لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-09, 05:00 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أخيرا انتهى الغداء وقطعت كعكة الزفاف وودع العروسان المهنئين.
قاد كلاي السيارة في الطرق الريفية ليتحول إلى الطريق المؤدي إلى النهر حيث الكوخ, وعندما وصلا أوقف السيارة وقد ساد الصمت أرجاء المكان.
نظر كلاي إلى عروسه باسما: مرحبا بك في منزلك يا سيدة تاكيراي"
سألته وهو يساعدها في الترجل من السيارة" هل لديك مانع في أن أحتفظ باسم أسرتي غرانت؟"
سألها وهو مقطب الجبين: أتريدين أن تحتفظي باسمك؟ هل عندك اعتراض على اسمي؟"
قالت وهي تسدل جفنيها أبدا يا كلاي فهو اسم رائع, ولكن اسمي أسهل بالنسبة للعمل, هذا إلى أنني قد تزوجتك لأجل اقتناعي بك وليس لأجل اسمك" وتضرج وجهها. قال: هكذا إذا؟" وما لبث أن هز كتفيه ثم سارا معا يجتازان الطريق, وفتح كلاي الباب ثم التفت إليها وعلى فمه ابتسامة خفيفة وهو يقول: هل أحملك مجتازا بك العتبة؟ أم أن اعتبارك للأنوثة يستنكر ذلك يا آنسة غرانت؟"
سألته: ولماذا يفعلون ذلك؟" وسكتت فجأة وهي ترى في عينيه بريقا وهو يقول: لأن عادة حمل العروس لاجتياز عتبة الباب تعود إلى أيام رجل الكهف"
أطلقت ضحكة قصيرة حائرة وقالت: ربما علينا نحن الاثنين أن نخطو فوق العتبة لنثبت بذلك المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة"
سألها: ألا تريدين هدية عرسك؟" وأخرج من جيبه علبة فتحها بدت فيها سلسلة مع قلب ذهبي صغير فكتوري الطراز وهو يقول: كانت هذه لأمي" هتفت " إنها رائعة يا كلاي! شكرا لك"

مر يومان على زواجهما وهما في غاية السعادة, شعرا فيهما أنهما تقاربا من بعضهما أكثر من قبل وازداد حبهما بشكل واضح. قال لها بأسف صباح اليوم الثالث: لقد انتهى شهر العسل وعلي أن أذهب إلى العمي يا عزيزتي, وليساعدني الحظ!"
قالت متسائلة: العمل؟" ثم انتفضت جالسة وكأنما أصابتها صدمة وهي تهتف" كلاي! اليوم هو الاثنين"
قال لاويا شفتيه: نعم إنه الاثنين"
سألته: كم الساعة؟"
"إنها السابعة, ولكن لا حاجة بك إلى أن تنهضي"
قال وهو يجلس عاقدا يديه خلف رأسه" تتأخرين؟" وأخذ ينظر إليها وهي تنتقل بين الأدراج.
"إلى أين أنت ذاهبة؟ هل قررت الذهاب برحلة للتسوق مع هيثر الحلوة؟"
"لا تكن أحمقا يا كلاي! فأنا ذاهبة إلى العمل"
عثرت على سروال الجينز فرفعته من الدرج وراحت تسأله: هل هذا لي أم لك؟"
واستدارت إليه لتجده هادئا ساكنا, فهتفت به: ماذا جرى؟"
قال: إنني لم أدرك أنك تنوين الإسراع بالذهاب إلى العمل, ظننتك ستبقين إكراما لي عدة أيام أخرى!"
ابتسمت وقالت له: ابق معي وأنا أنظر في هذا الأمر"
قال لها: آسف يا جو, لقد أنذرتك!"
قالت تستدرجه: لابد أن عندك شيئا خاصا؟"
قال: سأعود بأسرع ما يمكن, أعدك بذلك, هل أنت مصممة على الخروج؟"
قالت: ليس هذا مناسبا للحياة العملية"
قال: أحقا؟ ظننتك ستجدين في شخصي عملا يستغرق طيلة يومك"
" ولماذا ظننت هذا يا كلاي؟"
قال: لا أستطيع تصور ذلك إنها تخيلات دون شك"
قالت: إنني لا أصلح لعمل المنزل, حتى عندما كنت فتاة صغيرة كنت أحسن صنع فطيرة من الطين أفضل من فطيرة أصنعها في المطبخ! فما الذي يمكنني عمله في البيت طيلة النهار؟"
نهض وهو يقول: لقد تصورتك دوما يا عزيزتي مرتدية المئزر تمسحين الغبار من غرفة النوم وتخبزين فطيرة التفاح و ..." اتسعت عيناها هلعا وهي تقول: كلا إنك لم تتصورني كذلك!"
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول: ليس كذلك بالضبط , فإن السيدة جونسون تقوم بهذه الأعمال كأحسن ما يكون" وكانت جو قد قابلت السيدة التي تدير شؤون الكوخ وأكدت لها أنها لن تنتزع منها دورها هذا.
وفجأة ظهر الجد على وجه كلاي وهو يقول: ولكن حديقة المطبخ في حاجة إلى نزع الأعشاب الضارة منها"
قالت: إنني آسفة, إذ لا أميز العشبة الضارة من زهرة الأوركيد"
قال: ذلك سهل يا عزيزتي, إذ أنت انتزعتها ونمت ثانية تكون عشبة ضارة أما إذا انتزعتها ولم..."
أكملت قائلة: ولم تنم ثانية فهي أوركيد"
قال: حسنا لقد كانت تجربة حسنة, ولكن بالنسبة إلى الزواج من امرأة عاملة فسيأخذ التعود على ذلك وقتا".http://www.liilas.com/vb3


فألقت السروال من يدها واندفعت إليه, ولكنه أمسك بها قائلا: إن عندي أنا أيضا اجتماعا مبكرا كما أنك ستتأخرين عن عملك, تتأخرين جدا!" ثم دفعها بحزم في اتجاه الحمام وهو يقول: لا تمكثي طويلا آنسة غرانت"

