كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات منوعة
الفصل الثالث
كُلّ غريزة لحماية الذات تملكها صوفي كَانتْ تُخبرُها أن تستدير وتهرب. هي كانت تَعْرفُ بأن الرُجُوع إلى إيطاليا لم يكن فكرة جيدة، وَرأية ماكس أَكّدَ ذلك. لَكنَّها عَرفتْ بأنّها يجب أنْ تَمر بهذا العشاءِ ولَو لإثْبات أنّها محترفة حقيقية وماكس كوانتانو لا يعَني إليها أى شيءَ، في الحقيقة أقل مِنْ لا شيءِ،.
لحسن حظ صوفي آبي طَلب مِنْها تَرْجَمَة محادثةِ قيصر وهي وافقتْ بسهولة؛ إذا أبقتْ عيونَها على قيصر وآبي هي يُمْكِنُ أَنْ تَزْعمَ تقريباً بأنّه لا وجود لماكس وجينا.
عند العودة إلي الجامعةِ، بعد علاقتها القصيرةِ مَع ماكس، كَانَ ذلك صعبا لكن بمساعدة أصدقائها وبرَمي نفسها فى العملِ تَغلّبتْ عليه أخيراً وأقنعتْ نفسها بأنها لا تهتمْ. الآن كَانَ يَألمها الإعتِراف بأنّها ما زالَت تتألم لرُؤية ماكس مَع جينا.
للساعة التالية صوفي أَكلتْ، شَربَت وإبتسمَت في كُلّ الأماكنِ الصحيحةِ، لَكنَّها كَانتْ تشعر بحدّة بحضورِ ماكس كوانتانو القوي. شَعرتْ كما لو أنَّ عيونَه كَانتْ عليها، وذلك جَعل الشَعرَ خلف رقبتِها يقف. أَحتاجت إلى كل جزءَ من قوةِ إرادتها لتُتبادلَ الحديث الطبيعى ولتَتجنّبُ النظر إلي هذا الرجلِ البغيضِ. الإدراك بأن مجرد النظر إليه يُمْكِنُ أَنْ يزعجَها بشدة بعد كل هذا الوقتِ أثر فيها كثيرا. للتَعويض هي تَألّقتْ مَع إعجاب قيصر المعبّر جداً، إلى حدّ أنّ آبي لاحظ ضِيقِها.
رَفعَ إصبعاً إلى خدِّها ومسّدَ جانب وجهها. ' صوفي؟ ' نَظرتْ في عيونِه الزرقاءِ الفطنةِ. ' أنت تُحاولينُ أكثرمن اللازم مَهما كان من تُحاولُين تَفاديه، عزيزي، غمغمَ، ' أَستعملُني، وليَسْ قيصر الشاب. أنت يُمْكِنُ أَنْ تَآْذيه. لَكنِّ أنا أملك أكتافُ واسعةُ، وأنا لا أَمانعُ لعب اللعبةِ. '
' أنت تَرى الكثير، ' تَنهّدتْ صوفي، وعندما طَلبَ مِنْها آبي الرَقْص هي تدبرت أمرإبتسامةَ طبيعيةَ تقريباً وإرتفعتْ لأقدامِها، لتدخل بشكل رشيق إلى ذراعيهِ.
لدهشتها، بالرغم من ضخامته، كَانَ آبي راقص جيد، وصوفي إسترخت على الموسيقى، جسمها الرشيق الطويل الذي يَسْحبُ العديد مِنْ أعينَ الذكورِ المقدره وواحد بشكل خاص.
' أنت إمرأة جميلة جداً، كما أخبرتُك من قبل، ' قالَ آبي بينما الموسيقى إنتهتْ ومَع يدّه حول خصرِها قادهاَ للعوده نحو الطاولة. ' مَهما يكن، فإنه أحمق، وهو لا يُستحقّْك من الأول. أنت تستحقين الأفضل، ولا تَنْسي ذلك. '
نَظرتْ إلى وجهِ آبي الصلب وأدركتْ أنه لم يكن فقط رجلَ لطيفَ جداً، لكن فطنَ جداً أيضاً لا عَجَب فى أنه بليونيرِ نفط قوى.
' أنت على حق. ' إبتسمتْ وقبّلتْ خدَّه. ' شكراً لك. ' لماذا كَانتْ تُهدرُ وقتَها فى الإَنزعاجُ كُلّ هذا لأن كَانَ عِنْدَها علاقةُ حبّ كارثيُه واحده مَع زير نساء منحط؟ ذلك كَانَ وقتاً أزالته من حياتِها، إعتقدتْ بتصميم.
' أعذرُني، ' صوت مُظلم عميق تَشدّقَ بشكل هازئ، وماكس كوانتانو ظَهرَ أمامهم. ' هَلْ يمكننى أَنْ أدّعوا شريكََتك للرقصِة القادمِة؟ '
نَظرَ آبي إلى ماكس، ولم يخيفَه بأى شكل من الأشكال بتعاليه عليه، وتَركَ عيونَه تُفحص الرجلَ ببطئ، قبل أن يرفع حاجب إسْتِفْسار إلي صوفي ويَطْلبُ في لغتِه الخاصةِ معْرِفة الذي كَان قَدْ قِيل. صُدِمتْ هي أيضاً بطلبِ ماكس المفاجئ وَفكرت بالكَذِب، ولكنها أخبرتْ آبي.
' آه. ' عاد للنَظرَ في ماكس. ' تُريدُ إمرأتَي؟ ' قالَ بالإنجليزيِة، وعيونه الزرقاء رَقصتْ مع ضوء شرّير.
عَرفَ صوفي أن آبي كَانَ يَمتّعُ نفسه، وهي نظرت لأعلى في ماكس خلال الحجابِ السميكِ لجفونها. نظرة الإحتقارِ المتهكمِ على وجهِه الرائعِ والقاسى أغضبَها. أشارَ آبي ضمناً إلى أنَّها كَانتْ عشيقَته، ولقد كَان من الواضح أن ماكس صدقه. كيف كَانَت عِنْدَهُ الجرأه لإحتِقارها، فى نفس الوقت الذى يملك فيه جيش من العشيقات وعشيقته الدائمه تجْلس في الجانبِ الآخرِ من ساحةِ الرقص. لماذا إذن كَانَ يَصرُّ على الرَقْص معها بالرغم من رفضها الواضح؟
' أَتمنّى بأنّ تَسْمحُ لي بسعادة الرَقْص مع رفيقتِكَ السَاحِرِة. صوفي وأنا أصدقاء قُدامى. ' عيونه السوداء ضاقتْ بشكل صلب على آبي.
تَركَ آبي خصرِها وحرك يديه في حركة مسرحيّة. ' أنا لَستُ حارسَها أسْألُها. ' أبَدا آبي فجأة معْرِفة للإنجليزيِة وأعطه صوفي ضمّنيا.
رأس ماكس الداكن دارَ وأَسرتْها نظراته. ' هَلْ لي بهذة الرقصِة، صوفي؟ لا يَبْدو أن شريككَ يمانع، ' قالَ، مَع حركه تهكمية مِنْ شفاهِه القويّةِ.
|