كاتب الموضوع :
الشجرة الطيبة
المنتدى :
روايات غادة
الفصل السادس
كانت يدها تبدو كأنما تحاول التملص من يده، كما لو كانت تحاول أن تقلل الاحتكاك به.
-" اليوم، مبكراً"، وبدأت النبرة الحادة تعود إلي صوتها:
-" إنه لا شيء. لم أعر ذلك اهتماما."
-" إنه الفرن."
وأصلح لوك لها ما قالت:
-" بل وجبة العشاء. هكذا احترقت يداك، أليس كذلك؟"
-" نعم . إنه لا شيء."
ثم قالت راشيل بسرعة:
-" إنني فقط، لم أعتد استعمال الفرن. لقد كانت حماقة مني."
وهو الذي كان يعتقد أنها تستطيع القيام بكل شيء. فأخذ يركز همه في إتمام ما وراءه من أعمال.
-" هل وضعت شيئاً عليها؟"
-" لقد أجريت عليها بعض الماء البارد."
-" لهذا لم ينتفخ مكان الحروق، علي ما أعتقد، لكنك بحاجة إلي شيء يقلقل من الإحساس بالألم."
واختفي في الحمام، ثم عاد يحمل أنبوباً. وضع راحتها في يده، وراح يدهن المرهم علي منطقة الحرق. أخذت راشيل تنظر إلي يدها . كانت تضيع داخل كف لوك العريض. لكن، مع حجمها الكبير هذا كانت لمساته في غاية الرقة. كانت تقاوم الرغبة في أن تجذب كفه، وأن تدفن وجهها فيها.
-" دعي تريزا تعد وجبات العشاء بعد ذلك."
كيف يتركها وحدها تعد وجبة العشاء؟ كان من واجبه أن يشير إلي هذه البيتزا في وقت مبكر. ولم يشعر لوك ، بأن الغضب الذي بدأ يحس به، قد انعكس علي صوته.
-" حسنا. إنني أعتذر عن حماقتي."
نبرة الانكسار التي بدت في صوتها، نبهته، جعلته يرفع رأسه. كان ذقنها يرتجف، لكنها حتماً لم تكن قد انتهت مما تريد قوله. ضحكتها، كانت تعني افتراض أنه يرفض ما فعله، كانت تؤلم كما يؤلم الكحول عندما تصب علي الجرح.
-" إني أبدو كالبلهاء في المطبخ. كما أظن أني قد أفسدت أيضاً إحدى قدور الطهي. سيكون من الأفضل ألا أحاول بعد ذلك استعراض مهاراتي في المطبخ علي حسابك الخاص."
أخذ لوك ينظر إلي رأسها المطأطأ لأسفل . كان الوضع أسهل عليه هكذا، من أن تري نظرة الرعب التي تبدو في عينيه.
منتديات ليلاس
من، أو ما الذي جعل راشيل بهذا التعقيد الداخلي؟
لقد كان يجهز لتوه، أحد الخيول الأصيلة التي لديه، ليسلمه للشخص المسئول عن حراستها وأمنها.
-" اللعنة. إني لم أشر مطلقاً إلي حسابي الخاص أو أية مصاريف، أيا كانت."
ثم أكمل مسرعاً، "أني أهتم فقط بسلامتك."
ولم يستطع لوك أن يخفي نبرة الحزن و الألم في صوته. في لحظة ما ، الآن سيبدأ في اليأس من إقناعها بالكلمات، سيبدأ في تقبيل تلك الأحاسيس التي بداخلها.
-" يمكنك إحراق أي من قدور الطهي بالمطبخ، إن كان هذا يرضيك، لكن إن أصابك بعد ذلك أي أذي ، أريد أن أعلم في الحال. مفهوم؟"
ورفعت يده ذقنها إلي أعلي. كانت عيناها تلمعان، بدت عينا راشيل أمام النيران مستغرقة بعمق، في كل الاحتمالات في كل ما قد يتفوه به لوك. إن حديثه لغريب حقاً، كما لو كان من حقه أن يقول ما قاله الآن..... كما لو أنه يهتم بها. دمعة وحيدة أفلتت تلقفتها يد لوك، مسحتها. تحركت ذقن راشيل لأعلى ، لكنها احتضنت نظراته.
-" أحسب أني لا أصلح لأي شيء، سوى مساعدة طبية."
أجاب بسرعة:
-" لا يوجد إنسان كامل، أراهن أنه لا أحد منا هنا في دياموندبار ، يستطيع أن يؤدي نوع العمل الذي تعتبرين أنت خبيرة فيه. لطالما رأيت رجالاً أقوياء، يتهاوون لمرأى الدماء."
وابتسمت وبدا في عينيها أنه لم يكن من حقه أن يقول ما قاله. بدأت تشعر أنه قد يصبح لطيفاً معها، هل يمكن هذا؟ ولأول مرة في حياته، شعر لوك بالمعني الحقيقي لأن يكون المرء منهكا.
لفهما الصمت، وبدأت راشيل تشعر أن الزمن قد توقف، كما لو كان ينتظر شيئاً مهما.
تري هل سيحاضرها لوك عن مسؤولياتها تجاه نفسها؟ إن الرجل لديه الكثير من الأعمال، غير رعايتها والاهتمام بها.
لقد أرتها حنا مكان رف الأدوية والإسعافات الأولية. كان من واجبها، أن تتوجه إليه من فورها، لتأخذ ما تداوي يدها به، بدل أن تظهر نفسها في صورة امرأة معدومة الحيلة.
وأحذ لوك يحتضن وجهها، بين كفيه الدافئين، سارحاً في النظر إليها، فنظرت إليه.
-" اسمعيني يا راش،" قالها بجدية، " لست مضطرة إلي أن تثبتي أي شيء لأي مخلوق هنا. بنا فيهم أنا نفسي. لسنا نتوقع امرأة سوبر. إننا نحبك كما أنت."
|