على مائدة الفطور كانا يمثلان شخصان غريبين, كان كلاي يرتدي بذلة داكنة أنيقة وقميصا مخططا, بينما جوانا ترتدي سروالا جينز وكنزة واسعة ذات ماض مجيد.
سألها: في أي ساعة تكونين في المنزل؟" أضافت جوانا تفاحة إلى صندوق غدائها ثم فكرت قليلا قبل أن تجيب: غلي أن أنهي إخلاء شقتي, أظنني سأنتهي منها في فرصة الغداء, إذ أنها أصبحت فارغة تقريبا ولكننا في حاجة إلى بعض التسوق لأن الثلاجة فارغة تقريبا"
قال وهو يخرج محفظته من جيبه: ستكونين في حاجة إلى بعض النقود" وناولها بعض الأوراق المالية قائلا" خذي هذه حاليا ريثما أخصص لك حسابا في البنك لمصروف البيت"
قالت: لا أحتاج إلى ذلك يا كلاي, علينا أن ندخر جزءا من النفقات"
لم تتغير ملامحه وشعرت أنها قالت شيئا أغضبه, فعادت تقول" أقساط مثلا" وأدركت أنها حالما نطقت بتلك الكلمات أنها غير واثقة من حقيقة وجود أقساط أو غير ذلك, في الواقع سواء كان ثمة أقساط على الكوخ أم أي شيء آخر.
فهذا لا يعني شيئا بالنسبة إلى كلاي تاكيراي, سوى أنها تحبه دون غاية, ولكنها لم تكن تريده أن يظن أنها تزوجته لكي تعيش معه على حسابه.
لاحت في عينيه ابتسامة وهو يقول" شكرا لما تقدمينه, ي اجو ولكنني أظن أن في إمكاني تأمين حياة مريحة لنا نحن الاثنين, وإلى جانب هذا فأنت لن تبقي على الدوام فتاة عاملة, أليس كذلك؟ إذ عندما يبدأ الأطفال في التوافد لن يكون في إمكانك المساهمة في دفع .. ألأقساط"
قالت وقد شعرت بشيء من الضيق" أطفال؟ ها أنني أدرك الآن أنك لا تعني تنظيف الحديقة فقط من الأعشاب الضارة الذي علي القيام به!"
قال: سأرى من سيقوم بذلك, سأعود إلى البيت حوالي السابعة, هل تريدين أن تحضر لنا السيدة جونسون شيئا للعشاء؟"
قالت من دون تفكير" سأطبخ أنا"
قال وهو ينظر إلى ساعته: افعلي ما تشائين, علي أن أذهب الآن, انتبهي إلى نفسك"
ركبت جو سيارتها متجهة إلى عملها ولكنها عندما وصلت وجدت أنها لم تنتبه إلى العشرة كيلو مترات التي اجتازتها وهي تفكر: (عندما يبدأ الأطفال بالتوافد) لقد تكهنت أمها بأنه يريد أن يؤسس أسرة حالا, ولكنها اعتبرت هذه الفكرة سخيفة, فالرجل في رأيها لا يريد أسرة والأطفال هم من تتوق إليهم المرأة, ويراها الرجل ثمنا لمنزل يأوي إليه, وطعاما جاهزا على المائدة وزوجة تشاركه حياته, لقد عملت مع الرجال طوال اليوم وسمعت الأشياء التي يتناقلونها وعرفت ماذا يصنعون أثناء ساعات الغداء عندما تكون نساؤهم منهمكات في رعاية الأطفال وأعمال المنزل. حتى أن زوج أختها قد حاد عن الطريق القويم عندما تضخم جسمها أثناء حملها بالتوأمين, وتوقفت عن التفكير, هذا لا يهم إذ أنه لن يحدث لها مطلقا.
تنهدت وهي تصرف ذهنها عن كلاي وحبه واضعة التفكير فيه جانبا حيث يجب أن يبقى, مذكرة نفسها بأنها امرأة عاملة, ولكن فصل حياتها الخاصة عن حياتها العملية كان أسهل عليها حينما لم يكن لديها حياة خاصة.
أمضت الصباح غارقة في مشكلات لم يكلف أحد نفسه عناء الاهتمام بها أثناء غيابها. عندما أراد بيتر لويد دعوتها إلى تناول طعام الغداء, شعرت بالسرور لوجود عذر عندها لرفض هذا العرض وذلك بقولها دون تفكير" إنني أخلي آخر ما في شقتي من أشياء"
سألها باهتمام غير متوقع"تخلين شقتك؟"
أجابت: نعم, أرجو المعذرة فليس عندي وقت كاف"
قال: دعي مكتب شؤون الموظفين يعرف عنوانك الجديد, كما أنني أريد رقم هاتفك"
أجابتك إن رقم هاتفي لم يتغير, إذ أن لدي هاتف جيب" وطبعا ما كانت لتعطيه رقم هاتف الكوخ, وأسرعت مبتعدة وهي تشتم نفسها لعدم انتباها قبل أن يوجه إليها أسئلة أخرى..http://www.liilas.com/vb3




نهاية الفصل الثالــــث

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 25-07-09, 12:05 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 37697
المشاركات: 193
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنيتي بنيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 45

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنيتي بنيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

بليز اين التكمله وجزك الله الف خير :rdd10ut5:

 
 

 

عرض البوم صور بنيتي بنيه  
قديم 26-07-09, 02:24 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

هلا عزيزتي بنيتي بنية
فصول عبير طويلة حوالي 20 صفحة والكتابة تاخد وقت وكل يوم أكتب فصل ..
آسفة على التأخير
حياك الله

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 26-07-09, 02:25 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الفصل الرابــــع

فكرت جو بسعادة في أن الحياة الزوجية هي أجمل كثيرا من حياة الوحدة ذلك أن أفضل طريقة لبدء عمل اليوم هي أن تستيقظ في الصباح لترى الرجل الذي تحب يبتسم في وجهها.
قال لها كلاي بصوت أجش: إن عملي اليوم هو في المنزل, فلا تستعجلي في الذهاب." كان الإغراء في البقاء بقربه كبيرا ولكن هذا اليوم كان غير عادي ويجب أن تكون قوية. فضحكت وقالت محاولة أن تهرب من طريقه: آسفة, فقد اخترت اليوم الخطأ" ولكنه حاول أن يثنيها عن قرارها, فقالت متوسلة"أرجوك يا كلاي عندي اجتماع الساعة الثامنة وأريد أن يكونوا عني انطباعا حسنا" liilas
أظلمت عيناه وقال: في هذه الحالة من القسوة أن أؤخرك مع أنه في أيامي أنا لم يكن مهندسو البناء يدعون إلى اجتماعات" قالت: لقد ترك المهندس الأعلى العمل وأنا أقوم مقامه" كان من الضروري أن يعلم أهمية ذلك بالنسبة إليها, وتابعت قائلة: إنني سأقدم طلبا لنيل وظيفته, لأن لي في ذلك نفس الحق الذي يتمتع به أي شخص آخر ولهذا يجب أن أترك لديهم انطباعا جيدا"
لم يجب, ولو لم تجد الأمر سخيفا لأقسمت على أنه كان غاضبا, وابتسمت مترددة وهي تقول: كلاي, لا أستطيع أن أتأخر" liilas
أجابها دون أن يبتسم: إذا كان الأمر يمثل هذه الأهمية لديك فالأفضل أن تذهبي"
قالت: لا تدع أمامي خيارين يا كلاي!" فاستدار إليها بوجه خال من التعبير وهو يقول: هل صعب عليك الاختيار؟"
لم تكلف نفسها عناء تحضير الفطور, وصفقت الباب خلفها بعنف وهي تتوجه نحو سيارتها لتقودها إلى عملها خلف ستار من الدموع. كانت غاضبة منه لعدم تفهمه لكنها كانت أكثر غضب من نفسها دون أن تدري لماذا.
بدا الاجتماع طويلا, فقد كان عقل جو عند كلاي تتساءل عما تراه يفعل, وانتهى الاجتماع أخيرا وأعلن أحد الأشخاص للجميع أن ثمة فرصة لغداء مبكر.
عندما خرجا من الاجتماع كان بيتر لويد بقربها يسألها" هل أنت قادمة يا جو؟"
لقد أعطت عن نفسها انطباعا حسنا بالرغم من ذهولها العقلي, وأدخل الارتياح البهجة إلى نفسها لتقولله بابتسامة عريضة: لقد أمضيتم مدة طويلة في فحص بياناتي ستستمتع بالغداء أكثر إذ ليس عليك أن تفكر مرتين قبل أن تلقي النكتة!" إن في إمكانها أن تستفيد من وقتها هذا في الذهاب إلى المنزل ومصالحة كلاي, ولكن رؤيتها لكلاي عندما استدارت أعفتها من الذهاب إلى البيت.
كان كلاي يرتدي سروال جينز ضيقا وقميصا أبيضا فضفاضا مما أعطاه مظهرا مماثلا نوعا ما, لمظهر قرصان القرن السابع عشر. وكان مستندا إلى سيارة الأوستن وقد عقد ذراعيه فوق صدره وهو يراقبهما وقد بدت نذر الشر على ملامحه, وخفق قلبها لرؤيته فتركت المجموعة لتتقدم نحوه.
قالت: مرحبا يا كلاي, ما أجمل أن أراك!"
قال لها دون أن يبدو عليه السرور: حقا؟" وفتح باب السيارة لها لكي تصعد بنظرات آمرة , وعندما اتخذت مقعدها بجانبه لم يعد إلى الكلام إلى أن استدارت السيارة liilas إلى مكان هادئ حيث أوقفها تحت بعض الأشجار ثم استدارت إليه قائلة: حسنا, ماذا تريد؟"
أخذ يحدق أمام من خلال زجاج السيارة وقد اشتدت قبضته على المقود, ثم قال: لست متأكدا تماما مما أريد, إنني أعلم أنني جئت لأعتذر عما حدث هذا الصباح. لقد أردتك أن تبقي بجانبي إن هذا مفهوم ولكنه ليس صوابا تماما"
ألقت إليه نظرة متشككة وهي تقول: كلا, ليس صوابا تماما" لقد بدا منطقيا ولكنها لم تكن مقتنعة فقالت: إذا تأخر رجل في عمله كما ترى فلا أحد يقول شيئا ولكن علي أنا أن أكون.. حسنا , ليس علي أن أفعل هذا .. أليس كذلك؟"
تابع كلامه متجاهلا ما قالت: ثم إذا بي أتواجه مع زوجتي ... زوجتي العاملة, العاملة المهنية إلى درجة تفضل أن يظن الناس أنها غير متزوجة والتي يجب أن لا تتأخر عن الاجتماعات مهما كان الأمر"
قالت بهدوء تام جاهدة ألا ترفع صوتها: أخبرني يا كلاي, ما الذي تعترض عليه أكثر من غيره؟ ما الذي ستفعله بي يا كلاي؟ هل ستنهرني كتلميذة مدرسة عابثة؟"
ظل يحدق فيها بنظرات مليئة بالغضب ثم تمالك نفسه بجهد وقال: لن يكون في ذلك فائدة, إذ أعلم أنك لن تخافي مني أو من أحد غيري, ولكنني أملك سلاحا واحدا, نعرف نحن الاثنين أنه لا يمكنك مقاومته"
حدثت نفسها التي اهتزت من الغضب لشكوكه تلك, إن عليها أن تقاوم, ولكنها عندما رأيت نفسها ضعيفة أمامه لم تعد تفكر بشيء, وعندما تركها وإمارات الفوز تكسو ملامحه, جلست تغالب دموعها وقد شعرت بالمذلة للسهولة التي استطاع بها أن يسيطر عليها.
قالت: إن وظيفتي liilas هامة بالنسبة إلي يا كلاي"
قال: لقد أوضحت ذلك من قبل, فإذا كنت تريدين أن تكوني امرأة مهنية فأنت كذلك! ويمكنك أن تستمري في تسمية نفسك الآنسة غرانت, كما تشائين إذا كان هذا يسرك, ولكن لا تنسي أبدا أنك زوجتي أولا وأخيرا على الدوام"
