كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الإيمان... الأمل , والحب
-" شكراً جزيلا. إني أعتذر عن الإزعاج الذي سببته ".
-" لا إزعاج مطلقاً يا طفلتي العزيزة " وربتت علي يد راشيل التي شعرت بالراحة والتفاهم بلا حدود . " إنه لمن دواعي السرور أن نستقبل ابنة عم كريستينا هنا. لقد أخبرتني بكل شيء عنك .. أخبرتني كم كانت تتوق إلي أن تقومي بزيارتنا. والآن لا تتعبي نفسك بالحديث. كلي واستريحي وإلا سينحني لوك عن هذه الحجرة ويمنعني من دخولها . إنه يسميني الثرثارة بلا حدود . سوف أعود إليك لأعينك علي أخذ حمام دافئ. ثم نعتني بكل شيء ولكن فيما بعد".
وابتسمت حنا ولملمت ملابسها ثم خرجت من الحجرة. تمددت راشيل مرة أخري . كانت تكتم دموعها أن تسيل فبدا ذلك عليها:
-" آسفة لما سببته لكم من إزعاج ".
-" لا إزعاج مطلقاً، حنا تحب أن تحاط بالآخرين".
ولم تحرك راشيل ساكناً. أنزلت ساقيها من علي الفراش الوثير،
-" أريد أن أستعمل...."
ولم تكمل جملتها أبداً . ساعدتها ذراعاه القويتان علي النهوض ، والاتكاء عليه ، أوصلها إلي باب الحجرة ، واصطحبها حتى الباب الخارجي حتى وصلت إلي الحمام، فأدخلها وظل واقفاً . ظل يحيطها بذراعه حتى تمالكت توازنها تماماً .
-" كل شيء قد تحتاجين إليه ستجدينه في هذا الدرج العلوي ". وداعبت أنفاسه خصلات شعرها. " سأنتظر خارج الباب." وبعد خمس دقائق كان يكرر معها الرحلة عبر الممر إلي الغرفة. وساءلت راشيل نفسها ـ دهشة ـ هل هناك قواعد معينة عند التجول في هذا المنزل ؟ ربما قد غسلوا السجاجيد لتوهم ولا يريدون أن تتسخ مرة أخري . فقد كانت أرضية الممرات من الخشب .ما إن دخلت راشيل إلي غرفتها حتى أغمضت عينيها . إنها الطريقة الوحيدة التي تتخلص بها منه . ذلك الذقن الصارم . وذلك الأنف الحاد ، تلاشي تأثيرهما من دفئ نظرته الطويلة إليها واستولت علي لبها . كان يبدو كالحجر الصلد في ملابس أنيقة ونظافة بالغة. كان كاندفاع الماء علي فراش من الرمال . سمعت شيئا عن أوامر الطبيب بضرورة الراحة التامة.
-" يمكنني الرحيل. "
منتديات ليلاس
قالتها راشيل كالمقرة بحقيقة لا ينبغي الفكاك منها، أنكرت نفسها، أين اعتدادها بنفسها واستقلالها ؟ أين كل ما اعتادته في السنين الأخيرة؟ لقد تعاملت مع رجال من كل الأنواع والأعمار . ليس هناك من سبب لكي يؤثر عليها هذا الرجل بهذا القدر. حاولت مرة أخري :
-" إنني بخير حال".
-" ليس قبل أن يقرر الطبيب ذلك ".
لم يكن لكلماتها أي معني.
-" أريد أن أخبرك أنك يجب أن تزوري دكتور كنتون غداً ، لإجراء بعض الفحوص . إنه طبيب العائلة. وإلي هذا الحين عليك البقاء هنا ".
وساعدها علي دخول الفراش ، وأخذ يساوي خصلات شعرها . أخذ يتأكد من تغطيتها كما لو كانت طفلة صغيرة، ثم أتي لها بصينية الطعام.
-" تناولي طعامك".
ونظرت راشيل إلي الصينية . ثلاث شطائر ساخنة خرجت لتوها من الفرن ، زبده طازجة، ثلاثة أنواع من المربي،وبالإناء المغطي ثلاث بيضات مطهوة. وكوب من العصير الطازج يفتن نظرها . إن كانت هذه هي الوجبة الخفيفة فليصبرني الله عندما يحين وقت العشاء.
تناولت العصير . بمجرد خروجه من الحجرة تعود بالصينية مرة أخري إلي المطبخ فتشرح لحنا أنها لا تستطيع أن تتناول كل هذا الطعام . لكن لوك كان لا يعتزم الانصراف علي ما يبدو . لقد جر مقعداً بجوار الفراش ، وجلس عليه . بعد قليل أخذ كوب العصير من يدها وكرر:
-" تناولي طعامك."
|