لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-09, 01:03 PM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل التاسع

 

بمرور الوقت عليها في طريق العودة بدأت الشمس في المغيب. دكنة الشتاء، ناعمة كلون عينيها عندما تنظر إلي جوردي، تحيط به. كانت يدا لوك تمسكان بعجلة القيادة، وتفكيره يتركز في كيفية استجماعها لشجاعتهان لتلقي إليه بهذا الطلب. أخذ يقاوم الرغبة في النظر إليها ليخبرها أنه قد تحول لتوه إلي إنسان جديد ... يخاف من رد فعلها، من أي تصرف قد تقوم به. كما كانت تخاف هي أيضاً من نفس الشيء. لكن ما حدث كان بمثابة إصابة هدف ... نجاح. عليه بالصبر ليفوز بكل شيء. كان هناك الكثير مما يستطيع أن يقدمه إليها، لكن لا شيء من كل ذلك ... ولا حتى حبه سيكون ذا فائدة إن لم تعثر راشيل علي نفسها أولاً، وإن لم تدرك أن هذا ما كانت تبحث عنه وتريده من الحياة. لقد سمع عن أناس تسرعوا في زيجاتهم، ثم استيقضوا ذات يوم ليكتشفوا أنهم لم يفكروا بما فيه الكفاية فيما هم مقدمين عليه، أو حتى إن كان هذا هو ما يريدون من الحياة. خطأ كهذا يستحق أكثر من التحلي بالصبر الآن. لم تكن تعلم أنه تحدث هاتفياً مع ويلسون سميث من حجرته بالفندق، وأنه قد علم بقرارها الذي اتخذته بالفعل بالعودة إلي بنجلادش. القدرة علي التصرف والخبرة بظروف الأماكن المنكوبة بالطوفان، هذا ما أخبره به دكتور سميث وبأنه سيتركها بهذا البلد قرابة عامين، ثم يتم تحويلها لمكان آخر. إنه يجازف مجازفة كبيرة بانتظاره الطويل هذا. مجازفة كبيرة بالنسبة لرجل لا يعترف بالمقامرة، فمن الصعب علي نفسه أن يترك مصير بقية حياته للحظ، لكن ام يكن أمامه أي بديل آخر سوى أن يدعها تفاضل بنفسها بين جميع الاختيارات.
منتديات ليلاس
أضاء النور الموجود بسقف السيارة، أخذ ينظر إلي راش وابتسامة عذبة علي فمه. لقد قطعا شوطاً طويلاً منذ ذلك اليوم في المحكمة، وهي بالقطع قد استفادت من إقامتها تلك بالمزرعة. كذلك جوردي، لقد أحب تلك الطريقة التي كانت تحمله بها تحت إبطها احياناً، كانت تحمله علي صدرها، بطريقة أشبه بحركات القردة، كأنما