سألته من بين دموعها الغاضبة: ولماذا أنسى؟ ولماذا تظنني تزوجتك إذا؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول" إنك تزوجتني يا جوانا, لأنك أدركت ضعفك أمامي, وكذلك لأنني أنا أردتك أن تدركي ذلك!"
سألته: حقا؟ لماذا؟ لماذا تزوجتني؟" نظر إليها لحظة ثم أشاح نظره عنها ليدير المحرك وهو يقول: سوف أعيدك إلى العمل"
أنزلها من السيارة في الوقت الذي كان الآخرون يعودون من فرصة الغداء, ووقفوا يحدقون في السيارة بإعجاب إلى أن توارت في المنعطف, وعندما مرت بجانب بيتر لويد أوقفها هذا وهو يسألها: من هو ذلك الرجل؟" لم تشأ أن تتكلم معه ولكنها أجابت باختصار: إنه كلاي تاكيراي"
كرر الاسم مفكرا: تاكيراي, ... كلاي تاكيراي, كأنني أعرف هذا الاسم, ماذا يعمل؟"
سألته ببرود: يعمل؟"
أجاب: ربما كان الأمر مصادفة, لكنني رأيته في المكتب أمس, لقد انتشرت كل أنواع الشائعات عمن يستلم مكان تشارلز ريدموند منذ إصابته بالذبحة القلبية, ذلك أن رواتب الشركة التقاعدية كبيرة وهي ذات إغراء كبير لنوع معين من رجال الأعمال"
ثار بها الفضول رغما عنها فسألته: من أي نوع؟"
أجاب: النوع الذي لا يهتم إلا بالمكاسب, ولا يهتم أبدا بأولئك الناس البسطاء liilas الذي يصنعون له تلك المكاسب"
قالت: ولكن كلاي ليس من هذا النوع , فهو مهندس مدني وكان يعرف أبي"
ألقى عليها نظرة طويلة ثم قال" حسنا, ربما تعلمين عن ذلك أكثر مما أعلم, إنك تملكين تلك الأسهم الطيبة في الشركة تركها لك أبوك, فمن الأفضل أن تنتبهي" وبدا في نظرته المكر وهو يتابع: ربما يحاول السيد تاكيراي أن يوقعك في غرامه"
قالت: آسفة, فأنا لم أسمع بشيء, أرجو المعذرة" ولم تنتظر لتسمع جوابه ولكنها عندما انفردت بنفسها في مكتبها أخذت تفتش في حقيبتها عن الرسالة التي سبق وتلقتها من مكتب المحاماة بشأن رفع المبلغ لشراء أسهمها.
يبدو أنه كان يعلم, ووصوله حين تعارفا تصادف مع رفضها للعرض الأول وأخذت تحدق في الرسالة طويلا , ثم ابتدأ قلبها ينبض بالألم, لتخنقها غصة, liilas ومدت يدها إلى الهاتف, كان من الحماقة أن تتجاهل ذلك, وإذا كانت تجهل الإغراءات في استلام مكان تشارلز ريدموند فعليها وحدها يقع اللوم ذلك أنها مسئولة تجاه ريدموند ونفسها كشريكة.
فعلى الأقل إذا, عليها أن ترى ماذا يدور هناك, ليس لأنها ظنت كلاي متورط في الأمر,أبدا’ ولكن عندما سألته لماذا تزوجها لم يجبها بشيء, كما أنه لم يذكر شيئا عن زيارته إلى مكتب شركة ريدموند.
الحقيقة أنها لا تكاد تعرف الآن عن نوع أعماله أكثر مما كانت تعرف في أول يوم تعارفهما. وفي وثيقة زواجهما كتب أن عمله هو مدير شركة, وعندما سألته أية شركة, اكتفى بالابتسام.
في ذلك المساء, أخرجت من خزانتها صندوق أحذية فارغا لتجد فيه وثيقة أسهمها في الشركة, وكانت عندها أغلى من النقود. لقد ساعد والده تشارلز ريدموند عندما تعرضت الشركة للانهيار قبل سنوات, فأقرضه مبلغ التأمين على الحياة التي تخصه وكانت هذه الأسهم مكافأته من الشركة, وقد أراد أن يلتحق معهم بمجلس المديرين ولكن أباها امتنع لأنه لم يكن مهتما بمالية الشركة ومعاملاتها.
لقد كان مهندسا مدنيا ولم يشأ أن يغير من واقعه ذاك, ولقد ترك لها سندا لأنها ستكون في حاجة إلى سند في عالم الرجال, ولم تتوقع أن تؤول إليها تلك الأسهم بتلك السرعة, وساورها شعور بالذنب لأنها اعتبرتها من حق أمها. ولكن الأم التي كانت قد تبنت وجهة نظر الأب رفضت هذه الأسهم حين عرضتها ابنتها عليها.
أجفلت وهي تسمع صوت كلاي يقول: ما الذي تفعلينه؟" ورفعت ناظريها من حيث كانت جالسة على الأرض تحيط بها الأوراق ولم تكن قد سمعت صوته وهو يصعد السلم.
أجابت: كنت أبحث عن بعض الأشياء" وحاولت أن تعيد الوثيقة إلى المغلف ولكن كلاي وقف إلى جانبها ومد يده يأخذها من يدها وتفحصها مفكرا, ثم نظر عينيها اللتين كانتا تراقبانه وهو يقول: يجب أن تكون هذه في مكان آمن في الطابق الأسفل يا جو, فهي وثيقة هامة جدا:
ردت عليه قائلة: أعرف ذلك" وارتفع حاجباه بشدة إزاء لهجتها الجافة, بينما تابعت قولها: فكرت في أنها يجب أن تكون في البنك ولهذا كنت أبحث عنها"
سألها: وهل نويت أن تبيعيها؟" liilas كان في صوته اهتمام غير عادي مع أنه كان يتكلف عدم الاهتمام, حاولت أن تتذكر ما إذا كانت قد ذكرت أن العرض الذي قدم إليها كان من أجل أسهمها في ريدموند ولكنها لم تتذكر.
قالت: لا أفكر في بيعها حاليا, إنما فكرت في أن الوثيقة يجب أن تكون في مكان آمن"
قال: معك حق, هل تريدين أن أقوم بذلك من أجلك؟ يمكنني أن أضعها لك في خزنتي"
تساءلت عما إذا كان وجود الوثيقة في حوزته تمنعها من البيع لأي شخص آخر , فتكون الوثيقة بمثابة السند الذي ربما يحتاجه هو ليسيطر على شركة ريدموند.
قالت: إنني.. لقد سبق وتكلمت مع البنك وسأذهب إلى المدينة غدا لإيداعها.
قال وهو يسلمها إياها: فهمت, في هذه الحالة سأترك الأمر لك لتتدبري الأمر, انتبهي إليها"
أعادتها إلى مغلفها ثم أخذت تجمع بقية الأوراق, ولكن حضوره جعلها مضطربة, وفي النهاية جمعها هو ورتبها ثم ناولها إياها. ومنذ عودتها إلى المنزل لم يتبادلا أي حديث إلا الكلمات الضرورية المهذبة. ولكنه عاد وقال برقة: إنه مساء جميل, يا جول, لم لا نذهب ونتمشى؟"
حاولت أن تبتسم وهي تقول: نتمشى؟"
قال: نصل فقط لتناول العصير"
قالت: نعم, إذا شئت سأرافقك حالا"
كان الشاطئ مزدحما, والنهر غاصا بالزوارق, التي تحمل القادمين للاستمتاع بجو شهر تموز – يوليو, وقوارب النزهة البخارية كانت في الماء بأعداد كبيرة. وسارا فترة دون أن يتبادلا الكلام, ذلك أن جو لم تستطع التفكير في موضوع لا يعيدهما إلى ذلك الجو المتوتر.
قال: كنت أريد أن أنحدث معك عن المرسى ذاك, هل تحبين الزوارق؟"
قالت: من أية ناحية؟"
قال: من أية ناحية كانت"
قالت: كلا, لا أظن ذلك, إذ إنه لم يسبق أن ركبت في شيء أكبر من زورق حقير في محرك"
قال: يمكنني أن أقوم بشيء أفضل, فقد تحدثت إلى شخص هذا الصباح لكي يلقي نظرة على بيت الزورق ذلك أنني صممت على إصلاحه."
هتفت: إصلاحه؟" وفكرت في إمكانية إصلاح تلك الكومة المتهالكة التي يطلق عليها اسم (بيت الزورق) من باب التبجيل, وتابعت قائلة: ليس ثمة سوى القليل الذي يمكن إصلاحه وأظن الكلمة المناسبة هي أن تقول نعيد البناء"
لاحت على شفتيه شبح ابتسامة وهو : ربما كان يجب علي أن أوفر دفع ثمن الاستشارة وأسألك أنت"
" ولكن كان في استطاعتك القيام بذلك بنفسك"
" يمكنني أن أقوم بكل شيء بنفسي يا جو, ولكن وقتي لا يسمح بذلك"
"لا يسمح بذلك؟" وحاولت أن تتجنب سؤاله عما يعنيه بالضبط لما يملأ به وقته, فقال: حسنا, إنني أحتاج إلى عامل معين هل يمكنك أنت ذلك؟"
"سيكون هذا مسليا" وابتسمت liilas وهي تتصور نفسها تعمل معه جنبا إلى جنب, وأبعدت هذه الصورة من ذهنها ببطء متابعة قولها: إنني أشاركك رأيك, ولكن من هو الذي سيتعهد البناء؟"
"شركة ريدموند, ذلك أنها تقوم بالبناء على شاطئ النهر مما يجعل إختيارنا لها واضحا"
هتفت: أوه! .. ريدموند هذا رائع!" وشعرت وهي تنطق هذه الكلمات براحة نفسية مفاجئة فقد كان قوله هذا تفسيرا معقولا لوجوده في المكتب فقد كانت نفسها تتردد لكي تسأله عن ذلك, حسنا لقد صلح كل شيء الآن بصورة مفاجئة.
قال بجفاء: إنني مسرور لسرورك هذا" ووقف ناظرا إليها باستغراب قائلا" ما بك؟"
أجابت: لا شيء أبدا" كانت تبتسم بغباء وهي تستطرد: إنني جائعة إلى درجة لا تصدق!"
قال وذراعاه حول وسطها" حقا؟ حسنا, فأنت لم تتناولي طعام الغداء كما أنك لم تأكلي جيدا أثناء العشاء"
قالت: وكذلك أنت. ربما من الأفضل أن أترك المطبخ للسيدة جونسون"
قال: ولكن طبخك جيد... ولكنني لا أشعر بأنني..." وتوقف ثم قال : فلنعد إلى البيت يا جو"
فيما بعد وهي مستلقية في فراشها في الظلام, أخذت تستعرض أحداث اليوم مرة أخرى, في محاولة أن تعرف السبب الذي جعل النهار بهذا السوء, وأخيرا قررت أن الثقة هي أصل كل شيء, ذلك أن ليس ثمة سبب يجعل كلاي يغار من بيتر ليتصرف بهذا الشكل الغبي, ربما كلاي يعمل ضد مصلحة شركة ريدموند ومستخدميها, وخامرت الشكوك نفسها, وانتهت إلى أنها وكلاي ما زالا شبه غريبين ولكن الزميل كفيل بإصلاحه.
قال لها على مائدة الفطور: إذا كنت ستذهبين إلى المدينة اليوم, فلماذا لا تمرين علي في المكتب؟"
أجفلت جو وهي تشعر بالذنب, ما الذي جعل كلاي يدرك أنها ذاهبة هذا النهار إلى مكتب المحامين؟ وتابع قوله: لقد سبق وقلت أنك ستأخذين وثيقة أسهمك إلى البنك" وشعرت بوجنتيها تلتهبان بينما تابع قائلا: إلا إذا كان لديك مشروع آخر طبعا"
قالت: كلا, أحب جدا أن أرى مكتبك, إنني سأنتهي في الساعة الثانية عشرة كما أظن"
قال: في هذه الحالة, سأجعل سكرتيرتي تسجل اسم الآنسة غرانت لأجل الغداء" ووقف وهو يقول: لا تتأخري"
أجابت مازحة: كلا يا سيدي, أراك فيما بعد"
في الساعة الحادية عشرة كانت في مكتب شركة المحاماة في المدينة التي بدت وكأنها ابتدأت العمل منذ اعتلت الملكة فكتوريا العرش, وفكرت جو بأن من الممكن جدا أن واحدا أو اثنين من الموظفين هما من المستخدمين الأوائل ما زالا أحياء يعملون!
.http://www.liilas.com/vb3

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
قديم 26-07-09, 02:27 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 89278
المشاركات: 187
الجنس أنثى
معدل التقييم: جوووجووو عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جوووجووو غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جوووجووو المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لكن السيد هنري دبلداي لم يكن واحدا منهما بالتأكيد فقد كان أنيقا رقيقا قوي الشخصية, ولكنها عندما نهضت بعد نصف ساعة لم تكن تعلم عما جاءت لأجله أكثر مما كانت تعلم من قبل, من أن العرض في شراء أسهمها في الشركة قد قدم من شخص فضل أن يكون اسمه مجهولا, وقد اجتهد السيد دبلداي أن يبين لها كيف أن العرض كان أعلى من أسعار السوق, وسألت إذا كان ثمة شخص آخر قد قدم مثل هذا العرض, ولكنه لم يكن من المفروض أن يجيب عن سؤالها هذا كما قال. وسألته عن السبب الذي يجعل ذلك السيد يدفع مثل هذا المبلغ, ولكن هذا كان سرا هو الآخر.
وسألته كيف عرفوا أنها تملك أسهما فأخبرها أن ذلك liilas موجود عادة في السجل العام وهذا لم تكن تعرفه منقبل. سرعان ما أدركت أنها لن تعرف شيئا من هذا الشخص. ولكنها وجدت لنفسها عذرا في أن ذلك لم يعد مهما, ووعدت بأن تعيد التفكير في هذا العرض في محاولة لتغليف كذبها بشيء من الحقيقة, ونظرت إلى ساعتها لترى ما إذا كان في إمكانها الذهاب إلى البنك الآن لإيداع الوثيقة لتجد أن من الأفضل إرجاء ذلك إلى ما بعد الغداء.
أوقفت سيارة وأعطت السائق عنوان مكتب كلاي الذي كان في بناية ضخمة رائعة.
صعد بها المصعد إلى الطابق الحادي والعشرين حيث سارت في ممر فخم مغطى بالسجاد جلست في نهايته فتاة حمراء الشعر رائعة الجمال وراء مكتب الاستقبال, وشملت الفتاة ملابس جو بنظرة فاحصة وبدا عليها أنها لم تجدها متناسبة.
قالت جو تقطع عليها فحصها هذا: إن السيد تاكيراي في انتظاري, إنني جوانا غرانت"
أخذت الفتاة تنظر في قائمتها وهي تردد: الآنسة جوانا غرانت" ويبدو أنها أدركت أن هذه المرأة لا يمكن أن يكون لها عمل يتعلق بأمثال كلاي تاكيراي.
أشارت الفتاة إلى كرسي لتجلس جو عليه وهي تقول متنهدة: تفضلي بالجلوس وسأرى إن كان غير مشغول"
وكانت تصرفات الفتاة العفوية تبعث على التسلية, لو لم تكن جو تشعر بالضعف. ولأول مرة شعرت بالندم لاحتفاظها باسمها بعد الزواج, ولكنها ما لبثت أن نبذت هذا الخاطر بازدراء, ذلك أنها في مهنتها لا بد أن تجعل كل إنسان يعرف أنها جو غرانت!
اتصلت الفتاة هاتفيا, وبعد ثوان أقبل كلاي وهو يمد يده بتحية متكلفة قائلا: الآنسة غرانت! إنك شرفتنا بحضورك!" وكانت ملامحه بمنتهى الرصانة. مدت يدها تصافحه برزانة قائلة: السيد تاكيراي, لقد سمعت الكثير عنك!"
سألها بشكل جاد: هل يدعو ذلك إلى قلقي؟"
همست: كثيرا!" ثم قالت بصوت عال وهي تدير نظرها حولها" كنت متشوقة إلى رؤية مكتبك"
قال: أخشى ألا يكون الوقت كافيا الآن" قادها بعزم نحو المصعد, لكنه توقف لحظة أمام موظفة الاستقبال قائلا: سأعود حوالي الثانية والنصف, ولكن إذا liilas وصل هنري قبلي فقدمي له القهوة وأخبريه أنني لن أتأخر طويلا"
أجابت الفتاة وهي تنظر إليه بوقاحة: نعم يا كلاي" وشعرت جو بطعنة غيرة في أعماقها, وفتح باب المصعد فدخلا إليه ثم التفتت إلى كلاي قائلة: هل تعرف تلك الفتاة أنك متزوج؟"
أجاب: ليس من عادتي أن أبحث شؤوني الخاصة مع المستخدمين عندي, ولابد أنك تتعاطفين مع رغبتي هذه.. هل تراها أزعجتك؟" كانت أساريره جامدة وهو يتكلم, فأجابت: ولماذا تزعجني؟" وظنت نفسها تبتسم.
قال وهو يهز كتفيه: يظهر أن ذلك قد حدث, إنني أعدك يا جو أنه في اليوم الذي ترضين فيه أن تحملي اسم تاكيراي سأضع إعلانا في كل الصحف المحلية لأجعل العالم كله يعرف أنك زوجتي"
قالت بلا مبالاة: سأعلمك بذلك في حينه"
أوقف البواب لهما سيارة حملتهما إلى غريك ستريت لتنزلهما عند باب المطعم وصعدا إلى الطابق الأعلى حيث جلسا في زاوية بعيدة عن القاعة.
قال كلاي: في إمكاننا هنا أن نرى كل شخص" ونظرت جو حولها باهتمام حيث كانت صور مشاهير الممثلين بتوقيعهم معلقة على الجدران, وتركزت عيناها على وجه مألوف لشخص يجلس إلى مائدة قريبة. سألته: أليس ذلك الشخص هو..." أجاب كلاي دون أن يرفع عينيه عنها: أظنها هو ما دمت تقولين أنت ذلك"
طلبا سمكا وصلصة المحار ثم جلسا يراقبان الداخلين والخارجين من المشاهير, ونسيت جو كل شيء عن أسهمها, والجميلة ذات الشعر الأحمر, حين أخذ كلاي يسليها وسألته: هل تأتي كثيرا إلى هنا؟" وجاء النادل ليضع أمامهما الحلوى, فاستطردت: يبدو أن الجميع يعرفونك"
أجاب: في مناسبة كهذه الآن , أي عندما أستضيف أحدا"
قالت: مثل من؟ على سبيل المثال؟"
نظر إليها مبتسما وقال: فقط بشأن العمل يا جو"
أخذت تعبث بشوكتها وهي تقول" إنك لم تخبرني قط عن نوع عملك"
استقام في جلسته ثم أخذ ينظر إليها مفكرا ثم قال: كلا! إذ دوما عندما أكون معك تكون بيننا أشياء أكثر أهمية"
احمر وجهها قليلا ثم قالت" يمكنك أن تخبرني الآن"
قطب حاجبيه وهو يقول: هل لذلك أهمية؟"
قالت وهي ترفع كوب الماء إلى شفتيها الجافتين" كل ما له علاقة بك يهمني"
هز كتفيه قائلا: لقد سبق وأخبرتك أنني مستشار, إنني أعين المشكلات التي تقع في هيكل الادارة ثم أعمل على إصلاحها"
قالت وقد أصابها الاضطراب لهذا الجواب الذي لا يحمل التفاؤل" ولكنك مهندس مدني!"
أجاب: مبدئيا نعم, ولكنني بالعكس من أبيك يا جوانا, لم أجد في التعامل مع الاسمنت ما يرضي طموحي واهتمامي"
تمتمت: كان يجب أن يكون لك مقعد في هيئة الإدارة"
كانت تحدث نفسها أكثر مما تحدثه, ولكنه قال فورا: مقعد في مجلس الإدارة؟"
وجدت نفسها تخبره عن الوقت الذي ساعد فيه أبوها تشارلز ريدموند في إنقاذ الشركة, وكيف أن والدها رفض أن يكون في مجلس الشركة.
قال كلاي: لم أكن أعلم يا جو أن والدك قد عرضت عليه عضوية مجلس الادارة, كان ينبغي عليه أن يقبل ربما عليك أنت أن تطلبي ذلك"
أجفلت, ثم أرخت جفنيها لتخفي مخاوفها liilas التي استيقظت فجأة نتيجة بعد نظره ثم قالت: لا تكن غبيا! فأنا لا أعرف شيئا عن إدارة الأعمال"
قال: لا شيء؟" وحبست أنفاسها معتقد أن الوقت قد حان لكي يسألها عن أسهمها في الشركة, ولكنه بدلا من ذلك ضحك وهو يقول: إنني أوافقك على ما تقولين, ما دمت تحتفظين بوثيقة أسهمك تلك في صندوق الأحذية!"
تنهدت بارتياح وهي تقول: إنه صندوق أبي"
قال: أتعرفين؟ إنني لست مندهشا, ذلك أنه لو حدث وقام والدك بعمله على ساق واحدة فإنك حتما ستقلدينه في ذلك"
هزها العنف البادي في صوته وقالت: إنني لست…" ولكن صوتها اختفى إزاء نظرة الازدراء التي رمقها بها وهو يتابع قائلا: أليس كذلك؟"
تنفست بعمق وهي تقول: لقد كنت دوما أريد أن أكون مثله, يا كلاي كان أنيس المحضر ماهرا وعندما اصطحبني ليريني البنايات الضخمة التي أنجزها أردت أفعل مثله" ولم تقل أكثر من ذلك.
قال: لقد كان جو غرانت أحد أفضل الرجال الذين عرفت يا حبيبتي, لقد كانت له أخطاؤه كأي شخص آخر ربما حان الوقت لكي تحاولي أن تكوني جوانا, إذ أن لها كل الحق في أن تكون لها شخصية خاصة بها"
كان إدراكه العميق هذا مخيفا, وأشاحت بوجهها بسرعة لتقع عيناها على شخصية مشهورة صرفت انتباههما عن الموضوع.
لم تكتشف جو أنها لم تأخذ وثيقتها إلى البنك إلا عندما جاءها مفتش القطار أثناء رجوعها إلى منزلها ففتحت الحقيبة لتخرج له التذكرة لتجد الوثيقة المنسية تلك.
انتابها شعور بالتعاسة لنهارها ذاك الذي لم يسفر عن أي عون لها. ولو كان تشارلز ريدموند موجودا لذهبت لرؤيته, ولكنه كان يمضي أيام النقاهة في جنوب فرنسا, إثر نوبة قلبية خفيفة ولن يعود قبل أسبوعين أو نحو ذلك..http://www.liilas.com/vb3


