الفصل الخامس
كانت جوانا تنتظره وقد ارتدت ثيابها عندما نزل إلى القاعة وهو يلقي نظرة على ساعته قائلا: لماذا لم تنامي بعد؟ الوقت ما زال مبكرا لذهابك إلى العمل حتى بالنسبة إلى موقفك الخاص"
أجابت وقد صممت على ألا تدع فرصة لأية مناوشات الآن: كلا أبدا, فإن عمل البناء مستمر على مدار الساعة"
قال: حسنا, ستبقين مشغولة على الدوام أثناء غيابي, دون أن يشغلك عن عملك هذا زوج متعب"
هزت رأسها قائلة: إنني لست داخلة في مناوبات العمل الليلي يا كلاي"
ابتسم ساخرا وهو يقول: وهل تحتملين ذلك بما فيه من تمييز بين الرجل والمرأة؟"
قالت بسرعة: ولكنني كنت مسرورة بذلك لأكون قربك" ولكنه رفع حاجبه فقط غير مصدق, وتجمدت هي لحظة ثم تناولت حقيبتها تفتش عن مفاتيحها لكي لا ترى النظرة الباردة القاسية في عينيه, وتابعت كلامها: لقد ارتديت ثيابي لكي أوصلك إلى المطار"
قال: لقد سبق واستدعيت سيارة أجرة, وستكون هنا في أية لحظة" وتأكيدا لكلامه تصاعد صوت بوق سيارة عند البوابة الخارجية.
سألته جاهدة في أن لا تدعه يرى مقدار لهفتها: متى ستعود؟"
قال: سأرسل إليك خبرا بذلك" وابتدأ قناعها البارد ينهار وهي تقول: أيمكن أن تترك لي عنوانك؟ أو رقم هاتفك؟"
قال وهو يفتح الباب: إذا كان ثمة أي شيء مستعجل فإن مكتبي سيتصل بك" وقف برهة ينظر إلى السماء القاتمة ثم ما لبث أن غاص في الظلام. أرادت أن تركض خلفه في الطريق , أن تلحق أضواء السيارة المبتعدة في الطريق نحو الشارع العام, لكي تخبره كم تحبه, لتجعله يستمع إليها, لتعده بأي شيء يريده منها, ولكنها التصقت بالباب liilas.com لتتهاوى على الأرض واضعة خدها على الأرض الخشبية القديمة الباردة حتى نبهتها زقزقة العصافير إلى بزوغ الفجر.
نهضت وقد تصلب جسدها, ثم صعدت الدرجات, كانت محتويات حقيبتها ما زالت مبعثرة على الأرض, فأخذت تلمها لتعيدها إلى الحقيبة كيفما اتفق, ما عدا الحبوب التي رمتها في القمامة, عندما يعود كلاي سيتحدثان في الأمر ويقلبانه من كل الوجوه. عندئذ ربما سيكون في إمكانهما أن يبدآ من جديد.
مرت الأيام وابتدأت آلام الشوق إليه, لقد تاقت حتى إلى سماع صوته, ولكنه لم يتصل بها أو يكتب لها, وحاولت أن تحدث نفسها بأنه على حق, فقد كانت في حاجة إلى وقت تقرر فيه أمر مستقبلها. وعندما تعالى رنين الهاتف هرعت إليه مقطوعة الأنفاس, ولكن لتشعر بخيبة أمل وهي تسمع صوت أمها. دعتها أمها لقضاء عطلة الأسبوع عندها.وفكرت هي في أن ذلك قد يساعدها على تغيير شعورها بالوحدة, ولكن مرور يومين عليها متصنعة الشجاعة والهدوء أمام أمها جعلها تتمنى لو بقيت في بيتها حيث ليس ثمة من يلاحظ امتقاع وجهها, وحيث لا تكون في حاجة إلى تجنب الأسئلة الفضولية حول احتمال ابتدائها بتكوين أسرة.
بعد ظهر يوم الأحد, جاءها استدعاء مستعجل من بيتر وجدت فيه فرصة للهرب حين قال لها: آسف لاستدعائك يا جو, ولكن المهندس مايكل نقل إلى المستشفى لإجراء عملية الزائدة الدودية بصورة مستعجلة, وأنا لدي واجبات عائلية"
قالت: ليس ثمة مشكلة هناك"
قال: لا أعني بالنسبة إليك, وإنما بالنسبة إلي أنا, إذ أنك غير معتادة على العمل الليلي"
قالت: هذه سخافة!"
