لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-09, 11:13 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السادس

 

كان صوت إنجيلا غائباً عن أن تسمعه، سرحت مع خيالاتها، راحت تتخيل امرأة ترتدي زي المساء، تصرخ، تطالب بحريتها. صفقت راشيل باب حجرتها، ثم راحت تستند عليه بظهرها. لوك . لقد لامست شفتيه. لقد قبلها، احتضنها كما لو كان هذا يعني شيئاً مهما. هل كان هذا محض خيال كضوء القمر الذي يتسلل إلي فراشها، أم أن تلك اللحظات كانت تعني له شيئاً حقاً؟ طوال الأسبوع الذي قضته هنا ، تعلمت راشيل أن لوك ليس بالرجل الذي يقول أو يفعل شيئاً، ولا يعنيه. شعرت بالنوم يرخي جفونها، وبالسعادة تملأ قلبها.
* * *
استيقظت في الثامنة علي رائحة مقانق يتم تحميرها. قفزت من الفراش، وارتدت راشيل ذلك الثوب السميك الذي اشتراه لوك لها، ثم اندفعت نحو المطبخ. كان جوردي جالساً علي مقعده العالي، ممسكاً بملعقة يلعب بها. وكان لوك يقف أمام الغلاية. كان يرتدي سويتر قد أغلق بإحكام علي الجزء العلوي من جسده، بلونين، البني والكريم. وكان يرتدي بنطلوناً سميكاً بلون الكريم أيضا . أدركت راشيل أنه يجهز شيئاً انشغل بطبخه.
-" صباح الخير. هل نمت جيداً."
أخذت عيناه تتفحصها بعناية من رأسها حتى أخمص قدميها . زاد إفراز الأدرينالين في أوصال راشيل، فأفاقت تماماً.
أخذ جوردي يخبط بالملعقة علي الصينية أمامه، فأخذت تقبله، سعيدة أن وجدت عذراً تخفي وجهها وراءه.
-" لقد طال نومي أكثر من اللازم"، اعترفت برقة ثم أكملت، " كان من الواجب أن توقظني."
-" لماذا؟" كان لوك يسألها، كأنما يقرر أمراً واقعاً:
-" لقد كنت بحاجة إلي النوم. أنا وجوردي ، دائما ما نتقاسم ساعات الصباح الأولي."
هل يمكن أن تحجز لنفسها مكاناً في ساعات الليل؟ صدمت الفكرة راشيل، جمدتها تماماً. فرفعت يدها، ووضعتها علي رأسها.
-" راشيل ؟ هل هناك ما يزعجك؟"
تحرك نحوها، فابتعدت مسرعة، جعلت جوردي وكرسيه العالي حائلاً بينهما.
-" لا. لايزعجني شيء." قالتها، ثم أفلتت يدها برفق من يد جوردي، الذي كان يمسك بإصبعها ، وأعطته ملعقة الفضة بدلا من يدها.
-" أعتقد، أنني سأذهب لأخذ حمام في الحال. لن أتغيب طويلاً."
ووضعت يدها علي رأسها ثانيةً، وهي في طريقها إلي الحمام.
هل هي مجنونة؟
منتديات ليلاس
ما يدور بخيالاتها نحو لوك ، كان يشبه الإقدام نحو تمساح يربض تحت الماء. تحت الدش أخذت تفكر في الرجال الذين صادفتهم في حياتها. في مرات محدودة، كانت تتلقي تلميحات من رجال يعانون الوحدة، عندما كانت خارج البلاد. أو يرغبون في نسيان المآسي التي كانوا يرونها، ويتفاعلون بها. أو من رجال كانوا فقط متعطشين لجسد أية امرأة. ولم تقبل أيا من هذه التلميحات، لأن أيا منها لم يلمس روحها.
أخذت راشيل تنثر شعرها، تحاول أن تغسل أفكارها نحو لوك، تحاول أن تزيلها. ولأول مرة منذ أمد بعيد، لا يسيطر عقلها علي أحاسيس جسدها. أن تترك قبلة لمست دفئاً بداخلها...هذا شيء، أما أن ترغب بأن تلقي بنفسها بين أحضانه كلما رأته ينظر نحوها، فهو ما تتعجب له تماماً. لا تستطيع أن تفهم لماذا يحدث لها ما يحدث الآن. لقد تعقدت الأمور بالفعل، بما فيه الكفاية.
مالت برأسها وجعلت راشيل الماء ينصب عليها ليزيل تلك الرغوة التي تكونت بفعل الصابون. كانت تأمل أن يزيل ما يدور بخلدها، من انفعالات غريبة، ومن أحاسيس.



نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:17 PM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

الفصل السابع

-" سوف نقوم اليوم باقتلاع إحدى الأشجار."
قالها لوك وهما بسبيلهما إلي تناول وجبة الفطور. كاد مظهر الإحساس بالحماية والأمان البادي علي صفحة وجه راشيل المنتعش المغسول، وتلك الشفاه الوردية بلا أحمر شفاه أن يذهب بعقل لوك في الليلة الماضية، استجابت له كما تستجيب الفراشة لضوء النيران. أما هذا الصباح، وقد غادرت فراشها لتوها، فهي تبدو فاتنة لأقصي حد. لو لم تتحرك سريعاً، لو لم تفعل، لقبلها مرة أخري.
لم تكن راشيل كارستيرز تمتلك ملكة المراوغة والتسليم بحساب، قطرة قطرة. لقد شعر منها بالاستسلام والتسليم المطلق في قبلاتها. والآن ، كانت مستعدة للبقية استعداد جوردي لقطعة لحم شهية.
كان عليه أن يري أنها لم تتخلص من التفكير في ذلك بعد.
رفعت راشيل رأسها إليه:
-"شجرة؟ شجرة أعياد الميلاد؟"
أوضح لوك:
-" كان كريس وروب يرغبان في أن يكون عيد الميلاد الأول في حياة جوردي شيئاً مميزاً. سنضع شجرة وأنوار ولكن ليس كالحفلات المعتادة. أبي عمل بنصيحتي وحجز في أحد الرحلات البحرية أثناء العطلة. إنه شيء يسعده وقد يعينه علي اجتياز تلك المرحلة. لقد عرض أن يأتي لزيارتنا، لكن حالته ستسوء إن فعل. أنا أخبرته أننا سنقوم بزيارته في أريزونا بمجرد عودته حين يحل موعد العام الجديد."
عندما استعمل لوك " إننا " هل كان لسياق الحديث، أم أنه يضمنها في كلامه؟ رعشة برودة خفضت من نظرات راشيل فجعلتها تنظر لأسفل، وارتعشت عندما تذكرت قبلة الأمس . هل كان ما حدث مجرد تجربة، أم كان شيئاً جاداً.
سهاد ،تساؤل حتى منتصف الليل، لم يشف أي من هذا راشيل فيجيب علي تساؤلاتها.
-" هل يمكنك الاستعداد لنرحل بعد ساعة؟"
إيماءة عينيه أخبرتها أنها تحلم وهي مستيقظة أمامه، وأحست راشيل بالدم يندفع فيدفئ صفحة وجهها.
-" سوف نأخذ معنا بعض الأطعمة الخفيفة للغداء، علي أن نعود في الرابعة."
-" وماذا عن أعمالك؟"
منتديات ليلاس
فجأة، أصبح اليوم بقوس قزح، وألوانه. رحلة غداء في الهواء الطلق بصحبة لوك.
انتابت أفكارها رجفة. كانت تريد أن تذهب. وكانت لا تريد.
-" كل شيء معد. جهزت إناء حفظ الماء الساخن من الثالثة صباحاً، وبعثت برسائلي عن طريق الكمبيوتر إلي العمل. كما أني غير مرتبط بشيء بقية الأسبوع لأعينك علي رعاية جوردي."
لم تكن راشيل واثقة في أن عدم ارتباطه بشيء كان نبأ سعيداً علي أية حال. تريزا زوجة جوان، جاءت كعادتها في الثامنة. ديفيد صغيرها ، تحسنت حالته اليوم فذهب إلي المدرسة
-" إنه يحب أن يخطو خلال جدول الماء الموجود بالقرب من الدار. وقد كان الطقس في غاية البرودة مؤخراً."
أخبرت كلا منهما، ثم أخذت ترفع جوردي إليها لتحتضنه وتقبله.
–" لا بد أنه قد أصيب بالبرد."
أنبأها لوك عن رحلتهم من أجل قطع الشجرة، فأومأت برأسها.
-" إنه يوم جميل حقاً للخروج والانطلاق. يقال إن الحرارة ارتفعت اليوم. لا تخشي شيئاً. سنقوم أنا وماري بكل شيء هنا."
-" أستطيع أن أبقي..."
عارضت راشيل وقد فوجئت بتلك المعارضة التي صدرت عنها.
-" بالتأكيد لا."
قالتها تريزا بدهشة.
-" إنك بحاجة إلي الخروج إلي الهواء النفي. ماري ستكون هنا في التاسعة، وهذه هي فرصتي الوحيدة للانفراد بجوردي."
عندما استعدا للرحيل، التقط لوك سلة الغداء من فوق المائدة. متى وجد الوقت ليجهز ما جهز؟ هل كان يطعم جوردي فطوره، بينما يجهز هذا الغداء لهم؟ ولم تفته تلك النظرة الحنون التي ألقتها راشيل علي جوردي في حين بدا الأخير متلهفا عليهم عند الرحيل. أدرك الطفل ذو الشهور العشرة أنهما سيتركانه خلفهما ويذهبان.
-" لا تخافي،" أكد لها لوك وهو يحتضن جوردي ويقبل خده، " فهذه هي دموع التماسيح. إنها لا تدوم لدقيقتين. إنه يحب تريزا."
-" ربما وجب علي أن أبقي؟ فإن الروماتيزم الذي أصاب تريزا....."
-" إنها بخير"، قاطعها لوك بجدية،
-" لقد سألتها عنه وقالت إنها ستكون بخير مع ماري. لقد اتصلت حنا عندما كنت بالحمام واقترحت أن نقوم بتسييح أحد أواني الطعام التي جمدتها لنا في الفريزر للعشاء. ليس هناك ما يجب علي تريزا أن تفعله سوي مراقبة جوردي."
ولف ذراعه حول كتفي راشيل ثم أدارها تجاه الباب.
–" إنك تستحقين يوما إجازة بعد كل ما حدث لك بالأمس. هيا بنا."
لم يسمح لها بحمل البلطة ولا سلة الغداء. وبصعوبة استطاعت أن تحمل عنه المفرش، فاحتضنته وضمته إليها. ورغم ذلك لم تنطفئ شعلة الإثارة بداخلها، تلك التي تشعرها أنها توشك علي القفز من ارتفاع شاهق. بعد نصف ساعة كانوا وسط تلك الغابة الصغيرة. توقف لوك قليلا وأخذ يدرس المكان من حوله ثم أخذ نفساً عميقاً، وحذت راشيل حذوه . إن التلال تضفي مظهراً رائعاً اليوم.
-" حاذري في خطواتك" ، حذرها لوك ، " فهذا المنحدر يزداد عمقاً، وتلك الأزهار والنباتات تغطيه فلا يكاد المرء يراه."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:19 PM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

نظرت راشيل أمامها. كان الطريق ينحدر فجأة ثم يختفي عن ناظريها. فبللت شفتيها وتراجعت.
-" هل تخافين المرتفعات؟"
-" لا. ليس هذا هو السبب."
كانت خائفة لتوها، لفترة. خائفة مما تحس به وتشعر، من هذه الأحاسيس التي تهدم سيطرتها القوية علي نفسها، التي طالما اعتمدت عليها. إن الطريق الذي بدا أمامه يشبه ذلك المستقبل المجهول الذي ينتظرها، عندما تفقد تلك السيطرة القوية علي نفسها وفقدانها لتلك السيطرة، تعني أن تعيش بقية حياتها عرضة للآلام.
-" دعينا نواصل طريقنا إذن، وإلا فلن نعود قبل حلول الظلام."
وأبطأ لوك ينتظرها ، كان يتوقف من أن إلي آخر حتى تشاهد تلك المناظر التي تحيط بهما، وحتى تلتقط أنفاسها.
وعندما بلغا الوادي الأخضر المتسع ، رفعت راشيل ناظريها إلي الشمس.
-" الساعة الحادية عشرة، " أعلنت ثم أضافت: " لقد استغرق وصولنا هنا حوالي الساعة إلا الربع. لقد ظننت أننا سنستغرق أطول من ذلك."
نظر لوك إلي ساعته دهشاً ثم قال:
-" إنك علي حق. أين تعلمت معرفة الوقت بهذه الكيفية؟"
لطالما أخذ لوك ينظر إلي معصمها الدقيق، ولم يكن ذلك ليعرف إن كانت تقتني ساعة يد من عدمه.
-" في الخارج."
وابتسمت راشيل وهي تتذكر .
منتديات ليلاس
-" أحد الطباخين في المعسكر الرئيسي م.ر.ا. كان يجهز وجبته في الموعد بالضبط. وأخبرني كيف أعلم الوقت من موقع الشمس في السماء."
وأخذ لوك المفرش من يدها، ثم فرشه علي البساط الأخضر، جلست راشيل وهي تشبك قدميها، بينما عهد هو إلي إخراج ما بالسلة.
-" إنك حقاً تحبين عملك أليس كذلك؟"
ماإن تشرع في الحديث عن حياتها بالخارج حتى يكتسي وجهها بتلك النعومة المحببة.
-" نعم "، وأخذت عيناها مظهرا جاداً، كما لو كانت تشاهد صوراً شخصية لها، لا يجوز له الاضطلاع عليها. " للغاية".
-" وما الذي جعلك تقررين الذهاب إلي أماكن بعيدة كهذه؟ لقد كنت طفلة عندما شرعت بالرحيل ، ولا شك."
-" ثمانية عشر عاماً."
قالتها راشيل متفكرة، أخذت تلعب بلسانها ، كأنها تلوك شيئاً في فمها. لم تجب عن الجزء الأول من تساؤلاته.
-" لم ذهبت ، يا راش؟ "
أصر لوك بعد أن انتظر لبرهة.:
-" إن كل من في الثامنة عشرة يفكرون في الجامعة، الوظائف، المتعة، السيارات السريعة، التواعد، الملابس...."
لقد بلغت الثامنة من عمرها يوم وفاة أمها،
-" لقد ملت إلي هذه الوظيفة. أحسست أن هناك من هم بحاجة إلي ."
إذن هذا هو السبب، هذا هو ما بداخل القوقعة، لكنه كان يريد المزيد.
-" ألم تكن هناك معارضة من والديك؟ إني أتذكر أن كريس قالت أنك كنت الابنة الوحيدة لهما."
وكأن سحابة باردة أخذت تتحرك في تلك العيون الرمادية التي أخذت تتوغل في الماضي، وأحس لوك بشوق لمعرفة المزيد.
كان في استطاعته مما يراه عندما ينظر إليها، أن يعرف أن أسرتها هي السبب الذي من أجله قررت الرحيل.. تنحنحت، محاولة أن يبدو صوتها عادياً.
-" إن هذا ما أردت أن أقوم به."
استدار جهة السلة، والتقط لوك كعكة فواكه كانت قد أعدتها حنا، لم يفك عنها قطعة الشاش التي كانت قد لفت بها، انتظر حتى تنقشع تلك الذكريات المؤلمة التي لفت راشيل.
كانت تبدو أكثر حياة في هذا المكان، تضحك من أعماق قلبها كلما حكي لها عن رواياته ومغامراته الفاشلة التي مني بها في المزرعة عبر السنين.
أخذ يتنقل بتؤدة في سرد رواياته، دون أن يفض لفافات الطعام، محاولاً أن يبقي علي اعتدال مزاجها.
كانت هناك بعض شطائر الديك الرومي وبعض شطائر اللحم، كما كانت هناك سلطة جاهزة في أحد الأكياس البلاستيكية مع صلصة الجبن المفضلة لدي لوك. وقضمت راشيل من أحدي شطائر اللحم.
-" هم م م، أن هذا لشهي جداً."
-" تريزا تقوم بتجهيزها فقط عندما لا تكون حنا موجودة. إن حنا متحكمة للغاية فيمن يطعم عائلتها."
ولاحظ لوك أنها تبحث عن شطيرة أخري، فأحس بالسعادة أنه تمكن من اقتلاع ما كان يكدرها من متاعب الماضي التي عانتها. إنها بالفعل تبدو مختلفة عن تلك المرأة التي رآها خارج قاعة المحكمة. كانت لا تتناول طعامها تلك الأيام، أما الآن فقد اصطبغ وجهها بالصحة. ابتسمت بارتياح، ذهبت عنها حالة الفأرة المذعورة تنتظر عقاب النمر.
-" من الواضح أنك لا تحبين السلطة. أليس كذلك؟"
سألها وهو يقضم أوراق الخس الطازجة وشرائح الطماطم المغموسة في صلصة الجبن. توقفت راشيل وهي تحمل الشطيرة في طريقها إلي فمها:
-" ليس الأمر أني لا أحب السلطة. فالأمر هو أننا لم نعتد علي أكل الخضروات الطازجة بالخارج. لقد كنت لا آكل سوى الخضروات المطهوة ."
وما إن انتهت من شطيرة اللحم حتى أخذت شطيرة من الديك الرومي، أخذ لوك يتطلع إليها.
كانت عيناها مثبتتين علي كعكة الفواكه.
-" ليست هذه الكعكة من صنع حنا. أليس كذلك؟" سألته.
-" بل أنها من صنع يديها."
-" لقد أخبرتني حنا، أن هذه الكعكات السابقة التجهيز يجب أن تبقي ملفوفة بالشاش بالفريزر لمدة شهر قبل أن تؤكل. ألن تكون غاضبة؟"
-" نعم لن تكون غاضبة، إننا دائما ما نأخذ إحدى كعكاتها الملفوفة معنا، في رحلاتنا لقطع الأشجار."
ونظر إلي طبقه، كما لو كان قد فقد شهيته فجأة.
كانت راشيل تعلم أنه أخذ يتذكر عندما كان يأتي هو وعائلته إلي هنا في الماضي. في تلك الأيام السعيدة التي خلت.
-" ومتى تم زراعة تلك الأشجار ؟"
رغبتها في إزالة هم لوك ، خففت عنه آلامه، وهي تتحدث بحيائها هذا الذي أحبه.
-" منذ خمس سنوات. ونحن نقوم بزراعة منطقة جديدة كل عام. جدي الأكبر جاسبر أخبر ابنه جدي روبرت أن الأرض هبة من الله، لذا لزم الحفاظ عليها لأقرب ما يكون من حالتها

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:20 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

الأصلية. لقد أصبح إرثاً وتراثا في عائلتنا أن نفعل ما يمكننا للحفاظ علي البيئة ها هنا، أن نندمج فيها ونصبح جزءا منها، حتى لا تتخلي عنا."
حقيقة أن لوك رجل معطاء ، فهو ما كانت تدركه بالفعل . أما بأنه رجل يعطي بأكثر مما يأخذ، فهو ما قد بدأت تكتشفه لتوها.
-" عن هذه المنطقة كلها، لجميلة حقاً."
-" حدثيني عن عملك."
سألها لوك بشغف ، كان يريد أ، يعرف المزيد عنها ، أن يتوغل داخل أفكارها ويكتشف السبب فيما صارت إليه.
-" إن عملي ليس بالشيء الكثير. إنه نوع من المساعدة الطبية، قد يتحول أحياناً إلي الطب البيطري."
-" حيث كنت تقومين بعمليات التوليد بنفسك، وإعطاء الحقن، وحتى خلع الضروس والأسنان؟"
رمشت عين راشيل :
-" من أخبرك بهذا؟"
-" لقد سمعت كل شيء عن الحديث الذي سألك فيه جاسون أن تحضري الأمسية مع العمال، يوم أن قمت بتمريض موجو، الأربعاء الماضي. لقد أخبرني أنه كان اجتماعاً غير عادي."
ولما انهمكت في صب الشاي، عاد لوك يتذكر تلك الليلة التي حدثها عنها. لقد كان مشغولا مع حاسبه الآلي، وعندما قام يبحث عن فنجان من الشاي، أخبرته حنا بمكان راشيل حيث ذهبت إلي تلك البقعة التي تحولت إلي فناء لترفيه العمال واجتماعهم ، وقد أدركها هو في نهاية حديثها إليهم.
-" لم يكن حديثي إليهم بالشيء الرائع ولم يكن أبدا بالذي يكافئ ما يقومون به من مجهودات ."
ثم ملخصة كلامها:
-" لكنه كان بمثابة مكافئة من نوع خاص، أو جائزة أعطيت لهم."
-" أيستطيع أي شخص الالتحاق بال م. ر.أ. ؟"
"سؤال مثل هذا، لو وجهه شخص أصغر سناً، لكانت الإجابة عليه بثقة نعم، لكن وظيفة المساعد الطبي تحتاج إلي نوع خاص من القدرة علي التحمل.....القدرة النفسية والبدنية."
ورفع يده عالياً مرة أخري:
-" ألم تفتقدي حياتك هنا بشدة؟"
استدارت راشيل إلي محدثها.
-" نعم، لم افتقدها."
منتديات ليلاس
قالتها بنبرة اتهام صريحة، وفي الواقع أنها لم تكترث كثيراً أن كانت قد أجابت بقوة وحماس. الانفعالات التي رآها لوك علي وجوه الناس، أخبرته كيف أنها تمتلك القوة علي جذب انتباههم. كان ينظر إلي وجهها يشع بانفعالاتها وأحاسيسها، مع حب لما تقوم به من عمل ، وكيف شعر وقتها بالخوف من أن تشير إليه أصابع اتهاماتها. هل ما يقدمه لها، يعد كافياً لبقائها هنا؟ إنها لا تسعي وراء المال مما يترك له ورقة واحدة يلعب بها... الحب. بعد ذلك، أخبره جاسون أن العمال بدءوا حملة لجمع التبرعات لل م. ر. أ. ودار ذلك الاسم في القرية كلها، أما هتيي جوركي، إحدى الزوجات، فقد دعت راشيل لأن تتحدث إلي أعضاء ناديها نادي الكرافت، عن عملها في بنجلادش.
-" هل كنت سعيدة هناك بالخارج يا راش؟"
-" لم تصر علي مناداتي بهذا الاسم؟"
-" راش؟" ونظر لوك إليها مركزاً بصره في عينيها.
-" لأني أظن أن هذا الاسم يناسبك، لقد وجدت اسمك في أحد كتب أسماء الأطفال التي ننتقي منها أسماء الأبناء، فراشيل تعني أنثي الخراف، أما راش فهي تعني الأنثى، الجارية، الحسناء. وهذا ما وجدته يشبهك كثيراً. أنثي ، حسناء، رقيقة، رائعة الجمال."
وابتلعت ريقها بصعوبة. هل أخبر أحد هذا الرجل أن بداخله شاعرا ؟ إن روحه تنسج شعراً ؟
أي دفاع عن النفس تحاوله الآن، سيكون حتماً عديم الفائدة في مواجهته.
-" لم تردي علي سؤالي بعد،" قالها لوك مذكراً إياها، " هل كنت سعيدة هناك؟ "
-" للغاية."
وأدرك لوك من نظراتها أنها لن تقول المزيد في هذا الموضوع. فسألها:
-" احكي لي إذن عن أسوأ شيء صادفك هناك؟ "
لم تفكر حتى، قبل أن تجيبه من فورها:
-" كان هذا في بنجلادش، قبل أن أغادرها مباشرة. دمرت الفيضانات كل شيء تقريباً، كنا حينئذ في تلك القرية البدائية نقوم بتطعيم الأهالي ضد الكوليرا. كنت أعمل وحدي مع الأطفال، وكان توم منهمكا ً في عملية ولادة متعسرة، عندما فوجئنا بنهر من الطوفان يقتحم المكان بما فيه ومن فيه، أمام أعيننا."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:22 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السابع

 

ابتلعت راشيل ريقها ، ولمعت عيناها بالذكريات.
-" كانت هناك امرأة تغسل قطعاً مهلهلة من القماش في الماء الجاري بالقرب من حافته. فجأة جرفتها المياه، أخذت تصرخ وتستغيث مددت لها جذع شجرة من فوق الماء المنهمر. استطاعت أن تمسك به، جعلت طرفه تحت إبطها وضمت ذراعها عليه بقوة. لم أكن أدري إن كنت سأتماسك وأظل قابضة علي طرفه بيدي. وفجأة ظهر توم وبعض الرجال معه. اجتذبوها إلي خارج الماء في اللحظة المناسبة."
الكابوس.. هذا يفسره.
-" وما هو أفضل شيء حدث لك هناك؟ "
سألها لوك . فأخذت راشيل تسترسل في ذكرياتها متفكرة ، ثم ابتسمت:
-" في منتصف العام الثاني لي بالخارج، كنا نعمل بإحدى القرى علي تعليم الناس أسس التغذية السليمة والوقاية من الأمراض. لم يكن هناك غيرنا نحن الاثنين أنا وتوم، لأنها كانت تعتبر مهمة سهلة."
سمع ضحكتها عندما تذكرت تلك الذكريات، ورن هذا الصوت في قلب لوك.
-" ثم ، وبعد أن قضينا أسبوعاً هناك، أراد الرئيس إن كنا ننوي الزواج أنا وتوم قريبا. وعندما أخبره توم أننا لا نعتزم شيئاً من ذلك، كثرت الهمسات والأيمائات. وفي اليوم التالي خرج توم من كوخه ليجد نعجة وخمس دجاجات بالخارج. هذه هي دوطة السيدة، هذا ما أخبره به الرئيس، إنها امرأة نحيلة ، لكن حديثها ناعم، وسوف تلد لك العديد من الأبناء. هل تريدها الآن؟ "
وأخذت راشيل تضحك عندما تذكرت كيف كان يبدو وجه توم.
-" وكيف خرج دكتور اتويل من هذا المأزق؟ "
منتديات ليلاس
-" لقد ذكر شيئاً عن عدم إمكانه الزواج مني لأنه مرتبط بامرأة أخري، ولكنه منذ ذلك الحين أخذ علي عاتقه أن يعثر لي علي زوج من بقية العاملين هناك. لم يكن الرئيس سعيداً بذلك، لكن كان عليه أن يتقبله. وعندما حان وقت رحيلنا، أخذ يذكر توم أن الدوطة ستكون جاهزة في أي وقت تدعو الحاجة إليها. بعد ذلك بعام، كنا بقرية مجاورة لتلك القرية، فبعث إلينا برجل ليعرف إن كنت لم أتزوج بعد وليذكرنا بالدوطة التي تنتظرنا هناك."
تلك المرأة التي استمعت إليه يذكر سعر جياده الأصيلة دون أن يرمش لها جفن، كانت دموعها تملأ مآقيها عندما تذكرت ذلك الاهتمام بأمرها وشؤونها. انتهت الشطيرة التي كانت تأكلها، لاحظ لوك ذلك . كأن الحديث قد فتح شهيتها للأكل . وتناولت راشيل الطبق الذي قدمه لوك إليها. بدت قطعة كعك الفواكه الكبيرة التي قطعها لها لوك ، شهية للغاية. أول قضمة لها أثبتت ذلك.

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات غادة, الإيمان..الأمل, faith, geeta kingsley, hope and love, جيتا كينجسلي, روايات مكتوبة, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, رواية من اروع الروايات, والحب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية