كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
علشان خاطر عيون كل اللى طلبوا رواية هذيان هذا اول فصل
1- قررت ثيا الهرب بعد ان اكتشفت ان جيرى وباميلا اظهرا لها صداقتهما من اجل مالها 0 وفى ليلة عاصفة 0 دخلت منزلآ وسط البرارى الاسكتلندية 00000 ووجدت رجلآ وحيدأ وقع فى غيبوبة من شدة المرض 0
وقفت ثيا اندروز بعد ظهر احدى ايام الخريف الماطرة 0 تحدق فى لافتة قديمة كتب عليها كلمتان ( سرير وفطور ) لم تجذب انتباها هذه الافتة المهترئة بالقدر الذى فعله اعلان كتب على لوحة خشبية اخرى معلقة تحتها : ( مطلوب مدبرة منزل 0 لاندفع اجرآ ولكن الشخص المناسب يحظى باقامة جيدة ) 0 هزت ثيا راسها تعجبا واستغرابا 0 فمثل هذا الاعلان يوجه الى القطط والكلاب وليس الى الناس ! من المؤكد ان كاتب الاعلان مفرط فى التفاؤل والا فكيف يتوقع قبول اى انسان بمثل هذه الشروط اللانسانية ؟ على اى حال ما شانها هى بموضوع كهذا ! فكل ما يهمها الان ايجاد غرفة لبضع ليال تقرر خلالها خطواتها المقبلة 0 ولكن انظارها ظلت شاخصة الى ذلك الاعلان المستهجن وهى تقول لنفسها ان مشكلتها الحالية تحتم عليها التفكير جديا بمحاولة توفير ما يمكنها من المبلغ الضئيل الذى تحمله معها 0 مدبرة منزل ؟ لم تتحرك ثيا من مكانها على الرغم من عدم توقف المطر بل ظلت تحدق فى اللوحة الخشبية لبعض الوقت وهى شاردة الذهن 000 لاتعرف الاستقرار على راى معين هل يقبل بفتاة مثلها فى وظيفة كهذه وهى لم تبلغ بعد الحادية والعشرين من عمرها ؟ لا فمن المؤكد انهم يريدون شخصا اكبر سنا واكثر خبرة 0 ولكنها ليست جاهلة تماما فى حقل التدبير المنزلى 0 كما انها لا تهاب العمل الشاق 0و يبقى سؤال بالغ الاهمية لا تعرف كيف تجيب عليه 0 ما هى طبيعة الحياة هنا فى هذه المرتفعات الغريبة فى قلب البرارى الاسكتلندية الشاسعة؟ تنهدت بقلق وانزعاج بالغين وهى تنزل عن ظهرها الكيس الجلدى الذى يضم امتعتها 0 يا لها من ليلة ليلاء ! فالعاصفة قوية وعنيفة والمطر منهمر بغزارة 0 والسماء ملبدة بالغيوم السوداء ! تاملت نفسها لحظة فلاحظت انها ليست اقل تعاسة وبؤسا من الجوالمخيم على هذه المنطقة فى الوقت الحاضر 0 لم يعد يهمها ما اذا كانت ستذهب الى ذلك الفندق كأى من النزلاء المحتملين او انها ستعمل كمدبرة منزل مقابل النوم والطعام فقط 0 ما تريدة الان اكثر من اى شىء اخر هو ايجاد مأوى من العاصفة الباردة 0 نظرت مرة اخرى الى اللافتة والاعلان تحتها فشاهدت قربها لوحة معدنية حفر عليها اسم دروملاريج وتحته سهم يشير الى طريق داخلية ضيقة 0 هذا هو بالتاكيد المكان الذى حضرت خصيصا لايجاده ففيه ولدت وعاشت حتى سن الخامسة 0 الم تقل لها امها انها اذا احتاجت الى المساعدة فعائلة موراى لن تردها ابدا خائبة 0 بدات ثيا بالسير نحو دروملاريج وهى تحاول الحد من ارتعاش شفتيها وجسمها 0 شعرت بالخجل الشديد من جراء هذا الضعف الواضح فاقنعت نفسها بان الشفقة الذاتية لن تؤدى الى اية نتيجة مرجوة ومرتقبة 0 اللعنة على الظروف السيئة التى اضطرتها الى السعى وراء المساعدة على هذا النحو المشين ! لو انها استخدمت عقلها وتعلمت من احداث عديدة كانت بمثابة انذارات متلاحقة لها لكانت الان فى شقتها المريحة فى لندن 000 كم كانت غبية وجاهلة عندما لم تصدق ان العالم يعج بالطفيلين الذين لا يترددون اطلاقا فى استغلال فتاة وحيدة ورثت لتوها مبلغ من المال ! ولكن ثمة شيئا ايجابيا واحدا نجم عن تلك الاحداث السلبية 0 وهو انها فتحت عينيها على حقائق الحياة قبل تعرضها لاى ضرر حقيقى 0 لقد المها تصرف جيرى بانكس وشقيقته المزعومة الى درجة كبيرة ولكنها احست فى وقت لاحق بشىء من الامتنان 000 لانه علمها درسا قاسيا لن تنساه 0 فان كان جيرى الاخير فى من تظاهروا بمصادقتها من اجل المال الا انها تضعه على راس القائمة 000 من حيث الدناءة و النذالة والحقارة 0 الم يقنعها بذكاء ومهارة انه يتحتم عليها تمضيه فترة من الراحة والاستجمام فى سويسرا وانه وباميلا مستعدان لمرافقتها اكراما لها ولاجل السهر على راحتها ؟ الم يقترح عليها الذهاب الى سان موريتز المنتجع السويسرى الرائع الذى لاتختارة سوى الطبقة الثرية؟ لم يذكر لها بالطبع انها هى التى ستهتم بكافة النفقات 000 الباهظة اوه كم كانت ساذجة لكى تقع فى حبائلة ! علها ارادت انفاق كامل المبلغ الذى ورثته ولم تتمكن من وضع يدها عليه لحين وفاة جدتها ؟ ولكن الجزء الاكبر من اموالها لا يزال مجمدا فى احد المصارف ولن تتمكن من الحصول عليه الا عندما تبلغ الخامسة و العشرين 0 ومع ذلك فهى لم تعد تريده 000 لان المال لم يجلب لها السعادة او يبعدها عن التعاسة والاسى 0 وكنتيجة مباشرة لهذا الامر توجهت فور عودتها من سويسرا لمقابلة المستشار القانونى للعائلة و الاستفسار منه عن امكانية تحويل ذلك المبلغ الى الجمعيات الخيرية 0 وعندما قررت المجئ الى اسكتلندا احضرت معها المبلغ الزهيد الذى بقى معها بعد الرحلة المجنونة 0 زلت قدمها وكادت تقع ارضا بمجرد تذكرها رحلة سان موريتز 0 نزل الثلاثة فى احدى الفنادق الفخمة الذى يعج بالفنانين والمغنين العالميين000 وبمعاطف الفرو الباهظة الاثمان 000 وبالمجوهرات الخيالية التكاليف التى تزين اعناق النساء وايديهن واذانهن 0 فزعت ثيا ولكن جيرى استخدم حنكته ومهارته فتمكن من اعادة البسمة سريعا الى وجهها والطمانينة الى نفسها 0 انها تشعر بالخجل من جراء اقتناعها المطلق انذاك بما كان يقوله لها جيرى 0 ولكن الذى جرى امام غرفة باميلا كان اشد وقعا واكثر ايلاما من اى شىء اخر 0 فقد وجدت حقيبة صغيرة تخص باميلا موجودة بطريق الخطأ مع امتعتها 0 وبالنظر لبعض التغيرات الغامضة التى حدثت فى اللحظة الاخيرة بالنسبة للحجز وادت الى اقامة جيرى وباميلا فى الطبقة الاولى قررت ثيا الصعود الى غرفة باميلا 0 وقفت لحظة امام الباب للتاكد من الرقم قبل دق الباب 0 سمعت صوت باميلا فاحست بالارتياح وهمت بوضع يدها على مقبض الباب 0 وفجاة اخترق صوت جيرى اذنيها وهو يقول0 ( باميلا ايتها الحبيبة اعدك بالا تطول الامور كثيرا على اى حال فالغبية الصغيرة سيخامرها الشك عاجلا ام اجلا اعرف انك لا تحبين الانتظار الطويل 0 ولكن تذكرى المبالغ الطائلة التى تنفقها علينا) 0 ( ساحاول 0 ساحاول )0 ( عظيم هذا ما اتوقعة منك يا حبيبتى الغالية ) 0 شعرت ثيا بصدمة مذهلة فتسمرت فى مكانها لا تعرف ماذا تفعل مرت لحظات مرعبة سمعت جيرى يقول على اثرها بمرح وارتياح 0( اكاد احصل منها على وعد بمنحى كمية كبيرة من المال 0 لن تكون ثروة طائلة ايتها الحبيبة 0 ولكنها ستكفينا بالتاكيد لننعم بحياة الاثرياء بضعة اسابيع رائعة 0 ومن يدرى فقد اتمكن من مضاعفة المبلغ اذ حالفنى الحظ فى القاعة الشمالية ) 0 ( ولكنها تعتقد اننى شقيقتك وانك بحاجة الى ذلك المبلغ لدعم الاعمال التجارية للعائلة ) 0 ما هو الدافع وراء قرارها المجئ الى دروملاريج ؟ هل هو الحزن والاسى ام تلك الرغبة الدفينة فى ايجاد الاجزاء الضائعة من صورة لم تكتمل ابدا فى عقلها ؟ هل سيتذكرونها فى دروملاريج ؟ اذا كانوا لايزالونهناك فسوف يتعرفون عليها من خلال الصورة التى تحملها 00 والتى التقطت لها مع لوجان موراى الابن الاوسط للعائلة المضيفة قبل عودتها الى لندن فى سن الخامسة 0 لم تعد تذكر ايا من الاشقاء الثلاثة ولكن امها قالت لها ان الابن الاكبر جايمس كان قاسيا وغير محبوب من الجميع 0 مسكينة تلك الام ! اكتشفت ان قلبها مريض وضعيف وقد يتوقف عن الخفقان نهائيا فى اى لحظة واى وقت 0 حملت ابنتها الصغيرة واخذتها الى جديها كيلا تحرم مستقبلا من الارث الذى يحق لها 0 انحدرت الطريق بشكل مفاجئ فوجدت نفسها غارقة فى الماء حتى خصرها لم يكن التيار قويا فى الجدول لحسن حظها فتمكنت من الوقوف على قدميها وعدم الانجراف مع المياة المندفعة 0 ولكن الضوء خفيف وضعيف للغاية بحيث وجدت صعوبة فى ايجاد طريقها ! وصلت اخيرا الى المنزل الكبير بدا كان الاشباح وحدها تقبل بالسكن فيه 0 كان النور منبعثا من نافذة صغيرة واحدة فتذكرت ثيا على الفور قصة العملاق الضخم الذى يفتح عينيه بمجرد رؤيته الضحية مقبلة نحوة 0 رفعت المطرقة باصابيع شبة مجمدة من البرد ودقت بها على الكرة المعدنية وعندما دقت مرة اخرى تصورت المنزل خالى من الناس 000 وحتى من الاثاث والمفروشات 0 حل الذعر والهلع محل الحماسة والاثارة 0 وبدات تفكر بسرعة هائلة و0000 احست بشىء من الارتياح والدفء عندما فتح الباب صبى صغير والقى التحية دون ان يدعوها الى الدخول 0 ردت عليه التحية 0 فسالها بصوت هادىء 0 (هل تريدين شيئا ؟)0 اجابته بكلمه واحدة (نعم)0 فيما كانت اسنانها تصطك من شدة البرد والبلل 0 ماذا يفعل صبى صغير لم يتجاوز السابعة او الثامنة فى منزل كهذا 0 سالها فجاة : (هل اتيت من اجل الوظيفة ؟)0 ( اية وظيفة؟) 0( نحن نحاول ايجاد مدبرة منزل) 0 نسيت ذلك الموضوع تماما ! قالت له بترد) اوه لا ليس هذا ما 000 اريده 00 مع اننى قرات اعلانكم قرب لافتة عن غرف للايجار )0( تلك اللافتة ؟ لم يعد احد يهتم بها على الاطلاق )0 (اليس من الافضل اذن ازالتها من هناك ؟ انها مضللة لمن يحاولون البحث عن غرفة خالية) (0 كنا ننوى ذلك) 0 حمل الهواء كمية من مياة الامطار المنهمرة وقذفها نحو وجة الصبى 0 فلم يرف له جفن 0 تضايقت ثيا وقطبت حاجبيها فتصرف الصبى يوحى بتشدد صارم من جانب والديه 0 اوه كم تتمنى لو ان بامكانها التحدث اليهما بما يجول فى خاطرها ! سالته فى هدوء : (والداك هل هما فى الداخل ؟)- تردد لحظة ثم اجابها قائلا ) ابى موجود فى البيت) 0 (هل يمكننى اذا التحدث معه ؟ حتى لو انكم توقفتم عن استقبال النزلاء فانا مضطرة ان اطلب منكم استضافتى هذه الليلة 000 لاننى لن اتمكن من العودة الى فورت وليام فى مثل هذا الجو العاصف والوقت متاخر )0( اذن لابد لك من الدخول) 0 تنحى جانبا 0 ولكن ثيا لاحظت عدم ارتياحه لتلك الدعوة 0 خطت بضع خطوات الى الداخل ولكن الصبى لم يتحرك من مكانه 0 نظرت اليه مستفسرة فقال لها بتحفظ : (لست متاكدا من صحة قرارى اذ لا يمكنك على اى حال مقابلة والدى 0000 لانه مريض) 0 ازعجتها تلك المعلومة 0 فقالت للصبى بقلق صادق : (مريض ؟ اذا كان والدك مريضا وطريح الفراش فمن يعتنى بك ؟) (0 لست بحاجة الى احد) 0 (ولكن 00 الا يوجد معكما اى شخص اخر ؟) تنهد الصبى واجابها بلهجة تنم عن تضايقة من اسئلتها : (مارثا العجوزة 00 ولكنها طاعنة جدا فى السن وانها غير قادرة على الاعتناء حتى بنفسها 0 قال ابى انه سيرسلها قريبا وربما الى احد دور العجزة ان لم نتمكن من ايجاد مدبرة منزل) 0 كيف يمكن ايجاد سيدة تقبل بمثل هذه الشروط التعجيزية ؟ لا شك ان والد الصبى يؤمن بالمعجزات وقد تتحقق له احداها خلال دقائق ! فهى الان فى وضع سىء جدا يفرض عليها القبول باى شىء لتحصل على الطعام والماوى !( ما اسمك يا انسة ؟) 0( اوه ثيا اندروز 0 هل انت من عائلة موراى ؟)0 رفع وجهه نحوها بشموخ وانفة 0 قائلا( نعم انا جايمى وقد سميت هكذا تيمنا بجدى 0) اوه لابد انه احد ابناء الاشقاء الثلاثة 0 قالت له باسمة : لا اريد ازعاج والدك المريض يا جايمى 0 ولكنى متاكدة انه لن يمانع اذا ارشدتنى الى مكان يمكننى فيه استبدال ملابسى المبللة باخرى جافة 000 موجودة معى هنا فى الكيس 0 بدا الارتياح فجاة على وجه الصبى 0 وكانه قرر الوثوق بها 0 ثم قال لها : ساخذك الى الطبقة الاولى 0 سار امامها عبر القاعة الكبيرة نحو درج عريض يؤدى الى الجزء الاعلى من البيت ثم توقفا معا امام باب الحمام 0 قال لها وهو يهم بالعودة 0 سانتظرك تحت فى المطبخ 0 احست ثيا بانه خائف الى حد ما 0 فسالته بحنان ظاهر : هل يعانى والدك من مرض شديد ؟ نعم انه مريض جدا 0 الم يحضر طبيب لمعاينته ؟هز راسه نفيا فسالته وهى تحاول جاهده السيطرة على تململها : لم لا يحق السماء ؟ نظر اليها وكانه يتوقع منها معرفة الاجابة 0 ثم قال : الخطوط مقطوعة 0 هل هذا يعنى ان هاتفكم لا يعمل ؟ طبعا ولن يعمل قبل حضور العمال لتصليح الاعطال 0 من يعتنى بوالدك اذن ؟ مارثا ؟ كلا فهى نائمة منذ بعض الوقت 00 لان عمرها لم يعد يسمح لها بالتحرك كثيرا 0 انا اهتم به واساعده 0 انت؟ ندمت على لهجة الاستغراب القوية فى كلمتها الوحيدة عندما شاهدت التاثرالواضح الذى بدا عليه 0 0 بذلت اقصى جهدى ولكن اعتقد اننى لم احقق شيئا يذكر 0 حاولت اعداد نوعا من الحساء ولكننى فشلت فشلا ذريعا 0 حاولت مارثا القيام بالمهمة ذاتها وقالت لى اثناء توجهها الى النوم ان الحساء الذى اعدته لا يليق حتى بالكلاب ! تاثرت كثيرا وهى تتامل وتسمع هذا الصبى الذى يحاول التصرف كشاب 0 ثم قالت له : اذا انتظرتنى حتى ابدل ثيابى فسوف ارى ما يمكننى اعداده لوالدك هذا بالطبع ان لم تكن امك قد عادت حتى ذلك الوقت 0 لا فهى لن تعود 0 ارتعش جسمها لدى سماعها اللهجة التى صاغ بها كلماته القليلة 0 فتحت فمها لتساله عن والدته ولكنه كان قد استدار ونزل بسرعة الى القاعة 0 دخلت الحمام فاستغربت وجود ماء حار فى هذا المنزل القديم 00 والمهمل بشكل ملحوظ 0 خلعت ملابسها المبللة لتستحم وهى تتسال عما اذا كانت تستغل ضيافة لم تعرض عليها 0 فتحت كيسها لترتدى ملابس جافة فلاحظت ان كافة ملابسها مبللة 0 ماذا تفعل ؟ شاهدت معطف حمام معلقا على الباب فقررت استعارته لحين جفاف ثيابها 0 ارتدت المعطف الرجالى الكبير الذى يمكنه تغطية شخصين بمثل حجمها وهرعت الى المطبخ 0 وجدت طريقها بسهولة مثيرة للدهشة وكانما كانت تتبع طيف تلك الفتاة الصغيرة التى عاشت فى هذا المنزل حتى سن الخامسة 0 وجدت الصبى نصف نائم على مقعد خشبى قديم فوقفت بضع لحظات تتامله بحنان وشفقة 0 عطست فجاة 0 000 ففتح جايمى عينيه الخضراوين الجميلتين وافتر ثغرة عن ابتسامة سرور وارتياح 0 قالت له بصوت ناعم بعد ان لاحظت اسغرابه لارتدائها ذلك المعطف الكبير : مرحبا جايمى ها قد عدت بسرعة كما وعدتك ولكننى لم اكد ثيابى الاخرى جافة حسبما توقعت 00 فاضطررت لاستعارة هذا المعطف بصورة مؤقتة 0 لاباس فهو لوالدى0 تصورت ذلك 0 هل تذهب لرؤية والدة المريض ؟ الفكرة مزعجة جدا 0 ولكنها ستشعر بعذاب الضمير مدى الحياة 00 اذا ساءت حالة الرجل اثناء الليل ولم تحاول ابدا تقديم يد المساعدة فسالته بصوت هادئ متردد: الا يستحسن ان اذهب الى غرفة والدك لمعرفة ما اذا كان بحاجة الى اى مساعدة ؟ ادهشتها نظرات الهلع التى خيمت على ملامحة 0 ثم سمعته يقول بانفعال ظاهر : لا 0 لا يمكنك ذلك سوف يغضب كثيرا اذا سمحت لك بزيارته ! ولكن 00 ولكنه لن ينتبه الى وجودى اذا كان مريضا الى درجة كبيرة 0 سيعرف مهما كان الامر 0 لا ادرى كيف ولكنه سيعرف 00 وسيشتعل غضبا 0 تاملت ثيا وجه الصبى الشاحب وملامح العناد فى نظراته 0 فازدادت مشاعر الاستياء من والد الصبىوكادت تتحول الى كرة وحقد0 ولكنها حاولت التصرف بذكاء ومهارة لاجل هذا الصبى المسكين0 فقالت له بسرعة : لدى خبرة فى حقل التمريض قد تكون كافية لمساعدة والدك الى حد ما 0 اوه ! اذن انت 00 انت ممرضة لماذا لم تذكرى ذلك قبلا ؟ لم تسنح لى الفرصة حتى الان 0 بدا يهز راسه بعصبية اخافتها واحزنتها 0 ولكنه توقف فجاة ونظر اليها بعينين دامعتين فرحا ولهفة 00 قائلا : هل يمكنك مساعدته حقا يا انسة اندروز ؟ انا سعيد جدا بمجيئك 0 وباننى استضافتك وسيفرح والدى ايضا اليس كذلك ؟ اعنى انه سيشعر بالارتياح عندما يستيقظ ويجد بجانبه ممرضة 0 احست بتانيب الضمير لانها كذبت على الصبى ولكنها اضطرت الى استخدامها بنية حسنة لمساعدة هذا الطفل البرئ ووالده 0 قالت له : اعتقد 00 اعتقد ذلك ثم ارجوك ان تنادينى باسمى الاول ثيا 0 حسنا سافعل ما تقولين 0 شعرت انه شارد الذهن والتفكير بسبب مرض والده وتساءلت بمرارة عما اذا كان والده يستحق مثل هذا الحب والاخلاص 0 قالت له بتاثر واضح : بعد عودتى من غرفة والدك سوف اعد لك العشاء واضعك فى سريرك 0 رفع راسه بشموخ وقال لها بكبرياء وانفعال : شكرا ولكننى لست بحاجة الى من ياخذنى الى السرير 0 تفضلى معى الان لارشدك الى غرفة والدى 0 الاتعتقد ان علينا اولا اعداد فنجان شاى او شىء اخر له قبل ذهابنا اليه ؟ لا فقد يكون من الافضل لنا ان نساله عما يريد ثم 000 انه فى غيبوبة 0 فى غيبوبة ؟ لماذا لم تخبرنى من قبل ؟ 0لم تسالينى 0 اوه ماذا سنفعل الان 0 هل تستشيريننى انا ؟ او لست انت الممرضة وتعرفين ما الذى يتحتم القيام به ؟ 0 تظاهرت بالبرود وهدوء الاعصاب وقالت له : هيا بنا يا جايمى 0 ساتمكن باذن الله من معالجه والدك ومساعدته على استعادة وعيه وصحته كل ما فى الامر 0 اننى صعقت عند سماعى ما قلته لى 0 صعدا الدرج ثم سارا مسافة طويلة قبل وصولهما الى الباب الاخير 0 البرد شديد فى كافة انحاء البيت والانارة ضعيفة الى حد كبير 0 ماذا حدث لهذه العائلة يا ترى ؟ دخلا غرفة السيد موراى فلم تجدها ثيا مختلفة عن بقية انحاء المنزل الكبير 00 غرفة واسعة وباردة وشبة مظلمة ! كان الرجل الطويل القامة مستلقيا شبة عار على بطنه فلم تجرؤ على الاقتراب منه 0 امسك الصبى بالمعطف الذى ترتديه وهزة قليلا ثم قال : هذا هو ابى 0 انه يتوقع منها الاقدام على عمل ما كممرضة ! فوالده انسان كباقى الناس وليس حيوانا يدخل الرعب الى قلبها ! قالت بصوت مرتجف الى حد ما : اسعدت مساء يا سيد موراى 0 لم يتحرك الرجل من مكانه ولم يجيبها اقتربت منه 0 ثم التفتت نحو الصبى وقالت بصوت مرتفع : ساحاول مرة اخرى يا جايمى لعلنى اوفق 0 انحنت قليلا وقالت بصوت مرتفع : سيد موراى ! هل تسمعنى ؟ امسك الصبى بالمعطف وشدة بعصبية وحدة قائلا : لماذا لا تصدقين كلامى ؟ 0 اسفة ساساعده قدر الامكان 0 كيف يمكنها الاعتراف لهذا الصبى الحزين 0 بانها لا تعرف من اين تبدا وماذا تفعل ! ماذا سيكون رد فعل هذا الرجل المرعب اذا استعاد وعيه فجاة ووجدها قربه 00 وترتدى معطف الحمام الخاص به ؟ ولكن الرجل مريض جدا 0 وبحاجة ماسة الى المساعدة وقد يكون عملها المرتقب خدمة صغيرة مقابل هذه الضيافة الكريمة 0 ستحاول السيطرة على اعصابها لتتذكر القليل الذى تعلمته فى مجال التمريض 0 قالت للصبى : هذه الغرفة باردة جدا ووالدك بحاجة الى الدفء 0 هل يمكننا اشعال نار او استخدام مدفأة كهربائية ؟ 0 لا توجد عندنا اى مدفأة من هذا النوع لان تكاليفها باهظة ولا نقدر على تحملها 0 الا ان هناك حفرة كبيرة فى ذلك الجدار قد تكون مخصصة لهذا الغرض ولكنه لا يسمح لى باشعال نار او الاقتراب منها 0 مدت يدها نحو الغطاء لتضعه فوق الظهر العارى فلاحظت ان العرق يتصبب منه وحرارته مرتفعة كثيرا 00 على الرغم من البرد القارص 0 يجب استبدال وسادته المبللة 0 كما يتحتم عليها ان تقلبه على ظهرة ولكن كيف يمكنها ذلك دون ان تشاهد وجهه ؟ انها تريد رؤية هذا الوجة دون ان تدرى السبب الحقيقى لذلك 0 انقلب السيد موراى فجاة على ظهرة وهو يتمتم بكلمات مبهمة 00 فاطلق جايمى صيحة خوف وحبست ثيا انفاسها يا لهذه الجاذبية ! فعلى الرغم من الاعياء والارهاق الشديدين فى ملامحه وجدت ثيا نفسها تحدق بتلك الوسامة الساحرة وذلك الجمال الاخاذ 0 انه فى الخامسة او السادسة والثلاثين من عمرة 00 اوه ! ماذا حدث لجسمها ولماذا هذا الارتعاش الغريب كله ؟ افاقت من ذهولها واحلام اليقظة بقوله : سوف يشعر بالتحسن قريبا 0 اليس كذلك ؟ 0 باذن الله يا جايمى ولكن الغرفة باردة جدا ويجب اشعال النار فيها باسرع وقت ممكن 0 كانت خائفة جدا عندما اشعلت النار 0 فماذا سيحدث فيما لو عبق الدخان فى الغرفة ؟الن بضره بدلا من ان ينفعه ؟ اعتمدت على العناية الالهية فقامت بمهمتها على احسن وجه ثم توجهت الى المطبخ واعدت مما هو متوفر وجبة متواضعة للصبى 00 الذى التهم الطعام بسرعة مذهلة بسبب الجوع الشدديد 0 تذكرت بعد ذهاب جايمى الى النوم انها لم تساله عن مكان نومها هى لاباس فسوف تنام فى المطبخ الدافئ 0 مع انها لن تكون مرتاحة فيه كثيرا 0 اعدت لنفسها فنجانا من الشاى 0 وبدات تشربه 0 ستغادر هذا المنزل فى الصباح 0 اوه كم كانت غبية الى درجة لا تصدق عندما اتت الى هذا البيت !
منتديات ليلاس
|