كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
الارشيف
.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـثــــامــنـــ ?]|n•?.•.°.•
بعد ما تعشوا...راحت رحيل تغسل الصحون...و أول ما طلعت من المطبخ شافت جدتها في الصاله...و استغربت إنها للحين ما نامت...
أم ساره= تعالي يا رحيل أبي اكلمك
رحيل تجلس= نعم يمه
أم ساره= أبي اكلمك بموضوع بس ما تقاطعيني و تسمعين كل اللي بأقوله
رحيل بإستغراب= خير يمه! وش هالموضوع؟
أم ساره= أنا عارفه إنك ما تحبين عمانك و لا ترتاحين تعيشين بينهم و أنا شايفه بعد إنهم ما يهتمون فيك..بس يا بنتي الموت حق و أنا ماراح أعيش كثر ما عشت..أدري إنك ما تحبين هالكلام بس أنا ماراح أعيش لك دائما
رحيل بضيق و قهر= ليه تقولين هالكلام يمه؟
أم ساره= اسمعي يا بنتي إن كنتي تحبيني و تدورين راحتي و رضاي تزوجي مدير أبومشعل
رحيل تشهق= تبيني أوافق؟!
أم ساره= إيه
رحيل بغيض= لاااا ماراح أوافق أنا أبي اعيش معك..هنا و بس و ماراح اتحرك من هالبيت إلى لقبري و عساه يومي قبل يومك
أم ساره بإصرار= اسمعيني يا رحيل أنا إن عشت لك اليوم ماراح أعيش لك بكره..ريحيني..خليني اتطمن عليك
رحيل تصرخ= لو متي بأموت وراك
أم ساره تتنهد بتعب= رحيل!
رحيل بإستغرب= ولو أخذت هذا بتتطمنين علي؟ مع واحد مو عارفه عنه أي شي! مع واحد فرحان بفلوسه و يتشرط له بعروس بكره يمل و يشري بفلوسه غيرها!
سكتت أم ساره...و هي تشوف إن هالطريقه ماراح تنفع مع رحيل...و فكرت بشي ثاني...
أم ساره= رحيل أنا افهم الناس و بعد أعرفك زين..أنتي ما تدورين على الحب لأنك أنتي و بنات خالتك تعلمتم تعيشون من غيره عشان كذا هالزواج مناسب لك..هالرجال باين إن كل همه في شغله لدرجة إنه مو مهتم باللي بياخذها لا شكلها كيف؟ و لا عائلتها مين؟ كل همه شروطه اللي قالها و بس و هالشروط أنتي بتقدرين عليها..و مع كل هذا بتستفيدين من مركزه و فلوسه..أنتي تبين القوه يا رحيل و بزواجك بتحصلينها..أنتي تبين ما تحتاجين لعمانك هالزواج بيخليك تستغنين عن أي شي منهم..زوجك بيكون مشغول و هالشي يخليك تقدرين تزوريني كل يوم و تجلسين عندي أيام بعد و بتقدرين تزورين بنات خالتك..و مين ضامن الأيام وش مخبيه لنا؟ يمكن في يوم نحتاج و لا نلقى اللي يسد حاجتنا..ما أحد بيهتم فينا و يصرف علينا..ساعتها بتكون فلوسك عون لنا
سكتت رحيل و هي تسمع كلام جدتها...اللي كانت تحاول تقنعها بكل طريقه...
و بدأ الإقتناع يستولي على عقلها مع كل كلمه...كان رفضها قاطع و نهائي...لكنها كانت تصدق كل كلمه تقولها جدتها و تحفظها درس...كان مستحيل ترد أي شي تقوله أو ما تقتنع فيه...حتى لو كان زواجها من هالشخص...
رحيل بهدؤ= خلاص يمه أنا بأوافق دام هالشي يريحك و يرضيك..و دام هالشي بيبعدني عن عماني
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بكــره---••
صحت رجوى كعادتها...قبل خواتها بساعه...طلعت للصاله و تفاجأت و هي تشوف أبوها فيه...
تذكرت عصبيته أمس بعد ما دق على جدتها و أكدت له رفض رحيل...هاج عليهم و صار يضرب في كل اللي قدامه...حتى مشعل كان جاي متأخر...و لأول مره أبوه يحاسبه على التأخير بس عشان يضربه...
لكن اللحين تشوفه جالس هادي و رايق...ابتسمت بإستهزاء...(الظاهر خلص شحنه)
رجوى= ها يبه وش أخبار يدينك؟ عسى ما توجعك بعد طقنا البارحه..والله صراحه تتعب نفسك أحد يضرب تسعه نفر مره وحده كان قسطتنا احسن
أبومشعل= رحمكم الله و يكفيكم طق البارح..والله كنت ناوي عليكم اليوم بعد بس خلاص ما يحتاج
رجوى= و ليه تحطها بنفسك يبه؟ ما تسوى..تبي أقوم لك البيت كله تفطرهم ضرب؟
أبومشعل يقوم لها و يمسكها مع شعرها= اذلفي سوي لي فطور..و ترى بنت خالتك وافقت باركي لها حظها اللي يفلق الصخر..و خليها تعيش عمرها تدعيلي بزوجها واحد عمركم ما حلمتم تشوفونه
رجوى بإستغراب= وافقت؟ كيف؟
أبومشعل= بعد الفجر دقت جدتك و قالت انها موافقه(يدفها بقوه) يله سوي الفطور
دخلت المطبخ...و وقفت تفكر...(وافقت؟ رحيــل!!)
استغربت من هالشي لدرجة إنها ما قدرت تصدقه...لكنها تذكرت سكون جدتها و نظرتها...ما قالت رأيها عن هالموضوع...(أكيد..أكيد جدتي هي اللي خلتها توافق..أكيد..لأن رحيل مستحيل توافق على هالشي..هي أصلا ما تبي أحد و لا مهتمه بشي حتى فلوس هالمدير و مركزه)
احتارت بشعورها...ما تدري تفرح لرحيل أو تخاف عليها...لو كانت هي مكانها كان عادي عندها هالشي...لأنها متوقعته من زمان...لكن رحيل وش بيكون شعورها بهاللي شاريها بوظيفة زوجه...(لا..حتى رحيل قويه..رحيل مثلنا تربية أمي نوره..و لا شي بيهزها)
و طرت على بالها حياة...وش ممكن تكون ردة فعلها لو عرفت...
سوت فطور أبوها...و هي تسوي الشاهي شافت أم مشعل تدخل المطبخ...
رجوى تبتسم= أخبارك بعد طق البارح؟ ههههه عاد أنا و أنتي يا أم مشعل تعودنا احس كل عظمه فينا مرسوم فيها عقال أبوي
أم مشعل تبتسم مثلها..لكن بأسى= غريبه ما رحتي؟
رجوى= بأغيب اليوم..هذا فطور أبوي اذا خلص الشاهي وديه له خليه يفطر و يتوكل
تركتها و راحت للغرفه...و شافت خواتها صاحيات...
شهد= رجوى! ما رحتي؟ شي يوجعك؟
رجوى= لا للحين أكد..مع إن اللي يعيش عند أبوي لازم له قطع غيار..يعني عظام على كم اصبع..و كوع للإحتياط
ضحكوا البنات بعد تكشيرتهم اللي كانت مرسومه على وجيههم...
قمر= وش فيه شعرك طاير كذا؟
شهد تضحك= وهو متى ركد؟
رجوى= و أبوي خلاه يركد؟ أنا ما أحد عقد شعري غيره من كثر ما جرجر فيه
التفتت رجوى على بسمه...اللي كانت ترتب دروسها و هي للحين مكشره...و ساكته...و راحت تجلس جنبها...
رجوى= وش عندها عجوزنا بسمه؟
بسمه بضيق= وش مسميني بسمه عليه؟
رجوى تضحك= لأننا عارفين إنك ماراح تلقين شي تبتسمين عليه فقلنا يصير اسمك بسمه على الأقل هههه
بسمه ما ضحكت= ......
رجوى تسوي معصبه= هيــه أنتي..أنا جالسه انكت على هالصبح قولي لضروسك يضحكن لا اصفهن قدامك
بسمه بإعتراض تمد يدها و الكدمه الزرقاء اللي فيها= شوووفي
رجوى تمد يدها اللي كان فيها جرح للحين دمه ما نشف= شوووفي
شهقت بسمه...و شهد و قمر قربوا منها...
شهد= رجوى؟ ليه ما عالجتيه؟ وش ضاربك فيه؟
رجوى بلا مبالاه= مادري ما انتبهت بس حسيت في شي حاد و أنا ابعد حنحون عنه..خليها تتذكرها عاد إذا كبرت
شهد= بأروح أجيب لك مطهر و لزق جروح
بسمه= توجعك؟
رجوى تطالع قمر= و أنتي أخت قمر مو ناويه تقدمين لي احساس مرهف مثل خواتك؟
قمر تضحك= لا موفرته ليوم أشد هههه
رجوى= تعجبني هالبنت احس لك مستقبل تكونين خليفتي بهالبيت
بسمه بحزن= رجوى أخاف يضحكون علي البنات
رجوى= و ليه يضحكون؟ أنتي قولي لهم..شوفوا يا بنات يدي وش فيها...بيقولون يوووه ليه كذا؟ مين ضربك؟...عاد أنتي هنا تنفخين صدرك و بفخر تقولين أمس و أنا راجعه البيت شفت ولدين يضربون أخوي الصغير و أنا اعصب و تطلع شياطيني و أروح اتضارب معهم مع إنهم أكبر مني..بس في الأخير هزأتهم لين خافوا و راحوا...ترى بيعملون لك من اليوم ألف حساب
بسمه تبتسم= صـــح
دخلت شهد...و أخذت يد رجوى بالغصب و عالجتها...بعدها وقفت رجوى عند دولابها...
رجوى= بسمه نادي للعيال في الصاله
نادتهم و دخلوا عندها كلهم...و رجوى توزع عليهم فلوس...مع قلها إلا إنها كانت كثيره بعيونهم...لأنهم دائما يروحون لمدارسهم بدون مصروف من الأساس...
رجوى= يله هذا عن طق أمس...عشان تعرفون إن الطق يفيد...يقوي و يكسب
بدر= يعني أي واحد يطقه أبوي بتعطينه فلوس؟
رجوى= طمع هالولد! لا هذا بس في حالة الطق الجماعي
مشعل= أنا الكبير عطيني أكثر منهم...و بعدين انطقيت أمس لحالي يعني الضرب علي أقوى
رجوى= هههه بصراحه حجه قويه..يله و هاذي عشره زياده
طلعوا كلهم و البسمه ماليه وجيههم...و نسوا ضرب البارح كله...
بعد ما راحوا طلعت من غرفتها و لا شافت أبوها...و سمعت صوت أم مشعل في المطبخ...(والله كل ما أشوف هالمسكينه..أحمد ربي إن أمي ماتت يوم ولدتني..وجهي خير عليها هههه)
راحت لغرفة أم مشعل و شافت حنين نايمه...و راحت جلست جنبها...
رجوى تهزها= حنحووون..دودتي
حنين تفتح عيونها و تصيح= .......
رفعتها رجوى و ضمتها...
رجوى= و أنتي بعد ضاربه إتش مثل خواتك...اللي يصيح اللحين ما يروح معي للبقاله و نشري حلاو و علك و آيس كريم
حنين تسكت= ثدق؟
رجوى= طبعا ثدق
حنين= يله
رجوى= لو نروح بشوشتك هاذي البقاله يطردنا..يله نروح نغسل و نلبس و نسرح شعورنا بعدين نروح
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعــد الظـهر...رجعت حياة للبيت...و شافت ولاء في الصاله...
حياة= السلام عليكم
ولاء= و عليكم السلام و الرحمه
حياة= ها مين اللي سبق اليوم..أنا أو وفاء؟
ولاء تضحك= لا أنتي وفاء للحين ما جت.....صح رجوى دقت و قالت تدقين عليها أول ما تجين
حياة= وش عندها؟ الله يستر
تركتها و طلعت لغرفتها...بدلت ملابسها بسرعه و رفعت شعرها و نزلت تركض...دام عمها نايم بتكلم بتليفون البيت احسن من تصرف بجوالها...
جلست في الصاله عند ولاء...و دقت عليها...
حياة= السلام عليكم
بسمه= و عليكم السلام
حياة= أنتي بسمه؟
بسمه= ايه
حياة= وش أخبارك؟
بسمه= الحمدلله..أنتي حياة صح؟
حياة تضحك= ايه صح ما شاء الله تتذكرين صوتي؟
بسمه= ايه صوتك حلو..مو مثل صديقات البنات اللي كانها ولد و اللي كانها عجوز
حياة= هههه حلوه..رجوى وين؟
بسمه= اللحين أناديها
بعد لحظات....
رجوى= هاي و نص و ثلاث أرباع
حياة= أهلين..وش عندك؟
رجوى= امممم شي بيعصبك و الخوف على اللي عندك تاكلينهم
حياة= رجيو..وش عندك؟
رجوى= رحيل وافقت
حياة= على ايش؟ ......(لكنها فجأه تذكرت..و صرخت) وافقت على ايش؟..عليه؟
رجوى كانت تدعي بقلبها خايفه على حياة...و ولاء فزت يوم سمعت صرختها و صارت تطالعها بإستغراب و هي تشوف كيف انقلبت ملامحها بلحظه...
رجوى= ايه..اتوقع جدتي اقنعتها
حياة بقهر= جدتي؟ ليـــــه؟
رجوى= مادري؟ حتى أنا مستغربه
و مثل ما توقعت رجوى...سكرت حياة بوجهها...و متأكده إنها دقت على رحيل...
و هذا اللي سوته حياة...و ولاء واقفه تراقب بصمت...
حياة بقهر= رحيل! ليه وافقتي؟
رحيل تتنهد= جدتي طلبت مني أوافق
حياة تصرخ= ليــه؟؟ أنا بأكلم جدتي
رحيل= لا..أدري إنك ماراح تقتنعين باللي قالته و لا أبيك تضايقينها
حياة= يعني خلاص بتوافقين؟
رحيل= ايه بأوافق..أضمن حياة مريحه لجدتي اللي تعبت من هالزمن و اللي صار لها فيه و..و يكون عندي المركز و الفلوس اللي تغنيني عن الناس..و اللي بتخليني فوق الكل.....وهو ما يهمني..أنا أكثر منه ما أبيه و مو مهتمه فيه
حياة بقهر= أنتي صاحيه؟ حنا مو محتاجين..حتى جدتي مو محتاجه..تقاعد جدي مكفيها...بس ما تبيعين نفسك لهالــ....
رحيل= بس بأوافق
حياة تصرخ= رحيـــل!! من متى تهمك الفلوس؟ من متى يهمك شي فهالدنيا؟ من متى تحبين تختلطين في الناس و تتعرفين عليهم؟....كيف اللحين بتتحملين تعيشين مع ناس بهالشكل؟ ناس تشوفك و لا شي؟ و بتشوفك ما تليقين بولدهم؟ حتى ولدهم بيحسسك إنه شاريك و يتصرف فيك مثل ما يبي؟
رحيل= حياة أنتي تصدقين شي اسمه حب؟
حياة= طبعا لا
رحيل= تصدقين إن فيه وفاء
حياة= لا
رحيل= تصدقين إن حياتنا ممكن يكون فيها أمان و راحه
حياة تتنهد= لا
رحيل= خلاص..دام مو منتظره حب و لا وفاء و لا راحه..خليني أدور على مصلحتنا..أنا بأطلع من هالزواج بأماننا..براحة جدتي..بحياة مريحه لنا كلنا..حتى رجوى و أنتي بأكون قادره اساعدكم لو وحده منكم احتاجت أي شي في يوم ماراح نعتمد على اللي يسمون أهلنا..حياتنا بتتغير يا حياة
سكتت حياة...يملاها القهر و الغيض...و سكرت التليفون بدون لا تقول أي كلمه...و راحت لغرفتها...
ولاء كانت للحين تطالعها...و تتذكر كلامها اللي ما فهمت منه شي...
شافت وفاء تدخل عندها...
وفاء= بسم الله وش فيه شكلك كذا؟
ولاء تتنهد= الظاهر حياة جتها وحده من حالاتها اللي تعرفين
وفاء بقلق= أي حالات؟
ولاء= أي حاله تطرين فيها ظلم رجل
وفاء= ليه؟ أبوي قال لها شي؟
ولاء= لا كلمت بنت خالتها..ما فهمت شي بس يمكن أحد متقدم لرحيل لأني سمعت حياة بقهر تقول بتوافقين عليه..و انه شاريك بفلوسه و أهله ما يبونك و مادري ايش...يمكن فهمت صح
وفاء تتنهد بضيق= الله يستر..بأروح اشوفها
طلعت فوق...و وقفت متردده عند غرفتها...قبل تطق الباب...لكن ما أحد رد عليها...و عرفت إنها بتجلس ساعات بغرفتها...و وحدتها...لين تقدر تطلع...و تشوف أحد...
••
••
••
في الغرفه...جلست على سريرها شارده و ساكنه...سمعت طقات على الباب...بس ما قدرت ترد...شي يشل كل أطرافها...حتى إحساسها...
أول مره يخمد غضبها بهالسرعه...أول مره ما تحاول تسوي شي...تحاول ترد...تعترض...
لكن الإحساس داخلها كان بارد...و الخوف ملأ قلبها...
و كل تفكيرها بجدتها...ليه جدتها سوت كذا...طول السنين اللي راحت و هي تحاول تجمعهم مع بعض...تقوي علاقتهم ببعض...تقولهم إن الدنيا كلها بجهه و هم بجهه لحالهم...كانت تلمهم بهالبيت...تقويهم...و تغنيهم عن الناس و الدنيا كلها...
كلهم كان عندهم حلم واحد...لو كلهم يعيشون بذاك البيت مع بعض و ينسون العالم...و العالم ينساهم...
لكن اللحين...جدتها بنفسها ابعدت رحيل عنهم...و بيوم أبومشعل بيبعد رجوى...و هي...حتى هي مو عارفه وش ممكن يسوي فيها عمها...
بيتفرقون...
هالشي خلاها ترتجف...و هي تفكر لأول مره...لو جدتها ما صارت موجوده بهالحياة...و كل وحده منهم راحت بطريق...كل وحده صارت لحالها...تحت حكم أحد ماراح يرحمها...
(لااا كيف بنعيش كذا؟ مستحيل هالشي يصير! مستحيل أمي تتركنا..مستحيل نتفرق)
لكن شي داخلها كان مو مريحها...شعور غريب من تصرف جدتها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
سكرت رحيل التليفون و هي للحين شارده...جلست على الأرض...و حطت راسها بين يديها...و سرحت بأفكارها...
قربت منها جدتها اللي كانت طالعه من المطبخ...و هي مستغربه حالتها...جلست جنبها...
أم ساره= يمه رحيل..وش فيك؟
رحيل= حياة دقت
سكتت ما احتاجت تتكلم...لأنه معروف وش قالت...و واضح رأيها و شعورها اتجاه اللي بيصير...
أم ساره= ما عليك...تثور لها أيام و تهدى...تعرفين حياة ما تطيق طاري الزواج و الرجال...و لا راح تفهم اللي قلته لك
رحيل= بس يمه أنا خايفه عليها تتضايق أو تتعب
أم ساره= لا تخافين حياة أقوى من اللي تتخيلينه
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بـكــره---••
جلس أبوأحمد ساكت للحظات...من ربع ساعه وصل لبيت أخته أم سعود...يبي يقول لها عن اللي صار...
كان جالس معها و سعود و بناتها فيه...طالعها بنظرات فهمتها على طول...
أم سعود= وداد روحي شوفي الخدامه وش سوت بالعشاء..و أنتي يا رنيم روحي شوفي دروسك
رنيم= إن شاء الله..عن إذنك خالي
أبوأحمد= اخذي راحتك يا بنتي و شدي حيلك بدراستك
طلعوا من المجلس...و رنيم راحت لغرفتها...أما وداد اللي كانت حاسه إن أمها تصرفهم...وقفت بفضول ورى الباب تسمع وش بيقول خالها...
أم سعود= خير يا اخوي؟ شكلك يقول فيه شي؟
أبوأحمد= اليوم اتصلت علي أم ساره و طلبت مني اروح لهم لأنها تبيني بشي يخص رحيل
أم سعود بإهتمام= وش هالشي؟
أبوأحمد= رحيل تقدم لها واحد و وافقت
شهق سعود بصدمه...لكن ارتاح إنهم ما انتبهوا له...لأن خاله كان مهتم بأمه اللي صدمها الخبر...
أم سعود= وافقت! غريب ياما تقدم لها كثير و رفضت..حتى كانت تثور فينا أول ما نفتح لها الموضوع
سعود سأل عن اللي حيره= مين اللي متقدم لها؟
أبوأحمد بضيق= هذا اللي أنا مو مرتاح له..اللي متقدم لها رجل أعمال كبير الكل يعرفه في السوق اسمه يهز الكل..و الغريب يبون الزواج الأربعاء الجاي و ماراح يسوون أي حفله
أم سعود بإستغراب= و من وين عرفها هالتاجر؟
أبوأحمد= أبومشعل رجل خالتها يشتغل عنده
أم سعود= و ليه واحد مثله يترك كل اللي بمستواه و يفكر بوحده بحالة رحيل؟
أبوأحمد= هذا اللي محيرني..و الأكثر ليه الزواج بهالسرعه؟ و ليه ما يبون يسوون حفله؟
أم سعود= ما سألت رحيل؟
أبوأحمد= يعني ما تعرفينها؟ قالت إنها موافقه و إنها ما تبي مني غير أوافق بما إني ولي أمرها....و...و قالت إني لو ما وافقت بأكون مابي لها الخير و من هالكلام
سعود بقهر= خالي أنت ناوي توافق؟
أبوأحمد يطالع أخته= والله مادري؟
أم سعود= وافق يا أبوأحمد..دامك تقول الرجل سمعته زينه في السوق..دام هي وافقت أكيد راضيه على شي فيه..و الأكيد عشان فلوسه..يا أخوي أنت تعرف رحيل و حالتها و تذكر كيف عاشت بيننا وش سوت فينا..يعني لو أنت رفضت هذا مين اللي هي بتقبل فيه؟ مين بيتحملها؟ ولو صار شي لاسمح الله لجدتها و رجعت لنا..بترجع من جديد تنكد عليكم عيشتكم..خلها تروح في نصيبها و إن شاء الله ربي ييسر أمرها معه
بان الإقتناع على ملامح خاله...و أمه تناقشه أكثر في هالزواج...وهو كان بيعترض...لكن مايدري ليه الإعتراض مات قبل ينطق بحرف...خاف من إهتمامه يتفسر خطأ...هو نفسه مو عارف ليه هالإهتمام...غيره و حب...أو حميه لقريبته و بس...
كل اللي يعرفه إن هالموضوع سبب له الكدر و الضيق...
••
••
••
دقت وداد على مها...بعد صدمتها باللي سمعته...تبي تتأكد لو كان عندها فكره عن هالعريس اللي يقوله خالها...
مها= أهلين
وداد= هلا مهوي..وش أخبارك؟
مها= تمام..و أنتي؟
وداد= تمام..تدرين إن خالي عندنا؟
مها= والله؟ أنا سمعت إنه بيروح لرحيل عند جدتها
وداد= ايه راح و بعدها جاء عندنا
مها بقلق= وداد فيه شي؟
وداد= ايه..بأقولك بس لا تقولين لأحد..لأن ما أحد يعرف إني تسمعت عليهم
مها= وش فيه؟؟
وداد= رحيل انخطبت و وافقت..و اللي خطبها رجل أعمال كبير...تتخيلين؟
مها بإستغراب= رحيل؟!
وداد= ايه..رجل خالتها يشتغل عنده..أموت و أعرف ليه خطبها؟ تتوقعينه شافها و اعجبته؟ بس كيف يشوفها؟ و وين؟
مها= أبوي وش قال؟
وداد= يقول انهم ما قالوا له شي..بس يبون موافقته بما إنه ولي أمرها
مها= و أبوي بيوافق؟
وداد= اتوقع..أمي اقنعته
كانت وداد تقولها عن اللي سمعته...لكن مها سرحت بأفكارها...ما يهمها رحيل تاخذ مين...غني أو فقير...أو حتى ليه وافقت...و كيف عرفها...كل اللي يهمها إنها أبعدت عن حياتهم...و عن سعود...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد المغــرب...طلعت رجوى من الغرفه و شافت شهد عند التلفزيون تتابع مسلسل...و أمها و قمر جالسين يتابعون بدون إهتمام...
مرت بين شهد و التلفزيون...و وقفت لعانه تتمطط قدامها...
شهد= يوووه رجوى بعدي بأشوف تقوله أو لا
رجوى= اللي أعرفه إن القول ينسمع ما ينشاف
شهد تدفها من قدامها= أنا عندي بالثنتين
رجوى= والله مسرفه بحواسك على غير سنع
مرت من عند قمر و وطت على رجلها...
قمر= آآآآي ما تشوفين
رجوى بإستهبال= أوو رجلك! بسم الله واصله لهنا و أنتي هناك
قمر= اذكري الله لا تشليني..يا متر و نص
رجوى= مخليته لك الطول..ما تدرين إن كل قصير حكمه أو نقمه
قمر تضحك= و أنتي أكيد نقمه
تركتها رجوى و راحت للتليفون تدق على حياة...لكن مرة عمها ردت عليها و قالت إنها نايمه...و سكرت...(تصرفني هالعنز! أكيد للحين مفنخره)
شافت بسمه و حنين يدخلون للصاله...
أم مشعل= وين فيصل و بدر؟
بسمه بإعتراض= طلعوا يلعبون في الشارع..و قالوا ياويلكم تطلعون معنا
رجوى= والله صار للذبانه دكانه و صارت تسكر على بكير! وهم وش دخلهم هالنتفه و المعصقل صاير لهم راي؟
بسمه بفرح= نطلع نلعب في الشارع؟
رجوى= لا خلي شارعهم لهم..أنا العبك لعبه أحلى
حنين= و أنا
رجوى= كلنا..حتى سيده أناقه و كركر بيلعبون
قمر تحمست= وشو؟
رجوى راحت للمطبخ...و أخذت سائل غسيل الصحون...
رجوى بفخر= اليوم بندشن ساحة تزلج في بيتنا..و الدخول مجاني
تحمسوا و نزلوا للحوش...حتى أمهم نزلت تتفرج عليهم...
فتحت رجوى صنبور الماء اللي في الحوش...و صارت ترش الماء في كل مكان...بعدها و زعت الصابون بكل مكان...
رجوى تصرخ= ابتدأ وقت المرررررح
صاروا يركضون و يتزلجون...يطيحون و يقومون...و صراخهم و حماسهم...واصل لآخر الحاره...لدرجة إن فيصل و بدر رجعوا على أصواتهم...و دخلوا هم و العيال اللي كانوا معهم يلعبون معهم...و امتلأ الحوش الضيق فيهم...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
وقف بسيارته متردد قدام البيت...مو عارف ليه جاء...وش بيقول...لكن من يوم سمع كلام خاله...و تأكد من موافقتهم اللي أكدتها خالته أم فهد...وهو يحس بغيض و قهر...
كيف يرمون وحده من دمهم لواحد مو عارفين عنه غير سمعته في شغله...و مو معروف ليه اختارها هي بالذات...و اللي يقهر أكثر بهالسرعه...و بدون حفلة زواج...
تنفس بقوه...و نزل من السياره...و راح قبل يتراجع يدق الجرس...وهو يتمنى إنها هي اللي تفتح له الباب...مو جدتها...
لحظات توتر مر فيها...قبل يسمع صوتها الجاف كعادته...
رحيل= مين؟
سعود بهدؤ= أنا سعود
سكتت رحيل للحظه...ما تدري ليه ما تفاجأت بجيته...كانت بينها و بين نفسها حاسه بهالشي بس ما تدري ليه...
من يوم وافقت...و كلمت عمها...و شي داخلها يسأل...وش بتكون ردة فعله هو...
كانت متأكده إن أهله ماراح يهتمون...و بيرتاحون منها بزواجها مهما كان...بس هو وش بتكون ردة فعله...
رحيل ببرود= نعم..فيه شي؟
حس سعود إن كلامها معه ما يشجع...بس دامه جاء لهنا...لازم يقول اللي عنده...
سعود= رحيل صدق اللي سمعته؟
رحيل= أكيد صدق..لدرجة إن أهلك وافقوا عليه بسرعه
مايدري إحساسه صح أو وهم...بس معقول تكون...عتبانه على هالموافقه...
سعود= رحيل ليه توافقين على هالزواج؟ وش يخلي واحد بمستوى ذاك..يترك معارفه كلهم و يرتبط بوحده أقل من مستواه..و بهالسرعه؟ و بدون حفله؟ أكيد فيه عيب..أكيد فيه شي
رحيل= و ليه هالإهتمام؟ ليه ما تسوي مثل أهلك توافق و تبارك وبس
سكت سعود مو عارف بإيش يرد...لأنه هو نفسه للحين مو عارف السبب...
سعود برجاء= رحيل لا توافقين
رحيل= و إذا ما وافقت؟ بترتاح وقتها؟ ليه؟.....تبيني اعيش طول عمري هنا؟مع جدتي بعيد عنكم و عن العالم..أو تتمنى لي عريس احسن منه..يرضي ذوقك....أو وش بالضبط يا سعود؟؟
سعود بحيره= مادري؟ مادري؟ بس أنا مو مرتاح لهالزواج يا رحيل..لا تبيعين أهلك و ترضين بغريب
رحيل بسخريه= أهلي! أنا مو حاسه بهالشي..و لا راح احس..و لا هم حسسوني..أنا في هالدنيا عشت و بأعيش لحالي..كل اللي لي جدتي و بنات خالتي بس
سعود= بس.....
رحيل بتهور= بس وشو يا سعود؟ عندك شي تبي تقوله؟ عندك مستقبل ثاني غير اللي أنا شايفه نفسي فيه؟ عندك إستعداد تتحمل مسئوليتي؟؟
سكتت و هي منصدمه من اللي قالته...و سعود صدمته أكبر...وهو يحاول يفهم معنى كلامها...
ما توقع تكلمه بهالهدؤ...توقع تثور بوجهه و تقول إن ماله حق يتدخل في حياتها...لكنها...لكنها...
تبي منه وعد اللحين...وعد يكون مسئول عنها...و يوقف بوجه أهله عشانها...لأنه متأكد إنها بتكون هي جهه و هم جهه...وعد إنه بيتحمل كل اللي بيجي منها...و عد لصبره على كل المشاكل اللي بتصير...
سكت و لا تكلم لدقايق...
رحيل= ردك وصل يا سعود..ماراح تضحي بأهلك عشاني...روح و انسى اللي قلته...خلني أدور على أماني بالطريقه اللي اشوفها صح..اتركوووني يا سعود..اتركووووني في حالي
سمع صوت خطواتها تبعد...لكنه ما تحرك من مكانه...و لا تحرك ساكن فيه...وهو يعيد كلامها...
••
••
••
دخلت لغرفتها تركض...و جلست على السرير ترتجف...ما تدري حزن أو قهر...صدمها اللي قالته له...اللي كانت تفكر فيه بدون شعور...
كرهت نفسها...و ضعفها...و اللحظه اللي فكرت فيها إنها تحتاج لأحد جنبها...
نزلت دمعه وحيده مسحتها بقهر...(ماراح اسامحك على هالدمع و القهر يا سعود)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في غرفتها كانت جالسه...تحرق رسمه على لوحة الخشب اللي بين يديها...
وقفت وفاء عند باب الغرفه تطالعها...من أمس و هي ساكته...و التكشيره ما تفارق وجهها...حزن غريب و إنكسار بعيونها...(وش آخرة اللي أنتي فيه يا حياة؟ الله يستر)
وفاء تدخل= حياة ما تبين عشاء؟
حياة تهز راسها بلا= .......
وفاء بحنان= حياة اليوم كله ما أكلتي شي..شوفي وجهك كيف شاحب
حياة بهمس= وفاء خليني لحالي
تنهدت وفاء بحزن...و تركتها و طلعت...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في سيارته...كان واقف ما يدري وين...لكن من يوم ما تركها و الأفكار تدور في راسه...لين حس إنه مو قادر يركز في طريقه و وقف...حس بضيق...و لوم...
رحيل بغرورها...و كبريائها...و عزلتها...طلبت منه يكون لها عون...يشاركها هالهموم و الوحده...يحسسها بالأمان...و الحب...و الإهتمام...
وهو بكل بساطه خذلها...حس إنه جبان...حس إن خيب أملها الوحيد...(بس كيف أوقف معك...و خصيمك هم أهلي..أمي و خواتي..و أهلي؟ كيف اوقف بوجههم و اقولهم أنتم خطأ و هي صح؟ ولو حاولت اقنعهم يقربون منك..أنتي وش يقنعك فيهم؟ ماراح تصدقين أي شي منهم..تبيني لحالي..بس أنا ما أقدر انفصل عنهم)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في غرفتها...كانت جالسه على سريرها...للحين ما نامت...من أمس و أفكارها سوداء...تصرف جدتها للحين صادمها...لدرجة إنها ما قدرت تكلمها و تسأل عن السبب...لأنها خايفه تعرف...
تتمنى يكون لها ألف عذر...و عذر...حتى لو الطمع بالفلوس...بس ما تكون ناويه تتركهم...ما تكون تعبت من هالدنيا و نوت تتركهم و ترتاح...(أكيد رحيل ما فكرت باللي أنا أفكر فيه..أكيد..و إلا كان ما وافقت تتركها....رحيل بس ما تحب تعارض أمي بشي..و توثق باللي تقوله...و تحب ترضيها بكل شي)
تعبت من أفكارها...و خوفها...تبي تشغل نفسها بأي شي...و راحت تطلع جوالها السري...
دقت على سلمان...بس هالمره مو رقم جواله...رقم بيته...اللي بكل ثقه عطاه لها...و ابتسمت و هي تسمع صوت أنثوي...عرفت إنها زوجته...لأنه هالوقت أكيد عند شلته...
حياة= السلام عليكم
زوجته= و عليكم السلام
حياة= أنتي أم رهف؟
زوجته= ايه اختي..مين معي؟
حياة= وحده تبي مصلحتك..و بتصحيك من غفلتك اللي مو عارفه وين بتوديك؟
زوجته بإستغراب= وش هالكلام؟ استحي على....
حياة تقاطعها= انتظري..لا تصيرين غبيه مثل غيرك..اللي بأقوله عندي ألف دليل عليه تقدرين تتأكدين و بعدها تحكمين بعقلك
زوجته=........
حياة تبتسم= زوجك..سلمان..يكلم غيرك و عازمها على بيتكم
زوجته تصرخ بغيض= كذااابه
حياة= لا مو كذابه أنا بنفسي اللي اكلمه لو تحبين تتأكدين عطيتك دليل
زوجته بقهر= وش هالدليل إن شاء الله؟؟
حياة= زوجك اللحين عند صديقه عيسى في الا ستراحه اللي....
زوجته= و تبيني اصدق بس عشان هالخرابيط؟؟
حياة= تبيني اكلمه..و اشبكك في الخط..تبين تعرفين وش يقول عنك؟ الصراحه احسن من غيره ما قصر..دائما يمدح فيك بس المشكله انه يحب الدلع و خفة الدم و مو لا قيها فيك..و المشكله انه يمل بسرعه و يحب التغيير
زوجته تصرخ= كذااابه
حياة بقهر= وش اكذب فيه؟ و ليه؟ تبين تسمعين بنفسك..أو بتكذبين سمعك و تصدقينه؟
زوجته بألم و تحدي= يله سمعيني
حياة= لحظه
و دقت عليه...
حياة بنعومه= هلا سلمان
سلمان= هلا بقلب و روح و كل سلمان..انا ما أحب اسمي الا اذا نطقتيه
حياة تضحك= حرام عليك..ما بقيت شي لزوجتك؟
سلمان= زوجتي يكفيها بيتها و بنتها..لكن انتي شي ثاني
حياة= لحظه..لحظه..سلمان اسمع احد يناديني..ادق عليك بعد شوي
سلمان بلهفه= انتظرك ماراح انام لين اكلمك نتفق على جيتك بكره..ترى ما نسيت وعدك بكره ام رهف رايحه لأهلها
حياة= زين
سكرت منه...
حياة= الو..للحين على الخط؟
زوجته شالتها الصدمه و بهمس= ليه؟ حرام عليه! حرام عليه!
حياة بقهر= آسفه على الضيق اللي سببته لك..بس لازم تعرفين انه ما يستاهلك و انه ما يسوى...ان شاء الله تكونين اذكى من غيرك..و تثورين لكرامتك و ما ترضين بهالوضع
سكرت منها و هي تتنفس بقوه...ما تدري ضيق...أو راحه...بعد اللي سوته...و رمت جوالها على السرير...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
جلست رجوى في السطح على البساط اللي فارشينه...تاكل بتلذذ الحلا اللي قدامها...و قمر تصب لها القهوه...هي و شهد اللي جالسه معهم...
قمر= وش رأيك رجوى بحركاتي؟ خبيت هالحلا من يوم ارسلته أم هيثم و خليته بس لنا للسهره
رجوى= زين ما فعلتي..ما تشوفيني منشكحه آخر إنشكاح..لو اكلناه مع اخوانك كان ما لحقتي إلا على قطعه منه
شهد تدخل عرض= اللحين صدق بنت خالتك بتتزوج مدير أبوي؟
رجوى= هههه خربت أحلامك..و تخطيطاتك عليه.....يله اقولها تتوسط لك عنده يزوجك رئيس الأرشيف..هاا لا تقولين ما أحبك
شهد= بس ليه يبي يتزوج بهالشروط؟ يمكن عاجز!
رجوى= والله كل خواتي خبره! لا تطمني ما سمعتي أبوي وهو يقول(تقلد صوته) ما يبي العرس مشغول بمقابل هالشركات اللي يبي لها جيش يقابلها....مع إني أشك إن بعد هالكلمه تلقينه بكره على الحديده..أو يمكن حتى الحديده تذوب من عين أبوك
قمر= الله رجوى بنزور رحيل لا تزوجت..أبي اشوف ناس أغنياء
رجوى تقلد حماسها= ايه يا سلام..تدرين يقولون ان لونهم ذهبي..وش فيهم يعني ناس مثل هالناس
قمر بسخريه= اللي يدري يدري
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بـكــره---••
كانت وفاء و ولاء يجهزون الفطور في المطبخ...
التفتت ولاء على وفاء اللي كانت سرحانه...و إبريق الشاهي يغلي قدامها و هي مو حاسه فيه...
ولاء= وفااااااء
فزت وفاء...و انتبهت لغليان الماء و حطت أكياس الشاهي...
ولاء= وين رحتي؟
وفاء تتنهد= حياة من أمس ما طلعت من غرفتها و لا أكلت..و كل ما طقيت عليها تقول أبي اجلس لحالي..حتى رجوى دقت عليها ما رضت تكلمها..مادري وش صاير فيها؟
ولاء= شفتها أمس بالليل نزلت للمطبخ اخذت لها كاس ماء و طلعت..ملامحها غريبه و لا كأنها حياة
وفاء= للحين متضايقه؟
ولاء بحيره= مو ضيقه..حسيت كأنها مصدومه أو خايفه
استغربت وفاء...(كل هذا عشان بنت خالتها بتتزوج؟ أو فيها شي ثاني)
شافوها تدخل للمطبخ...و عيونها زايغه من التعب...و وجها شاحب...
كانت لابسه تنوره سوداء و بلوزه بيضاء...تقارب لونها مع شحوب وجهها...
حياة بصوت تعبان= صباح الخير
ولاء+وفاء= صباح النور
راحت تشرب ماء...و وفاء تطالعها بقلق...
وفاء= حياة اسويلك سندويتشه؟
حياة= مو مشتهيه
وفاء= بس أنتي كل أمس ما كلتي!
حياة= ما أحس إني جوعانه
وفاء= زين لا تداومين اليوم شكلك تعبانه
حياة تروح= مالي خلق اجلس في البيت
مشت خطوتين...لكن ما أوصلت للباب إلا و هي تفقد توازنها...و تطيح على الأرض...
شهقت وفاء و ولاء و ركضوا يمها...شالوها عن الأرض و حاولوا يصحونها...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت جالسه على سريرها...مسنده ظهرها على الجدار...و ضامه رجلينها بيدينها...
عيونها مركزه على شنطتها...اللي رجعت تجمع أغراضها فيها من جديد...و بهالسرعه...مع إنها ما توقعت إنها بتطلع من هالبيت أبدا...و هي اللي ما صدقت تعيش فيه...
لكن كلام جدتها...و رجائها...و إصرارها...
كل هذا خلاها توافق على هالزواج...و كلها يومين و تروح عن هالبيت الحبيب و أمانه...و تعيش مع ذاك الغريب...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
دخلت رجوى الفصل...و الحصه الأولى بدت من عشر دقايق...
طقت الباب و هي تشوف ملامح أستاذة الأدب تنعفس...
الأستاذه= بدري آنسه رجوى! وين كنتي؟
رجوى= توي جايه..متأخره..و مريت الإداره
الأستاذه= وش قالوا لك؟
رجوى بملل= وسيلة التعذيب المستهلكه اوقفي الحصه الأولى
الأستاذه= أجل ادخلي اوقفي بمكانك و لا أسمع صوتك
دخلت رجوى و راحت لمكانها...وقفت عند سلمى اللي كانت جنبها...
رجوى= صباح الخير صديقتي
سلمى تبتسم= من متى هالذوق؟
رجوى= مادري بس أمس سمعتها بأفلام كرتون قلت ليه ما نقول مثلهم
الأستاذه بغيض= خلصتي يا رجوى؟
رجوى= أوو تنتظروني!!
و تحط شنطتها على الكرسي...و توقف على الجدار...و تكتف يدينها...
رجوى بغرور= هيا أبدأوا
كملت الأستاذه شرحها...و بعد ربع ساعه طقت بنت الباب...
البنت= أستاذه لو سمحتى الإداره طالبين رجوى
رجوى بهمس= جاك الموت يا تارك الصلاة
سلمى= وش مسويه؟
رجوى= تسحبت للفصل و ما مريت الإداره..بس خبرك فيهم كلاب بوليسيه..شموا ريحتي عن بعد
الأستاذه بملل= يله يا رجوى اطلعي بسرعه
طلعت رجوى و راحت للإداره...و هناك وقعت تعهد...و تعاقبت...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
في المستشفى...طلعت وفاء من الغرفه اللي فيها حياة...و راحت لأبوها اللي جالس على الكراسي في الممر ينتظرهم...
وفاء= يبه بيطلعونها بعد أربع ساعات
أبوفايز عصب= ليه أربع ساعات؟
وفاء= لين تطلع نتيجة التحاليل..و حطوا لها مغذي
أبوفايز بضيق= لو أدري كان خليت فايز يجي و يجلس معكم..لازم أروح المدرسه عندي إجتماع
ما تدري كان يسألها أو يكلم نفسه...لكنها ما ردت...خافت تقوله يروح للمدرسه و ما يقلق عليهم...بس خافت يشك فيها...و يفكر إنها تبيه يتركهم لحالهم...(اسكت احسن وهو يقرر وش يسوي)
أبوفايز بضيق= ليت أمك اللي جت....خلاص أنا بأروح المدرسه و أول ما تخلصون دقي علي..لا تتحركون من هالغرفه لين أجي..فاهمه؟
وفاء= إن شاءالله يبه
أبوفايز= يله ادخلي
تركته وفاء و دخلت عند حياة...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
بعد الحصه الثانيه...جلست رجوى في مكانها ما طلعت من الفصل كالعاده...و رجعت لها تهاني و سلمى...
سلمى= وش فيك حاطينك اليوم على الصامت؟
رجوى تهز أكتافها= وش رأيك فيني على الهزاز
تهاني= والله شهيتيني للرقص
رجوى= بس كذا؟ من عيوني
بدت تطق الطاوله و تغني...و تهاني ترقص...لين صرخت عليهم سلمى...
سلمى= الأستاذه جـــــت
و بسرعة البرق كل وحده جلست مكانها...
الأستاذه= ليه صوتكم طالع؟
الكل سكت و ما أحد رد عليها...
رجوى بهمس= زين بنت الأكابر غايبه و إلا كان فتنت علينا..تعرفينها سوسه
سلمى= فكه منها لها يومين غايبه
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كانت جالسه من نص ساعه عند حياة...اللي كانت نايمه بتعب و لا هي حاسه بشي...
تطالعها بأسى على حالها...اللي ينقلب بلحظه...(كل هاللي فيك عشان بنت خالتك بتتزوج؟ أجل لو اجبرك أبوي على الزواج وش بيكون حالك وقتها؟)
تذكرت كلام أبوها اللي سمعته أمس من غير قصد...كان يكلم بجواله في الصاله و هي في المطبخ...و صوته وصل عندها...
عرفت إنه يكلم أبومشاري...الكلام ما كان صريح بس هي حست إنهم يتكلمون عن عمها و حياة...و جاء طاري نواف...(أكيد اختاروها هي..بس ليه أم مشاري و أم نواف ما قالوا لنا أي شي؟ يمكن خطبوها من أبوي قبل لأنه أقرب لها من أمي؟.....و اللحين بأي حجه بترفضين يا حياة؟ و أبوي بيسمحلك ترفضين؟)
خافت على حياة...و اللي ممكن يصير فيها لو انجبرت على هالزواج...و خافت من ردة فعل أبوها إذا وقفت حياة بوجهه و عاندته...(وش أسوي؟ قبل يصير كل هذا)
رجعت في بالها فكرة الدكتور النفسي...مين احسن منه يقدر يساعدها...و ينصحها كيف تهدي حياة و تتكلم معها عن اللي داخلها...
هزت راسها بقوه تنفض هالفكره المجنونه عن راسها...
كيف بتكلم واحد ما تعرفه...و تقوله أشياء خاصه لهالدرجه...كيف تفضح حياة و أسرارها عند غريب...و مين الدكتور اللي بيوافق يعالج عن بعد...
و الأكثر من كل هذا...من وين تجيب الجرأه عشان تكلمه بالسر...بحياتها ما كلمت أي رجل غير أبوها و عمها و خوالها الأثنين اللي ما تشوفهم إلا في الإجازات...حتى و هي تكلمهم تنحرج و تتلعثم...
تنهدت بضيق...و هي تحس بنفسها عديمة الحيله...
التفتت تطالع حياة...وجهها شاحب...و التعب يغطي ملامحها...تخيلت شي يصير فيها...المره اللي راحت إنهيار عصبي...و اللحين طايحه قدامها من الضيق والتعب...
خافت يجي يوم...و تضعف قوتها أكثر...خافت يجي شي ما تستحمله...خافت تكون نهايتها مثل نهاية أبوها...
ارتجفت لهالفكره...و هي تتخيل حياة بهالعمر الصغير بمصحه نفسيه...
بدون شعور وقفت و طالعتها بإصرار...قبل تطلع من الغرفه...(ماراح انتظر لين يصير لك شي و أنا واقفه اتفرج..و اتعذر بخوفي...ربي يستر..ربي يعطيني على قد نيتي)
مشت في الممر...و قلبها يدق بقوه...مو عارفه وين تروح...و لا عارفه كيف بتقوله...أو حتى وش بتقوله...
راحت لموظفات الإستقبال...
وفاء= لو سمحتي
الموظفه= نعم أختي
وفاء بتردد= آآ كنت..باسأل..الدكتور النفسي..يعني..وين مكتبه؟
الموظفه= في الدور الأول (و تأشر بيدها) الباب اللي آخر الممر يوصلك للقسم النفسي
وفاء خطرلها شي= فيه دكتوره؟
الموظفه= لا والله أختي ما فيه غير الدكتور بسام
تركتها وفاء...و راحت للقسم و هي تمشي بتردد...لين شافت نفسها واقفه عند باب مكتبه...
كانت تحس إنها بأي لحظه بتغير طريقها و ترجع مكان ما جت...
حاولت تشجع نفسها...و تدق الباب...لكن يدها المرتجفه ما طاوعتها...
و انفتح الباب فجأه...و هالشي خلاها تشهق بخوف...لكنها تنفست براحه و هي تشوف الممرضه هي اللي طلعت...
و قبل تتراجع و تخونها الباقي من شجاعتها...سألتها...
وفاء= أقدر أقابل الدكتور؟
الممرضه تتعداها= مو موجود
ارتاحت وفاء...و هدت دقات قلبها المتسارعه...
لكن هالدقات رجعت تزيد...و هي تشوف الممرضه تلتفت عليها...
الممرضه= الدكتور بسام وصل
تركتها و راحت و وفاء التفتت للباب...و شافته يمشي بإتجاهها...وقف قلبها و هي تشوفه...و وقفت متصنمه مكانها مو قادره تتحرك...و عيونها متعلقه فيه...
تقدم منها وهو يطالعها بإستغراب...لين وقف قريب منها...
د: بسام= نعم أختي تنتظري؟
كانت بتتكلم لكنها مالقت صوتها...هزت راسها بلا...و تعدت من قدامه و هي تمشي بسرعه...
كانت تقريبا تركض بالممرات...و قلبها يدق بقوه...و لا تطمنت إلا و هي تدخل الغرفه عند حياة و تجلس على الكرسي بتعب و هي تلهث...(ما تخيلته شاب توقعته كبير!! لا و سعودي بعد! كيف كنتي تبين حياة تتقبله يمه؟)
تذكرت شكله...نظراته المستغربه...إبتسامته الخفيفه وهو يسألها...و تنهدت بقوه...و طالعت يدينها اللي للحين ترتجف...(سامحيني يا حياة ما قدرت..و الله ما قدرت)
••
••
••
كان واقف للحين يطالع الباب اللي راحت معه...وهو يتذكر كيف كانت تطالعه بذهول و تركيز...و لا فاتته الرجفه اللي بيدينها...
واضح إنها كانت تنتظره...كانت واقفه عند مكتبه...و إنتبه للممرضه اللي تأشر لها عليه...(جايه تشوفني! شكلها كانت جايه تشوفني! بس ليه ما تكلمت؟ معقوله تكون؟......إنسى يا بسام..إنسى هالسالفه..بعد كل هالسنين مستحيــل)
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
وصلت رجوى للبيت...و فتحت لها الباب بسمه...
بسمه= رجوووى شوفي فيصل ضربني
رجوى تشيل غطاها= تستاهلين
بسمه بخيبة أمل= ليه؟
رجوى= هههه كيفي كذا..براسي ازعل على أحد اليوم..و طلعتي بوجهي
بسمه= لا ازعلي على شهد..شوفيها تغدت و نامت ما انتظرتك
رجوى تطلع معها على الدرج= لا لا أكيد مو صاحيه..فوتت مسلسل الظهر اللي تتابعه!
بسمه تضحك= أمس الحلقه الأخيره
دخلت رجوى و شافتهم في الصاله...ما عدا أبوها اللي ما يرجع من شغله إلا في الليل...و أحيانا يروح عند أصدقائه و ما يرجع إلا و هم نايمين...
رمت نفسها على الأرض...
رجوى= عطونا بلعتنا
قمر= روحي بدلي ملابسك
رجوى= مـــــــابي..جوعانه ما فيني حيل
قامت أم مشعل تجيب الغداء...و رجوى التفتت لمشعل اللي يتابع له فلم في التلفزيون...
رجوى= مشعل..مطفي ههههه والله المفروض اسمك الثاني مو الأول
مشعل= اللحين أنتي وش تبين مزعجتني؟
رجوى= أووو العفو منك أخ مشعل ما درينا إنك مشغول
مشعل= يقولون بنت خالتك بتتزوج مدير أبوي؟
رجوى بفخر= يس..وصلت خير..إذا بغيت أي خدمه حنا حاضرين..كان تبي تصك على أبوي بوظيفته و تسوي للمدير عصير و كابتشينو احسن من هالقهوه و الشاهي..يقالك تجديد...ترى عادي اكلم رحيل توظفك
مشعل طنشها= و ليه مو أنتي اللي تزوجتيه؟ على الأقل تنفعينا
رجوى= تهي تهي..والله كان ودي..يا أنا بأبيعكم بيعه..حتى اسمي بأغيره(و بغرور مبالغ فيه) و إذا شفتكم بأقول ياي وش هالأشكال؟ وش هالفقر! أنتم كيف عايشيين بهالمستوى الواتي
مشعل= تسوينها مو أنتي بنت أبوك
قمر بإعتراض= لاااا رجوى ما تتركنا لو ايش
رجوى تطالعها بإستخفاف= والله واثقه من نفسك! ادعي ربي ما يغنيني و إلا تشوفين الشوته اللي على مستوى هههه
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
كان يمشي في الممر رايح لمكتبه...و قابل الدكتوره ريهام...
د:بسام بإبتسامه= صباح الخير دكتوره
د:ريهام= صباح النور يا دكتور بسام
د:بسام= أخذتي الإجازه؟
د:ريهام= بعد شهرين إن شاء الله..آه افتكرت..تعرف شفت مين النهارده؟
د:بسام= مين؟
د:ريهام= المريضه اللي كلمتك عنها و طلبت منك تكلمها
د:بسام بصدمه= حياة؟!
د:ريهام بإستغراب= إنتا لسه فاكر اسمها!
د:بسام يبتسم= إيه أول مريضه تطردني
د:ريهام= واللهي البنت دي مسكينه..شوفتها الصبح في الإسعاف
د:بسام بإهتمام= وش فيها؟
د:ريهام= هبوط في الضغط..البت من يومين مش آكله حآقه..و نفسيتها زي آخر مره..محبطه و مدآيئه
د:بسام= تكلمتي معها؟
د:ريهام: ايوه..بس بتأول إنها دلوأتي بأت كويسه..و وعدتني إنها آخر مره نشوفها هنا..تسدأ..البنت على ضعفها تحس أحيانا فيها قوه خفيه تطلع من روحها
د:بسام بإستغراب= كيف يعني؟
د:ريهام= أول ما شوفتها كانت مرهقه و تعبانه..لكن بدآيئ صارت كأنها وحده تانيه
د:بسام= بس البنت فيها شي..تعبها و إحباطها ما جاء من فراغ..و دام هالسبب يأثر عليها لهالدرجه..المفروض تتعالج و تتخلص منه..مو يتركونه يقضي عليها شوي شوي
د:ريهام= نعمل ايه إن كانت هيا و عمها مش راضيين
تركته و راحت...وهو رجع يفكر بحياة و يتذكر آخر مره شافها...و عصبيتها...والكلام اللي قالته...
عكس الصوره اللي شافها فيها بالليل...و هي لحالها...كلها حزن...و ضعف...و ضياع...
••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---بـعــد يـومـيــن---••
جلست ببرود...و شرود...تطالع إنعكاس صورتها بالمرايا...
ما فيه أي شي تغير فيها...لبسها كان بألوانه المعتاده...تنوره سوداء تعودت تلبسها دائما...مع بلوزه سوداء خفيفه...و شعرها بتسريحته الأبديه مجموع بآخر رأسها و ملفوف بشكل دائري ولا خصله انفلتت منه...وجهها ما فيه أي أثر لمكياج أو زينه...
ضحكت بإستهزاء و هي تتذكر إنها اليوم...عروس...
لكن ما فيه أي شي فيها...أو حواليها يدل على هالشي...
لا شعورها...و لا شكلها...و لا أي فرحه أو حماس من اللي عندها...
حتى العريس...العريس نفسه مو حاضر اليوم...و لا راح يحضر...
كل اللي بيصير اللحين...إنها بتودع جدتها و البنات...و تروح مع أبومشعل...اللي بيوصلها للشقه...المفروض إنها بتكون بيت الزوجيه...
بتروح هناك و تنتظر...ما تدري كم من الوقت قبل يجي زوجها...
زوجها...الغريب...الغامض...اللي ما تعرف عنه أي شي...حتى شكله...
لو تقابل أي واحد هناك و يقول لها أنا زوجك بتصدقه...لأنها مو عارفه عن هالزوج غير اسمه...وليد...
طالعت نفسها بالمرايا مره ثانيه...بس هالمره ما كانت تشوف شكلها...كانت تشوف إحساسها...ملامحها...نظرات عيونها...
كل شي ينضح بحزن...و كره...و غضب مكبوت...
ما تبي هالزواج...ما تبي هالزوج...تتمنى تعيش باقي عمرها و اللي تتمنى ما يطول...هنا و بس...
في المكان الوحيد اللي تحس فيه بالراحه و الأمان...بعيد عن كل الناس...
لكن جدتها بنفسها هي اللي ابعدتها...اقنعتها بهالزواج و رغم إنها ما اقتنعت...
كانت مستحيل تخالف جدتها...و ترفض طلبها...
وقفت...و نظرات الكره بعيونها تزيد حدتها...(مثل ما قلتي يمه..هالزواج فلوس و مركز و بس..بأستفيد مثل ما هو ناوي يستفيد مني)
طلعت لهم بملامح واثقه...و بارده...ما تشبه أبدا المشاعر المتضاربه داخلها...
و دعت جدتها و هي تسمع آخر نصايحها...ودعت حياة اللي كانت طول اليوم ساكته...معترضه...و حاقده...
و راحت مع رجوى و أبوها...اللي بيوصلونها للشقه...
و اللي زاد توترها سكوت رجوى طول اليوم...رجوى اللي كانت دائما تلقى شي تقوله...شي تضحك عليه...هالمره كانت صامته مثل حياة...
••
••
••
بعد ما وصلوها لشقتها...نزلت رجوى مع أبوها...اللي رفض تجلس مع رحيل لو دقايق...رفض حتى تدخل معها الشقه...بس وصلوها للباب...و تركوها و راحوا...
نزلت في المصعد مع أبوها...و هي تسمعه بدون إهتمام...يتكلم عن فخامة المبنى اللي فيه الشقه...لكن هي ما كانت يمه...حتى مانتبهت للأماكن الفخمه اللي ما حلمت تدخلها...كل أفكارها كانت عند رحيل...وش ممكن يجيب لها هالزواج...عذاب...أو راحه...
••
••
••
من يوم تركوها و هي واقفه بمدخل الشقه...مو متجرأه تدخل...تطالع اللي تقدر تشوفه من مكانها هنا...كان باين إن الشقه فخمه و واسعه...
أخيرا قررت تدخل...سحبت شنطتها للداخل...و وقفت تتأمل كل شي...الصاله و أثاثها الراقي...طاولة الطعام...و المطبخ...و الثلاث بيبان المسكره قدامها...
راحت للشباك الكبير في الصاله...و بعدت الستاير تطالع برا...تشوف المكان اللي هي فيه...كانت الشقه على ما تذكر في الدور الخامس...و انبهرت و هي تشوف السيارت....و المحلات...و الأنوار من فوق...طول عمرها ما تعرف غير بيت عمها...و بيت جدتها...و بس...
تركت الشباك...و راحت للمطبخ وقفت عند الباب بس ما اهتمت تدخله...راحت للغرفه الأولى و شافتها مجلس...فيها كنب فخم مثل باقي أثاث هالشقه...و الغرفه اللي قدامها كانت مكتب...مليان بالكتب و الأوراق...و الملفات...حست من ذوقه و رسميته...إن زوجها فعلا إنسان كل همه الشغل...
طلعت للغرفه الثالثه...كانت غرفة النوم...ذوقها كان رجولي جدا...و السرير مع إنه كان واسع إلا إنه كان لشخص واحد...خلاها تعرف إن هالزوج ما سوى بحياته أي شي يستعد لهالزواج اللي باين إنه قرره فجأه...
حست إن هالشقه بتكون بيتها...ما تدري إلى متى من الوقت...و معقول زواج بهالشكل بيستمر...أو هي ماراح تتحمل...أو هو بيغير رأيه...
ما تقدر تعرف هالشي...و هي مو عارفه عن هالزوج أي شي...
صارت تتفحص كل شي في الغرفه...أغراضه...ملابسه...عطوراته...
كل شي يدل على إنسان...رسمي...أنيق...(أووف ليه اهتم..يطلع اللي يطلعه..وش بتفرق معي..أنا اخذته بس عشان اضمن الأمان لنا في هالدنيا..حتى لو طلقني بعد يومين المهر اللي دفعه يسوى اللي سويته)
طلعت من الغرفه...و جلست في الصاله...تنتظر هالزوج اللي ما تدري مين يكون...و لا متى بيجي...
انتهى البارت
|