كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
الارشيف
.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـثــانـيــ عـشــر?]|n•?.•.°.•
•• بـعــد أسـبــوع ••
كانت نايمه على سريرها بملل...و تطالع السقف...من ساعات و هي على هالحال...بعد ماراحت جدتها لوحده من جاراتها...
فكرت بكل شي...و بكل اللي تعرفهم...و اللي ما تعرفهم حتى...
بس أهم شي ما تفكر فيه هو...تبي ترتاح هاليومين منه...من الضيق اللي تحس فيه كل ما تشوفه...و المشاعر الغريبه اللي بداخلها كل ما كانت قريبه منه...يكفي رجفة قلبها كل ما تسمع صوته العميق...البارد...
تنهدت بضيق أول ما جت ملامحه في بالها...قامت من مكانها...و سمعت صوت جدتها تدخل للبيت...و ارتاحت إنها رجعت...لأنها كانت ضايقه لحالها...
رحيل= وينك يمه تأخرتي؟
أم ساره= اجتمعوا الحريم و استحيت أقوم عنهم...فيه السواق برا يقول زوجك ارسله يجيبك
ارتجفت رحيل...و طالعتها بخوف...كانت حياتها هناك مثل الحلم...و تخيلت إنها قامت منه...بس هالحلم رجع لها مره ثانيه و بتعيش فيه على طول...
أم ساره بقلق= وش فيك يا بنتي؟
رحيل بإرتباك= لا..بس كنت أبي اجلس عندك أكثر
أم ساره= الحمدلله لك أسبوع عندي..و تقدرين تجين بأي وقت..مو هذا كلام زوجك؟
رحيل تطمن نفسها= صح..أقدر أجي بأي وقت..أصلا بأجي عندك كل يوم
أم ساره= زين يمه..بس اهتمي بنفسك هناك..و حافظي على حياتك اللي بتغنيك عن الكل
رحيل تبتسم= اللي تآمرين فيه يمه
تركتها و راحت تجهز شنطتها...و سلمت عليها و طلعت مع السواق...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
طلعت حياة من المحاضره بدري...و راحت جلست لحالها تنتظر هديل لأن شمس كانت غايبه...
سرحت لبعيد و كل تفكيرها باللي ناويه تسويه اليوم...و تنهي هالخطبه...مع إنها تعرف إنها مجازفه كبيره...ممكن تقلب كل شي عليها لو ما سارت بالشكل اللي هي متوقعته...ساعتها بينفجر غضب عمها و لا شي بيرده عنهم...
سمعت جوالها يدق...و شافت رقم وافي اللي من يوم كلمته من أسبوع وهو كل يوم يدق عليها...مع إنها تطنش أكثر إتصالاته...إلا إنه دائما يدق...(يله نرد عليه هالمره لأنه قريب..حتى هو بأتخلص منه)
حياة= نعم
وافي= هلا يا قلبي..هلا بأرق صوت..هلا بالنغم العذب
حياة بغرور= شوي شوي اللي يشوفك يقول ما عمره شاف بنت!
وافي بزعل= الله يسامحك..بس عشان هالدلع مقبوله منك
حياة= وش تبي تدق؟
وافي= أبي اسمع صوتك هذا أولا..و أبي اسولف معك هذا ثانيا..و أبي أعرف كل شي عنك هذا ثالثا...و رابعا و أخيرا أبي أعزمك على العشاء بالمطعم اللي تختارينه
حياة= الأولى هذا أنت سمعت صوتي..الثانيه أنا في الكليه و ما أقدر اسولف معك..الثالثه و الرابعه بدري عليها
وافي= ليه؟
حياة= هذا نظام خاص فيني..ما أطلع مع أي واحد للحين مو متأكده منه..تبي تنتظر انتظر..ما تبي أنت حر..بتلقى ألف وحده غيري
وافي يتنهد= يعني ما قالت لك عني رنا إني جنتل مان..و أعرف ادلع اللي معي
حياة بسخريه= أنا ما أسمع من الناس..أحب احكم بنفسي
وافي= إلا على طاري رنوو..وش أخبارها؟ يا عمري عليها كانت هي اللي تطلب الطلعه مو مثل ناس
حياة خافت من طاري هديل...و إنه للحين ما نساها...
حياة= سمعت من قريباتها إنها يمكن تكمل هالسنه هناك..بس هي متضايقه و ما تبي و يمكن تقنعهم ترجع..بس أبوها كلمته قويه عليهم ما أظن تقدر تقنعه تترك أمها هناك لحالها و هي تعبانه و ترجع للبيت
وافي= ما علينا منها..خلينا فيك
حياة بتنسيه موضوع رنا= خلاص أفكر باللي قلته..بعد بكره أبوي بيسافر و يمكن أقدر اقنع أمي إني أروح لوحده من صديقاتي..و نطلع
وافي= ايه كذا البنوتات الحلوات..و أنا بأطلعك طلعه عمرك ما تنسينها
حياة= نشوف..يله اللحين بأسكر البنات طلعوا من محاضرتهم
سكرت منه...و رمت جوالها بغيض...(مغرور و شايف نفسه..سخيف و على باله إنه يغريني اللحين بطلعته! تافه و حقير)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت للشقه بخطوات متردده...و هي تحس بترقب لشوفته بعد أسبوع كامل...
ما شافته في الصاله...دخلت غرفة النوم و نزلت عبايتها...و سمعت صوت جاي من المكتب...عرفت إنه هناك...
جلست على السرير تفكر بحيره...(ما حس فيني إني رجعت؟ أكيد غرقان بشغله كالعاده و لا سمع!)
حست بغبائها...و حتى لو سمع يعني بيترك الشغل اللي بين يديه و يجي يسلم عليها...
و هالشي خلاها تفكر...أول ما تشوفه وش تسوي...وش تقول...
تطنشه...أو تسأل عن أحواله...
استسخفت الفكره و طلعت للمطبخ...صبت لها كاس عصير و طلعت تجلس في الصاله...و عيونها على مكتبه اللي كان بابه شبه مفتوح...
مرت نص ساعه و هي جالسه بصمت...قبل تشوفه يطلع من الباب...و تحس بقلبها يدق بقوه...
شافت نظرته الجديه...حواجبه المعقوده بتركيز...ملامحه...اللي ذكرتها بسؤال رجوى عن وسامته...و هي تشوفه اللحين وصل لها الجواب...
كان وسيم و جذاب بشكل مميز...سعود كان وسيم بعد...بس وليد فيه شي يميزه عنه و عن غيره...شخصيته الواثقه...المسيطره...اللي تبان من ملامحه...و كلامه...
وقف قريب منها و هي تطالعه بتأمل...و صمت...
وليد ببرود= متى جيتي؟
رحيل= قبل نص ساعه
وليد يجلس= الجناح الخاص فيك خلص..تبين تروحين اللحين أو العصر إذا رجعت؟
رحيل بإستهزاء= تآخذ رأيي!
وليد يوقف= معك حق..ما كان له داعي..دامك جامعه أغراضك في الشنطه خلينا نروح اللحين..البسي عبايتك عشان ما تأخريني
تركته و دخلت للغرفه...و هي تتنهد بخيبة أمل...قهرها إنها تحس فيها...و بنرفزه من حالها...و أفكارها الغبيه...( يعني وش متخيله..يفرح بشوفتي؟ عنده أشغاله اللي أهم مني..عنده أهله..و زوجته..أنا أكيد مو من اهتماماته أبدا....حتى أنا مابي هالإهتمام و لا عندي استعداد أقبله)
طلعت...و نزلت معه...و ركبوا السياره بصمت...
حست بضيق...و هي تشوف نفسها مو طايقه هالهدؤ معه...مع إنها ياما عاشت بهالصمت الدائم...
كانت تبي تتكلم...بس ما عرفت وش تقول...وش ممكن يكون الحوار اللي بينهم...بعيد عن أوامره اللي يقولها...
التفتت تطالعه وهو مركز على الطريق اللي قدامه...له نفس نظراتها القاسيه...نفس جمود ملامحها...نفس الصمت و الجديه...
مع كذا كان بعيد عنها...و ما تقدر تفهمه...أو تعرف وش يفكر فيه وهو يطالعها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كان يمشي بسيارته...و دق جواله...من شوي قفل من حياة...غرور مثل ما تسمي نفسها...أخذ الجوال بإبتسامه على باله هي رجعت تدق...لكنه شاف..[كل الحب]...ما انمحت الإبتسامه...لكن خاب أمله بتأثيره على غرور...
وافي= صباح العسل
ساميه= صباح الخير
وافي= وش أخبارها قلبي؟
ساميه= تمام..و أنت؟
وافي= أنا بخير كل ما فكرتي فيني
ساميه= أجل دايم بتكون بخير
وصل للبيت...و نزل من سيارته وهو يكلمها و يبتسم...و دخل للبيت...
••
••
••
سكرت ستارتها بعد ما اختفى داخل البيت...و بدت تتمشى في الغرفه اللي كل شي فيها يعكس شخصيتها...و مشاعرها...و أحلامها...جدران حمراء و بيضاء...و السقف كله إناره خافته بأشكال قلوب بمقاسات مختلفه...سريرها الواسع بعمدانه الأربع...مغطى بمفرش أحمر فخم...و مليان دببه بأشكال طفوليه...و كل تحفه في الغرفه تحمل شكل قلب...أو كلمة حب...أو أبيات شعريه...
رمت نفسها على الأريكه و ضمت الخداديه اللي فيها صورتها و هي صغيره...و هي تفكر فيه...تنهدت بحلم و هي تغمض عيونها و ترسم ملامحه في بالها...
من صغرها و هي تحبه...من يوم كانت صغيره وهو يقولها إنه إذا كبر بيتزوجها...و إنها أحلى بنت بحياته...
كان يهتم فيها و يدلعها و يدافع عنها...يوقف حتى بوجه أخوها إذا جاء يهاوشها أو يضربها...حتى هي كل ما يقول لها أحد شي كانت تركض من بيتها لبيته تشتكي له...بأي وقت...
تعلمت تحبه قبل لا تتعلم الكتابه...تعودت تحبه...لين صار حبه من ضروريات الحياة عندها...شي لا يمكن تستغنى عنه...
و تخيلت إنها بتكمل كل عمرها معه...و كذا هو كان يقول لها...
لكنه تغير...و سبب التغير كان أخوها...هو اللي غيره...هو اللي علمه على هالطريق اللي متأكده إنها للحين يمشي فيه...
كانت تسمع مكالماتهم...و سهراتهم الطويله في بيتها...و تشوف الصور و الأرقام اللي ملت غرفة أخوها...و اللي أكيد تملأ غرفة وافي بعد...
لكن مع كل هاللي سمعته...و عرفته...للحين تحبه...للحين تشوفه الهواء اللي تتنفسه...
هو كل حياتها...كل أحلامها...مع كل هذا كان ما يلتفت لها أبدا...حتى يوم فكر يتزوج...ما فكر فيها...
زواجه...اللي ذبحها و للحين تغرق عيونها دمع كل ما طرأ عليها...(ليه يا وافي؟ ليه تبعد عني؟ كيف أقدر أنساك..و لمين أعيش بعد؟....أدري إنك للحين تعزني..أدري تشوف نفسك ما تستاهلني..بس أنا بأسامحك على كل شي..سوي اللي تبيه بس أكون جنبك)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
وصلوا للفيلا...لكن سيارته ما وقفت عند الفيلا الكبيره مثل آخر مره...هالمره وقف عند الفيلا الصغيره الثانيه...بيت زوجته...اللي اللحين جت هي تشاركها فيه...
التفتت عليه و شافته يطالعها...
وليد= ليه ما تنزلين؟
نزلت معه...و طلعت خدامه تآخذ شنطتها...
دخلوا للصاله...و انصدمت و هي تشوف المره اللي جالسه على الكنب تطالعهم بغيض...التفتت على وليد تشوف ردة فعله...لكنه ما اهتم كثير...أو ما اهتم أبدا...
رجعت تطالعها بتوتر...و ما تدري وين راحت ثقتها بنفسها اللي دائما كانت عندها...طول عمرها ما يهزها أي شي...ليه اللحين تحس بالقلق...و الإرتباك...و هي تطالع هالمره اللي قدامها...بكامل أنوثتها...و أناقتها...كل شي فيها كان حلو و جذاب...مع إن عمرها عرفت إنه أكبر من وليد...بس هالشي أبدا ما بان عليها...
مشت مع وليد اللي وقف قريب من لولوه...و اللي أول ما شافته وقفت...و تقدمت منه بغرور و دلع...ضمته بخفه و باسته على خده...
انصدمت رحيل باللي تشوفه...و اللي صدمها أكثر يد وليد اللي اللي لفت على ظهرها...
لولوه تتركه= لو إني للحين زعلانه منك..بس ما تعودت تغيب عني كثير و ما أسلم عليك..بس لا تفكر إني راضيه عنك
وليد يلتفت للخدامه= ساااندي..وصلي المدام لجناحها..(التفت لرحيل) هاذي الخدامه الخاصه فيك..أي شي تبينه اطلبيه منها
طالعته بغيض...و جاها إحساس غبي إنها توقف بعناد و ترفض تتحرك...بس حست إنها بتتهور بهالشي...و تبين إنها مهتمه فيهم...و باللي يسوونه...و اللي يقولونه...
و هي كانت مقهوره بس من تحقيرهم لها...و إستخفافهم بوجودها...أو على الأقل...هذا اللي بررت لنفسها فيه...
تركتهم و طلعت...لكن بآخر الدرج وقفت تتسمع...و لا اهتمت لنظرات الخدامه المستغربه...
وليد= أنا مو فاضي اللحين..نتكلم بعدين يا لولوه
لولوه بقهر= بس..وليييد
وليد بحزم= قلت لك مشغول..كل شي يتأجل
تركها و راح...و رحيل تنهدت بإرتياح...و راحت مع الخدامه...
دخلت جناحها الواسع...بألوانه الموف المتدرجه من الفاتح إلى الغامق...كان فخم...و حلو...حتى هي اللي ما تنجذب لهالأشياء حست بإنبهار و هي تفكر إن هالجناح خاص فيها هي...
يمكن لأنها أول مره تملك شي لحالها...بدون لا تكون مفروضه فيه على أحد...(هذا الإستقلال اللي كانت تبيني جدتي احس فيه..معها حق)
تركتها الخدامه و راحت...و هي صارت تتمشى...و تتفرج على كل شي...و في غرفة النوم شافت بلكونه واسعه...تطل على حديقة الفيلا...وقفت تتأمل الأشجار براحه...
و بهاللحظه نست كل اللي تحسه من مشاعر غريبه إتجاه وليد...كل تفكيرها كان بسعود و كلامه...و حست بالراحه...ببعدها عن عمها...و عن بناته...و عماتها...كل اللي عاشت عمرها مفروضه عليهم...(من اليوم بأنساكم يا سعود..حتى أنت اللي كنت أظنك غير خيبت ظني فيك)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
صحت من النوم...و التفتت تشوف قمر اللي كانت على سريرها تحل واجباتها...
رجوى تتثاوب= حلمـــت
قمر بملل= تكفييين رجوى ارحمينا من حلومك
رجوى= اسمعي يا عنز أنتي في الحلم
قمر تلتفت عليها= والله! وشو؟
رجوى= حلمت إني كنت رايحه للمدرسه بس متأخره..و كنت اركض في الشارع..يوم وصلت لقيتها مسكره و سألت البواب ليه..قال إنها احترقت أمس..عاد حنا كنا بنبدأ الإمتحانات..و قال إننا راح نمتحن في الشارع و حنا لابسين عباياتنا..و فرحت أنا قلت أكيد أقدر أغش..و رجعت البيت بسرررعه بأقولكم..بس صحيت قبل أوصل
قمر= ايه
رجوى= بس خلص الحلم
قمر= و أنا ويني؟!
رجوى= مادري أكيد كنتي في حلمك
قمر تصرخ= مو تقولييين حلمتي فيني!
رجوى تضحك= هههه لعبت عليك عشان تسمعيني
انقهرت قمر...و رمت عليها الدفتر اللي بين يديها...و رجوى بلعانه فتحت آخر صفحه اللي كانت تكتبها قمر...و قطعتها...
قمر تصرررخ= لااااا يا حماااره!!
رجوى تضحك= في الإعاده إفاااده..عشان تتأدبين..أحد يضرب أخته بالعلم؟
رمت عليها دفترها...و قمر تطالعها بغيض...
قمر= أردها لك يا رجيو
شهد تدخل= رجوى أبوي اتصل
رجوى تجلس= الله يستر
قمر بنفس الوقت= يكفينا الشر
شهد= يقول جهزي شنطتك
رجوى تفز= وين؟ جدتي تعبانه؟
شهد= ما أدري ما قال شي
قامت رجوى بسرعه للتليفون...و كلمت جدتها...لكنها كانت بخير و ما فيها أي شي...
رجوى= وش تتوقعون يبي؟
شهد= يمكن يبيك تسافرين معه مكان؟
قمر= ايه عاد أبوي طايح بالسفر هالأيام مادري ليه؟ أو وين يروح؟
رجوى تطنش= شهوده رتبي شنطتي بأروح أصلي العصر..و حطي لك كم سكينه عليها العلم يمكن أبوك ناوي له على جريمه و يبيني أساعده..هو ليه يطلب فزعتي إلا إن كان عنده مصيبه
شهد= فال الله و لا فالك..إن شاء الله خير
رجوى بتريقه= والله متفائله بأبوك! أقول أنتي كل هالسنين عايشه عندنا أو وين؟
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
سمعت الإقامه لصلاة العصر...و طلعت من غرفها تتسحب...و تلتفت يمين و شمال...ما تبي أحد يشوفها...و هالوقت هو الوحيد اللي يكونون وفاء و ولاء و مرة عمها بغرفهم...
نزلت الدرج تركض...و بسرعه دخلت الصاله...و عيونها بحماس تدور على اللي هي تبيه...على أساس خطتها...و شافته...
تنفست براحه...و راحت تآخذ جوال عمها و تقلب بسرعه الأسماء اللي فيه...لين وصلت الإسم اللي تبيه...نقلته لجوالها بسرعه...و رجعت لغرفتها تركض قبل يرجع عمها...
تسندت على الباب براحه...و بعدين قفلته...و راحت تجلس على سريرها...و بدون تردد...و لأنها تنتظر هالشي من أيام عشان ترتاح...فتحت زر الإتصال...و كلمت نواف...
نواف= مرحبا
حياة= السلام عليكم
عرفها على طول...صوتها مميز لا يمكن ينساه...و أصلا ما سمع صوت بنت غيره عشان ينساه بهالسرعه...لكنه انصدم من إتصالها...
نواف= و عليكم السلام و الرحمه
حياة= أنا حياة
نواف= عرفتك..وش تبين يا حياة؟
حياة= أبيك تفسخ الخطبه
صدمته هالكلمه...مع إنه ما توقع خير من يوم سمع صوتها...
نواف= ليه؟
حياة= لأني ما أبيك..و هذا يكفي
نواف= و ليه وافقتي؟
حياة= اعتقد تعرف عمي..المفروض تكون متأكد إنه حتى ما سألني رأيي
نواف= و ليه ما قلتي من قبل؟
حياة= لو كانت أم مدى أو أم مشاري سألوني في البدايه عن رأيي كان عرفته قبل تخطب...(كملت بإتهام) معقوله أم مشاري ما قالت لكم إني ما أبي اتزوج؟
نواف= و ممكن اسأل ليه معترضه؟ علي أو على الزواج؟
حياة ببرود= شي خاص فيني مالك حق تسأل عنه
نواف= ولو رفضت هالطلب وش بتسوين؟
حياة= ما اعتقد كرامتك تسمح لك تآخذ وحده ما تبيك..وحده بتسوي أي شي يردها عن هالزواج..أنا قلت لعمي بس طبعا ما فهم..و اللحين أقولك أنت تنهي هالشي..لأنه مستحيل يتم..أو بأتصرف أنا و انهيه بالطريقه اللي تجي ببالي و وقتها اللي بيصير بيكون ذنبك و ذنب عمي
سكرت الخط...و تنفست بقهر...سوت اللي تقدر عليه اللحين...و بتشوف ردة فعله...لكن لو عاند...لازم تلقى لها شي يخلصها أيا كانت العواقب...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخل فيصل للصاله يركض...
فيصل= رجووى أبووي يبيك
رجوى بتريقه= و ليه مستحي خله يدخل
فيصل= قال أناديك
رجوى تشهق بإستهبال= أبوي ديك!
فيصل= رجوووى روحي لا يعصب علينا
رجوى= ههه زين يالحمش أنت و أبوك
نزلت تحت...و طلعت للحوش...لكن خطواتها تجمدت و ما تعدت الباب و هي تشوف أبوها...
ما كان أبوها...اللي صدمها...لكن اللي واقف معه...مو بس لأنه رجل غريب واقف يطالعها و أبوها واقف جنبه ما تكلم...اللي زاد على هذا...شكله...و كشخته...اللي أبدا ما تصلح لهالمكان اللي هو واقف فيه...و الفرق الشاسع بين ملابسه و ملابس أبوها...
فاقت من صدمتها و كانت بترجع...لكن سمعت صوت أبوها اللي صدمها أكثر...
أبومشعل= رجوى جيبي شنطتك عشان تروحين مع زوجك
أول ما سمعت اللي قاله...اختفت من قدامهم بلحظه...
••
••
••
دخلت الغرفه على خواتها و هي تلهث من الركض على الدرج...و بسرعه جلست على السرير جنب شهد...و قبالها قمر...و باقي أخوانها مع أم مشعل وقفوا حواليها يطالعونها بإستغراب...و الفضول يطغى على ملامحهم...
رجوى للحين بصدمه= أبوي زوجني!!
شهد تشهق= أبوسعد؟!
رجوى تهز راسها بمعنى لا= ......
قمر= لا يكون أبوطلال
بسمه= لا أكيد أبوبدور
كل وحده منهم عطت الإحتمال اللي تتوقعه...من اللي كان أبوهم مقرب منهم هالفتره...
رجوى بذهولها للحين= لاااا..هذا واحد غييير..أكيد من ممثلين هوليوود بس مرت عليه السعوده
شهد تضربها= أنتي تمزحين؟!
رجوى تطالعها فاتحه عيونها على الآخر= لاااا..أقولك واحد حلو..كشخه و نظيف..تحسينه صوره مو إنسان....لااا أكيد أبوي مريض بمرض خطير و بيموت و قرر يعوضني عن اللي سواه فيني..و جاب لي هذا
البنات ما عرفوا هي تتكلم جد أو تمزح...أما هي فكانت للحين مصدومه و مو قادره تستوعب...
رجوى تكلم نفسها= طول عمري مرتبه نفسي على شايب أو رجال كبير عنده أكثر من مره..أو أعمى أو مريض..أي واحد فيه أي عله..أي مصيبه...بس مو هذا!!
و قبل تستوعب...و قبل يفهمون منها شي...شافوا أبوهم واقف عند الباب...يصرخ فيها بعصبيه...
أبومشعل= يله بسرعه زوجك طلع ينتظرك برااا
التفتت عليه تطالعه بصدمه...و كلمة زوجك...تأكد لها اللي شكت للحظات إنه حلم...
لكنها ما تحركت من مكانها...و هالشي خلاه يشيل شنطتها و يسحبها مع شعرها...و أخذ العبايه اللي كانت مجهزتها على السرير و رماها بوجهها...
أبومشعل= البسي بسررعه
نزلت معه...و هي تلبس عبايتها...و خواتها يلحقونها و الصدمه تشل أي تفكير...أو كلام بيقولونه...
طلعت معه للشارع...و خواتها وقفوا عند الباب...يشوفون بإنبهار السياره الفخمه اللي واقفه عند بابهم...و اللي ركبها أبوها فيها...و انطلقت بسرعه بعيد عن أنظارهم...حتى أبوهم ركب سيارته و راح...
التفتت شهد على قمر اللي كانت فاتحه فمها على الآخر...تطالع المكان اللي كانت فيه السياره...
شهد بذهول= زوجها صدق! لواحد غني!!
قمر بخوف= لا يكون هو نفسه زوج رحيل؟ أبوي مين يعرف غيره!
شهد تشهق= تتوقعين؟ لاااا!!
قمر= خلينا ندق نقول لجدتها...لااا ندق نقول لحياة
شهد بقلق= لا صاحيه أنتي..أخاف جدتها تخاف عليها..و حياة ألعن ما تذكرين وش تقول رجوى عن كرهها لأبوي و للرجال كلهم..تذكرين وش صار فيها يوم زواج رحيل
قمر بضيق= تتوقعين ليه تزوجها؟ أكيد فيه سبب..مثل زواج المدير من رحيل
شهد بشرود= أكيد
بسمه تصيح= يعني خلاص ماراح تعيش معنا!!
صاح حتى فيصل و بدر...و هم يحسون بوحشه و خوف بدونها...
قمر بحزن= شهد كيف بنعيش بدون رجوى؟ وش بيصير فينا؟
شهد بخوف= مادري..طول عمرنا نعرف إنها بتتزوج بهالشكل..بس عمري ما تخيلت حنا وش بنسوي بدونها
جلسوا كلهم على الأرض قريب من الباب...و أمهم تطالعهم من باب مدخل البيت...و كلهم داخلهم أمل مستحيل...و غبي...إنها ترجع لهم اللحين...و ينتهي هالخوف...و الضيق...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كان للحين جالس بغرفته...يفكر باللي سمعه...صوتها حمل قهر...و جرح...
استغرب جرأتها بكلامها معه...بتهديدها له...لكنه تذكر ذكرى أبوها اللي أكيد للحين في بالها...و اللي ياما حذرته أم مشاري منها...عشان كذا عذرها...
تنهد بضيق...و تمنى لو ما خطبها من الأساس...تذكر ملامحها...رقتها...و سحرها الجذاب...بس هالمنظر ما يشبه أبد القسوه اللي داخلها...
كان يبي يعطيها الثقه...الأمان...الحنان اللي فقدته...كان متصورها إنسانه خايفه...ضايعه بذكرياتها المره...و حاضرها القاسي...
لكنها طلعت إنسانه قويه من هالجرح...رافضه أي عطف...أو إهتمام من الصنف اللي كرهته بهالحياة...
قام يدور بغرفته...محتار باللي سمعه...و اللي بيسويه...يكمل هالخطبه...و يداوي جروحها المفتوحه...حتى لو كانت ترفض هالشي بقوه...أو يبتعد بهدؤ...و يرتاح و يريحها...لأنه باين إن كرهها أكبر من إحساس مجروح تصوره...و الدليل تهديدها باللي بتسويه...و اللي ما يتخيل وش يكون...(لو سوت في نفسها شي؟؟ و لو تركتها أنا و غصبها عمها على غيري!)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخل للبيت...و شاف وداد جالسه في الصاله لحالها...و جلس عندها...
سعود= السلام عليكم
وداد= و عليكم السلام و الرحمه
سعود بتردد= خالي يقول إن رحيل عند جدتها من أسبوع..ما تبون تروحون تشوفونها..و تباركون لها
وداد= لا
سعود= ليه؟
وداد= لأنها ما تبينا..حتى أمي اقنعتها ما تروح
سعود بضيق= ليه؟
وداد= شوف يا سعود أنا صح مابي أكون قاسيه معها..بس حنا ما قصرنا حاولنا كل هالسنين نتقرب منها..لكن هي اللي ترفضنا..هي اللي ماتبي أي شي له علاقه فينا..و لا تفكر حتى ترد على سلامنا..حتى أمي آخر مره راحت لها مع خالتي..جلسوا نص ساعه أو أكثر لين فكرت تطلع لهم..و حتى يوم طلعت سمت بدنهم بكلمتين و راحت..و لا عبرتهم..ليه أخلي أمي تروح عشان يضيق خاطرها و لا أحد يهتم بوجودها حتى جدتها مثلها..الحق على رحيل..هي المفروض تزور خالها و خالاتها مو هم اللي يجونها..و حنا ما حبتنا و لا راح تحبنا أبدا..يعني ماراح تفيدنا زيارتها بشي..إلا الضيق لها و لنا
سكت سعود...كل كلمه تقولها وداد كان معها حق فيها...بس مع كذا كان يشوف إن حتى رحيل معها حق...
هي فيها جروح...و مخاوف من سنين..ذكريات ما يدري وش تكون...وحده...و عذاب...
و تحتاج لأكثر من كلمه...لأكثر من إهتمام بين وقت و الثاني...لأكثر من فضول...أو واجب...
لكن أهله ما فهموا هالشي...و لاموها على اللي تسويه اللحين...و اللي هو رد فعل...على كل اللي عاشته قبل...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كان حابس أنفاسه بقهر...و يحس بضيق...قابض يدينه على الدريكسون بكل قوه...عشان يمنع نفسه...ما يفتح الباب و يرميها بعيــد...و ينهي الجنون اللي فكر يسويه...
من ذاك اليوم اللي طلع فيه من أمه وهو معصب...و الدنيا ضايقه فيه...قهرته...و خذلته...و عطت كل أحلامه لأخوه...
وقتها جن جنونه...و ما يدري من وين طلعت له هالفكره المشئومه...ما يدري ليه تذكر زوجة وليد...و الفراش اللي قدمها له بكل سهوله...
من ذاك اليوم و الفكره في باله...و مع إنه ردد مليون مره إن هالشي مستحيل...إلا إنه راح لهالفراش اليوم يطلب حتى هو عروس...
لكن مو بنية زواج طبيعي أبدا...بس يبي يقهر أمه فيها مثل ما قهرته...يبي يساومها...إما ترجع له إدارة الشركه...أو يستمر بهالزواج...لكنه فكر بشك...(و أنا بأقدر استمر بهالزواج؟ من وحده بهالشكل! بهالمستوى!)
لف نظره لها بدون ما يلتفت عليها...و شافها و هي تطالع مع الشباك...شاف صغرها...نحولها...عبايتها الشاحبه...يدينها الجافه وآثار حرق باللون البني بوحده منها...
صد عنها و صر على أسنانه بغيض...وهو يندم على اللي سواه...و يحس بالإشمئزاز منها...بحياته ما قابل بنت بهالشكل...لو صح إنه يطلق عليها هالشي...لأنها أبعد ما تكون عن الأنوثه...و لا تمت لها بأي صله...من وجهة نظره...
رجع بخياله...للي يذكره من ملامحها اللي شافها...بنت بطول لا يذكر...نحيفه...ببنطلون أحمر واسع...وتيشيرت زيتي شاحب...برسمات بيج...ماله أي علاقه بالبنطلون لا بلون..و لا بموديل...حتى شعرها كان بحالة فوضى أكثر من لبسها...مرفوع من غير ترتيب...و الخصل المتموجه الطايره نازله منه بكل جهه...
ملامحها...ما انتبه لها...انصدم من اللي شافه و لا قدر يركز فيها...ما يذكر إلا نظراتها بإيطارها الأسود...
حاول يصبر نفسه...(لا يا أسيف..مهما صار مو لازم تتراجع..إن كنت أنا مو متحمل شكلها و وجودها عندي..كيف بتكون ردة فعلك يا أم عزيز؟)
لكنه مع كذا ما قدر يرتاح للي سواه...هو بالذات...اللي يتطلب و يتشرط في كل شي...هو اللي ما يتعامل مع أي أحد أقل من مستواه...اللحين يتزوج وحدده بهالشكل...حتى لو كان بالسر...و لا أحد بيعرف بهالشي غير أهله...لكنه ما ارتاح لهالشي أبدا...
أما رجوى فكانت للحين مو متخيله اللي سمعته...و اللي هي فيه...تحس إنها بحلم من أحلامها الكثيره...لكن حتى بأحلامها...عمرها ما وصلت لهالعز...
تأملت سيارته الفخمه...و شكله...و بكل نفس تآخذه...تمتلي رئتها بريحة عطره القويه...اللي انتشرت بكل السياره...
حاولت تتخيل السبب اللي يخليه تزوجها...تدري إن هالزواج مو بعيد عن زواج رحيل...و فيه سبب يخلي واحد بهالجمال و الكمال يفكر يتزوجها...(أكيد يعرفه أبوي من الشركه)
ما اشغلت نفسها بالتفكير...كل شي يبين مع الوقت...و مهما كانت أسبابه...هالزواج أحسن مليون مره من اللي تخيلته لنفسها...ضحكت بينها و بين نفسها...(أهم شي الوجه الحسن)
انتبهت للأحياء الراقيه اللي صاروا يمشون فيها...(والله و بتعيشين بعز يا رجه)
دخلت السياره لفيلا...كبيره...و فخمه...
مشوا بطريق مرصوف...و على الجوانب كانت أشجار صغيره...مقصوصه بترتيب...
و قفوا عند المدخل الرئيسي...و التفت يطالعها بضيق...و كره...و إشمئزاز...
أسيف= انزلي
نزلت رجوى...(شوي شوي على نفسك لا ترجع..اللي يشوفه يقول أنا اللي غاصبته يتزوجني)
طلعت معه على الدرجات الواسعه...و أول ما فتح الباب و دخلوا حست بالهواء البارد...التفتت له و شافته واقف...و الضيق...و التردد باين عليه...
كانت لحظه بس...قبل ترجع له نظرات الغرور...و التحدي...
أسيف= شيلي غطاك ما فيه أحد
نزلت غطاها و مشت معه...و دخلوا للصاله الواسعه...و انتبهت للي جالسه تطالع الشاشه الكبيره اللي أخذت مساحه واسعه من الجدار اللي مثبته عليه...(يا مين يجيبك يا شهد عند هالشاشه..والله ما تتحركين عنها)
انتبهت لهم و التفتت عليهم...يوم وقفوا قريب منها...
أم عزيز توقف بإستنكار= أسيف وش هاذي؟!
أسيف بنظرات تحدي= زوجتي
شهقت...و طالعتها بنظرات إشمئزاز...و عدم تصديق...
أم عزيز بقرف= أكيد تمزح..مو مجنون عشان تسويها!
(كملت بقهر) أسيف وش هاللي جايبها معك؟ مو قلنا بنخطب لك بنت عبدالكريم! وش اللي سويته؟
أسيف بقهر= مو بس أنا اللي رجعت بكلامي..و هاذي زوجتي و بتعيش معي هنا..و اللي مو عاجبه الوضع..يراجع نفسه و يصلح اللي سواه(التفت لرجوى) خلينا نروح لغرفتنا
مشى و راحت معه...و أمه تطالعهم بقهر...و صدمه...
••
••
••
دخلت معه لغرفه واسعه...و راقيه...بألوان البيج و الأورنج الداكن...
مشى و جلس على الكنب و التوتر باين عليه...و هي واققه تتأمل المكان بإنبهار...
التفت يطالعها بقهر...عليها...و على أمه...و على تهوره اللي بيخليه يعيش مع وحده بهالشكل...
أسيف= اسمعي
رجوى تجلس قدامه= نعم
أسيف= أبوك وش قال لك عن هالزواج؟
رجوى= ما قال لي شي
أسيف بقهر= كيف ما قال لك شي؟!
رجوى= قال لي اجهز شنطتي و جهزتها..و جاء و أنت معه
أسيف بإستحقار= و أنتي عادي عندك تتزوجين كذا؟
رجوى تبتسم= إيه وش فيه زواجنا يهبل هههه
أسيف بإستنكار= ما اعتقد فيه شي يضحك!
رجوى= عارفه..بس قلت أخفف عنك..و أنت شوي و يطلع منك دخان! ليه الأخ أول مره يتزوج؟
أسيف يعصب= ليه و أنتي تزوجتي قبل؟
رجوى= ايه خمسه
أسيف يوقف= نعم؟ خمسه!!
رجوى= مو زواج صدق...يعني أفكار بس
اسيف بقهر= كيف يعني؟؟
رجوى= يعني تخيلات و تخطيطات بس ما تمت
اسيف عصب= أنتي صاحيه؟
رجوى= وش اسوي من فرحتي فيك
اسيف= نعم!!!
رجوى= يعني من بعد أبوسعد تطلع أنت والله أمي داعيه لي
اسيف= و مين أبوسعد ان شاء الله؟
رجوى= اللي كان خطيبي
اسيف بقهر= انتي كنتي مخطوبه?
رجوى= يعني
اسيف فقد اعصابه= كيف يعني؟ مخطوبه أو لا??
رجوى= يعني انا اللي خاطبته مو هو
أسيف بإستنكار= أنتي أكيد مجنونه؟
رجوى تستهبل= مادري ما قد كشفت
أسيف بقرف= اسكتي بس واسمعيني..هالزواج مابي أحد يعرف عنه أي شي..مابي يدري أي مخلوق إنك متزوجه..فاهمه؟
رجوى= ايه
أسيف= و بتعيشين هنا و لا تفكرين تتحركين من الغرفه..فاهمه؟
رجوى= ايه
أسيف= و هالزواج بيكون زواج أبيض
رجوى= لحظه لحظه..هاذي ما فهمتها؟ أنا سمعت عن زواج متعه..مسيار..لكن زواج أبيض ماقد سمعت..و بس أبيض أو فيه ألوان ثانيه؟
طالعها أسيف بغيض...ما يدري هي خبله...أو تستخبل...لكن من شكلها...و تصرفاتها...و تصرفات أبوها...يشك إن كان فيهم ذرة عقل...أو إحساس...
أسيف بإستحقار= يعني هالزواج ماراح يدوم كثير..و ماراح تكون بيننا علاقه من أي نوع..فهمتي؟
رجوى= ولو إن هالزواج ما مر علي لا بالفقه..و لا بمسلسلات شهد بس فهمت..و يمكن ندرسه بالترم الثاني تصير عندي خلفيه
أسيف يتأفف بقهر= لا تطلعين من الغرفه لين ارجع لك
تركها و راح...وهو يحس بضيق...إذا فكر إنه مضطر يتحملها الأيام الجايه...في نفس الغرفه...(وش هاذي؟ من ايش مخلوقه؟ مبسوطه و مرتاحه ما كأنها مبيوعه علي..و برخيص بعد! وش هالناس اللي تورطت فيهم؟ كيف أنزل لهالمستوى؟)
••
••
••
بعد ما طلع من عندها...وقفت...و رجعت تتأمل الغرفه بفرح...راحت تتفحص كل شي فيها...الدواليب...و التسريحه...و الشاشه الكبيره...و الكنبات...
وقفت عند السرير الواسع...و رمت نفسها عليه...و صارت تتقلب عليه و هي تضحك...(أنا متزوجه! و بأعيش هنا! أبوووك يالعز والله و نفعني أبوي أخيرا)
تذكرت زوجها و ملامحه الوسيمه...و طرى على بالها أبوسعد...و ضحكت...(والله احسه باذنجان مخلل قدام هذا...صح وش اسمه؟!)
قامت من السرير تكمل جولتها الإستكشافيه...و فرحت و هي تشوف الثلاجه الصغيره...راحت و فتحتها...و أخذت لها بيبسي تشربه...
و راحت للشباك الكبير اللي كان ممتد من الأرضيه للسقف...وقفت تتأمل الحديقه...اللي يطل عليها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد المغرب...كان جالس بمكتبه يراجع القرارات اللي بين يديه...و حس بأحد يدخل عليه...رفع نظره بضيق يشوف مين اللي دخل عليه حتى بدون لا يطق الباب...لكن إبتسامته اتسعت وهو يشوف أسيف...
قام من كرسيه و راح يسلم عليه...و جلس معه...
وليد= حمدالله على السلامه
أسيف= الله يسلمك
وليد= لك أسبوع راجع من السفر..توي أطري على بالك؟
أسيف بضيق= يعني ما قال لك وافي على اللي صار؟
وليد= قال لي..وش ناوي تسوي؟
أسيف= فكرت اترك الشركه بس غيرت رأيي
وليد= زين غيرت رأيك..كذا ماراح تستفيد شي إذا بعدك و تركت له الحلال كله..بس أمك ليه تعطيه اسهمها؟ مو كانت تبيك أنت تمسك الشركه؟
أسيف بقهر= آخرتها بتصير لي..غصب على الكل
وليد= في بالك شي تسويه؟
سكت أسيف...تردد يقول له عن اللي سواه اليوم...لأنه هو نفسه مو متأكد لو كان بيستمر فيه...حتى إنه قال لفراش وليد ما يجيب هالسالفه لأحد أبدا...حتى وليد...
أسيف= أكيد بألقى حل..و أنت وش هالزواج اللي طلع فجأه؟
وليد= عشان أمي..لو علي أنا عادي تكفيني لولوه..بس هي تحس إنها ظالمتني بهالزواج
أسيف بإستحقار= و هالزواج اللي ورطت نفسك فيه أرضاها؟
وليد= البنت ما فيها أي عيب يعترضون عليه..و إن كان على مستواها ما يهم..اللحين صارت زوجتي و الكل بيشوف مستواها من مستواي..أهم شي تكون مريحتني أنا
أسيف= و زوجتك ما زعلت من هالزواج؟
وليد ببرود= زعلت بس بترضى..لأنها ماراح تشوف بزواجي الجديد شي متغير عليها و لا إهتمام يثير غيرتها
سرح أسيف يفكر باللي يسمعه...يحسد وليد على سيطرته على اللي حوله...بزواجه من مرة أخوه...أخذ كل أسهمها...و أملاكها و صار الوكيل عليهن...و حتى يوم تزوج عليها ما خسر هالشي...عكسه هو...اللي سافر و يحسب كل شي صار بين يديه...و رجع لقى الدنيا مقلوبه عليه...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد ما تغدت لحالها بالجناح...نامت للمغرب... و من يوم صحت و هي تدور بالمكان و تتفحص...لكنها أخيرا جلست في الصاله و فتحت التليفزيون...و صارت تقلب في القنوات بدون إهتمام بس عشان يمر الوقت...
سمعت أحد يطق عليها الباب...توقعته الخدامه...لأنها استبعدت إن ذيك المغروره تكلف على حالها و تجي لها...
رحيل= ادخلي
التفتت للباب اللي انفتح...و ابتسمت بدون شعور و هي تشوف وديان...هالبنت بعيونها إنكسار..و وحده...و حزن...قدر يحرك حتى قلبها الجامد ناحيتها...
وديان= مبروك السكن الجديد..نور البيت بجيتك
رحيل تسلم عليها= هلا وديان..وش أخبارك؟
وديان= الحمدلله بخير
رحيل= اجلسي
وديان= لا أنا بس جيت أعطيك هدية البيت الجديد..و آخذك معي نتعشى معهم
انتبهت رحيل للعلبه اللي معها...و أخذتها منها...
رحيل= مشكوره
وديان= إن شاء الله تكون على ذوقك
ابتسمت رحيل إبتسامه باهته...و هي ما تتخيل وش ممكن يكون ذوقها...حتى بينها و بين نفسها...عمرها ما سألت نفسها...هذا يعجبها أو لا...وش الحلو...وش الأحلى عندها...
وديان= يله نروح؟
رحيل= يله
نزلت معها...و طلعوا من الفيلا...و هي ما تشوف للولوه أي أثر...
رحيل= لولوه بتجي للعشاء معنا؟
وديان= مادري..دقت عليها جدتي بس ما قالت بتجي أو لا
رحيل= و وليد؟
وديان= وليد مع جدي اللحين
رحيل بفضول= من أول ما جاء راح للبيت الكبير على طول؟
وديان تبتسم= ايه..كنت في الحديقه و شفته....اممم ما شفتي لولوه؟
رحيل= شفتها أول ما وصلنا..بس ما تكلمنا مع بعض
وديان= لا تهتمين فيها..على بالها إنها بتملك وليد لها لحالها
دخلوا للصاله...اللي كانت فيها أمه...سلمت عليها رحيل و جلست...
أم خالد= وش أخبارك يا رحيل؟
رحيل= تمام
أم خالد= و أخبار جدتك؟
رحيل= الحمدلله بخير
جلسوا يسولفون...و رحيل تطالعها بتفكير...كانت بعمر جدتها تقريبا...لكن أكيد فرق كبير بين عيشة كل وحده فيهم...أم خالد باين إنها إنسانه تعيش براحه...طول عمرها عايشه بعز...بين عيالها و زوجها...كل شي تحتاجه و تبيه كان عندها...عكس جدتها اللي عاشت بوحده...انحرمت من أهلها بدري...و من زوجها...حتى بناتها كل وحده عاشت مع زوجها بعيد عنها...و اللحين حفيداتها بعد أبعدوهم عنها...طول عمرها هي اللي تهتم بنفسها و فيهم...و لا قد ذاقت الراحه...و العز...
رجعت تسمع كلام أم خالد بصمت...مع إنها كانت تتكلم عن ناس ما تعرفهم رحيل...لكن ما كان عندها أي حوار ثاني ممكن تفتحه معها...إلا في بعض الأحيان اللي تتكلم فيها مع وديان...
جت لهم الخدامه تقول لهم إن العشاء صار جاهز...و قاموا كلهم...و هناك شافت رحيل أبوخالد و وليد جايين بعد...سلمت على عمها بتوتر...هو مثل ولده تحس بحضورهم إنها متلخبطه...و ما تعرف تتصرف...أو تتكلم...
التفتت لوليد...و بهتت فيه يوم شافته يبتسم لها...كانت المره الأولى اللي ترق لها ملامحه الجامده بهالشكل...حست إن كل عروقها تنتفض...و مشت لا إراديا له...و جلست جنبه...
وليد بهمس= فكي هالجمود..و لا تنسين تبينين لأهلي إننا متفقين مع بعض
انصدمت من كلامه...و جلست بشرود...و هي تعرف ليه كان يبتسم لها من ثواني...و حاولت ترسم على شفايفها ابتسامه تخفي الخيبه اللي داخلها...
أبوخالد= إن شاء الله أعجبك البيت يا رحيل؟
رحيل تهز راسها بمعنى ايه...و هي تكح...حست إن حلقها جاف...و ما قدرت تتكلم...وليد يطالعها بإهتمام...متأكده إنه مصطنع...و يصب لها كاس مويه و يمده لها...
وليد بإبتسامه= رحيل خجوله شوي..و كلامها قليل..بس مع الوقت بتتعود عليكم إن شاء الله
روان تدخل= و عشان كذا اخترتها؟ تبي وحده ما تزعجك بكلامها..و طلباتها
وليد يبتسم= أجل آخذ وحده مثلك..الله يعينه اللي بتكونين من نصيبه
روان بغرور= أمه داعية له
قالت هالكلمه...و هي تسلم على رحيل ببرود و لا مبالاه...لكن رحيل ما اهتمت لها...
انتفضت و هي تحس بيده على يدها...
وليد= وين سرحتي؟
رحيل تتلعثم= لااا..معكم
وليد بإهتمام= كولي و لا تسرحين على الأكل..حبيبتي
قال هالكلمه عمدا يسمع أهله...لكنه ابتسم و كأنها طالعه بعفويه...و هي مع إنها متأكده إنه يمثل...إلا إنها ارتبكت...
لكنها نهرت نفسها بقوه...و حاولت تركز بكلامهم و ترد عليهم بثقتها المعتاده...ماراح تطلع بمنظر الغبيه...لا قدامه...و لا قدامهم...
مع إنه ما جاء لها مجال تتكلم بعد هاللحظه أبدا...أغلب الكلام كان لوليد و أبوه...عن أشغالهم...و روان و أمها يتكلمون عن معارفهم...هي و وديان الوحيدات اللي جالسين بصمت...نفس آخر مره تعشت فيها معهم...
طالعت وديان بإستغراب...تعرف ليه مو مهتمين فيها هي...لأنها مو من العائله...و لا من مستواهم...بس عشان وليد اتقبلوها...لكن وديان حفيدتهم...ليه تحس بهالبعد بينها و بينهم...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
طلعت وفاء للحديقه...و شافت حياة جالسه و سرحانه...وقفت تطالعها بتردد...من أسبوع و هي تحاول تكلمها باللي قاله الدكتور لها...بس ما جتها الجرأه...ما تعرف كيف تبدأ معها الموضوع...تخاف تضايقها...تكره تكون هي سبب بضيقتها...خاصه و هي تشوفها بهالهدؤ...و لا كأن شي صار...(هذا الكبت اللي يقول عنه؟ أو أنا كبرت الموضوع و هي ممكن تتقبل هالشي؟ لكن الضيق اللي كان يصير فيها من ايش؟)
تذكرت بسام و كلامه...تأخرت عليه كثير...و تخاف يخف حماسه لو تأخرت أكثر...
تقدمت من عندها و جلست...لكن حياة ما حست فيها...كل تفكيرها بنواف و اللي قالته له...و وش ممكن تكون ردة فعله...اللي تبيها...أو اللي تخاف منها...(مادري ليه حاسه إنه بيسوي اللي أبي..اللي سمعته عنه يخليني اتأكد إنه ماراح يستمر بهالزواج..بس كيف بيلغي الخطبه؟ بأي سبب؟ ولو أهله ما وافقوا؟؟)
طلعت من أفكارها...على صوت وفاء...و انتبهت إنها جالسه عندها...
حياة تبتسم= بسم الله ما حسيت فيك!
وفاء= اللي آخذ عقلك؟
حياة= ..........
وفاء بتردد= حياااة..ممكن اسألك سؤال؟
حياة= اسألي
وفاء= أخاف اضايقك
حياة عرفت سؤالها= اسألي و لا يهمك
وفاء= أنتي رضيتي بالخطبه؟
حياة بضيق= طبعا لا
وفاء= بس..بس أنتي هاديه و....(ما لقت شي تقوله)...
حياة= لأنه عندي إحساس إن هالخطبه ماراح تستمر
وفاء بإستغراب= ليه؟
حياة= مادري مجرد إحساس..و هذا اللي مريحني
طالعتها وفاء بإستغراب...و سكتت...تدور شي تقوله تفتح معها موضوع كرهها للرجال...و تشجعت و تكلمت...
وفاء= بس نواف الكل يمدح فيه و نعرف أهله و ....
حياة تقاطعها= وفاء أنا مابي اتزوج لو كل الناس مدحوا فيه
وفاء بحذر= ليه؟ (و بصوت أقرب للهمس) ليه هالكره؟
حياة التفتت تطالعها بتأمل...و سكتت فتره...شكت وفاء إنها بتنفجر بعدها...لكنها تفاجأت و هي تشوفها تبتسم بمحبه لها...
حياة= وفاء أنا عارفه وش تبين توصلين له..عارفه وش تبين تقتنعيني فيه..بس صعب..من سنين و أنا احسدك على هالطيب اللي بقلبك..على تحملك..و تسامحك..بس أنا ما أقدر أكون مثلك..ما أقدر انسى و مابي انسى و مستحيل انسى..و اللي يعافيك يا وفاء هالطاري لا تفتحينه مره ثانيه..و لا تخافين علي..أنا أعرف وش اللي فيني و أعرف كيف ارتاح منه مهما كان
ابتسمت وفاء بإعتذار...و هي تحاول تحبس دموعها...حياة تعرف كل اللي فيها...و للحين مأثر عليها...لكنها مثل ما تقول مسيطره عليه...تعجبت من هالقوه...و تدعي ربها تدوم...تخاف تشوفها منهاره مثل ذيك الأيام...(مستحيل أقدر أساعدها..كيف و هي أقوى مني بشعورها..متماسكه..و مسيطره على نفسها)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت تتمشى مع وديان في الحديقه...من بعد العشاء...اللي تفرق الكل بعده...وليد و أبوه اختفوا في مكتبهم...و أم خالد راحت تنام...و روان طلعت لغرفتها...و لا اهتمت تجلس معهم...
قالت لها رحيل عن جدتها و البنات...عن سوالف رجوى...و تعليقات حياة...
وديان= وبنات عمك؟ سمعت إنك لك أعمام؟
رحيل بجفاء= ما أحبهم..و لا أبي اتكلم عنهم
وديان تبتسم بتفهم= على راحتك
رحيل= و أنتي كيف علاقتك بروان؟
وديان= عاديه..ما نكره بعض و لا نحب بعض..بس إهتمامتنا و شخصياتنا مختلفه...مع إننا كنا قريبين لبعض بالحيل يوم كنا بالثانويه مع بعض..بس...(سكتت شوي) بعدين...ابعدنا عن بعض
رحيل= و..و..لولوه كيف علاقتك فيها؟
وديان= عاديه بعد..ما بيننا كلام كثير..هي كل إهتمامها بوليد و عيالها و جدتي و جدي..عشان مصلحتها..مع إنها تنسجم أحيانا مع روان طبعا إذا كان بينهم مصالح مشتركه..أو حفله بيروحون لها..أو زواج
رحيل وقف قلبها= وليد له عيال؟!!
وديان= لا..هم عيال عمي الله يرحمه..زوجها الأول
رحيل تتنفس براحه= ما شفتهم!
وديان= عند جدتهم..أم لولوه..عندها بنت بثاني ابتدائي اسمها ريما..و بنت عمرها أربع سنين ديمه
رحيل= وش قالت يوم عرفت بزواج وليد؟
وديان= زعلت و راحت لأهلها..على بالها وليد بيراضيها لكنه ماراح لها..بس جدتي راحت و ترضتها و مادري وش جابت لها هديه..حتى جدي دق عليها
رحيل= لهالدرجه يحبونها؟
وديان= مو كله حب..هم أصلا زوجوها وليد بس عشان ما تآخذ عيالها و تروح عننا..جدتي يبي أحفاده كلهم حواليه
رحيل= تأخر الوقت..خلينا نروح ننام
وديان= إذا كان وليد مو عندك تعالي هنا..أنا دائما اجلس في الحديقه
رحيل= إن شاءالله بكره أشوفك
وديان= تصبحين على خير
رحيل= تلاقين خير
تركتها رحيل...و راحت لبيتها...و وديان جلست تتأمل الحديقه للحظات قبل تتنهد بضيق و كل ذكرى لها فيها تمر على بالها...
دخلت للفيلا...و طلعت فوق...مرت من عند غرفة روان و هي تسمع ضحكها و هي تسولف بالجوال مع وحده من صديقاتها...
دخلت لغرفتها...و راحت للابتوبها...جلست تطالعه بشرود للحظات...قبل تاخذه و تتسند على الوسايد في سريرها...و تفتح ايميلها...فتحت صفحة ارسال جديده...و هي تبتسم بحزن...و تغرق عيونها بالدمع...تنفست بعمق و هي تغمض عيونها بقوه...عشان تقدر تشوف من الدمع اللي غشى نظرها...و كتبت له...للمره الألف...
الحياه في بعد احبابك اذا جف الوصال
تعيشها لو تقتنع انك خلاص اصبحت ( ميت !!)
يا صاحبي لو كل شي يمر بالخاطر يقال
ما كانت العبره تــــولجني اليامنك طريت ؟!
شفني قدرت احبس دموعي بس ( دمع القاف ) سال
ويا كبرها ساكت ولكن داخل اوراقي بكيت !!
عمر الحكي ما كان دافي لاابتدى بقولة تعاااال
لجل اتجاهل رجفة حروفي اليامني حكيت ..
الحال في بعدك قسم بالله ما اسميه حال
انوي على الضحكه واحس كلي خطا لاني نويت ؟!
اتصور انك من رحلت اشوفك لجسمي ظلال
لا شفته امشي ببتعد واثره معي مهما مشيت !!
مدام يعني في بحرك لفرحتي مليون جال
وش فيه موجك ما ركد ؟ قربت اموووت وما رسيت ..
يرضيك ما عادت معي تفرق اذا جالك مجال
لاني اقتنعت انك نهايه واني ببطي ما بديت !!
صرت ( اعقد حجاجي ) اذا جابوك باطراف الجدال
وانا قبل لاقالوا اسمك كني : ميت ثم حييت ..
حتى وانا تخيل حشمتك ! لن قلبي لا يزال
يكرر اسمك داخل اعماقي بنبضه لا سهيت ..
قلي شسوي فيك ؟ وانت بداخلي اصدق مثال
للحب واحساس القصيد ان عانق الليل وسريت ..
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
رجع أسيف للبيت متأخر مايبي يشوف أمه...
لكنه وقف لحظات عند باب غرفته...ما يبي يدخل...
راح اليوم لكل واحد يعرفه...بس عشان ما يرجع للبيت...و كان ناوي ينام في شقة وافي...لكنه خاف أمه تحس إن هالزواج مو حقيقي...و ترتاح من هالتهديد...
مع كذا ما كان قادر يدخل و يشوفها...يجلس وقت طويل معها...ما يحب يختلط بناس من هالأشكال...كيف وحده مو صاحيه مثلها...
يحس بضيق و كره...لكنه مجبور يتحمل أو بيخسر كل شي...
فتح الباب و دخل...و عيونه تدور في الغرفه تدورها...تقدم خطوات...و عصب وهو يشوفها نايمه على آخر السرير...
قبل يروح لها...انتبه لعلب العصير و البيبسي...اللي تاركتها على الطاوله...تأفف بقهر...و راح وقف عندها...
و بقرف هزها برجله...
أسيف= هيـــه..أنتي
رجوى حست بنفسها...و فتحت عيونها و شافته...و اللي قهره أكثر إنها ابتسمت يوم شافته...
جلست و هي تتثاوب...و تتمطط...
طالعها أسيف بقهر...و إشمئزاز...وهو يطالع شعرها المحيوس اللي ما كلفت على نفسها ترفع يدها ترتبه...
أسيف بقرف= قومي دوري لك مكان تنامين فيه..و لا أشوفك على السرير مره ثانيه...و رتبي هالفوضى اللي أنتي مسويتها..هنا مو مثل الحضيره اللي جايبك منها..هنا ترتبين نفسك و المكان اللي أنتي فيه و تحاولين تعيشين مثل الأوادم
رجوى توقف= الحضيره اللي كنت فيها على الأقل عندهم أكل..و إلا أنتم يا لآوادم ما تآكلون..خلاص اعتبرني عنز عندك و اعلفني..جوعاااانه
تركته و راحت تجلس على الكنب...وهو يطالعها بقرف و صدمه من كلامها...و يحاول يصبر نفسه...و يقتنع بفكرة إنه يعيش مع وحده بهالشكل بغرفه وحده...
رجوى= هيه..أنت يا شخص..قلتلك ميته جوع..كنت بآكل الشراشف من الجوع..أبي أكل
أسيف بعصبيه= خلاااص اسكتي..بتآكلين
طلع من الغرفه بغيض...مو متحملها...لا شكلها...و لا كلامها...و لا هبالها...
وقف عند الدرج...و صرخ يطلع القهر اللي فيه...
أسيف= رووووووووز
لحظات مرت...قبل يشوفها ترقى الدرج بسرعه...و توقف قدامه...
أسيف= جيبي عشاء..و كل يوم تطلعين فطور و غداء و عشاء للي بغرفتي..يلــــه
تركته و نزلت...و هو رجع للغرفه...لكن خطواته ما طاوعته يكمل...وقف يطالع بابها دقايق...وهو يتنفس بعمق...يحاول يتمالك نفسه...و يجمع صبره...
دخل للغرفه...و غمض عيونه بقرف وهو يشوفها تشرب من العصير اللي كان مفتوح على الطاوله...طالع شعرها الطاير...ملابسها المكسره و الباليه...يستغرب كيف وحده تعيش بهالشكل...
التفتت عليه...و هي تحك شعرها و تتثاوب...
طالعها بقرف...و راح جلس على سريره و صد عنها...
و بعد لحظات دخلت روز...و حطت قدامها صينية العشاء...و رجوى ما صدقت تشوف أكل بعد كل هالجوع اللي حسته...صارت تأكل بشهيه مفتوحه على الآخر...و لا همها اللي صار لها...و لا نظراته المستحقره...و لا كلامه الجارح...
كل هالأشياء تعودت عليها من سنين...من الناس...في البدايه كانت تصيح من كل كلمه تسمعها...بعدين صارت تكتم الحزن داخلها...لين تعودت و صار عندها كل اللي تسمعه عادي و ما يأثر فيها...و اللحين صار الموقف يضحكها و يسليها...حتى لو كانت هي اللي ينضحك عليها فيه...
رجوى تطبطب على بطنها= الحمدلله..ليتني بقيت شي للفطور
أسيف بقرف= شايفتنا مجاعه هنا! ما نشوف الأكل إلا مره وحده؟
رجوى= والله ما أضمنك..تروح تغطس و أنا أموت جوع..و حضرتك مسويلي حضر تجول بالمنطقه
أسيف بغيض= أنتي ما تلاحظين إن لسانك طويل؟ معي تعلمي كيف تتكلم بأدب..و ياليت لو تختصرين كلامك..و يكون أحسن لو ما أسمع صوتك أبدا...طلعي صينية الأكل على الطاوله اللي في الممر تجي الخدامه تاخذها
تركته رجوى و طلعت تحط الصينيه...(وجع يوجعه..حلو حتى وهو معصب! يااااربي أحس إني بأصير مغروره..معقوله هذا زوجي...والله لو يسب من هنا لسنه يحق له)
دخلت الغرفه...و شافته نايم على سريره...
أسيف بأمر= نظفي المكان
راحت رجوى تجمع العلب...و تمسح الطاوله...و هي تدندن بهمس...و أسيف يطالعها بقهر...(ما تحس! ما تحس..أو مجنونه؟...أشك إني أقدر اتحمل)
خلصت رجوى...و شافها توقف قريب منه...
أسيف يجلس و بعصبيه= نعـــم
رجوى تضحك= لا تخاف مو جايه اتهجم عليك..لو إنه حلال لي هالشي
أسيف يصرخ بإستنكار= أنا أوقح منك ما شفت بحياتي!!
رجوى= وين بأنام؟ يا أبو سرير!...(تقلد صوته بإستهزاء) لا أشوفك على السرير مره ثانيه
أسيف يقوم من سريره بعصبيه...و يرمي عليها وساده...و غطاء من السرير...طاحن على الأرض...
أسيف= نامي بأي مكان..و فكيني من شوفة وجهك
رجوى بإستهبال= كان قلت لي إن وجهي اللي مزعلك..البس نقابي
تركته و راحت للكنب...وهو يطالعها بكره و إستحقار...ما تخيل إن فيه ناس تعيش بدون إحساس...بدون مشاعر...بدون حتى كرامه...
شافها تنام على الكنب...و سكر الأباجوره اللي جنب السرير...و انتشر الظلام بالغرفه...
مرت دقايق طوال...وهو مجافيه النوم...يفكر بأمه...يفكر بهالزواج اللي تورط فيه...و بإشمئزاز يفكر بزوجته...و شكلها...و كلامها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت للفيلا بعد ما تركت وديان...و هي تحس بالهدؤ يلف المكان...ما تدري وينه اللحين...ما تدري هو ينتظرها في الغرفه...أو قد نام...أو يكون في جناح لولوه...
كانت بتطلع على الدرج لكنها سمعت صوت لولوه العالي...التفتت على المكان اللي جاي منه الصوت...و رجعت بخطوات هاديه...راحت للمكت اللي كان بابه مفتوح شوي...و وقفت تسوي اللي ياما سوته في بيت عمها...عشان تعرف بنواياهم الحقيقيه اللي ما تظهر قدامها...و قفت تسمع كلامهم...
لولوه بعتب= و لا اهتميت لزعلي..و لا حتى اهتميت تقولي..خليتني أعرف من أهلك..أنا اللي سلمتك كل شي و خليته بين يديك..أنا اللي عمري ما حاسبتك على شي..لأني وثقت فيك
وليد بملل= لولوه تعرفين إني ما أحب هالنقاشات السخيفه..كبري عقلك..و بلى هالزعل اللي ماله داعي
لولوه بحزن= ليه تزوجتها؟ وش قصرت عليك فيه؟ وش فيها ينقصني؟
وليد يتنهد بإنزعاج= ما فيها شي يزيد عنك..ارتحتي..أنا تزوجتها بس عشان أريح أبوي و أمي
لولوه بدلع= يعني ما تحبها؟
وليد= لا ما أحبها..بالله عليك يا لولوه..كنت أظن إننا متفاهمين..و نعرف بعض زين..خلينا في شغلنا و اللي بيننا و لا تشغلين نفسك بأشياء تافهه..زواجي ماراح يغير شي عليك
سحبت رجلينها...لين بعدت عن المكتب...و أول ما وصلت للدرج ركضت بسرعه لين دخلت للجناح الخاص فيها...دخلت غرفة النوم و رمت نفسها على السرير...تراجع اللي سمعته بقهر...(دائما..دائما..إنسانه زايده عن الحاجه! إنسانه مو مرغوب فيها!)
مع إنها تعرف هالشي من يوم تزوجته...لكن إنه تسمعه يقوله لغيرها...قهرها هالشي...
حست بخيبة...و قهر...و هي تشوف حالها اللي لا يمكن يتغير...ما أحد يحبها...ما أحد يهتم فيها...ما أحد يحس بوجودها...
تذكرت حياتها...طفولتها...طول عمرها كانت تحس إنها ثقل على مرة عمها و بناتها...يجاملونها بمحبه...تختلف عن المحبه و القرابه اللي بينهم...يخافون عليها أو منها...بس مو الخوف الصادق اللي تشوفه بعيونهم على بعض...(ما أبي أرضى بالإحسان! كثير لو كنت أبي إحساس صادق؟ إحساس مثل إحساسهم ببعض...أو ما يحق لي بهالشي)
و بلوم عاتبت نفسها...(طبعا ما يحق لي..وحده انهت حياة أهلها! حكمت عليهم بالموت)
هزت راسها بقوه و هي تنتفض...تكره هالذكرى...و صارت تردد في بالها كلام جدتها...ياما قالت لها إنه قدرهم...إنه مكتوب لهم يموتون بهاليوم...إن الذنب مو ذنبها...
و هي من سنين تحاول تقتنع بهالكلام...تحاول تنسى ذاك الحريق...تنسى صوت جدتها الكره و الحاقد عليها...تنسى تصرفات عمها و زوجته...و سخرية بناتها...
لكنه راح منها كل هدؤ سكنها هالأيام...كل تغيير حست فيه...كل راحه و أمل ظنت إنها بتعرفهن بيوم...
و رجعت القساوه لقلبها من جديد...رجع لها الحقد...و الكره...أقوى...
مو مهم من تكره...لكن فيها غيض لو وزعته على الدنيا ملاها سواد...و وحشه...
التفتت على صورته اللي كانت على الكومدينه...و وجهت كل هالأحاسيس الغاضبه لوليد...اللي حقرها...و استخف فيها...اللي جابها تحفه ترضي أهله...و لا تزعل زوجته...(زين يا وليد..من اليوم بتشوف رحيل على حقيقتها..بأخليك تكره الساعه اللي شفتني فيها..دنياك اللي على بالك مسيطر عليها بأقلبها لك..بتتعلم كيف تسمع كلمة لا..بتشوف عناد رحيل و قلبها الأسود..بتشوف شي عمرك ما تتخيله....لين يكون حلك الوحيد إنك تتخلص مني)
قامت بنظرات جامده...بأحاسيس مشتعله قهر...متلهفه لإنتقام...و بدلت ملابسها و قفلت الغرفه...و نامت...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
صحت و هي تحس بالبرد يدخل عظامها...شدت الغطاء و دفنت وجهها فيه...لكن مع كذا ما دفت لأن الغطاء كان خفيف...(طططط برررد..هذا الشتاء؟ وش جابه اللحين؟)
طلعت وجهها من الغطاء...و هي تراقب الظلام اللي حواليها... و بحقد...(ول عليييه مو مكيف..كأني مصيفه بسيبيريا...لا لا إن جلست كذا بأقلب بطريق)
قامت من الكنب اللي هي جالسه عليه و هي ترتجف...و راحت وقفت عند سريره...شافته نايم و متهني...و سحبت الغطاء من فوقه...و راحت تتغطى فيه و تكمل نومتها...
بعد دقايق...حس أسيف إن ما عليه غطاء...مد يده يتلمس السرير لكنه مالقى شي...صحى و شاف نفسه بدون أي غطاء...شغل الأباجوره اللي جنبه...وهو يطالع تحت السرير...
لكنه أول ما رفع راسه شاف الغطاء على الكنب...و هي راميه غطاها على الأرض...صر على أسنانه بغيض...وهو يتمالك أعصابه غصب...هالبنت فيها وقاحه ما قد شافها بحياته...
كان بيقوم يطلع فيها كل غيضه...لكنه ما كان طايق يشوفها...أو يسمع صوتها...و يتذكر هالزواج اللي رمى نفسه فيه...
عشان كذا قام و بدل ملابسه و طلع من الغرفه...و البيت كله...عشان يرتاح...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
صحت و هي حاسه بضيق...بعد نوم متقطع...و كوابيس...
ذكرها هالإحساس بأيامها في بيت عمها...نفس الملل...و الكآبه...نفس الإحساس المؤلم البارد اللي يملأ قلبها...(هنا ما يفرق عن بيت عمي..هنا إنسانه زايده عن الحاجه..و هناك زايده)
قامت من سريرها و هي تسمع الآذان...و راحت تصلي...بعدها حست بعطش و طلعت تشرب ماء...
شافت ورقه صفراء ملصقه على الباب...و قرت المكتوب فيها...
[ليه قافله الغرفه..بعدين احاسبك عليها..أنا مسافر أسبوع..لا تنسين اللي اتفقنا عليه..و لا تروحين لجدتك خلي أهلي يشوفونك في البيت..ما أبي أي مشاكل]
أخذت الورقه و قطعتها بقهر...(لا تخاف يا وليد المشاكل تنتظر رجعتك عشان تبدأ)
انتهى البارت
|