كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الفصل التاسع
-" تلك هي آخر مشترياتي ."
أعلنت ذلك وهي تحمل حقيبتها.
-" هل أنت متأكدة من ذلك؟" وبدا لوك كأنه ود التراجع عن هذا القول.
أومأت راشيل برأسها.
-" نعم، لكن يمكنك أنت المواصلة لتبتاع بثية مشترياتك."
وسارا إلي متجر آخر فقال لوك:
-" دعينا ندخل هذا المتجر لدقيقة. أريد شراء هديتين أضافيتين."
أخذت راشيل ترمق الجناح النسائي بالمتجر. تبين لها أن هذا المتجر يختلف عن المتاجر الأخري، السجاد الفخم، الأناقة الهادئة، البائعة التي تشبه عارضات الأزياء. من أول نظرة ألقتها علي الأسعار المدونة علي البطاقات المثبتة في السلع تبين لها استحالة شراء أي شيء من هنا، لكنها تبينت من نوعية البضائع المعروضة أنها تساوي كل سنت يدفع فيها.
-" أي خدمة؟" نظرت راشيل إلي تلك المرأة التي تماثلها عمراً وتختال أناقة
-" ل....لا.. شكراً لك. إني ألقي نظرة فقط."
ثم مالت راشيل نحو قسم العطور وادوات التجميل وأخذت تشاهد المعروضات في صندوق العرض الزجاجي. لم تكن تدري ماذا تصنع بمثل هذه الأشياء.
-" إننا نعرض بعض الماركات الجديدة اليوم. أتريدين واحدة منها؟ "
أخذت تنظر إلي تلك المرأة، كانت أكبر سناً وقد جملت وجهها بعناية، ومن وراء عارضة البيع التفتت ثانية إلي أدوات التجميل المعروضة.
منتديات ليلاس
-" إنها مجانية . لست بحاجة ألي تشتري أي شيء." أخذت المرأة تحاول الدعاية للمعروضات.
توقفت راشيل وهي غير مصدقة. ولم لا؟ لا ضرر في أن تعرف طرق تجميل وجهها، سيفيدها لك حتى حيث هي ذاهبة. -" لا مانع."
وقدمت المرأة نفسها إليها : -" هيلين." ثم شرعت في الحديث بلا توقف.
-" إن تقاطيع وجهك ممتازة حقاً. ولو أن بشرتك من النوع الجاف. يجب أن تستعملي المستحظرات المرطبة للبشرة. هل تستعملين كريم اساس؟ حسناً. أنا أيضاً لا استعمله. بعض البودرة تؤدي الغرض. الآن بعض ألوان الظلال هكذا. هل ترين كيف تبرز ملامحك بطريقة أفضل؟ يالها من ملامج رائعة . كل ما ينقصك الآن هو لمسة م أحمر الخدود سوف أزيد قليلاً من ماكياج العينين. إنهما لجميلتان . ما هو لون الملابس المفضل لديك؟"
-" الأحمر."
منذ متي؟ صوت ساخر أخ يتساءل منذ رأت عيني لوك تلمعان كلما لبست السويتر الأحمر.
أتمت لها هيلين ماكياج العينين، وهي تروي لها شيئاً عن زيادة مقدار الماكياج بهما، بينما جزء من فكر راشيل ذهب بعيداً إلي ذلك الصيف الذي قضته مع كرستينا. كانتا تجربان يومياً طريقة ماكياج جديدة، وتسرسحة شعر مختلفة.
كانت العمة ماري قد اشترت لها بعض أدوات التجميل طهدية, ولما عادت إلي منزلها ألقي أبوها بهذه الأشياء بعيداً. قائلاً أنه لا ينبغي لها أن تجعل من نفسها شيئاً رخيصاً هكذا، طالما هي تعيش تحت سقف بيته. كان قد فعل مثل ذلك بما فيه الكفاية مع امها.
لم تتالم راشيل لهذه الذكري. كانت تسترجع كل لحظة اختزمنها في ذاكرتها عن ذلك الصيف البديع حيث كانت بالمكان الوخيد الذي لايستكيع أبوها أن يقتفي أثرها.
-" نعم هكذا . ظل العيون هذا يناسبك تماماً."
من البداية أدركت راشيل الفارق، كانت تقف أمام عارضة البضائع تواجه المرآة، فتري عيوناً عديدة تحملق في وجهها المنعكس في المرآة.
استعملت هيلين أحمر شفاه من النوع الخفيف الفاتح، فوضعته علي شفتيها. فاضفي هذا اللون غني عليهما مع مسحة غامضة.
-: ها هي قطعة من القماش. أطبقي شفتيك عليها كي أضع لك طبقة أخري. لقد انتهيت هكذا. تبدين رائعة الجمال."
تراجعت هيلين إلي الخلف وعي تنظر إليها وقد ارتسمت ابتسامة رضا علي وجهها.
-: ياليتني أستطيع أن احدث مثل هذا الأثر الجميل مع بقية زبائني. كل ما استعملته هو البودرة والألوان وقلم العيون وبعض الظلال أحمر الشفاه إنك تبدين الآن في غاية الروعة، إنك تشبهين الآن مليون دولار تقف علي قدمين. أليس كذلك يا سيدي؟"
|