كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الاخير 0
10- عادت الى جايمى 000 وحاول لوجان ان يستعيدها فرفضت باصرار ، ولكن قلقها لم يهدا لحظة 0 اندفعت اليه تحت المطر فحملها على جواده 0 واعترفت بسر طفولتها فى هذا المنزل فاخذتها السيدة موراى بين ذراعيها 0
منتديات ليلاس
جايمى فقط ! تسالت ثيا بمرارة عن هذا المغزى فيما كان قطارها منطلقا بسرعة نحو فورت وليام 0 عرف لوجان نقطة ضعفها فاستغلها بطريقة خبيثة ماكرة 0 استقلت اول طائرة متجهة الى اسكتلندا ومن ثم اول قطار يغادر العاصمة باتجاة 0000 المجهول ! استقبلها لوجان فى محطة السكك الحديدية فلم تشعر باى هلع او حزن او 000 او اى شئ اخر 0 لم يعد يعنى لها شيئا لانها طردته من حياتها وقلبها 000 كما طردها من بيته وحياته 0 بدا اكبر سنا من قبل وهذا عائد بالتاكيد من قلقة على جايمى 0 اوه جايمى ! الحبيب الغالى ! اقترب لوجان منها ثم سالها بهدوء وتهذيب فائقين : كيف حالك ؟ هزت راسها وهى تلاحظ انه لم يحاول لمسها 000 الا بنظراته 0 قال لها : لقد اتيت 0 لم يذكر اسمها فى جملتيه القصيرتين جدا فردت عليه بالمثل : وعدتك بالمجئ ، فجئت 0 ارتعش الجليد فى داخلها وبدا يتشقق قليلا ولكنه لم يتحطم او يذوب 0 اضافت قائلة بلهجة قوية وثابتة : اتيت لاجل جايمى 0 انا ممتن لذلك ! ياللغرابة ! يحدثها كانها انسان لايعرفة ! مد يده لحمل الحقيبة الصغيرة وقال : السيارة موجودة خارج المحطة 0 سنصل الى البيت قريبا لن تسمح لدفء صوته ونبرته باذابة جليدها ! سيطرت بسرعة على اعصابها ومشاعرها ففوجئت بمدى تجاوبها مع قرار العقل 0 ولكنها لم تنتبه الى انه يتامل جسمها الهزيل بعينين معذبتين ونظرات حزينة 0 سالها فجاة : هل تفضلين ان تشربى فنجان شاى او قهوة قبل ذهابنا ؟ لاشئ شكرا 0 افضل الذهاب فورا الى دروملاريج 0 كما تريدين 0 لماذا يتردد هكذا ؟ هل ندم على مطالبتها بالحضور بغض النظر عن سرور ابنه او حزنه ؟ ام ان هناك شيئا اخر يختلف تماما عما تتصوره الان ؟ سمحت لنفسها بالنظر اليه مرة ثانية وهما يغادران المحطة فاستغربت كيف احبت فتاة مثلها رجلا متجهم الوجة وعاقد الحاجبين مثل لوجان موراى ! هل يتمتع باى شئ يا ترى سوى الوسامة ؟ اه منها ومن جاذبيته العنيفة المغرية ! سالته بعد فترة صمت طويلة للغاية : هل تعرف مدبرة المنزل الجديدة اننى 0000 اننى زوجتك ؟ لقد رحلت 0 رحلت ؟ ولكننى سمعتك اليوم تقول انها جيدة 0 كانت جيدة 000 الى حد ما 0 عندما علمت بقدومك المتوقع قدمت استقالتها من وظيفتها 0 احضرتها معى اليوم الى المحطة لكى تستقل القطار ذاته الذى اتى بك 0 ولكن 000 لماذا ؟ اعنى 000 الم تقل لها اننى لن ابقى فترة طويلة ؟ اجابها بتافف وتململ واضحين : لم يكن لبقاءك اى علاقة بها 0 اعتقد انها لم تحب دروملاريج كثيرا وبخاصة عندما علمت بامرك 000 وبعدما كسر جايمى رجلة واصبح بحاجة الى اهتمام اكبر 0 اتصور انك كنت القشة الاخيرة التى قصمت ظهر البعير او السبب الذى كانت تبحث عنه لتترك وظيفتها 0 لست متاكدا ! الا يهمك هذا الامر ؟ اجابها بقسوة بالغة اذهلتها وافزعتها : طبعا يهمنى ذلك كثيرا ! .ولكننى لااريدك ان تعتقدى اننى احضرتك الى هنا للعمل فسوف يكفيك ما تقومين به من اجل جايمى 0000 خاصة وانك بحاجة الى الراحة التامة اكثر من اى منا 0 احست برغبة مفاجئة لايلامة انتقاما لما فعله بها 0 دافعت عن نفسها بصراحة تامة قائلة : فقدت قليلا من وزنى وذلك كان متوقعا 0 فما من فتاة فى الدنيا تتوقع الزواج والانفصال فى يوما واحدا تقريبا 0 الا اننى تجاوزت الان تلك المحنة الاليمة وانا ممتنة لك فى الواقع لانك اعدتنى الى رشدى وصوابى 0 ساستعيد ما فقدته بسرعة كبيرة وربما قبل مغادرتى دروملاريج مرة ثانية 0 اوقف لوجان السيارة بصورة مفاجئة وقوية صارخا بها : مهلا ، مهلا ! ماهو هذا الموضوع الهام والطارئ الذى يريد ان يتحدث فيه الان ؟ اطلق العنان فجاة لسيارته وبالسرعة ذاتها التى اوقفها بها ثم قال لها بحدة : اخشى انك ستضطرين للانتظار قليلا فزوجة اخى موجودة وراءنا 0 جودي ؟ نعم 0 انها اتية الى دروملاريج لزيارة جايمى 0 اوه ! هل 000 هل تعرف اننا انفصلنا عن بعضنا ؟ تعرف انك لم تعودى معى من لندن 0 يجب ان نتحدث عن هذا الموضوع يا ثيا 0 قد لا تجرؤ جودي على الاستفسار منك عما حدث ولكنها لن تتردد عن استنطاقى انا 0 ماذا اقول لها فى تلك الحالة ؟ قولى لها ان هذا الموضوع ليس من شانها اطلاقا 0 بكل سرور 0 وصلا الى دروملاريج بعد قليل فهرعت ثيا الى غرفة جايمى وهى تردد اسمة بحنان ولهفة 0 وطوقت جسمه الصغير بذراعيها فتعلق بها وانفجر باكيا 000 وهو يقول لها : ثيا ، اوه ثيا ! لماذا تركت دروملاريج ؟ لم يخطر ببالها ان تسال لوجان عما ستقوله لجايمى فى حال توجيهه سؤال كهذا فارتبكت وتعلثمت 0 كيف يمكنها ان تشرح لصبى فى الثامنة من عمره معنى الانفصال والانهيار فى العلاقات الزوجية ؟ الايكفيه حدوث ذلك مرة من قبل ؟ هل سيتحمل الصدمة الثانية ؟ تدخلت جودي فى تلك اللحظة الحرجة لتقول بصوت ناعم ومشبع بالحقد والسخرية : يا له من منظر رائع مؤثر ! هل يمكننى الافتراض بان خلاف العاشقين قد انتهى ! على اى حال فما من احلى من النهاية السعيدة 000 كمعظم الافلام السينمائية العاطفية المرحة ! اجابتها ثيا بصوت ضعيف : لكل زواج حلاوته ومرارته 0 بعد يومين فقط ؟ كانت 000 كانت لدى بعض الاعمال الضرورية فى لندن 0 هذا كل شئ ؟ لم تجبها فورا فكرر جايمى السؤال بلهفة وقلق 000 فيما كان يحدق فيها بعينين حزينتين متعبتين 0 احست بان لوجان واقف فى باب الغرفة وينتظر مثل الشخصين الاخرين جوابها على السؤال المحرج 0 تفاعل الغضب فى نفسها بعنف شديد عندما لاحظت خوف لوجان من احتمال اقدامها على بحث خلافهما الشخصى امام اى شخص اخر 0 لاشك فى انه لايعرفها بعد على حقيقتها ! قالت لجايمى بسرعة : طبعا هذا كل ما فى الامر 0 اشرق وجه الصبى وسالها بلهفة تتسم بالسرور والامل : لن تغادرى دروملاريج اذن مرة اخرى ؟ ضحكت بطريقة غريبة الى حد ما وهى تقول له فى محاوله لتجنب الرد المباشر : اوه جايمى تتحدث عن الذهاب وانا لم اعد الا قبل دقائق ! ارتاح جايمى الى جوابها وتحول انتباهة الى الاشياء التى احضرها له والده من فورت وليام 0 خلعت ثيا معطفها وقالت انها ستعد الشاى للجميع فلم يحاول لوجان ايقافها 0 وعندما وصلت الى المطبخ ابتسمت العجوز مارثا وقالت : اه كنت اعرف انك ستعودين ! تالمت ثيا كثيرا ولكنها اجابتها بحدة : لن ابقى هنا الى الابد واتصور انك تعرفين ذلك ايضا ! انا اعرف الجواب اكثر منك يا ابنتى ولكننى ساتركك الان لتجديه بنفسك 0 بعدما طبعت ثيا قبلة المساء على وجه جايمى وتبادلت واياه التمنيات بليلة سعيدة هانئة احست بانها مرهقة جدا وعلى استعداد تام للنوم 0 ولكن لوجان يريد التحدث معها ولا يمكنها تاجيل ذلك الى مالا نهاية 0 نظرت حولها فى الغرفة المؤزية لغرفة جايمى والتى ارشدها اليها لوجان قبل قليل وهو يتمتم قائلا انه تدبير مؤقت لحين انتهائنا من حديثنا 0 شعرت بشلل تام فى تفكيرها مما وفر عليها مشقة التاكيد له بانها ستكون مسرورة جدا لتمكنها من النوم وحدها 0 وفى غرفة منفصلة 0 غسلت وجهها واستخدمت بعض مستحضرات التجميل العادية لاخفاء الوهن الشديد 000 البارز بوضوح فى وجنتيها وتحت عينيها 0 وعندما القت النظرة الاخيرة على نفسها فى المرآة الصغيرة فوجئت بانها لاتزال جميلة جدا 0 هزت كتفيها بطريقة تدل على عدم الاكتراث والاهتمام بذلك ثم نزلت الى قاعة المكتبة 0 اجلسها قرب النار وقال لها بلهجة جادة وصارمة : لا اريد ان تقتلى نفسك تعبا وارهاقا يا ثيا 0 ستاتى شابة صباح غد للقيام بمعظم الاعمال المنزلية 0 لم تتاثر باهتمامة الواضح والصادق بها وقالت له : انا شابة فى مقتبل العمر وصحيحة الجسم ولست بحاجة الى المساعدة 0 تبدين ضعيفة جدا وخائرة القوى 0 ثم تنهد وقال : اريد التحدث اليك يا ثيا ولا اعرف كيف ومن اين ابدا 0 لا اريد تحطيم كل شئ دفعة واحدة عن طريق التعبير عن نفسى باسلوب سئ 0 تريد التحدث الى عن الطلاق 0 الا يمكنك الانتظار حتى الصباح ؟ الطلاق ؟ نظرت الى ملامح الاستغراب الشديد فى وجهه باستغراب مماثل 0 قالت له بعصبية : انه الحل المنطقى والانسب اليس كذلك ؟ كان زواجنا خطا كبيرا وليس امامنا بالتالى اى حل اخر 0 طلبت منى الحضور اليوم الى هنا لاجل جايمى فلا داعى للتشديد على هذا الامر 0 لقد ادركت بالفعل 0000 قاطعها لوجان بصوت اجش قائلا : لم يكن جايمى وحدة هو السبب ولكنه كان الشعلة التى اثارت الطريق 000 والتى اعادتنى الى رشدى وصوابى 0 هل تحاول ان تقعنى يا لوجان بانك لا تسيطردائما على مشاعرك او احاسيسك 000 كما تفعل اى شئ اخر ؟ اتصور اننى استحق هذا التانيب 0 لسنا مضطرين ابدا لتحليل كل شاردة او واردة فى شخصية كل منا يا لوجان 0 امسك بذراعيها ورفعها بقوة عن المقعد صارخا بغضب عارم : كفى ، كفى يا ثيا ! لا اريدك ان تتحدثى هكذا او عن موضوع الطلاق ! انت الذى بدات ! ضغط على ذراعيها بضع لحظات ثم اختفى السخط الشديد من عينيه وقال : حسنا ، حسنا ! اوه ثيا اعترف لك باننى استحق كل تعذيب وتانيب منك 000 على ما فعلته بك ! اعترف بان التصرفات التى صدرت عنى بعد اكتشافى موضوع المال شائنة وتتسم بالحماقة البالغة 0 لا يمكننى الدفاع عن نفسى او تبرير تصرفاتى معك اطلاقا ولاانوى الاقدام على ذلك ابدا 0 هز راسه بحزن واسى ثم مضى الى القول : تعلمين ان زواجى الاول كان فاشلا وتذكرين بالتاكيد ما قلته لك عن اننى اتحمل القدر ذاته من المسئولية مثل كاي 0 ومع اننى حاولت التصرف معها بصدق واخلاص وامانة الا ان كاي لم تعرف مطلقا معنى هذه الكلمات 0 وعندما تبين لى انك خدعتنى فى بعض الامور ثارت ثائرتى ولم ولم اعد اعرف كيف اتصرف او افكر 0 اتصور ان كرامتى منعتنى من التفكير بطريقة سليمة على الاقل الى ان عدت من لندن 0 ولكنك تاخرت كثيرا 0 كنت فى وضع محير لا احسد عليه 0 لم انم معظم ساعات الليالى الماضية 0 مما جعلنى اغرق فى بحر من الظلمات 0 ماتت عمتى فى الاسبوع الفائت فافقت من ذهولى وادركت ان الحياة على هذه الارض قصيرة جدا 0 ادركت اننى اتخلى عن كل شئ جيد من حيث ادرى او لا ادرى 0 توقف لحظة ثم مضى الى القول : تذكرين اجتماعى المطول فى لندن وحديثى عن امور بالغة الاهمية 0 عندما بعت جميع ممتلكاتى فى الخارج لاشترى دروملاريج كانت لدى بعض الاستثمارات التافهة التى لم تكن تستحق البيع 0 ولكن اعمال المناجم غريبة وعجيبة ولا يمكن التكهن بمستقبلها 0 وعليه حضر ثلاثة من رجال الاعمال البارزين لاطلاعى على الاكتشاف الهام الذى تم التوصل اليه فى المنجم 000 وليعرضوا على ثروة طائلة ثمنا له 0 هل تصدقه ؟ تنهد مرة اخرى وتابع حديثه قائلا : الم اقل لك انذاك اننى ساطلعك على امرين هامين للغاية ؟ كنت ساكشف لك عن الحب الكبير الذى بدات اشعر به نحوك وعن الثروة الهائلة التى اتتنا من السماء 0 وعندما اوقفك ذلك الرجل الحقير وبدا يتحدث بتلك اللهجة شعرت كاننى طعنت فى الصميم 0 اعرف انه لم يكن من الائق اطلاقا التصرف معك على ذلك الشكل او التحدث اليك مثل هذه الطريقة 0 ولكننى اريدك ان تفهمى وضعى انذاك فقد كنت شبة مجنون بسبب الغضب و الغيرة 0 استغربت ثيا انها لم تتاثر اطلاقا بهذا الكلام كله فى حين انها كانت ستجن فرحا وبهجة لو انها سمعته قبل اسبوع او اسبوعين 0 قالت له : اسفة ، يا لوجان 0 اسفة ؟ ولماذا تاسفين يا ثيا ؟ لان كل شئ قد انتهى بيننا اليس كذلك ؟ انتهى ؟ لا ، لا اصدق بانك تؤمنين بما تقولين ! انا احبك وانت قلت لى انك تحبيننى 0 اعرف اننى الحقت بك اذى بالغا وانا اسف جدا لذلك 0 ساثبت لك مدى اسفى ولو استغرق هذا الامر طوال حياتى 0 لا ، يا لوجان 0 بلى 0 ضمها الى صدره بقوة ولكنه لم يحاول تقبيلها 0 وضع خده على خدها وقال : قولى الان انك ستغفرين لى تلك التصرفات يا حبيبتى 0 لا يهمنى اموالك وكيف تنوين انفاقها او استخدامها 0 وليس لهذا الامر اية علاقة بالثروة التى هبطت على فجاة 0 كل ما اريده منك هو حبك لى وسماحك لى ايضا بان احبك بالقدر الذى اشعر به تجاهك 0 احست بارتجاف جسمه الملتصق بها ولاحظت بشكل قاطع انخفاض وزنه 0 لابد وانه تالم مثلها ! وتذكرت ليلة زواجهما 0000 وتعذبت ولكنها لن تتمكن من التظاهر بعاطفة لم تعد موجودة 0 قالت له : اتركنى يا لوجان ارجوك انا اسفة 0 ولكننى لم اعد احبك 0000 ولم تعد هناك اى فائدة للتظاهر بذلك 0 رفع رأسه بحدة وكأنها صفعته على وجهه او طعنته فى قلبه 0 نظر اليها بدهشة واستغراب وهو يسالها بانفعال وتاثر : لا يمكن انك تغيرتى هكذا بمثل هذه السرعة ! بلى تغيرت يا لوجان 0 لا ، لا ! لن اصدق ذلك ! اعرف انك تحبيننى كثيرا ولم تمثلى اى دور مسرحى معى ليلة الزفاف 0 لا يمكن لاحد الاستسلام بذلك الشكل التام دون حب 0 كنت رائعة يا حبيبتى 0 اردتك تمنيتك واشتقت اليك منذ تلك الليلة 0 كانت حياتى جحيما بعيدا عنك 0 ابعدت نفسها عنه وهزت رأسها قائلة : لقد قتلت بقساوتك الحب الذى كنت اكنه لك من صميم قلبى وعليك ان تفهم ذلك 0 لا اشعر نحوك باى شئ يا لوجان 0 هل تسمحين لى بتقبيلك للتاكد مما تقولين ؟ اتصور انك لا تعرفين عما تتحدثين 0 لن تضعف او تجبن امام تحديه فلعلة سيكتشف بنفسه انه يضيع وقته 0 قالت له بهدوء وهى ترفع وجهها نحوه وكانها تضحى بشئ عزيز على قلبها : تفضل ! اذهلتها رقة شفتيه ولم تستغرب عودة النار الى قلبها وجسمها 0 وضع يديه على ظهرها وضغط عليه باصابع فولاذية قوية فاحست بانه يكاد يحطم عظامها 0 ارادت ان تصرخ من شدة الالم الا انها لاحظت مدى ضبط النفس الذى يمارسه على نفسه 0 لم يقبلها بعنف وشهوة ولم يحاول ان يظهر اكثر من تعلقه بها 0 وما ان ابتعد عنها قليلا حتى قالت له : لا اريد منك شيئا الا 0000 حريتى 0 لكى تتمكنى من العودة الى ذلك الوغد 000 جيرى ؟ لا ، لا اريد ابدا العودة الى جيرى 0 لا اريد الا حريتى لاعيش بالطريقة التى تعجبنى 0 سادخل الجامعة يا لوجان 0 والى ان يحين موعد بدء العام الدراسى المقبل ساعمل فى فندق على الساحل الجنوبى 0 ابلغت الادارة باننى قد اتأخر بضعة ايام 0 هكذا اذن ؟ يبدو انك لم تضيعى وقتك سدى 0 حاولت الاتصال بك يا لوجان وانت تعرف ذلك 0 اردت 0000 اعرف ، اعرف 000 وهذا دليل اخر على الرعونة والغباء من جانبى 0 انا اسفة ايضا وادرك اننى اتحمل قدرا مماثلا من المسئولية 0 انا لا احاول القاء اللوم كله عليك يا لوجان 0 انا حقا اسفة لان الامور تطورت على هذا النحو المزعج 0 سامضى بعض الوقت بالطبع مع جايمى 0 لن ازعجك او اضايقك يا ثيا 0 يبدو اننى عبقرى جدا فى تحويل نعيم حياتى الى جحيم 0 تزوجت مرتين فكرهتنى كل منهما ! ربما 0000 ربما ساكون الحظ فى المرة الثالثة ! امضت الايام القليلة التالية وهى تحاول تجنب لوجان قدر الامكان 0 الا ان كلماته عن احتمال زواجه للمرة الثالثة ظلت تقض مضجعها وتقلق راحتها وافكارها 0 وفيما عدا ذلك كان كل شئ كما تركته 0 العمل المنزلى اليومى كلمات مارثا الصريحة اللاذعة ثرثرة جايمى البريئة والطبية وملاحظات دونكان الجافة 0 لم يتغير الا لوجان فهو يعمل دون كلل 000 لا بل انه يرهق نفسه 0 تحسنت اوضاع البيت فى دروملاريج الى درجة كبيرة ولكنه لم يسمح لثروته المفاجئة بالتاثير سلبا على عمله الجاد 0 وعندما تجرات صباح احد الايام ولفتت انتباة الى ذلك قال لها : بدات دروملاريج قبل فترة قصيرة بتامين نفقات العمل والبيت وساثبت انها قادرة على ذلك دون الاستعانة باموال تاتى من مصادر لاعلاقة لها بها 0 قد انفق يوما المزيد من المال على البيت اذا وجدت امرأة تريدنى وتقبل بى 0 وعليه ساعيد استثمار اموال المنجم 0000 لكى تكون كالقرش الابيض لليوم الاسود 0 حولت نظرها عنه نحو النافذة فهز كتفيه ومضى الى القول : يذكرنى هذا الكلام عن العمل المتواصل للذهاب الان 0000 توقف لحظة قبل وصوله الى الباب وقال لها : اذا اتصلت مارى ستيوارت فهل يمكنك تذكيرها باننى ساراها هذه الامسية ؟ اريد ان ابحث معها طريقة المعاجة الجديدة التى تتبعها مع جايمى الا تعتقدين انها طريقة جيدة وناجحة ؟ لم تتمكن ثيا من نفى هذا الامر فابنة الطبيب ماهرة جدا فى عملها 000 كما ان علاقة حميمة بدات تقوم بين مارى وجايمى 0 احست ثيا بالغيرة 000 ولكن هل يحق لها ان تحس بهذا الشعور ؟ لم تعد فى دروملاريج 0000 فاصبح جايمى بحاجة الى شخص اخر وهكذا والده ايضا على الارجح 0 وصلت السيدة موراى فجاة الى دروملاريج فاحست ثيا بسعادة وارتياح كبيرين لحضور تلك السيدة الطيبة 0 سالت لوجان عما تعرفة والدته عن الوضع القائم بينهما فقال لها ان امه تعلم بوجود 0000 خلافات بين ابنها وزوجته 0 احست بانه يريد تطويقها بين ذراعيه وضمها الى صدره ولكنه يشعر ان يديه مقيدتان 0 لم تثر السيدة موراى موضوع العلاقة الا بعد مرور بضعة ايام على وصولها 0 استهلت السيدة الهادئة الحديث الخاص بالقول : ماذا يزعجك يا ثيا ؟ امل فى الا يتاخر لوجان كثيرا فالطقس سئ للغاية 0 اليس موجودا الان مع بعض الرجال ؟ صمتت لحظة ثم سالتها : هل انت قلقة يا عزيزتى ؟ كانت على وشك الرد نفيا ولكن قلبها لم يطاوعها 000 فهى قلقة عليه فى امور عدة 0 هزت راسها ايجابا فقالت لها حماتها : ماذا يمنعك اذن عن الذهاب لايجاده وابلاغه ذلك ؟ لا 000 لا اقدر على ذلك ! لن اتمكن 0000 انظرى الى هاتين اليدين الباردتين والى جسمى الذى تجمدت الدماء فى عروقه ! لا اشعر بشئ ! فكرى جيدا يا ابنتى فمعظم الاقفال تكون عادة ضعيفة وهشة 0 ماذا ستفعل اذا اصيب باذى ؟ اذا قتل بحادث فى هذا اليوم العصيب ؟ صرخت بالم وهبت واقفة ! يالغبائها اوه يالسخافتها ورعونتها ! انها لا تزال تحبه 000 من صميم فؤادها ! لا باس اذا كان قد توقف عن حبها بسبب تصرفها العنيد والاحمق معه فستقول له انها تحبه 000 وتحبه كثيرا 0 لم تنتظر حتى تاخذ معطفها الواقى من المطر بل خرجت الى المطر لتبحث عن لوجان الذى يميطى حصانه الاسود الكبير 0 شاهدته يعطى اوامره وتعليماته الى الرجال فراحت تصرخ بلهفة : لوجان ، لوجان ! استدار نحوها وانطلق بسرعة ثم توقف فجاة ورفعها كريشة صغيرة عن الارض 00000 ليضعها امامه ويحمى جسمها الضعيف الهزيل من المطر والريح 0 ثيا ! ما بك ؟ اخبرينى ! لاشئ يا لوجان 0 اوه كل شئ 0000 كل شئ ! شعرت باننى مضطرة للمجئ الى هنا لاننى اكتشفت ان حبى لك لم يمت او يخف اطلاقا 0 شكرا لك يا ثيا يا فتاتى لا تعرفين مدى العذاب الذى شعرت به طوال هذه الفترة ! كنت اتمنى سماع هذه الكلمات من فمك فى اى وقت من الليل او النهار 0 لم اتحمل التفكير باحتمال فقدانك بدات اموت تدريجيا من الحزن والاسى 0 لابد اننى كنت ضحية صدمة عاطفية عنيفة 0 اعرف ذلك ولكننى لم اكن اعرف مدى تحملى لهذا التاخير القاتل 0 لن تعرفى ابدا مدى العذاب الذى عانيته يا حبيبتى وانا امر امام باب غرفتك ليلة بعد اخرى 0 احبك يا لوجان 0 اذا كنت لا تصدقنى فضع يدك على صدرى لتشعر بخفقات قلبى 0 ارجوك 000 لا تدعنى ابتعد عنك مرة اخرى ! ابدا ، ابدا 0 ضمها اليه بقوة 0000 ومحبة وكانت هى تبادله القبل المحومة بالمثل 0 وعندما اختلى واياها بعد قليل فى الاسطبل القريب من المنزل عاد كل شئ الى سابق عهده 000 لا بل بشكل اقوى واكثر جنونا قالت له : انت بحاجة الى حمام ساخن وانا ايضا 0 همس بضع كلمات فى اذنها فاحمر وجهها حياء وخجلا 0000 وظل على حالة حتى ما بعد دخولهما المطبخ ومواجهتهما الوجهين الباسمين لمارثا والسيدة موراى 0 ستعترف له الان بكل شئ ولن تسمح لاى موضوع بتشكيل عقبة اخرى فى وجه سعادتهما الى الابد 0 قالت له : لابد لى من الاعتراف لك يا لوجان باننى كنت هنا قبل الان 0 تدخلت مارثا قائلة والابتسامة العريضة تغطى وجهها 0 لقد ولدت هنا اليس كذلك ؟ عرفتك منذ وصولك الى دروملاريج 0 كنت تعرفين ؟ بمجرد دخولك عبر هذا الباب ! ولكننى لم اقل شيئا وتركت لك الخيار 000 فانت صاحبة الحق فى ذلك 0 ثم نظرت الى السيدة موراى التى كانت تنظر نحوها بذهول تام وقالت : الا تذكرين تلك الشابة التى اتت الى هنا قبل عشرين عاما بعد مقتل زوجها وهما لا يزالان فى شهر العسل ؟ هذه هى الطفلة الصغيرة التى ولدت هنا 000 الفتاة الصغيرة التى كادت تحطم قلبك عندما قررت امها اخذها الى بيت جدها فى لندن 0 حقا ؟ هل انت واثقة مما تقولين ؟ هزت ثيا راسها ايجابا فضمتها والده لوجان الى صدرها وقبلتها بمحبة وحنان 0000 قائلة : مارثا على حق 0 احببتك كثيرا واردتك ابنة لى 0 توسلت الى امك لتسمح لى بتبنيك 0 الان بدات اؤمن بالعجائب ! استمعت السيدة موراى الى شرح واف من ثيا ثم عانقتها بحرارة قبل ان تمسح دموع الفرح من عينيها 0 استدارت نحو لوجان فوجدته يبتسم سالته بلهفة : هل تصدقنى ؟ تعالى الى هنا يا عصفورتى 0 ساصدقك اذا تمكنت من اقناعى بانك لن تهربى منى مرة اخرى 0 واقنعته 00000! انتهت الروايةارجو ان تنال احداثها اعجاب الجميع ورضاهم 0
|