لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-09, 03:29 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

شهقت قائلة: إنك عديم القلب!"
قال: حقا؟" وتوترت شفتاه لحظة ثم عاد يقول بابتسامة مصطنعة: أجل, لم يعد عندي قلب, ولكنني ما زلت أذكر كيف كان شعوري عندما كان عندي قلب"
قالت آمرة: أعدني إلى البيت في هذه اللحظة!" ولكنه تجاهلها. ونظرت هي حولها بعجز. كانا يسيران بسرعة في طريق السيارات العام وما زال أمامها للوصول إلى الموقف التالي أميال عديدة liilas.com, وكانت متأكدة من أنه لن يتوقف حتى ولو توسلت إليه.
سألته: لماذا تفعل هذا؟" ثم تصاعد الإحمرار إلى وجهها, ولم تستطع التعبير عن مدى الاضطراب الذي كانت تشعر به وتابعت: إنني... إنني لا أريد الذهاب إلى برينغلاس معك"
قال: هذا لا يدهشني! ولكن الطريق طويلة وليس في نيتي تركك تبيتين في الطريق ليلا, وكوننا نتناوب القيادة معا يمكننا العودة في نفس الليلة"
سارا فترة بصمت, عندما خف زحام السير ابتدأ يسألها عن العمل, وبدا في أسئلته كرجل أعمال واقعيا تماما مما جعلها تستجيب له بشكل طبيعي.
قال أخيرا: لابد أن الأمر صعب بالنسبة إليك؟ ما دام مدير المشاريع اعتاد على تناول المهدئات أثناء الفطور بدلا من الشاي" حدقت إليه. كان على علم بكل شيء, فهي لم تقل شيئا قط, حتى ولو لمجرد الإشارة إلى هذه المشكلة.
قالت: لا يمكنني أن أقول شيئا, إذ أنني لم أشاركه الفطور قط"
قال: لم تفعلي؟" ولكنها رفضت باحتقار هذا النقاش, هز كتفيه بعدم اكتراث وكانا قد اقتربا من الجسر, فقال: إن الحديث عن الفطور ذكرني بمرور وقت طويل على ذلك" ألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: ما زال الوقت باكرا لموعد الغداء"
" ما زال الوقت مناسبا لفطور ثان كما أظن" أوقف السيارة في موقف السيارات للخدمات, ثم استدار إليها قائلا: لقد مضى وقت طويل منذ تناولنا الفطور معا, يا جوانا"
قفز من مقعده ثم استدار يفتح لها الباب liilas.com قائلا: من يدري هل ستأتين معي أم لا؟"
قالت: سآتي معك طبعا"
شدت نفسها إلى الخلف رافعة ذقنها وهي تشد معطفها حولها تقاوم بذلك الهواء البارد, قالت: إنني في الحقيقة جائعة جدا" وكانت بذلك تتظاهر بشجاعة هي أبعد الناس عنها.
ملآ طبقيهما بالطعام ثم جلسا إلى مائدة تشرف على جسر سفرن. وكان برجا الجسر الضخمان يعلوان فوق الضباب المنخفض الذي كان يغطي مصب النهر. قالت: لقد أحببت دوما منظر هذا الجسر, إنه رائع الجمال عندما لا يكون في استطاعتك أن ترى سيارات الشحن والأكشاك التي تجمع رسوم العبور"
نظر كلاي إلى الجسر دون حماس وهو يردد: رائع الجمال؟ إنه يؤدي وظيفة معينة ولكنه لا يمثل رأيي في الجمال" استدار يواجهها وهو يتابع: ولكن ذلك لا يدهشني لأننا نحاول أن نختلف حول كثير من الأشياء!"
قالت وهي تحاول أن تركز اهتمامها على طعامها: تعني (حاولنا) أي الفعل الماضي"
لكن كلاي لم ينه حديثه بعد فقال: إن أمامي بعض الصعوبات بالنسبة إلى اتفاقنا يا جوانا"
قالت: إنك لا تحاول بما فيه الكفاية!"
وصلا إلى برينغلاس بعد الساعة الثانية عشرة وأسرعت السيدة رايس من الحديقة لمقابلة جو بينما كانت تترجل من سيارة الفان.
قالت: أدخلي من البرد" بقي كلاي في السيارة وهو يقول: سأعود فيما بعد, فإذا استطعت تجهيز كل شيء لتحميله في السيارة فسنعود مباشرة" ثم قطب جبينه قائلا: أظنك قلت أن الثلوج متراكمة في هذا المكان؟"
قالت السيدة رايس: كان ذلك في الأسبوع الماضي, وقد استمر المطر في الهطول منذ ذلك الحين ولكن الثلج سيعود للتراكم بعد وقت قصير"
سألته جو: إنك لا تعرف الطريق, هل تريدني أن آتي معك؟"
قال وهو يبتعد: سأعثر على طريقي, فإن عندك الآن ما يكفيك"
أمضت ساعات في حزم الأمتعة, ثم فككت أجزاء سرير الطفلة وأخذت تنقل الأمتعة إلى أسفل الدرج الضيق, وأخذ هذا من وقتها أكثر مما توقعت وعندما عرضت عليها السيدة رايس شيئا من الطعام قبلت ذلك مسرورة.