لا تشبع منه أبداً . في أحيان أخري، كانت تجلس معه علي الأرض تشبك قدميها بالساعات، تتحدث إليه، تقرأ له . كان لوك يعلم أن جوردي يشعر تماماً بما تحس به نحوه . لقد بدأ ينظر إليها الآن، وبالأمس عندما فتح كل منهما ذراعيه إليه، اختار الذهاب إلي راش . وليس جوردي فقط . حنا وتريزا اصبحتا تداومان علي خطب ودها. جوان وجاسون لم يتمكنا من القيام بما يكفي نحوها . موجو أتي لها بباقة من الأزهار البرية، كان يأخذها لممارسة الفروسية. قص الهندي شعره، وكان يأتي إلي العمل تلك الأيام بذقن حليق، أصبح لا يتسبب في أية مشاكل. لديها الكثير هنا، لكن راشيل فقط هي التي تستطيع الوصول إلي كل ذلك، لا يوجد مخلوق آخر يمكنه أن يساعدها في اتخاذ هذا القرار. ونظر إليها مرة أخري، ثم أطفأ المصباح . إنها تبدو كالشعلة. ضئيلة لك ثابتة. تحتفظ بكيانها في مواجهة أي شيء آخر. تعطي كل شيء ولا تسأل لنفسها شيئاً. جوهرها الأصيل يمدها بما يحفظ لها اشتعالها ودوامها. يتساءل إن كان سيأتي الوقت الذي ستدعه فيه يحفظ تلك الشعلة. لا أن يعمل علي خفوتها، بل فقط حمايتها، حتى تستطيع أن تحترق فتضيئ وتضيئ.
استيقظت راشيل علي صوت إغلاق باب السيارة.
-" كل شيء بخير."
كان لوك يقول ذلك بينما لمحت راشيل خروج حنا إلي عتبة الباب.
-" لقد شعرنا فقط في العودة إلي الدار."
وبعيون شبه مغمضة من أثر النوم شاهدت جاسون يخرج، قائلاً:
-" مساء الخير." ثم ذاهباً باتجاه الجراج.
-" بما أن كل شيء بخير، فإني سأعود ثانية إلي الفراش."
وانسحبت حنا بعيداً قبل أن تتمكن راشيل من الخروج من السيارة.
اغتسلت ومشت في الدهليز المؤدي لحجرة جوردي، كانت فكرة أن تأخذه الآن فتضمه إليها أقوي من أن تقاومها. كان يبدو كملاك صغير نادر الوجود، ثمين، يرقد في سلام. لو تستطيع فقط لو تمنع عجلة الزمان من الدوران، لو تستطيع إيقاف الوقت، أن تبقي جوردي علي حالة الطفولة تلك لمدة أطول، أن تبقي معه بعض الأيام الأخري. لم تكن تدرك هذا الألم الكبير الذي جعلها تهرب.
-" هيا نذهب إلي المطبخ."
قفزت راشيل عندما تكلم وهو يقترب من أذنها خافضاً من صوته .

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 01:10 PM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل التاسع

 

بمرور الوقت عليها في طريق العودة بدأت الشمس في المغيب. دكنة الشتاء، ناعمة كلون عينيها عندما تنظر إلي جوردي، تحيط به. كانت يدا لوك تمسكان بعجلة القيادة، وتفكيره يتركز في كيفية استجماعها لشجاعتهان لتلقي إليه بهذا الطلب. أخذ يقاوم الرغبة في النظر إليها ليخبرها أنه قد تحول لتوه إلي إنسان جديد ... يخاف من رد فعلها، من أي تصرف قد تقوم به. كما كانت تخاف هي أيضاً من نفس الشيء. لكن ما حدث كان بمثابة إصابة هدف ... نجاح. عليه بالصبر ليفوز بكل شيء. كان هناك الكثير مما يستطيع أن يقدمه إليها، لكن لا شيء من كل ذلك ... ولا حتى حبه سيكون ذا فائدة إن لم تعثر راشيل علي نفسها أولاً، وإن لم تدرك أن هذا ما كانت تبحث عنه وتريده من الحياة. لقد سمع عن أناس تسرعوا في زيجاتهم، ثم استيقضوا ذات يوم ليكتشفوا أنهم لم يفكروا بما فيه الكفاية فيما هم مقدمين عليه، أو حتى إن كان هذا هو ما يريدون من الحياة. خطأ كهذا يستحق أكثر من التحلي بالصبر الآن. لم تكن تعلم أنه تحدث هاتفياً مع ويلسون سميث من حجرته بالفندق، وأنه قد علم بقرارها الذي اتخذته بالفعل بالعودة إلي بنجلادش. القدرة علي التصرف والخبرة بظروف الأماكن المنكوبة بالطوفان، هذا ما أخبره به دكتور سميث وبأنه سيتركها بهذا البلد قرابة عامين، ثم يتم تحويلها لمكان آخر. إنه يجازف مجازفة كبيرة بانتظاره الطويل هذا. مجازفة كبيرة بالنسبة لرجل لا يعترف بالمقامرة، فمن الصعب علي نفسه أن يترك مصير بقية حياته للحظ، لكن ام يكن أمامه أي بديل آخر سوى أن يدعها تفاضل بنفسها بين جميع الاختيارات.
منتديات ليلاس
أضاء النور الموجود بسقف السيارة، أخذ ينظر إلي راش وابتسامة عذبة علي فمه. لقد قطعا شوطاً طويلاً منذ ذلك اليوم في المحكمة، وهي بالقطع قد استفادت من إقامتها تلك بالمزرعة. كذلك جوردي، لقد أحب تلك الطريقة التي كانت تحمله بها تحت إبطها احياناً، كانت تحمله علي صدرها، بطريقة أشبه بحركات القردة، كأنما لا تشبع منه أبداً . في أحيان أخري، كانت تجلس معه علي الأرض تشبك قدميها بالساعات، تتحدث إليه، تقرأ له . كان لوك يعلم أن جوردي يشعر تماماً بما تحس به نحوه . لقد بدأ ينظر إليها الآن، وبالأمس عندما فتح كل منهما ذراعيه إليه، اختار الذهاب إلي راش . وليس جوردي فقط . حنا وتريزا اصبحتا تداومان علي خطب ودها. جوان وجاسون لم يتمكنا من القيام بما يكفي نحوها . موجو أتي لها بباقة من الأزهار البرية، كان يأخذها لممارسة الفروسية. قص الهندي شعره، وكان يأتي إلي العمل تلك الأيام بذقن حليق، أصبح لا يتسبب في أية مشاكل. لديها الكثير هنا، لكن راشيل فقط هي التي تستطيع الوصول إلي كل ذلك، لا يوجد مخلوق آخر يمكنه أن يساعدها في اتخاذ هذا القرار. ونظر إليها مرة أخري، ثم أطفأ المصباح . إنها تبدو كالشعلة. ضئيلة لك ثابتة. تحتفظ بكيانها في مواجهة أي شيء آخر. تعطي كل شيء ولا تسأل لنفسها شيئاً. جوهرها الأصيل يمدها بما يحفظ لها اشتعالها ودوامها. يتساءل إن كان سيأتي الوقت الذي ستدعه فيه يحفظ تلك الشعلة. لا أن يعمل علي خفوتها، بل فقط حمايتها، حتى تستطيع أن تحترق فتضيئ وتضيئ.
استيقظت راشيل علي صوت إغلاق باب السيارة.
-" كل شيء بخير."
كان لوك يقول ذلك بينما لمحت راشيل خروج حنا إلي عتبة الباب.
-" لقد شعرنا فقط في العودة إلي الدار."
وبعيون شبه مغمضة من أثر النوم شاهدت جاسون يخرج، قائلاً:
-" مساء الخير." ثم ذاهباً باتجاه الجراج.
-" بما أن كل شيء بخير، فإني سأعود ثانية إلي الفراش."
وانسحبت حنا بعيداً قبل أن تتمكن راشيل من الخروج من السيارة.
اغتسلت ومشت في الدهليز المؤدي لحجرة جوردي، كانت فكرة أن تأخذه الآن فتضمه إليها أقوي من أن تقاومها. كان يبدو كملاك صغير نادر الوجود، ثمين، يرقد في سلام. لو تستطيع فقط لو تمنع عجلة الزمان من الدوران، لو تستطيع إيقاف الوقت، أن تبقي جوردي علي حالة الطفولة تلك لمدة أطول، أن تبقي معه بعض الأيام الأخري. لم تكن تدرك هذا الألم الكبير الذي جعلها تهرب.
-" هيا نذهب إلي المطبخ."
قفزت راشيل عندما تكلم وهو يقترب من أذنها خافضاً من صوته .


نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 01:12 PM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي

 

وضع إصبعه القوي يتحسس خد جوردي ثم تبعها إلي الخارج. توجها إلي الثلاجة، ثم أخذا يحملان مائدة القهوة التي تطوى وتفرد إلي غرفة المعيشة، والجائزة التي كانت تنتظرهما بما لذ وطاب. حساء نبات البروكولي، لبدجاج البارد، الخبز الطازج، وإناء امتلأ إلي منتصفه بكريمة الفواكه الشهية. لم يكن الطعام بهذا الطعم اللذيذ أبداً. كانا يتكلمان همساً، لا يريدان إزعاج حنا. كان لوك يحمل الأطباق يعيده إلي المطبخ، عندما غرقت راشيل مع أفكارها. قامت إلي جهاز الموسيقي المثبت تجاه الحائط، فضغطت علي الزر ثم أدارت المؤشر حتى وجدت المحطة التي تريدها. وانسابت الموسيقي الحالمة في الجو.
منتديات ليلاس
أحست بلوك يأتي من ورائها فاستدارت، لتصبح بين ذراعيه. لم تستطع أن تري وجهه، لذا لم تعرف إن كان قد دهش مما فعلت. أخذ يحتضنها، يقربها إلي دفئه. تراجع الليل لما مالت برأسها علي كتفه. أخذا يرقصان سوياً، لم يغيرا من وضعهما متقاربين متلاصقين حتى عندما تغيرت الموسيقي إلي لحن سريع الإيقاع. مال إليها قليلاً، أراح خده إلي خدها، نعومة وجهه ذكرت راشيل أنه كان يحلق ذقنه عندما نقرت علي باب حجرته بالفندق. غشتها رائحة عطره لبعد الحلاقة، ثم أخذت تدفن رأسها في صدره ترغب في المزيد من الإحساس بعطره الزكي. أخذت تفكر في أحداث اليوم، كم كان رائعاً أن تكون بصحبة لوك، وتصرفه مع خبيرة التجميل. أبقت عينيها مفتوحتين. لو أغلقتهما الآن لفاضتا بالدموع، وسيكون صعباً عليها أن تشرح للوك أنها تبكي لأنه أروع رجل قابلته في حياتها. غاصت راشيل في أحلامها، تشعر أنهما يحلقان، لحظات لن تنساها أبداً. وكان القمر كأنما يشعر بسحر تلك اللحظة، يسبح في جلال وراء السحب. إنه قمر المحبين، أخذت راشيل تفكر حالمة. وفجأة أصابتها صاعقة من تلك المشاهد التي اقتحمت عليها خيالاتها، أدركت أنها تسرق لحظات نادرة. إن لم تتوقف الآن، لن تستطيع التوقف أبداً. كما أن النهار لا بد آت بعد هذا الليل الحالم.. إن ما تحاول البحث عنه يكاد يحطمها فتصبح هباءً منثورا. تراجعت بعيداً عن لوك. أخذت تنظر إليه، تحاول افتعال نظرة حقيقية في صوتها.
-" سوف أتذكر دائماً هذا."
فاض الكيل بلوك. ها قد عدنا ثانية. الإنذار، حازم، مباشر، لا يتبدل. أخبرته أنها قد أعدت خططها. إنها تعتزم الذهاب للحاق بهم، لسبب ما لا يهمه. تقلصت كتفاه كأنما تلقي ضغطاً شديداً علي عصبه.
-" هل اتخذت قراراً؟ "
كان يشعر بما يجري أكثر مما يسمعه منها.
-" لقد حجزت مكاناً علي الرحلة من مطار لوس انجيلوس في اليوم الحادي والثلاثين."
أحس بالألم يمزق صدره، مع زوال آخر بارقة أمل كان يتمسك بها.
-"فهمت."
توقفت أقدامهما عن الحركة. كالمتصارعين في حلبة الملاكمة. قد لا يتكرر أبداً ذلك التقارب الذي كان منذ دقائق . انتظرت راشيل برهة . ولما تبينت أن لوك لا يعتزم أن يقول شيئاً آخر همست:
-" أظن أنني سآوي إلي حجرتي الآن أشكرك علي كل شيء."
انسلت خارجة، فاستدار لوك، وخطا في الظلام


نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 01:15 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل العاشر

 

الفصل العاشر
في الصباح التالي، عندما دخلت راشيل إلي المطبخ، كان جوردي يجلس إلي مائدة الفطور وبقايا وجبة الحبوب تلطخ وجهه. أخذت تتطلع إليه، تغدي نفسها برؤيته بينما بدا مسروراً بذلك.
-" صباح الخير."
ولكي تبتعد عن اقتراب لوك نحو المائدة وهو يمسك فنجانه بيده، مالت نحو وجه جوردي تبحث فيه عن مكان لا يلطخه الغداء، حتى تضع قبلة عليه. فمد لها يده، كأنما يسخو عليها بملعقة من وجبة حبوبه.
-" لا.. شكراً" ، ابتسمت راشيل وهي تتفادي ملعقته الممدودة.." سأجهز طبقي الآن."
ثم أخذت تخرج الأطباق من الرف، وتجهز المائدة. كان جو المكان قد امتلأ بسكون لوك الذي أطبق، بعد تحيته تلك المختصرة.
منتديات ليلاس
لقد نامت جزءاً من الليل. إن العلم بما هو أفضل.. شيء، أما القيام بتنفيذه فهو شيء آخر.. شيئان مختلفان تمام الاختلاف . تنحنحت راشيل ثم استدارت، تهم بترك المكان، لا تصدق أنها مقدمة علي الرحيل، وتمتلئ خوفاً من أن تبقي. أخذ يدور بذهنها المضطرب العديد من الخطط والقرارات المتضاربة المتنوعة. أخذت تجمع طاقم المائدة وترفعه عنها. أوحت لها أشعة الشمس بموضوع للحديث،
-" إنه ليوم جميل ،أليس كذلك؟"
أي شيء أفضل من هذا الصمت المطبق.
تقلصت كتفا لوك.
-" إن الجو بارد والرياح تهب بالخارج."
وهكذا انتهي الحوار العظيم. في غير تعمد منها، فتحت أحد الأدراج ثم صفقته بشدة. فاجأها صوت سقوط طبق علي الأرض فقفزت من مكانها. استدارت نحو جوردي لتجد الذهول مرتسماً علي وجهه. يطل من فوق كرسيه العالي، ينظر إلي طبق الكورن فليكس الذي سقط علي الأرض. تقلص وجهه، بدا أن انهمار الدموع عليه ليس ببعيد. كان من الواضح أن تلك الجلبة استحوذت علي حواسه كلها. قبل أن يتفوه أي من راشيل أو لوك بكلمة، عاد الطفل ينظر إلي أعلى ويمد يديه نحوها،
-" ماما."
تسمرت راشيل في مكانها. ماما: امتص عقلها الكلمة، فاخذ رنينها يطن بداخله. لا بد أنه التقط تلك الكلمة من ديفيد وانجيلا، أنهما يناديان تريزا هكذا. لكن لم أطلقها عليها؟ أواه يا جوردي أخذت تفكر، ليس أنت، أيضاًً. وبصعوبة سمعت لوك يقول:
-" لا تخف يا جوردي" ، لكن بكاءه علا وملأ الجو، فحمله وأخذ يربت عليه مرة أخري ويحاول إسكاته.
-" اجلسي ياراش."
اخذت تنقل بصرها بين وجه جوردي ووجه لوك لأول مرة هذا الصباح. استقرت نظراته عليها كغشاء حريري يحيط بكيانها. دافئ ومتفهم. فجأة أصبح كل هذا يفوق احتمالها. استدارت وأسرعت إلي خارج الدار.
-" صباح الخير."
واستدار لوك ليجد تريزا تدخل إلي المطبخ. وضع جوردي ثانية في كرسيه العالي ثم قال:
-" أعطيه مزيداً من خليط الحبوب، من فضلك يا تريزا."
-" بالتأكيد."
كان لوك يعلم أين يمكن أن يجدها. حملته قدماه إلي تلك البقعة الخضراء المحاطة بالأشجار. كانت تلك البقعة هي المفضلة عند أمه ايضاً. كانت تتمدد ووجهها إلي أسفل فوق الأرض الخضراء الباردة، تنتحب كأنما قلبها يتمزق. بدت كالمهرة الصغيرة الضعيفة. لقد رأى ذلك التعبير الذي بدا علي وجهها عندم اندلعت دهشة جوري وخوفه. أتون العواطف هذا الذي يختبئ في هذا المكان أكد له ما كان يظنه. كانت تخاف أن ينهار ذلك البناء الحجري الذي شيدته ليحيط بأحاسيسها. بسهولة، رفعها علي ذراعيه، أوقفها فاستراح رأسها علي كتفه وببساطة عانقها وضمها إليه. بمرور الوقت تحول بكاءها إلي نحيب مزلزل أخذ يهز جسدها هزاً. ثم انفجر كل شيء بينما هو يحاول تهدئتها،

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 27-07-09, 01:17 PM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل العاشر

 

-" أنا.. لا أصلح .. للحب. لم...لم اكن أريد ج.زجوردي...أن ....يتعلق بي...هكذا. لم...أكن أ...أريد أن..أسبب..ألماً ..لأي مخلوق."
-" لم يحدث شيء من هذا؟"
كان يهمس إليها وهو يربت علي ظهرها.
-" إن الحب شيء لا يمكننا التحكم فيه. إنه إما يوجد أو لا يوجد."
-" لم أكن أريد أن يتألم جوردي عندما أرحل."
-" إذن ابقي."
-" لا أستطيع. ألا يمكنك إدراك ذلك. إنني لست مثل كريس. إني لا أصلح لأي علاقة شخصية."
أخذ الغضب يغلي بداخل لوك. أي نوع من الوحوش الآدمية، ذلك الذي جعلها تشعر هكذا؟
-" وما الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟"
-" إن أمي لم تستطع احتمالي. ولهذا تركتنا ورحلت. لم يكن لدي أبي أي وقت لي بعد أن رحلت. لقد حاولت جاهدة أن أجعله مثلي لكنه... لكنه لم يكن يهتم بي مطلقاً. كان يقول إن كل ما حدث قد حدث بسببي."
تقلص وجه لوك،
-" إن أباك لم يكن يدرك معنى ما يقول يا راشيل."
كان يتحدث بأسي،
-" كان يلومكمن أجل نقائصه هو نفسه."
احس أنها قد بدأت تهدأ، وعندما بدأت أنفاسها تنتظم واصل حديثه وهو يمسح علي شعرها:
-" كل غنسان هنا يري أنك رائعة حقاً، حنا تقول إنك استجابة السماء لصلواتها. جوان وتريزا يتغنيان بك طوال الوقت، ديفيد أخبرني أنك قوية للغاية وأنك لم تستطيعي بعد العثور علي طريقة عمل الشطائر المغطاة بالشكولاتة بعد. جاسون لا يستطيع أن يرفع عينيه من عليك، وموجو يعمل متأخراً حتيى يجد الوقت لممارسة الفروسية معك. دكتور سميث أخبرني أن توم إتويل لا يستطيع التوقف عن امتداحك،لقد عرض علي ملفك أيضاً. تلتصق بذهني ملاحظة كتبها دكتور إتويل في تقريره عنكز يصفك بأنك امرأة رائعة تهتم بكل إنسان، ذات قدرة علي العطاء لا تنتهي ولا تنضب. كل هؤلاء الناس يا راش ، لا يمكن أن يكونوا مخطئين."
بعد برهة من الزمن، بدأ الأحمرار يعود إلي وجنتيها، أدرت وجهها إليه وأخرجت زفيراً عميقاً.
-" هل تحدثت مع دكتور سميث عني؟"
منتديات ليلاس
أومأ لوك برأسه وأخذ يزيح برقة خصلة شعر من فوق جبهتها الحارة، أنزل أصابعه يتحسس وجهها. كانت تبدو الآن في أكثر حالاتها استسلاماً واستكانة. سوف يكون من الأنانية أن يريحها علي النحو الذي كان يريده.
-" نعم تحدثت معه عنك يوم أن اتصلت به لأخبره أنك لست بحالة جيدة."
احتضنها لوك بحنان ، أدار رأسه ، احتمت شفتاه بصفحة خدها.
-" أحبك ياراش."
