الفصل الرابــــع
فكرت جو بسعادة في أن الحياة الزوجية هي أجمل كثيرا من حياة الوحدة ذلك أن أفضل طريقة لبدء عمل اليوم هي أن تستيقظ في الصباح لترى الرجل الذي تحب يبتسم في وجهها.
قال لها كلاي بصوت أجش: إن عملي اليوم هو في المنزل, فلا تستعجلي في الذهاب." كان الإغراء في البقاء بقربه كبيرا ولكن هذا اليوم كان غير عادي ويجب أن تكون قوية. فضحكت وقالت محاولة أن تهرب من طريقه: آسفة, فقد اخترت اليوم الخطأ" ولكنه حاول أن يثنيها عن قرارها, فقالت متوسلة"أرجوك يا كلاي عندي اجتماع الساعة الثامنة وأريد أن يكونوا عني انطباعا حسنا" liilas
أظلمت عيناه وقال: في هذه الحالة من القسوة أن أؤخرك مع أنه في أيامي أنا لم يكن مهندسو البناء يدعون إلى اجتماعات" قالت: لقد ترك المهندس الأعلى العمل وأنا أقوم مقامه" كان من الضروري أن يعلم أهمية ذلك بالنسبة إليها, وتابعت قائلة: إنني سأقدم طلبا لنيل وظيفته, لأن لي في ذلك نفس الحق الذي يتمتع به أي شخص آخر ولهذا يجب أن أترك لديهم انطباعا جيدا"
لم يجب, ولو لم تجد الأمر سخيفا لأقسمت على أنه كان غاضبا, وابتسمت مترددة وهي تقول: كلاي, لا أستطيع أن أتأخر" liilas
أجابها دون أن يبتسم: إذا كان الأمر يمثل هذه الأهمية لديك فالأفضل أن تذهبي"
قالت: لا تدع أمامي خيارين يا كلاي!" فاستدار إليها بوجه خال من التعبير وهو يقول: هل صعب عليك الاختيار؟"
لم تكلف نفسها عناء تحضير الفطور, وصفقت الباب خلفها بعنف وهي تتوجه نحو سيارتها لتقودها إلى عملها خلف ستار من الدموع. كانت غاضبة منه لعدم تفهمه لكنها كانت أكثر غضب من نفسها دون أن تدري لماذا.
بدا الاجتماع طويلا, فقد كان عقل جو عند كلاي تتساءل عما تراه يفعل, وانتهى الاجتماع أخيرا وأعلن أحد الأشخاص للجميع أن ثمة فرصة لغداء مبكر.
عندما خرجا من الاجتماع كان بيتر لويد بقربها يسألها" هل أنت قادمة يا جو؟"
لقد أعطت عن نفسها انطباعا حسنا بالرغم من ذهولها العقلي, وأدخل الارتياح البهجة إلى نفسها لتقولله بابتسامة عريضة: لقد أمضيتم مدة طويلة في فحص بياناتي ستستمتع بالغداء أكثر إذ ليس عليك أن تفكر مرتين قبل أن تلقي النكتة!" إن في إمكانها أن تستفيد من وقتها هذا في الذهاب إلى المنزل ومصالحة كلاي, ولكن رؤيتها لكلاي عندما استدارت أعفتها من الذهاب إلى البيت.
كان كلاي يرتدي سروال جينز ضيقا وقميصا أبيضا فضفاضا مما أعطاه مظهرا مماثلا نوعا ما, لمظهر قرصان القرن السابع عشر. وكان مستندا إلى سيارة الأوستن وقد عقد ذراعيه فوق صدره وهو يراقبهما وقد بدت نذر الشر على ملامحه, وخفق قلبها لرؤيته فتركت المجموعة لتتقدم نحوه.
قالت: مرحبا يا كلاي, ما أجمل أن أراك!"
قال لها دون أن يبدو عليه السرور: حقا؟" وفتح باب السيارة لها لكي تصعد بنظرات آمرة , وعندما اتخذت مقعدها بجانبه لم يعد إلى الكلام إلى أن استدارت السيارة liilas إلى مكان هادئ حيث أوقفها تحت بعض الأشجار ثم استدارت إليه قائلة: حسنا, ماذا تريد؟"
أخذ يحدق أمام من خلال زجاج السيارة وقد اشتدت قبضته على المقود, ثم قال: لست متأكدا تماما مما أريد, إنني أعلم أنني جئت لأعتذر عما حدث هذا الصباح. لقد أردتك أن تبقي بجانبي إن هذا مفهوم ولكنه ليس صوابا تماما"
ألقت إليه نظرة متشككة وهي تقول: كلا, ليس صوابا تماما" لقد بدا منطقيا ولكنها لم تكن مقتنعة فقالت: إذا تأخر رجل في عمله كما ترى فلا أحد يقول شيئا ولكن علي أنا أن أكون.. حسنا , ليس علي أن أفعل هذا .. أليس كذلك؟"
تابع كلامه متجاهلا ما قالت: ثم إذا بي أتواجه مع زوجتي ... زوجتي العاملة, العاملة المهنية إلى درجة تفضل أن يظن الناس أنها غير متزوجة والتي يجب أن لا تتأخر عن الاجتماعات مهما كان الأمر"
قالت بهدوء تام جاهدة ألا ترفع صوتها: أخبرني يا كلاي, ما الذي تعترض عليه أكثر من غيره؟ ما الذي ستفعله بي يا كلاي؟ هل ستنهرني كتلميذة مدرسة عابثة؟"
ظل يحدق فيها بنظرات مليئة بالغضب ثم تمالك نفسه بجهد وقال: لن يكون في ذلك فائدة, إذ أعلم أنك لن تخافي مني أو من أحد غيري, ولكنني أملك سلاحا واحدا, نعرف نحن الاثنين أنه لا يمكنك مقاومته"
حدثت نفسها التي اهتزت من الغضب لشكوكه تلك, إن عليها أن تقاوم, ولكنها عندما رأيت نفسها ضعيفة أمامه لم تعد تفكر بشيء, وعندما تركها وإمارات الفوز تكسو ملامحه, جلست تغالب دموعها وقد شعرت بالمذلة للسهولة التي استطاع بها أن يسيطر عليها.
قالت: إن وظيفتي liilas هامة بالنسبة إلي يا كلاي"
قال: لقد أوضحت ذلك من قبل, فإذا كنت تريدين أن تكوني امرأة مهنية فأنت كذلك! ويمكنك أن تستمري في تسمية نفسك الآنسة غرانت, كما تشائين إذا كان هذا يسرك, ولكن لا تنسي أبدا أنك زوجتي أولا وأخيرا على الدوام"
سألته من بين دموعها الغاضبة: ولماذا أنسى؟ ولماذا تظنني تزوجتك إذا؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول" إنك تزوجتني يا جوانا, لأنك أدركت ضعفك أمامي, وكذلك لأنني أنا أردتك أن تدركي ذلك!"
سألته: حقا؟ لماذا؟ لماذا تزوجتني؟" نظر إليها لحظة ثم أشاح نظره عنها ليدير المحرك وهو يقول: سوف أعيدك إلى العمل"
أنزلها من السيارة في الوقت الذي كان الآخرون يعودون من فرصة الغداء, ووقفوا يحدقون في السيارة بإعجاب إلى أن توارت في المنعطف, وعندما مرت بجانب بيتر لويد أوقفها هذا وهو يسألها: من هو ذلك الرجل؟" لم تشأ أن تتكلم معه ولكنها أجابت باختصار: إنه كلاي تاكيراي"
كرر الاسم مفكرا: تاكيراي, ... كلاي تاكيراي, كأنني أعرف هذا الاسم, ماذا يعمل؟"
سألته ببرود: يعمل؟"
أجاب: ربما كان الأمر مصادفة, لكنني رأيته في المكتب أمس, لقد انتشرت كل أنواع الشائعات عمن يستلم مكان تشارلز ريدموند منذ إصابته بالذبحة القلبية, ذلك أن رواتب الشركة التقاعدية كبيرة وهي ذات إغراء كبير لنوع معين من رجال الأعمال"
ثار بها الفضول رغما عنها فسألته: من أي نوع؟"
أجاب: النوع الذي لا يهتم إلا بالمكاسب, ولا يهتم أبدا بأولئك الناس البسطاء liilas الذي يصنعون له تلك المكاسب"
قالت: ولكن كلاي ليس من هذا النوع , فهو مهندس مدني وكان يعرف أبي"
ألقى عليها نظرة طويلة ثم قال" حسنا, ربما تعلمين عن ذلك أكثر مما أعلم, إنك تملكين تلك الأسهم الطيبة في الشركة تركها لك أبوك, فمن الأفضل أن تنتبهي" وبدا في نظرته المكر وهو يتابع: ربما يحاول السيد تاكيراي أن يوقعك في غرامه"
قالت: آسفة, فأنا لم أسمع بشيء, أرجو المعذرة" ولم تنتظر لتسمع جوابه ولكنها عندما انفردت بنفسها في مكتبها أخذت تفتش في حقيبتها عن الرسالة التي سبق وتلقتها من مكتب المحاماة بشأن رفع المبلغ لشراء أسهمها.
يبدو أنه كان يعلم, ووصوله حين تعارفا تصادف مع رفضها للعرض الأول وأخذت تحدق في الرسالة طويلا , ثم ابتدأ قلبها ينبض بالألم, لتخنقها غصة, liilas ومدت يدها إلى الهاتف, كان من الحماقة أن تتجاهل ذلك, وإذا كانت تجهل الإغراءات في استلام مكان تشارلز ريدموند فعليها وحدها يقع اللوم ذلك أنها مسئولة تجاه ريدموند ونفسها كشريكة.
فعلى الأقل إذا, عليها أن ترى ماذا يدور هناك, ليس لأنها ظنت كلاي متورط في الأمر,أبدا’ ولكن عندما سألته لماذا تزوجها لم يجبها بشيء, كما أنه لم يذكر شيئا عن زيارته إلى مكتب شركة ريدموند.
الحقيقة أنها لا تكاد تعرف الآن عن نوع أعماله أكثر مما كانت تعرف في أول يوم تعارفهما. وفي وثيقة زواجهما كتب أن عمله هو مدير شركة, وعندما سألته أية شركة, اكتفى بالابتسام.
في ذلك المساء, أخرجت من خزانتها صندوق أحذية فارغا لتجد فيه وثيقة أسهمها في الشركة, وكانت عندها أغلى من النقود. لقد ساعد والده تشارلز ريدموند عندما تعرضت الشركة للانهيار قبل سنوات, فأقرضه مبلغ التأمين على الحياة التي تخصه وكانت هذه الأسهم مكافأته من الشركة, وقد أراد أن يلتحق معهم بمجلس المديرين ولكن أباها امتنع لأنه لم يكن مهتما بمالية الشركة ومعاملاتها.
لقد كان مهندسا مدنيا ولم يشأ أن يغير من واقعه ذاك, ولقد ترك لها سندا لأنها ستكون في حاجة إلى سند في عالم الرجال, ولم تتوقع أن تؤول إليها تلك الأسهم بتلك السرعة, وساورها شعور بالذنب لأنها اعتبرتها من حق أمها. ولكن الأم التي كانت قد تبنت وجهة نظر الأب رفضت هذه الأسهم حين عرضتها ابنتها عليها.
أجفلت وهي تسمع صوت كلاي يقول: ما الذي تفعلينه؟" ورفعت ناظريها من حيث كانت جالسة على الأرض تحيط بها الأوراق ولم تكن قد سمعت صوته وهو يصعد السلم.
أجابت: كنت أبحث عن بعض الأشياء" وحاولت أن تعيد الوثيقة إلى المغلف ولكن كلاي وقف إلى جانبها ومد يده يأخذها من يدها وتفحصها مفكرا, ثم نظر عينيها اللتين كانتا تراقبانه وهو يقول: يجب أن تكون هذه في مكان آمن في الطابق الأسفل يا جو, فهي وثيقة هامة جدا:
ردت عليه قائلة: أعرف ذلك" وارتفع حاجباه بشدة إزاء لهجتها الجافة, بينما تابعت قولها: فكرت في أنها يجب أن تكون في البنك ولهذا كنت أبحث عنها"
سألها: وهل نويت أن تبيعيها؟" liilas كان في صوته اهتمام غير عادي مع أنه كان يتكلف عدم الاهتمام, حاولت أن تتذكر ما إذا كانت قد ذكرت أن العرض الذي قدم إليها كان من أجل أسهمها في ريدموند ولكنها لم تتذكر.
قالت: لا أفكر في بيعها حاليا, إنما فكرت في أن الوثيقة يجب أن تكون في مكان آمن"
قال: معك حق, هل تريدين أن أقوم بذلك من أجلك؟ يمكنني أن أضعها لك في خزنتي"
تساءلت عما إذا كان وجود الوثيقة في حوزته تمنعها من البيع لأي شخص آخر , فتكون الوثيقة بمثابة السند الذي ربما يحتاجه هو ليسيطر على شركة ريدموند.
قالت: إنني.. لقد سبق وتكلمت مع البنك وسأذهب إلى المدينة غدا لإيداعها.
قال وهو يسلمها إياها: فهمت, في هذه الحالة سأترك الأمر لك لتتدبري الأمر, انتبهي إليها"
أعادتها إلى مغلفها ثم أخذت تجمع بقية الأوراق, ولكن حضوره جعلها مضطربة, وفي النهاية جمعها هو ورتبها ثم ناولها إياها. ومنذ عودتها إلى المنزل لم يتبادلا أي حديث إلا الكلمات الضرورية المهذبة. ولكنه عاد وقال برقة: إنه مساء جميل, يا جول, لم لا نذهب ونتمشى؟"
حاولت أن تبتسم وهي تقول: نتمشى؟"
قال: نصل فقط لتناول العصير"
قالت: نعم, إذا شئت سأرافقك حالا"
كان الشاطئ مزدحما, والنهر غاصا بالزوارق, التي تحمل القادمين للاستمتاع بجو شهر تموز – يوليو, وقوارب النزهة البخارية كانت في الماء بأعداد كبيرة. وسارا فترة دون أن يتبادلا الكلام, ذلك أن جو لم تستطع التفكير في موضوع لا يعيدهما إلى ذلك الجو المتوتر.
قال: كنت أريد أن أنحدث معك عن المرسى ذاك, هل تحبين الزوارق؟"
قالت: من أية ناحية؟"
قال: من أية ناحية كانت"
قالت: كلا, لا أظن ذلك, إذ إنه لم يسبق أن ركبت في شيء أكبر من زورق حقير في محرك"
قال: يمكنني أن أقوم بشيء أفضل, فقد تحدثت إلى شخص هذا الصباح لكي يلقي نظرة على بيت الزورق ذلك أنني صممت على إصلاحه."
هتفت: إصلاحه؟" وفكرت في إمكانية إصلاح تلك الكومة المتهالكة التي يطلق عليها اسم (بيت الزورق) من باب التبجيل, وتابعت قائلة: ليس ثمة سوى القليل الذي يمكن إصلاحه وأظن الكلمة المناسبة هي أن تقول نعيد البناء"
لاحت على شفتيه شبح ابتسامة وهو : ربما كان يجب علي أن أوفر دفع ثمن الاستشارة وأسألك أنت"
" ولكن كان في استطاعتك القيام بذلك بنفسك"
" يمكنني أن أقوم بكل شيء بنفسي يا جو, ولكن وقتي لا يسمح بذلك"
"لا يسمح بذلك؟" وحاولت أن تتجنب سؤاله عما يعنيه بالضبط لما يملأ به وقته, فقال: حسنا, إنني أحتاج إلى عامل معين هل يمكنك أنت ذلك؟"
"سيكون هذا مسليا" وابتسمت liilas وهي تتصور نفسها تعمل معه جنبا إلى جنب, وأبعدت هذه الصورة من ذهنها ببطء متابعة قولها: إنني أشاركك رأيك, ولكن من هو الذي سيتعهد البناء؟"
"شركة ريدموند, ذلك أنها تقوم بالبناء على شاطئ النهر مما يجعل إختيارنا لها واضحا"
هتفت: أوه! .. ريدموند هذا رائع!" وشعرت وهي تنطق هذه الكلمات براحة نفسية مفاجئة فقد كان قوله هذا تفسيرا معقولا لوجوده في المكتب فقد كانت نفسها تتردد لكي تسأله عن ذلك, حسنا لقد صلح كل شيء الآن بصورة مفاجئة.
قال بجفاء: إنني مسرور لسرورك هذا" ووقف ناظرا إليها باستغراب قائلا" ما بك؟"
أجابت: لا شيء أبدا" كانت تبتسم بغباء وهي تستطرد: إنني جائعة إلى درجة لا تصدق!"
قال وذراعاه حول وسطها" حقا؟ حسنا, فأنت لم تتناولي طعام الغداء كما أنك لم تأكلي جيدا أثناء العشاء"
قالت: وكذلك أنت. ربما من الأفضل أن أترك المطبخ للسيدة جونسون"
قال: ولكن طبخك جيد... ولكنني لا أشعر بأنني..." وتوقف ثم قال : فلنعد إلى البيت يا جو"
فيما بعد وهي مستلقية في فراشها في الظلام, أخذت تستعرض أحداث اليوم مرة أخرى, في محاولة أن تعرف السبب الذي جعل النهار بهذا السوء, وأخيرا قررت أن الثقة هي أصل كل شيء, ذلك أن ليس ثمة سبب يجعل كلاي يغار من بيتر ليتصرف بهذا الشكل الغبي, ربما كلاي يعمل ضد مصلحة شركة ريدموند ومستخدميها, وخامرت الشكوك نفسها, وانتهت إلى أنها وكلاي ما زالا شبه غريبين ولكن الزميل كفيل بإصلاحه.
قال لها على مائدة الفطور: إذا كنت ستذهبين إلى المدينة اليوم, فلماذا لا تمرين علي في المكتب؟"
أجفلت جو وهي تشعر بالذنب, ما الذي جعل كلاي يدرك أنها ذاهبة هذا النهار إلى مكتب المحامين؟ وتابع قوله: لقد سبق وقلت أنك ستأخذين وثيقة أسهمك إلى البنك" وشعرت بوجنتيها تلتهبان بينما تابع قائلا: إلا إذا كان لديك مشروع آخر طبعا"
قالت: كلا, أحب جدا أن أرى مكتبك, إنني سأنتهي في الساعة الثانية عشرة كما أظن"
قال: في هذه الحالة, سأجعل سكرتيرتي تسجل اسم الآنسة غرانت لأجل الغداء" ووقف وهو يقول: لا تتأخري"
أجابت مازحة: كلا يا سيدي, أراك فيما بعد"
في الساعة الحادية عشرة كانت في مكتب شركة المحاماة في المدينة التي بدت وكأنها ابتدأت العمل منذ اعتلت الملكة فكتوريا العرش, وفكرت جو بأن من الممكن جدا أن واحدا أو اثنين من الموظفين هما من المستخدمين الأوائل ما زالا أحياء يعملون!.http://www.liilas.com/vb3