بعد ذلك دفعت إليها إيجار المنزل ثم قدمت إليها الهدية التي أحضرتها لها والتي كانت شالا كبيرا مزخرفا وقفازين سوداوين من الجلد, ثم جلستا قرب النار تنتظران كلاي.
قالت السيدة رايس: إن صغيرتك تشبهه بعينيها"
وقطبت جو حاجبيها, ذلك أن السيدة رايس لا تعرف شيئا عن liilas.com زوجها ومع هذا لاحظت الشبه بينهما.
قالت تجيبها: إننا لسنا .. معا, لقد اشترى كلاي الشركة التي أعمل فيها وهذا كل شيء"
قالت المرأة: هذا أمر مؤسف!"
قالت جو: أرجو ألا تذكري شيئا عن هذا الأمر"
نظرت المرأة إلى النافذة قائلة: كلا, لقد فهمت ولكن الظلام ينتشر الآن ومن الأفضل أن أسدل الستائر." أخذت جو تنظر إلى الساعة من وقت إلى لآخر بقلق, وكانت الساعة تقارب السادسة عندما اندفعت نحو النافذة إثر سماعها صوت عجلات السيارة فوق الحصى خارج البيت, أدخلت السيدة رايس ثم أشارت إلى النار قائلة: اجلس هناك ودفئ نفسك, وسأحضر لك بعض الحساء"
قال: هل الجو بهذه البرودة على الدوام هنا؟" كان يفرك يديه أمام لهب المدفأة وهو يقول ذلك. ابتسمت جو قائلة: ما زلنا في شهر تشرين الثاني- نوفمبر, والأسوأ لم يأت بعد" وتركته يتناول الحساء, liilas.com وأخذت تضع الأمتعة في السيارة بسرعة لتجنب الهواء المثلج, وأخيرا عادت تقول: لقد انتهى كل شيء يا كلاي, والأفضل أن نشرع في السير فقد بدأ المطر يهطل"
قبل أن يذهبا قالت صاحبة البيت: لقد جهزت لكما ترمس يا جو, فقد تحتاجان إلى شراب دافئ"
احتضنت جو المرأة قائلة: وداعا, سأحضر أليس في فصل الصيف لكي تراك"
ابتسمت المرأة قائلة: تعالوا في وقت جز صوف الخراف, فذلك سيسرها" ونظرت إلى كلاي مبتسمة له: إنكم جميعا على الرحب والسعة" أمسكت جو أنفاسها, ولكن بدا على كلاي أنه لم يحمل كلام المرأة أي معنى خاص وهو يشكر المرأة على ضيافتها.
تطوعت جو قائلة: سأقود السيارة بنفسي"
قال هو: كلا, سأقود أنا في هذه الأنحاء وعندما نصل إلى الطريق العام ستستلمين أنت القيادة"
أرادت أن تجادله, فقد كانت تعرف الطرق في هذه الأنحاء أكثر مما يعرفها هو, ولكنه كان قد صعد إلى مقعد القيادة وأخذ يشد الحزام حوله قائلا: هيا بنا" ونظرت إلى السيدة رايس خلفها والتي كانت تقف في دائرة النور المنبعث من باب المنزل المفتوح والذي مثل لها الأمن والخلاص. ثم رفعت يدها وصعدت السيارة.
أدار المحرك ثم سار متجنبا الحفر في الطريق قدر المستطاع إلى أن اجتاز فناء المزرعة.مضى عليهما في السير حوالي العشرين دقيقة, وكان كلاي يسير ببطء في الظلام, عندما تحول المطر فجأة إلى ثلج, ولم يستقر الثلج في الطرق ولكن التلال ابتدأت تتألق بالبياض, بينما جعل الثلج المتساقط من الصعب التمييز بين نهاية الطريق وبدياة التلال الصخرية.
سألته جو بقلق: أيجب علينا العودة؟" نظر إليها قائلا: سنكون على ما يرام …"
صرحت عندما اجتازت شاة الطريق ثم توقفت فجأة مذعورة أمام نور السيارة, وحاول كلاي أن يتفاداها ليصعد صوت مفاجئ من أسفل السيارة , وتفوه بشتيمة وهو يقفز من السيارة ليرى ما حدث. سألت: ماذا هناك؟" وقف وهو ينفض الثلج عن ركبتيه قائلا: يمكنني أن أرى ما حدث دون الحاجة إلى مصباح يدوي, ولكنني أظن الأمر سيئا, إذ يمكنني أن أسمع شيئا يسيل" وبدا عليه التفاؤل, بينما بدا عليها الضيق وأخذت تنظر حولها. لم يكن ثمة نور يرى, كما أن أي سيارة liilas.com لم تمر بهما منذ خلفا المزرعة وراءهما, ورأته يبتسم في النور المنبعث من مصباح السيارة الأمامي وهو يقول: شكرا على الترمس الذي ملأته لنا السيدة رايس , إذ أشعر أننا سنكون في حاجة إليه قبل الصباح"
قالت ذاهلة: الصباح! يمكننا بكل تأكيد أن نحاول الوصول إلى أي مرآب"
أجاب: لا أظن أن في إمكاننا الذهاب إلى أي مكان, عودي إلى السيارة إذ ليس ثمة فائدة من أن تتحملي البرد إلى أن أجد المصباح اليدوي" أطاعته دون اعتراض, فقد كان الهواء باردا والثلج قد بلل وجنتيها اللتين أخذت تفركهما وهي ترتجف.