أجاب: تعم أعرف هذا, لقد أخبرتهم في المكتب بأنك ستقبلين أخذ مكانه في العمل, ولكن ما يحيرني هو تلقيك الخبر بمثل هذا الهدوء"
هزت كتفيها بعدم اكتراث قائلة: حسنا, لا تقلق فأنا لن أتحدث عن هذا الأمر إذا أنت نفسك لم تتحدث عنه"
ولكنها كانت ليلة طويلة شاقة, وشعرت بالارتياح وهي ترى سيارة بيتر في الموقف في الصباح وما إن أنهت توقيع تقرير العمل حتى ألقن نفسها في سيارتها وهي تلهث من التعب.
أطل عليها بيتر من نافذة السيارة وهو يقول: لا أظن أن في استطاعتك قيادة سيارتك بنفسك يا جو, لماذا لا تدعيني أوصلك بسيارتي؟" لم تستطع أن تناقشه إذ كانت تشعر بالدوار والغثيان من التعب. ولم تعرف كيف أوصلتها قدماها إلى سيارته.
استيقظت عندما وقفت بها السيارة خارج الكوخ, وكان ذهنها مشوشا وهي تسأل: ماذا؟" ولكن سرعان ما أدركت أنها أمام liilas.com بيتها, فتابعت: آه! ها قد وصلت إلى البيت"
قال وهو ينحني إليها يفتح لها باب السيارة : ها قد وصلت آمنة في أحسن حال" تبعتها ضحكته لكنها لم تكد تسمعه وهي تركض مجتازة الطريق نحو الكوخ, لقد أصبحت الأمور في نظرها في غاية السخافة, فهي متزوجة الآن, لقد طال التصاقها باسم أبيها إلى درجة كافية, وهي لم تعد الآن جو غرانت, لقد عاد كلاي إلى المنزل لتضع بهجتها في النهاية لكل الشكوك التي راودتها, إذ لم يعد هناك شيء أكثر أهمية عندها من حبها له.
بينما كانت تفتش عن مفتاحها وإذا بالباب يفتح ليقف هو خلفه ليسمح لها بالدخول. هتفت بفرح: كلاي! ما أشد سروري بعودتك!" ولكنه لم يأت بحركة من جانبه نحوها, وبدلا من ذلك مد يده من فوق رأسها ليدفع الباب فيغلقه خلفها بعنف جعلها تقفز متراجعة للخلف, وقد شعرت بالحماقة وهي تقول: آسفة إذ لم أكن هنا حين وصولك, لابد أنك تساءلت..." قاطعها: أتظنين أنه كان لابد أن أتساءل؟ حسنا, إنك لم تتركيني أعاني القلق والحيرة طويلا" واستدار فجأة تاركا إياها واقفة وحدها في القاعة.
تبعته إلى غرفة الجلوس وقد liilas.com أدركت أن ثمة شيئا بالغ السوء قد حدث, قالت: لو كنت أعلم أنك قادم لتركت لك خبرا"
ولكنه لم يجب حتى أنه لم يكلف نفسه عناء النظر إليها. وتابعت تقول: لقد قلت إنك سترسل خبرا قبل أن تعود" هنا استدار إليها بعينين غائمتين وهو يقول: كم هي مزعجة فكرتي في أن أجعلها مفاجأة لك!"
رددت قوله بحيرة: مزعجة؟"
قال: عندما وصلت ولم أجدك اتصلت بوالدتك هاتفيا, على افتراض أنك هناك, إذ أن أبي أخبرني أنك عند والدتك تمضين عطلة نهاية الأسبوع عندما اتصلت به منذ يومين" قالت وقد شعرت فجأة بالألم لكل الأحزان التي قاستها منذ رحيله: لقد كان في استطاعتك إذاً استعمال الهاتف؟ لقد ظننت أنك ربما نسيت كيف تدير قرص الهاتف"
تجاهل ثورتها هذه وتابع مكررا: قال إنك عند والدتك وهكذا اتصلت بها"
قالت: لقد كنت هناك"
"هذا صحيح, ولكنك تركتها بعد تنازلك الشاي بعد ظهر الأحد. لقد استدعوك للعمل كما قالت, وكانت هي مقتنعة جدا بهذا, ولكنني توقعت تصديقها ذلك"
قالت شاعرة بالعجز: ولكن هذا صحيح"
قال: طوال الليل يا جو؟ بينما أنا أذكر تماما أنك أخبرتني أنهم استثنوك عن العمل الليلي؟"
قالت: لقد عملت طيلة الإثنتي عشرة ساعة الماضية يا كلاي, فأنا منهوكة القوى بحثي لا أستطيع النقاش معك. سأغتسل ثم أذهب إلى الفراش, وسنعود إلى الكلام عندما تشعر بشيء من التعقل" وابتعدت عنه بسرعة صاعدة السلم نحو غرفة النوم, ولكنه تبعها بقوله: أرجو ألا تنامي في سريري" وشعرت بكلامه كالسكين يمزق أحشاءها مما جعلها تقف فجأة في منتصف السلم, فاستدارت إليه وهي تتسمك بحاجز السلم liilas.com لتمنع نفسها من السقوط: أتريدني أن أرحل يا كلاي؟"
قال: أوه نعم يا جو, أريدك أن ترحلي قبل أن أعود هذا المساء, أخشى أنه لم يبق في طبعي أي تسامح فيما يختص بك" حول عنها وجهه القاسي الذي لا يعرف التسامح, وتمالكت دموعها. لقد كانت على استعداد لكي تتخلى عن كل ما كانت تريده في سبيل البقاء مع كلاي تاكيراي, ولكنه طلب منها الرحيل وكلا الأمرين كان خطأ.
توسلت إليه باستماتة كآخر ما في جعبتها من محاولة قائلة: كلاي" ولكن وجهه بقي متجهما في وجهها. بقد كان مقتنعا تماما ولا شيء يمكن أن يغير عقله. وهي لن تذل نفسها أكثر من ذلك, ولو كان يثق بها لصحت بينهما الأمور بسرعة. liilas.com وهنا شعرت بوخز ضميرها. ذلك أنها هي أيضا تبادله عدم ثقته هذه. نعم في الواقع, إن عدم الثقة من الطرفين..http://www.liilas.com/vb3
لم يبق لديها سوى الكرامة. (تزوج بسرعة واندم على مهل) هذه هي الحكمة المأثورة, حسنا, لقد نالت الترقية في عملها وكانت هذه هي البداية, فهي متأكدة من أن ليس عندها وقت تبدده في الندم!
لم تقل شيئا, إذ لم تعد قادرة على الكلام أكثر من ذلك, وأومأ هو وكأنه يشعر بالرضا إذ أثبت وجهة نظرة وذلك قبل أن يستدير إلى الباب. ووقف لحظة عند الباب المفتوح وتنفس بعمق, وعندما استدار إلى الخلف, قفز قلبها برجاء, لكنه قال: إنني آسف يا جو, كان يجب أن أتذكر أن الإنسان الذي يوقظ نمرا غافيا, يجب أن يبقى بقربه لكي يبقيه تحت المراقبة" ثم اختفى, وسمعت هدير الأوستن وهي تبتعد, ثم ساد السكون.
تهاوت على السلم إذ لم تستطع ساقاها حملها. وجلست فترة وقد صعقتها الصدمة.
قفزت واقفة إذ سمعت رنين الهاتف, وفكرت لاهثة, ربما هذا هو قد غير عقله, وأخذت سماعة الهاتف" آلو, كلاي, هنا هنري دبلداي يتكلم لأمر يتعلق بشركة ريدموند علينا أن نتقابل في أسرع وقت ممكن"
أقفل الرجل السماعة, هنري دبلداي؟ وقطبت جبينها في محاولة للتذكر, أين سمعت هذا الاسم من قبل؟ ثم تذكرت! قفزت مذعورة فوق الدرجات وابتدأت تحزم أمتعتها وتضعها في الحقائب كيفما اتفق. عليها أن تبتعد من هنا قبل أن يعود, مخلية كل أغراضها لأنها لن تعود أبداً.
نزعت أغطية الفراش ووضعت الملاءات في الغسالة. حسنا عليه أن يعيد فرش السرير بنفسه أو ربما تفعل ذلك السيدة جونسون, فهذا لم يعد من اختصاصها. لكنها في النهاية سوت السرير ثم طلبت سيارة أجرة. ونظر السائق إلى كمية الأمتعة والحقائب, وكان على وشك الاعتراض عندما رأى وجه جو, لكنه نقلها جميعا إلى السيارة بصمت, ثم سألها في النهاية: إلى أين أيتها الآنسة؟" للحظة لم تستطع التفكير, إلى أين يمكنها الذهاب؟ إلى أمها؟ إم إلى أختها؟ وأخيرا قالت: خذني إلى الفندق, أي مكان معقول في وود هيرست" كانت تريد الذهاب إلى مكان يمكنها فيه أن تنطوي على نفسها لتلعق جراحها.
شدت جوانا بعنف قفازيها الجلديين اللذين تستعملهما للقيادة كما تفعل عادة عندما تريد أن تنفس غضبها, وتقول: أتقول أنني تأخرت يا بيتر؟" كانت تفكر في أنه لم يتحسن عما قبل. كان قد أصبح بدينا بعض الشيء, كما أن خطوط وجهه الرقيقة ابتدأت في الترهل. ولكنه على الأقل كان محتفظا بأناقته على الدوام. حيث أنه كان يبقى بعيدا عن مناطق البناء, وهي لم تستطع أن تفهم أبدا السبب الذي جعل تشارلز ريدموند يضمه إلى مجلس الإدارة, ووقفت liilas.com في وسط الممر المكشوف الذي يقود إلى غرفة الإدارة, ما أشد عنجهيته! إذ يختار مكان الاجتماع في تلك القاعة الفخمة المكسوة جدرانها بخشب السنديان وذلك ليستعرض سلطته الجديدة.
قال: إننا في انتظارك منذ ساعتين, ظننت أنه قد تكون صادفتك بعض الصعوبات في السيارة" كانت السخرية في صوته بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير, فقد كان مقتنعا بأنها استغلت صداقتها لتشارلز ريدموند لكي تحتفظ بمركزها, وترتقي السلم بثبات رغم كل شيء, ولكن تشارلز قد توفي الآن, وهو يظنها طريدة سهلة. حسنا, إنها لن تسقط دون عراك ضار!
قالت له: لو أنك فقط كبدت نفسك عناء الاستماع إلى النشرة الجوية يا بيتر, لعرفت أن ناحية البناء عندي يطمرها الثلج أربع إنشات علوا. والطريق مقفلة عند بيكونز لجهة ستوري آرمز, وكان علي أن أنتظر مرافقة الشرطة" وتوقفت عن الكلام لكي تلتقط أنفاسها ثم تابعت: وفي النهاية وصلت إلى إلى جسر سيفرن في الوقت الذي اشتد فيه عنف الريح, وكان علي أن اقود السيارة صاعدة إلى غلوستر في صف سيارات شحن طوله ميلان, والآن, ربما في إمكانك أن تخبرني بالضبط ما هو الشيء الذي يجعلني أحضر هذا الاجتماع هنا بعد ظهر هذا اليوم؟"
جاءها صوت يقول: لقد أرسل السيد لويد يطلبك بناء على طلبي أنا آنسة غرانت, فقد ظننت أن من المهم أن تقابلي رئيسك الجديد"
استدارت جوانا إلى مصدر الصوت الرقيق النبرات الذي ما زال حتى الآن يمكنه أن يدفع الدم حارا في عروقها, ليتضرج وجهها وتسارع دقات قلبها, ودخلت إلى الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها. لقد كان هو بنفسه, كان جالسا عند طرف الطاولة المصقولة, وكانت النافذة المفتوحة خلفه قد جعلت وجهه مظللا بعض الشيء.
عاد يقول: تفضلي بالجلوس, وإنني متأكد من أن السيد لويد سيكون سعيدا بأن يطلب فنجان قهوة لصديقة قديمة ..." ولمعت عيناه ببرود. قالت : إنني .." ثم نقلت ناظريها بين بيتر وزوجها وهي تومئ برأسها مستجيبة. كانت تريد أن تصرخ في وجهه أو أن تسأله ما معنى أن يعود الآن مقتحما عالمها بعد أن استطاعت أخيرا أن تصل إلى حالة شعرت معها بأنه من الممكن أن يعود السلام إلى نفسها. ولكن إذا كانت السنتان الماضيتان لم تعلماها شيئا فقد علمتاها ضبط النفس, وألقت نظرة فاحصة إلى مكتب السكرتيرة في الباب الجانبي, أجل إن الأمر يستلزم ضبطا للنفس أكثر مما عندها, أكثر كثيرا.
أشار إلى مقعد بجانبه, سارت ببطء عبر القاعة وكانت قدماها تغوصان في السجاد الناعم وجلست بحذر, على الكرسي ثم أخذت تحدق دون أن ترى شيئا, في فنجان القهوة الذي وضعه liilas.com بيتر أمامها. وقال لها: إنني آسف إذ أسمع ما قاسيته في هذه الرجلة"
قال بيتر: إن في سيارتك هاتف, كان في إمكانك أن تستعمليه"
قالت: إنه .. إنه معطل" خط كلاي ملاحظة على دفتر الملاحظات أمامه, وهو يقول: أرى أنك تشرفين على العمل في برينغلاس منذ سافر مدير المشاريع في إجازة مرضية" أومأت برأسها بصمت وهي تشعر بغصة في حلقها. فتابع قائلا: لقد تأخرت بالعمل عدة أسابيع" كان يتكلم بلهجة معقولة ولكنها شعرت مع هذا بأن سوءا على وشك الحدوث. قالت: نعم" رن صوت بيتر قائلا بلهجة راضية: ستة أسابيع" رمقه كلاي بصمت ثم عاد يخاطب جوانا: لقد أبعدت عن ذلك المركز منذ اليوم" رفعت رأسها عند ذلك بعنف لتواجهه. هل تراه سينتقم منها بتدميرها مهنيا؟ وسألته " وما هو السبب؟"
أجاب: إعادة بناء الشركة"
سألته ببرود: وهل أنت غير راض عن عملي؟ إنني أطلب منك أن تنظر بعدل في أية شكوى" ونظرت إلى بيتر. كانت متأكدة حين جاءها إعلان الاجتماع أنه أراد أن يخبرها أنه أصبح الرئيس الجديد وأن أيامها في الشركة أصبحت معدودة, liilas.com كان في إمكانها أن تحارب بيتر, أما كلاي؟ متى كان في استطاعتها أن تحارب كلاي؟
سمع نقر على الباب ثم أطلت السكرتيرة برأسها قائلة: آسفة لمقاطعتكم أيها السادة, هل عندك حقيبة لأليس يا جو؟ أمر مستعجل" أمسكت جو أنفاسها وهي ترمق كلاي بنظرة سريعة. ولكن وجهه الذي امتقعت ملامحه قليلا بقي خاليا من التعبير. ونهضت قائلة: آسفة فقد تركتها في السيارة" قالت السكرتيرة: أعطني المفاتيح وسأحضرها بنفسي" وارتفع صوت كلاي يخترق الصمت الذي ساد المكان بعد ذهاب المرأة " هل أحضرت ابنتك إلى المكتب؟"
قال بيتر: ماذا يمكن أن تتوقع إذا أنت أعطيت المرأة الحرية؟" ولم يستطع أن يخفي نبرة الظفر في صوته.
اسدارت إلية, إن أي مكان هو أفضل من النظر إلى عيني زوجها الزرقاوين وقالت" وماذا تتوقع؟ هل كان يجب أن أتركها على قمة جبل ويلش بعناية ناظر العمال؟"
أجابها: كان يجب أن تكوني في المنزل لرعايتها, إن المكتب ليس المكان المناسب للأطفال" وأدركت باشمئزاز أنها كان مستمتعا بالوضع.
قالت تخاطبه: إنني أعلم أنك سبق وقد صوت ضد إنشاء حضانة في المكتب لتيسير هذه الأمور يا بيتر, ولكنني لست الوحيدة التي عندها طفل, ذلك أن عندك أبا على الأقل يحضر طفلا معه يوميا"
قطع كلاي مناقشتها المرة بقوله: كفى, إن تدابيركما هذه لا تهمني, ولكن عند سكرتيرتي من العمل ما يشغلها عن حضانة الأطفال" ونظر إلى بيتر لويد قائلا: إنني لا أحتاجك الآن" وكان في صوته معنى الطرد. ثم التفت إلى جو ينظر في عينيها يقيدهما بنظراته تلك, وتمنت لو يحول عينيه بعيدا فقد كان ذلك مؤلما للغاية, ووجدت الذكريات حتى بعد كل ذلك الوقت الذي مضى, ما زالت في حالتها الأولى. وأخيرا اخترق هو الصمت بقولهك كيف حالك يا جوانا؟" أجابت: كما تراني يا كلاي"
قال: وحيدة ومتعبة, يبدو أن الأصحاب قد خاصموك بسرعة" وانتقلت ناظراه إلى الباب الذي كان بيتر قد خرج منه لتوه. استدارت liilas.com نحوه بغضب قائلة: إنني متعبة لأنني أمضيت يوما متعبا, كما أنني لست وحيدة يا كلاي".http://www.liilas.com/vb3