كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
لوجان ! قفزت ثيا من مكانها وابعدت نفسها عنه عندما سمعت صوت امه القوى 0اما لوجان فقد استدار نحو امه بهدوء مبالغ فيه ووقف امام ثيا وكأنه يحميها بجسمه من اى سهام محتملة0 ثم قال : نعم يا امى , كانت لهجتة قاسية وباردة وتنذر المخاطب بعدم التحدث عن مواضيع حساسة . خافت امه من تلك اللهجة كما كانت تخاف منها ثيا كلما استخدمها معها ولم تعلق على المشهد الذى فوجئت به0000 بل قالت له بعد تردد مزعج : اردت الاتصال بزوجة اخيك جودي . اعرف انها لا تمضى الاعياد الا مع اهلها واصحابها ولكننى شعرت ان من واجبى الاتصال بها لاتمنى لها عيدا سعيدا . اجابها لوجان بلهجة عادية جدا لا تدل على الارتياح لتدخلها المفاجئ او الاستياء منه . قال لها : ابلغيها تحياتى 0 ثم امسك بيد ثيا واضاف قائلا : ثيا وانا سنعود الى المطبخ ونبقى مع جايمى لحين انتهائك من مكالمتك الهاتفية 0 ارتدت ثيا مساء اليوم نفسه فستانها الوردى الطويل وسرحت شعرها الاشقر حتى اخذ يشع ويتلالا 0 ومع ان السيدة موراى ومارثا قالتا لها انها رائعة الجمال الا ان لوجان لم يقل شيئا 000 ولم يحاول الاقتراب منها مرة اخرى طوال تلك السهرة 0 وفى اليوم الثالث للعيد اتصل سام ريتشاردز فردت عليه ثيا 0 لان لوجان موجود فى المزرعة وامه وابنه يقومان بنزهة قرب البحيرة 0 بدا الرجل لطيفا جدا فلم تتمكن من حمل نفسها على عدم التحدث معه 0 اعتذر منها عن الحادث الذى تسبب فيه وتمنى ان تكون قد تعافت 0 ثم ابلغها انه حاول الاتصال للاعتذار لها شخصيا ولكن لوجان قال له انه شخص غير مرغوب فيه 0 انتظر دون جدوى سماع التعليق الذى لم تجرؤ ثيا على التفوة به ثم سالها عما اذا كانت ترغب فى مرافقة لوجان ووالدته الى الحفلة الراقصة التى سيقيمها والداه فى الليلة المقبلة 0 وفيما حاولت ثيا بارتباك شديد معرفة مدى العلاقة القائمة بين الرجلين سمعته يضيف قائلا : الم ينقل لك لوجان هذه الدعوة ؟ وعدته بالتحدث مع لوجان فى هذا الامر وشكرته على مكالمته الهاتفية وبعد ان اعادت السماعة الى مكانها احست بالاستياء والغيظ الشديدين ستسأله عن هذا الموضوع بمجرد عودته من الحقل 0 لماذا لم يذكر لها شيئا عن هذه الدعوة ؟ ربما لا يعرف انها راقصة جيدة وتحب الرقص كثيرا ولكن كان عليه الافتراض بانها شابة فى مقتبل العمر وتحب التمتع بسهرة عائلة من هذا النوع بين الحين والاخر 0 وبما انه طالبها بالرحيل فلماذا يعترض اذن على اتصالها برجل اخر ؟ لن تنتظر عودته بل ستذهب اليه 0000 حالا 0 سارت على الثلج بعض الوقت حتى وجدت لوجان الذى كان يهتم بقطيع من الماشية قرب مصب النهر 0 رفع الرجل رأسه نحوها ولمك يقل شيئا بل راح يتاملها بعينين ساحرتين 0 قالت له بهدوء : اتصل السيد ريتشاردز مرة اخرى للاعتذار ثم دعانى الى الحفلة التى سيقيمها والداه غدا 0 وسالك بالطبع عن السبب الذى دفعنى الى عدم ابلاغك الدعوة السابقة ؟ هيمن على تفكيرها ومشاعرها وانساها سام ريتشاردز والحفلات وكل شئ اخر 0 قالت له بصوت حزين الى حد ما : كان يمكنك على الاقل اطلاعى على بعض ما ورد فى حديثكما عن دعوتى الى الحفلة انها فترة اعياد اليس كذلك ؟ لابد لاحد ان يبقى مع جايمى للاعتناء به 0 لم تكن مهتمة كثيرا بالحفلة بقدر اهتمامها بالوجود مع لوجان 0 لتتذكر تفاصيلها فى المستقبل كلما ارادت التفكير به 0 ستحاول مرة اخرى ! قالت له : قد تاتى زوجة اخيك وتبقى معه ! ستذهب جودي الى الحفلة وقد وعدتها بان امر لاخذها الى بيت ريتشاردز 0 نظرت الى وجهه القاسى بعينين حزينتين بائستين واخذت تتصورة وهو يراقص جودي000 ويضمها الى صدره 000 و000 ! لم تعد تتحمل التفكير فى هذا الموضوع فحبها له جنونى عاصف 0 تحول الحزن فجاة الى غضب عارم فصرخت به بدون وعى او تفكير اكرهك ! اكرهك يا لوجان موراى ! لا ، انك تفكر فى وضعك الاجتماعى ولن يكون مناسبا الذهاب الى اية حفلة من هذا النوع 000 مع خادمتك ! صرخ بها بحده مماثلة قائلا : ايتها الغبية الصغيرة ! هل ستتمتعين حقا بنظراتهم وملاحظاتهم وتعليقاتهم؟ لم اكن امانع لو كنت متقدمة فى السن وقبيحة الشكل 0 ولكنك شابة فى مقتبل العمر وجميلة جدا 0 لا , لا يمكن ان يكون هذا هو السبب الحقيقى ! انه لا يريد احد ان يتهمه باقامة علاقة مع مدبرة المنزل وخاصة بحضور جودي الم تلمح جودي الى انها قد تصبح زوجته الثانية ؟ الم يعترف لها هى شخصيا انه متضايق جدا من عدم بقاء اى مدبرة منزل اكثر من فترة قصيرة ؟ سمعته يذكرها فجاة بموعد رحيلها قائلا : ستغادرين دروملاريج خلال يوم او يومين على الاكثر بعد ذهاب والدتى 0 فلماذا هذه التكهنات السخيفة ؟ انت على حق فلا جدوى من ذلك اطلاقا 0 انتظرى حتى انتهى من اطعام الماشية كى تعودى معى فى هذا الجرار الزراعى 0 انهى عمله بعد قليل ثم اقترب منها وسالها : هل تفضلين الجلوس فى المركبة المقطورة ؟ قد تجدينها افضل من الجرار 0 حدقت به بتحد واضح وقالت له بمرارة : تعنى انها افضل من الناحية الاجتماعية اليس كذلك ؟ لا تكونى حساسة جدا يا ثيا فالتنازل قليلا عن شكليات معينة ثمن قليل جدا للمكاسب التى قد يحصل عليها الانسان فى وقت لاحق 0 ستظل سمعتك نظيفة وناصعة كالثلج ومن يدرى 000 فقد يدعوك ريتشاردز مرة اخرى وفى مناسبة خاصة 0 لست فى حاجة الى نصائح وارشادات يا لوجان كما لا انوى ابدا قبول دعوة من السيد ريتشاردز او شكرة على هذا الشئ او ذاك كل ما فى الامر اننى اعتبرت اتصاله للاعتذار ثم لتوجية دعوة تصرفا لطيفا ولائقا 0 على اى حال ساتصل به بمجرد العودة الى البيت لاقول له اننى لن احضر حفلته 0 ظهر الارتياح على وجه لوجان ولكنه لم يبتسم 000 بل حذرها قائلا : لا, لا تفعلى ذلك 0 الافضل ان نذهب نحن وحدنا ونتجاهل الموضوع تماما 0 احتجت ثيا بعناد قائلة : لقد تعلمت منذ صغرى ان اللياقة والتهذيب يفرضان ابلاغ الناس بالرفض او القبول 0 احيانا ! ولكن كيف ستبررين رفضك فى مثل هذه الحالة ؟ ظهرت خيبة الامل فى نظراتها وهى تشاهدفى عينيه ذلك النوع من التحدى الذى لاتعرف كيف تعالجه او تواجهه 0 قال لها بصوت هادئ : ابتسمى فالامور نادرا ما تكون سيئة كما تبدو لاول وهلة : لم تكن متاكدة من ان حبها له غير واضح فى نظراتها وملامحها فقالت له بحدة : لست مضطره لسماع اى قصص خيالية ! الا تعجبك مثل هذه القصص ؟ لا ليس كثيرا 0 ساثبت لك اذا ان بعضها مبنى على وقائع وان شابة مثلك يجب الا ترفضها هكذا 0 لن يكون لديك الوقت الكافى لذلك فسوف اترك دروملاريج قريبا 0 اختفت من وجهه ملامح السخرية القاسية فشعرت بالدهشة 0 حملها بشئ من العصبية ووضعها فى المقطورة ثم قال : صحيح , صحيح تماما 0 قفزت من المقطورة بعد بضع مئات من الامتار فبدا وكانه علم مسبقا بنواياها 0 اوقف الجرار بسرعة وقفز وراءها 0 امسك بها ثم حدق بها طويلا وقال لها 000 فيما كانت ترتجف خوفا وانفعالا : ثيا لم اشكرك بعد بطريقة صحيحة على تحويل الاعياد الى ايام سعادة وهناء 0 لاتحظى هذه الفترة باهمية بالغة عندنا هنا ولكننى تمتعت كثيرا بالعيد هذه السنة 0 هذا من دواعى سرورى 0 لم اشرح لك ايضا سبب غضبى عندما وزعت هداياك على الجميع 0 لم يزعم على الاقل انه لم يكن غاضبا ! قالت له : لايهم الان وانا 0000 رفع يده بتكاسل واضح لينظف شعرها من القش الذى غطاه فخفق قلبها وارتعش جسمها قليلا 0 هذه هى المرة الثانية خلال اقل من ساعة يحاول فيها مسايرتها وادخال الرضى الى نفسها 0 نظرت اليه بأسى لانها لم تتمكن من اكمال جملتها عن الرحيل المرتقب فلاحظت انه يختار كلمات جملته التالية بدقة وعنايه ثم سمعته يقول : انا لست غبيا يا ثيا واكاد اعرف تماما المبالغ التى انفقتها خلال هذه الفترة القصيرة 0 لم انفق الا 000 الا من مالى الخاص 0 انا لااقول انك سرقت هذا المال ولكننى فهمت منك انه لم يعد لديك اى 000 احمر وجهها قليلا وهى تقول له متمتمة بتعلثم وارتباك : لا ، ليس بشكل تام 0 حصلت 0000 حصلت على 0000 مبلغ ضئيل 000 فى لندن قبل مجيئى 0 لن اسالك كيف فعلت ذلك 0 ابتعدت عنه فجاة وهى تشعر بان نظراته تخترق هذا القميص الخفيف الذى ترتديه 0 لماذا ينظر اليها هكذا وكأنه يتهمها ؟ قالت له بانفعال واستغراب شديدين : انت لا تصدقنى0000 ! وجه اليها نظرات ساخرة باردة وهو يقاطعها قائلا : انا دائما شديد الحذر مع الغرباء ولكننى اتفهم اوضاعهم بعقل منفتح 0 انت شابة جذابة للغاية 0 لم يقل شيئا معينا ومحددا ولكن المغزى كان واضحا تماما بالنسبة لهما معا 0 اغمضت عينيها بقوة لمنعهما من البكاء وقالت له بحزن ساخط : اعتقد اننى لن اغفر لك ابدا هذا الكلام ! ظل لوجان محتفظا بهدوئه ثم وضع يده بنعومة على وجهها وقال : بشرتك ناعمة بشكل مذهل وكأنها حرير صاف او وريقات زهرة رقيقة 0 واللون يختفى ويعود بالسرعة ذاتها من هاتين الوجنتين الجميلتين وبخاصة عندما تكونين متضايقه منى 0 هل احببت من قبل يا ثيا ؟ ادهشها هذا السؤال الذى لم تكن تتوقعة واذهلها رد فعلها الذى حاولت جاهدة ادخال التحدى العنيف اليه 0 سمعت نفسها تقول بضعف وارتجاف : من قبل ؟ هل كانت هاتان الكلمتان ضروريتين ؟ وهل كنت اتخيل فقط انك ترددت قليلا ؟ لا ! لم يعجبها الاحساس بالخوف من خطر فقدانها السيطرة على ردود افعالها فنظرت اليه بذهول تام شعرت برغبة قوية تجاهه ولكنها اصرت على الاحتفاظ برباطة جأشها 0 احست بانه يعاقبها على امر لاتفهمه تماما وعليها بالتالى مواصلة التحدى بكامل قوتها 0 بذلت جهدا كبيرا للسيطرة على نبرتها ولهجتها وهى تضيف قائلة : لا ! ثم 000 لن تصدق على اة حال اننى لم اعد صغيرة على الحب 0 لن اتمكن من معرفة حقيقة تفكيرك قبل الاقتناعى شخصيا بانك ناضجة الى درجة كافية 0 هزت كتفيها وكانها غير راغبة فى متابعة هذا النقاش العقيم ولكنها ظلت تتامل صدره وجسمه 000 وهى خائفة من انه قد يتمكن من قراءة افكارها 0 وتابع قائلا : لن اقول اى شئ اخر يا ثيا عن الهدايا التى اشتريتها انا 0 من الواضح انك ارهقت نفسك وجيبك الى درجة كبيرة لابتياعها 0 واشعر بالاسف لاننى افسدت بعض متعتك فى تقديمها 0 ولكن لا تفعلى ذلك مرة اخرى ! بما اننى ذاهبة فلن تسنح لى فرصة ثانية 000 اليس كذلك ؟ ابتعدت عنه وسارت باتجاة المنزل حزينة متالمة وبمجرد اقترابها قليلا شاهدت جايمى يركض نحوها ويقول لها فى سعادة بالغة : قمت وجدتى بنزهة رائعة جدا وقالت لى ان بامكانى الذهاب الى العاصمة لتمضية ايام معها 0000 اذا كنت راغبا فى ذلك 0 انها تعتقد اننى اصبحت كبيرا بما فيه الكفاية لاتفهم بعض الامور الهامة 0000 كالقلعة والمتحف وغيرهما 0 وتعتقد جدتى ايضا اننى بحاجة الى بعض هذه الرحلات القصيرة خلال العام الحالى وبخاصة لان والدى قد يرسلنى الى مدرسة داخلية فى العام القادم 0 مدرسة داخلية ! تاثرت ثيا كثيرا لانها تعرف معنى ذلك بالنسبة الى صبى صغير ولكن 0000 ماذا يمكنها القيام به للحيوله دون حدوث ذلك ؟ لا شئ اطلاقا ! نظرت اليه وهى تحاول الابتسام له ثم قالت : كلام جدتك منطقى جدا يا حبيبى وانا اعرف تماما مدى حبها لك وتعلقها بك 0 لا مانع لدى ابدا من الذهاب معها طالما انك ستكونين هنا لدى عودتى الى البيت 0 لم تجرؤ على الاعتراف له بعكس ذلك حاولت اخفاء حزنها وتعاستها بامساك يده وادخاله معها الى البيت 000 وهى تتظاهر بالضحك قائلة : اوه ، جايمى ! هيا بنا ! لم يلاحظ اى منهما لوجان الذى كان واقفا وراءهما ولم يتمكنا من مشاهدة الملامح القاسية العابسة التى ظهرت على وجهه !
|