كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الفصل الحادي عشر
-" حنا"
استدارت نظرات كل من المرأتين إليها وهي تدخل إلي المطبخ، كان شعرها يطير في الهواء، وعيناها تتسعان، تملآن وجهها.
-" هل هناك ما يزعجك؟ "
لم تكن حنا قد أدركت أي شيء بعد. كان وجه راشيل يبرق، يتجلي بضوء وضاح. فلم تجد حنا صعوبة في التعرف علي الحب عندما نظرت إلي هذا الوجه.
-" هل أنت بخير؟"
كان وجه تريزا يتضح بالقلق.
-" كل شيء علي ما يرام."
نحت راشيل باهتمامهما وقلقهما جانباً، كانت تعبيراتها تكذب أي ظنون.
-" لم يحدث أي شيء مزعج. يجب أن أتحدث إلي لوك في الحال أين الرقم الذي تركه معكما؟ "
-" بجوار التليفون في مكتبه. ولكنه قد لا......"
تلاشي صوت حنا بعيداً بينما هرعت راشيل إلي المكتب، وأغلقت وراءها الباب.
أخذ جوردي ينقل بصره بين باب المكتب وبين حنا ولأول مرة هذا اليوم تحمله علي ذراعيها، لقد كانوا جميعاً يمرون به، دون أحضان/ ولا قبلات.
-" نانا ماما ذهبت؟ "
إنه يسأل، وهو يثبت أنظاره علي باب المكتب. أخذت حنا تتطلع إليه دون أن تنبس بكلمة. يتحدثون عن الفوز بالتاج الثلاثي!!
منتديات ليلاس
اتحدت نظراتها مع نظرات تريزا كانت صدمتها الفرحة تدوي. ثلاث كلمات، ومتفقة مع بعضها تماماً. ولقد ناداها نانا ... لم تكن تفكر أبداً بلقب أروع من هذا. ولم يكن هذا هو كل شيء.
من النظر إلي وجه راشيل يتبين أن كل شيء سيكون علي ما يرام بينها وبين لوك. حملت جوردي، أخذت تضمه إلي صدرها. ومن فوق رأسه، أخذت تتبادل مع تريزا الابتسامات المبتلة بالدموع. ثم أخذت تخبر سومرز الصغير.
-" لا، لا أظن أن ماما ذاهبة إلي أي مكان."
ورفعت عينيها إلي أعلي؛ وقالت وهي تقترب من إذنه:
-" ولكنها مكالمة خاصة للغاية. كما يجب أن تتذكر أنني أصبحت طاعنة في السن علي أن أتنصت علي الغير."
أخذت راشيل تخلل أصابعها في شعرها وهي تسمع رنين الهاتف في الطرف الآخر. خمس. ست مرات. أخذت تعد وهي لا تطيق صبراً. إنه ليس هناك.
التقط لوك السماعة مع الرنة التاسعة.
-" نعم؟"
لم يكن صوته مشجعاً. أخذت راشيل نفساً عميقاً ثم انخرطت في الحديث.
-" لوك إنه أنا... راشيل أرجوك لا تقل أي كلمة قبل أن أنهي حديثي. لوك، لقد فاجأتني الحقيقة علي حين غرة. لا أستطيع أن أتركك أو أن أترك جوردي إني أحبك, من داخل أعماقي، كنت أشعر دائما أنني يوماً ما، وفي مكان ما، سأقابل رجلاً يغير مجري حياتي بحبه. كان هناك دائماً أمل، ثم منحتني أنت حبك. لقد أحببتك منذ اللحظة التي فتحت عيني فيها بحجرة الضيوف وكنت أنت هناك. كل ما كنت بحاجة إليه هو الإيمان. الإيمان بنفسي. الإيمان بأن زواجنا سينجح، لأن كل منا يعتزم أن يفعل ما بوسعه ليؤمن له ذلك. وأصبح لدي الآن هذا الإيمان."
أزعجها هذا السكون في الطرف الآخر." لوك؟ "
ربما قد طلبت رقماً خطأ. ربما لم يعد لوك يريدها، بعد كل هذا.
|