لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-09, 11:24 PM   المشاركة رقم: 56
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

-" هم م م...رائعة الطعم . يمكن لحنا أن تتاجر فيما تصنعه، فتحقق ثروة هائلة."
-" إنها بالفعل تفعل ذلك هي وأختها."
وذكر لها لوك الاسم التجاري الذي تبيع به هذه الكعكة .
-" لقد استطاعت حنا أن توفر قدراً معقولاً من المال. إن ما أعطيه لها لا يقارن بما تفعله من أجلنا. هذا هو حال كل عائلة رودريجز، لكن بعد الحادث، لم يتغير شيء سوى أن تريزا كان يجب أن تأتي إلي الدار يومياً لتعين حنا. اعترضت ، لكن جوان طلب مني أن أتركها تفعل ذلك. كانت هذه الطريقة الوحيدة لتتخلص من أحزانها تدريجياً."
-" وهل كان روب وكريس محبوبين هنا؟ "
فأومأ لوك برأسه.
-" نعم، لقد شاهدنا الناس هنا أنا وروب نشب ونكبر. كان جوان هو الأب الروحي لروب. ولقد وجدت كريس مكاناً لها في قلوبهم بسبب طبيعتها الدافئة، وقدرتها تلك علي الاهتمام بكل شخص كانت تقابله."
وضاقت عيناه تأثرا،
-" لقد كانت مصدر سعادة كبيرة، وإنما كانت تنصحني بالزواج، كي أجعل منها عمة، وكي أهب جوردي أبناء عمومة يلعب معهم."
-" هل يحب والدك أريزونا؟"
كان الوقت قد حان لتغيير الموضوع. كانت تريد أن تمحو ظل الحزن الذي بدا في عينيه.
-" لقد توفيت أمي من ثلاث سنوات، بعد ذلك فقد أبي اهتمامه بالمزرعة. دكتور كنتون نصحه بالتغيير، قال إنه سيساعده علي أحزانه حتى يتوقف عن اجترار ذكريات أمي. لقد كون عدة صداقات في أريزونا، وأصبح لديه إسطبل صغير حيث يستطيع ممارسة الفروسية يومياً. إنه يزورنا مرتين كل عام."
-" هو إذن لا يعيش في دار مستقلة؟ "
فنظر إليها لوك دهشا:
-" لا. لا. إن لديه داراً صغيرة، ملحقة بها قطعة أرض صغيرة فيما يسمي بمجمع المتقاعدين، لكنه يعيش مستقلا بنفسه تماماً"
منتديات ليلاس
الحياة. إن راشيل تعلم ذلك، تعلم هذا التعاقب المتواصل للأجيال . ولادة. وفاة. معاناة، سعادة...كلها أجزاء تكون منظومة واحدة. عندما يأتي لوك بعروسه إلي دياموندبار، ستعود السعادة لها مرة أخري. أخذت راشيل تتساءل مع نفسها عن المرأة التي سيختارها لوك. امرأة مثل أمه، تكون قد شبت ونمت بين هذه التلال. أو امرأة مثل كريس، دافئة ، رائعة، تبعث بأشعة الشمس في حياته هو وجوردي. وأرخت راشيل أجفانها. لسبب ما رفض عقلها تصورها تقوم بهذا الدور، الزوجة المنتظرة للوك.
خلع لوك سترته ، لفها تحت رأسه وتمدد علي الأرض. أغلق عينيه، أخذت تنظر إلي خديه البرونزيين وخطوطهما الداكنة.
كان يبدو كمن يعرض نفسه للألم وللإصابة به. سألته:
-" إنك لن تستغرق في النوم بعد هذه الوجبة الدسمة، أليس كذلك؟ "
ففتح لها عينا واحدة:
-" لا يمكنني أن أقوم بقطع شجرة في هذه اللحظة بالذات. لم لا تتمددين قليلاً أنت أيضاً؟ "
أخذت راشيل تنظر إلي ذراعه الممدودة كي تكون وسادة لرأسها، وإلي هذا العود الصلب والجسد القوي الذي يمتلكه لوك. أفكار غريبة أغرقت رأسها وملأته . ترقب، إصرار، لهفة. قفزت من مكانها كأنما رأت حية رقطاء.