سألها: كم تبلغ نسبة الحظ في مرور سيارة بجانبنا قبل الصباح؟"
أجابت: إنها ليست بالنسبة العالية, liilas.com فهذه طريق فرعية تقود إلى حيث تقطع الأخشاب في الغابات, وبعد عدة أسابيع لن تستطيع أن تتحرك لشدة إزدحام السائقين, ولكنها مقفرة نوعا ما, حاليا" ونظرت إلى العاصفة الثلجية وهي تقول: دعنا نتكلم بصراحة, إذا لم يكن حاجة للذهاب إلى أي مكان فهل تغامر بالخروج في ليلة كهذه؟"
أجاب: بصراحة, كلا" وتابع: في هذه من الأفضل أن أطلب المعونة" وأخرج من جيبه هاتفا نقالا وطلب الرقم.
عندما انتهى سألته: كم سيستغرق ذلك الوقت؟"
"قالوا عشرين دقيقة"
"إنهم دوما يقولون عشرين دقيقة, كم من الوقت في الحقيقة؟"
قال: يبدو لي أن الأمر لن يكون أقل من ثلاث أو أربع ساعات" عندما أحست أنه يقول الحقيقة, فتحت الصندوق الصغير أمام المقعد وأخرجت مصباحا يدويا وناولته إياه.
قال: أوه, كلا إذا كنت حريصة بهذا الشكل فتعالي واحملي هذا المصباح اللعين لكي أرى!"
لم تنتظر دعوة أخرى, ففتحت الباب ونزلت بسرعة, كان الطريق مغطى بالثلج. وأطلق كلاي شتيمة عندما انزلقت قدمه وصرخ فيها محذرا, ولكن بعد فوات الأوان, إذ انزلقت قدمها وقبل أن تدرك نفسها كانت تتدحرج من فوق حافة الطريق إلى الخندق المغطى بالثلوج.
صرخ: جو!" وكانت قد استلقت لحظة في الظلام وقد انقطع نفسها وتوترت أعصابها إلى درجة لم تستطع معها أن ترد على ندائه, وعاد ينادي: جو, أجيبيني هيا!" وتناهى إليها صوته القلق, ولكن كل ما استطاعت أن تقوم به هو أن تبقى مستلقية بهدوء وهي تجاهد لكي تستطيع التنفس, liilas.com ولكن صوته أقدامه وهو يسحق الثلج مقتربا منها جعلها تتحرك, حاولت أن تتكلم قائلة بصوت أجش: إنني بخير, ابق أنت هناك من فضلك!" ولكنه اقترب ليقف إلى جانبها وكانت ما تزال ممسكة بالمصباح. ومد يده يأخذه من بين أصابعها الحذرة يريحها منه ثم أناره بسرعة فوق وجهها.
سأل: هل ثمة كسر في أي مكان؟"
هزت رأسها قائلة: كلا, بل مجرد رضوض قليلة, كان يجب أن تبقى مكانك هناك, والآن علينا أن نعود صاعدين إلى هناك" وأخذت ترتجف من البرد.
قال: دعيني أساعدك" رفعت رأسها قائلة: يمكنني أن أتدبر أمر نفسي يا كلاي" وأمسك بالمنشفة لحظة ثم تأفف ساخطا وهو يقول: لقد جرحت يدك هنا" ولف المنشفة حول الجرح الذي كان ينزف.
قالت: إنني خائفة يا كلاي, أترانا سنتجمد من البرد حتى الموت؟"
.http://www.liilas.com/vb3



نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 02-08-09, 02:37 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 39949
المشاركات: 485
الجنس أنثى
معدل التقييم: saeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداعsaeda45 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 316

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saeda45 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

وين التكملة حبيبتى شدى الهمةويعطيكى العافية

 
 

 

عرض البوم صور saeda45  
قديم 02-08-09, 06:17 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

هلا يا عسل
جاري التكملة
مشكورة على مرورك

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 02-08-09, 08:23 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الفصل السابع
عليها أن تكون قوية الآن, عليها أن تكون قوية لأجل أليس.
قال لها: إذا كان لديك ثياب صوفية في هذه الحقائب خلفك فمن الأفضل أن ترتديها, فهذا وقت مناسب لذلك!" للحظة واحدة فكرت في أن توضح الأمر. إن أليس حرمت من الاستمتاع بأسرة مكتملة, ولكن يكون لها إخوة أو أخوات, ولهذا لها الحق في أن تنتظر من أمها أن تفكر بها أولا ودوما قبل نفسها.
