كاتب الموضوع :
ذكرى المرجوحه
المنتدى :
الارشيف
5 - الكلمات لا تقتل
كان لسان كريستبال إير خلال العشاء أكثر حدة ولذاعة ، أما كارول فكانت تتكلم بسرور وسعادة غير مدركة للجو المشحون ، فقد شعرت بالراحة لأن سيليا ترعى أباها ولكن سيليا ودَّت لو يكون عندها الثقة نفسها ، فلم تكن تعرف كيف تواجه برودي على أساس مهني بحت بعدما جرى بينهما .
ظهرت مدبرة المنزل بباب غرفة الجلوس أثناء احتساء القهوه , تقول مبتسمة :
- لك اتصال آنسة هالام .
لحقت سيليا بمدبرة المنزل إلى حيث الهاتف .
- آنسة هالام ؟
كان المتكلم رجلاً .
- أجل .
- أنا جوناثان هال سيليا . . . هل أقدر على مناداتك سيليا ؟
- أوه . . طبعاً . . حرت في هوية المتصل .
- قطعت عليك عشاءك ؟
- أبداً . لقد أنهيته منذ برهة .
- وأنا كذلك . . وهذا أفضل . . لأنني . . ما أحاول قوله . . أنني أحب مقابلتك الليلة .
- اوه .. لكنني
- علينا التحدث عن مشكله برودي .
- طبعا .. اين نلتقي ؟
- سأترك المستشفي حالا وأوفيك في منزل ال بادجر بعد عشرين دقيقه .. حسنا ؟
- عظيم .
- كيف تشعرين بعد يومك الاول ؟
- كما تتوقع تماما .. مجهده .
ضحك قبل ان يقفل السماعه .. كانت سيليا جالسه في المقعد حين نزلت الانسه ويل تحمل صينيه عشاء بردوي . فسألتها :
- كيف حاله ؟
- ليس جيدا . سأل عنك .
- كنت سأصعد اليه .
ارتقت السلالم ببطء غير تائقه الي مواجههته ، لكنها لم تعد سيليا هالام الخجوله بل اصبحت ممرضه ذات خبره لذا قررت معامله برودي كما تعامل اي مريض اخر .
ولكن المنظر الذي واجهها في غرفته ابعد عنها تصميمها وعزمها هذا .. فقد كان برودي خارجا منذ برهه من الحمام مبتل الشعر مرتديا بنطلون بيجاما فقط.. توقف فاجأه عندما شعر بها فرفع رأسه .
- من هنا ؟
رطبت شفتها استعدادا للرد ولكنها وجدت صعوبه .. فقال ساخرا :
- سيليا ادخلي .. بالله عليكي ماكنت اريد ان تعود الانسهويل فتصدم .
- وانا اتراني لا اصدم؟
- اشك في هذا فانا لست اول رجل تشاهدينه هكذا .
- لا .. لقد اعتنيت برجال كثر في السنوات التي عملت فيها ممرضه .
- لم اكن اشير للتمريض .
وجلس علي حافه السرير ثم سألها وقد شعر بها تتحرك .
- الي اين تذهبين ؟
- الي الحمام . حان وقت الدواء .. اترغب في اقراص منومه ايضا ؟
- استلقي فوق اغطيه السرير :
- اجل .. وما غير النوم قد افعل ؟
حين عغادت اليه كانت عيناه مغمضتين ولكنه سرعان ما جلس لتناول كوب الماء منها راميا الحبوب في حلقه مع قليل من الماء .
- ظننتك خارجه ؟
- انا خارجه فعلا .
- الي اين ؟
- ارعبتها نبرته المتعجرفه :
- لم اتباحث مع كارول تفاصيل عملي ... ولكنها بألتاكيد ستمنحني حريه التصرف مساء .
- بكلمات اخري : ليس من شأني ان اسألك عن المكان الذي تقصدينه .
- بالظبط .
- سيليا ...
-أتريد شيئاً قبل خروجي ؟
أشاح وجهه عنها وقال ببرود :
- أحتاج أشياء كثيرة . ولكنني لن أطلب أياً منها .
دفعتها نبرته المهزومة إلى العبوس :
- لا أفهم . . .
- ولن تفهمي . بل لماذا تفهمين ؟ . . من هو . . سيليا ؟
- هو . . .؟
- الرجل الذي سيخفف عنك الإحباط الذي سببته لك .
احمر وجهها لأنها تذكرت ذاك الإدعاء الذي تفوهت به حين أغضبها وأفقدها أعصابها . . .
- أنا لن . . .
- من هو سيليا ؟ .. .
- إنه جوناثان . . . سأخرج مع جوناثان هال ؟
- مساعدي ؟
أجل .
- فهمت . . أو على الأقل أظنني فهمت . . هل تتورطين عادة مع كل طبيب مسؤول عن حالة مريضك ؟
إهاناته تجرحها فعلاً . وعليها الإبتعاد عنه حالاً ولو لبضع ساعات . . ولكنها لن تلوم إلا نفسها على هذا الوضع ، فنفور برودي منها جزء من العلاج الذي راح يحطمها شيئاً فشيئاً .
ولكنها ردت ببرود :
- إذا قضيت الظروف ذلك . . .
- إي إذا كان بهي الطلعة ووسيماً .
أجل . . هذا بالضبط ما أعنيه !
تحركت يداه لتطبقا على معصمها :
- وهل تشاركين الأطباء حياتهم عادة ؟
انتزعت سيليا يدها من قبضته متوردة الخدين ترد بغضب :
- إذا أعجبوني . . ألا تعلم أن المشهور عن الممرضات أنهن يشاركن الأطباء فراشهم ؟
التوى فمه :
- ولكن ممرضاتي لم يقمن بذلك معي.
- ربما لأنك لم تطلب هذا من الممرضة المناسبة !
ثم انسحبت من الغرفة دهشه من ارتجاف يدها . ماذا سيحدث يا ترى قبل أن تمضي هذه الحالة ؟
هز جوناثان رأسه بتفهم حين أخبرته بما جرى من حديث بينها وبين برودي :
- ليس برودي برجل يسهل فهمه . . . حتى وهو سليم الجسم .
- بكل تأكيد .
لم تكن أعصاب سيليا قد هدأت على الرغم من أنها وجوناثان يجلسان في هذه الصالة الهادئة المريحة منذ ربع ساعة تقريباً . . . كانت قد أخبرته بما قام به برودي اليوم معها ، ولكنها تمنعت عن ذكر ما حدث قبل العشاء .
قالت كارول أنك وبرودي تعرفان بعضكما بعضاً قبل الآن !
- كان هذا منذ زمن بعيد .
- لم ألاحظ أن برودي يذكرك .
- لم نكن صديقين بكل ما للكلمة من معنى !
- أوه ؟ ورغم ذلك هرعت إليه حالما سمعت بالحادث ؟
- اتصلت كارول بي . . .
قاطعها بنعومة :
- سيليا . . . هل أحببت برودي في ما مضى ؟
- لا ! بلى ! منذ زمن بعيد . . أجل . . لماذا تسأل ؟
- أحب أن أعرف شعورك تجاهه ؟ مع أنني لا أزج أنفي في شؤون الآخرين . ولكنني أود أن أعرف إلى أي مدى يصل اهتمامك ببرودي .
تورَّد وجهاا :
- إن أية ممرضة ستهتم به فهو جراح لامع و . . .
- لا تهمني مشاعرك كممرضة مع أن لهذا تأثير كذلك . أعتقد أنك تريدين لبرودي كل خير .
- طبعاً !
- حتى لو كان ما هو خير له وخير لي لا يتفقان ؟
التوى ثغرها :
- لو نفذ ما في رأسه لقضى ما تبقى من حياته أسير كرسي قرب نافذة غرفته .
ابتسم :
- وهل قلت له هذا ؟
- هذا ما قلته ضمن أقوال أخرى . . .
- كانت المرة الوحيدة التي شاهدته في أسوء حالاته عندما زرته في المستشفى .
تنهدت :
- حين فقد أعصابه .
- ولكنه على الأقل كان يحارب .
- حسناً . . ماذا تريد أن أقدم لمساعدته ؟
مال إلى الأمام بلهفة :
- سام بيانشن قدم من أمريما يوم الجمعة . أنه أشهر أطباء العيون في العالم . . وهو آتٍ لمعاينة برودي .
- هذا رائع !
- لا . . ليس رائعاً . ز
- لا . . ؟ أوه . . ثمة شخص واحد لم تخبره بقدوم بيانشن ؟
- بالضبط .
- وتريد أن أقوم بالمهمة ؟
- أوه . . أستطيع إخباره . . بل أن مطلق شخص قد يخبره ز ولكن لن يستطيع أحد إقناعه برؤية بيانشن إلا . . .
- انا .
- أجل .
- ولكنني لا أفهم . إن برودي يريد إستعادة بصره بقوه ، لذا لن يرفض أن يعاينه بيانش . . .
تنهد جوناثان :
- افهمي سيليا . . . برودي رجل غير عادي . إنه نابغة في ميدانه . . لذا هو خائف .
- خائف ؟ إتما ممَّ يخاف ؟
- أَوَلن تخافي أنت ؟
إنه في الواقع يخبئ نفسه رافضاً رؤية أخصائي لأنه يوهم نفسه أنه سيرى يوماً ، معتقداً أن عماه مؤقت . . .
- ولكنه بدا لي واثقاً أنه لن يرى مجدداً !
- لا . . المرارة هي أفضل دفاع له حالياً . . ولو قابل بيانشن وقال إن عماه دائم ، لفقد كل أمل ورجاء بالحياة . . . وهذا ما لا يقوى على تحمله .
- لماذا تكبده هذا العناء ؟ لقد عانى كثيراً ولن أكون المسوؤلة عن المزيد من المعاناة !
- ولو كان هناك أمل في استعادة بصره ؟ هذا ليس حقل إختصاصي سيليا . . . كانت أعصاب البصر بعد العملية حساسة جداً فلم نستطع تشخيص حالتها بدقة . وقد حان الوقت الآن ؟ فهل تحرمينه الفرصة ؟ هل تحرمينه العودة إلى مهنته ؟
شهقت :
- تعرف أنني لن أفعل هذا . ولكنني لا أريد أن أكون السبب في مزيد من الألم .
- وقد يتمكن بيانش من إجراء عميه له .
ردت بفتور :
- برودي يكرهني . . . ولا اظنه يسمع كلامي أو يتقبله .
لمس يدها بلطف :
- فكري في الأمر سيليا . . . أمامك مهلة حتى مساء الخميس وبعد هذا الوقت قد أضطر بنفسي إلى إخباره .
- أنت تعلم أنه لم يخرج من البيت منذ أن عاد إليه . . . إن مجرد إقناعه بالخروج أمر مرهق . . أما إقناعه برؤية أخصائي ، فأمر أكثر إرهاقاً. بل يكاد يكون مستحيلاً .
ضغط جوناثان على يدها :
- لا اطلب منك إلا المحاولة . . . والآن كفى كلاماً عن العمل الليلة . . فلنتحدث عن أشياء أخرى . . . فأنا موضوع مهم جداً .
أضحكها مزاحه ، ثم لم يلبث أن راحا يتناقشان في موضوع العمل والمستقبل فوجدته مرحاً جذاباً . يحب برودي ويحترمه وهو إلى ذلك معجب به جراحاً.
نظرت إلى ساعتها ، فدهشت حينما وجدت ان الوقت متأخر .
- يجب أن أعود حالاً . . . لأطمئن عليه قبل ان أنام .
- سأراه يوم الخميس إذن ن وعندئذ قد نتعشى معاً .
- سأحب ذلك . شكراً لك .
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة حين وصلت إلى المنزل . وهذا يعني أن برودي نائم منذ ساعات .. . ارتقت الدرج ببطئ متوجهة إلى غرفة برودي التي ما زال النور مضاء فيها ، ففتحت الباب بهدوء فإذا برودي مستلق في السرير والأغطية على الأرض . لم تستطع مقاومة الرغبة في الوقوف إلى جانب السرير لتتمكن من تركيز بصرها عليه دون التعرض بسخريته.
فجأة نهرت نفسها ، فهي تخوض معركة فوق أرض خطرة . . تعلمت منذ أن تدربت على هذه المهنة أن تهتم بالمريض , دون التورط عاطفياً معه ، ولكن مع برودي تحطمت كل القوانين .
أبعدت بنعومة شعره عن جبينه ، فأحبت ملمسه الناعم بين أصابعها . . غذاً سيعود كل منهما إلى إظهاار الكره ، ولكنها الآن ستسمع بحبها بالتدفق ولنفسها بالغرق قليلاً في أحلام اليقظة . . . ما أروع ان تكون زوجة برودي . . . ليتها تستطيع الجلوس قربه لتوقظه بأفضل طريقة محببه ما بين الرجل والمرأة .
- بإمكانك فعل هذا لو أردت .
نظرت العينان الرمادتيان إليها مباشرة فابتعدت يدها عنه مذعورة وامتقع وجهها .
- دخلت لأرى إن كنت بحاجة إلى شيء . . و . . و . . ظننمط ناضماً.
التوى فمه وهو يجلس مستنداً إلى الوسائد:
- هل تلسين مرضاك عادة وهم نيام؟
- بالطبع لا !
- ألم يكن جوناثان مرضياً لك ؟ يا للأسف ! . . دعوتي ما زالت قائمة .
رفعت سيليا يدها وعي إلى حنجرتها :
- آية دعوة ؟
- التي قدمتها لك . . ما إن تصبحي قربي حتى يزول بيننا هذا الوضع غير المتساوي معك .
- لك تكن يوماً غير متساوٍ مع أيِّ كان برودي . لا الآن . . ولا . . .
- ولا . . ماذا ؟
- لك سمعة رائعة في الجراحة . كان جوناثان يتغنى بك طوال السهرة .
- حقاً ؟
- أجل . . إنه . .
- لا أعبأ بجوناثان سيليا .
- قال إنه سيزورك مساء الخميس .
- يا- سأكون هنا . . فأيم أذهب ؟
الله ! رثاؤك على نفسك يثير غضبي !
- إذن أتركيني .
- تعرف أنني لا أستطيع .
- أوأعرف ؟
- أجل . . اسمع لم تجبرني على تركك . قد تحاول ، وقد تهدد . .
- ما نوع التهديد الذي يشكله أعمى لك ؟
- أتريد فعلاً أن تعرف ؟
- ما كنت لأسأل لولا جهلي .
توجهت إلى الباب حيث أطفأت النور ، فعمت الظلمة الغرفة .
- ماذا فعلت. . هل أطفأت النور ؟
- أجل . . أوه . . هل لك أن تساعدني . . لقد خضت تماماً في الظلام ؟
- أضيئي النور إذن .
- لا أستطيع . . فلا أعرف أين أصبح الزر .
ما هي إلا لحظة حتى تعثرت ووقعت على الأرض . . فصاح برودي خائفاً :
- سيليا . ماذا حدث ؟
-
- بقد وقعت . . اللعتة .
أمسكت يده الثابتة بها لترفعا على الأرض . . ها هما في الظلمة سواسية .
- سيليا ! هل انت بخير ؟
- أجل . .
- ماذا تحاولين إثبانه ؟
- لا شئ . . أحاول قد أن أظهر لك إننا متساويان في العتمة .
- لقد أثبت أنني في الظلمة أتفوق عليك . كنت أعرف أين أنتِ بالضبط ، أما أنتِ فلم يكن لديك فكرة .
قادها ببطئ حتى أشعل نور الغرفة .
- هاك . . هل أنت أفضل حالاً ؟
ردت بجفاء :
- علي الإيواء إلى فراشي فقد تأخرالوقت .
- مازال عرضي مفتوحاً . وبإمكانك ترك النور كما هو . . لقد مضى علي زمن طويل سيليا ...
ليته صاغ طلبه بشكل آخر . . . ليته قال أنه يشتاق إليها منذ زمن طويل . . نعم إليها ! ولكن إسمعوا ما قال ؟ شعرت بالغضب يستحوذ عليها فصاحت به :
- كيف تجرؤ على هذا الكلام ؟ أنا ممرضتك سيد بادجر لا شئ آخر .
- أنت تدخرين كل شيء للطبيب المختص . . هه ؟
لم ترد على إهانته . . بل تركت الغرفة بهدوء متجاهلة نداءه الملح . . . ما أشد كرهها له على تحقير حبها . . .
كان برودي بارداً مريراً كعادته في اليوم التالي ، فقد رفض ثانيه مرافقتها إلى الحديقة ، كما رفض مغادرة غرفته . . فصاحت به :
- انت تتصرف كالأطفال .
- وأحس أن كارول هي الأب المسؤول وأنني الطفل الذي يقاد من يده . . هل لديك فكرة عما يفعله هذا في نفسية رجل ؟
- أوه . . برودي . . .
- أخرجي من هنا !
وأدار لها ظهره ، فأمسكت ذراعه :
- برودي . . .
- ألا تفهمين . . أريد الإنفراد بنفسي ! إذهبي إلى الحديقة وتسلي مع بوبي .
في الواقع ، وقعا أسيري رتابة متوترة مملة في الأيام التالية .فمزاج برودي بقي متفجراً بل راح غضبه يوماً فيوماً يزداد حتى باتت تعجز عن محادثته ، وكانت النتيجة أن إمتنعت عن ذكر زيارة سام بيانش .
ذلك أنها لم تجد الفرصة المؤاتية لأعلامه . . . بعد ظهر يوم الخميس ، سيطر اليأس عليها ، فهي تعلم أن جوناثان يعمد عليها ، وأن كارول تضع الآمال الكبيرة على زيارة الأخصائي وعلى الرغم أن سيليا هيأت الفتاة لأسوء الإحتمالات ، فد بقيت كارول على تفاؤلها . . وهذا ما دفع سيليا زخماً من الشجاعة لتعرض على برودي الفكرة .
بعدما أنهت قراءة الصحيفة عليه ، تأخرت في الذهاب لإحضار الشاي كما اعتادت . فأحس بترددها :
- حسناً . . ماذا هناك ؟
- برودي . . ماذا تعرف عن سام بيانش ؟
انتفض حينما سمع اسم الطبيب العيون وشحب وجهه .
- وماذا يجب أن اعرف ؟
- برودي . . .
- ماذا علي ان اعرف سيليا ؟
وقف بشراسة :
- جوناثان . . .
- لا . . لن أسمح بأن تتآمرا علي من وراء ظهري !
- أنت مصاب بعقدة الإضطهاد !
- صحيح ؟ حقاً ؟ ألم تقرري وجوناثان عرضي على بيانشن حتى دون استشاري؟
- حسناً . . أنا . .
- تعاملاني وكأني صرة من المهملات . وكن الحادثة لم تؤثر على عقلي سيليا . . . ولا يحق لكما اتخاذ قرار دون استشارتي .
- ولكن لو طلبنا منك . . .
- لقلت لا ! وهذا ما أقوله الآن !
- ولكنه قادم من أمريكا من أجلك فقد !
- إذن فهو يضيع وقته ورحلته سدى . فلن آراه لا الآن ولا في المستقبل !
- برودي . . .
- الرد هو "لا " سيليا .
ردت بغضب :
- إذا كنت لا تريد أن تراه من أجل نفسك فعلى الأقل من أجل كارول ! إنها تضع آمالها على هذه الزيارة .
ازداد احمرار وجهه :
- لم يكن من حقك تصعيد آمالها قبل أن تسأليني !
- أنا أثق بذكائك . . .
- أخطأت حين وثقتي بي . . . فأنا لن أقابل بيانشن أو أي شخص آخر .
ارتدَّ عنها مستقيم الظهر متوتراً , ولكنها دنت منه تضع يدها على ذراعه ، فلمّا انتفض من جرَّاء لمستها ردّت يدها إلى جانبها .
- اصغي إلي برودي ، أعرف أنك خائف . . لكن . .
جعلتها وحشيته عندمت التفت ترتد إلى الخلف .
- خائف ؟ انا لست خائفاً . . بل أحس بالسقم من بلهاء مثلك تحاول أن ترشدني إلى مت هو خير لي ! ماذا تعرفين عن العمى ؟ ماذا تعرفين عن مشاعري ؟ لا تعرفين شيئاً . . ! اخرجي من هذا المنزل . . الليلة .. أسمعتي ؟
- سمعتك .
- إذن إرحلي . . . ارحلي . . . اليلة . وقولي لجوناثان إنني لن أقابل بيانشن أو أي أخصائي آخر .
- إن سام هو أمهر طبيب في هذا المجال كما تعلم .
عندما لم يرد برودي عليها ، رأت أن لا خيار لديها إلا مغادرة الغرفة التي ما إن تركتها حتى استندت غلى بابها القوي بوهن . . . برودي يعني ما سقول . . إنه يريدها خارج منزله . . . وهي لا تريد الرحيل إذ لا تسطيع تركه وهي تحبه كل هذا الحب .
|