-" سأقوم بالتمشية قليلا."
-" حسنا، " قالها وهو يشعر براحة، " لكن تذكري أن أمامنا طريق العودة أيضا. ولدي مهمة قطع الشجرة... فلن أكون بقادر علي حملك."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:26 PM   المشاركة رقم: 57
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

لم تذهب راشيل بعيداً. ابتعدت عن مرمي بصره، توقفت وأخذت تنظر حولها. من هنا تستطيع رؤية المحيط بكل وضوح، تستطيع حتى أن تري الأمواج وهي تضرب الصخور. إن أغلقت عينيها، فستشعر بهذا الإحساس ، أن تكون محمولة بين يدي لوك.
ذراعاه تأخذانها في أحضان قوته. لم تصور لها خيالاتها أن يتركها بعد ذلك وحيدة في فراشها. تمد يدها إليه، تتغير نظرة عينيه عندما ينظر إليها، إلي نظرة تعدها بالسعادة التي لم تسمح لنفسها أبداً أن تحلم بها.
فتحت راشيل عينيها، ثم وضعت يدها علي رأسها . لا بد أن الشراب الذي وضع بالكعكة أدار رأسها. هذا هو التفسير الوحيد لخيالاتها المحمومة.
وعندما عادت كان لوك غارقاً في نومه. تمددت بجواره دون أن تلامسه، أخبرت نفسها أنها سرعان ما ينتابها النعاس، وأغلقت عينيها.
منتديات ليلاس
أخذ جوردي يداعب خدها ويتمسح فيه بيده ، عندما كانت تعطيه زجاجة الرضعة، كان ينطق اسمها بنعومة ورقة. ارتعشت. لابد أن هناك شيئاً خطأ في حلمها هذا.
إن جوردي لا يستطيع بعد أن ينطق اسمها. فتحت عيناً واحدة، لتري وجه لوك يواجهها تماماً، وقد امتلأ رقة لا يمكن أن توصف. لم يكن هذا حلماً .
-" ابتعد." قالتها ولم تعنها. " لقد أكلت كثيراً، فحلمت حلماً مزعجا."
-" شكراً جزيلاً."
وقهقه لوك عالياً، " لقد أطلقت علي أسماء كثيرة، لم يكن من بينها أبداً [حلماً مزعجاً] ."
ظل يراقبها وهي نائمة، فأعاد مشهدها ذلك في ذاكرته ، ليلتها الأولي في دياموندبار كانت تلتصق بين ذراعيه تتلمس الدفء حينئذ. شوقه لأن يضمها ثانية كان يؤرقه ويعذبه . اعتدلت راشيل، أخذت تفرك عينيها. وأخيراً فتحتهما .
-" أكان ذلك حلماً؟ "
-" لا."
ولكي يثبت لها كلامه أخذ يميل عليها، يعتزم تقبيلها مرة أخري. منعه رد فعلها السريع. ثم استسلمت له تماماً.
لكنه أخذ يحاول أن يتحكم في نفسه. إن تمكن منها الآن، فقد يفقدها كلية. كانت عيناها لا تزالان مغلقتين، لم يستطع أن يعرف فيما هي تفكر الآنً. وجهها الثائر وشفتاها البضتان تغلبت علي صبره وقدرته.
أمسك لوك برأسها، أخذ يمرغ أنفه في شعرها الناعم. زلزل شعرها كيانه، أحس كأنما يستنشق عبير زهور الصيف.
-" راش...."
تكلم أخيراً كان صوته يرتعش بالانفعال.
-" لا ترحلي الآن."
سرعان ما عاودها التجمد والصلابة ، شعر بخطئه. خلصت نفسها من بين ذراعيه، وقفت، شبكت يديها علي صدرها، أعطته ظهرها.
-" راشيل. ألن نقطع تلك الشجرة؟ لسوف تظلم الدنيا بعد قليل."
عدلت قامتها ، أخذت تزيل ما علق بالجينز من تراب ، كانت نبرات صوتها هي الدليل الوحيد علي توترها. هذا هو الأمر إذن؟ لقد بلغ به أن أخبرها أنه يحبها وكل ما كانت تفكر فيه هو العودة؟ إنه لن يدعها تتجاهل تلك العاطفة الحقيقية الصادقة.
قام علي قدميه بحركة مفاجئة ، ووقف مواجهاً لها. دق قلب راشيل. إنه لن يدع الأمر يمر هكذا . متي وقعت في حب لوك ؟ في اليوم الأول في المحكمة؟
عندما حملها إلي الحمام؟ عندما رأت كيف يكون مع جوردي ؟ لم تعد تستطيع أن تفرق بين التعرف إليه، والإغراق في حبه.
-" أنا.... أنا لم أعرف ما الذي ينبغي أن أقوله."
-" جربي هذه الجملة: " أريد أن أبقي يا لوك" ، مقترحاً عليها.
أخذت راشيل تتخلص من أفكارها وذكرياتها بألم.
-" لن يجدي هذا . لم أنجح أبدا في العلاقات الشخصية. ولا أريد أن أكون سبباً في جرح أي منكما: أنت أو جوردي."
-" كيف تفعلين ذلك؟"
سألها بتعقل.
-" لا أعلم."
وهزت راشيل رأسها، شعرت بانعدام حيلتها، شعرت بوقوعها في الفخ. كيف يمكن لأي شخص كائنا من كان أن يترجم مخاوفها إلي كلمات.
تلك المخاوف من أنها لم تعرف مخلوقاً قط وقع في حبها. المخاوف من أنها لو تركت أي مخلوق يحبها قد تعاني الآلام بعد ذلك ، مرة أخري كان والدها أوضح إثباتا علي ذلك .
رحلت والدتها ذات يوم ، وكانت راشيل ما تزال في المدرسة، ولم تكن قد عادت بعد. في صباح هذا اليوم أخذت أمها تجهز لها كعكة شهية، أخذت تحدثها أنها ستصطحبها إلي حديقة الحيوان. لم تترك لها حتى أية رسالة. كل ما أخبرها به والدها، هو أن والدتها لن تعود إلي الدار أبداً.
ولم تعد الحياة كما كانت عليه. يوم خال موحش تلو الآخر، تغير حال أبيها، جمدها، أكد لها الاعتقاد بأن ما حدث لم يكن سوى بسببها.
أخذت راشيل تنفض ما علق بجانبيها من نجيل الأرض .
-" راش."
ارتعشت عندما وضع يده علي كتفها، إنها لم تر عينيه وقد أصبحتا داكنتين دكنة حجر الصغير.
-" لن أتعجلك . دعينا نحاول الاعتياد علي فكرة أن نصير صديقين، قبل أن يبث أي منا لواعج مشاعره للآخر ."
-" لا دخل لمشاعري بهذا."
بدت شفتاها وهي تمطهما كما لو صارتا ضعف حجمهما، كان افتعالها للكذب أقوي من أن تحتمله.
-" إني لآسفة يا لوك."
هذا هو الأمر إذن ؟ لقد قررت أن هذا لن يجدي، ولا شيء آخر يهم؟ تملكه الغضب، وبدأت تشوبه الانفعالات.
-" ما الأمر إذن؟"
وضع يديه علي كتفيها، لا يعبأ سوى باقتلاع الحقيقة منها، أو يقبلها، ويقبلها حتى تمتثل له. لكنه عدل عن ذلك لما رأي الدمع يندفع بالخوف إلي عينيها. ضمها إلي صدره، أخذ يهزها برفق دون أن يقول شيئاً.
اندفاعة الغضب التي كانت قد تملكته كادت تتحول بداخله إلي شيء بغيض، لم يكن يشبهه بأي حال. لم يفقد أي منهما سيطرته علي نفسه. أطلق لوك علي نفسه كل مسمي خطر له علي بال. ثم أعادا الكرة مرة أخري...

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:28 PM   المشاركة رقم: 58
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

لم يرغب في اقتلاع شيء من داخلها. ولا حتى حقيقة مشاعرها وما تحس به عندما تهتم به بالقدر الكافي، ستستجيب له من تلقاء نفسها. إن أية هبة ،حتى هبة الحب ، لا تعني شيئاً إلا إذا منحت بكل حرية.
كانت دقات قلبها تذكره برياح عاتية تضرب صخوراً قاسية.
ضمها إليه، قربها أكثر من قربها إلي ذات نفسها، حتى هدآ تماماً.
فاضت عينا راشيل . إنها لن تعود قادرة أبداً علي الكذب عليه. أصبحت قبلاتها طريقاً مسدوداً. لم تفلح القبلات بعد في أن تغير أي شيء. الفاصل بين أفكارها وبين أحاسيسها لايزال موجوداً. لم يوصل بعد.
وتملصت من بين ذراعيه ، فتركها من فوره. عندما نظر إلي وجهها شعر بالرغبة في أن يركل نفسه. كانت تعبيراتها الممزقة تذكره بأول مرة رآها فيها.
أخذ يراقب شفتيها للحظات أتتكلم لكنها لم تتفوه بكلمة. مد يده إليها، أخذ يبعد خصلة شعر من علي وجهها، ونزل بيده يتحسس جانب وجهها، وأخذ يراقب اللون الأحمر يعود إليه.
-" سنجد حلاً لكل شيء ، لا تخافي،" قالها بسرعة.
لم كان يتحدث إليها كما لو كان ما فات من حياتهما قد فات وانتهي.
منتديات ليلاس
راشيل كانت تعلم شيئاً واحداً بكل تأكيد. يجب عليها أن تكون قوية. لا هو ولا جوردي، كلاهما ليس بحاجة إلي شخص يدخل حياتهما وقد اعتاد علي الفشل دائماً، الفشل في أي علاقة بالجنس البشري. ونظرت إلي عيني لوك فتاهت. بدأت تكره أنها أصبحت سبباً لاهتمامه، وهو ما بدا في عينيه، في اضطراب كل عضلات وجهه، محاولاً أن يبتلع ريقه. تراجع لوك لدقيقة أخري، ثم مد يده إليها.
-" أما الآن، فإن لدينا شجرة يجب اقتلاعها، أتتذكرين؟" قال ممتلئاً بالأمل " يجب أن نسرع."
وبارتباك ، وضعت راشيل يدها في يده. كيف استطاع أن يعود مرة أخري ليصبح صديقاً لا يطلب شيئاً؟ لمَ لم يغضب منها؟ إن الرجال الذين تعرفت إليهم كانوا يغضبون أياما إن رفضت التواعد معهم بعد العمل. تبعته عبر صفوف الأشجار الخضراء، وتوقفت راشيل حين توقف.
-" تلك الشجرة؟ "
أشار لوك إلي إحدى الشجيرات التي يصل طولها إلي ارتفاع ثلاثة أقدام تقريباً. كانت تبدو صغيرة جداً بالنسبة لراشيل. لسبب ما تخيلت أن تكون الشجرة أكبر من هذه، شجرة تقف بشموخ يتسامي مع سقف غرفة المعيشة الشاهق. اتجه بصرها جهة اليمين ، إلي واحدة أخري تقف شامخة بطول ثمانية أقدام،
-" هذه الشجرة؟ "
ومشي لوك في اتجاهها، أخذ يفحص فروعها ويتفحص جذعها.
-" انتظر ،" نادت عليه راشيل
-" لست علي ثقة. إني لا أعلم شيئاً عن الأشجار. دعنا نأخذ الأخرى."
ووضعت يدها علي الشجيرة التي اختارها لوك أول الأمر.
-" حبيبة قلبي، " قالها وهو مستند علي بلطته .
-" أريد أن أقتلع تلك الشجرة الآن. "
إن نظرته تسخر منك. أترين؟ لقد قالها، لم تكن في غاية الصعوبة كما كنت تظنين. كل ما يلزم هو نوع من العلاقات التبادلية. هات وخذ. عندما أخذت تنظر إليه ، بدت عينا لوك تأخذ في الدكنة كأنما تنذرها أنه يهم بتقبيلها.
تقدم خطوة إلي الأمام . فأصاب راشيل شيء من الذعر. فقبلة واحدة كتلك الأخيرة ولن تعود قادرة علي أن تتذكر اسمها، دعينا نخطط وحدنا للعودة إلي بنجلادش. تراجعت إلي الخلف، توقفت عندما اصطدمت بإحدى الأشجار،
-" سأقوم بجمع الأشياء في السلة بينما تقطع الشجرة. هكذا لن يضيع منا الوقت."
قالتها وشرعت في العمل من فورها.
أناخ لوك جذع الشجرة علي إحدى كتفيه، تاركاً أوراقها وأغصانها تتدلي من خلفه. وأمسك بالبلطة في يده الأخرى. أما راشيل فقد سارعت قبله في حمل السلة الخالية والمفرش ورفضت أن يحملهما عنها . سارا في طريقهما إلي الدار، والصمت يلفهما أغلب الوقت، كلاهما مشغول بما يدور بخلده.
وصلا إلي التلة الذي تقبع الدار عليه عندما قال لوك بعفوية:
-" أتعلمين يا راش، يوما ما سيكون عليك أن تتوقفي عن الجري وأن تواجهي تلك المخاوف التي كنا نتحدث عنها. كل ما أطلبه منك، حين يأتي ذلك اليوم، هو أن تعطي نفسك فرصة عادلة.".


نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:33 PM   المشاركة رقم: 59
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الثامن

 

الفصل الثامن
شرعت ماري تتولي أمر الطفل، وأصبحت راشيل لا يشغلها شيء بقية هذا الصباح. إنه دائما من الصهب أن تترك جوردي، غير أن الاستيلاء من المرأة لم يكن عدلاً أيضاً . بهذه الطريقة ستقل حدة افتقاد جوردي لها عندما ترحل. حرجت إلي تلك الحجرة المشمسة ، توقفت لدقيقة ولتشاهد تلك الشجرة وقد تم تزيينها ووضعها في أحد أركان حجرة المعيشة. غمر شعور منعش نقي أرجاء الدار.
لقد انتزع جوردي الضحكات من كل من بالدار عندما أخذ يقلدها وهي تأحذ أنفاساً عميقة، انتزع منهم الآهات.

منتديات ليلاس
قامت انجيلا وأخوها الأصغر ديفيد، بتزيين الشجرة بعد انتهاء المدرسة بالأمس. الكرات البيضاء والشرائط الفضية زادت من مظاهر العظمة والقدسية في نظرهما ، لتلك البساطة التي تميزهما . فغالباً ما تضفي أعياد الميلاد مظاهر الغموض تحت أقدام الشجرة ، بالآضافة إلي العبق الخاص لهذه المناسبة.
-" أتعلمين أين يوجد لوك؟ "
سألت تريزابعفوية. فهو لم يظهر علي الفطور، فاعتقدت ببساطة أنه قد يكون يعمل في مكتبه. لكنه شيء غير عادي ألا يأتي لتناول قدحه المعتادمن الشاي.
-" إني لم أره منذ وضع جوردي في كرسيه العالي ذي العدادات هذا الصباح. "
ردت تريزا بهدوء. ولأول مرة هذا اليوم تلاحظ راشيل كيف بدت علي المرأة المسنة عن علامات الضغط العصبي والانشغال.ن لكن لوك يختلف عنه.
-" هل تظنين أنه قد يكون بالمزرعة ؟ "
وفكرت تيريزا لدقيقة ثم قالت:
-" لا. لا أعتقد ذلك. يوجد العديد من الناس هناك . لو أنه روب لكان ذهب إلي هناك إن أحس بالضيق . كان دائماً يحتاج أن يشارك العمال في أعمالهم إن كان هناك ما يكدره، لكن لوك يختلف عنه. إنه يبحث عن الأماكن الهادئة."
-" وهل هناك ما يكدره؟ "
ونظرت تريزا عبر نافذة المطبخن
-" إن اليوم الرابع والثلاثين لميلاد روبي."
-" أين يمكنني أن أجد لوك ؟ "
لم تستطع راشيل أن تخفي تهدج صوتها وهي تسألها. كانت تريزا ستقوم بأعمالها في المطبخ ، ثم كان عليها أن تنزل إلي سانت باربرا كي تشتري أزهاراً. لكن حقيقة اختفاء لوك كحيوان جريح جعلت راشيل تخاف بشدة أن يجري بعيداً ليختبئ، لا بد أن حزنه مدفون في أعماق روحه . يجب أن تذهب إليه.
قالت تريزا ببطء :
-" هل تتذكرين القبقعة التي اقتطع منها شجرة عيد الميلاد ؟ بعد هذه المنطقة هناك طريق يؤدي إلي قمة جبل جاسبر. " واضطربت شفتا المرأة ثم واصلت . " بهذا المكان توجد مقابر الأسرة. أعتقد أنه قد يكون هناك. "

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:38 PM   المشاركة رقم: 60
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الثامن

 

يبدو الطريق طويلاً عندما يذهب المرء وحيداً يمشي فيه . كانت راشيل ترتدي سترة فوق السويتر. جعلت الرياح الحرارة تنخفض بوضوح وبدت السماء بمظهر يتناسب مع المناسبة . مرت بتلك المنطقة الخضراء التي كانوا يجلسون بها. انتابتها الظنون والخواطر وهي تشق طريقها صاعدة إلي القمة.
هل كانت تفعل شيئاًً صحيحاً بإقحامها لنفسها علي لوك بهذا النجو ؟ لكنها أخذت تواصل طريقها ن أخذت تطيع خواطرها وظنونها كالعمياء . توقفت راشيل عند مدخل المقابر وقد انتابتها الدهشة. كانت في غاية الأتساع، يحيط بها سياج من الخضرة بارتفاع ستة أقدام من جميع الجهات. فقد تفتحت ورود ديسمبر في كل مكان ، توحي ألوانها بالخلود بدلاً من الموت. لو لم تكن تلك الورود قد جعلت لحجارة المقابر ، لاقتطفت منها حزمة تجعل منها ما يشبه الواحة الغناء . أخذت راشيل تنقل بصرها بين مقابر عتيقة وأخري جديدة البناء، ثم رأت تلك المقبرة العريضة من الرخام الأبيض. مقبرة واحدة. يبدو أن كريس وروب لم يفترقا حتى في مثواهما الأخير. كانت الزهور التي قد قطغت لتوها تغطي المقبرة، وتخبرها أن أصحاب باقي المقابر الذين يرقدون بالمكان قد أخذوا نصيبهم من التبجيل والأحترام أييضاً اليوم.
منتديات ليلاس
كان لوك يقبع جالساً وظهره مستند إلي شحرة، ينظر بعيداً عن المقابرن ينظر إلي الاتساع الممتد أمامه بلا نهاية. يثني ساقا ويمد الأخري أمامه. يد تلتقط الحجارة من الأرض وتطوح بها بعيداً إلي الفراغ الممتد، علي شيء ما بالأفق ، بينما عيناه تتابع، تنظر إلي هناكن وكأنما لا تري شيئاً. إحساس ثقيل سميك تود لو تدمره، حتى تفديه وتخلصه .
واقتربت منه راشيل بهدوء. لم يكن هناك حاجة لأن يقال أي شيء. لم يحرك لوك رأسه، لكن راشيل كانت تعلم أنه أحس بوجودها. أخذت تتطلع إلي الأفقزلا بد أن هذه البقعة هي أعلي مكان في دياموندبار . من هذا المكان يستطيع المرء أن بري المنطقة بأكملها، وإن نظر أمامه يري المحيط بوضوح. شيء ما بداخلها يخبرها أن جاسبر سومرز قد وقف في هذه البقعة يوماً من الأيام فأخذ بالجمال الذي يحيط به. لا بد أنه أدرك هنا أنه قد عثر أخيراً علي ضالته، فطلب أن يثمي جسمانه للراحة الأبدية في تلك البقعة التي شهدت عذابه الأول من أجل إقامة المكان كله.
جلست راشيل أحست في ردفيها بوخزة من صلابة الحجارة. وبدت عصبيتها كأنما تسمح لها بما بدأت تعتاد عليه من ضعف، في أي مكان يوجدبه لوك علي مقربة منها.
-" راش . "
-" كيف حالك يا لوك ؟ "
كان باستطاعتها أن تري أنه غير حليق الذقن، وقد امتلأت عيناه بالحزن. أما شفتاه فقد مالت للون الأبيض، مما كان يعني أن حالته البدنية ليست بخير أيضاً. تري متي أكل آخر مرة؟ حلةبدنية أغرقها العذاب والألم . جوع تضاعفه المعاناة. دائرة مفرغة.
كان ألم لوكمنذلك النوع الذي يحتاج أكثر من المعرفة الطبية ومن المهارة في العلاج. أكثر من القدرة علي رد الفعل والقدرة علي اتخاذ الازم. وبعصبية بللت راشيل شفتيها ولبثت تنتظر. تبادر مشهد بعيد إلي ذاكرتها..... بنجلادش . جنازة. كانت تشاهد النساء الثكالي والأيامي يولولن، يلطمن الخدود ، هذا النوع من الحزن مؤكد أفضل من المعاناة في سكون. هل أتيح للوك أبداً الوقت كي يأسي ويحزن علي روب وكريس ؟ دائماً هو الساهر علي راحة الآخرين، ولم يكن ليستريح أبداً، هل أشبع يوماً حاجته هو إلي الحزن والأسي ؟
اخذت "راشيل"تتفكر في القوة التي اكتسبتها منه منذ اول لحظة رأته فيها ، من طريقه معاملته لــ "حنا" و "تيريزا" . هادئ مجامل رقيق ، يتحدث إليهما عن عمله وعن المزرعه و شؤونها ،يستمه إليهما طول اليوم ، كما لو كان يشعر بأغراقهما في الوحده و الفراغ منذ وفاة "روب"و "كريس" .كما لو كان يريد ان يخفي حزنه عنهما ، حتى لاتشعرا بهذا الفراغ و هذه الوحشه فيمكن لأي انسان ان يحتاط من الاخرين ، ماعدا " لوك" ، فقد كان غذاء الروح للأرواح . اخذت "راشيل" نفساً عميقاً ثم اخرجته بهدوء واستدارت نحو جهته ،
_"لم يكن عليك ان تاتي الى هنا . فالجو قارس البرودة.-."
-"أعلم. "

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات غادة, الإيمان..الأمل, faith, geeta kingsley, hope and love, جيتا كينجسلي, روايات مكتوبة, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, رواية من اروع الروايات, والحب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:41 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية