كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الفصل العاشر
-" أنا.. لا أصلح .. للحب. لم...لم اكن أريد ج.زجوردي...أن ....يتعلق بي...هكذا. لم...أكن أ...أريد أن..أسبب..ألماً ..لأي مخلوق."
-" لم يحدث شيء من هذا؟"
كان يهمس إليها وهو يربت علي ظهرها.
-" إن الحب شيء لا يمكننا التحكم فيه. إنه إما يوجد أو لا يوجد."
-" لم أكن أريد أن يتألم جوردي عندما أرحل."
-" إذن ابقي."
-" لا أستطيع. ألا يمكنك إدراك ذلك. إنني لست مثل كريس. إني لا أصلح لأي علاقة شخصية."
أخذ الغضب يغلي بداخل لوك. أي نوع من الوحوش الآدمية، ذلك الذي جعلها تشعر هكذا؟
-" وما الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟"
-" إن أمي لم تستطع احتمالي. ولهذا تركتنا ورحلت. لم يكن لدي أبي أي وقت لي بعد أن رحلت. لقد حاولت جاهدة أن أجعله مثلي لكنه... لكنه لم يكن يهتم بي مطلقاً. كان يقول إن كل ما حدث قد حدث بسببي."
تقلص وجه لوك،
-" إن أباك لم يكن يدرك معنى ما يقول يا راشيل."
كان يتحدث بأسي،
-" كان يلومكمن أجل نقائصه هو نفسه."
احس أنها قد بدأت تهدأ، وعندما بدأت أنفاسها تنتظم واصل حديثه وهو يمسح علي شعرها:
-" كل غنسان هنا يري أنك رائعة حقاً، حنا تقول إنك استجابة السماء لصلواتها. جوان وتريزا يتغنيان بك طوال الوقت، ديفيد أخبرني أنك قوية للغاية وأنك لم تستطيعي بعد العثور علي طريقة عمل الشطائر المغطاة بالشكولاتة بعد. جاسون لا يستطيع أن يرفع عينيه من عليك، وموجو يعمل متأخراً حتيى يجد الوقت لممارسة الفروسية معك. دكتور سميث أخبرني أن توم إتويل لا يستطيع التوقف عن امتداحك،لقد عرض علي ملفك أيضاً. تلتصق بذهني ملاحظة كتبها دكتور إتويل في تقريره عنكز يصفك بأنك امرأة رائعة تهتم بكل إنسان، ذات قدرة علي العطاء لا تنتهي ولا تنضب. كل هؤلاء الناس يا راش ، لا يمكن أن يكونوا مخطئين."
بعد برهة من الزمن، بدأ الأحمرار يعود إلي وجنتيها، أدرت وجهها إليه وأخرجت زفيراً عميقاً.
-" هل تحدثت مع دكتور سميث عني؟"
منتديات ليلاس
أومأ لوك برأسه وأخذ يزيح برقة خصلة شعر من فوق جبهتها الحارة، أنزل أصابعه يتحسس وجهها. كانت تبدو الآن في أكثر حالاتها استسلاماً واستكانة. سوف يكون من الأنانية أن يريحها علي النحو الذي كان يريده.
-" نعم تحدثت معه عنك يوم أن اتصلت به لأخبره أنك لست بحالة جيدة."
احتضنها لوك بحنان ، أدار رأسه ، احتمت شفتاه بصفحة خدها.
-" أحبك ياراش."
كانت الكلمات ترن وسط السكون المحيط . تلك الهالات المتسعة من الصلابة والصمود، أخبرت لوك أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد الكلمات، حتى يخرجها من تلك الغابات المظلمة من تعذيب النفس، يخرجها منها إلي الأبد.
ومن البعيد، صهل جواد. أخذ لوك ينظر إلي السماء وهي تتعانق من جهة مع هذا البساط الأخضر ، ومن جهة أخري مع تلك السحب التي تلونها . أخذ يسترجع ذكري تلك المهرة التي اشتراها روب العام الماضي، تتألم من سوء معاملة مالكها السابق، كانت تعاني الظروف السيئة عندما وصلت إلي دياموندبار، وكان اسمها الفتاة الذهبية. كانت لا تسمح باقتراب أي إنسان منها، لقد فاز روب بثقتها واطمئنانها إليه، ليس بمطاردتها، بإجبارها علي شيء بالقوة، وإنما فقط بالذهاب يومياً إلي حظيرتها والوقوف هناك، والتحدث إليها حديثاً من جانب واحد.
في غضون أسبوع ، أصبحت تأتي إليه طائعة. إن راشيل تحتاج إلي وقت وصبر وهو لديه من الرجولة ما يكفي لأن يمنحها كليهما، باي ثمن كان.
-" لقد بللت قميصك عن غير قصد مني"
كانت دموعها علي قميصه تحيل جسده إلي حريق مضطرم، وتحيل تلك التحليلات التي كانت تدور في رأسه إلي رماد.
-" لا يهم. أتشعرين بتحسن؟"
في هذه اللحظة تركها تتملص من بين ذراعيه، ثم تعتدل. كان هذا أأمن لكليهما.
-" نعم أشكرك."
كان ظهرها إليه، وكان يشعر بمعاناتها وهو تبحث عن حاجزها النفسي الذي اعتادته. لا بد أنه أمراً شاقاً أن لا تعثر عليه الآن.
-" لا تغالي في خوفك ياراش. إن الأشياء تجد سبيلاً لتحل نفسها بنفسها."
لم يكن هناك رد. وهو لم يكن ينتظر رداً. اعتدل ومد لها يده. أخذتها، ووقفت تلتصق به. تسللت نظراته من عينيها إلي شفتيها. لم يستطع مقاومة تلك الدموع التي تنساب منها. للحظة، كاد ينساق لمنطق غريب، ويغرق معها في الحب لكنه معها قد علم أنه لو أراد كل شيء في خضم تلك المعاناة،فلن يصل لشيء أبداً، فمن أجل نجاح علاقتهما معاً ، يجب أن يقبل عقل راشيل .. أحاسيسها، وأن يتعرف عليها. وابتلع ريقه بصعوبة، أحاط كتفيها بذراعه وضمها إلي جانبه.
-" هيا بنا نعود للدار."
|