كاتب الموضوع :
مجهولة
المنتدى :
روايات منوعة
إستمرَّ الطبيبُ فى تَوضيح بأنّه كَانَ الشكلَ الأكثر سيادة مِنْ السرطانِات في الذكورِ بين عمرِ العشرون والأربعة والأربعون، لكنه يعالجَ بسهولة. هو أخبرُ ماكس أَنْ لا يَقْلقَ، لأن الإختبارَ لم يكن َأَكّيِدَ، لكن من باب الحذّرُ هو حدد له موعد مَع مستشار كبير في أفضل مستشفيات روما فى الأسبوع التالي.
خَرجَ ماكس من العيادةِ والخوفِ يأكل قلبه. لَكنَّه كَانَ غاضب لمجرّدِ التفكير بأنه يُمكنُ أَنْ يَكُونَ مريضَا، وصمّمَ على الحصول على رأي آخر. جينا كَانتْ طبيبَة أورام؛ هي تَعْرفُ الإختصاصي الأكبر في هذا الحقلِ. سيَتكلّمُ معها على الغداءِ، يُخبرُها بمخاوفَه، يَعْرفُ بأنّها محل ثقه.
بحلول وقت الغداء كَانَ ماكس قد عَرفَ أكثر مِما يُريدُ أَنْ يَعْرفَ حول مرضِه المشكوك فيهِ. جينا، في إسلوبِها المباشرِ، إتصلت بالدّكتورَ فوسكارى فوراً، وبعد التحدّث معه أخبرتَ ماكس أَنْ لا يَفزع. ووضّحتْ بأنّ يمكن أن تكون هناك أسبابَ أخرى لمستويات ......... الشاذّةِ، وعلى أية حال كان هناك الآن نسبة نجاحِ خمسة وتسعون بالمائة في معالجةِ سرطانِ .......... تحت إصرارِ ماكس إستمرّتْ فى تَلخيص أسوأَ سيناريو فى حالة إذا ما كَانَ سرطاناً. سَألتْه إذا لاحظَ أيّ كتل صَغيرة، وإذا كَانَ يَشْعرُ بالتعبَ بشكل غير إعتيادي أَو يَعاني من أيّ خسارة للغريزة الجنسيةِ ولقد أنكرَ بشكل عنيف كل هذا.
عِنْدَها هى بَدأتْ تَوضح بالتفصيل طرق العلاج والآثار الجانبية من الخسارة المحتملة للرجولةِ، كتجميد الحيوانات المنوية كوقايه ضدّ العُقُمِ - شَعرَ ماكس بالحاجة إلى التقيّا في الحقيقة. لتِطْمِئْنه، عَرضتْ جينا الإتِّصال بزميل في عيادة في أمريكا والتي كَانتْ قد إشَتهرتْ بالإختصاص في هذا الحقلِ، في حالة إحتاجَ إلى رأي آخر.
إقترحَ الطَيَرَاْن مباشرة إلى أمريكا، لَكنَّها أخبرتْه بأنّ لا يَكُونَ مندفع وأضافت أن لا شيء سيَحْدثُ في الأيام القليلة القادمة ويَجِبُ أَنْ يُحاولَ الإسترخاء فى عطلة نهاية الإسبوعَ.
ماكس لم يكن قادراً على إهْمال رأي جينا لأن يثق بها بالكامل. هو يفعل ذلك منذ أن تَزوّجَ والديهما، عندما كان فى عمر الرابعة وهي كَانتْ فى الخامسة، ولقد أصبحوا فوراً مقربين كالأشقاءِ الطبيعيين، مَع ميل أصيل لبعضهم البعض والذي دامَ إلى سنِ الرشد. دَعمتْه في طموحِه فى أن يكون جيولوجي، وهو عَملَ لها نفس الشئ في طموحِها الطبيِ وفي حياتِها الشخصيةِ.
' ماكس؟ ماكس! '
صوت اسمِه تَطفّلَ على الذكريات الغير سارةِ مِنْ الماضي. نَظرَ عبر الطاولة إلي جينا، والشخصان الآخران في مجموعتهم روزا وزوجها تيد.
جينا وروزا كَانتا عشيقتان، وكَانتا كذلك لسَنَواتِ. تيد كَانَ عِنْدَهُ أسبابُه الخاصةُ للحفاظ على هذا السر فروزا كَانتْ أمَّ أطفالِه، وماكس عَرفَ بأنّه كَانَ عِنْدَهُ عشيقة منذ مده طويلة. أما بالنسبة إلى ماكس، أبقىَ السِرَّ لأن جينا أرادَته أن يفعل. هي مقتنعه بأنَّ والديهما سيكُونُان مذعورين إذا عَرفوا الحقيقةَ، وأن الفضيحة المحتملة لهذه العلاقةِ قَدْ تَآْذي مستقبلَ وظيفتها.
' آسف، جينا. ' إبتسمَ. هو يعتقد شخصياًَ أن جينا كَانتْ مخطئةَ، ويعتقدَ بأنه لَيس هناك العديد مِنْ الناس ِفي القرنِ الحادي والعشرونِ الذين ينزعجون مِنْ تفضيل الشخصِ الجنسيِ، لَكنَّه لم يكن سِرَّه ليكَشْفه.
' هَلْ رَأيتها؟ صوفي روثرفورد؟ ' دَفعتْ جينا. ' هَلْ أنت بخير؟ '
' نعم بخير. ' رَأى القلقَ في عيونِها وأضافَ. ' أنا لا أَستطيعُ القَول أَنى معجب بإختيارِها للشريكِ. ' أعطى لمحة إلي الزهرةِ الشقراءِ الرأسِ موضع السّؤال، فَمّه يَلتفُ في إبتسامة متهكمة. ' لكنى لَستُ مُتفاجئَ. '
دائماً رجل أعمال، ماكس لَمْ يكن يميل إلى الإندفاع. لكن الآن، بينما وَضعَ الأَكلَ أمامه، وَجدَ من الصّعوبة التَركيز على نفسه بينما المرأةِ المسؤولة عن العديد من الذكريات المؤلمةِ فى ماضيه تجلسَ على بُعدِ بضعة ياردات فقط.
رُؤية صوفي ثانيةً جَلبتْ لعقله كُلّ تفصيل واضح لربما أسوأ حادثةِ في حياتِه كُلهاّ منذ سنوات. . . .
تَركَ ماكس جينا خارج المطعمِ، رأسه في جريانِ، وعادَ ببطئ في إتّجاهِ مكتبِه.
لرجل واثق بنفسه والذي إفتخرَ دائماً بأنْه المسيطر , رجل يتخذَ قراراتَ عملِ تَتضمّنُ الملايينَ يوميا ولم يشَكّ أبدا في ما يفعل، كان أمراً جدّي إدْراك بأنّه كَانَ سريع التأثير بقدر أى رجل بالعواطفِ الغريبةِ للشَكِّ والخوفِ. هو يتَمتّعَ بعملِه، كَانَ ناجحَ جداً وغنيَ جداً، وهو سارَ في طريقه الخاص لسَنَواتِ مَع قليلاً جداً من التفكير فى المستقبلُ. لكنه الآن قَدْ أُجبرَ على مُوَاجَهَة الحقيقةِ من المحتملُ أَنْ لا يكونَ عِنْدَهُ مستقبل، وفجأة كُلّ شيء أنجزهَ لَمْ يعد يساوى الكثير.
إذا ماتَ غداً عائلتَه وعدد من أصدقائه قَدْ يَحْزنانِ لفترة، لكن في النهاية هو سَيكون كما لو أنه لم يكن مَوْجُودَ.
قبل أيام قَليلة إعتقدَ ماكس بأنّه كَانَ يملك كُلّ الوَقت في العالمِ، الزواج والأطفال كَانوا أشياء هو لا يَجِبُ أَنْ يَهتم بهاَ لسَنَواتِ. إعتقدَ متكبّرِا بأنّ التوقيت لم يكن صحيحَا لعلاقه مَع صوفي وبأنّه لم يكن بِحاجةٍ إليها. لكن تحت تهديدِ المرضِ الجدّيِ والذى يُخيّمُ عليه التوقيت أُصبحَ مهم فجأة وبشكل حيوي.
|