كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الإيمان... الأمل, والحب
-" وماذا بعد؟"
قاطعتها راشيل وهي تراها تعجن دقيقاً في آنية، تختبره، وتضيف عليه الزبد واللبن. كانت حاجتها إلي معرفة المزيد عن عائلة سومرز لا يمكن تفسيرها ولكنها كانت حاجة ملحة وقوية.
-" قاما برهن كل شيء من أجل شراء فرس صغير عمره عامان _ جوبترز جولد كان هذا عام ولادة روب _ في هذا الوقت كنت قد جئت للعمل لديهم. كانت ميريام تقضي كل ساعة مع هذا الحصان ، في تدريبه، وفي حبه. كان شراؤه مقامرة . كانت تبدو عليه تلك العلامات من الأصالة والقوة، لكن لا شيء يذكر في عالم سباق الخيول، أمه لم تدخل أي سباقات أبداً. جوبتر لم يكن الأفضل، كان فقط كل ما يمكن شراؤه بما كانوا يملكون، لكن العمل المتواصل والحب، كل هذا أتي بثماره. لقد فاز بالتاج الثلاثي في ذلك العام الذي أقيم فيه سباق المتعة للجميع. وبالجائزة استطاع كل من ميريام وجوردون شراء ثلاثة أخري عمرها عام واحد، للتدريب والسباق. كانت ميريام متفوقة في مجال الخيول، وكان عقل جوردون خارقاً في مجال الاستفادة من نجاح تلك الخيول وإدارته لها . ولقد ولد لوك بعد روب بثمانية عشر شهراً، واستأجروا فتاة لتساعدني في أعمال المنزل، فاستطعت أن اخصص كل وقتي من أجل الصبيين. بلغ لوك الثالثة عندما فكروا في بناء هذه الدار الجديدة بدلاً من تجديد الدار الريفية القديمة."
منتديات ليلاس
ووضعت حنا البسكويت الذي تصنعه في الفرن، وأخذت تسوي الكورن فليكس في إناء، ورفعته عن النار، ثم أضافت:
-" ونمت دياموند بار سريعاً، واكتسبت شهرة واسعة في تربية وتدريب الخيول التي تفوز دائماً . كان جوبترز جولد هو أول منتج لنا ، هو الأب للسلالة وللأجيال التي تلته . بلغ الاثنان سن الثالثة والخامسة عندما قرر الأبوان التوقف عن التدريب، وتركيز جهودهما كلية في التربية لإنتاج السلالات النقية الأصيلة. كان الابنان يكبران بسرعة، وكانت حلبات السباق تأخذ جل وقت والديهما. رأت ميريام أنها يجب ألا الإنجاب لمزيد من الأطفال، وقد كان هذا أيضاً قراراً حكيماً منها. كانا يريدان إسعاد الصبيين الذين رزقا بهما بالفعل."
ووضعت حنا آنية الكورن فليكس علي المائدة، وبعضاً من الفاكهة الطازجة ، البسكويت والزبد، ثم أخذت تراجع ما أعدته عندما عاد لوك مصطحباً ابن أخيه. وخفق قلب راشيل لمرأى الطفل وقد أخذ حمامه ودهن جسده بالبودرة الناعمة. تصفيفه شعره علي جانب واحد أعطته مرأى طاهراً، جسد التربية، أخذ بلبها لعدة دقائق، خداه لامعان، أسنانه تبرق نظافة، إن ابن كريس لصورة للصحة وحسن الاعتناء به. وضع لوك جوردي علي المقعد ذي العدادات والخرزات البلاستيكية، وجلس هو إلي مقعده يعد لنفسه طبقاً من الكورن فليكس الساخن.
-" هل تركبين الخيول يا راشيل؟"
لقد قمت بامتطاء الخيول مرة واحدة في القرية مع كريس، من سنوات عديدة."
"خيول عصبية تفهم إن كان فارسها عصبياً حاد المزاج." إنها تشبه ركوب الدراجة ... لا ينساها المرء ." وصب لوك لنفسه شيئا من الحليب.
-" لدينا عدد من الخيول الجيدة نبقيها للركوب فقط اختاري أحداها من الإسطبل اليوم، وبلغي المكتب بالوقت الذي ترغبين فيه بذلك ، جوان سيقوم بإحضاره إلي الدار. لن يكلفك الأمر أي إجراءات أخري.:
إجراءات؟ لم يكن بنية راشيل امتطاء الخيول ، لكن تلك الكلمات أثارت انتباهها كثيراً. هذه الأيام القليلة التي أكدت لها فكرة واحدة ، إن لوك لا يخالف قواعده أو إجراءاته أبداً. إنه يحافظ عليها، والجميع يحتذون به في ذلك. أما أن يفعل ذلك الآن، فلابد أن له سبباً وجيهاً.
-" لا تركبي الخيل وحيدة أبداً."
منتديات ليلاس
ولم تفتها تلك النظرة ذات المغزى التي ألقت بها حنا إلي لوك قبل أن تستدير للجهة الأخرى. وأخذت راشيل تتناول طبقها وهي تفكر. هل يخشى عليها أن تظل الطريق ولا تستطيع العودة فتسبب في مشاكل أخري غير التي تسببها بالفعل؟ من المستحسن أن تذكرهم أنها لن تبقي معهم من الوقت ما يكفيها أن تمتطي الخيول أيضاً. إنها لا تريد أن تحسن من مهاراتها في ركوب الخيل، لأنها حيثما ستذهب لن تكون بحاجة إلي أي من ذلك. وانشغلت راشيل مع البسكويت، دهشة من هذا الغضب الذي استولي عليها. بعد فترة أصبح هذا الغضب متعمقاً بداخلها علي كل شيء، وأي شيء. أصبح إقناع لوك أن إقامتها في دياموندبار يحتل أهمية كبرى لديها فجأة، لكنها لن تناقشه في هذا في وجود حنا. سوف تتحدث معه فيما بعد.
|