خطر في بالها أنه قد لا يكون على علم بما يحدث, وأمعنت التفكير في الحكمة من وراء الكتابة إليه. ذلك أنها لم تشأ أن تكون السبب في نوبة قلبية أخرى تصيبه liilas ولكن لم يكن ثمة سبب يمنعها من الكتابة إليه للسؤال عن صحته, ثم تذكر له بطريقة عفوية العرض الذي قدم إليها لشراء أسهمها, سائلة إياه النصيحة , وبعد أن قررت هذا شعرت على الفور بأنها أفضل حالا, ولم تعرف لماذا لم تفكر بذلك من قبل. وهكذا بدلا من أن تعود إلى عملها, اتصلت هاتفيا بالمكتب لتأخذ عنوانه من سكرتيرته.
كانت تجلس إلى منضدة الزينة في غرفتها تلصق غلاف الرسالة, عندما سمعت صوت كلاي يناديها: جو؟ أين أنت؟ لدي ما أخبرك به" وسمعت وقع خطواته صاعدا السلم وعندما فتح الباب فجأة أجفلت هي, شاعرة بالذنب وهي تستدير فتقع حقيبتها على الأرض لتفتح وتتبعثر محتوياتها. بدت في عيني كلاي نظرة تسلية وهو يرى ما حدث ثم قال: هيا, سأساعدك في لملمة كل هذا" تسمرت عينا جو على المغلف الذي يحوي الوثيقة مدركة أن عيني كلاي لن تغفلاه. حاولت أن تلهيه بقولها: دع عنك هذا! فسألمها أنا في دقيقة واحدة, وهات ما عندك من أخبار" لكنه كان قد سبق وانحنى لتنقبض يداه على علبة صغيرة فوقف واضعا إياها على راحته وهو يمدها إليها سائلا: ما هذه؟"
انتقلت عينا جو من هذه العلبة إلى وجه زوجها الذي ارتسم الشر على ملامحه مرسلا في جسدها رعشة خوف ثم قالت بهدوء: إنك تعرف ما هي هذه"
أخذ يهز العلبة بهدوء وهو يقول: آه نعم إنني أعرف ما هي, ولكنني أريد أن أعرف سبب وجودها في حقيبة يدك!"
قالت: وهل هذا في حاجة إلى إيضاح يا كلاي؟ إنني امرأة ذات مهنة وقد قدمت لطلب وظيفة مهندس أول هذا النهار, وأنا متأكدة من الحصول عليها, ويمكنك أن أن تتصور ماذا يظنون عندما آخذ إجازة وضع بعد شهرين, ذلك أن شركة ريدموند لن توظف بعد ذلك امرأة liilas في البناء أبدا, ومن يلومهم عند ذلك؟"
قال: إنني لا أكترث مطلقا لخطط شركة ريدموند بالنسبة إلى توظيف النساء, ولكن هذه الحبوب يهمني أمرها جدا"
تجنبت عينيه قائلة: إنني لست مستعدة للتخلي عن كل ما تعبت في الحصول عليه لكي أنشئ أسرة!"
قال وقد تجلى الألم في لهجته الهادئة: ألا تظنين أن من حسن التهذيب أن تخبريني عن هذا الأمر بالذات على الأقل؟"
أجابت: ما هذه السخافة يا كلاي! إنك طبعا لم تتوقع مني آتي بابن بعد تسعة أشهر من زواجنا"
قال: أن تأتي ببنت تكون مقبولة هي أيضا"
قالت: إنني لا أصدق هذا, فأنت لم تذكر شيئا عن الأطفال عندما عرضت علي الزواج"
قال: سامحيني إذا كنت في ذلك الحين بطيء التفكير نوعا ما, ولكنني كنت أظن أن الزواج هو نوع من الالتزام للطرفين, أم أنك لا تحبينني إلى درجة تكفي لتجعلك تحملين أولادي؟"
قالت" الحب؟" وابتدأت الدموع تتجمع في عينيها الآن, ولكنها لم تسمح لها بالانهمار, ومتى تحدث هو عن الحب أصلا؟ وتابعت قائلة: ولكن الانجذاب هو الذي جعلنا نتزوج بالتأكيد يا كلاي, أليس هذا ما سبق وقلته أنت بنفسك؟"
قبضت أصابعه على العلبة بشدة وهو يقول: لم أكن أدرك أنك أخذت كلماتي هذه حرفيا" وتراجعت هي إلى الخلف وقد تملكها الخوف من النظرة الصارمة التي بدت في عينيه.
أخذ يقلب بين أصابعه علبة الحبوب وسألها بوجه خال من التعبير: أمازلت تريدين هذه؟" لم تكن قادرة على الإجابة, لم تكن تدري ما الذي تريده أكثر من الشعور بالسكينة والراحة معه, ولكن هذا لم تحصل عليه, أشاحت بناظريها عنه ولكنها أجفلت liilas وهو يدس في راحتها العلبة ويطبق عليها أصابعها بعنف قائلا: خذيها إذا, ولكن لا تستعمليها لأنني مسافر إلى كندا غدا"
هتفت: كندا!"
قال: ذلك كان الخبر الذي أردت أن أخبرك به, وقد فكرت في أنك ربما تريدين مرافقتي لكي نعوض عن شهر العسل الذي فاتنا, ولكن من الواضح أن عملك يأتي أولا, إنك ابنة أبيك يا جو’ حتى تراب الاسمنت في شعرك!"
مدت يديها إليه تريد أن تمسك به, لكي تقنعه بحبها ولكنه كان قد استدار مبتعدا عنها نحو الخزانة, حيث أخذ يضع ثيابه في حقيبة من القماش.
تملكها الخوف وقالت: ولكنك قلت غدا"
أجاب: سأمكث في فندق المطار هذه الليلة, وما الذي بقي من هذه الليلة على كل حال؟"
قالت متوسلة: كلاي, أرجوك"
رفع ناظريه إليها قائلا: آسف يا عزيزتي" بينما كان يقل الحقيبة مظهرا الارتياح, ثم قال: سنتحدث في مسألة زواجنا عندما أعود يا جو, وربما في هذه الأثناء يمكنك أن تعاودي التفكير فيما تعتبرينه من الأولويات بالنسبة إليك."
وما لبث أن دخل إلى الحمام مغلقا الباب خلفه بعنف..http://www.liilas.com/vb3




نهاية الفصل الرابـــــع

 
 

 

عرض البوم صور جوووجووو  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليز فيلدينغ, دار النحاس, روايات, روايات مصورة, روايات مكتوبة, روايات عبير, زواج متسرع
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية