كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
الارشيف
.•.°.•?•n|الــبــــــارت الأولـــــــ |n•?.•.°.•.
لبست عبايتها و طلعت من البيت...هالوقت تروح عند جاراتها اللي يجتمعون كل صبح و بعدها ترجع للبيت لين الظهر...و تجيها جارتها أم حامد و تتغدى معها لأن زوجها هالوقت يكون في الشغل...بعدها تجلس في البيت لحالها لحد ما ترسل لها أم حامد العشاء...تتعشى و تنام...
كذا كانت تمر أيام الأسبوع...لين يجي الأربعاء...و يجونها حفيداتها الثلاث...
يجلسون معها عطلة نهاية الأسبوع...
جهزت الفطور من بدري...و جلست في الصاله تنتظرهم...شافت زوجها ينزل من الدرج...
أبو أحمد= صباح الخير
أم أحمد= صباح النور
أبو أحمد يتلفت= وينهم البنات؟
أم أحمد= يجهزون نفسهم
أبوأحمد= و أحمد صحى؟
أم أحمد= ايه صحيته..يرتب دروسه و يجي
أبوأحمد= توه يرتبها! هذا اللي فالح فيه طول وقته مقابل هالبلاستيشن و اللحين درى عن دروسه
أم أحمد تغير السالفه= وش أخبار الشغل؟
أبوأحمد= يعني..العقار راكد هاليومين لا أحد يشري و لا يبيع
أم أحمد= الله يرزقنا
أبوأحمد= اتصلي على البنات اعزميهم على العشاء اليوم..أنا يمكن ما أرجع إلا العصر
أم أحمد بإستغراب= ليه اليوم؟ خلها الخميس احسن
أبو أحمد= لا خلي رحيل تشوف عماتها..من متى ما شافتهم..كل خميس إذا اجتمعنا هي تروح لجدتها
أم أحمد تتنهد بملل= وش دعوه هي مهتمه؟ اللي ما عمرها رفعت على وحده التليفون و سألت عنها! و تتهرب إذا طلبوا يكلمونها..إن كان حنا بالغصب تكلمنها و ترد علينا..تبيها تهتم لعماتها؟
أبوأحمد= ولو لازم تشوفهم و البنات كل يوم يسألون عنها..و أنتم حاولوا تسولفون معها و تكلمونها ما يصير تجلس ساكته كل هالوقت و بس في غرفتها
أم أحمد بضيق= مو كذا احسن؟ هي إذا أحد كلمها فهمت غلط..أو عصبت بدون سبب..أنا أبي اعرف هالبنت ليه تكرهنا كذا؟
ارتاحت يوم انقطع كلامهم بدخول أحمد...وهو يسحب شنطته...و النعاس مالي عيونه...
أحمد يجلس=صباح الخير
أم أحمد= صباح النور يمه
أبو أحمد بعصبيه= صحصح هذا وجه واحد بيروح المدرسه؟
••
••
••
في وحده من الغرف...جلست بدور تجهز أغراضها بعد ما خلصت لبسها...
انفتح الباب و شافت اختها مها تدخل...
مها بإستنكار= وااو وش هالأغراض؟ لوحات و مجسمات؟!
بدور تتنهد بتعب= الله يعين..مو قلتلك اليوم عندي درس نموذجي و بتحضر لي المديره و الموجهه و المدرسات
مها= أنتي لا تحطين بالك لهم و انسي إنهم موجودين و لا راح تتوترين..لكن لو راقبتيهم كل شوي ماراح يبقى في راسك أي شي من الكلام اللي حفظتيه
بدور= يارب تستر..وش كنتي تبين؟
مها= ايه صح..كنت أبي آخذ شنطتك البيج
بدور= شوفيها في الدولاب
راحت تأخذها...و سمعوا صوت هناء من برى و هي تنادي...
هناء تدخل= مهااااااا
مها= يالله صباح خير وش عندك؟
هناء تبتسم= عندي خبر حلووو
مها= وشو؟
هناء تطالعها بقهر= وش عندك كاشخه؟
مها= عندنا يوم مفتوح
هناء= والله حركات الجامعه! حسره علينا يا هالثانويه حصه ورى حصه..و إن تكرموا بيوم مفتوح خلوه حصه وحده بعد الفسحه
مها= اخلصي..وش الخبر الحلو؟
هناء تطالعها بمكر= امم أبوي بيعزم عماتي اليوم
ماجده بحماس= والله!
بدور= غريبه! لكن اليوم الثلاثاء
هناء= ايه يبي رحيل تجلس معنا
انخفض حماس مها...و التفتت تطالع بدور اللي كشرت مثلها...
راحت مها لغرفتها...تأخذ أغراضها عشان تنزل تفطر...و تروح لجامعتها...و هي في الممر طالعت آخر غرفه فيه...غرفتها...(متأكده إنها صاحيه..بس أكيد تنتظرنا نروح عشان تطلع.. مع إننا دائما كنا نحاول نعاملها كأنها اختنا بس هي تكرهنا..احس فيها حقد مو طبيعي على الكل..مادري مين تحب في هالدنيا..أشك إن كانت تحب نفسها)
دخلت غرفتها...و ابتسمت و هي متحمسه لجية عماتها...و بالأخص عمتها أم سعود...و أكيد هو اللي بيجيبهم...ماراح يخرب هالجمعه إلا وجود رحيل بينهم...بنظراتها المتكبره...و كلامها الجارح...
و اللي يقهرها...إنه مع كل هذا...عماتها يحاولون يتقربون منها...حتى بنت عمها وداد دائما تسأل...مع إنه واضح إنها ما تبيهم...
••
••
••
نزلوا كلهم يفطرون قبل تروح كل وحده لدراستها...مها و بدور كل وحده مع نقلها الخاص..و أخوها راح مع أبوها لأن مدرسته الإبتدائيه كانت بعيده...هناء الوحيده اللي كانت مدرستها الثانويه قريبه...في الشارع اللي ورى بيتهم...
طلعت عند الباب تنتظر بنت جيرانهم تطلع عشان يروحون مع بعض كالعاده...و أول ما شافتها راحت معها...
هناء= وينك؟ تأخرنا!
مي= أنتي احمدي ربك اللي رضيت اروح معك
هناء بإستغراب= ليه؟ وش سويت أنا؟
مي= ليه أمس ادق عليك بأجي عندكم ألقاك نايمه؟ أحد ينام لين المغرب؟!
هناء تضحك= كل هذا حب فيني!
مي= لا من زينك اللحين بأقابل وجهك لين أمل..بس كنت أبي اشوفها..حرام عليك لي أسبوع ما شفتها
هناء= و الله إنك مو صاحيه! على فكره صرت اشك فيك..أنتي وش تبين فيها؟
مي تتنهد= يا أختي حلوووه..لا استغفر الله مو حلوه إلا فتنه..يا ربي أول مره اشوف وحده كذا..كل شي فيها أحلى من الثاني..على فكره بنت عمك هاذي معجزه
هناء تضحك= قولي ما شاء الله حرام عليك..لا تنظلينها!
مي= والله بس اسولف لبنات خالتي عنها و نفسهم يشوفونها..حتى و هي ساكته و بس مكشره تجنن..كيف لو ضحكت..تصدقين ما عمري شفتها تضحك
هناء= لأنها ما عمرها ضحكت..ارتاحي يعني ما فاتك المشهد
مي= ياليت عندي أخو كان زوجتها له عشان اشوفها كل يوم
هناء= حمد الله و الشكر
مي بقهر= يعني بذمتك مو جمالها خارق؟ مو كل شي فيها كامل؟ هذا و هي ما تهتم بنفسها و لا تحط ميك أب و لا تلبس..الله يستر لو في يوم فكرت تكشخ..أكيد بأموت
هناء= وش فايدة هالجمال و هي حالتها كذا؟!
مي= صح هي ليه كذا يا عمري عليها؟ تحسينها تبعد عن الناس و تكره الكل؟ لا يكون معذبينها؟؟
هناء تضحك= وش يفكنا منك عاد
مي= لا جد وش فيها؟
هناء= كم مره قلت لك..من يوم كنت صغيره و أنا اذكرها كذا ما تحبنا و لا تطيقنا..مع إن معاملتنا معها عاديه..و مهما تضايقنا ما نرد عليها
مي= يمكن تبي تسكن عند جدتها؟
هناء= هي تتمنى هالشي بس أبوي رافض..تعرفين بنت اخوه و يبي هو يدير باله عليها
••
••
••
في النقل...فكرت مها في العزيمه اللي بتصير اليوم...و دقت على وداد...و ابتسمت يوم عرفت إنها في السياره مع سعود...يوصلها للجامعه...
مها= وش أخبار عمتي و رنيم؟
وداد= تمام و أنتم وش أخباركم؟
مها= الحمدلله..تدرين إنكم معزومين عندنا اليوم؟
وداد= والله! ما أحد قال لي!
مها= ما أحد يدري للحين بس أنا حبيت اعطيك خبر..و أصبح عليك
وداد تبتسم= أخبارك حلوه..اشوفك اليوم إن شاء الله
سكرت وداد و التفتت على أخوها...
سعود= هاذي مها؟
وداد= ايه..تقول إننا معزومين عندهم اليوم
سعود= اليوم عاد! غريب ليه ما خلوها الخميس؟
وداد تتذكر= صح بكره دوام...بس حلو يعني بنشوف رحيل من زمان ما شفتها
سعود= ليه الأسبوع اللي راح كانوا عندنا؟
وداد= إيه بس ما كانت معهم..كل خميس تروح عند جدتها عشان تشوف بنات خالتها.......سعود أنت تتذكرها؟
سعود= مين؟
وداد= رحيل
سعود بإستغراب= ليه هالسؤال؟
وداد= مادري..بس أنا ما اتذكرها و هي صغيره..و أبي اعرف لو كانت من يوم هي صغيره كذا
سعود= كيف كذا؟
وداد= تحسها تبي الكل يكرهها..تجرح بالكلام..و تطالعنا بحقد..و ما تحب تجلس معنا و تعصب من كل شي
سعود يبتسم بأسى= للحين مثل ما كانت
وداد= يعني من زمان هي كذا؟
سعود= ايه
وداد= تتوقع إنها تكرهنا؟ أو بسبب وفاة أهلها و يتمها هي كذا؟
سعود يتذكر= لا بالعكس أذكرها أول ما سكنت عند خالي كانت دائما مبتسمه و هاديه و تلعب مع الكل..بس فجأه تغيرت و صارت تكره الكل و تصيح و تصرخ بدون سبب...حتى أذكر خالي خلاها أيام كثيره عند جدتها..و يوم رجعت كانت اهدأ بس الكره اللي في عيونها كان كبير
سكت وهو يتذكر للحين نظرتها..صعب هالكره تشيله بنت في عمرها الصغير ذاك..
••
••
••
في نقل بدور كان شاغلها نفس الموضوع...رحيل و عماتها...تذكرت سالفة أخو زوج عمتها أم فهد...و اللي قد لمحت لها إنه يبي يتزوج...كانت تحس إن عمتها تاخذ رأيها فيه...بس اللحين خافت إذا شافت رحيل تغير رأيها...و تختارها هي له...
تنهدت بقهر و هي تذكر خال جيرانهم اللي أهله كانوا ناوين يخطبونها له...لكن خواته بعد ما شافوا رحيل غيروا رأيهم...و سكتوا و ما قالوا أي شي...و بعد أسبوع رجعوا يخطبون رحيل...(بأعنس بسبتها! و هي مو ناويه توافق على أحد و تذلف عننا..مين بيشوفني و هي قدامهم أصغر و أحلى!!)
••
••
••
في غرفتها...فتحت عيونها بنظره كئيبه...رمشت أكثر من مره بأهدابها الكثيفه و الطويله...(للحين عايشه!! سمعت كثير عن اللي ناموا..و لا صحوا أبدا..ليه ما أكون وحده منهم؟)
جلست في سريرها...يغطي أكتافها و نص ظهرها...شعرها الأسود الحالك بخصلاته الكثيفه و الناعمه...و اللي يتناقض مع بياض بشرتها الصافيه...و يخليها مثل لوحه تجمع نور الصبح مع سواد الليل..
رفعت الغطاء عنها...و نزلت من السرير...تبدأ يومها مثل ما تنهيه...بإحباط و ضيقه و ملل...
{{رحيـل% روح لاتعرف الحب*الفرح*الإحساس*الرحمه}}
صحت أم سعد على الصراخ و الإزعاج المعتاد هالوقت و هي تتأفف...من يوم أجر زوجها الدور الثاني للبيت لها سنه...ما تعرف النوم و الراحه...دائما تصر عليه يدور مؤجرين غيرهم عشان ترتاح من جيرتهم و غثاهم...لكنه يرفض لأن أبومشعل صديقه...و ما يقدر يطلعه من البيت مهما صار...لكن هي مو متحمله هالناس...مثل ما أكثر الجيران مو متحملينهم...
••
••
••
في الدور الثاني...كانت الدنيا كعادتها كل صبح إذا صحوا لمدارسهم...البيت كله في حالة فوضى...اللي يدخل الغرفه و اللي يطلع...و اللي يصرخ وهو يدور أغراضه...و اللي يتهاوشون...و أمهم مو عارفه وش تسوي...مين تسكت...و وين تروح...
دخلت للغرفه تقول لأبوهم إن الفطور جاهز...لكنه أول ما شافها...رمى الوساده في وجهها بعصبيه...وهو يقوم من سريره...
أبومشعل= الواحد ما يعرف ينام في هالبيت من هالقرود عيالك..الله ياخذكم و يفكني منكم
طلع وهو يصرخ عليهم...و يضرب اللي يشوفه قدامه منهم...مو مهم وش سوى...أو ليه...المهم يضرب و بس...
كان دائما كذا أول ما يصحى من نومه...عصبي...و مو رايق لشي...
••
••
••
دخلت قمر لغرفتها هي و خواتها تركض و سكرت الباب وراها...التفتت لها شهد اللي كانت فارشه غطاء على الأرض عشان تكوي مريولها...
شهد تطالعها و تضحك= جاك شي من أبوي؟
قمر= لا سليمه اليوم...كل الضرب جاء في بدر(تضحك)مسكين مع إنه توه صاحي و ما يدري وش السالفه
شهد تضحك= احسن عشان ما يحس بالوجع
قمر= كلنا ما صار يأثر فينا الضرب..تعودت جلودنا على قولة رجوى
شهد= والله هالبنت مرتاحه..تصحى و تروح للمدرسه قبل يقوم شرشبيل
قمر= ايه بس تمشي ساعه للمدرسه..ما توصل إلا و هي متكسره
شهد= ما ظنيت..رجوى ما تتعب من شي أبدا و لا يهدها شي..ما تشوفينها كل خميس تمشي ساعتين و نص عشان تروح لبيت جدتها و تقطع كل هالشوارع و الحواري بدون خوف..إلا قولي وش اسوي أنا السنه الجايه إذا رحت للثانوي..و صرت اروح لحالي والله أخاف امشي لحالي بدري قبل الناس يا رب رجوى ما تنجح هالسنه عشان ما تخلص الثانويه و تتركني
قمر تضحك= الحمدلله أنا توي أولى و المتوسطه هاذي هي عند خشمي
شهد= شكلي بأعيد هالسنه واللي بعدها لين تصيرين تروحين معي
دخلت عليهم بسمه و هي تمسح دموعها...و آثار الكف معلمه على وجهها...
قمر= و أنتي بعد أخذتي صباحيه من شرشبيل؟
بسمه مبرطمه= مالت عليه عساه الوجع
شهد تضحك= اسكتي لا يسمعك
بسمه تلتفت بخوف للباب= يا ويلكم تقولون له
قمر بخبث= ما تبين نقول له..روحي سوي لنا سندوتشات و جيبيها هنا
بسمه بإعتراض= بأرتب دروسي في الشنطه
قمر= أنا ارتبها لك بس يله روحي..و إلا ترى اطلع أقوله
بسمه تروح= لا خلاص اروح
في المطبخ...شافت بسمه أمها و الكدمات الزرقاء اللي في يدها من طق أبوها أمس...و دخلت تسوي السندوتشات لهم و هي ما تلتفت يمها...تكره تشوفها بهالحاله...و تكره ضعفها...و تكره أبوها و كل شي في هالبيت...(احسن شي اسوي مثل ما تقول رجوى..اخلي اللي يسويه أبوي مثل النكته و اضحك عليها)
دخل مشعل المطبخ...و وقف قريب من أمه...
مشعل= أبي فلوس
أم مشعل= ما عندي
مشعل= قولي لأبوي
أم مشعل= تبيه يذبحني؟ قوله أنت
مشعل عصب= خليه يذبحك..وش استفدنا منك على الأقل تفكيننا منه إذا انسجن..ليتني سألت رجوى قبل تروح يمكن معها..هالبنت مادري من وين تجيب الفلوس؟؟
طلع من المطبخ...و طلعت وراه بسمه...و أمهم عطت الباب ظهرها و نزلن دموعها بحسره...ما أحد من عيالها يحبها...أو يحترمها حتى...يحبون اختهم رجوى أكثر منها...حتى حنين أول ما تكلمت قالت لرجوى ماما...(معذورين..أنا ما سويت لهم أي شي يحبوني عشانه؟ مو بس عشاني أمهم بيحبوني..حتى اللي يسويه أبوهم فيهم ما أقدر أرده عنهم..و لا أقدر أرده حتى عن نفسي..طول عمري عايشه بهالحال معه)
تذكرت من سنين يوم زوجوها أهلها له...أو رموها عليه...المهم مرة أبوها ترتاح منها...و هي وافقت غصب عنها...
كانت تظن إنه تزوجها عشان تربي بنته يتيمة الأم...كانت ناويه تحبها و تعطيها الحنان اللي ما شافته هي من مرة أبوها...و يمكن بكذا تكسب ود زوجها...
لكن لا البنت و لا أبوها كانوا بحاجة حنانها...أو حتى اهتموا فيه...كانوا عايشين بس يأكلون و ينامون...و لا تهمهم المشاعر بشي...
سمعتهم يطلعون...حتى هو طلع للبقاله اللي كان يشتغل فيها...و راحت ترتب البيت بعدهم...هذا الشي الوحيد اللي تنفعهم فيه...ترتب وراهم...و تسوي لهم أكلهم...
شافت حنين توها تصحى من نومها...
أم مشعل= حنين تعالي اسويلك فطور
حنين= وين ردوى؟
أم مشعل= رجوى راحت المدرسه..تعالي افطري و بعدين تجي
راحت حنين تفتح التلفزيون الصغير اللي في الصاله اللي متوسطه غرف البيت الثلاث...مع المطبخ و الحمامين...بس هذا هو بيتهم...صغير و ضيق...و لا فيه لا أمان و لا حب...
حنين= سوي شي آكله بسرعه
راحت أمها للمطبخ و هي تتنهد بتعب و ضيق...(حتى أنتي مثلهم..مو عارفتني إلا للأكل و بس)
••
••
••
في الشارع...نزلوا بدر و فيصل مع مشعل...لكن مشعل راح مع صديقه اللي مر عليه و تركهم يمشون لحالهم..مع إن مدرستهم كانت وحده...صح إن مشعل في المتوسطه و هم في الابتدائي...لكن المدرسه كانت مجمع يضم كل المراحل الدراسيه...
مشوا و تخبوا آخر الحاره...ينتظرون متى يطلعون بنات الجيران الصغار...و كالعاده أول ما شافوهم...راحوا و ضربوهم...و خوفوهم لين أخذوا فلوسهم و فسحتهم...و راحوا لمدرستهم و هم يأكلون و يضحكون...
••
••
••
في مدرستها...وقفت في غرفة المديره...تلعب بأصابعها...و نظراتها في الأرض...لأنها متأكده إن نظرة المديره مركزه عليها...بعد لحظه...وصلها صوت المديره...
المديره= و بعدين يعني يا رجوى؟ كم مره عطيتك إنذار عن هالسرقه؟
رفعت رجوى راسها...و عدلت نظارتها الطبيه المستطيله بإطارها الأسود النحيف...
رجوى بلا مبالاه= مو أنا اللي سرقت هالمره..مو عشاني بهالسنه سرقت ثلاث مرات بس..خلاص كل سرقه بتقولون أنا!..استاذه لطيفه ترى كذا الحراميه اللي في المدرسه بيأخذون راحتهم..يسرقون و أنا اللي اتورط
طالعتها المديره بقهر...
المديره= روحي اللحين لفصلك..و في الفسحه تعالي
رجوى تبتسم= إن شاء الله استاذه لطيفه
و هي طالعه...شافت الوكيله تدخل...و ابتسمت لها بمبالغه...(كملت..اجتمعوا بلوط و علقم)
دخلت الوكيله...و جلست و هي تتنهد...
الوكيله= وش سويتي معها؟
المديره= تقول مو هي
الوكيله= و صدقتيها؟
المديره= للحين ما عندي دليل عليها..ما أقدر أقول لها غصب أنتي اللي سرقتي..و هي ما أحد شافها..و لا مسكنا المسروقات معها
الوكيله= بس هي دائما تسرق
المديره= ما أبي اظلمها خليني اتأكد أول
الوكيله= و الله أنتي معطيه هالبنت وجه..المفروض اللي مثلها ما تجلس في هالمدرسه ساعه وحده
المديره= استحملناها سنتين..اللحين هي بثالث كلها شهور و تتخرج و نرتاح....مابي أدمر مستقبلها
الوكيله بإستهزاء= و عاد وش هالمستقبل لهالأشكال؟!
المديره= الغلط مو منها..الغلط من أهلها..مرة أبوها و مثل ما شفتي يوم طلبنا منها تحضر..إنسانه بدون شخصيه و ما تحل و لا تربط..و أبوها إنسان ما عنده ضمير عادي لو فصلنا بنته و مو مهتم تكمل دراسه أو لا
{{رجوى% روح لاتعرف الحب*الخوف*الكرامه*الألم}}
في غرفة أم فايز...التفتت تشوف زوجها اللي كان يلبس شماغه...
أم فايز= بتروح تزوره اليوم؟
أبوفايز يتنهد بضيق= ايه
أم فايز= يسأل عن بنته؟ أو ناسيها مثل ما هي ناسيته؟
أبوفايز بعصبيه= وش تبينها تذكره فيه..سود وجهنا و فضحنا..حسبي الله و نعم الوكيل
سكتت أم فايز...لأنها تعرف إن موضوع أخوه هذا يعصبه...و تدري إنه ما يبي يزوره و لا يشوفه...بس عشان وصية أمه...اللي هو بس سوى فيها...أما اخوه الأصغر فكان متبري من هالأخو و معتبره مات بعد اللي سواه...و لا فكر في يوم يزوره...مثله مثل بنته...اللي ناسيه أبوها و لا تجيب له طاري أبدا...كان باين إنها مو طايقته...و لا طايقه أي رجل في هالدنيا...(و من يلومها بهالشي؟ ما يكفي خسرت أمها بسبب اللي سواه)
نزلت و شافت بناتها...وفاء...و ولاء...ينتظرونهم على الفطور...
أم فايز= صباح الخير
وفاء + ولاء= صباح النور يمه
وفاء= وين أبوي؟
أم فايز= اللحين ينزل..وين فايز؟
فايز يدخل= هذا هو فايز صحى
أم فايز تلتفت للبنات= وين حياة؟
وفاء= أمس قالت إنها بتغيب
ولاء= أحد بالكليه و يغيب..والله لو أنا كان ما أغيب أبدا مو مدرسه و حصص ورى بعض و ملل
وفاء= اذكري الله علينا..وش فيك على هالصبح
جاء أبوهم بملامح جامده...سكتوا كلهم...و كملوا فطورهم بهدؤ...
وفاء كانت ساكته و تطالع أبوها...تشوف ملامحه اللي تحبس الغيض اللي يحس فيه...من هاليوم...و هالزياره...
حتى حياة كل شهر تغيب فهاليوم...(معقول تتأثر بزيارة أبوي له؟ أو هاليوم يذكرها فيه و باللي سواه؟)
••
••
••
بعد ساعات...طلعت من غرفتها...و هي تتمطط بكسل...رفعت خصلات شعرها الكستنائيه عن وجهها...و حطته ورى أذنها...لكن هالخصلات الحريريه مثل العاده عاندتها و رجعت تتبعثر حول وجهها بنعومه...تنهدت بضيق و لمت شعرها الشلال اللي يوصل لآخر ظهرها..و رفعته ذيل حصان..
نزلت الدرج...و هي تشوف البيت...يعمه السكون و الهدؤ...بنات عمها في مدارسهم...و مرة عمها و عمها بعد في مدارسهم...(الكل يحب الدراسه و التدريس في هالبيت)
كشرت و هي تتذكر فجأه طموحها اللي هدموه...نسبتها العاليه اللي ضاعت بدون فائده...
كان حلمها تدخل طب...لكن عمانها الأثنين ما رضوا...و ما كان قدامها إلا انها ترضخ لقرارهم...لأن عمها اللحين ولي أمرها...لكن قهرها عليهم لا يمكن تنساه...و ما صار قدامها إلا إنها تدخل كلية التربيه الفنيه..على الأقل الرسم من هوايتها المفضله...و لا راح تمل و هي تدرسه...
دخلت المطبخ...و سوت لها كوب نسكافيه...و طلعت للحديقه...غمضت عيونها العسليه الفاتحه بإنزعاج و هي تحس بنور الشمس الساطعه...بعد ما تعودت عيونها على نور البيت الخافت...راحت للمرجيحه اللي كانت في الظل...و جلست تشرب قهوتها برواق...
تلفتت يمين و يسار مثل ما تسوي دائما...مع إنها متأكده إنه ما فيه أحد في البيت...بس ضروري تتأكد...
و طلعت من جيب بنطلونها جوالها السري الصغير...و صارت تفتش في الأرقام الخمسه اللي فيه...أي واحد منهم فاضي اللحين...و شافت اسمه...هو الوحيد اللي متأكده إنه فاضي هالصبح لأن اليوم ما كان عنده محاضارات...و دقت عليه...و أكيد رد بسرعه و لهفه...
حياة بصوتها الأنثوي الناعم= صباح الخير
متعب بغزل= صباح العسل اللي يقطر من هالصوت..هلا قلبي
و صارت تتكلم معه...وهو ناسي دنيته معها...و بعد ساعه سكرت...و دخلت تجهز الغداء...
{{حياة% روح لاتعرف الحب*الأمان*الوفاء*الثقه}}
|