كانت الكلمات ترن وسط السكون المحيط . تلك الهالات المتسعة من الصلابة والصمود، أخبرت لوك أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد الكلمات، حتى يخرجها من تلك الغابات المظلمة من تعذيب النفس، يخرجها منها إلي الأبد.
ومن البعيد، صهل جواد. أخذ لوك ينظر إلي السماء وهي تتعانق من جهة مع هذا البساط الأخضر ، ومن جهة أخري مع تلك السحب التي تلونها . أخذ يسترجع ذكري تلك المهرة التي اشتراها روب العام الماضي، تتألم من سوء معاملة مالكها السابق، كانت تعاني الظروف السيئة عندما وصلت إلي دياموندبار، وكان اسمها الفتاة الذهبية. كانت لا تسمح باقتراب أي إنسان منها، لقد فاز روب بثقتها واطمئنانها إليه، ليس بمطاردتها، بإجبارها علي شيء بالقوة، وإنما فقط بالذهاب يومياً إلي حظيرتها والوقوف هناك، والتحدث إليها حديثاً من جانب واحد.
في غضون أسبوع ، أصبحت تأتي إليه طائعة. إن راشيل تحتاج إلي وقت وصبر وهو لديه من الرجولة ما يكفي لأن يمنحها كليهما، باي ثمن كان.
-" لقد بللت قميصك عن غير قصد مني"
كانت دموعها علي قميصه تحيل جسده إلي حريق مضطرم، وتحيل تلك التحليلات التي كانت تدور في رأسه إلي رماد.
-" لا يهم. أتشعرين بتحسن؟"
في هذه اللحظة تركها تتملص من بين ذراعيه، ثم تعتدل. كان هذا أأمن لكليهما.
-" نعم أشكرك."
كان ظهرها إليه، وكان يشعر بمعاناتها وهو تبحث عن حاجزها النفسي الذي اعتادته. لا بد أنه أمراً شاقاً أن لا تعثر عليه الآن.
-" لا تغالي في خوفك ياراش. إن الأشياء تجد سبيلاً لتحل نفسها بنفسها."
لم يكن هناك رد. وهو لم يكن ينتظر رداً. اعتدل ومد لها يده. أخذتها، ووقفت تلتصق به. تسللت نظراته من عينيها إلي شفتيها. لم يستطع مقاومة تلك الدموع التي تنساب منها. للحظة، كاد ينساق لمنطق غريب، ويغرق معها في الحب لكنه معها قد علم أنه لو أراد كل شيء في خضم تلك المعاناة،فلن يصل لشيء أبداً، فمن أجل نجاح علاقتهما معاً ، يجب أن يقبل عقل راشيل .. أحاسيسها، وأن يتعرف عليها. وابتلع ريقه بصعوبة، أحاط كتفيها بذراعه وضمها إلي جانبه.
-" هيا بنا نعود للدار."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات غادة, الإيمان..الأمل, faith, geeta kingsley, hope and love, جيتا كينجسلي, روايات مكتوبة, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, رواية من اروع الروايات, والحب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:38 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية