كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الفصل التاسع
أوصلها لوك أمام مقر ال م. ر. أ. بوسط المدينة، أخبرها أنه سيأتي ليأخذها مرة أخري في الثانية عشرة ظهراً.
أومأت راشيل برأسها. إن ساعتين من الزمن ، وقت كاف جداً لتري دكتور سميث، ولتقم بعمل تحليل دم، وقد تجد الوقت أيضاً لأخذ حقن التطعيم.
لكن الوقت لم يكفها تماماًز اصر دكتور سميث أن يصحبها في جولة بأرجاء الادارة، كان يعاملها كما لو كانت ضيفاً هاماً يزور المبني، أخذ يقدمها إلي موظفي ال م. ر. أ. علي أنها واحدة من أهم العاملين الميدانيين.
أخذها لمشاهدة حجرة عروض الفيديو وجناح التدريب، متحدثاً طوال الوقت عن حاجتهم إلي مدير للبرنامج التعليمي للمتطوعين.
بدأت تشعر راشيل بشيء من التلميح الخفي وراء كلماته.
هل هناك غرض ما وراء هذع الجولة؟
يبدو علي دكتور سميث أنه قد أخذ انطباعاً عنها أنها قد غيرت رأيها بشأن العودة إلي بنجلادش. يجب أن توضح له موقفها تماما في هذا الصدد.
-" متى برأيك يمكنني العودة إلي بنجلادش ؟ "
كانا قد دخلا ثانية إلي مكتبه وجلسا كل في مواجهة الآخر. وعلي المائدة التي تفصل بينهما قد وضعت صينية بها فنجانان من القهوة وطبقاً من الشطائر.
-" حسناً..."
وفتح دكتور سميث أحد الملفات أمامه.
-" ما خططك بشأن الحتفال بقدوم العام الجديد ؟ لدينا مجموعة ستقوم بالسفر ئئئغلي الخارج في نهاية شهر يناير ( كانون الثاني )."
-" ارجوك، أريد الرحيل مبكراً عن هذا الموعد."
نظر إليها دكتور سميث من فوق طاولته. يبدو أن ثبات عينيها الرماديتين قد أوحى إليه بقرار.
-" حسن جداً، إن كنت تصرين علي الرحيل مبكراً، يمكن أن أقوم ببعض الترتيبات بحيث ترحلين في الخادي والثلاثين."
منتديات ليلاس
هكذا ستتمكن من الإحتفال بفدوم العام الجديد كما خططت تماماً وحيدة.
وقفت راشيل علي قدميها ، متجاهلة تلك الانتفاضة الرهيبة التي أحست بها في قلبها، ومدت إليه يدها.
-" اشكرك يا دكتور سميث. سأقوم بعمل تحليل الدم هنا الآن."
وبنظرة إلي الساعة فوقه أدركت أنها تسابق الزمن.
-" إن وقتي ضيق للغاية، لذا سأذهب لأري دكتور كنتون ليقوم بالتحاليل اللازمة، ولأخذ حقن التطعيمات."
-" قبل أن أنسي، " قالها دكتور سميث معاوداً النظر إليها من فوق نظارته.
-" لا تنسي أن تبعثي بخالص شكري للتبرع السحي الذي قدمه مستر سومرز إلي ال م. ر. أ. "
-" تبرع؟"
كانت هذه المرة الأولي التي تسمع فيها بذلك.
-" نعم."
وهو يخلع نظارته من فوق عينيه ، أخذ في تنظيف عدساتها ثم أعادها فوق أنفه، متفرساً في راشيل من فوق عدساتها.
-" لقد بعث إلينا شيكاً بمبلف خمسة وعشرين ألف دولار."
-" ف ... فهمت."
شكرت راشيل دكتور سميث علي وقته الذي قضاه معها، وودعته. تذكرت راشيل أن عليها أن تطلب من دكتور كنتون أن يبعث بفاتورة علاجها إلي ال م. ر. أ. ، وهرعت من المكتب متوجهة إلي الجناح الطبي.
كان لوك في انتظارها عندما خردت من المبني ذي اللونين الأزرق والأبيض. خفق قلب راشيل لما رأته ينزل من وراء عجلة القيادة ليفتح لها باب المرسيدس. خمسة وعشرون الف دولار! لم قام لوك بالتبرع بمبلغ كبير كهذا؟
-" كيف سارت الأمور معك؟ "
لم يحاول أن يحرك السيارة من مكانها، بالرغم من انه كان مكاناً ممنوع انتظار السيارات فيه. اشتد الانفعال براشيل لما أصبحت تواجهه وجها لوجه. انتابها شعور بأن السيارة قد ضاقت بهما، وانها قد اصبحت معزولة معه عن العالم خارجها.
-" لقد خيرني دكتور سميث بين أحد خيارين. يلزمني بعض الوقت للأختيار بينهما. لقد تأخرت بسبب تحليل الدم. ارجو أن لا أكون قد سببت لك المتاعب بسبب انتظاري."
كانت الجمل تخرج منها كما تحس بها وتشعر، غير مرتبة، غير منسقة ، حادة، وبهزة من رأسه تناسي لوك الربع ساعة التي وقفها ينتظرها. التقط بسهولة النبرة المرتبكة التي بدت علي صوتها.
-" وما تلك الخيارات؟ "
-" الأول: أن أدير البرنامج التعليمي للمتطوعين. والثاني : أن أعود إلي بنجلادش."
-" والثالث: أن تتزوجيني وتعيشي معي في دياموندبار."
|