كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الإيمان... الأمل , والحب
كانوا في طريقهم عائدين إلي المزرعة قبل أن تدرك راشيل وجهتهم التي يتجهون إليها. وفهمت مسز كيلي تلك الإيماءة الخاصة. التقطتها وهم في طريقهم للخروج من العيادة.
لماذا نحن عائدون إلي المزرعة؟"
لو كانت ذاكرتها قد أسعفتها جيداً لأدركت أن تلك الإيماءة تعني أنهم قد قطعوا نصف الطريق لما يرمون إليه ويبتغونه. حسناً، لأول مرة لا يتصرف لوك سومرز بأسلوبه المعهود. كان عليه أن يغير مساره وأن يلف في دوائر – حتى استغرق ذلك اليوم بطوله كي يعودوا إلي الدار. لم يتكلم كثيراً منذ خروجهم من العيادة . الآن التفت إليها.
-" لقد سمعت ما قاله الطبيب. إنك بحاجة إلي الاسترخاء والراحة."
-" أستطيع أن أجد الراحة في لوس انجلوس."
لقد أدهشها التشخيص ؛ ذلك لأن إل م. ر. أ. تهتم دوماً بالكشف الدوري المنتظم علي موظفيها . وبعد كل ما مر بها خلال الشهرين الماضيين في بنجلادش ، لم يشر توم إليها عن حالتها الصحية ، بل إنه في شهر سبتمبر- أيلول – أخبرها أنها بحالة جيدة.
-" في حجرة بأحد الموتيلات ؟"
أنبأتها نبرات لوك عن رأيه في مثل هذه الأماكن . أخذت تسترجع هذا اللون الأصفر الكريه علي تلك الأرضية التي يختلط فيها اللونان البني والأخضر، أدركت راشيل أنها هي نفسها غير حريصة علي تنفيذ هذه الفكرة.
-" إن رئتيك بحاجة إلي الهواء النقي، وليس إلي عادم السيارات."
-" إن إل مز ر. أ. لها دار ضيافة .. أستطيع النزول فيها."
-" حنا لن تسامحني أبداً أن تركتك ترحلين وأنت علي هذه الحالة."
-" لا أستطيع أن أثقل عليك أكثر من ذلك."
لم يحر جواباً . وأخذت راشيل تفكر في هذا الواجب، لعله يظن أنه من واجبه أن يعود بس مرة أخري إلي المزرعة.
-" لوك يجب أن أذهب إلي لوس انجلوس اليوم."
كان الرحيل شيئاً ضرورياً وسألها بتعقل:
-" لماذا ؟ إنك لن تغادري البلاد بمجرد نزولك إلي لوس انجلوس ، ودياموندبار مكان جيد للإقامة كغيره."
-" لا أستطيع العودة ."
بل تستطيعين."
إنه لا يعلم شيئاً. إن هذا الرجل الكبير يظن أن الحياة تمضي سهلة مرتبة سعيدة.
-" لا."
-" بل نعم."
منتديات ليلاس
مطت راشيل شفتيها، ثم أخذت تنظر من نافذة السيارة بإحباط. إنها لا تريد أن تفقد أعصابها أمامه الآن. إنها تعاني بما فيه الكفاية، هذا النوع من الرجال الصعب المراس يجب أن يؤخذ بالهوادة.. لا تفلح الشدة معه مطلقاً . هل يوجد علي وجه الأرض من يفعل ذلك؟
-" حسناً، أنك تخشين المواجهة."
لم تصدق راشيل الكلمات التي سمعتها.
-" هذا هو التفسير الوحيد."
ودون أي تفسير ، امتلأت عيناها بالدموع. لقد كان يعلم أنها تحاول الهرب. لم يكن هناك أحد غير كريستينا ، يستطيع أن يعلم ما يدور بداخلها . لم يهتم مخلوقا من قبل بأن يحاول ذلك. لوك سومرز يبسط أمور الحياة . ربما هو علي حق . ربما آن الأوان أن تواتيها الشجاعة فتجرب السعي وراء السعادة. إنه جزء دفين من قلب راشيل ، جزء ظل لسنوات مغطي بطبقات كثيفة من الرفض، جزء انفتح أخيراً ليمتلئ بالأمل يأخذ طريقه إليه . أخذت تنظر إلي التلال . لقد انقشع الغمام الذي كان يغطي كل شيء. وأشرقت الشمس تحتضن الوادي بأكمله كما لو كانت ملاكه الحارس.
نهاية الفصل الثالث
|