كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الإيمان... الأمل , والحب
الفصل الرابع
أدركت راشيل في اللحظة التالية أنه لا ينبغي أن تترك نفسها لتنخدع بهذه الرقة البادية.إن كل ما يقدم إليها ، من تعبير عن الحفاوة والترحاب لا يفتح أمامها إلا باباً من المشاكل و المعاناة.
-" فقط ليوم أو يومين"
أحياناً يجب علي المرء أن يستسلم في إحدى الجولات حتى يحرز النصر النهائي في المعركة.
-" كما تشائين ".
-" ولكني أحتاج إلي بعض الملابس."
كان ردائها الأحمر قد تم غسله وكيه فعلاً ولكنها لن ترتديه إلي الأبد ، لو كان حوارهم هذا قد تم مبكراً بعض الشيء لكانت قد ابتاعت بعض حاجاتها من المدينة . لكن الأوان قد فات الآن . وأومأ لها لوك برأسه إلي مؤخرة السيارة . فاستدارت راشيل لتري زوجاً من الأكياس البلاستيكية بجوار أكياس البقالة الموضوعة بالمؤخرة. كانت الأكياس تحمل اسم أحد متاجر الملابس النسائية المعروفة. لقد ابتاع لها ملابس، وأحست راشيل بشيء من الحرارة يدب في أوصالها علي غير المتوقع.
منتديات ليلاس
-" لقد ابتعت لك بعض الأشياء."
لم تكن نبراته تعبر إلا عن جانب أكثر إشراقاً بداخله.
-" تستطيعين أن تختاري بقية ما يلزمك من الكتالوجات. عندما تتحسن حالتك سوف نتوجه إلي لوس أنجلوس ، كي نقوم بجولة شراء حقيقية".
واهتزت أنفاس راشيل بداخلها . عندما تتحسن حالتك. جولة شراء حقيقية. إن كلماته لأكثر مما تحتمل. استقرار، دوام، أبدية. إن هذا لمستحيل. عليها أن تتذكر أن إقامتها في دياموند بار شيء مؤقت، إنه حقاً رجل صعب المراس. إن فكرت في أي شيء آخر يكون هذا ضعفاً منها ، وراشيل قد طبعت دائماً علي ألا تضعف. حتى من قبل أن يولدوا . الحياة تكون أقل تعقيداً هكذا . بضعة أيام أخري في دياموندبار ثم ترحل. كانت حنا سعيدة بموقعها من خلفها.
منتديات ليلاس
-" سوف نعتني بك جيداً." كانت تعدها وابتسامتها تكاد تغلق عينيها تماماً،
-" في وقت قليل جداً سوف تصبحين بخير حال."
بابتسامة ضعيفة رفضت راشيل الدعوة إلي فنجان من الشاي وقطعة من الحلوى.
-" بعد إذنك، سوف أذهب إلي حجرتي لبعض الوقت".
-" بالتأكيد، لا بد أن الطريق أرهقك."
لقد تقدم لوك خطوة نحوها ، بينما تراجعت راشيل مسرعة، خائفة من رعايته لها واهتمامه بأمرها، خائفة من رغبته في الاحتفاظ بها معهم. كانت عيناه تنطق بما يقرأ ما بداخلها بوضوح:
-" دعيني أريك حجرتك."
-" إني أعلم أين توجد حجرتي".
هل أخبره الطبيب بشيء آخر لا تعلمه؟
-" لا، هذه حجرة الضيوف ."
وقادتها يد لوك الدافئة إلي الجهة المقابلة.
-" سوف تكونين أكثر راحة في هذه الحجرة."
لم تتنبه لنزولها إلي البهو الرئيسي ولا عند دخولها لهذه الحجرة الكبيرة اللامعة. كل ما كان يدور بخلدها هو هذه الحرارة التي صارت تدب في أوصالها.
-" إنني بخير حال حيثما كنت".
وأكمل لوك حديثه كأنما لم يسمعها :
إن جيسون يستعمل حجرة الضيوف عندما لا أكون موجوداً بالدار. وأحياناً تقضي أنجيلا الليل هنا معنا. أما هذه الحجرة فإن بها تليفوناً وتلفزيوناً خاصاً بك، وهناك حمام خاص مرفق بها، كما أنها تطل علي منظر رائع."
إن بها أيضاً صوانا للملابس بحجم الجامبو فردت :
-" شكراً لك."
وأضاف لوك:
كوني علي راحتك تماماً . أي شيء تحتاجين إليه اطلبيه فوراً من حنا. هناك من يذهب يومياً إلي المدينة. كل ما يلزمك هو أن تكتبي لحنا قائمة بما تريدينه فيكون عندك في نفس اليوم".
-" شكراً لك".
وشعرت أنها أصبحت تتمتم بنفس الكلمات، لكن لم يكن هناك شيء آخر يمكن أن يقال. كان لوك مهيمناً لا يمكن مقاومته. كان نوعاً لا قبلة لها بمواجهته.
ثم قال لها كالمقترح:
-" اخلدي إلي بعض النوم حتى يحين وقت الغداء . ماري سوف تأتيك بالصينية إلي هنا. يوم آخر بالفراش لن يضر."
وانصرف قبل أن تخبره أنها بخير حال. كانت حاجاتها قد وضعت بالفعل في الحجرة، أتت بها ماري. كانت الحقائب البلاستيكية تحتوي علي ستة أطقم من الملابس الداخلية، بنطلونين من الجينز، بلوزة بياقة وأربع بدون ياقة ، فستانين للسهرة ، روب ، زوج من السويترات ، وجاكتة من النوع السميك. ملابس أكثر مما يمكن أن تبتاعه لنفسها في مرة واحدة مطلقاً.
منتديات ليلاس
وجربت راشيل بنطلوناً من الجينز وأحد السويترات . ثم لاحظت وجود حقيبة أخري لم تنتبه إلها من قبل ، كان بها زوج من الأحذية الرياضية ، وزوج من الشباشب. ووجدت في قاعها الشبشب الذي كانت حنا قد أقرضته لها من فبل. وكأنما أرادت عاملة المنزل أن تضيف بعض الطرافة بأن تذكرها أن الشيء الوحيد الذي يتشابهان فيه هو مقاس أقدامهما. إذن فقد كان لوك متأكداً تماماً أنها ستعود معهم، وإلا لما أخذوا شبشب حنا ليبتاعوا لها واحداً علي مقاسه. ولا بد أن لوك قد ابتاع هذه الملابس حتى قبل أن تكتمل الاختبارات وتحصل علي النتيجة من الدكتور كنتون. إذن كيف يحتمل أن يعلم ما سيقوله لها الطبيب ؟ إلا إذا.....؟
وهزت راشيل رأسها . لا . إنها لا تشكل مثل هذه الأهمية لدي لوك حتى يلجأ للحيلة كي تبقي معهم. ولا يمكن أن يخادع دكتور كنتون في تشخيصه للحالة.
-" هل أرتب لك هذه الأشياء؟"
وأخذت راشيل تحملق في ماري التي أتت حاملة كوباً من العصير.
-" لا . أشكرك."
ثم قالت كمن تخشي أن تبقي ماري أكثر من ذلك:
-" سأقوم أنا بهذا العمل فليس لدي ما أقوم به علي أية حال."
وتركز بصر راشيل علي زوج الشباشب الجديد بينما تركت ماري كوب العصير علي طاولة من طراز الملكة آن ، ثم تركت الحجرة . ناعم وجميل الشكل ، زوج الشباشب هذا يناسب تماما ثوبها الأحمر، أخذت تتأمل تلك الخطوط الزرقاء التي تزركشه. لم يبتع لوك أول شيء وجده ، لقد أخذ وقتاً حتى ينتقي لها أشياء تتسم بالجمال والأنوثة. كما لو كان يعلم أنها في أعماقها تتمني اقتناء مثل هذه الملابس. كما لو كان يعلم أنها لم تقتن مثل هذه الأشياء الجميلة. وبلمحة سريعة ألقت راشيل ببصرها علي الحجرة وعلي ورق الحائط ذي الزهور الوردية علي تلك الخلفية بلون الكريم، هذا الغطاء الساتان الذي يغطي فراشها، الأثاث الفخم ذي الألوان الداكنة، إن
|