لكن استدارة ظهره على كل حال لم تشجع على أي حديث, وتركت دفء اللحاف وهي ترتجف, وفي الضوء الخافت المنبعث من السيارة وجدت بدلة وبعض الجوارب وشعرت ببعض القوة, فتابعت البحث إلى أن وجدت زوجا قديما من الجوارب الرجالية وكنزة كانت لأبيها.
سألته: هل هذه تناسبك؟" أخذ الكنزة دون أن يتكلم وارتداها, حاشرا إياها بكتفيه بقوة, وكان الجوربان أفضل.
قال: حاولي أن تنامي يا جو, فالليلة ستكون طويلة" شكرت الظلام الذي ستر تضرج وجهها وقالت متجاهلة سخريته: يمكننا استعمال هاتفك للاتصال بالسيدة رايس إنها ستأتي إلينا في سيارتها اللاندروفر, إننا على الأقل لن نتجمد حتى الموت!"
قال ساخرا: إننا لن نتجمد حتى الموت هنا!"
"أرجوك" تنهد هو عند ذاك وأخرج الهاتف من جيبه قائلا: ما هو الرقم؟" أملت عليه الرقم فطلبه, ثم انتظر فترة قال بعدها: ليس ثمة رد, ربما أتلفت الرياح الخط"
عضت جو شفتها ثم قالت: ربما, حاول مرة أخرى, إذ ربما أخطأت الرقم" وكرر الرقم مرة أخرى وهز رأسه وهو يضع السماعة على أذنها لتستمع بنفسها.
"جو؟" أيقظها صوته يناديها, وكذلك البرودة التي شعرت بها في ظهرها, فحاولت أن تجلس وقد تيبس جسدها.
سألته: ماذا هناك؟"
قال: إنها شاحنة الإنقاذ" أضاء وجهه نور قوي في ذلك الظلام, فعبس مغمضا عينيه وأضاف: الأفضل أن تجمعي حوائجك" ثم قفز إلى الخارج ليشرح وضعهما للمنقذ.
كان سائق السيارة بشوشا بشكل رائع وهو يخاطبها قائلا: صباح الخير يا سيدة تاكيراي" وأجفلت لا إراديا حين سمعت النداء الذي لم تألفه, وألقت نظرة على كلاي ولكن وجهه كان خاليا من التعبير, وقد غمرته الظلال. وعاد السائق يقول: آسف لهذا التأخير لقد كنت أخبر زوجك أن هذه الليلة كانت سيئة في جميع الأنحاء, ويبدو أن الجو في طريق التحسن الآن" liilas.com وبرز القمر قليلا من خلف الغيوم وبدا للحظة أن كل شيء قد تألق, وتابع السائق: لماذا لا تذهبين إلى العربة وتجلسين فيها؟ إنها دافئة وحالا سننتهي من تحميل هذه السيارة"
في النهاية كان الفان قد حمل في سيارة الشحن, بينما صعد كلاي ليجلس إلى جانب السائق. أدار السائق وجهه إلى الخلف مقدما إلى جو علبة بلاستيكية تحتوي بعض ساندويتشات الجبن وهو يقول: أتريدين ساندويتش يا سيدة تاكيراي؟" وجه إليها كلاي نظرة حادة تحذرها كما يبدو من أن تعترض على الاسم. وقالت تجيب السائق: كلا, أشكرك" ولم تنس أن تبتسم له.
عاد السائق يقدم الصندوق إلى كلاي قائلا: يا سيد تاكيراي؟" ولكن هذا هز رأسه أيضا بالنفي.
قادهما السائق إلى مرآب حيث تدبر كلاي أمر إصلاح الفان, ثم استأجر عربة أخرى تقلهما إلى المنزل. ونقلوا حاجياتها وصناديقها في صمت تام. وفي النهاية انطلقا وقد جلس كلاي أمام عجلة القيادة.
سارا في ذلك الليل الثلجي أميالا عديدة وقد سادهما صمت عميق, ولم تجد جو طريقة تخترق بها هذا الصمت كما أنه بدا على كلاي الاستغراق في أفكاره وكأنه لا يشعر بوجودها.
عند الجسر توقف حيث الاستراحة, معترضا على إصرارها على متابعة السير بقوله: إنني في حاجة إلى بعض القهوة لتبقيني مستيقظا" فتح لها الباب فحاولت أن تترجل, ولكن أعضاءها كانت متصلبة من جراء سقوطها, فساعدها على ذلك وهو يقول: من الأفضل الإكتفاء الآن بالقهوة"
كان ضوء النهار قد انتشر عندما استدار كلاي بالفان إلى الطريق المؤدي إلى منزل والدة جو, وعندما وصلا كانت عند الباب فأسرعت خارجة عندما رأتهما, وهي تهتف: جو! لقد كنت في أشد القلق عليك"
قالت جو: لقد تعطلت السيارة بنا يا أمي, ونحن بخير الآن, ولو ظننت أنك ستقلقين لاتصلت بك هاتفيا, ولكنني فضلت عدم إزعاجك بمخابرة هاتفية في منتصف الليل"
قالت الأم : لقد سمعت النشرة الجوية في التلفزيون فاتصلت بالسيدة رايس التي أخبرتني بأنك تركتها منذ ساعات"
"لكننا اتصلنا هاتفيا بالسيدة رايس ولكن هاتفها كان ..." والتفتت إلى كلاي الذي نظر إليها دون أن يبدو على وجهه أي تعبير إلا لمحة سخرية لقدرته على إغفالها بمثل هذه السهولة. وحولت ناظريها بعيدا وقد استحوذ عليها الارتباك.
قالت الأم: هيا ادخلا, إذ يبدو عليكما التجمد من البرد"
قال بحزم: سأنزل الأمتعة من الفان ثم أذهب يا سيدة غرانت" ألقت نظرة على وجهه الشاحب ولحيته النابتة, لتشعر بالعطف بالرغم منها liilas.com وقالت: كلا, هيا أدخل واجلس بجانب المدفأة, وهذه الأمتعة يمكنها أن تنتظر. هل تناولت طعام الفطور؟"
نظر إلى جو قائلا: ظننت أن من الأفضل العودة بسرعة إذ تكهنت أن القلق قد ينتابك" وخنقت جو الكلمات التي قفزت إلى شفتيها, ورفع حاجبه بشيء من السخرية وكأنه يحيي فيها ضبطها لنفسها هذا. وتبعا الوالدة إلى داخل المنزل بينما كانت جو تفكر في أنها ستحاسبه على تزييفه الحقيقة بالنسبة لهذا الأمر حالما تستعيد قواها.
دعته السيدة غرانت إلى الجلوس في مقعد كبير ذي ذراعين قائلة: تفضل بالجلوس لا كلاي" ثم التفتت قائلة: الأفضل أن تأخذي أنت حماما ساخنا الآن"
دخلت جو الحمام وكانت خائفة من أن تسقط من النعاس, ثم ذهبت لترى ابنتها. ولكن هذه لم تكن في غرفتها, ونزلت جو تهبط الدرج بلهفة وهي تهتف: أمي, أين ..."
قالت الأم وهي تضع أصبعا على فمها مشيرة إلى كلاي الذي كان قد غط في النوم في كرسيه: هس.. لقد أنقذت الفنجان من يده في الوقت المناسب, تعالي إلى المطبخ" كانت الطفلة أليس تأكل بسرور قطعة خبز محمص قدمتها لأمها حين رأتها وهي تهتف: ماما!"
هتفت أمها بدورها: مرحبا يا حبيبتي.. هل كنت فتاة طيبة مطيعة؟" لقد وجدت من الأسهل عليها أن تثرثر مع طفلتها من أن تواجه عيني أمها المستطلعتين, ولكن عليها أن تواجه الأمر في النهاية وخير البر عاجله!
قالت: إنني آسفة لقلقك علي يا أمي, لقد تعطل الفان في الجبال وكان علينا أن ننتظر طويلا قبل أن تأتي سيارة الانقاذ."
قالت الأم: تفسيرك هذا يتشابه مع تفسير كلاي, ولكن الشيء الوحيد الذي لم يفسره أي منكما يا جو هو ما الذي جمعكما معا أصلا؟"
قالت جو: كان عليه ان يذهب إلى برينغلاس ليشاهد البناء"
"فدعوته أنت لكي يأتي معك؟"
"كلا!"
رفعت الأم حاجبيها قائلة: ولكنه جاء على كل حال , حسنا لقد حذرتك"
"نعم يا أمي لقد حذرتني liilas.com ولكن ليس عليك أن تقلقي" ونظرت نحو أليس ثم تابعت: ذلك أن مشاعري منضبطة تماما!"
رأت جو عيني أمها تتجهان نحو الباب, فاستدارت لترى كلاي واقفا عنده بشعره الأشعث.
قال: الفضل أن أذهب الآن" والتفت نحو جو سائلا: أيمكننا إنزال الأمتعة الآن من السيارة؟"
تدخلت السيدة غرانت قائلة: يمكننا أن نقوم بذلك أنا وجو فيما بعد, لتنقلك جو إلى منزلك إذ أنك تبدو وكأنك ستسقط نائما أمام عجلة القيادة, وهي ستعيد الفان إلى المكتب غدا"
بدا عليه وكأنه سيرفض, ولكن جو سارعت تقول وقد أدركت أن أمها على حق: الحق مع أمي يا كلاي" حدق فيها لحظة ثم هز كتفيه دون مبالاة وهو يقول: من ذا الذي يجادل!"
استدارت تسلم أليس إلى أمها ولكن الأم هزت رأسها قائلة: أخشى أن تأخذيها معك يا جو, ذلك أن عندي موعدا مع مزينة الشعر بعد عشرين دقيقة"
حدقت جو في أمها قائلة: ولكن ..."
لكن الأم قالت: المعذرة, علي أن أذهب الآن. إلى اللقاء يا كلاي" ألقى إليها شبه ابتسامة وهو يرد تحيتها.
هزت جو كتفيها قائلة: هيا يا أليس لكي ألبسك معطفك" وعندما ألبست الطفلة معطفها المشرق اللون كانت تشعر بكلاي واقفا خلفها.
قال: إنها تشبهك تماما, لقد أخذت منك الكثير من الأشياء"
قالت جو بسرعة: نعم, الجميع يقولون ذلك" وقبل أن تقوم بأي شيء كان هو قد انحنى يحمل أليس يحتضنها بملء ذراعيه وهو يحدق فيها عن قرب. وأغمضت أليس عينيها وهي تضحك مسرورة رافسة بساقيها الصغيرتين.
قال: هل ثمة شبه بينها وبيني؟"
قالت: قـ .. قليلا"
زم فمه قائلا: وما هو هذا القليل؟"
قالت: إذا كنت تعرفه يمكنك أن تدرك ذلك بنفسك" أخذت منه أليس ثم أسرعت خارجة نحو سيارتها حيث وضعت حولها الحزام مثبتة إياها بشدة.
.http://www.liilas.com/vb3

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 02-08-09, 08:24 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جلس كلاي في المقعد بجانبها ثم أغمض عينيه ولم يفتحهما إلا عندما أوقفت السيارة أمام الكوخ, ثم انتظرت منه أن يخرج ولكنه لم يتحرك.
قالت: لقد وصلت إلى منزلك يا كلاي" استدار ينظر إلى الكوخ قائلا: نعم هذا صحيح, هيا بنا" وفتح الباب.
نظرت جو إلى الخلف إلى ابنتها, ثم قطبت حاجبيها قليلا قائلة: ربما" وفكرت في أنه من المؤكد أن ليس لدى أمها أي موعد مع مزينة الشعر, وفتح كلاي لها الباب فخرجت وكل عضلة في جسمها تؤلمها مما عانته.
عندما تبعته في الطريق انتبهت إلى حركة على السطح. كانت الحمائم ترفرف liilas.com فوقه, تماما كما رأتها في أول يوم جاءت فيه إلى الكوخ مع زوجها في أول يوم من زواجها منه. أمسكت بيد ابنتها ومشت ببطء في أنحاء المنزل. كان المكتب في غرفة المطالعة غير مغطى وقد بدا أن قد استعمل حديثا, ولكن غرفة الصباح كانت مغطاة بالملاءات كما كانت الستائر مسدلة, وكان المطبخ نظيفا ومنظما ولكن ليس بالتألق الذي كان عليه أيام عناية السيدة جونسون الفائقة.
كان في الثلاجة القليل من المواد الغذائية, وأخرجت جو علبة تحتوي على البيض, وساورها شعور غريب وهي تفتح الخزانة عالمة بالضبط مكان كل شيء, مما يعني أن لا شيء قد لمس منذ تركها المنزل.
فابتدأت بسرعة تخفق البيض وتحمص الخبز, وتحضر القهوة وكانت أليس في هذه الأثناء قد وجدت خزانة أعجبتها ففتحتها وابتدأت تفرغ محتوياتها على الأرض وتعبث بها, ولم يكن لدى جو وقت لمنعها, كانت تجهد في أن تهيئ كل شيء لكي تنسحب بسرعة حالما يظهر كلاي. ولما استدارت رأته واقفا عند الباب يراقبها.
قال لها: ألن تأكلي معي؟"
قالت: أنا .. كلا" وابتعدت عنه حيث أخذت تلملم العلب التي كانت أليس تعبث بها ثم تعيدها إلى الخزانة.
قال آمرا: دعي ذلك! ستأتي السيدة جونسون في ما بعد. وأظنها تحب أن تنطلق من نقطة الصفر"
وجدت أن عليها أن تقول: أظنها لم تأت إلى هنا منذ وقت طويل"
أجاب: ولم يأت أحد إلى هنا منذ وقت طويل, ذلك أنني لم أقرر بعد أن أعود إلى هنا, أم أبيع المكان" شعرت بقلبها يتفتت وهي تتصور أناسا آخرين يعيشون في بيتهما, ولكن كان عليها أن تواجه الواقع وقالت: من المؤسف جدا أن تتركه فارغا, أين كنت تسكن؟"
أجاب: بعد أن رحلت استأجرت شقة في المدينة"
قالت: إنني لم أرحل, بل أنت طردتني!"
قال: ما الذي حدث لك؟ هيا أحضري liilas.com لنفسك فنجانا واجلسي معي, إنني أريد أن أسألك شيئا" وجلست أمامه تراقبه وهو يتناول الفطور الذي أعدته له.
قالت: حسنا؟"
"هل في إمكان أمك أن تتعامل مع ..." وأشار إلى أليس " إنها تبدو صعبة المراس"
قالت: ليس كما يجب, ولكن أثناء مكوثي معها أظنها ستستاء إذا أنا أحضرت من ترعى الطفلة, ولكن عندما أنتقل من عندها فلأمر عند ذاك يختلف"
نظر إليها قائلا: تنتقلين من عندها؟ هل تفتشين عن منزل تعيشين فيه بمفردك؟" وابتدأ عرق ينبض في صدغه. " أو ربما لن تكوني بمفردك"
شعرت بوجهها يشحب وقالت: إنني امرأة ناضجة يا كلاي وقد تركت منزل أهلي منذ وقت طويل"
نظرت أليس إليهما من حيث تلعب على الأرض بينما نظرت إليها جو قائلة بهدوء: لقد انتهى هذا الحديث" وفجأة وقف ثم تحول عنها وهو يقول بازدراء: يا للخسارة! هل ستستعملين الحضانة إذا تابعت انشاءها؟"
طرفت هي بعينيها إذ ترى الموضوع يتغير في لحظة ثم قالت: طبعا, ولكنني لا أفهم ما الذي تريده من وراء إنشائها؟"
قال: قوى عاملة موالية" وانحنى إلى الأمام يمسك بيدها, ثم عبس وهو ينظر إلى أصابعها مركزا أنظاره على خاتم الزفاف لحظة, ثم تابع قائلا وقد مد فمه كخط نحيل قاس: من الصعب أن نجد مهندسين أكفاء, كما أن لدينا اتفاقية وأنا لا أريد أن تعتذري يوما بحجة أنك تريدين البقاء في المنزل لأجل أليس" سحبت يدها من يده قائلة: ليس في إمكاني الاستغناء عن العمل لأجل رعاية ابنتي!"
قال: كلا؟ حتى وأنت عندك ثمن تلك الأسهم؟" فجمدتها نظرته في الكرسي وهي تقول: إنني أحتاج إلى ذلك المال لأجل مكان ..." وتوقفت عن الكلام, لقد قالت أشياء أكثر من اللزوم.
أكمل كلامها مفكرا: مكان تعيشين فيه؟ إذن فقد كان شرطك أن تستعيدي أسهمك خدعة؟ وأنا قد صدقت قولك. إنها غفلة مني لن تتكرر" وابتسم فجأة قائلا: إنك إذن تظنين أن فكرة الحضانة جيدة؟"
أجابت موافقة: كان يجب أن تكون قبل الآن"
قال: إذاً. اعتبريها حقيقة واقعة liilas.com وفكري كم ستكون بقية الأمهات العاملات عندي شاكرات لك!"
أجابت: والآباء أيضا, فأنا بالنيابة عن كل الرجال الموظفين عندك أشكر لك كرمك!" من أين وجدت القوة لتواجهه؟ والتفتت إلى ابنتها تقول: هيا يا أليس, حان وقت العودة إلى البيت" استجابت الطفلة على الفور لتخرج بها جو وتثبتها في المقعد الخلفي في السيارة وعندما نظرت خلفها رأت كلاي يزيح الستائر لكي يسمح لضوء النهار بالدخول. وتساءلت عما إذا كان قد صمم نهائيا على الاحتفاظ بالكوخ أو على البيع.
وفي الصباح التالي كان في إمكانها تجاهل بقع الرضوض الملونة في مختلف أنحاء جسدها شاكرة حظها على أنها في أمكنة غير معرضة للنظر.
في اليوم التالي وصلت إلى المكتب لتجد نفسها قد أصبحت بطلة والجميع يسألها: كيف استطعت إقناعه؟"
قالت جو بضيق: أقنع من؟" ولكنها كانت تعرف الجواب عن هذا السؤال.
قالت موظفة الاستقبال التي كان لها طفلان, والتي أبدت غاية الشكر: طبعا السيد تاكيراي, إنه مستمر في إنشاء الحضانة لقد سمعته يا جو, كان واقفا حيث تقفين أنت الآن, وهو يقول لبيتر أنك أقنعته بصواب إنشاء الحضانة"
سألتها جو: بيتر لويد؟"
"نعم وقد بدا شاحبا تماما"
قالت جو ساخرة: إنه يظن أن جميع الأمهات يجب أن يبقين في المنزل يطحنون الجزر لأطفالهن!" ولكنها لم تكن تشعر بالسخرية, ذلك أن كلاي إذا هو وقف يتكلم بهذا الشأن في مكتب موظفة الاستقبال فهذا معناه أنه يريد أن يعرف رأي كل شخص في ما يجري.
تتابعت ساعات النهار بسلسلة مكالمات تهنئة من بقية الموظفات, وعقب الظهر مباشرة كان كل من في المبنى قد عرف أن ثمة حضانة للأطفال ستنشأ وأنها هي قد أقنعت الرئيس الجديد بذلك.
في الساعة الثالثة استدعيت إلى مكتب الاستقبال لاستلام شيء يخصها. وهرعت هي يحدوها الفضول.
كان ثمة سلة وروود حمراء رائعة تصلح لغرفة ملابس ممثلة سينمائية, وقلبت جو البطاقة التي لم تكن ضمن مغلفو وكان عليها بضع كلمات ظاهرة عمدا لكي يقراها الجميع. ودون شك قد قرأتها موظفة الاستقبال.
توقفت عن السير وحاولت أن تبتسم وهي تقول: لماذا لا تبقينها هنا لتزيني بها القاعة؟ فليس لها مكان في مكتبي"
في الساعة الخامسة بينما كانت مستغرقة في أفكارها عما حولها, دون أن تنبته إلى انفضاض الجميع من حولها وكأنهم وجدوا فجاة ما يشغلهم, رفعت ناظريها لتجد نفسها وحيدة أمام كلاي الذي كان يقف مستندا إلى الباب. ونظرت حولها ثم ابتسمت له بأسف: إنك تعرف تماما كيف تخلي غرفة ممن فيها!"
توقف مظهرا التهكم وهو يجيب: إنك لست في وضع يخولك أن تطلبي شيئا يا عزيزتي!" تجاهلت قوله هذا وتابعت تقول: لا يمكنني الآن التصميم تماما ولكنني كنت أتساءل عما إذا كان في إمكاني استعمال اسمي بعد الزواج" انتظرت جوابه, ولكن التجاوب الوحيد الذي بدر منه هو توتر فكه الأسفل, فتابعت تقول: إن هذا سيرد إلى اعتباري بشكل حسن, ألا تظن ذلك؟ إنه يوقف الشائعات الفضولية" ولم تنتظر جوابه بل تابعت: وإلا ..." سألها: وإلا ماذا؟" قالت وهي تتساءل إلى أي مدى يمكنها أن تصل: وإلا فإن الحضانة يجب أن تكون مجانية" فاستدار ليخرج وهو يقول: لا تكوني سخيفة يا جو! سأراك في مكتب الاستقبال الساعة الخامسة والنصف" تناولت سماعة الهاتف وأدارت القرص: ألو؟ مكتب شؤون الموظفين؟ إنني جو غرانت, إن عندي تعديلا لإدخاله في الملفات...." ولكن يد كلاي قطعت المكالمة فوضعت السماعة مكانها وانتظرت.
"إنك مخادعة يا جو"
"حقا؟"
"لقد رفضت أن تحملي اسمي عندما كنا معا, وأنت لن تحمليه الآن" ازدردت ريقها ثم قالت: إن علينا جميعا أن نضحي!"
قتم وجهه ثم قال: لقد قررت أن يكون المبلغ المدفوع للحضانة من الموظف خمسين بالمئة من التكاليف وهذا شيء منطقي!" رن جرس الهاتف فوضعت يدها على السماعة قائلة: هل عشرة بالمائة تكفي؟"
قال: أربعون"
رن جرس الهاتف مرة أخرى فتناولت السماعة واضعة يدها على فوهتها وهي تقول: عشرون؟" ثم تكلمت في الهاتف قائلة: نعم يظهر أن الهاتف قد انقطع أثناء المكالمة, وكما قلت فإن عندي تعديلا في الملف"
قال: خمسة وعشرون" ارتسمت على شفتيها شبه ابتسامة وهي تقول في الهاتف: سأعاود الاتصال بك" وألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: خمسة وعشرون بالمائة وهو مبلغ مناسب, سأراك في الأسفل بعد نصف ساعة" وعندما استدار ليخرج نادته قائلة: كلاي؟"
"نعم؟"
"أشكرك على الزهور"
أومأ برأسه قائلا: إنني مسرور إذ أعجبتك, لقد كانت ..." وتردد وكأنه يفتش عن الكلمة المناسبة ثم تابع قوله: كانت غالية الثمن نوعا ما"
"إنها تستحق ثمنها" عندما نزلت في آخر الدوام إلى مكتب الاستقبال لتخرج بجانب كلاي, التفتت الرؤوس نحوهما تراقبهما. فتح لها باب السيارة liilas.com متمهلا إلى أن استقرت في مكانها. كان يتصرف ببطء متعمد وتحملت هي ذلك بصبر وكياسة, لقد كلفته بهجته هذه غاليا, ولكن عندما توقف قرب المقهى, قبيل الوصول إلى منزلها قالت معترضة: ليس لدي وقت, إن علي أن أصل إلى بيتي"
قال: ليس في نيتي أن أعرض عليك شرابا أو قهوة, ولكنني لا أريد أن أوقف السيارة خارج منزل والدتك لكي تتلصص علي من وراء الستائر, هل يمكننا التحدث هذه الليلة؟"
أجابت: قد لا أجد من تجلس مع ابنتي إذا أنا خرجت معك"
قال: إنني متأكد من أن أمك ستكون سعيدة بأن تقوم بذلك, ذلك أن عندي شيئا أريد أن أبحثه معك"
قطبت جبينها قائلة: خداعي؟"
قال: ما من سبب يجعلك تحملين اسم السيدة تاكيراي يا عزيزتي أليس كذلك؟ لم تجب هي فترة ثم قالت بوجه متجهم: وجب عليك التصرف بطريقة صحيحة وأنا في إمكاني أن أذكرك بوعدك في أن تعلن زواجنا في الصحف المحلية"
"وعدي....؟"
"هل نسيت؟ تعال لتأخذني الساعة الثامنة, أم أنك تريد أن تقابلني في مكان آخر لتجنب مواجهة أمي؟" أدار المحرك وهو يقول بابتسامة باهتة: سآتي لاصطحابك".http://www.liilas.com/vb3



نهاية الفصل الســـابع

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليز فيلدينغ, دار النحاس, روايات, روايات مصورة, روايات مكتوبة, روايات عبير, زواج متسرع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية