لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة > روايات غادة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات غادة روايات غادة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-09, 10:57 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل الخامس

 

وجبة العشاء. عندما أخذت تفكر في الأطباق الرائعة التي كانت تضعها حنا أمامهم علي المائدة، أصاب ذلك راشيل بشيء من العصبية. عندما لم يكن هناك سواها هي وأبيها، كانت وجبة العشاء المعتادة تتكون من الحساء المعلب والشطائر. من آن لآخر كانت تجرب أن تعد شيئاً في آنية الطبخ، لكن هذا كان استثناء لمواهبها المحدودة. كما لم تتح لها أبداً الفرصة لتعلم الطبخ بالخارج. م. ر. أ. غالباً ما تقوم بتعيين أحد الطباخين المحليين لموظفيها بالموقع. بالتأكيد الأمر ليس بالغ التعقيد . حنا تجعله يبدو يسيراً سهلاً. بعد ساعة لم تصبح واثقة من ذلك. وبدأ جوردي يشعر بالملل. أخبرها صراخه بذلك . كان المطبخ قد أصبح كله فوضي. أحست راشيل أنها قد انتهت لتوها من ألعاب بهلوانية معقدة، دون أن تسعد أيا من مشاهديها. كانت قد وضعت في الفرن قطعتي ريشا من اللحم. إن استجابتا لما بذلته من جهد، فستكونان وجبة للعشاء. وانتهت لتوها من سلطة البطاطس التي ستصاحبهما. أخذت تنظر هنا وهناك علي الموائد والرفوف من حولها. فوضي كبيرة بالنسبة لوجبة واحدة. وبدأ جوردي يتعالي بكاؤه، ستؤجل مؤقتاً فكرة تنظيف المطبخ، رفعته راشيل إليها واحتضنته. كان الطفل يتبول. –" أواه يا عزيزي!" دون شك فأن مهاراتها في تغيير وإحكام الحفاظات تماثل مهاراتها في أعمال المطبخ. بدا جوردي كالموافق علي ذلك. وأشاح برأسه بعيداً. فجأة أتي لوك، جاء ليساعدها علي إسكات الطفل. أدخل ذراعه أسفل جوردي يتحسسه، ثم أخذ ينظر إلي معصمه المبتل ، لكن كل ما قاله:
-" سأضع أنا له الحفاظ . هلا حركت قدمك قليلاً؟"
منتديات ليلاس
وذهب به قبل أن تخبره أنها كانت بسبيلها للتغيير لجوردي. ليس أنها كانت تريد ذلك. تلك الحفاظات . تلك الحفاظات بدأت تشعرها أنها لا يمكن أن تحكمها بطريقة صحيحة. بدت الحياة فجأة في غاية الصعوبة. وبدأ الإحساس بالإخفاق يغمر راشيل . رائحة احتراق جعلتها تهرع إلي الفرن. أمسكت بقفاز المطبخ، دون أن تزعج نفسها بأن تدخل يدها فيه، وأخرجت الصينية.
-" أواه!"
لقد مست النار بأعلى الفرن . ألقت الصينية علي الطاولة، وجرت إلي الصنبور، تركت يدها تحت الماء البارد . من خلفها، كان هناك قطعتان متفحمتان ترقدان في الصينية، التي أصبحت تحتاج إلي شهر كامل للتنظيف، حتى تعود ألي درجة النظافة التي تقبلها حنا. لا بد أنها قد رفعت حرارة الفرن بدرجة كبيرة. فرت دمعتان، وانحدرتا علي وجهها. ألقت بقطعتي الريش مع القمامة، ووضعت الصينية، ثم أغلقت راشيل باب الفرن بعنف. هل يمكن عمل شطائر من سلطة البطاطس؟
عاد لوك إلي المطبخ بعد أن ارتدي قميصاً نظيفاً، والطفل تفوح منه رائحة عطرة أعادت إليه ابتساماته . تجاهل متعمداً الرائحة التي يشمها بالمطبخ ، ووجهها المضطرب. وأخرج برطمانين من أغذية الطفل ووضعهما في الميكروويف .
-" لقد أحرقت العشاء."
ذكرته نبرتها العالية بأحد الجراء، يقف محاصرا من كل جهة، أخذ في النباح.
-" يوجد بيتزا في الفريزر،" ثم عاد لوك برفق، " سأقوم بتسخينها بمجرد أن ينتهي جوردي من طعامه."
ثم متجاهلاً تلك الفوضى التي تحيط به ، بدأ يطعم جوردي شيئاً من البازلاء واللحم ، لم يسمح لنفسه أن يلقي نظرة علي المطبخ ، إلا بعد أن سمع باب حجرة راشيل يغلق من خلفها.
وارتسمت نصف ابتسامة علي شفتيه ، وأخذ يقول لجوردي ربما، من المستحسن أن نأتيها بكتاب عن الطبخ، كهدية بمناسبة الأعياد. أليس كذلك يا بطل؟



نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:00 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السادس

 

الفصل السادس
بعد أن جهز جوردي للنوم، أخذ لوك يوقد المدفأة في حجرة المعيشة. لا أثر لراشيل. أخذ يتساءل إن كانت قد قررت أخذ حمام طويل كعادتها. حيث أصبح الحمام هو التسلية الوحيدة التي تفضلها. في إحدى الأمسيات التي مضت، وبعد العشاء مباشرة، سألتها حنا إن كانت ترغب في رؤية أمسية شعبية غنائية معها. ترددت راشيل ثم قالت:
-" إن لم يكن لديك مانع، فإني أفضل أن آخذ حماماً."
إنه ألقي بها اليوم إلي تلك النهاية المظلمة. فقد فاجأته مرة أخري بقابليتها تلك للمواجهة والمجابهة، وبحالتها المعنوية الجيدة... مما أثر فيه. لقد عرف القليل من النساء اللاتي يستطعن أن يخطين مثل هذه الخطوة ، ويتحملن مسؤولية كهذه، ودون أي مقدمات، ودون الحاجة إلي الرقص والغناء، كان هناك القليل من النقاط الصعبة. لنت عواطفه عندما أخذ يتذكر تعبيراتها المحبطة عندما أخرج يديه ، ووجد معصمه مبتلاً، من تحت جوردي.
منتديات ليلاس
وهذا العشاء. لم يكن يتصور أنها قد تعتزم القيام بالطبخ أبداً. حنا دائماً ما تترك الفريزر مملوءا بالوجبات السابقة الطبخ والتجهيز، وفي الواقع، لقد كان يتحتم عليه أن يخبرها بشيء عن هذا الموضوع.
رفع لوك بصره ، ليجد موضوع أفكاره وتساؤلاته ، يقف بشحمه ولحمه أمام الباب. ترتدي جيبا متعدد الألوان، وبلوزة بيضاء ناعمة برقبة مفتوحة، تنم عن مفاتنها. شعرها كان معقوصاً إلي الخلف في جديلة واحدة، وخصلات رقيقة من شعرها تلتصق برقبتها، كدليل علي حمام منعش لم تمر عليه لحظات. ونظرة عدم الثقة قد عادت إلي وجهها . كأنما، لو لم يكن هنا جوردي أو حنا لتختبئ خلفهما لكانت تضيع تماماً. فلوي لوك فمه ثانية. تري كم من الوقت يلزمها حتى تكتسب ثقتها من جديد؟.
-" هل ترغبين في شيء تشربينه. يا راش؟"
لمعت عيناها عندما وقعت علي كأس الشراب الذي بيده.
-" لا......لا، شكراً لك."
-" تفضلي بالجلوس. البيتزا ستكون جاهزة بعد خمس دقائق. لقد اتصلت بحنا أنها بخير."
-" إن هذا ليسرني سماعه."
تقدمت راشيل داخل الحجرة، وجلست علي أحد المقاعد ، ثم التقطت إحدى الوسائد الصغيرة المتناثرة ، وضمتها بين أحضانها.
-" كم يبلغ عمر حنا؟"
-" سبعين عاماً."
-" إنها تبدو في حوالي الخمسين، فلديها قدر كبير من الطاقة والنشاط. إنها تجعل كل شيء يبدو سهلاً يسير."
ولم تذهب مسحة الحزن من وجه لوك.
-" لقد قمت بجهد رائع اليوم ."
وغمر وجهها لونا أحمر، فأعجبه ذلك. أخذ يفكر، من المؤكد أنها تعلم، كم هي جيدة وطيبة. لو كانت الطريقة التي تنجز بها كل شيء مؤشراً لأسلوب عملها لوجب القول إنها تساوي وزنها ذهباً، أخذ يتأملها، وهي تشبك أصابعها سوياً، ثم قال:
-" لقد كنت رائعة مع جوردي. أنا مسرور للغاية، للطريقة التي انجذب بها إليك. لقد بدأ يتعرف علي الناس، ويرهب الأغراب بعد دقائق معدودة، لكنني في كل مرة كنت أنظر فيها إليكما معاً، لقد أصبحت مألوفة جداً لديه. لم أكن أتوقع أن أتم كل ما قمت به من عمل اليوم، أشكرك يا راش."
أدارت وجهها سريعاً ، فرأي انعكاسات نار المدفأة تلمع علي حبات دموعها. مال لوك إلي الأمام، آخذا في التقرب منها. أراد أن يصل إليها . لا يستطيع أن ينكر تلك الراحة التي أراد أن يهبها إياها، ، أكثر من ذلك . وفجأة رن جهاز التنبيه بالموقد الذي في المطبخ ، فهبت واقفة :

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:03 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السادس

 

-" سأجهز المائدة."
عندما رأي إسراعها بالخروج، أدرك أن ذلك الجو المشحون بينهما، يجعلها في حالة ارتباك تام.
-" دعينا نأكل ها هنا . سيكون أفضل هنا بجوار النيران." منادياً عليها.
توقفت راشيل ونظرت من فوق كتفها إلي الخلف. سيكون أفضل بالفعل بجوار النيران أفضل بكثير. وارتفعت نبضات قلبها ، حتى صارت كدقات الطبول . كان لوك يبدو مختلفاً هذا المساء . كان بنطلونه الجينز ، وقميصه الأزرق الناعم ، يبدوان كما لو التصقا بجسده. جلست علي الأرض ، وامتدت ساقاها الطويلتان أمامه، في حين بدا هو مسترخياً تماماً. تلمع النيران علي وجهه، تصبغ خطوطه القوية بلون الذهب، نظراتهما تخيفها ، وتثيرها.
لا بد أنها تلك النيران، هي التي تبعث في الجو تلك الإثارة، تصبغ لون الحجرة بالفتنة والغموض. ذلك اللهيب البرتقالي بلون الأحجار الرمادية، يحيلها إلي لون ثالث غريب، فتصطبغ الحجرة كلها بانعكاساته.
عندما وضع لوك يده علي كتفها ، جعلها ذلك تقفز من مكانها. كان صوته الآمر لها ، به من القوة بقدر ما به من رقة وحنو:
-" اجلسي . استرخي. سأقوم أنا بالباقي."
لقد لمسها البعض من قبل . كثيراً. لكن أقل لمسة ، أو احتكاك ، مع هذا الرجل تبعث فيها تياراً كهربائياً ، يتركها غائبة عن الوعي. دفنت راشيل رأسها في الوسادة الصغيرة التي كانت تمسك بها، رفضت أن تنظر إليه عندما عاد يحمل الأكواب، فوضعها ثم ذهب ثانية ليحضر البيتزا.
جلس لوك علي الأرض قبالتها، وتناول قطعة البيتزا التي قدمتها له، انهمك في الأكل بعد أن تجاهلها تماماً وهي تقوم بالتقطيع لتقدمها له .
منتديات ليلاس
-" إنها لذيذة الطعم."
لكن نبراته التي اصطبغت بالرضا البادي، لم تحدث أي استجابة منها. تظاهرت راشيل بالاستغراق بمراقبة النيران، بينما كان كل عصب ينبض في جسدها، يتراقص جذلا، لاهتمام لوك بها. مد يده ليأخذ زجاجة الفلفل الحار، واحتك ذراعه بها، متمسحاً ببشرتها.
-" هل تعجبك البيتزا؟"
كان لوك يتساءل عما حدث الآن. لو كان هذا الصمت طبيعياً، لنحاه جانباً، وما فكر فيه. لكنه لم يكن كذلك.....يبدو عليها التوتر واضحاً ...... غير مريح كشيء خشن يعلق بالبشرة فيضايقها.
-" إني لم أذق البيتزا منذ زمن طويل، لكن طعمها رائع."
كانت تلعب بقطعة البيتزا بين يديها، وانسياب لعابها يعوق كلماتها.
-" إن لم ترق لك ، فقط قولي لي، يمكنني أن أجهز لك عجة بيض."
ووضع لوك يده علي يدها يمنعها أن تقضم من القطعة التي بيدها. لكن صرخة الألم التي انبعثت منها، آلمته بقدر ما آلمتها.
-" ماذا بك؟"
كانت راشيل تضع يدها إلي الوراء، خلف ظهرها . بدت كالأطفال ، تنطق عيناها المستديرتان بالإحساس بالخوف والذنب معاً. بدا جوردي هكذا تماماً ، عندما وجد يعبث ذات مرة بما هو غير مسموح له العبث به. برقة. رفع لوك ذراعها، وأخذ يتطلع إلي يدها. كان صوت أنفاسه يعلو، ويملأ السكون الذي يحيط به. ثلاثة حروق بلون بنفسجي تؤذي تلك البشرة الناعمة لظهر يدها.
-" متى حدث ذلك؟"

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:06 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السادس

 

كانت يدها تبدو كأنما تحاول التملص من يده، كما لو كانت تحاول أن تقلل الاحتكاك به.
-" اليوم، مبكراً"، وبدأت النبرة الحادة تعود إلي صوتها:
-" إنه لا شيء. لم أعر ذلك اهتماما."
-" إنه الفرن."
وأصلح لوك لها ما قالت:
-" بل وجبة العشاء. هكذا احترقت يداك، أليس كذلك؟"
-" نعم . إنه لا شيء."
ثم قالت راشيل بسرعة:
-" إنني فقط، لم أعتد استعمال الفرن. لقد كانت حماقة مني."
وهو الذي كان يعتقد أنها تستطيع القيام بكل شيء. فأخذ يركز همه في إتمام ما وراءه من أعمال.
-" هل وضعت شيئاً عليها؟"
-" لقد أجريت عليها بعض الماء البارد."
-" لهذا لم ينتفخ مكان الحروق، علي ما أعتقد، لكنك بحاجة إلي شيء يقلقل من الإحساس بالألم."
واختفي في الحمام، ثم عاد يحمل أنبوباً. وضع راحتها في يده، وراح يدهن المرهم علي منطقة الحرق. أخذت راشيل تنظر إلي يدها . كانت تضيع داخل كف لوك العريض. لكن، مع حجمها الكبير هذا كانت لمساته في غاية الرقة. كانت تقاوم الرغبة في أن تجذب كفه، وأن تدفن وجهها فيها.
-" دعي تريزا تعد وجبات العشاء بعد ذلك."
كيف يتركها وحدها تعد وجبة العشاء؟ كان من واجبه أن يشير إلي هذه البيتزا في وقت مبكر. ولم يشعر لوك ، بأن الغضب الذي بدأ يحس به، قد انعكس علي صوته.
-" حسنا. إنني أعتذر عن حماقتي."
نبرة الانكسار التي بدت في صوتها، نبهته، جعلته يرفع رأسه. كان ذقنها يرتجف، لكنها حتماً لم تكن قد انتهت مما تريد قوله. ضحكتها، كانت تعني افتراض أنه يرفض ما فعله، كانت تؤلم كما يؤلم الكحول عندما تصب علي الجرح.
-" إني أبدو كالبلهاء في المطبخ. كما أظن أني قد أفسدت أيضاً إحدى قدور الطهي. سيكون من الأفضل ألا أحاول بعد ذلك استعراض مهاراتي في المطبخ علي حسابك الخاص."
أخذ لوك ينظر إلي رأسها المطأطأ لأسفل . كان الوضع أسهل عليه هكذا، من أن تري نظرة الرعب التي تبدو في عينيه.
منتديات ليلاس
من، أو ما الذي جعل راشيل بهذا التعقيد الداخلي؟
لقد كان يجهز لتوه، أحد الخيول الأصيلة التي لديه، ليسلمه للشخص المسئول عن حراستها وأمنها.
-" اللعنة. إني لم أشر مطلقاً إلي حسابي الخاص أو أية مصاريف، أيا كانت."
ثم أكمل مسرعاً، "أني أهتم فقط بسلامتك."
ولم يستطع لوك أن يخفي نبرة الحزن و الألم في صوته. في لحظة ما ، الآن سيبدأ في اليأس من إقناعها بالكلمات، سيبدأ في تقبيل تلك الأحاسيس التي بداخلها.
-" يمكنك إحراق أي من قدور الطهي بالمطبخ، إن كان هذا يرضيك، لكن إن أصابك بعد ذلك أي أذي ، أريد أن أعلم في الحال. مفهوم؟"
ورفعت يده ذقنها إلي أعلي. كانت عيناها تلمعان، بدت عينا راشيل أمام النيران مستغرقة بعمق، في كل الاحتمالات في كل ما قد يتفوه به لوك. إن حديثه لغريب حقاً، كما لو كان من حقه أن يقول ما قاله الآن..... كما لو أنه يهتم بها. دمعة وحيدة أفلتت تلقفتها يد لوك، مسحتها. تحركت ذقن راشيل لأعلى ، لكنها احتضنت نظراته.
-" أحسب أني لا أصلح لأي شيء، سوى مساعدة طبية."
أجاب بسرعة:
-" لا يوجد إنسان كامل، أراهن أنه لا أحد منا هنا في دياموندبار ، يستطيع أن يؤدي نوع العمل الذي تعتبرين أنت خبيرة فيه. لطالما رأيت رجالاً أقوياء، يتهاوون لمرأى الدماء."
وابتسمت وبدا في عينيها أنه لم يكن من حقه أن يقول ما قاله. بدأت تشعر أنه قد يصبح لطيفاً معها، هل يمكن هذا؟ ولأول مرة في حياته، شعر لوك بالمعني الحقيقي لأن يكون المرء منهكا.
لفهما الصمت، وبدأت راشيل تشعر أن الزمن قد توقف، كما لو كان ينتظر شيئاً مهما.
تري هل سيحاضرها لوك عن مسؤولياتها تجاه نفسها؟ إن الرجل لديه الكثير من الأعمال، غير رعايتها والاهتمام بها.
لقد أرتها حنا مكان رف الأدوية والإسعافات الأولية. كان من واجبها، أن تتوجه إليه من فورها، لتأخذ ما تداوي يدها به، بدل أن تظهر نفسها في صورة امرأة معدومة الحيلة.
وأحذ لوك يحتضن وجهها، بين كفيه الدافئين، سارحاً في النظر إليها، فنظرت إليه.
-" اسمعيني يا راش،" قالها بجدية، " لست مضطرة إلي أن تثبتي أي شيء لأي مخلوق هنا. بنا فيهم أنا نفسي. لسنا نتوقع امرأة سوبر. إننا نحبك كما أنت."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
قديم 26-07-09, 11:10 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144171
المشاركات: 723
الجنس أنثى
معدل التقييم: الشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداعالشجرة الطيبة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 268

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الشجرة الطيبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشجرة الطيبة المنتدى : روايات غادة
افتراضي الفصل السادس

 

تراجع العالم كله، بما ملأ به أحاسيسها. كانت لمسة شفتيه، في البداية، كفراشة رقيقة تتمسح بها.
تمسحت بصدره المفتول، تمسكت به، كما لو كانت أخيرا، عادت غلي الديار.
مر الوقت ولم يشعر به أحد. لم تسمع راشيل تلك الطرقة الخفيفة علي الباب. كانت تغوص في إحساسها بما حدث منذ قليل.... فلم تكن تلك الأحاسيس بغريبة عليها، لقد قبلها لوك من قبل. احتضنها، فوجدت الأمان والسلام. كانت تعاني الإحباط، عندما انتحي لوك عنها أخيراً. أثار صوت انفتاح الباب اهتمامها. دخلت إنجيلا من الباب يتبعها أبوها.
منتديات ليلاس
-" إن الحرارة تنخفض بسرعة."
كانت راشيل ممتنة ، للطريقة التي وقف بها لوك، حائلا بينها وبين جوان وإنجيلا، ليعطيها الفرصة أن تصلح من أمر نفسها. كان جوان يتحدث عن الروماتيزم الذي بدأ يعاود الاشتداد علي تريزا، مما يعني أن الجو صار قارص البرودة. اصطحبتها إنجيلا وهي تحمل لها حقيبتها إلي حجرة الضيوف.
-" ألا ترغبان في شيء من البيتزا؟" قالتها راشيل والخجل يعتريها.
-" لا شكراً لك. لقد أكلنا لتونا. ربما، في أمسية تالية تلبيان دعوتنا أنت ولوك لتناول شيء من الفطائر المحشوة، ماري ستبقي مع جوردي."
-" ما رأيك، هل آتي بطفاية الحريق معي؟"
وابتسمت إلي جوان . شيء ما في مدير المزرعة يذكرها بتوم أتويل دافئ، صديق، متفهم. وأرجع جوان رأسه للوراء مقهقهاً:
-" أري أن حنا قد حذرتك منا، إنها لن تنسي حينما أحضرنا لها أحدي الفطائر التي نصنعها، وكانت مملوءة بالفلفل الحار."
ثم استدار إلي لوك:
-" كان هذا فور زواجها بكارلوس. أخذت حنا تصر علي الأطعمة الحريفة. فأخذت تريزا كلمتها مأخذ الجد، وقامت بإعداد وجبة خاصة لهما. وبعد قضمة واحدة، ظنا أن النيران سوف تشتعل بحنا."
وتوقف جوان ثانية، ثم واصل كلامه:
-" لا تخشي شيئاً، سوف نعد فطائر غير حارة من أجلك."
-" إن هذا ليسعدني."
-" إن وجدت الوقت ، فلا تترددي."
ثم استدار جهة لوك وقد شاب نبراته شبه اعتذار:
-" هل يمكننا أن نتحدث قليلاً بشأن دياموندبرايد، السيد كالاهان اتصل ثانية في الساعة الخامسة مساء. إنه متلهف علي إنهاء الإجراءات."
-" تعال إلي المكتب . بعد إذنكم، " ثم وجه لوك كلامه إلي راشيل، " لن يستغرق الأمر طويلاً."
عندما سمعت راشيل صوت إغلاق باب العمل، دبت في أوصالها الحركة. فرفعت طبقها، وأخذت تراقب الفتاة التي شرعت تفتح التلفزيون:
-" إني ذاهبة إلي الفراش الآن. لقد كان اليوم طويلاً. تصبحين علي خير."
-" تصبحين علي خير."

 
 

 

عرض البوم صور الشجرة الطيبة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من روايات غادة, الإيمان..الأمل, faith, geeta kingsley, hope and love, جيتا كينجسلي, روايات مكتوبة, روايات غادة, روايات غادة المكتوبة, رواية من اروع الروايات, والحب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات غادة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية