم شي هي إنها كانت بطريقي وإنها خرسا. ..
حمد مستغرب: خرسا؟؟
خالي بضحكة شريرة ناظرني وقال لصديقه: خرسا يا أخي ... طرماء... بكماء...يعني بدون صوت.. .سايلنت...
ضحكوا باستهتار وفرح... هذا أكبر مكاسبهم... إني أنا الخرساء ما بيدي أقاومهم...
قال حماده وهو يقرب مني: يا راشد ... لازم تعيد ترتيب هذا الجسد... ناقصه الديكور الخارجي...
خالي: شو قصدك؟
حمادة بعد عني بعد ما زدت لصق نفسي بالجدار... لكن قبل كذا شملني بنظرة قذرة خبيثه...
حمادة: والله يا راشد البنت ناقصها الزينة واللبس...
راشد:يعني...؟!
حمادة: أسمع أنا أعرف وحده بتجدد هذه البنت من ساسها لراسها... وتكون كذا زي السمنة عالعسل... وبيفرح فيها البوس...
راشد: وصديقتك هذي... تكتم أو...
حمادة ضحك: تكتم ونص... أنت بس خيط فمها وأحشيها بالفلوس...
ضحكوا وتركوني لوحدي أعيد كلماتهم براسي إلي آلمني ... وين بختبي ؟ وين بروح؟ كيف بطلع من هذا البيت؟ كيف؟! ما في غير هالشباك الثقيل إلي مستحيل أقدر أفتحها... ومثل المجنونة صرت أدور عالغرفة...

بعد ساعتين من مقاومتي لصديقة حمادة... وبعد ما تلقيت الضرب من خالي. .. جهزت...
صديقة حمادة كانت إنسانة مستهترة... الدين والحياء نزع من قلبها... حتى إني ما قدرت أزرع فيها الشفقة بدموعي... ما كنت أتوقع إن في ناس بهذا الشكل...والأخلاق المنحطة...لكن الظاهر الدنيا تخبي الكثير... وإحنا ما ندري عن المستور...
جهزتني بلبس فاضح ونصف عاري... كان لونه أحمر من الحرير يمسك بحمالات رقيقة والثوب يوصل لفوق الركبة بشوي وجزمة "بوت" (تكرمون) بشرايط باللون الأحمر... كانت غاسلة شعري وجففته وسرحته وخلته مسدول على كتوفي وأنا أحاربها بشراسه... وصبغت وجهي لمرتين ودموعي تخرب عليها ... وللمرة الثالثة هددتني تنادي خالي إذا ما وقفت بكى... لكن قاومتها حتى دخل خالي وصفعني بكل حره وطلع...
رغم إنها حاولت تخفي آثار الضرب إلا إن الأثر ما زال موجود... وقفزت مذعورة بعد ما دخل خالي وحمادة... وأنا أحاول أدور على شيء أستر فيه جسمي... شفت نظرة قذرة فعيون حمادة إلي مسك بصديقته وسحبها للخارج يتفاهم معها...
خالي ضحك بصوت عالي خبيث: هههههه والله إنك... إنك بتلهبي رجلنا بفستانك الأحمر...
دخل حمادة وقتها... كنت بهرب للحمام لكن خالي مسكني وهددني... وحمادة قرب مني ومسك يدي ... أنا نزعتها وقلبي طبول...
مد يده للمرة الثانية ولامس كتفي... إرتعشت وبكل حرة بصقت فوجه... وما حسيت إلا بالصفعة إلي طيرتني للجدار... وناظروني وهم يتلذذوا بتعذيبي...
قال حمادة وعيونه تلمع: أقول راشد.. .بعد ما ينتهي البوس منها أريدها... على إنها بتكون لك نص الثمن من البوس...
ضحك راشد: أكيد يا حمادة... لكن الصفقة تقول سلم تستلم...
حمادة ضحك بسخرية وهز راسه موافق... ووقتها رن موبايله...
تكلم شوي وبعدها قال لخالي: البوس وصل...
وكانت هذه إشارة لنهاية عذريتي...

* * * * *

الساعة ١٠:٣٠ .. نفس الليلة..
انفتح الباب وسحبني خالي وراه... تقريبا تركوني وحدي لنص ساعة لما راح خالي يستقبل ضيفه...وأنا كل إلي سويته أهز الباب مرة والشباك مرة... واتندم ألف مرة إني ما طلعت من هالبيت لما عرفت إن خالي سكير...
وهذا هو يهددني ويحذرني: أسمعي أبغيك تشيلين العصير لغرفة الضيوف... ابتسمي.. .أضحكي.. وتميعي... ويا ويلك إذا بكيتي... يومك بيكون على يدي... فاهمة؟؟ لما أأشر لك بيدي أريدك تمشين لحمد إلي راح يكون عند الباب وهناك بياخذك للغرفة... لا تحاولي تهربي... البيت متروس رجال...بتكوني صيدة سهلة هنا وهناك... مفهوم؟؟
تجرعت ريقي... وأرتجفت شفايفي... كنت أكتم موجة بكى... وأنا أحاول أدور طريقة أهرب فيها من هالبيت... كنت أشتت أنظاري وأنا أحاول أدور على فتحة تخرجني من هالبيت...
شلت صينية العصير بيدي المرتجفة... كان خالي يرفض تحركي بدون ما يمسك بيدي من المطبخ لحد مجلس الرجال... كان بالصالة ٣ رجال جالسين فحالة لا يرثى لها من السكر... زجاجات الخمر والكؤوس المنتشرة هنا وهناك... صورة قذرة كرهتها وزاد كرهي لها من نظراتهم القذرة...
فتح الباب ودخلت وخالي وراي... كانت يدي ترتجف وزاد رجفتها لعدد الرجال الخمسة بالغرفة... تركت صينية العصير على الطاولة وأنا أحاول أتراجع لوراي.. . أشرد... أختبي... أتبخر... أذوب... وخاصة إن عيني اصطدمت بعيون سودا عميقة.. .قاسية... ولامعة...
ارتجفت وعدت برجع إلا إن خالي مسكني وقال بكل تدليل: هذي هي المفاجأة إلي محضرها لك... أكيد بتعجبك وخاصة إنها هدية راح تجي بوقتها بعد صفقتنا...
ضغط خالي على يدي يأمرني أبتسم... كانت دمعتي على جفوني تهدد بالسقوط... وحاولت أتحرك لكن هو كان مثبتني ورفضت أسمع كلامه وأبتسم...
وابتسم خالي بتذلل وهو يسأل البوس: شرايك فيها؟؟ عجبتك؟؟
كان البوس إلي أبد ما ناظرني إلا للمحة أشاح بوجه عني... وتكلم بصوت وصل لي عميق وفيه شي من القسوة: منو هذي يا راشد؟؟
راشد: هذي يا طويل العمر مفاجأتي لك... بعد صفقتنا طبعا...
عض على شفته وسأل بصوت آمر: منو هذي؟ ومن وين جبتها؟ إسمها بالكامل؟؟
ارتجفت وأنا أسمعه ... أستحالة دموعي تبقى مكتومة على جفوني...
راشد بخضوع: هذه بنت أختي الخرسا.. الخنساء بنت أحمد الـ..
سمعت شهقة خفيفة من الرجال الواقف ورا البوس... لكن كانت عيوني مسمرة على البوس إلي لمعت عيونه بشرارة... ما قدرت أحدد نوعها... وانقلب وجهه لقسوة تخوف... خلت مني ورقة فمهب الريح... بعد سكوت طويل سمعت البوس يهمس بغضب: قبلتها...
وقتها أشر لي خالي ... وبسرعة كنت واقفة عند الباب ... من خوفي سالت دموعي وما حسيت إن حمد دخلني الغرفة وسند الباب بظهره... تراجعت وهو تقدم لي يهمس وعيونه شوي وتخرج من محاجرها: أممم يا حلوه شو إلي يبكيك؟؟
مسكني من خاصرتي ... شهقت من الهلع ...ودفعته عني وتراجعت للحمام أتخبى فيه... تذكرت وقتها إن خالي سحب قفل الحمام( تكرمون) ... صارت نبضات قلبي طبول فأذني... تلفت حوالي أدور على سلاح... أي شيء حاد... ركضت للصندوق وصرت أدور على المقص... وحصلته لما حمد كان يفتح الباب بعنف...
هددته أني بغرس المقص فقلبه إذا قرب مني... وقف فمكانه يناظرني بقهر وحقد...
قال يضحك بشراهة: معليه...بتركك إلحين... بس بتشوفين يالخرسا... بتشوفين...
تراجع وطلع من الغرفة... وقتها من الخوف رجولي ما شالتني... أرتميت أنتحب... أنا لازم... لازم أهرب... ووقفت وطلعت أناظر الباب... حاولت أفتحه لكن كان مقفول...
إنتفظت لما سمعت صوت طلق مسدس... وصراخ ...وضجة ما لها أول وتالي... خفت بحق... ووقفت حيرانة أحاول أفهم شلي صاير وإلي يصير؟!!
حاولت بالمقص أفتح الباب... صرت مرة أضربه ومرة أغرس المقص وأنا أبكي من الخوف... وهنا أنفتح الباب بقوة حتى إني إرتميت بقوة على الأرض وشعري تشابك بجنون حوالين وجهي... سحبني ووقفني بشراسه قدامه وهو يسحب المقص... ومن دون ما أفهم أي شيء إنفتح الباب ... ومن قوة الضربة حسيته الباب بيطيح من طوله...
وقف البوس عند الباب يناظرني ويناظر حمادة... كنت توني أنقل عيوني من مسدس البوس لوجهه... وما حسيت إلا بيد حمادة تنطبق على رقبتي... وبوخز حاد عليها...
حمادة: إذا قربت راح أخرم رقبتها بهالمقص...
صراع العيون بينهم أستمر لثواني... وأنا؟؟ أنا لا تسألوني عن حالي... دموعي حفرت مجرى نهر على خدودي... وشعري معفوس ومتشابك... وجسمي يرتعش من الخوف والصدمة...
جاني صوته جامد بشكل يوجع وهو يتحرك: حثالتكم ما تهمني...
دموعي سالت بغرازة وحمادة يوخزني بالمقص... حسيت بفتحة المقص تتوسع وتتوسع ... تأكدت إني على مشارف الموت قريبة والمقص يقترب من رقبتي أكثر ... أكثر وأكثر وأكثر... وهنا أغمى علي من الرعب...

* * * * *
.
.

((نهاية الجزء الثاني... أتمنى ألاقي ردودكم
نلتقي إن شاء الله ببارت جديد يوم السبت))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 17-01-09, 08:48 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم...

نبدا...
.
.

((((((((((الفصل الثالث)))))))))))

~~ **من بين آهاتي وآهاتي...** ~~


الأحد...
15-7-2007...

حسيت بثقل براسي... آلآم حادة فجسمي... حاولت أفتح عيوني لكني ما قدرت... لذا رجعت لعالم الظلام...
فتحت عيوني شوي شوي... كنت أحس بغشاوة تغشى أنظاري... صرت أرفرف برموشي أحاول أرفع هذه الغشاوة... وبعدها قدرت أناظر ... عرفت من ريحة الأدوية إني بالمستشفى... بعد دقايق جاتني ممرضة... ابتسمت لما شافتني صاحية... حاولت معي : كيفج إلحين؟
هزيت راسي شوي... شفت مسودة بيدها ...طلبتها منها بإشارة...
أعطتني أياها وكتبت: أعذريني أنا خرساء... من إلي جابني هنا؟
ردت علي بأدب وهدوء لما قرت المسودة: يابتك سيارة أسعاف للمستشفى... العجيد فهمنا إنج تورطي بدون دراية مع مهربي ممنوعات...
آآآه... رجعت لذاكرتي كل الأحداث... وأنتفظت لما تذكرت خالي وحمادة والبوس... شو صار لهم؟؟!... وكيف طلعت من ذاك المكان؟؟...
كتبت: من متى أنا هنا؟
ردت: يابتك سيارة الإسعاف اليمعة بالليل واليوم هو الأثنين... كنتي تصحين وتنامين وهذا بسبب الصدمة إلي تلجيتيها...
شهقت... يالله كنت بحسب نفسي رح أموت إلا إن إرادة الله إني أعيش... وهذا ليومين أنا فدنيا الأحلام... غايبة عن الوعي...
سألتها تساعدني أتوضى حتى أصلي إلي فاتني...
رحت الحمام (تكرمون) وأنا أحس برجولي متيبسة لأني ما تحركت ليومين ... ناظرت المرآية ولاحظت وقتها شعري مقصوص بطريقة غبية... خصلات لمستوى كتفي وثانية أعلى وثالثة أقل... فهمت وقتها شو السبب... الظاهر حمادة حاول يغرز بالمقص رقبتي إلا إن شعري هو إلي تأثر... وخدوش بسيطة ورا رقبتي... بس شو صار لحمادة وخالي؟؟ من هو هذا البوس؟؟...لكن الحمد لله إني طلعت من ذاك المكان... الحمد لله...
قضيت صلواتي الفايته... كانت حركتي بطيئة ورغم كذا مشيت للممرضة أمل... وتميت أسمع سوالفها وأعلق بكلمة كلمتين فالمسودة... كانت طيبه معي ذكرت لي إنها تفهم لغة الإشارات... وشرحت لها كل شيء صار لي... وبعدها رحت أنام قريرة العين .. لأني تأكدت بعدي عن خالي... إلي ما حافظ على حرمته...

* * * * *

الثلاثاء...
17-7-2007...

رتبت الأربع أثواب إلي قدمتها لي أمل... تبرعت لي بكل إلي قدرت عليه... لما عرفت إني ضحية جونو... وضحية خالي... هذا اليوم العصر راح أترك المستشفى... الحمد لله صرت أحسن... رغم إني نحفت... وشحوبي ما زال ملازمني...

كانت الساعة تقارب ال ٤ العصر ... وبعد نص ساعة كنت بطلع وآخذ تاكسي يوديني للعامرات... لبيت جدي... صحيح البيت فأي لحظة بيطيح سقفه... بس التجربة إلي مريت فيها ضرب من الخيال...أنا خلاص... أكتفيت من الركض ورا أوهام أهل يضموني لهم... أكتفيت من لعب دور الملاك المنبوذة إلي تعطي ولا تآخذ... صار لازم أناظر لنفسي... ربي ما منحني فرصة للحياة إلا لأستغلها لنفسي وطاعة ربي...

وهنا كانت الزيارة إلي ما توقعتها...
دخلت أمل تطلب مني أرتدي شيلتي... سألتها بالإشارات عن الشخص إلي يريد يقابلني... ذكرت لي أسم أبوي فزاغت عيني عجب... وأسم العقيد إلي ما كان غريب عني...
أرتديت شيلتي ولفيتها حتى تغطي وجهي... أنا بغنى عن تعليقات أبوي الساخرة... غير عن كذا الغريب إلي رافقه... وتبين لي إنه الرجال إلي عرفته ليلة الجمعة بالبوس... حسيت بالخوف منه... وتراجعت بشرد إلا إن أمل قالت لي: هذا هو العجيد وليد ... إلي رسلك بسيارة الإسعاف...
وطلعت تاركتني لوحدي معهم... وأناعرفت بتفكير سريع إنه كان بمهمة عمل... وطبعاً حتى يجيب راس خالي... مهرب الممنوعات... وعرفت بعدها إنه يشتغل بوحدة مكافحة المخدرات بشرطة عمان السلطانية...

التحية إلي حصلتها من أبوي ما كانت إلا صرخة إنتفضت منها: أنا؟ أنا تفشليني كذا؟ تنتقمي مني لأني طردتك من البيت؟ وبشو؟ بـ.. بـ..
كان يدور على كلمة تعطيني حق قدري... وفالأخير قالها: بشرفك... شرفي.؟.
كنت راح أضحك بصوت عالي لو كنت أملك لسان ناطق... أنا أنتقمت من أبوي؟ وبشو؟ طعنته بشرفه؟ أخخخ يا أبوي... وأنت من متى كنت لي أب؟ أو كنت أنا شيء معتبر بحياتك؟؟
وبالفعل ترجمت هذه الأفكار فمسودة أعطيتها لأبوي...وأحمر وجه أبوي بشكل غريب... عيونه صارت جمر من العصبية...
صرخ: يا بنت تأدبي...
ورمى المسودة وطارت عند العقيد... وأنحنى وقتها العقيد يقرأ إلي كتبته...
وكمل أبوي بصراخ وهو يقرب مني: عرفت كل شيء من وليد... إنتي إنسانة منحطة ومنحرفة ... أكيد تربيتك وسخة... وأنتي بنت أمك...جيتي لتخربي حياتي ... تبين توصمتيني بالعار... قدام زوجتي وأهلها وأخواني وكل الناس...حتى أكون أنا إلي وصلتك لهذا المستوى المنحط من الأخلاق...

عرفت إن أبوي يتألم لأني ما زلت موجودة فهالدنيا... عايشة وواقفة على رجولي... هم وشبح يلاحقه من الماضي...وما حسيت إلا وهو يمسكني من يدي ويهزني... كان بيضربني... وأنا ما همني... ما همني لأني تعودت على الضرب والتجريح.... لكنه نزل يده فجأة...
صرخ: قولي لي إلحين شو بقول للناس؟؟ شو بقول لهم إذا عرفوا إن بنتي بالمستشفى مسوية مصيبة؟؟...أخبرهم إن بنتي كانت فبيت سكارى... بيت متروس مخدرات... بنتي باعت شرفها بكل بساطة...؟؟؟
سحبت يدي منه وبكل شراسة وبدون أي أعتبار للإنسان الغريب إلي كان جامد فمكانه... ونظرات العبوس فوجهه... سحبت المسودة منه بقوة... حتى إنه ناظرني بتحقير...
كتبت بشراسة: خبرهم إني مجنونة... مضيعة المذهب... ما هذا الكلام إلي أتهمتني فيه لما جيتك فبيتك؟؟؟
صرخ: الجنون عافاك... ليتك كنتي مجنونة ورميتك فـ أبن سينا ((مستشفى الأمراض النفسية))... وأرتحت من المصيبة إلي طحت فيها...
عضيت على شفايفي وكتبت: آخيراً أقتعت إني مو مجنونة؟؟... أبشرك يا أبوي... إذا يحق لي أناديك بأبوي ... إني مسافرة... راجعة للبيت إلي طلعت منه بتربية منحطة... وما عاد لك تشوفني... أو تسمع عني... إنسى إني بنتك أو ماله داعي ... أصلاً أنت تبريت مني من كنت بنت خمس سنين...
صرخ أبوي وهو ناسي إنه بالمستشفى: لا... خطتك هذه أرميها فالبحر... لأني أنا إلي راح أكون مسؤول عنك من يوم ورايح... وبكذا راح ألجم تصرفاتك الغبية... وأفكارك الـ...
قاطعته لما ضربت رجلي على الأرض بقوة... وكتبت في المسودة: رغم تحقيرك لتربيتي... أنا أشرف من كلمة الشرف نفسها... وما كنت راح أرضى لهذا الإنسان أو غيره يجيني... لأني بقتل نفسي قبل لمسة تنحط علي...
وأعطيته المسودة... ورجعت لوراي أشيل شنطتي... كان أبوي يقرأ المسودة ويناظر العقيد... ولما لبست عباتي... طاحت عيني على العقيد... كان يناظرني بحقارة والمسودة فيده... قال لي بصوت جامد ذكرني لما قال "حثالتكم ما تهمني"...: وجودك ببيت راشد؟؟ ملابسك العارية؟؟ هذا كله شو كان يعني؟؟
مشيت آخذ المسودة منه لكن الظاهر إنه نساها بيده... ونسى كوني خرساء... لأنه تسمر فمكانه...
رفعت يدي ...وتكلمت بالإشارات: كنت مجبورة... أدور على سند لقيته بخالي... وخان هو ثقتي فيه ... كنت مجبورة بكل شيء... بكل شيء...
الظاهر العقيد ما فهم أي إشارة... وبكل حنق سحبت المسودة... لكنه تكلم: مجبورة؟؟ عذر أقبح من ذنبه... لو فيك ذرة شرف ما كنتي أصلا موجودة فبيت سكير...
أرتعشت يدي لأني إستغربت كيف فهم إشاراتي أكثر من إهتمامي بإهاناته...
أشرت بعصبية: قلت لك كنت مجبورة... مجبورة...
قال بصوت يحتقرني فيه: لا تنسي إني كنت موجود وشفت كل شيء... من ساسك لراسك كنتي بصورة تكرها النفس وتقزها...
هزيت راسي وأشرت له وأنا أحس بجسمي يرتعش: اسمع... اسمع أنا رحت لخالي لأنه الوحيد إلي رضى يستقبلني... صح عرفت إنه سكير بس ما كنت أعرف عن نزواته... ما كنت أدري أنه بهذي البشاعة ويعرضني لأصحابه... لا تتهموني بشيء أنا ما سويته...
قال وشفايفه خط مستقيم من الغيظ: أستحق كل شخص جزاه... وماراح نتساهل بعقابه... ورغم إن راشد رجع يعترف إنك ما كنتي تعرفي عن شيء... إلا إنه أعترف إنك رحتي برضاك... فسمعيني أسبابك ..
أشرت وأصابعي ترتجف: أنت ما تفهم أنا كنت مجبورة...وبعدين أنت من تكون ؟؟ أنا مو مجبورة أعطيك أسباب وتفسيرات... إذا أنت أخترعت لنفسك تفسيرات غبية وصدقتها...
وبكل عزة نفس مشيت طالعة ... قررت إني ما راح أكون ضحية بين يدين أي شخص... لأني تعلمت الدرس... الوحدة ...الضياع فيها... أحسن لي من أهل يكرهوني... وأذنبوني بشيء أنا مالي فيه...أهل ما همهم إلا مصالحهم...

سلمت على أمل وشكرتها على كل شيء...
كنت واقفة عند الإستقبال أفكر كيف بروح للعامرات...وطلعت للمواقف ولفيت على ساحة فاضية حتى أدور تاكسي... إلا إني تفاجأت بشخص يمسك يدي... تفاجأت بأبوي وعيونه شرر... حاولت أسحب يدي منه... إلا إنه سحبني لمواقف السيارات القريبة... صرت أهز راسي بجنون... المشكلة مو قادرة أصارخ لأنه كمم فمي بيده... وقفت ودموعي سيلان... أنازع قيد أبوي... إلا إنه نجح ووصلني لسيارته... دخلني غصب عني وجلس هو جنبي... كان من المستحيل أهرب... أكتشفت وقتها إن العقيد وليد هو إلي يسوق السيارة...
خفت... هم يرغموني...يجبروني... وأنا بعد ما تحررت من آلآمي... أرجع لها من جديد على يد أبوي... لا...لا... ومثل المجنونة صرت أرفس وأحرك يدي بإشارات الرفض...
قالي أبوي بعصبية: لا تحاولي تهربي... لأنك ما راح تقدري... أنا أبوك... وأنا المسؤول عنك من يوم ورايح... فاهمة؟؟
هزيت راسي بلا... توك تذكرت إني بنتك؟... وهنا صرخ أبوي: الخنساء... إذا ما أصطلبتي... ترا وليد قادر يفتح الملف ويوديك لأردى السجون...
ناظرت أبوي بغباء... شو قصده؟؟ ملف؟؟ سجن؟؟...
شرح لي أبوي بعد ما شافني سكت: قضية يوم الجمعة ... أنت كنتي مشكوك فيها... أكيد لازم مشكوك فيها... وجودك ببيت سكارى ومخدرات...وليد بمنصبه قدر ينتشل الفضحية إلي كانت بتصير لك إذا رفعوا أسمك للشرطة والمحاكم... قدر يطلع من هالمشكلة بطلعت الروح... أركدي وأصطلبي...
ارتجفت شفايفي... بس أنا... أنا كنت فيها مظلومة... مظلومة...
وكمل أبوي بتجريح: الحمد لله إنها ما وصلت لهذه الدرجة... والشكر لوليد... بس أنت ..أنت وصمة العار فحياتي.. بعتي شرفك و..
هزيت راسي بجنون ...لا... أنا ما بعت شرفي... لا... وبالإشارة البطيئة صرت أقول له لا...لا... لكن الظاهر أبوي وهذا العقيد كونوا أفكارهم وأستنتاجاتهم عني بدون ما يسمعوا لي كلمة دفاع...
وصلنا وقتها بيت أبوي... وبكل أندفاع وعصبية جرني أبوي وأنا أقاومه للسلالم... وبعدها فممر وسيع ... وفالأخير للغرفة إلي رماني فيها بدون رحمة... وهنا طلع حرته إلي كان كابتنها... ضربني وصفعني حتى صرت مثل الثملانة بين يديه...
كان كل ماله يضرب يصرخ بجنون: وين أودي وجهي إلحين؟؟ وين أوديه؟؟... كل هذا من أمك... ليتك متي وأنت نطفة برحم أمك... ليتك متي وأنت جنين لما قالت لي أمك إنها حامل وإنها ما تتشرف تكون حامل مني... ليتك متي لما حاولت تتخلص من جنينها... ليتك متي لما عرفنا إنك خرسا... ليت الإعصار أخذك... ليتك وليتك...
ورماني بقسوة وصدمت بالسرير... وطلع تاركني... أنزف مو دم إلا دموع... انزف بقايا أمل بحياة أقل ما أقدر اسميها طبيعية...

* * * * *
.
.

((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 17-01-09, 08:54 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الأربعاء.. الفجر...
18-7-2007...

أتذكر الوحدة إلي عشتها لساعات... متكورة على نفسي أفكر كيف صارت حالتي... تسآءلت ليش أتعذب كذا؟ ليش أنا بالذات؟ أستغفر الله العظيم... أستغفر الله العظيم... لكل شيء حكمة... وهذي إرادة الله... كنت أتوجع بكل ما للكلمة من معنى... هذي أنا متكسرة من الضرب... توني خارجة من صدمة وجا أبوي وكملها...
مشيت للحمام (تكرمون) وغسلت وجهي... ناظرت المرايه... أخخخ يا أبوي... أنا بنتك .. قطعة منك... تعاملني بهالوحشية؟؟... وهو من متى أنا بنته؟؟ آآآآه... شفت وجهي مليان كدمات وجروح... شفايفي منتفخة... وعيوني مخضرة ومحمرة ومزرقة من الضرب... ابتسمت أسخر من شكلي... حمادة قص شعري بغباء وأبوي عفس خريطة وجهي...
رجعت تمسكت بالمغسلة وأنا أناظر المرايه أبكي... آآآآآآآآه متى ينتهي هالعذاب... متى ينتهي؟؟؟... طلعت لي لبسه وخذت لي دوش ساخن... أحاول أسكن الألم فجسمي... وبعدها توضيت وأستقبلت قبلتي... دعيت يكون فرجي قريب... يهدي ويحنن قلبين تجمدت فيهم الرحمة وتركوا طفلة ضايعة...
لما وقفت على رجولي إلي مازالت ترتجف فتحت الضوء بالغرفة... لأحظت لأول مرة الغرفة رغم بساطتها وصغرها إلا إنها قمة فالذوق... السرير كان منفرد متوسط وألوان الغرفة مشرقة... كنت تعبانة بسبب ما بكيت ... ورميت نفسي عالسرير... تذكرت أقوال أبوي {ليتك متي وأنت نطفة برحم أمك... ليتك متي وأنت جنين لما قالت لي أمك إنها حامل وإنها ما تتشرف يكون لها طفل مني... ليتك متي لما حاولت تتخلص من جنينها... ليتك متي لما عرفنا إنك خرسا...}...
وتبقي يالخنساء حلقة مفقودة ضايعة بين إثنين ما أرادوك تكوني بهالحياة... وغصب عنهم جيتي... غصب عنك صرتي معنى للمرارة والعذاب... غصب عن الكل...

ومشيئة الله فوق كل مشيئة...

* * * * *

قمت على الساعة وحدة الظهر... الضوء كان يمليء المكان بإشراقة غريبة... نزلت من السرير وحركاتي ضعيفة... وصليت ورجعت أناظر من الشباك... ولاحظت الحوش كبير ومتوشح بخضرة بديعة... ناظرت للباب ... كنت أتوقع أبوي يدخل علي ويصرخ فوجهي... لكن شكله نساني هنا... من أمس العصر وأنا محبوسة بهالغرفة... كنت عطشى وجوعانة... أكيد مو نيتهم يجوعوني... لكن متى؟؟؟ متى أخرج من هالسجن؟؟؟...

الساعة 4 العصر...

خلاص ما عدت قادرة أوقف بطولي... مرت 24 ساعة وأنا ما دخل الماي والأكل فمي... فكرت إن من الوحشية يتركني أبوي بهالغرفة بدون حتى كوب ماي... جلست عالأرض مستندة بالجدار... دموعي تنزل وشفايفي جافة ... وحلقي ناشف... ودي بشربة ماي... متى يتذكروني؟؟ متى؟؟
وكأنه سؤالي إجابته حاضرة... أنفتح الباب ودخل أبوي ... فتح عيونه مصعوق... أستغربت إندهاشتة... وقفت شوي شوي وضلوعي يتكسروا... طاحت عيني على المرايه... وتذكرت إني ما لابسه شيلتي... وشعري منسدل على كتفي وقصته الغريبة الغبية مع خريطة وجهي ودموعي كأني بنت شارع ... مشيت لشيلتي وسحبتها ألبسها بإهمال ولفيت الشيلة أغطي وجهي... وبحرة ألم أعطيته ظهري... مو قلة أدب إلا ألم... ألم وحرج...
سمعته يقول متردد: لا تعطيني ظهرك... ولا تغطي وجهك...
لفيت له...غريب كيف عذابي يتلذذ فيه أبوي... رفعت راسي له وما نزلت الشيلة أنتظر صوته يجيني... غاضب... وناقم... لكن على العكس...
تكلم أبوي بهدوء: أجلسي يالخنساء...وأسمعيني...
ناظرته بغرابة... وجلست بعيد على طرف السرير... وأبوي واجهني جالس على الكرسي...
قال: ما راح أطول... لأني جاي أذكرك بكلمتي... أنت إلحين صرتي مسؤوليتي بما إنك تعيشي تحت سقف هالبيت... بتكون لك حرية التصرف فطريقة عيشتك... لكن تذكري أنا لي قوانيني إلي راسمها... وما أسمح لأي أحد يتخطاها ويتجاهلها لأني... (وشدد عليها ) لأن عقابي شديد...
سكت شوي وكمل بعدها: زوجتي رفضت وجودك لكني أقنعتها... وجودك فهالبيت مثل عدمه بحضورها... وما أتوقع هذا صعب...
دريت إنه يقصد لساني الأخرس... ناظرت لبعيد بشرود... أسمع إهاناته مثل فحيح أفعى تنفث سمومها... وأنا بكل بساطة الصمت عاقد لساني... لأني تذكرت فغمرة هاذي الأحداث كلها إن هذا الشخص الجالس قدامي... هو أبوي رغم كل شيء... وله مني إحترام واجب...
وكأنه حس بضعفي قال: ما أخفى عليك رفضي لوجودك...
دمعت عيني بضعف ...لكني بكل قوة كبتها... وسمعته يكمل بتجرييييح...
أبوي: لكن أنا مرغم ... مرغم بسبب موقعي فالمجتمع... بوجودك تذكرت فشلي وأنا شاب بلا خبرة بزواجي من أمك... وأنت كنت الدليل... عاقتك أثبتت لي فشلي الكبير... ووجودك فهالوقت ذكرني بالفقر والعدم والفشل... لما أرتقيت سلم النجاح رفضت أدخل عنصر الماضي فحياتي... لكن...
ناظرني بقهر... عرفت وقتها إن أبوي ما ضمني له إلا لأنه يخاف المجتمع ينظر له بطريقة مختلفة إذا هو رفض وجودي...
مشيت للمسودة إلي ما تفارقني وكتبت : ورغم كوني عالة عليك يا بوي ...أنا بشر ولي كيان وحتى بعاقتي... لي أحاسيس... ومشاعر...
قرأ أبوي المسودة ...قال بعد صمت وبإحتقار: أنتي بعتي شرفك بكل بساطة...
هزيت راسي بعنف... كتبت له: مو أنا يا بوي إلي أبيع شرفي ببساطة... ما كنت بسلم نفسي لأي أحد حتى ولو كان موتي... لأن مخافتي بالله أكبر من خوفي بنزوة خالي...
مسكت مصحفي وحركت شفايفي بقسم بلا أي صوت... السكون أعطى القسم الصامت رهبة... حسيته جمد بجلسته... وبعدها ناظرني بنظرة جديدة... تختلف كلياً عن الغضب...والشك... ممكن تسموها نظرة شفقة...
كتبت: أنا خرسا لكن مو مجنونة أو متسربة يا أبوي... تتشمتوا وتعايروني على خرسي... على شيء أنا مالي قدرة فيه... هذي إرادة الله... والحمد لله على نعمه...
لفيت للشباك ونزلت شيلتي ورجعت ألف عليه... وأنا أأشر على وجهي... وهذا هو ردك علي... وبدون ما أحس نزلت دمعة حارة لخدي وأنا أناظره...
أهتزت شفايفه وهو يقول: أنتي وأمك...
قاطعته وأنا أمشي للمسودة وأكتب: والله أنا ما أعرف عن أمي أي شيء غير إنها تزوجت وعندها بنت... وأنا لما رحت لها طردتني من بيتها وكان هاليوم نفس اليوم إلي جيتك فيه... وطردتني... ذاك اليوم إلي ترددت فيه أبات بالمسجد أو عند خالي إلي غرتني طيبته...
وتم يناظرني بتشكك...حتى ما قدرت أستحمل شكه...
وكتبت : سؤال واحد يا أبوي والله حسيب بكل فعل وقول... شو ذنب طفلة خرساء بكل هذا؟؟ أي ذنب أقترفته حتى أتعذب؟؟ أي ذنب أقترفته حتى ترفضوني وتطردوني ؟؟ أي ذنب أقترفته لما جيت خرسا؟؟ أي ذنب أقترفته لما وثقت بخالي وطالبت بسند؟؟ أي ذنب أقترفته حتى تجي وتضربني بهالشكل؟؟ أي ذنب يا أبوي؟؟ أي ذنب؟؟...أي ذنب؟؟...
وطاحت المسودة ويدي ترتعش... وطحت أنا على رجولي ضعف... وأغمى علي... ويا كثر هالإغماء إلي يستقبلني بأحضانه بكل شفقة...

* * * * *

ما أذكر الوقت أو التاريخ بهالوقت...

حط شخص كوب على شفايفي... آآه ... آآآه ماي؟؟!... وبدون وعي حطيت يدي على هاليد والكوب ...شربت بكل لهفة... وشفايفي ترتجف ... لثمت هاليد وأنا ابتسم... أشكرها على رشفة الماي هذي... كل هذا وأنا مغمضة... وبعدها حسيت بيد حنونه تمسح على راسي وترجعني للوسادة... كلام ما فهمت منه أي شيء... وقطرات ماي تنسكب على وجهي... حتى وصلت لشفايفي وأكتشفت إنها من ملوحتها... دموع؟!...

غريب من يبكي علي؟؟!!

* * * * *
.
.
((نهاية الفصل الثالث))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 17-01-09, 09:02 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

(((((((((((((((((الفصل الرابع))))))))))))))))

~~**أخفضي جناحيكي..**~~

الخميس...
19-7-2007...

فتحت عيني وقمت مفزوعة... جلست أناظر المكان... وتذكرت إني ببيت أبوي... لاحظت لزق جروح على يدي ووجهي إلي لامسته... فجأة إنفتح الباب ودخلت منه شغالة جايبة معها كاس عصير... ابتسمت لي وأشرت على أكل كان محطوط على الكومدينة... هزيت لها راسي وطلعت... كنت محتاجة للأكل والشرب... وحطيت يدي على الصينية... رغم جوعي ما أكلت إلا شوي وحسيت نفسي برجع الأكل إذا أكلت أكثر... تركته وشربت العصير... وأنا أسند نفسي على الوسايد... شو صار لي؟؟ ومن حطني بالسرير؟؟...

قمت من سريري أخذت دوش ولبست جلابية بسيطة... كان الوقت الساعة 7... فتحت الباب ونزلت السلالم... مشيت شوي شوي لأني كنت تعبانة... وقفت عند مدخلها وسمعت أصوات هرج ومرج... أصوات ضحك وسوالف... لاحظت المطبخ فـ رحت له... حصلت الخدامات جالسات يسولفن... عددهن كان 6 ... ثنتين منهن قاموا لما شافوني... إلي كانت جايبة لي العصير جابت لي كرسي أجلس... والثانية جابت شاي بالنعناع...
وهي تقول بإبتسامة حنونة وشفوقة وعيونها تتنقل على وجهي المعفوس: ماما هذا واجد زين...
أبتسمت لها وهزيت راسي... وراحوا لصاحباتهم يكملوا سوالفهم... أما أنا فجلست شاردة أفكر... وما حسيت باليد إلي إنحطت على كتفي... لفيت وجهي وناظرت حرمة كانت تبتسم بكل حزن...
قالت بصوت هادي رغم إني شفت إستغرابها على وجهي: كيفك الخنساء؟؟
هزيت راسي وأنا ألف الشيلة على وجهي ...
وقالت مرة ثانية وهي تحاول تكون طبيعية: أكيد ما تعرفيني... أنا هدى زوجة عمك سيف...
ابتسمت بضعف... وفاجأتني لما تكلمت بلغة الإشارات: أنا أفهمك يا الخنساء... كلميني...
أشرت لها: أنتي تعرفي تتكلمي بهاللغة؟؟
جلست عالكرسي... وابتسمت وقالت بصوت حنون: أيوه... أمي كانت بكماء وصماء لما صار لها حادث هي وأبوي قبل عشرين سنة... توفى أبوي وصارت أمي تعاني هالمرض... بس ربتني أنا وأخوي وتعلمنا لغة الإشارات علشانها وما كأن شيء صار... بس هي توفت قبل سنتين...
أشرت لها: الله يرحمها... ويسكن روحها الجنة...
قالت لي:آمييين.... أكلتي؟؟
هزيت راسي بأيوه... وقالت وهي تحاول تخترق شيلتي وتناظر الكدمات: أبوك خبرنا إنك كنتي عند خالك وطحتي من السلالم... ونقلك للمستشفى وتميتي كم يوم... كنت أريد أزورك بس هو قال إنك عنده...
سكتت شوي... وبعدين رجعت تقول مترددة: الخنساء...؟!
ناظرتها وأنا أفكر كيف أبوي خبر الكل عن الأيام إلي طلعت فيها من البيت لحد اليوم... والله شيء غريب...
قالت وهي تمسح على يدي كأنها شاكة بشيء أكبر من هالسالفة: محتاجة لشي؟؟ تريدي تقولي شيء؟؟ أنا وسيف موجودين...
ابتسمت بألم وهزيت راسي وأشرت لها.. لا... ما ودي بشيء... وطلعت من المطبخ ورحت لغرفتي... فكرت إني لما كنت محتاجة لسند ما احد وقف معي... ولما طاح الفاس بالراس سألوني عن حالي...

* * * * *

الثلاثاء..
24-7-2007 ...

مرت أيام عشت فيها ببيت أبوي... ورغم إهانات زوجة أبوي إلي أسمعها بصورة مستمرة يومياً.. عشت بإرتياح... أخوتي علاء وعماد أستغربوا وجودي ...عيونهم تفضح فضولهم ورغم كذا كانوا حذرين... ولا مرة تقربوا مني... وأما طارق وليلى فأمهم ما تفارقمم ...وترفض وجودي بقربهم حتى ما أأثر عليهم... أما أبوي فكنت ما أشوفه إلا قله... وإذا طاحت عينه بعيني ...أشوف بنظرته شيء ما أعرف أحدده...
ورغم هذا النفور... كان لي غرفتي إلي كانت ملجأي معظم ساعات وقتي... ووجباتي اليومية كنت أكلها مع أهلي بوجود أبوي... وبغيره مكاني فالمطبخ مع الخدم... وهذا إلي كنت أرتاح له... بس بعدين صارت عادتي أكل فالمطبخ بحضور أبوي أو عدمه... كنت أحب أتمشى فالحوش الواسع... ومن بعيد أناظر المسبح وأخواني الصغار يسبحون فيه وضحكاتهم تملي المكان... وكانت إبتسامتي باسمه مرة... وحزينة مرة... وما تجرأت أتقرب منهم فيوم... لأني وبكل أسف أدري إنهم ما راح يفهمون لخرساء غريبة...

كان الوقت 8 باليل لما نزلت من غرفتي ... شفت أبوي يلاعب أخواي ويتكلم معاهم برقة وأبوية... وزوجة أبوي تسولف له... كانوا بالصالة وغالباً ما يتجمعون فيها... تعودت لما أشوف أهلي متجمعين بالصالة... أطلع لغرفتي أو الحديقة أو مجلس الحريم... وقفت لما حسوا بوجودي... ابتسمت بضعف وهزيت راسي بسلام لهم... وطلعت للحوش... لأني ما أحب أحسس نفسي إني عالة وثقل لهم...

كنت أبكي وأنا أشخبط على المسودة... أتذكر الصورة إلي إنطبعت بذاكرتي لما شفت أهلي مجتمعين مع بعض...عايلة متكاملة... ما هي بحاجة لفرد جديد غريب...
وسمعت صوت فضولي من وراي: ليش تبكين؟؟
لفيت لعلاء إلي قرب مني شوي... وسأل مرة ثانية: ليش تبكين؟؟
كتبت: أنت تعرف من أنا؟؟
قرا الكلام وقال:أيوه... ليش ما تتكلمي؟؟؟ أمي قالت لي إنك خرساء ...صح؟؟
كتبت له: صح.. أنا لما كان عمري أربع سنوات مرضت... وصرت خرساء ما بقدرتي أتكلم..
سألني سؤال فاجأني: ليش ما رحتي للطبيب؟؟ ليش ما تعالجتي؟؟
فكرت بسؤاله وجاوبت: أنا ما قد رحت لطبيب يكشف حالتي من وأنا بنت 10 سنوات... لأن الدكتور قال ما في أمل... وبعدين خلاص تعودت ... هذي حياتي...
قال وهو يفكر: أنزين... ليش يعني صرتي خرسا؟؟
وعدت أكتب له وأنا أبتسم: كنت مريضة... يقول جدي كنت ضعيفة ومحمومة وبعدين تأثرت وصابني الخرس...
علاء بكل فضول: وليش ما كنت تعيشي معنا؟؟ أعني...
ابتسمت وكتبت: أنا كنت أعيش مع جدي أبو أمي... لكن الله يرحمه توفى قبل شهرين...
علاء: وأمك؟؟ أنا سمعت...
قاطعته لما مديت يدي مترددة لشعره... مسحت عليه بحب... وابتسمت له ... ابتسم لي بإشفاق كأنه درى ليش أمي رفضتني...
وعلى هذي الصورة تفاجأنا بدخيل... لفيت أشوف أبوي متسمر عند الباب يناظرنا بتردد... نزلت يدي وخبيتها ورا ظهري... وبعدت عن علاء... حسيت بالخوف من عصبية أبوي... والحزن لأني شفت نظرة التردد... كأني كائن غريب... مو مسموح له يأثر على غيره... مو مسموح له يعطي أو ياخذ...
أهتزت شفايفي بعبرة... وبتردد كبير وقفت ومشيت من جنبه... وطلعت لغرفتي أحبس نفسي...

* * * * *

الخميس...
2-8-2007 ...

كنت قدام المراية أناظر قصة شعري... ابتسمت أسخر من نفسي... من يشوفني يقول صح مجنونة... تحسن منظره لما حاولت أساوي بين الخصلات... بس يحتاج يد خبيرة تصلحه...
رحت لدولاب ملابسي... أناظر الكم ثوب إلي تبرعت بها أمل لي... اليوم أهلي... أو بالأصح...أهل أبوي وزوجة أبوي... راح يتجمعوا ببيت أبوي... أمممم شو ألبس؟؟... مو من كثر الخيارات بس فكرت ألبس التنورة البنية السادة... والبلوزة البيج بأكمام طويلة وياقة طويلة... كانت الملابس شوي واسعة... أضطريت ألف التنورة حتى تمسك بخصري... سويت من ملابسي بيدي... وناظرت المراية وصادف إني ابتسمت بسخرية لأني متأكدة من أن أهلي راح يضحكون علي... صح بدت الكدمات والجروح تقل أثرها... إلا إنها ما زالت مدموغة بوجهي...ابيضت بشرتي إلا أني شاحبة مثل الأموات... عيني كانت كحيلة واسعة ولونها بلون العسل ... وشعري أسود كاحل بقصته الغريبة... أنفي حاد وشفايفي وردية... مافيوم فكرت أتوجه لمتطلباتي الأنثوية... وأنعشها... لأني كنت بعيدة بأميال والأحزان رفقتي...
فجأة سمعت دق على باب غرفتي... فتحت الباب... وبعاصفة دخلت زوجة أبوي... ناظرتني بتحقير... وبعدها ضحكت باشمئزاز وعيونها على شعري...
قالت: شنو هذا؟؟؟
وكأنها تذكرت إني ما بقدرتي أتكلم قالت: والله إلي يشوفك يقول طفلة خبلة... شو مسوية بنفسك أنتي؟؟ على بالك هذه آخر صيحة فعالم الموضة؟؟... المهم ما علينا... أسمعي...
وبكل حقد قالت بعصبية: أنا ما كنت موافقة تطلعين لأهلي... بس أحمد أجبرني... ما أبيك تنزلين إلا وقت العشاء يصب... تجلسي تسممي بالأكل وبعدها تقومي تاكلي بالمطبخ... ما أبيك تجلسين مع أهلي... بيتقززوا منك... خرسا وكلك على بعضك غلط...بس شسوي.. هذي تعليمات أحمد... فاهمة؟؟؟
هزيت كتفي بسخري ووافقت... أصلا مو نيتي أقعد مع أهلي... وإذا هذا الحل يفرحها أنا يسعدني أكثر...
ناظرتني بتحقير وطلعت...

كانت الساعة على 9 لما نزلت من السلالم... كنت لافة شيلتي لكني كاشفة... مو من عادة الحريم والبنات يتغطوا هم يكتفوا بالملابس الساترة الوسيعة والشيل... وتكون معظم جلساتهم مع بعض رجال على قسم والحريم قريب منهم بقسم ثاني... وبكذا ترددت أنزل... خجلت من إنهم يتذكروا موقفي لما جيت لأبوي ويلمحوا له... كانت الصالة مليانة... ضحك وسوالف... وأطفال يلعبوا هنا وهناك... والشغالات يجيبوا السفرة ويجهزوها...
تقربت من الحريم مترددة... كنت أمسك بطرف تنورتي متوترة وبالمسودة بطرف ثاني... وبلحظة حسيت بهدوء يعم الصالة... رفعت وجهي وحصلت الكل يناظرني... قسم منهم يناظروني يشفقة والقسم الثاني ممتقزز من شكلي... هزيت كتوفي ما يهمني رايهم فيني ...وتشجعت... إذا ما كنت أنا مرغوبة عندهم ...هذا مو سبب يخليني متوترة... خلك قوية يا الخنساء... أنتي بخير بتعليقاتهم وبدونها... هزيت راسي بسلام ...وابتسامة شقت شفايفي...
ناظرت أبوي... تقرب مني وقالي بهدوء غريب: تعالي يالخنساء...
مشيت ووصلت لعنده... أشر على عمي خالد وسيف...
وقال: هذولا أعمامك خالد وسيف..
هزيت راسي بمعرفة وأنا أسلم عليهم... وأشر عمي سيف على هدى وتوأم ولد وبنت أعمارهم 8 سنوات...
قال لي: هذولا زوجتي هدى وأولادي مازن ومزون...
وبعهدها أشر أبوي على عمتي سلمى...إلي رفضتني بعيونها الحادة القاسية...
أبوي: هذي عمتك سلمى... وبناتها نشوى ولجين... وولدها طلال يدرس بالخارج...
ابتسمت لهن وأنا أدري عن الرفض فعيونهم...أنا مو خرساء بس بالنسبة لهم إلا إني مضيعة...ومجنونة... ومخبولة... وأنا بكل بساطة ما أهتميت لهن...
وقتها سمعنا صوت الباب من ورانا ينفتح...
وصوت مو غريب علي ...صوت حسيت بالرهبة منه يقول: السلام عليكم...المعذرة تأخيرت...
أرتعشت وأنا ألف للصوت... لأني بكل أسف طاحت عيني على شخص مو مرغوب... شخص أعتبرته عدو لي... شخص كرهته بسبب وبدون سبب... وبدون ما أحس لفيت شيلتي على وجهي... أخفي تعابيرها وملامحها عنه...
قال أبوي مرحب: أهلا يا ولدي...تفضل يا وليد...
صريت على أسناني ... وكمل أبوي: والعقيد وليد ولد عمك خالد...
عضيت على شفايفي... فالأخير طلع قريب لي.. ولد عمي... حبيت أصرخ فيه إني أكرهك... وما يشرفني أبد أتعرف عليك...
كانت نظرته لي هادية... بغضب مكبوت... وإشمئزاز واضح... أبوي حس بالشرر بينا...
فقال: روحي للحريم تعشي...
هزيت راسي لأبوي... بجلستي مع الحريم ما أحد تجرأ يكلمني فابتسمت ساخرة... إلا هدى إلي كلمتني بالإشارات... نشوى ولجين كانوا نسخة طبق الأصل من أمهم إلا إني حسيتهم ضعيفات الشخصية... أما عن العمة فكانت مسيطرة وأستلمت حش فيني هي وزوجة أبوي من بداية ما جلست...
لكن لما جلسنا عالسفرة كانت الجدة ((مريم)) تسولف لي بحرية ودون قيود... ما أنتظرت مني تعليق أو كلمة لأنها أستلمت دفة الكلام... كنت أسمعها بحب وفضول... كانت تتكلم عن كل شخص فعائلتي...
لكنها صدمتني لما قالت بكل بساطة: ووليد ولدي الغالي... عييت معه أخطب له...كل ما عددت له بنت من الأهل أو الجيران يقول لي دوم يا يمه أنا لما راح أتزوج بخبرك تزفينها لي... ومتى هاليوم؟؟ مدري... يبي يكمل عزبته وهو بعمر الثلاثين... لو كانت بنيتي حية ما كانت خلته فحاله... بس الله يرحمها توفت وهي تولده... وربيته أنا بعد ما رفض خالد يتزوج غيرها... يقول ما بعد سارة مكان لأحد... طيب وشهم وكريم... ووليد مثله بالطباع إلا إنه عصبي زوود والضحك ما يعرفه إلا معي ومع أبوه...
عرفت إنها جدة وليد...أخخخ... أكره هالإنسان وكرهه يسري بدمي بشكل غير طبيعي... حمدت الله بعد ما لاحظت إني جلست لحد نهاية السفرة... زوجة أبوي كانت تناظرني بقهر... بقهر خلى منها تمثال الشر بعينه... ابتسمت لها ووقفت طالعه للمطبخ...

* * * * *

الأحد...
5-8-2007...

كنت أمشي رايحة للحوش لما سمعت أبوي يقول لزوجته: أشتري لها لبسات على ذوقك...
ما سمعت رد زوجة أبوي لأني ما أهتميت وطلعت... وبعدين لما كنت جالسة بغرفتي... جاتني زوجة أبوي ودخلت علي فجأة... ناظرتي بحقارة ورمت كومة ملابس كانت بيدها...
وقالت: أحمدي الله واشكريه ألف مرة... هذي الملابس تبرعتها لك يا الخرساء...
رفعت حواجبي أسخر منها... أما هي فطلعت مشوطة من حركتي... مشيت للأثواب... كانت لبستين... وسيعات مررة بس حالتهن زينة...
كنت ملانة فرحت أدور على مقص وأبرة وخيط... قلت لعلاء يدور لي... هو وعماد ما قصروا راحوا للخدامات وأعطنهم...
كتبت لهم: مشكورين حبايببي...
قال عماد: شو بتسوي؟؟
كتبت: بصلح هالبسات إلي أعطتني إياهم أمك...
علاء: وليش ما تشتري جديدات؟؟ هذولا قديمات...
كتبت: عادي... أنا عندي أقدم من هذولا... بصلحهم ويجوا زينات علي...
وجلست متربعة أخيط... وعلاء وعماد يناظروني ويسولفوا... وما حسينا إلا وشخص واقف فوق رأوسنا... رفعت راسي وكان أبوي... أختفت بسمتي بسرعة وأرتجفت شفايفي... هذي المرة الثانية إلي يشوفني فيها مع أخواني... مسكت لبستي وضميتها لصدري...
سألنا: شو تسوون؟؟
جاوبه علاء: الخنساء تخيط هاللبسات إلي أعطتهم لها أمي...
عماد قال وهو يمسك لبسة: شوف هذولا قديمات ووسيعات... هي تقول عادي... بتصلحهم ويجوا زينات...
رفعت أنظاري لأبوي ولاحظت وقتها إنه معصب...
كتبت له: آسفة... آسفة... بس هي جابتهم لي وقالت إنها تبرعت بها لي...
ناظرني وزادت عصبيته... وطلع من الغرفة... قلت لعلاء وعماد يروحون ... ورتبت اللبسات وجلست ساعة وأنا خيفانة أبوي يجي يضربي... يمكن عصب لأنه مو مصدقني إنها زوجته أعطتها لي... يمكن ظن إني سرقتهم... فتحت عيوني لهالفكرة... وطلعت من الغرفة وشلت اللبسات... شفت أبوي بالمكتب... مشيت له وخليت الملابس بالطاولة...
وكتبت: والله ما سرقت هاللبسات... هي تبرعتها لي... إسألها...
ناظرني وعيونه تلمع: أنا ما قلت إنك سرقتيهم...
وبعدين قال بعصبية: أنا قلت لها تشتري لك ملابس جديدة...بس الظاهر...
إرتحت يعني السالفة ما هي لأنه ظن إني سرقت هاللبسات...
وابتسمت: خلاص أنا عندي غيرهم... الجمعية إلي ساعدتنا بأعصار جونو والدكتورة أعطوني كم لبسة... أعطيها إياهم وأشكرها... جزاها الله ألف خير...
وقف وهو متضايق وبعيونه نظرة تردد وسأل: أنت ما قد شريتي لك لبسة؟؟
كتبت: لا الحمد لله كنا أنا وجدي نحصل على لبسات نظيفة من جمعيات خيرية بالعامرات... وكنت أصلحها حتى يجوا زينات... ولما ضاعت ملابسي بجونو أعطوني لبستين غيرهم...
وقف وناظر الشباك وسألني بصوت مخنوق: أنتي درستي بالمدرسة؟؟
ابتسمت لأني أستغربت أبوي يسألني هالأسئلة... بس جاوبته وكتبت: لا... بس جدي هو كان معلمي... علمني الكتابة والقراءة وحفظت أجزاء من القرآن على يده...
سأل مرة: كيف كنتوا تدفعوا الفواتير ؟؟
كتبت: كان جدي الله يرحمه يشتغل بدكان قريب من بيتنا... وأنا كنت أنجم (( أخيط))الكمة العمانية ...
ناظرني فجأة وسأل: تعرفي تخيطي؟؟
هزيت راسي بأيوة وراويته يدي يشوف آثار الأبر على أصابعي... بس كان فيه آثار الكدمات والجروح... فسحبت يدي بسرعة وخبيتها ورا ظهري...
حسيت بالحرج... فلفيت للباب حتى أطلع... لكنه وقفني لما قال: الخنساء؟؟
لفيت شوي شوي ولاحظته يطلع بوكه من جيبه... وطلع منها صورة أعطاني إياه متردد...
وقال بصوت أول مرة يجيني حنون: تعرفي من هذي؟؟
ارتعشت شفايفي... غريبة شو معناة هالشي؟
لكني ...ابتسمت... هذي الطفلة أعرفها...
أعرفها زين...
هذي أنا...

* * * * *

الأثنين...
6-8-2007...
ما أدري كم كان الوقت بالضبط بس توقعت يكون الفجر...
كنت بسريري نعسانة لما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح... حسيت بشخص واقف عند السرير... وجلس هالشخص على طرف السرير... وحسيت بيد تمسح على شعري... ووجهي... و بقبلة على عيوني... يعني ما كنت أحلم... ما كنت أحلم بالمرة الماضية... وبعدها سمعت صوت خفيف... كنت مغمضة... إحساسي قالي لا تفتحي عينك هالوقت... حتى سمعت صوت الخطوات تبتعد... ولما انفتح الباب ودخل الضوء... فتحت عيني...شفت ظهر أبوي وهو يطلع....

* * * * *
.
.
((نهاية الجزء الرابع))
.
.
{أتمنى لكم قراءة ممتعة.. ولا تبخلوا علي بنقدكم ورأيكم...
نلتقي على خير إن شاء الله يوم الخميس..}

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
قديم 22-01-09, 07:50 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66931
المشاركات: 735
الجنس أنثى
معدل التقييم: primrose عضو له عدد لاباس به من النقاطprimrose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 123

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
primrose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : primrose المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أولاً حبيت أذكر إني وقعت بالخطأ فبعض الأشياء... لكن جوودي الغالية وضحت لي خطأي... فجزاها الله ألف ألف خير... وكتوضيح الأبكم (الأخرس) بقدرته يتأوه ويئن وحتى يصارخ...
الإنسان مو معصوم عن الخطأ... فأرجوا إذا عندكم أي ملاحظة تنبهوني عليه... ولكم كل شكري...
وهذا الفصل الخامس بين يديكم...
.
.

((((((((((((((((((الفصل الخامس)))))))))))))))

~~**غسلتكي من مدمعي...**~~


الثلاثاء...
14-8-2007 ...

مرت أيام على وجودي فبيت أبوي... كان لي ملاذي براحة تامة... ما كدرها إلا إهانات زوجة أبوي... وحقدها إلي كل ماله يزيد... ولأني خرساء فهذا سبب سكوتي عن إهاناتها... كلامها ماهو إلا حرقة تسري فكيانها لأني قدرت ألفت نظر أبوي لي... قدرت أرسم فشفايفه إبتسامه ولو كانت حزينة... مثل ما قدرت أطبع فقلبه إحترامه لي...

كان أبوي ليومين يشكي من ألم بصدره... وهذا إلي خلاه يترك شغله لفترة ويرتاح فالبيت وأتقرب منه أكثر... كان كتفي السند إلي يستند عليه ... وكنت الأبنة إلي مستعدة لألبي أي طلب وحاجة يريدها... خلال هالأيام الأخيرة شفت نظرة الألم بعيون أبوي... نظرة التردد إلي كانت تلاحقني وين ما أروح... نظرة الندم إلي كنت أشوفها لمحات... وخاصة بوقت الليل لما ينفتح الباب ويدخل أبوي ويتم عندي دقايق ويطلع...
طريقته غريبة... عجيبة... بس أنا ما فكرت بدوافعه لأن كل فكري هو أرتوي من هاللحظات إلي أحس فيها بيد أبوي حنونة... وقبلة أحن منها ما حصلت...

وجا اليوم إلي إنكسر الحاجز بيني وبين أبوي...
مثل كل مرة جاني بالليل... كان يكح ويمشي بضعف... ومثل عادته جلس على حافة السرير وباس خدي...
وكانت هالمرة الأولى إلي يتكلم فيها...قال بصوت حنون ضعيف مشبوب بالندم: آآه... يالخنساء...
وبكى وهو يحط راسه على يدي ويبوسها... : ســـ ...سامحيني يا بنتي... سامحيني... سامحيني... الندم ياكلني... ياكلني...
تميت ساكنة...وما حسيت بدموعي تنزل... حاولت أفهم الكلام إلي إنقال... حاولت أستوعبه... أبوي يعتذر؟؟ أبوي يطلبني أسامحه؟؟ أبوي ناداني "بنتي"؟؟... أنا..أنا...
مديت يدي ومسحت على شعره... رفع راسه وناظرني أبكي... مسكت يده وبستها من ظاهرها وباطنها... وأنا أحرك شفايفي بكلمة صامته "آآه يا أبوي"...

وبدا يحكي وهو يبكي: كان بختياري... بختياري لما تزوجت أمك... حبيتها وأمنتها على حبي لما سافرت للخارج أكمل دراستي... ولما رجعت لقيتها تغيرت علي... تغيرت حتى إني قلت هذي وحده ثانية بدلوها بزوجتي... صحيح كان غيابي عن البيت متواصل ومتزايد فقصرت بحقها... لكن أبد ما توقفت عن حبها كل إلي سويته علشانها هي ... علشان أتحدى الفقر وأعيشها مثل ما كانت تطلب مني... علشانها هي وبس... وخانتني بكل بساطة لما سمعتها تكلم بالتلفون واحد وثاني وثالث...وأشتعلت فيني الحمية ومديت يدي عليها وطلقتها... وكانت الطلقة الأولى بس ما هي طلقة لأنها أطلعت حامل... حولت حياتي لجحيم... حولت حبي لها لوحش جبار ما يريد إلا الإنتقام لما حاولت تتخلص من الجنين...لكن كملت معها أربع سنوات إلي كانت بالنسبة لي عذاب وكنتي أنتي طفلة منعزلة... كتومة... خجولة... مرضتي بالحمى بأهمالنا وصابك الخرس... وصار كل منا يتهم الثاني بتقصيره... وبعد ما تزلزل كياني وأنهزمت... طلقتها بالثلاث حتى ما أضعف وأرجعها... كرهت حياتي وكرهت كل شيء يتعلق بهالإنسانة إلي خانت حبي لها... وحلفت إني مستحيل أتقبلها هي وبنتها بقلبي... وآخر كلمة قالتها لي كانت إنها بتكون لها الكلمة الاخيرة...
وسكت شوي ورجع ينتحب ويقول: لما جيتيني قلت هي إلي رسلتك لي... ظنيت إنك أنتي كلمتها الأخيرة فطردتك ... ولما جاني وليد وخبرني عنك قلت هذي عمايل سعاد ورفضت أجيك حتى بعد يومين من أصرار وليد... ضربتك لأني كنت أشوفها فيك... كنت أحسبك تتكلمي بلسان أمك...وتنازعت مع أخواني حتى ما يضعفوا لكذبتك أنت وأمك...لكن... لكن... أنتي غيرتي كل المفاهيم... سألت عن أمك قالوا لي صح إنها تزوجت ونستك...وعرفت من مصادر الحقيقة إلي قلتيها أنتي... إنها رمتك لأبوها كل هذي السنوات الـ12... وأنا... أنا إلي كذبتك... كذبتك وطردتك وضربتك... و...آآآآه...
رفع راسه وقال بآآآهه: المرض علمني... علمني وين هي الحقيقة... علمني والندم ينخر عظامي...
ابتسمت بكل حزن... وبست يده... عرفت بالأخير سبب طلاق أبوي وأمي... الله يسامحك يا أمي بس... الله يسامحك... حب أبوي لك تحول لإنتقام وكره أعماه عن الحقيقة... وكنت أنا الضحية...

* * * * *

الأربعاء...
15-8-2007...

كنت جالسة مع أبوي عند الكراسي بالحوش...
قالي وهو يمسح على يدي: أدري إني حتى ولو أعتذرت من اليوم لحد موتي ما راح أوفي بـ...
قاطعته وأنا أكتب له:محشوم يابوي... أنا ما ودي إنك تنقص من نفسك وتعتذر لي... أنت إلي المفروض تسامحني على إني عبء عليك... ولأني أجبرتك بدون إرادتك إنك تعيشني تحت سقف بيتك...
ناظرني بإبتسامة حزينة: ورغم إلي سويته فيك... ترمي اللوم على نفسك... آآآه يا بنتي صدق إنك أصيلة ... جدك رباك وما قصر فيك... وأنا...أنا...
نزلت دمعه من عينه... مسحتها بلهفة... وأنا أكتب له...
قلت: لا يا بوي... إلا دمعتك ما تنزلها علي... الأيام لنا... ونقدر فيها نبدا حياتنا من دون ندم...
قال بإنكسار وآهة: أحس بسكاكين الألم والوجع تنغرس بصدري... ما ندري إذا عشت بعد هاليوم...
أنتفضت بخوف... كان كأنه يقرر مصيره... يا أبوي أنا بديت أتعلق فيك... بديت أحس بسند حقيقي فهالدنيا...
كتبت برجفة: لا تقول هالكلام يابوي... الأعمار بيد الله...
قال: ونعم بالله... كنت طول حياتي غلطان فحقك... وما ودي بعد موتي أخليك تتخبطي فالظلام...
أرتعشت يدي وأنا أمسك بساعده... هزيت راسي بلا... لا... إحنا ما بدينا حتى نفترق بأول الطريق يا أبوي...
كتبت: أرجوك يا بوي... كفاية هالكلام...
ابتسم لي وقال: تأكدي إني راح أكون لك سند حتى بعد موتي...
وغير الموضوع لما وقف...قال: تعالي ساعديني يا بنتي... خليني أطلع لغرفتي أرتاح...
وقفت ونفذت أمره وأنا أفكر بكلامة... والخوف عشعش فقلبي...

* * * * *

الأحد...
26-8-2007 ...
الساعة 8 بالليل...

تاريخ هاليوم راح ينطبع بذاكرتي دوم... مستحيل أنسى هاليوم إلي كان بالنسبة لي طعنة قاسية دمرت كل شيء...
كنت فغرفتي أحس بنقباض... مدري ليش أحس نفسي ضايقة... وفجأة ينفتح الباب بقوة... قفزت من مكاني بخوف...
كان عماد يقول:الخنساء أبوي يريدك... يقولك أنزلي بعبايتك بسرعة...
أستغربت مرة... شو يريد أبوي؟؟... وليش بعبايتي؟؟... لبست عباتي وشيلتي... نزلت السلالم... شفت أبوي عند باب مجلس الرجال ووجهه شاحب مرررة... خفت عليه ورحت له جري... مسكت يده وبستها... وأنا أأشر له شو فيه...؟؟!..
قال لي بتعب: يا بنتي... الضيوف بالمجلس ينتظرونا ...
ورجع يرفع وجهه يقول وشفايفه ترتجف: طلبتك يا بنتي توافقيني... هذا منيتي وأتمنى ما تخالفيني فيها...
هزيت راسي موافقة... وأنا ما همني أي شيء إلا وجه أبوي التعبان...
كتبت له: إلي ودك فيه ياأبوي راح يصير... بس أنت تعبان...
هز راسه: وهذا إلي يجبرني يا بنتي... تعالي وراي...
ترددت أدخل ...لكن تشجعت ومشيت وراه... وأنا أحس بقبضة القدر تقبض صدري... ناظرت للداخل... كان عمامي خالد وسيف يتكلموا بهمس متوتر... وواحد من أهل أبوي ما أذكر أسمه كان جالس مع رجال شيخ... وهناك بكل هيبة كان الشخص إلي كرهته يجلس... وعيونه مثل العاصفة السودا الغايمة... يناظرني والإشمئزاز ينبض بوضوح...
تمسكت بإيد أبوي بخوف... أكره هالوليد لأنه يحسسني بالخوف والضعف... أكرهه لأن نظرة الإشمئزاز ما تفارق عينه... أكرهه لأنه عيونه تفضح إتهاماته لي...
قاموا عمامي وسلموا علي...وبعدين قال الشيخ بهداوه وسماحة: كيف حالك يا ابنتي؟؟ أنت الخنساء بنت أحمد الـ...؟؟!
هزيت راسي بأيوه وأنا أناظر أبوي بنظرة إستفهام... وهنا بدت ضربات قلبي تتسارع...
قال الشيخ: والنعم فيك يا بنتي... يا الخنساء جاوبيني على موافقتك... لأني جيت كاتب وعاقد على زواجك بوليد بن خالد الـ...؟؟!
سكنت ثواني أستوعب إلي قاله... يمكن صابني الصمم وأنا ما أدري... زاغت عيوني بفزع... أرتعشت يدي وهي ماسكة بساعد أبوي... ناظرته بخوف...ليش؟؟ ليش يا بوي؟؟ ليش تحطني بهالموقف؟؟ ... ابتلعت ريقي وعيوني تغشاها الدموع... ناظرت بتردد لوين ما وليد جالس بكل هدوء... كانت فعينه نظرة تحدي... أهتزت شفايفي خوف من المصير القادم... رجعت أناظر أعمامي وأبوي إلي كانت وجوههم تفضح قلقهم وتوترهم...
ما حسيت إلا والشيخ يقول: يا بنتي ما سمعت ردك... أنت موافقة على وليد بن خالد الــ...؟؟!
سمعت أبوي يهمس لي وهو يضغط على يدي: ردي يا بنتي... ردي...
كانت يده باردة... ووجهه شاحب... خفت عليه مرة... ناظرت وليد إلي ما أهتزت شعرة منه... وتركت يد أبوي ولاحظت إنه زاد وجهه شحوب...
هزيت راسي بموافقة وأنا أحس بقلبي يهتز ويرتعش...وقتها أنولدت إبتسامة أبوي... وخفت حدة شحوبة...
قال الشيخ بإبتسامة: تعالي وقعي هنا يا بنتي...
مشيت مثل المسحورة وحطيت يدي المرتعشة على الدفتر... أصابعي ترتعش والقلم رفض يوصل للمكان إلي المفروض أوقع عليه... حتى حطيت يدي الثانية على يميني أحاول أوقف هالرعشة... والدموع بركة على جفوني... وقعت... كنت أحس نفسي وقعت على ورقة إعدامي... وهو أصلا من متى كان قرار الإعدام من قرار المعدوم؟؟!
سمعت أبوي يقول بفرحة: مبروك يا بنتي... مبروك...
وحضني وهو يبوس عيوني المتبللة بالدموع... حسيت بحضنه غريب علي...
همس لي بتعب: سامحيني يابنتي... ما كان لي غير هالحل...كل هذا علشان أحميك...
مباركة أعمامي لي كانت رنين ألم فأذني... وطول ما أنا واقفة رفضت أناظر لغريمي إلي صار زوجي... زوجي؟؟ وكأن هذي الفكرة كانت لي صاعقة... لفيت للباب وطلعت من المجلس جري... وأنا ما زلت أحس بعيونه تتابعني...
.
.
أرتميت على السرير أبكي... أبكي بنحيب... آآه يا بوي؟؟ ليش تسوي فيني كذا؟؟ ما كفاني أعيش محرومة من كل شيء... جيت إلحين ترميني بين مخالب الشيطان...؟؟ الشيطان نفسه... ما أعرف كم مر علي وأنا على حالتي هذي... إلا إني سمعت صوت صرخة تهز الجدران... انتفضت... وبعدها سمعت أصوات صراخ وركض...
.
.
طلعت من غرفتي جري... حسيت بقبضة تلوي قلبي... نزلت السلالم ... فجعني المنظر... كان أعمامي ووليد حوالين أبوي... إلي كان مرتمي على الأرض ونورة زوجة أبوي ماسكة صدره تبكي... أرتعشت وأنا أنزل الخطوات الأخيرة...
وما حسيت بصراخهم وأصواتهم... كل إلي سمعته كلمة مثل السم سرت فشرايين دمي...
(( مــــــــــــــــــات...مــــــــــات...مـــــات...مـات)) ...
أرتميت على ركبتي ودموعي تسيل... أمسك براسي وأرتعش... أبـــ ... ــــوي ... أنــ..ــا... مــــ...ـــــات؟؟ مات؟؟؟ ...
وأرتخت أطرافي وأنا أحس بالإغماء...
.
.
حسيت إني مكومة وراسي يروح مرة عاليمين ومره عاليسار... كان حد شايلني بين يديه... ما كنت بكامل وعي علشان أعرف من يشيلني... نزلت دموعي وأنا ما أحس بأي رغبة أفتح فيها عيني وأواجه الواقع... الواقع إن أبوي مات...

* * * * *
.
.
((يتبع))

 
 

 

عرض البوم صور primrose  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حصري أحرف مطمورة بين طيات الورق, primrosse, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية