لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-09, 01:32 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4- أهذا ما تخافينه ؟



كان مأتم هاري لينفيلد لمركزه المحترم في المجتمع ، وقد حضره الكثير
من الأشخاص بحيث أكتظت بهم الكنيسة . تماماًُ كما توقعت أوليفيا .
تجمع المعزّون داخل الكنيسة حيث يسود الهدوء ، محيين بعضهم البعض بأصوات
حزينة خافتة ، في حين وصلت مجموعات أخرى إلى باب الكنيسة المفتوح
ولم يجدوا مكاناً لهم وسط ذلك الزحام ، فاكتفوا بالوقوف خارجاً تحت أشعة الشمس الحارقة
أو اللجوء إلى ظل شجرة الماغنوليا في فناء الكنيسة .
تسلم كل من المعزين كتيباً للصلاة ، فيما جلست أوليفيا في المقدمة بصفتها الأقرب والأحب
إلى هاري لتستقبل التعازي مع أقاربها الذين حضروا
من مختلف أنحاء العالم لحضور المأتم .
نظرت أوليفيا إلى الجهة المقابلة في الكنيسة ورأت جايسون ببذلته الرسمية
السوداء وتعابير وجهه الكئيبة المشدودة ، فبدأ شديد الوسامة .
تفحصته مطولاَ ، ولاحظت كم بدا مألوفاً لها . تذكرت المشاعر التي تشاركاها
في ما مضى ، فأحست بطعنة في صدرها ، كانا سيتزوجان في هذه الكنيسة!
( لا تفكري به ، بل فكري بهاري ، هذا ما قالته لنفسها وهي تنتزع نظراتها عنه ).
وزّعت الأزهار في كل مكان . فقد طلبت أوليفيا الكثير منها رغم
حرارة الجو ، لأن هاري أحب الأزهار طيلة حياته ، فكانت أزهار الزنبق
والورد والقرنفل والاوركيد تملأ المكان . إضافة إلى أكليل من الزنبق
الأبيض وضعته أوليفيا على تابوت هاري .
وقف الجميع عندما توجه الكاهن الطويل ذي الشعر الفضي إلى يمين الضريح .
بدأ الكاهن يتحدث عن الموت والحياة والنشور وأشياء أخرى تقال عادة في المآتم .
ثم بدأ عزف الأرغن ففتح الموجودون كتب الصلاة ليشاركوا في الترانيم .
شعرت أوليفيا بالأختناق ، ربما بسبب الزهور الكثيرة التي على الرغم
من جمالها ، ملأت الأجواء بعبيرها القوي ما جعل أوليفيا غير قادرة على التنفس .
نهض عدة أشخاص وتوجهوا نحو المكان المخصص لإلقاء كلمات التأبين لهاري .
لم تستطع أوليفيا فهم ما كانوا يقولونه ، إلى أن نهض جايسون كوري وتوجه نحو مقدمة الكنيسة
، للحظة رفضت النظر إليه . لكن حضورة بدأ قوياً جداً .
ولأول مرة سمعت بوضوح ، إذ راح صوت جايسون الواضح يرنّ بشكل مؤثر في أرجاء الكنيسة .
فكرت بصمت أنها لن تبكي . لم تجرؤ على البدء بالبكاء ، وفي الوقت نفسه لم تستطع
الصمود أكثر ، إذ تجمع الألم والحزن والعذاب في داخلها .
كان حديث جايسون مؤثراً ، حتى إنه جعل الحاضرين يضحكون بهدوء حول أشياء قالها
هاري أو فعلها ، لم يستطع الموجودون إشاحة نظرهم عن جايسون .
وقد حول الضوء المنسكب من زجاج النافذة الملون خلف المذبح
لون شعره إلى ذهب خالص .
كم تألمت بسببه طوال سبع سنوات! إنها لا تستطيع الصمود دون
التفكير به على الأطلاق .
أصابها الدوار ، وشعرت بالحرارة الشديدة ثم بالبرودة .
رائحة الأزهار والزنابق البيضاء على تابوت هاري سببت لها ما يشبة الأختناق .
حاولت أن تسعل ، وبدلاً من ذلك ، أنهارت على أحد جانبيها .
فتحت أوليفيا عينيها لتجد نفسها جالسة على مقعد طويل في غرفة
جانبيه في الكنيسة ، وظهرها ورأسها مستندان إلى الحائط الحجري البارد .
- ماذا جرى ؟
أجابها جايسون : ( غبتِ عن الوعي ).
- آه ، لا .
أرجعت رأسها إلى الوراء ، وأغمضت عينيها ثانية ، وقالت : ( هل حملتني إلى هنا ؟)
جاءت إبتسامة جايسون قصيرة وملتوية .
- إنهم ينشدون الترنيمة الأخيرة .
أخترقت الأصوات خشب الباب السميك ، تابعت أوليفيا قائلة :
( أردت أن أقرأ قصيدة أخترتها خصيصاً ).
- أبقي هادئة للحظة ، أوليفيا .
قال جايسون ذلك وعيناه تراقبان شحوبها الواضح .
عبرت وجهها لمحة قلق ، ثم قالت : ( كم أتمنى أنتهاء هذا ).
- أعتقد أنك لا تريدينني أن أبقى بجانبك ، أليس كذلك ؟
قال جايسون هذا وهو يعرف الجواب مسبقاًُ .
- لا .
لم يكن لديها خيار سوى قول الحقيقة . ثم تابعت تقول : ( كنت في الماضي منقذاً جيداً .
شكراً لأنك ساعدتني الآن ، لكن بإمكاني الأستمرار لوحدي ؟)
- لا أحب أن أتركك وأنت في هذه الحالة .
بدت أوليفيا فائقة الجمال ، رشيقة القوام ، شديدة الضعف ، وقد أبرز ثوبها الأسود
كمال جسمها ، مع أن سنوات طويلة مرت ، لكن جايسون يشعر
كأنه أخبرها البارحة أنه لن يتزوج منها .
أجابته أوليفيا بحدة : ( لكني لا أريدك هنا . جايسون . لا أعرف كيف أوضح الأمر أكثر . لا أريد
شيئاً منك أبداً بعد اليوم ).
نظر إليها بسرور غير متوقع وقال : ( طبعاً ، أنا أفهم ذلك . سأرسل لك أحد أقربائك .)
- لا ،شكراًُ . أنا بخير .
وقفت أوليفيا بتصميم على قدميها قائلة : ( أين قبعتي ؟)
استدار جايسون وناولها قبعتها الأنيقة ذات الحافة الكبيرة المقلوبة عند الأطراف : ( تفضلي ).
وضعت أوليفيا قبعتها على رأسها ، ونظرت إليه بعبوس قائلة : ( هل هي مستقيمة ؟
لا توجد مرآة هنا ).
- إنها جيدة . هل أنت أكيدة أنك بخير ؟
أجابته بإبتسامة مريرة : ( يجب أن أكون بخير ، فالآتي أعظم ).
وكان ذلك صحيحاً . لكنها لم تدرك سوء ما يواجهها إلى أن هم جيلبرت سيمونز . وهو محامي
هاري ، بمغادرة المنزل . إذ قال لها بوقار :
( سأعود غداً لقراءة وصية هاري ، إذا ناسبك ذلك . هل تناسبك الساعة الثانية ؟)
صافحتة قائلة : ( الساعة الثانية مناسبة يا جيلبرت ).
- أنت المستتفيدة الأساسية كما تعلمين ، طبعاً . لكن هناك ورثة آخرون .
- طبعاً ، أتوقع ذلك . فقد كان هاري رجلاً كريماً جداً .
هناك أيضاً العائلة ، والإحسان ، ولا شك أنه ترك شيئاً لغرايس .
نظر جيلبرت سيمونز بعيداً للحظة ، ثم قال : ( أعلم أن ما سأقولة سوف يفاجئك يا أوليفيا ،
إذ ما أخذنا بعين الإعتبار ما حدث بينك وبين جايسون كوري ،
لكن جايسون هو أحد المستفيدين . وأسمه مذكور في وصية هاري ).
- جايسون ؟
ألن تتوقف الصدمات في حياتها ؟ إن جايسون لا يستحق شيئاً .
كان على هاري أن يدفع له بسخاء فقط . لكن ، ربما أورث جايسون مجموعة
مضارب الغولف أو شيئاً من هذا القبيل ، أو ربما تلك السيارة ذات الدفع
الرباعي التي يستعملها . انتظرت أوليفيا تعليقاًُ آخر من المحامي لكنه لم يقل
شيئاً سوى : ( أراك غداً أوليفيا . هل ستبلغين جايسون ؟)
- لا يمكنني القيام بشيء آخر .
لاحظ المحامي مدى أنزعاجها ، فأبتسم بتعاطف وقال لها : ( إنها مشيئة هاري ، يا عزيزتي ).

اجتازت أوليفيا آخر منحنى في الطريق ووصلت إلى منزل آل كوري الذي لم يعد ذلك المنزل
المتواضع الذي تذكره ، بل أصبح ساحراً .
لاحظت أن تحسينات كبيرة قد أدخلت على البيت . والأرض المحيطة به . هناك سور جديد مطلي
باللون الأبيض اللماع ، شكل تناقضاً جميلاً مع الخضرة الزمردية للعشب المقصوص حديثاً .
أما المنزل فطلي باللون الأخضر الهادئ ، الذي ناسب لون السقف الحديدي المتموج .
وأصبحت السقيفة الآن محاطة بسور خشبي أبيض مناسب للباب الأمامي والنوافذ .
كما أكملت المفروشات البيضاء الموضوعة على الشرفة صورة المنزل الريفي
الساحر المضياف . بدت الحديقة رائعة بأزهارها البيضاء والصفراء .
وقد وضعت عند مدخلها بوابة علقت عليها لافتة خشبية مطلية باللون الأبيض ، كتب عليها : ( كوخ آل كوري ).
كانت سيارة مزرعة هافيلا ، ذات الدفع الرباعي ، مركونه على الطريق المفروشة بالحصى .
قفز قلب أوليفيا إلى حنجرتها ، فأطفأت محرك سيارة هاري الكبيرة .
وبقيت جالسة تفكر ماذا ستفعل بعد ذلك .
لماذا جاءت ؟ كان بإمكانها أن تتصل به هاتفياً . فكرت في سرها قائلة : ( لا يمكنني القيام بذلك).
الآنسة لينفيلد الهادئة المتماسكة . التي تتعامل مع أصعب التلميذات
المرهقات مراساً ، بقيت في مكانها مترددة جداً يلفها الآلم ...
- كم أنا حمقاء .
هذا ماقالته لنفسها . لقد استمر جايسون في حياته الطبيعية لأنها
سلخت نفسها كلياً بعيداًُ عنه .
أعترفت لنفسها أنها ما زالت تحبه وتمقته في الوقت نفسه .
وها قد أصبحت حالتها مثيرة للشفقة ولا يمكنها فعل شيء حيال ذلك .
إذ تتعطل إرادتها عندما يتعلق الأمر بجايسون كوري .
حسم جايسون الموقف بفسه بخروجه إلى الباب الأمامي .
كان يرتدي قميصاً ملطخاً بالطلاء مع بنطلون قصير ذي لون أزرق داكن .
للحظة ، فكرت أوليفيا أن تنزلق في مقعدها لتخبئ نفسها كي لا يراها .
كم هذا سخيف! إنها لم تتعلم شيئاً عن نفسها .
وربما لن تفعل مطلقاً . وقد لا تتمكن من تكوين حياة خاصة بها دون وجود جايسون
كوري فيها بشكل من الأشكال . منتديات ليلاس
توجه جايسون نحوها مباشرة ، ولم يعد أمامها مناص سوى الخروج من السيارة .
وإلا بدت أمامه كالحمقاء .
- مرحباً أوليفيا .
ناداها وهو يقترب منها . ثم أضاف : ( هل تريدن شيئاً ؟)
حاء صوتها طبيعياً بعد أن تمكنت من السيطرة على نفسها . فقالت :
( كان بإمكاني الأتصال بك ، لكني أردت الخروج من المنزل لبعض الوقت .
سيأتي جيلبرت سيمونز الساعةالثانية من بعد ظهر هذا اليوم ، ليقرأ وصية هاري .
ويبدو أنك أحد المستفيدين منها ،لذلك يريد منك جيلبرت الحضور ).
شعرت بالسرور لأنها وضعت نظارتيها الشمسيتين اللتين أخفتا
عينيها ،فيما راح قلبها يدوي كالطبل في أذنيها .
حدّق جايسون إليها بقسوة ، وبشيء من الغرور ، وقال : ( لا أعلم شيئاً عن كوني
مستفيداً من الوصية ).
أجابته بحدة قائلة : ( مهما يكن ، أنت كذلك . يبدو أن هاري كان مولعاً بك ).
تراقصت شعلة نارية في عينيه الزرقاوين وحذرها قائلاً : ( لا تثيري غضبي ،
لقد أنهيت خدمتي ، وأنا رجل حر الآن ).
- آه ، حسناً ، لقد نلنا كفايتنا من الحظ السيء ، أنت وأنا .
علقت أوليفيا وقد شعرت أن رؤيته تقودها إلى الجنون .
فجسمه الأسمر القوي يلمع بحبيبات العرق .
وللحظة مجنونة أرادت أن تقترب منه و ...
لم يستطع أي رجل آخر أن يؤثر عليها مثل هذا التأثير إلا جايسون .
سألته بصوت متقطع : ( أين تالي ؟)
- هل تالي هي الوحيدة من آل كورد التي تحبينها ؟
بدت التسلية على تعابير وجهه ، فأجابته : ( لقد فقدت حبي لك منذ وقت طويل .وأصبحت
حرة ، جايسون . حرّة منك ).
- جيد . هل تريدين الدخول ؟
- ولماذا أدخل ؟
وقفت أمامه مباشرة . وعلى الفور . شعرت أنها أرتكبت خطأ كبيراً لأن
طوله غير العادي جعلها تشعر بصغرها وضعفها .
بدا صدره الأسمر عامراً بالعضلات ، أما حنجرته وخط فكه فمنحوتين على يد نحات عظيم .
كما بدأ أنفه مستقيماً بشكل رائع . وفمه مقوساً ، وشعره أحمر داكناً وعيناه زرقاوين
صافيتين . هذا هو جايسون كوري ! رجل مليئ بالتحدي والمواجهة .
- النساء مخلوقات فضولية .
قال جايسون هذا وعيناه توضحان أنه مدرك تماماً مشاعرها المتناقضة نحوه .
ثم أكمل كلامه قائلاً : ( ما الذي أتى بك إلى هنا ، أوليفيا ؟ أخبريني بصراحة )
والتقت نظراتهما ..
فجـأة ، عادت أوليفيا إلى حذرها وقالت : ( لم آتِ لأراك ، جايسون عليك أن تبتعد ).
ابتسم جايسون وقال بتلقائية ساخرة : ( لم لا تدخلين ؟ إني أعيد طلاء غرفة تالي ،
وهي عند جدتها ، لأن رائحة الطلاء تبقى طويلاً حتى لو فتحنا النوافذ ، ما قد يسبب الزكام لتالي ويضايقها ).
- هل لديها أصدقاء في مثل سنها ؟
حاولت أوليفيا بسؤالها أن تبدو التوتر الذي ومض بينهما .
- هل المعلمة المتزمتة تتحدث الآن ؟
إبتسم جايسون بتكشيره عريضة وأضاف : ( يبدو أن تالي تفضل صحبة
الكبار . إنها طفلة مسلية . وتصرفاتها تفوق عمرها .
هل تساعدينني في أختيار لون الحافة المناسب ؟)
- أنا مـتأكدة أنك تستطيع القيام بإختيار لون مناسب بنفسك .
كانت على وشك أن تخبره كم أحبت التحسينات التي أجراها على المنزل ،
لكنها تذكرت خيانته التي ستبقيها متألمة إلى الأبد ..
- النساء أكثر براعة في ذلك .
جالت عيناه عليها ببطء . كانت ترتدي ثوباً صيفياً رقيقاً أزرق اللون
مطبعاً بالزهور ، وصندلاً أزرق ذا كعبين منخفضين . وقد رفعت شعرها
الحريري الكثيف إلى أعلى بسبب الحر . فيما انفلتت خصلة رقيقة منه
لتنسدل بجانب خدها . بدت مشرقة وجذابة جداً في الوقت ذاته .
- أمضيت عشر دقائق محاولاً الأختيار بين اللونين الزهري والبرتقالي ولم أستطع
الأختيار. ثم إن الطقس حار عليك لتقفي في الشمس .
- لطف منك أن تقلق علي .
داعبت ابتسامة ساخرة شفتيها . وأضافت : ( أنت مثل العنكبوت
التي طلبت من الذبابة أن تدخل إلى بيتها كي تستريح .
هل تحاول أن تخترق خطوط دفاعي يا جايسون ؟
أدركت أولفيا أنها لو قامت بخطوة خاطئة واحدة فسوف تفضح
مشاعرها أمامه ، وأضافت قائلة : ( لا تضيع وقتك في المحاولة).
واستدارت متعمدة نحو السيارة وهي تتابع قائلة : ( لن نصبح أصدقاء ثانية ).
- إذا علي أن أعتاد على الأمر ،اليس كذلك ؟
سبقها جايسون بخطواته الطويلة إلى السيارة ، وفتج لها الباب منتظراً كي
تجلس وراء المقود . وقف بجانبها كالبرج العالي مهدداً عقلها .
وجسمها ..ملأت رائحته الرجولية المميزة أنفها ، فتذكرت أنه كان في الماضي حلم حياتها .
وشعرت بالخوف عندما أيقنت أنها ما زالت تحبه . كم هذا فظيع ومذل !
كرهت أوليفيا كل لحظة من تلك اللحظات ..ولاشك أنه يعرف .
جلست أوليفيا وجايسون في المكتبة يراقبان المحامي جيلبرت سيمونز
وهو يخرج من حقيبته الوثيقة التي هي آخر وصية لهاري .
وجدت أوليفيا حركاته بطيئه جداً مقارنه مع أعصابها الثائرة .
وأخيراً ، بدأ يقرأ الوصية بوجه وقور وصوت حاد : (هذه آخر وصية
لي ، أنا هارولد بنديكت لينفيلد ، الأعزب ومالك مزرعة هافيلا للسكر في مقاطعة لينفيلد
في محافظة كوينزلاند ..)
ماذا بعد ؟ تساءلت أوليفيا وهي تحدق بإهتمام شديد بالمحامي .
فيما لم تنظر بإتجاه جايسون أبداًُ . أما هو فجلس على كرسي جلدي مواجهاً
للمكتب الفيكتوري الطراز . انساب صوت المحامي إلى أذنيها وقد
بدأ يقرأ مواضيع هي في غاية الأهمية بالنسبة إليها .
كما توقعت ، آلت معظم ممتلكات هاري وعقاراته إليها .
كما أورث هاري أفراد عائلته البعيدين عدداً من الهدايا القيمة .
كذلك أوصى بهبات إلى الجمعيات الخيرية . وبميراث محترم لغرايس يخولها التقاعد برخاء في
أي وقت تختاره .
أخيراً ، جاءت القنبلة قوية جداً ، وكافيه لتهدم المنزل فوق رأسها .
هاري ! هاري ! كيف تفعل هذا بي ؟ ألا تدرك الفوشى التي سببتها لي ؟
أصغت أوليفيا وهي لا تصدق أذنيها ، غير مدركة أن جايسون يراقبها ويلاحظ
ردة فعلها .
لقد أوصى هاري لجايسون الذي خانها بمبلغ كبير من المال ليتصرف به .
نصف مليون ..لكن الخبر الأسوأ الذي دفعها إلى هز رأسها استنكاراً .
وهو أن هاري أعرب عن أمنيته بأن يبقى جايسون كوري في هافيلا كمدير تنفيذي ومراقب لعمليات
ليتفيلد كلها .
لم تصدق أوليفيا ما سمعت ، وطلبت من جيلبرت سيمونز أن يعيد قراءته .
التفت جايسون إليها ، والبريق في عينيه الزرقاوين . وقال : ( لم أتوقع هذا ، مثلك تماماً ).
- لا ! لكني أراهن أنه أعجبك .
أعاد جيلبرت سيمونز قراءة الفقرة وهو مدرك لأنفعالات أوليفيا وجايسون . فكر المحامي في سره
قائلاً إن هاري لينفيلد ليس غبياً ، إذ يمكلك جايسون كوري دماغاً عملياً من الطراز الأول .
في النهاية ، كان هناك شرط جعل أوليفيا تغلي من الغضب . كاذا ظنها هاري ؟ طفلة ؟
وهل جايسون راشد حكيم ؟ وأنتابها شعور سيء . آه هاري !
سيبقى جايسون في هافيلا لبعض الوقت .
من ثمانية عشر شهراً إلى سنتين على الأقل قبل أن تستلم أوليفيا زمام الأمور .
شعرت برأسها يدور ، لكنها تمتمت أخيراً بعد أن سيطرت على أعصابها : ( هاري ، هاري العزيز
قد استبعدني . هل تتوقعان مني أن أفرح ؟ الآن علي أن أنحني لجايسون كوري الرهيب . هذا رائع !)
- أبداً ، أبداً .
قال جيلبرت سيمونز ذلك محاولاً تهدئتها . لكنها تجاهلته ، استدارت في كرسيها
وثبتت جايسون بعينيها اللامعين كالكريستال ، وقالت : ( إنها فعلتك ، يا جايسون ! لقد تلاعبت بهاري كمحتال محترف ).
أسند جايسون ظهره إلى الكرسيب الجلدي قائلاً : (محتال ؟ هذا كثير .
ألست ممتنه لهاري ولو قليلاً بسبب الثروة التي تركها لك ؟ إنها تمتد من هنا حتى تازمينا ).
أجابته أوليفيا بحدة : ( أنا على أستعداد للتخلي عنها كلها شرط أن أراك بعيداً عن هذا المكان .)
علق جايسون ببطء : ( هذا تصؤف غير لطيف ).
رمقت أوليفيا المحامي بنظرة نارية ، وهي تعلم أن تصرفه اللبق لا ينفي واقع
أنه خيب آمالها . سألته بتحد : ( أنا لست غمرغمه على التقيد برغبات هاري . أليس كذلك ؟)
أطلق جيلبرت سيمونز تنهيده عميقة وأجابها : ( لا . أوليفيا . إن القانون لا يجبرك على تنفيذ رغبات عمك الكبير ).
تدخل جايسون قائلاً : ( كيف تشعرين الآن ليف ؟ بإمكانك طردي فوراً ).
- هذا ماأوشك على فعله .
تدخل جيلبرت سبمونز بسرعة قائلاً : ( أنا متأكد أنك لن تفعلي . أنتِ ذكية جداً ، أوليفيا .
منتديات ليلاس
أراد عمك بذلك أن يوقل لك شيئاً . وأظن أن عليك سماعه ،أنجز جايسون أعمالاُ رائعه .
وساعد هاري في إدارة أعماله .
تناولت الغداء مع هاري عدة مرات في الماضي . وكان يمتدح عمل جايسون .
كما أن أهل المنطقة جميعاً يعلمون أن جايسون تعلم أسرار العمل بسرعة .
وهذا ليس مفاجئاً لأنه شاب إستثنائي .)
تأوهت أوليفيا بإمتعاض وردت قائلة : ( أرجوك ، إنه ليس على لائحة أصدقائي ).
أجاب المحامي بنبرة مقنعه : ( سيكو نذلك لمدة قصيرة على أي حال ، من ثمانية عشر شهراً
إلى سنتين . ستكونين غبيه . أوليفيا إذا حرمت نفسك ولينفيلد من الاعمال المحترمة
التي يؤديها جايسون).
تقا1فت أوليفيا الأمواج من المشاعر المتناقضة ، فسألت المحامي بهدوء : ( هل نسيت قصتنا ، جيلبرت ؟
لقد نبذني جايسون عشية زفافنا ، كما تعلم أنت وكل أهل المنطقة).
نصحها جايسون بإقتضاب : ( أنتقلي إلى موضوع آخر ، أوليفيا ).
- سأنقلك أنت من هنا . أعدك بذلك .
وقفت أوليفيا على قدميها . فنظر إليها جيلبرت سيمونز بمزيج من التعاطف والدبلوماسية الماهرة وقال :
( لديك خيار يا أوليفيا . جدي شخصاً آخر ليعتني بأعمال هاري الكثيرة أو نفذي وصيته .
أريدك أن تفكري ملياً قبل أتخاذ أي قرار ).
- هل سمعت هذا ، أوليفيا ؟ فكري مليا.
وقف جايسون ، ومشى نحو باب المكتبة المزدوج ثم تابع : ( أعدك أني سأبقى بعيداً
عن طريقك ).
- طبعاً ، ستفعل .
أجابته أوليفيا بحدة ، ثم أضافت : ( لدي الذكاء الكافي لأدير العملية اللعينة بأكملها وحدي .
يا للرجال !)
- تباً ! لن ندخل الآن في جدال حول تنافس المرأة والرجل . أليس كذلك ؟
- أنا ذكية مثلك تماماً . وأفكر بصورة منطقية أكثر منك .
أجابته أوليفيا بذلك بإحتقار ، ثم تابعت قائلة : ( لطالما أحببت هاري ، لكنه
أقترف خطأ جسيماً . هاري ، من بين كل الناس ..! أما من أحد أستطيع الوثوق به ؟)
تدخل جيلبرت سيمونز بصفته محام ، وقال : ( آمل أنك تثقين بي ، يا عزيزتي .)
قال جايسون : ( لمَ لا تهدأين يا ليف ؟ ترك لك هاري كل شيء . وكل ما يطلبه منك هو
أن تتعلمي أسرار المهنة كما فعلت أنا من قبل . أنت ذكية , وكلنا نعلم ذلك .
كما أنك منطقية أكثر من الجميع . لكنك لا تستطيعين القيام بالعمل الذي
الذي أقوم به أنا الآن . لأنك تحتاجين إلى بعض الوقت .
ثم .. ماذا عن وظيفتك ؟ هل فكرت في طريقة تسمح لك بتولي الأمور كلها ؟)
صّرت أوليفيا أسنانها وقالت : ( طننتك بعيداً عن هنا ).
- يمكنني الإستقاله الآن ، ليف ، فأنا غني وعي نصف مليون .
شكراً لك هاري !
نظر جايسون إلى السقف وأرسل تحية ، ثم أكمل : ( لكن هاري عهد إليّ بزمام الأمور ، إذا كنت لا تريدين تنفيذ
وصيته ، فأنا أريد ذلك ).
عبر جايسون باب المكتبة إلى الخارج ، لكن أوليفيا لحقت به ، ياله من مخادع كبير !
إنه يتصرف بحرية في منزلها . وهي التي إعتادت على تلقي الإحترام .
وصلت إليه وأمسكت ذراعه بشدة بحيث انغرزت أظافرها الطويلة في ذراعه لكنها لم تبال بذلك ، بل هددته قائلة :
( لن ينفع الامر جايسون . لن ينفع أبداً).
استدار جايسون بطولة الفارع ، ورشاقته ، وقوته التي لم تتحملها أوليفيا ، وحدق إليها بعينين زرقاوين
تطلقان شرارات نارية ، ثم قال بنبرة ساخرة قاسية : ( ما الذي تخشين حدوثه ليف ؟ هذا ؟ هل تخافين منه ؟)
بدأ قلبها يضرب بعنف حين جذبها إلى ذراعيه بطريقة متملكه جعلتها تلتصق به .
أخذت أذناها تدويان حين عانقها عناقاً حاراً...عنيفاً..
متهوراً...ثائراً ، هز كيانها من الداخل .
اندفع الأدرينالين في دمها حيث دفعها إلى التخلي عن مقاومته وملأها بالشوق .
ذلك الشوق الذي صممت من قبل ألا تدعه يعرف عنه شيئاً.
عندما تركها جايسون ، ـارجحت على قدمها وهي ممزقة بين شعورها بالصدمة من جهة وباللهفة العميقة التي آلمت كبرياءها
من جهة أخرى.
أحمرت وجنتاها لشدة شعورها بالذنب ، وقالت لاهثة وهي ترتجف :
( كيف تجرؤ ؟ يا لوقاحتك! كيف تجرؤ على معاملتي وكأني سلعه ؟ أيها الدنيء ).
وقبل أن تتمالم نفسها . رفعت يدها لتصفعه كما فعلت مرة في الماضي .
لكن جايسون كان مستعداً لها ، فأمسك معصمها . وقال متهكماً :
( لقد أيقظك هذا العناق ؟ أليس كذلك ؟ أوليفيا الجميلة ! ملكة الثلج .
لقد خطفت أنفاسك بعناقي ، أليس كذلك .)
نفضت أوليفيا يدها بعيداً ، ومررتها على وجهها بإشمئزاز قائلة : ( أنت كريه!)
- حسناً ! يمكنني تكرار الأمر بطريقة أفضل .
وأنارت وجهه إبتسامة مفاجئة . إنها إحدى إبتساماته التي كانت تتلهف إليها في الماضي .
بدأ موقفها مأساوياً ومضحكاً في الوقت نفسه . وظهر أضطرابها بوضوح عندما أشارت نحو الباب بيد مرتجفه .
- أخرج من هنا ، جايسون . لقد أريتني ما أنت قادر على فعله , أنا لا أكرهك أنت فقط ، بل بدأت أكره نفسي أيضاَ.

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 04-07-09, 01:46 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

5_زيارة و قرار


لم تفعل اوليفيا شيئا في الأيام التي تلت المواجهة ,بل بقيت في المنزل هادئة, تحاول السيطرة على حزنها وصدمتها الناتجتين عن قرارات هاري التي عليها تحملها .لم تحاول القيام بجولة في المزرعة ,إذ كانت متأكدة أن جايسون يتولى إدارة هافيلا. قررت أن تدعه يفعل ذلك دون تتدخل , بانتظار فرصة مؤاتية تسمح لها باتخاذ قرارات مصيرية . لكن هذه القرارات ,لم يحن وقتها بعد.

منتديات ليلاس
ظلت تفكر بعناف جايسون.. ذلك العناق برهن لها جايسون ما زال متغلغلا في كيانها . عليها أن تبقى مسيطرة على أحاسيسها فلا تعود إلى التعلق به من جديد . قررت أن تحبس نفسها في مكتب هاري, للا طلاع على سير أعمال المزرعة. فهي ذكية جدأ, وقد ترك لها هاري ثروة هائلة . ويعود الأمر إليها كي تقرر ماهي أفضل الوسائل لتحسين سير الأعمال.


تخليت أنها تسمع صوت هاري في أذنيها, يقول: (( إنه قراري ياليف, وانت تعلمين مالصواب )).


بالطبع يجب أن تميز بين الخطأ والصواب ,لاسيِما أنها تعلمت ذلك من هاري مذ كان همرها عشر سنوات . حدثها هتري من كل شيء في المزرعة وشرح لها كل شيء , مفسرا لها سبب قيامه بخياراته . كما شجعها على المشاركة في معظم أعمال لينفلد.


قادت تحريات أوليفيا إلى استنتاج أكيد , وهو أن جايسون أقنع هاري بتوسيع آفاق أعماله نحو مجالات أخرى .والآن ,هاري مات هاري, وترك لها مشكلة كبيرة وهي وجود جايسون في شركة أوريون لأعمال التنقيب. لقد اعتمد عليه هاري في كل سيء ,لا سيما في السنة الأخيرة حيث تسلم جايسون زمام الأمور كلها .لا عجب أنه يتردد الآن في التخلي عن مركز القوة .لكن مع ذلك ,قررت إجراء تعديلات صغيرة في هافيلا.

سارت حياة أوليفيا بصورة رتيبة .فراحت تستيقظ عند الساعة السابعة صباحا ,تسبح في مياه البركة الجميلة ,ثم تأخذ حماما وتلبس ثيابها ,بعدئذ تقرأ الصحف ثم تتناول إفطارها على الشرفة الخارجية تحت المظلة البيضاء الكبيرة ,حيث يمر الوقت وهي تتحدث إلى غرايسي خلال ذهابها وإيابها .

تلقت غرايسي نبأ إرثها من هاري بامتنان كبير و فيض من الدموع . أما أوليفيا فأعربت عن ترحيبها ببقاء غرايس في هافيلا إلى الأبد , إذ لم تكن غرايس موظفة م}تمنة فقط بل أكثر من ذلك . انها مربيتها منذ الطفولة ,كما أنها صديقتها أيضا .لم تستطع أوليفيا منع نفسها من قضاء معظم وقتها في مكتب هاري ؛ فما قاله جايسون صحيح تماما, إذ لا يمكنها مباشرة من العمل فورا . هناك الكثير لتتعلمة قبل ذلك .
مع بداية الأسبوع التالي ,رأت أن الوقت حان لتقوم بجولة حول المزرعة .قررت القيام بتلك الجولة على ظهر الجواد . تذكرت أن هاري أحب اقتناء الأحصنة الجيدة في إسطبله من أجل الرياضة التنزه. ولكم استمتعت في ما مضى بالنزهات الرائعة حول المنطقة على ظهر تلك الأحصنة .
وجدت أوليفيا عددا من الخيول في الإسطبل , رأـ الفرس المخلصة كاسندرا ,وحصانا مخصيا لم تعرفه, وفرسا سريعة كستنائية اللون اسمها براندي ,ومهرا لعوبا ذا لون بني لامع سرعان ما مد أنفه الحريرية لتربت عليه
ـمرحبا يا صديقي
أحضرت أوليفيا معها ملابس الخيل المؤلفة من البنطلون والحذاء وبعض القمصان القطنية ذات الأكمام الطويلة لحماية بشرة ذراعيها . بعد أن امتطت صهوة جوادها ,



أصبحت جاهزة للقيام بنزهتها.
إن شمال كوينز لاند المداري منطقة رلائعة بخلجانها المسيجة بأشجار البلح , ومياهها الفيروزية , ورمالها البيضاء ومناظرها الشاعرية ,وغاباتها الخلابة . فالطبيعة هنا تغطي على كل ما عداها , حيث تنمو النباتات بسرعة في التربة البركانية الحمراء الخصبة, وتبقى السماء زرقاء صافية.,
إن تلك المناطق النائية فريدة بمساحتها الشاسعة و عظمتها الطبيعية.
إنها مكان ساحر لا مثيل له ! بانسبة لأوليفيا, كل إغراءات المدينة لا تساوي شيئا مقارنة بالشمال المداري, بما في ذلك وسط المدن التي تضج بالحياة.
حلقت فوق رأسها ببغاوات رائعة , فتذكرت أنها سمعت في الليلة الفائتة صوت الخفافيش وهي تضرب بجوارحها في الحديقة وتأكل من الثمار الوفيرة . لا شيئ يستطيع إيقاف هذه الطيور عند حدها , ولا فائدة من المحاولة . تكاثرت تلك الطيور بدرجة كبيرة ,. بحيث فشلت كل المحاولات لمكافحتها, حتى إن القولت الجوية فشلت في إخافتها . وها قد فازت الطيور أخيرا وملكت المكان .
بدت السماء زرقاء صافية والنهار جميلا جدا, ماجعل أوليفيا تنسى همومها . على بعد ميل تقريبا وجدت ضالتها, وهو بستان كبير من الفواكه المدارية المتنوعة أنشأه جايسون . أثار ذلك انتباهها وإعجباها في آن واحد ,إذ ادركت أن هافيلا باتت مزدهرة أكثر مما كانت عليه في السابق . ذلك أن كل شبر من أرض هاري الكبيرة قد تم استغلاله بشكل حكيم .
هذه الأملاك كلها لها! إنه غني فاحش ومسؤولية كبيرة. عليها أن تتعلم إدارة مكان كهذا أو توكل مديرا لتعود إلى مهنتها.
في تلك اللحظة ,أدركت أوليفيا مالذي عليها أن تفعله؛إن هافيلا بيتها ,وها هي قد وجدت نفسها في أجمل بقعة من بقاع الأرض, محاطة بجمال طبيعي يمجد الخالق..
سارت في ممرات ذات تربة حمراء, بين شجرات جميلة تحمل فاكهة حمراء صغيرة لم تعرف أوليفيا اسمها ,لكنها أغرتها بقطفها ,لا سيما أن تلك الشجيرات المزينة بكريات حمراء ذكرتها بقرب عيد الميلاد .تسربت إلى اتفها روائح فواكه وأزهار متنوعة , بينما توقف المهر في نهاية الطريق.
ذكرت أوليفيا نفسها بأن عليها أن تجد مكانا ظليلا ترتاح فيه, بعد أن شعرت بالعرق يتصبب منها كالينبوع .إلا أنها من جهة أخرى , شعرت أن نزهتها قد أراحتها من مشاكلها الصعبة .
خارج بستان الفاكهة رأت أرضا مليئة بالأشجار البرية ولم تعلم إذا ما كانت الأرض ضمن ممتلكات هاري أم لا. توجهت بالحصان نحوها , وما لبثت أن تفاجات بخروج جايسون من بين مجموعة أشجار محلية, إلا أنه لم يكن وحده . كان متمسكا بيد ابنته الصغيرة تالي التي بدت كأنها ترقص بجانبه , وضفائر شعرها الأسود اللماع متوجه بإكليل من النباتات الخضراء المتعرشة , يتخلله عدد من الأزهار الصغيرة البيضاء منثورة عليه كأنها النجوم.
حاولت أوليفيا أن تجد المبررات لنفسها,لكنها عملت في أعماقها أن هذا اللقاء ليس مجرد صدفة . هناك حقيقة مخيفة ألا وهي أن الجزء الضعيف من شخصيتها أراد رؤية جايسون. ليس عليها سوى أ تنظر إليه فقط, كي يعود ويبقى تحت ناظريها.
نادتها الطفلة بحماسة ( (مرحبا ليفي،مرحبا! ) ).
_ مرحبا تالي!
استقامت أوليفيا في جلستها على ظهر حصانها ملوحة لتالي ، بينما تجاهلت جايسون تماما حتى عندما وصل مع ابنته إليها . نظر جايسون إليها بعينين زرقاوين ملؤهما التسلية قائلا: ( ( بدأت أتساءل متى ستقومين بجولتك الاستكشافية) ) .
و مد لها يده لتنزل عن المهر قائلا: ( ( لنحتم من الحرارة ) ) .
بقيت أوليفيا صامتة ، وانزلقت عن حصانها دون مساعدته ،فيما تذكرت أنها اعتادت في الماضي أن تنزلق بين ذراعيه.
قالت تالي بصوت عذب ناعم: (( أنا سعيدة لأنك جئت لرؤيتنا. أنت لن تطلبي منا الرحيل. أليس كذلك ليفي؟ ))
لم تدر بما عليها أن تجيبها. إن آخر شيء تريده هو اقتلاع طفلة من جذورها ،لكن ما عساها ان تفعل ؟ احمرت وجنتا أوليفيا، ونظرت إلى جايسون نظرة خاطفة، ثم قالت: ((أهذا ما قاله لك والدك؟)).
بان القلق على محيا تالي وقالت : (( لا انها نونا. قالت إنك ستعملين على إخراجنا من هنا)).
_ لم اقرر شيئا بعد الي.
قالت أوليفيا ذلك ،وما لبثت أن تسمع تنهيذة جايسون التي تنم عن الضيق هكذا هي ريناتا ! لا يمكنها الإحتفاظ بالأسرار مطلقا.
_ ياله من حصان جميل !
قالت الطفلة ذلك وهي تنظر بإعجاب الى الحصان الذي كان يقطع العشب باسنانه الكبيرة، ثم أضافت : (( ليتني امتلك حصانا)).
_ انا متأكدة أن والدك يستطيع شراء حصان صغير لك ، وتعليمك الركوب.
تذكرت أوليفيا أن جايسون فارس ماهر.

_ ومتىيمكنه ذلك ؟

سألها جايسون باقتضاب ، ثم أضاف : (( إن إدارة المزرعة تأخذ وقتي كله)).
وجدت أوليفيا نفسها تجيبه رغما عنها : (( هذا ما لاحظته)).
قالت تالي شارحة لأوليفيا: (( نحن ذاهبان إلى البيت لتناول الغذاء، وأحب أن تأتي معنا )).
ثم ضحكت ضحكة كشفت عن أسنانها، وأظهرت أنها فقدت إحداها منذ وقت قريب. بدت تالي جميلة مع رشة النمش الذهبي الذي زين أنفها، وبقعة الغبار التي لطخت خدها ، وتاج الازهار الذي يكلل ضفائرها اللولبية.
_ هذا لطف منك ، تالي لكن يجب أن أعود إلى البيت.
ردت أوليفيا على الطفلة بلطافة، لأنها لم تشأ أن تجرح مشاعرها.
_ لن تمانع غرايسي في بقائك.
قالت تالي ذلك، ثم لفت ذراعها حول والدها وأكلت : ((يمكن لوالدي أن يتصل بها عبر هاتفه النقال. أرجوك تعالي!)).
ثم تقدمت نحو أوليفيا و أمسكت يدها بقوة، كما يفعل الأطفال عادة، وأضافت: ((لم تأتي إلى هنا منذ وقت طويل، وأظن أنني أعرف السبب. ألا تريدين رؤية منزلنا؟)).
قالت أوليفيا وهي تتساءل كيف ستتخلص من هذا المأزق : (( أعرف المنزل ،تالي)).
_ أعطي الطفلة فرصة.
تكلم جايسون بهدوء ممرا يده في شعره الاحمر الداكن الذي زادته الشمس يرتدي ثياب العمل ، وهي عبارة عن قميص ذات لون كاكي مع أكمام مرفوعة حتر المرفقين ،وبنطلون جينز ضيق فيما بدت جبهته وعنقه ملتمعان من العرق.
نظرت أوليفيا بعيدا وقالت: ((هل هذا ابتزاز؟)).
سألنها تالي بتوتر: (( ما معنى ابتزاز؟ )).
_ إني أمزح مع أبيك يا عزيزتي.
قالت أوليفيا ذلك و قد ندمت لأنها استخدمت تلك الكلمة أمام الطفلة.
_ أ لم يكن من المفترض أن تتزوجا أنت وأبي منذ سنوات مضت؟ لقد أخبرتني نونا بذلك .
قالت تالي ذلك ناظرة بتمعن إلى أوليفيا التي كانت ترتدي قبعة رائعة . هزت الطفلة رأسها فتساقطت بعض أزهار صغيرة من إكليلها على الأرض
ثم أضافت : (( أنا و نونا نتحدث كثيرا)).
علق جايسون قائلا من دون أن يبتسم : (( نونا مشهورة بمحادثاتها الطويلة ،وبعضها قد يؤذي طفلة صغيرة . أنت تسألين أوليفيا أسئلة خاصة،في حين أنه من المفترض أن تكوني صديقة مقربة من الشخص قبل أن تسأليه ذلك النوع من الأسئلة)).
_ حسنا سأنتظر.
أجابت تالي بذلك بمرح ثم أضافت : (( ليس لدي أصدقاء كثيرون ، ليفيا. إن أقرب صديق لدي هو داني بينما الأولاد الآخرون في المدرسة مجرد أطفال حمقى . لكني أحب أن أكون صديقتك ليفيا. أخبرتني نونا أن ابي كان منذ زمن واقعا بجنون في...))
_إن أباك على وشك أن يقفز من الغضب في هذه اللحظة.
قاطع جايسون كلام تالي بحدة ،ثم تابع قائلا: (( يجب إقفال هذا الموضوع، تالي سأ تحدث مع نونا بهذا الشأن )).
_ أنت تعرفين نونا ، أليس كذلك ليفيا؟
قالت تالي ذلك ثم أمسكت يد أوليفيا وتابغت ((إنها رائعة. من المفترض أن تكون سيدة عجوزا، لكنها لا تملك تجعيدة واحدة في وجهها)).
أجابتها أوليفيا قائلة : (( إن الإيطليين شعب وسيم . لقد ورث أبوك عنهم بشرته الذهبية)).
هزت تالي رأسها موافقة ثم قالت: (( أبي زسيم جدا. وأخت داني الكبرى تعترف أن أبي يخطف أنفاسها بوسامته)).
لم تستطع أوليفيا أن تمنع نفسها من النظر إلى جايسون والإبتسلم له، فسادت لحظة من البهجة والإنسجام.

حبس جايسون أنفاسه حين عصف إعصار من التوق بينهما. ولكي يتمكن من تمالك نفسه ، نظر إلى تالي وقال لها بضع كلمات بالإطالية. وهندما استعاد سيطرته على نفسه ، قال لأوليفيا بصوت ثابت: (( كما ترين ، تتحدث تالي لغتين . إنها ترجوك أن تأتي معنا .هذه خلاصة ما تقوله لك )).
_ بإمكانك أن تقودي حصانك الجميل ليفيا . أبي أنا سنسلك طريقا مختصرة. المكان ليس بعيدا. هيا بنا، إني جائعة!
على الرغم مما أخبرها به جايسون عن عدم التواصل بين ميغان وطفلتها ، لاحظت أوليفيا أن تالي تفتقد امها بشكل كبير ، والدليل هو طريقة تجاوب الطفلة معها. لم يمض على تعارفهما وقت طويل ، وهاهي الطفلة تبدي ارتياحا لوجود أوليفيا وكانها عرفتها طوال حياتها . من المعروف عن الأطفال أنهم ينسجون الأوهام حول أشخاص معينين في حياتهم ، وقد اختبرت أوليفيا ذلك مع طلابها.
_ هذا هو بيتنا.
خرجت تالي راكضة لاستقبال أوليفيا عندما وصلت . أمسكت بيدها وقادتها بضع درجات صغيرة نحو الشرفة الظليلة بمفروشاتها البيضاء . ثم قالت بحيوية : (( تأتي نونا لزيارتنا بين الحين والآخر. لديها غرفتها الخاصة وسريرها . أحيانا تعلق لافتة (( ممنوع الإزعاج)) على الباب عندما تريد أن تنام . إنها تحب أن تغسل الثيابأيضا ، لكن أبي يقول إنه ليس عليها القيام بذلك . أبي هو من قام بطلاء الجدران هنا. هل تودين رؤية البيت ؟)).
ابتسمت أوليفيا للطفلة برقة. ظاهريا ، بدت أوليفيا لطيفة ودودة لكنها في داخلها شعرت بهزيمة طاغية ، كأنما جايسون وطفلته ناورا لإجبارها على الحضور .دخلت برفقة تالي الى البيت ، ولاحظت أن جايسون قد هدم أحد الجدران كي يصبح المطبخ القديم والبهو مساحة واحدة مفتوحة . أذهلتها النتيجة الجميلة التي احدثها ذلك . الألوان التي راتها في الخارج تكررت في الداخل أيضا ، بدء من الأصفر والابيض وصولا إلى الأزرق اللازوردي والأخضر.
بدا البيت جذابا ، و مختلفا جدا عن البيت القديم الذي تذكره . . .
_ إذا ، ماذا سناكل ؟
سأل جايسون بطريقة ساحرة ، مراقبا تالي تقود زائرتهما ووجهها مرفوع وعيناها تلمعان .
_ لاتزعج نفسك بشيء من أجلي . إن فنجانا من القهوة يفي بالغرض . . . هذا إذا كان لديك قهوة.
عقد جايسون حاجبيه قائلا: (( إذا كان لدي؟ ماذا تقصدين بذلك؟ هل نسيت دمي الإيطالي ياليف؟)).
_ أقسم أنني لم أنس يا جايسون.
أجابته بطريقة حاولت أن تخفي سخريتها . ثم تابعت : (( كانت تلك جملة عابرة)).
_ حضّر لنا سندويشات يالأبي.
استدلارت تالي على عقبيها و نظرت إلى أوليفيا وأكملت : (( الدجاج مع الأفوكادو. ستحبين ذلك ، ليفيا . إن أبي يطعمني جيدا ، لكن أمي لم تكن تفعل ذللك ، بل كانت تنسى . إنها تكره الطبخ ، وهي لن تعود إلى المنزل )).
شعرت أوليفيا بطعنة من ال اسى ، فلمست كتف الصغيرة برقة قائلة :
(( انا آسفة ، تالي . لاشك أنك تشتاقين لها)).
تكور فم تالي في تكشيرة عريضة وقالت بشعور عميق : (( هذا مستحيل ! كانت تضربني بشدة ، وتقول إني إزعاج لعين)).

قال جايسون : (( حسنا !تالي )).
وخرج من المطبخ من أجل إسكاتها . نظر إلى ابنته بطريقة جازمة وأضاف قائلا: (( هذا يكفي !لاتريد أوليفيا أن تعرف ذلك )).
ردت تالي بحيرة : ((لكني اعتقدت أنها تريد معرفة ذلك . إن نونا تتكلم وتتكلم . إنها تقول إن أمي سرقت والدي منك)).
ضغطت تالي على يد أوليفيا مواسية . شعرت أوليفيا كما لو أنها تلقت ضربة مباشرة على قلبها ، لكن تعابيرها بقت هادئة
_ طلبت منك أن تسكتي ، تالي.
تدخلت أوليفيا قائلة وهي تنظر نحو الممر: (( ألا تريدين أن تريني بقية أرجاء المنزل؟)).
لعبت تالي دور المضيفة وقالت : (( أنا اتحرق شوقا لأقوم بذلك ، تعالي معي . نونا تقول إن أبي ما زال شابا جدا لكي يعيش وحده)).
تساءل جايسون في قرارة نفسه عما يمكن أن تقول تالي لأوليفيا الآن .
لقد لاحظ ردة فعل أوليفيا الحنونة عندما أخبرتها تالي بصراحة أنها تفتقد أمها أبدا . والمحزن في الأمر أنها كانت تقول الحقيقة ، اما أكثر ماآلمه فهو أن تالي مازالت تتذكر معاملة أمها السيئة لها.
أسرعت تالي وارتمت على سريرها في غرفتها. ثم علقت بحبور وإشراق : (( أحب الأشياء التي فعلها والدي لتحسين غرفتي !)).
أخذت أوليفيا تنظر إلى الغرفة التي بدت جميلة إنما ليست متكلفة ، لاحظت أن جايسون ركز على اللون الأصفر كإطار مناسب للون الازرق الناعم الذي طليت به الجدران.

_ نونا صنعت الستائر و غطاء السرير .

واضافت تالي بفخر: (( أخبرتني نونا أنها تعلمت الخياطة عندما كانت في الرابعة من عمرها ، وكان على أمها أن تسندها كي لا تغفو .لقد عملت في الخياطة طوال حياتها ، ووالدي يقول إنها محترفة)).
أعجبت أوليفيا بالستائر وغطاء السرير ، فالقماش جذاب وألوانه تناسب الغرفة تماما . علفت على الحائط أربع رسومات صغيرة للفاكهة والأزهار ، كما كان هناك مكتبة مليئة بقصص الأطفال وسجادة بيضاء على الأرض اللامعة وصندوق أبيض للألعاب بجانب حافة السرير.
صفقت تالي بيدها فجأة وقالت: (( أنت تعرفين نونا ، أليس كذلك ؟ كما تعرفين جدتي التي ماتت )).
_ أعرف كل أفراد عائلتك ، تالي .
أجابت أوليفيا بهدوء ثم تابعت قائلة: (( آسفة لأنك فقدت جدتك. كان اسمها أنطونيا وهو اسم جميل . كما أنها كانت سيدة محبوبة )).
هزت تالي رأسها ، ثم نظرت إلى أوليفيا بعينيها الزرقوتين الكبيرتان الفضوليتين ، وقالت : (( أمازلت حزينة ، ليفيا ؟ لاتجيبيني إذا كنت لا تريدين أخباري)).
_ بشأن ماذا ، تالي ؟
سألتها أوليفيا رغم أنها تدرك تماما ما الذي ترمي الطفلة إليه. أجابتهاتالي وهي تنغم عبارتها بطريقة موسيقية: (( بشأن أبي)).
إنه تأثير ريناتا ثانية .. يبدو أن لا نهاية لأنغام ريناتا الأوبرالية التي تتردد في المنطقة. وكلما كانت المأساة أكبر كلما كانت النغمة الموسيقية أفضل.
_ أنت تبتسمين . لديك انتسامة جميلة ، لكنك تبدين حزينة أحيانا.
_كنت أفكر بجدتك وكيف كانت تغني دائما.
_ ومازالت كذلك.
ابتسمت تالي، وتابعت قائلة: (( تقول جدتي إنها عندماكانت شابة ، كنت تغني بشكل جميل مثل ريمانا تيبالدي الشهيرة، والتي سميت على اسمها)).
_ لا اظن أن نونا حظيت بفرصة حياتها.
_ ولا انت . لم تخبريني . . . هل مازالت حزينة من أجل أبي؟
_ لا، تالي.
قالت أوليفيا ذلحك للطفلة بحزم وهي تهز رأسها . ثم تابعت كلامها: ((كان ذلك منذ زمن بعيد. أنا بخير الآن)).
_ هذا جيد!
اجابتها تالي وهي تقفز نازلة عن السرير ثم أضافت : (( لا أريدك أن تكوني حزينة)).
عندما عادتا إلى المطبخ ، كانت رائحة القهوة الرائعة تملأ الأجواء ، لا حظت أوليفيا أنها تنتظر فنجانها بفارغ الصبر . وضعت ثلاثة صحون من السندويش على الطاولة الخشبية المستديرة مع إناء من الفواكه في الوسط ، وكوب طويل من الحليب لتالي.
_ هل هناك أسرار أخرى؟
سألهما جايسون باتسامة ملتوية ، فغمزت تالي لأوليفيا وقالت: (( لن نخبرك )).
_ أحقا؟
ثم أضاف بعبوس : ((حسنا ! سنرى . هيا أيتها الفتاتان ، ابدآ بتناول الطعامعلي أن أعود إلى العمل بعد قليل )).
سألته أوليفيا : (( ماذا عن تالي ؟ إنها عطلتها المدرسية )).
_ تالي تأتي معي أحيانا.
نظر جايسون إلى عيني أوليفيا بطريقة تهكمية ثم تابع: (( لكنها تبقى مع نونا في معظم الأوقات . ونونا لديها عادة سيئة حقا ، لا سيما عندما تملأ أذني تالي بالثرثرة غير مناسبة . تبدو الأمور صعبة عندما لا تالي في المدرسة)).
ردت تالي قائلة : (( انا أكره المدرسة .أنا ذكية ولدي ميل للقيادة ، لكن شخيصتي منفتحة . هذا ما كتب عني في تقريري. سأذهب إلى منزل صديقي داني بعد ظهر اليوم لأننا سنشاهد الفيديو . إنه فيلم شاهدته سابقا لكني اريد مشاهدته مرة أخرى )).
سكتت تالي لبرهة كي تقضم السندويش ، ثم أصدرت قرارا : (( هذا هو السندويش الذي أحبه . سأحتفظ بواحد كي آكله مع داني)).
لم يكد الثلاثة ينهون وجباتهم الخفيفة حتى وقفت سيارة حمراء امام البوابة . قالت تالي وهي تركض نحو الباب : ((غنها ميشال ! ستدخل إلى هنا ، وهكذا تفابلينها ليفيا . . . هي تحب أن ترى أبي . . . إن داني وراءها وسيدخلان معا . . . ميشال لطيفة حقا ، وكذلك أمها ، فهي تقبلني قبل النوم عندما أنام في منزلهم ، تماما كما تقبل داني . أعتقد أنها تشفق علي)).
بدا داني ولدا نحيلا صغيرا ذا شعر بني وعينين عسليتان كبيرتين . اما أخته ، فلم يبد عليها أنها تجاوزت الساادسة عشرة من العمر . إنها جميلة ورشيقة ، تملك الشعر البني نفسه والعينين العسليتين نفسيهما كاخيها تماما . أسنانها بيضاء ، ابتسامتها كبيرة وقد حيت جايسون بصوت مرتعش. كانت ترتدي ثوبا صيفيا زهريا ضيقا يبرز جسمها الرشيق وأطرافها التي لوحتها. الشمس. بدا واضحا بجلاء أن ميشال تشعر بالإنجذاب إلى جايسون الذي يمكنه أن يلفت نظر أي امرأة .هذا ما لاحظته اوليفيا مع لسعة من المرارة لم تستطع التخلص منها.
تم النعارف بينهما، فنظرت ميشال إليها وكأنها من كوكب آخر..حياها داني باقتضاب ثم خرج راكضا من الباب ثانية. تذكرت أوليفيا عائلة الولدين، كما تذكرت ان ميشال عندما كان صغيرة وكانت تبدو مثل داني اليوم.منتديات ليلاس
قالت تالي : (( لا أحب أن أتركك . .))
_اذهبي واستمتعي.
أجابتها أوليفيا با بتسامة حازمة ، فنظرت إليها تالي بقلق وقالت: (( هل سأراك مرة أخرى؟)).
_ طبعا!
كافأتها تالي بعناق كبير . بعدئذ رافق جايسون الأولاد إلى السيارة بينما سارت ميشال بجانبه بسرعة ، وهي غارقة دون شك في عينيه الزرقاوين. فجايسون كوري مازال يستطيع لعب دور أمير الاحلام حتى بالنسبة لفتاة في السادسة عشرة من عمرها.
_ اللعنة!
تنفس جايسون الصعداء عندما عاد إلى غرفة الجلوس .
_ آه يا عزيزي !هل اكتشفت أن ميشال مفتونة بك ؟
نظر إليها جايسون مباشرة وقد جعل اسمرار بشرته عينيه الزرقاوين تبدوان أكثر عمقا عما تبدوان عادة.
_ لا تجعلي الأمر يبدو كانه خطأ مني . غنها مجرد طفلة.
_ أذكر تماما انك كنت تعانقني كثيرا عندما كنت في مثل سنها. كان هذا قبل أن تدمر حياتي، يومها كنت مجنونة بحبك.
كور جايسون فمه بطريقة مغرية وعلق قائلا: (( هذا مثير للإهتمام. . .
كنت؟ )).
_ إلى أن علقت في شباك مبغان.
_ تجربتيمع الجحيم !
قال جايسون هذا بنبرة من الكآبة.
_ هل كان الأمر جحيما حقا؟

حملت اوليفيا قبعتها البيضاء ،ووضعتها على رأسها ثم اضافت : (( انت تستحق ذلك)).
--------------------------------------------------------------------------------


تجاوزته وكل عصب في جسدها يرتعش ، ثم قالت: (( شكرا لك على القهوة والسندويشات. والآن يجب أن أذهب)).
_ أنا أيضا ، لدي عمل كثير بعد الظهر.
قال جايسون ذلك وهو يسير وراءها إلى الشرفة . ثم تابع : (( لقد عملت كثيرا في السنتين الماضيتين ، أوليفيا)).
_ لا شك ان هاري دفع لك أجرا كبيرا!
_ أنت شريرة جدا.
تراقصت في عيني جايسون شرارات زرقاء ، فأجابته أوليفيا بحدة : (( لم أكن شريرة في الماضي. كما أنب أعلم أنك في هافيلا ، جايسون، لأن هاري اخفى الامر عني. إني اعتبر الأمر خيانة )).
شملها جايسون بنظراته ثم قال: (( أحقا؟ إذا فكري في الضغط الذي عاناه هاري لأنه عاش تلك الكذبة . لقد أحبك كثيرا ولم يشأ أن يسبب لك الحزن ، وأنت لم تودي إلى المنزل. هل تعلمين كم اشتاق إليك ؟ كان يزورك ليراك)).
انفجرت أوليفيا قائلة بغضب: (( لم يكن عليه توظيفك عنده . عليك أن تتحمل مسؤولية أعمالك ياجايسون)).
_ ظننت أنني فعلت ذلك. إذ ليس من اليهل تربية طفل من دون أم .كل طفل يحتاج إلى أم ، بحق الله !
_ حتى لو كانت اما سيئة، من المؤكد أنها احتاجت للمساعدة وربما لاستشارة أخصائي.
_ لا اعتقد أن كل استشارات العالم تستطيع أن تغير ميغان ، فهي لم تولد لتكون أما يا أوليفيبا.
_ كان عليك ملاحظة ذلك في وقت أبكر.
_ أنت لا تسامحين بسهولة، أليس كذلك؟
وعندما امتد الصمت طويلا ، قال: (( حسنا! اتفهم ذلك. هل اتخذت اي قرار ؟ يجب ان اعرف كيف اضع مخططاتي )).
_ ليس من السهل تحدي الرغبات هاري يا جايسون!
_فجأة ، علا الاحمرار خديها ، وعرفت أوليفيا السبب إ1 إن الحرارة والاضطراب والتوتر تتجمع لديها حين تكون برفقة جايسون .
_ اخبريني عن شيء لا أعرفه.لست جيداا في المشاحنة ، ليف ولم أكن كذلك يوما. ذا أردتني أن أرحل فسوف أرحل.
_ طبعا أريدك أن ترحل .
خرجت الكلمات من فمها حادة ، ثم تابعت قائلة: (( لا أريد ان أراك أو أسمع صوتك. فقط غيابك يشفي قلبي)).
_ ألا تعتقدين أنني تعذبت بما فيه الكفاية؟
أصبحت عيناه الزرقاوتان رهيبتين لدرجة أنها خشيت النظر إليهما ، وبدلا من ذلك تنشقت عبير الحديقة ما جعلها تشعر ببعض الإرتياح.

-إعرف أنني أتصرف بقساوة، لكن لا يمكنني تغيير ذلك. لم يكن خصامنا عاديا يا جايسون كي نتصالح بسهولة. لقد انهارت حياتي.


_ تتكلمين وكأن ذلك لم يحدث معي، وكأنني لا أتألم بألف طريقة.أنظري إلي ياأوليفيا قبل أن تبدأي برمي خناجرك علي. لقد سببت الأذى لنفسي ولك . أعلم ذلك. هل ستدمرين حياتك لتغيظيني؟مم أنت خائفة ، أوليفيا هل تخشين عودة المشاعر القديمة ثانية؟ لم تقاوميني عندما عانقتك ذلك اليوم. هل تشعرين بالعار لأنك مازلت تكنين مشاعر تجاهي؟
توتر جسد اوليفيا و ندمت لأنها سمحت لحزنها وعدائها بالظهور فقالت : (( لقد فقدت حقك في استجوابي يا جايسون . عندما رميت بنفسك بين ذراعي ميغان ، توقفت عن التفكير بي وتركتني أشعر بالمرارة والحرمان. لا تتخيل أبدا أني سأعطيك الفرصة كي تدمرني ثانية)).
جاء رد فعل جايسون حاسما وقد عادت إليه مشاعره القوية. فهو ما زال يحس بألم الماضي ، وبأ نه وقع في شرك بعد أن عاش مع ميغان لأربع سنوات طويلة تعيسة. أربع سنوات ألقت بثقلها عليه كأنها أربع سنوات من الأبدية. رد على أوليفيا بقساوة : (( اغرقي في تعاستك ، ليف، لم أعد أبالي . كل مايهمني هو تالي. إنها تحب هذا المكان وقد بنيت لها بيتا. لديها نونا قريبة منها وقد بدأت تكوّن صداقات)).
غشيت الدموع عيني أوليفيا فبدأت تنزل الدرجات وقلبها يدوي بعنف بين ضلوعها مسببا لها ألما شديدا. جاهدت لتسيطر على مشاعرها، وشعرت بالإمتنان لانها تضع نظارتيها الشمسيتين . إن حبها الدائم لجايسون سرّ يجب ألا يعرفه أحد سواها . استدارت نحو جايسون وعينيها تلمعان ، وقالت : (( لدي إحساس بالواجب تجاه الأطفال، جايسون، وهذا أحد الأسباب التي دفعتني لأصبح معلمة ، لقد خذلتني منذ سنوات مضت وألحقت العار بنفسك. أعرف أنك عانيت ، لكني تعذبت أيضا. ومشاعري تجاهك تتطلب منك أن تخرج من حياتي)).
_ إن ما تقولينه أمر رهيب!
تمسك جايسون بالسياج الخشبي وراح يحدق بها .بدا كأن إعصارا من المشاعر يعصف في الهواء بينهما.
أكملت كلامها بصوت مشدود : (( لكن مشاعري تجاهك لا تشمل ابنتك . من أجلها سأسمح لك بالبقاء يا جايسون كوري)).
حاول جايسون الذي كان واقفا على الشرفة أن يحافظ على هدوء أعصابه مع أنه اراد أن يقفز فوق الدرج قفزة واحدة، ويمسك بأوليفيا ويهزها حتى تصطك أسنانها. إنه يريدها ويشتاق إليها بشكل يخيفه . ناداها بصوت قاس ساخر: (( أوليفيا ، أنت قديسة . أراهن أنك تعتقدين أن قرارك هذا سيجعلك تستحقين الدخول إلى الجنة )).
حثت أوليفيا الخطى إلى حيث ربطت المهر في الظل وهي تعاني من اضطراب هائل في مشاعرها. صرخت به وهي تقفز فوق السرج وتمسك الرسن بإحكام : (( أوه ، أ سكت ، دعني وشأني )).
_ إلى اللقاء ، أوليفيا.
لوح لها بطريقة متعالية ثم أضاف: (( يشرفني كرهك لي ، فالكره أفضل من لا شيء)).
ما إن ابتعدت أوليفيا عن بيت جايسون ، حتى انفجرت بالبكاء سامحة للدموع بالتدفق دون رقيب على خديها. إنها ليست طائر فينيق يرتفع من النار ليستمر بالحياة ، بل قلبها مازال بين الرماد.

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 04-07-09, 01:57 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 




6-أسيرة العاصفة

مرت الاسابيع بسرعه واقترب عيد الميلاد بينما اوليفيا غارقة في شؤون هافيلا وبما انها ايام عطلة فمن المستحيل ابقاء تالي خارج المنزل الكبير
حتى اوليفيا لم تحاول ذلك لانها تشعر بالسوء لان تالي تعيش دون ام بالاضافة الى ذلك بدأت اوليفيا تتعلق بتلك الطفلة الذكية المليئة بالحيوية تتجاوب تالي مع الحنان مثلما تتجاوب البذرة مع الشمس وغالبا ماتنزلق من شفتيها اخبار عن حياتها التعيسة مع امها وعن ذلك اليوم الاخير معها
حين امسكت ميغان يدا ابنتها الصغيرة وقالت لها : انا لن اعود يا ناتالي ابوك لا يحبني وانا لا احبك علي البحث عن حياة جديدة فحظا سعيداً ووداعاً

كانت تالي في الرابعة من عمرها وهي تذكر حيث امها بحرفيته وقد سمعت اوليفيا تعليق ريناتا ورايها في ميغان حين قالت " ان القطة تملك حنان الام اكثر من ميغان "

قابلت اوليفيا جايسون في مناسبات قليلة وهذا طبيعي اذ ناقشا مسائل تتعلق بالمزرعة كانت احيانا تعطيه تعليمات يتقبلها بهزة من رأسة ذي الشعر الاحمر لكن اوليفيا لم ترد ان تتدخل في عمله اذ كانت اعمال لينفيلد تسير بشكل سلس بفضل جايسون كل ما ارادته هو افهام الجميع انه هي المسؤوله عن كل شئ

ذات صباح حار من ايام كانون الاول وهو صباح بشر بعاصفة رعدية بعد الظهر استعت اوليفيا جايسون الى منزلها لتناقش امور حفلة الميلاد السنوية التي تقام في هافيلا للموظفين وعائلاتهم لانها ارادت ان يستمر التقليد الذي بدأ هاري

التفت جايسون على الشرفة الامامية بكياسة كما تتعامل مع الجميع لم يتطرق احدهما الى موضوع اهتمامها الدائم بتالي اذ بدا ذلك امرا مسلما به ..
منتديات ليلاس

كان هاري يقيم حفل شواء في الحديقة قال جايسون ذلك وهو يستند الى كرسيه بجسمه الرياضي ثم تابع قائلاً " الاولاد يحبون ذلك كذلك اهلهم تعاملنا مع مطعم ماركو العام الماضي فكمية الطعام المطلوبة تفوق قدرة غرايسي"
ـ اعلم ذلك
اجابته اوليفيا بصوت بارد اعتادت علي استعماله عندما تكون مع جايسون وهو وسيلة دفاع ضد جابيته . اكملت قائلة اذاً هل ستتعامامل مع ماركو هذه السنة ؟ "
ـ افضل ان نجرب " مأكولات روين "
قال جايسون ذلك ورشف من فنجان قهوته الساخنة , اكمل حديثه قائلاً " انها في البلدة , انت لاتعرفن روبن نيلسون انتقلت للعيش هنا مع ابنها منذ سنوات قليلة انها طاهية ممتازة ويعتمد عليها الكثيرون لتحضير الطعام في حفلاتهم هذه الايام , ربما لان اسعارها افضل من اسعار ماركو لكني اعتقد ان طعامها افضل ايضا وهي تقدمه بطريقة رائعة "
ـ يبدو من حديثك انك صديق للسيدة نيلسون .
ابتسم جايسون واجابها " ان السيدة نيلسون ليست صديقتي الوحيدة يا اوليفيا هل توقعت مني ان ابقى وحيداً ؟
ـ ليس تماماً على أي حال هذه شؤونك الخاصة وانا اسفة لاني فتحت الموضوع اذا هل سنطلب الطعام من " ماكولات روين ؟
راح جايسون يمعن النظر في اوليفيا وهي جالسة كالاميرة على كرسيها ذي المسند العالي مرتدية بلوزة قطنية بيضاء بدون اكمام مع تنورة مناسبة بدأ شعرها الاسودالحريري طويلا منسدلا على كتفيها وقد بدات بشرتها الجميله تتلون باللون الذهبي ما ابرز جمال عينيها
ـ سألتك هل سنطلب الطعام من مأكولات روين ؟
كررت اوليفيا السؤال بعد ان وجدت انها لم تعد تتحمل نظراته اليها لم تعرف بما كان يفكر ولم تشأ ان يعرف بما تشعر فقلبها لم يعد بارداً كالثلج لان جايسون ادفأه بسرعه أخافت اوليفيا
اجابها جايسون بحماسة " روبن .... طبعاً . اتصلي بها وستكون مسرورة لتولي الامور "
ـ لااريدها ان تتولى كل شئ
فالت اوليفيا وقد تأثرت بحماسته ثم اكملت كلامها قائلة " لدي افكاري الخاصة لكني متأكدة اننا نستطيع التشاور معاً هذا اذا قلبت بالاقتراحات فبعض الطباخين مزاجيين ويفضلون التمسك بافكارهم "
ـ روين ليست كذلك ومن السهل التعامل معها
رق فم جايسون القاسي وهو يتكلم استدار في كرسيه ونظر الى الحديقة التي لفها ضباب رقيق بسبب الحر ثم قال " اليس هذا داني الصغير يركض هناك ؟"
تابعت اوليفيا نظراته ثم اجابته" نعم .. لم اسمعه ينطق بأكثر من كلمتين لكنه يتحدث كثيرا مع تالي دعونا للمجئ بعد ان تحدثت مع والدته وبدت مسرورة لذلك "
فكر جايسون في قرارة نفسه ان هذا صحيح فهو يعرف ان اهالي البلدة يعتبرون دعوة الى هافيلا لاي سبب كان شيئا مهما

قالت اوليفيا ببطء وهي تنظر نحو المرج " هنك شئ اريد ان اسالك عنه هل ما زال ال دافي يعملون في الطاحونه ؟
استند جايسون الى الخلف وراح ينظر اليها بعد ان تفقد تالي التي كانت تلف نفسها بغطاء ابيض وتقف خلف داني سألها " الا تريدينهم ؟"
عبست اوليفيا واضافت " لا رغم اني لا اعرف كيف سأخرجهم من الارض
ـ لا داعي لأن تشغلي بالك بالموضوع

اجابها جايسون بنبرة جافة ثم اضاف قائلا " لقد انتقل ال دافي من هنا منذ سنوات بعد ان اشتروا مزرعة حمضيات بعيدة جداً على ساحل سيلفرتون "
ـ أحقاً ؟؟
لقد تجنبت اوليفيا سؤال الطفله عنهم ومما تذكره ان ال دافي يعيشون في عزله عن الاخرين في بيتهم الواقع على حدود غابة المطر وعندما كانت ميغان وشون طفلين كانا يركضان خلف الاولاد الاخرين بثياب رثة
ـ الم يرغبوا برؤية تالي ؟
وفكرت كيف يعقل الا يفعلوا ؟ انها حفيدتهم
ــ اللعنة اوليفيا ؟ انت لا تعرفين شيئا لم يرغبوا برؤية ميغان فكيف يرغبون برؤية تالي ؟ جاك دافي هو اكبر وغد رأيته في حياتي

قالت اوليفيا في محاولة للسيطرة على اضطرابها " ظننت انهم مسرورون لحصولهم على صهر مثلك "
هز جايسون رأسه نافيا كلامها ثم قال " قال لي جاك يوم تزوجنا انني لن احضى بيوم من السعادة مع ابنته اكثر منه الي ولم يبد ذلك مطلقيا تصرف شون بالطريقة نفسها لكنه كان اكثر ازعاجا"

توقف جايسون عن الكلام ولم يخبرها ما قاله له شون ذلك اليوم "كان عليك التأكد ان الطفل منك ان ميغان محتاله "
لم يشك جايسون للحظه في حياته بأبوته لتالي قد تكون ميغان سيئة لكنها لن تكذب في امر كهذا فذلك يفوق الخطئية ان تلي اعذب طفله في العالم وعيناها زرقاوان كعينيه ومن المحزن ان افراد عائلة دافي لم يقبلوا بها كفرد منهم على أي حال لم يشأ جايسون ان تختلط بل دافي لان تصرفاتهم لم تعجبه .
دعت اوليفيا روبن نيلسون الى بيتها لتناقش حفلة الميلاد معها وجدتها اوليفيا امرأة جذابه ذات طول معتدل وشعر قصير اشقر وعينين عسليتين وانف جميل معقوف نحو الاعلى كما لاحظت ان هناك جرحا رفيعاً على خدها ارتدت روبن قميصاً قنطيا ذات لون اسود وبنطولاَ ابيض يبرز جمال جسدها وحملت حقيبة صفراء بدت جميله بشكل عام لكن من الصعب تجاهل الندبة في وجهها قدرت اوليفيا انها في منتصف الثلاثينات من عمرها وازدادت اعجابا بها بد ان لاحظت ثقتها بقدرتها على تولي امر حفلة اوليفيا التي ستضم مئة وخمسين شخصاً بمن فيهم الاطفال ..

شعرت اوليفيا بالمودة تجاه روبن فوراَ وتساءلت عن سبب الندبة في وجهها هل هي نتيجة حادث ما ؟؟
ــ تعالي معي لاريك مكان الحفلة .

سارت اوليفيا امامها في المنزل ثم اضافت " المكان واسع وهو بجانب المسبح الا انني قررت عدم السماح لاحد بالسباحة لان هذا يشكل خطرا على الاولاد حتى ولو كانوا تحت المراقبة ثم ان الطعام سيكون وفيراً بالاضافة الى انواع التسلية الاخرى اذ اني افكر باحضار بهلواني ليسلي الاطفال وقبل ان يغادر الجميع سيصل سانتا ليوزع عليهم الهدايا "

ابتسمت روين وقالت " يبدو الامر ممتعا"
ــ سنعمل جاهدين ليكون ذلك

واضافت اوليفيا بابتسامة " سيحب ابنك ان يرافقك بينما انت تعملين وسيتعرف على الاولاد الاخرين سأطلب من احدهم ان ينتبه له "
اجابتها روين وقد تلونت بشرتها السمراء بلون زهري " انا متأكدة انه سيحب ذلك "
ــ اقترح تقسيم المكان الى ثلاثة اقسام الاول خاص للشراب والثاني للحلويات والكيك وما الى ذلك ثم نضع الطاولات والكراسي في القسم الثالث وبقية الحفلة تكون في الهواء الطلق .
تحول المكان مع الحديقة الخضراء الفسيحة عبر السنوات الى مكان للعشاء في الهواء الطلق اعتاد هاري لينفيلد استعمال الشرفة الخلفية لحفلات الفطور واستمرت اوليفيا على هذه العادة .

على بعد بضع خطوات من الشرفة تقع بركة السباحة المبلطة بالفسيفساء وقد قامت بحاذتاها خيمة كبيرة بدا كل شئ انيقا مرتبا لكنه بعيد عن التكلف انه مكان مثالي للمتعة .
ــ انه مكان رائع ..

نظرت روين الى اوليفيا بفرح واضافت " لا اطيق صبراً حتى ابدأ قولي لي مالذي تريدينه بالتحديد ؟؟
ــاتوقع ان تكون افكارنا متقاربة روين
ابتسمت لها اوليفيا ثم تابعت قائلة " لحم البقر طبعا ستيك ... الاطفال يحبون النقانق وكرات اللحم والكباب لكني اظن ان المأكولات البحرية رائعة للشواء ايضا ..

وافقتها روين بنبرة الطاهية الجدية " طبعا "
ــ اريد اضفاء روح الميلاد بشكل طبيعي شهدت هافيلا عدة حفلات على مر السنين وهذه السنة ستكون زينة الميلاد غنية جدا وسترغب غرايس بمساعدتنا انها بارعة في المطبخ لكنها تتقدم في العمر وانا لا اريد ان اتعبها كان عمي يكلف فريقا للخدمة في الحفلات كل عام واخبرني مدير اعمالي جايسون كوري ان حفلات السنوات الماضية كانت حفلات شواء

عند ذكر اسم جايسون كوري احمر وجه روبن بشدة ما حول الندبة في خدها الى خط فضي مثلم ثم قالت لاوليفيا طانه لطف من جايون ان يقترح اسمي من اجل تقديم الطعام اشعر بالفخر لذلك ليس لديك فكرة كم ساعدني جايسون حيث اوصى معارفه بالتعامل معي منذ ان ادرك ان خدمتي جيدة المجتمع هنا متقارب جدا ومطعم ماركو مشهور لا انكر انني واجهت صعوبة في تأسيس عملي لكن ما ان اشاد جايسون بعملي حتى فتحت امامي ابواب الرزق ثقي انني لن اخذلك
نظرت اوليفيا الى عينيها الذهبيتين اللتين تشعان بالصدق واجابتها ط انا واثقة من ذلك لذا يجب ان يتم كل شئ بالشكل الصحيح "
هبت العصفة بعد الظهر عندما كانت اوليفيا تتفقد المخزن الكبير وهو مكان بديل يستعمل لاقامة الحفلات من طقس جميل الى سئ بشكل غير متوقع كما يحصل اليوم بقيت روين نلسون اكثر من ساعة تناقش افكارها معها وتقترح خططا جديدة جعلت اوليفيا تطمئن الى ان موضوع الطعام بين يدين امينتين
عادت اشباح الماضي تتراقص امام عينيها عندما دخلت اوليفيا الى المخزن الكبير الذي حوله هاري الى قاعة كبيرة رائعة لاستقبال المهنئئين في زفافها اعتقدت اوليفيا انها تخطت اسوأ مراحل التعاسة والاذلال لكن المشاعر الماضية عادت اليها فجأة

حذرها صوت داخلي من الشعور بالحزن ومن تذكر مشاكلها المخزية ففي النهاية على الناس تقبل ما يصيبهم اخذت نفسا عميقا لتريح اعصابها ثم جالت بعينيها في القاعة الكبيرة الرائعة
عبرت اوليفيا المخزن المعتم وقد عقدت العزم على نزع التعاسة من صدرها لكنها تذكرت الوعود الوعود التي قطعاها هي وجايسون الذي كان فارسها المغوار ياله من فارس ..!!

اذا كان لابد لها من البكاء فلتقم بذلك بصمت في الداخل ما اغرب الحياة !! خانتها ميغان دافي الفتاة التي اثارت شفقتها في الماضي وهاهي اليوم تهتم بانتها .
فجأة اجفلت اوليفيا واستدارت بعنف حين هز رعد هادر جدار ان القاعة وبعد لحظات خطف بصرها برق قوي فمشت وسط القاعة التي اعتبرتها مكانا امنا لا فائدة من الركض الى البيت عليها ان تبقى هنا حتى تمر اسوأ مراحل العاصفة والامطار ما ان ركضت لتغلق الباب حتى بدأ المطر ينهمر بغزارة لم تجرؤ اوليفيا على انارة الكهرباء اذ علمت خطورة ذلك ما ان وصلت الباب حتى اندفع الى الداخل شخص قوي وقف يزيل المطر عن شعره ووجهه ظهور ظهوره المفاجئ باغت اوليفيا كثيرا لدرجة جعلتها تطلق صرخة مدوية ومن بين انفاسها المتسارعة قالت ط جايسون لقد اخفتني من اين جئت ؟؟
خلع جايسون معطفه وعلقه ثم اجابها ساخرا ط من الواضح اني جئت من المطر وانت لا تريدينني طبعا ان اخرج ثانية لانها تمطر بغزارة لا بد انك لاحظت ذلك "
لم يعلم جايسون انها على قاب قوسين من الهروب منه تحت المطر لم اتى الى هنا ؟؟ رغم قوته وجد صعوبه في التغلب على الرياح واغلاق مصراعي الباب
ــ ستنتهي العاصفة قريبا لا تخافي

نظرت اليه بسرعة ثم اشاحت ببصرها نحو العاصفة الهوجاء الان وقد اصبحت العاصفة العنيفة داخلها شعرت اوليفيا بالاختناق داخ المخزن الكبير أخذت نفساً يائسا وصلت كي لا تبدو مشاعرها واضحة على وجهها لكنها كانت متأكدة انها لا تستطيع اخفاءها جيدا
ــ ماذا تفعلين هنا ؟؟
ــ لست مجبرة على اخبارك
ـ انا اطرح سؤالافقط هذا كل شئ بالمناسبة كيف سارت الامور مع روين ..
فأجأها تهذيبه لكنها ليست المرة الاولى فأبوه كان كذلك قبله نظرت اليه باعجاب لم تستطع كبته وقالت " على ما يرام "
ارتاحت لان صوتها اتى ثابتا ثم اكملت " لقد احببتها واعجبتني افكارها كلي ثقة انها ستتدبر امور تقديم الطعام جيدا في حفلة الميلاد لكن اذا سارت الامور او جاءت على عكس ما اريد فأنت من سألومه "
ـ يبدو ان هذا هو قدري التعيس
وتكور فمه الجميل نحو الاسفل
لمع البرق مجددا بقوة هائلة انارت القاعة المظلمة بضوء ساطع
ــ اوه اللعنة !!
انزعجت اوليفيا ونصحها صوت داخلي بعدم النظر الى جايسون ستنتهي العاصفة قريبا ويصبح بامكانها الهرب منه
سألها بهدوء " هل يصعب عليك البقاء معي وحدك ليف ؟ اراك شديدة الانزعاج "
رفعت اوليفيا رأسها وسألته " قل لي أي نوع من الازعاج ترى يا جايسون انها العصفة "
ـ ماذا تفعلين في هذا المكان ؟
نظر جايسون حوله وتجهمت عيناه الزرقاوان في وجهه الجذاب ثم قال " اكره المجئ الى هنا "
ردت اوليفيا بسخررية لا تخلو من المرارة " هذا لا يفاجأني انفق هاري ثروة كي يجهز لنا هذا المكان ط
ـ كان هاري اكرم رجل في العالم
ـ لقد احبك كثيرا اليس كذلك ؟؟ نصف مليون .... لا ابالي بذلك لكني لاحظت استفدت كثيرا من علاقتك بهاري فأنت ذكي يا جايسون كلنا نعلم ذلك
حدق جايسون في وجهها وتعابيره توحي بتصاعد غضبه
ـ هل تريدين القول انني تلاعبت بمشاعر هاري واعماله ؟ كان هاري صديقي يا اوليفيا .. اعرف انه شعر بالمراره والصدمة وخيبة الامل مما فعلته لكنني نلت جزائي .
رفعت اوليفيا حاجبيها المقوسين وسألته " ماذا ؟ اربع سنوات انه عقاب خفيف "
ـ ليس اذا عرفت ميغان كانت تعاني من عدة مشاكل
التوى فم جايسون تحت وطأة الذكريات الحزينه .
ـ اعتقد ان معظم النساء يعانين المشاكل اذا عشن مع رجل لا يحبهن .
رد جايسون بحدة ط لكن كان عليها ان تحب طفلتها لو لم تغادر ميغان من تلقاء نفسها لكنت مجبرا على طردها ازداد الامر سوءا حتى بت اشعر بالقلق من تركها وحدها مع تالي وجدت ميغان سهولة انزالاحباطها على طفله صغيرة كان جاك دافي رجلا عنيفا واعتقد ان ميغان وشون والمرأة المسكينه التي تزوجها قد عانوا من نوبات غضبه السوداء هذا النوع من التصرف متوارث لسوء الحظ "
طأطأت اوليفيا رأسها وابتعلت غصة قاسية في حنجرتها ثم قالت بنبرة ملؤها الندم " من المؤكد انها كانت واقعة في حبك جايسون جزء مني كان يشعر بذلك لكن في ذلك الوقت كانت كل الفتيات واقعات في غرامك فلم انتبه للامر حبي لك اعمى بصيرتي "
انفجر جايسون غاضبا" الى الجحيم بكل ذلك تعبت من حكمك القاسي علي يا ليف انت لم تعودي تلك الفتاة الحنونة التي اذكرها بل اصبحت قاسية وحادة الطباع هل بامكانك اخباري لماذا احبتني ميغان بحق السماء ؟
سألها بانزعاج شديد ثم تابع قائلا " لا اذكر شئيا معينا لعينا واحدا فعلته ليعطيها اقل تشجيع "
ثم اضاف ببرودة :" ميغان دافي خدعتنا جميعا"
اجابته اوليفيا رافعه صوتها في العاصفة الغاضبة " انت لديك تالي ... لديك ابنه صغيره مميزة . كان من الممكن ان تكون ابنتي سأصبح في السابعة والعشرين قريبا وكنت اظن انني في هذا العمر سيكون قد انجبت ولدين .. لقد ضيعت سنوات عمري بسببك يا جايسون "
سمح جايسون لعينيه ان تتجولا على قسمات وجهها ..... كم هي جميلة !
عيناها بلون الفضة اما فمها فيبدو بلون الفرواله ارادته القوية فقط منعته من جذبها الى ذراعيه ...
منتديات ليلاس
ـــ لا تقولي لي ان شخصاً في عمر السابعة والعشرين يعتبر عجوزاً
ردت ببساطة " لا يمكنني الانجاب من شخص لا احبه جايسون , انا لا احب احداً لقد اختفى الحب من حياتي "
بدت على وجه جايسون ابتسامه مشدودة وقال " لا اصدق انك لم تدخلي رجالاً اخرين الى حياتك ليف انت امرأة جميلة ومليئة بالعاطفة "
هزت اوليفيا رأسها وصححت كلامه قائلة " كنت امرأة عاطفيه دعني اسألك هل انت وميغان مطلقان ؟
ـ طبعا نحن مطلقان لقد رحلت ميغان مع شاب يعمل في المزرعة وربما انتقلت الى رجل اخر الان , ميغان ليست الفتاة الهتدئة والمطيعة التي عرفناها لان ذلك كان واجهه فقط اما ميغان الحقيقية فيمكنك كتابة مسرحية عنها .
لم تكن اوليفيا تشك بذلك .
ـ كيف تعلم انها لن تعود الى حياتك في وقت ما مطالبة باسترجاع تالي ؟
ـ اوليفيا , تركت ميغان طفلتها مثل ..
ــ مثلما تركتني ؟
انزلقت الكلمات من بين شفتيها قبل ان تتمكن من ايقافها .
ـ انت لا تستطيعين مقاومة هذه الافكار اليس كذلك ؟ في الحقيقة انا لم اتخل عنك من اجل فتاة احبها بجنون كنت اعمى طائشاً وجعلت ميغان دافي من بين جميع النساء تحمل مني علي ان اخذ في الحسبان ايضا اخاها شون او احد اصدقائه الاغبياء ربما وضعوا ربما وضعوا شئياً في شرابي على سبيل التسلية كي يهزأوا مني ميغان لن تعود قالت لي بوضوح انها لاتريد ان تتقيد بطلفة ايه طفلة ..
ــ اذا كان عليها تجنب الحمل هناك خطأ وراثي في ام لاتحب طفلها .
هز جايسون رأسه وقال " كثيرات هن كذلك .. لكن مشكلتك انك لم في العالم الحقيقي يا اوليفيا انت مازلت اميرة تعيش في برجها العاجي "
ـ حسنا لكن هذه الاميرة لا تعيش بسعادة اللا الابد .
قالت اوليفيا ذلك وقد فضحت تعابير وجهها مدى تأثرها ثم قفزت مجفلة عندما انفجر الرعد كصوت القنبلة .
ـ اه اريد الخروج من هنا .
انار المخزن برق ابيض قوي مزعج فتوترت اعصاب اوليفيا التي هرعت نحو الباب لم تعد تبالي اذا ما بللها المطر او صعقها البر فقد سيطر عليها الذعر لانها لا تستطيع مقاومة جايسون وهي تعرف ذلك .
ــ لا تكوني غبية ليف عودي الى هنا .
امسك بها جايسون ودون تفكير ادارها نحوه شعر بالاضطراب يغمره وسرعان ما قربها منه وعانقها ..
تمتم قائلاً " لماذا اريدك انت ... دائما انت "
ارجع راسها الى الوراء ليستريح على تجويف كتفه واكمل قائلا " انت القاضي وانت الجلاد "
أحرقت الدموع عينيها هل هذا ما تمثله بالنسبة اليه ؟ احرقتها لمساته فشعرت بالم والسعادة معاً ارتجفت اوليفيا وهو يضمها اليه بقوة واصابعه تتغلغل في شعرها الطويل كما كان يفعل في الماضي , ثم امسك بشعرها ليقربها منه اكثر , لم تعد اوليفيا متأكدة اذا كانت قدماها ما زالتا تلامسان الارض المصقولة كل ما وعته هو استجابتها الكبيرة والخدر الذي لامس كل خليه من خلايا جسمها .
هل هو الشغف ام انها حرب ارادات بين رجل وامراة ؟ كل مافعله هو لمسها لتستسلم للرجل الذي خرج من حياتها يوماً ثم دخل اليها بدون استئذان .... انه امر لا يحتمل !!

شعرت اوليفيا بلهيب الشوق يلفحها بعد ان كبتته سنوات طويله
يالها من عمياء ويالجسدها الخائن ! فهمت الان ان العواطف الجياشة تصيب اكثر حذرا وتدمر حياتهم ووعت ان جايسون لم يعش اعزب طوال تلك السنوات بل حصل على نساء كثيرات وهمس في اذانهن الحب كلمات الحب ... قد تكون روبن نيلسو واحدة من نسائه ... ووبن اللطيفة التي تحمر خجلاَ حين يذكر اسم جايسون .. من يلومها ؟

ــ اللعنة عليك جايسون توقف .. توقف الان !
قربها جايسون منه اكثر حتى التصقت به وفال ط حبيبتي ليف "
ــ هذا جنون .
ـــهذا يشبه الجنه مالجنون في رجل وامرأة يحبان بعضهما ؟ انت رائعة !

استمر المطر يضرب النوافذ والابواب لكن الصوت على السقف قد خف ابتعدت عنه بجهد كبير وخطت الى الوراء لاهثة ومترنحة قليلاً شعرت بالغضب عندما رأت تعابير وجهه وقد رقت انها لا تريد أي حنان الان والى الابد سألته :" هل رأيتني ادخل الى هنا ؟ قل لي الحقيقة " نظرت اوليفيا مباشرة الى عينيه الزرقاوين اللاهبتين فلمحت فيهما لمعان التسلية .
ــ لا ليف لا احب ان ابدو مغفلاً بعد الان وانت كذلك لكن اللعنة , عندما نكون لوحدنا لا يمكن ان نفعل شيئاً اخر انك تشعرين بالعار لانك مازلت تتجاوبين معي بالطريقة ذاتها لكني استطيع ايجاد حل للمشكلة ولا انت .. انا اريدك وسوف احصل عليك . كلانا يعلم ذلك . قبل ان اجرك الى ذراعي كما يفعل رجل الكهف سأجد طريقي الى البيت لاخذ تالي يمكنك البقاء هنا "
رمقته بنظرة من عينيها الكبيرتين اللامعتين وتساءلت في سرها كيف تكون غاضبة وعلى شفير البكاء في الوقت ذاته ؟
سألته باحتقار :" كم من النساء قلت لهن هذا الكلام ؟"
ـ انت فقط اميرتي ..
ارتدى معطفه وحياها ثم خرج تحت المطر المنهمر بغزارة ...

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
قديم 05-07-09, 02:21 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 90105
المشاركات: 270
الجنس أنثى
معدل التقييم: moura_baby عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
moura_baby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ألف شكر على الرواية الروعة وياريت تكمليها بسرعة
في انتظارك

 
 

 

عرض البوم صور moura_baby   رد مع اقتباس
قديم 05-07-09, 02:21 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 81733
المشاركات: 139
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى المرجوحه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 86

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى المرجوحه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ذكرى المرجوحه المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7- تخيلات ام حقيقة ؟


ارتدت أوليفيا ثوبا من الحرير الاحمر في حفلة الميلاد . انها تتحاشى ارتداء اللون الاحمر في معظم الاحيان , رغم ان هذا اللون يناسبها , والآن انه الميلاد واللون الاحمر هو احد الالوان التقليدية في هذه المناسبة .منتديات ليلاس
كان ثوبها قصيرا دون اكمام و وهو معلق على كتفيها بشريطين على شكل لولبي تنورته مزينه بالخرز الاحمر مع ازهار صغيرة زرقا وصفرا في الوسط .
وبدا شعرها الاسود منسدلا على كتفيها ومرفوعا عن وجهها بمشطين صغيرين فيما بانت قدماها كأنهما عاريتان في الجو الحار و فقد ارتدت صندلا عالي الكعبين مع شرائط بلون فستانها .
في الماضي كانت تشعر بالفرح والسعاده عندما تتألق وترتدي ثيابا جميلة لأجل جايسون و حيث كان ينظر اليها بعينيه الزرقاوين مرسلا لها اشارات تجعل وجنتيها تحمران خجلا وتزيد من سرعه ضربات قلبها . والليلة سيكون جايسون في الحفلة طبعا ...
ازاحت أوليفيا الستائر جانبا ووقفت نافذه في الطابق العلوي تنظر الى الحديقة الخلفية ز بعد قليل سيبدأ وصول الزوار .
يبدو المكان رائعا والاضواء الصغيرة البيضا تلمع على الاشجار . ارتفعت شجرة الميلاد عشرين قدما عن الارض باتجاه السما المخملية السوداء الارجوانية .
حيث طغى القمر الليلة بضوئه النحاسي على ضوء النجوم وبدت الخيمات الـ3 جميلة بلونها الابيض وحافتها الخضراء.
وضعت في الخيمة الوسطى طاولات مستديرة ومقاعد مزينه بأقواس كبيرة من قماش التارتان الاحمر والاخضر والذهبي .
فيما وضعت اغطية ومناديل حمراء وخضرا على الطاولات . بدا كل شيء رائعا فشعرت أوليفيا بالراحة .
عند الساعه الـ9 بدت الحفلة في أوجها . امضت اوليفيا وقتا طويلا وهي تهتم بضيوفها فلم يبق لها وقت كاف للأكل .
انها ليست من الاشخاص الذين يأكلون كثيرا في الحفلات . ولم تدر السبب لذلك بل ارجعت الامر الى الاثارة والحماس . استمتعت كثيرا وتجولت بين الناس . جلست مع بعضهم وتحدثت معهم فهي تعرف كل العائلات وهم يعرفونها ايضا .
أما تالي و فقد بدت صغيرة وجميلة جدا .بدت وجنتاها حمراوان بسبب السعاده وشعرها الكثيف اللامع ينسدل شلالات من الجدائل وقد اخذت على عاتقها مهمة الاعتناء بالاطفال الصغار , لا سيما الصبي الذي يلاحقها كظلها , داني .
وصلت ريناتا باكرا . بدت ملفته للأنظار بعينيها السوداوين اللامعتين وخديها الحمراوين اللذين تعلوهما طبقة كثيفة من حمرة الخدود , ووجهها الذي قلت فيه التجعدات وشفتيها اللامعتين بحمرة قرمزية .
تحدثت أوليفيا معها لبضعة دقائق بعد وصولها وتلقت منها حضنات وقبلات واحر التحريات باللغة الايطالية السريعة المحببة , فكرت أوليفيا ان اللغة الايطالية هي اجمل لغة في العالم .
علقت ريتا بصوت عال كي يسمعها الجميع وهي تشير بيديها :
- اننا ندين بالكثير لآل لينفيلد , انت تبدين جميلة جدا اوليفيا . ثوبك ساحر ومثير , ارجو ان تكون سنة رائعه لك عزيزتي .
ثم انحنت نحوها وتابعت :
- سيختفي الألم من حياتك وتعودين سعيده كما كنت في الماضي . انا واثقة من ذلك ؟
لم تجبها أوليفيا وريناتا لم تتوقع ردا منها , لكن كليهما فهمتا ما المقصود من هذا الكلام .
سمعت صوتا مألوفا خلفها يكلمها قائلا: انا متأكدة تماما انك لم تأكلي شيئا.
بذلت أوليفيا جهدا كي تبقى على مسافة من جايسون كتدبير وقائي لكنها الآن مضطرة للاستدارة ومواجهته .
- انني لا اشعر بالجوع .
- الطعام رائع !
انتقلت عيناه الى الطاولات والكراسي التي وضعت في المكان . بدا الجميع مستمتعين بوقتهم كثيرا وقد بدأ بعض الاطفال يركضون بصخب.
هزت اوليفيا رأ سها واجابته:
- يمكنني رؤية ذلك وقد سمعت جميع انواع المديح . تستحق روبن مكافأة وسأتحقق من حصولها عليها لقد عملت بجهد هي ومساعديها .
تكور فم جايسون في ابتسامة وقال:
- انها سعيدة لأنها تقوم بعملها يا ليف وهو مدعاة لفخرها لقد عانت روبن من حياة قاسية لكنها سيدة شجاعة . وانا ارى ان هذه الامسية نجحت نجاحا كبيرا . لم لا تسمحين لي بجلب شيء لك لتأكليه ؟ ام انك تحافظين على وزنك ؟
بدا صوته متهكما لكنها فرصته ليسمح لعينيه بالتجول والنظر اليها . لقد نظر اليها كفاية من بعيد والآنهي قريبة منه,لكم يود ان يأخذها بين ذراعيه
لكن هذه ليست فكرة جيدة انه يعرف اوليفيا جيدا ويعلم انها تتخذ تدابير وقائية ضده فهي لم تقترب منه ولم تكلمه الا عندما حيته وقت وصوله .
وهو بدوره لم يتقدم نحوها ايضا بل انتظر الى ان انتهى الجز الاساسي من الحفلة . ان جمال اوليفيا يشعره بالسعاده الآن كما في الماضي .
- اذا ماذا تطلبين ؟
وقف قربها فبدا طويلا جدا ورغم ان اوليفيا اطول قامة من النسا العاديات لكنها تبدو صغيرة بالنسبة اليه .
- هل اجلب لك مأكولات بحرية؟ ما رأيك بالكركند وبعض السلطة؟ نظرت أوليفيا الى عينيه الزرقاوين اللتين بدتا كالياقوت الازرق .
لم يكن جايسون مرتديا سترة بسبب الحر بل ارتدى قميصا كحلي اللون مصنوع من اجود انواع القطن رفع كميها الى الاعلى كما ارتدى سروالا بلون الرمال حزامه الجلدي شعار مصمم مشهور فبدا كأنه عارض ازياء بهي الطلعة .
- لايمكنني ان آكل الآن جايسون رغم اني انتبه لنوعية طعامي لكنني لا اخضع لنظام غذائي معين. كل ما في الامر انني لست جائعه ربما لأن اعصابي متوترة قليلا اذ اريد ان تكون الحفلة ناجحة .
- اذ يمكنك ان ترتاحي . يبدو واضحا ان الجميع يمضون اوقاتا سعيده. سيعودون الى بيوتهم وهم يشعرون بالرضى لكثرة الطعام الرائع يجب على الاقل ان تشربي القهوة مع بعض الحلوى في نهاية الحفلة. ما رأيك بكوب من العصير؟
رفع جايسون يده واشار الى نادل شاب يجوب المكان , ثم قال:
- انه مناسب الآن ,
رفع جايسون كوبين عن الصينية وقدم واحدا لأوليفيا ثم هز رأسه للنادل وشكره , فابتسم الشاب له وانصرف .
- هناك طاولة فارغة . تعالي لنجلس .
مشت اوليفيا مع جايسون بضع خطوات وهي ترتشف العصير البارد . وبعد ان جلسا سألته :
- ماذا قصدت بقولك ان روبن امضت وقتا سيئا؟ هل تقصد زواجها ؟
صمت جايسون قليلا ثم اجابها :
- انا متاكد انها ستخبرك يوما ما , لا سيما انها احبتك .
- حسنا ! انني اتسال عن الندبة في خدها وارجو الا تكون نتيجة عنف معها . اخبرتني انها مطلقة وان ابنها الصغير ستيفن هنا الليلة.
هز جايسون رأسه وقال:
تالي تهتم به . ان فتاه السادسة لديها عاطفة امومة اكثر من امها .
- انها طفلة صغيرة رائعه .
قالت اوليفيا ذلك وابتسامة حنون تطل على شفتيها . ثم اضافت :
- انها لا تشبه ميغان ولا أي شخص من آل دافي .
- حسنا , كما اقول دائما , لا يمكن للمرء تجاهل عيني الزرقاوين .
- عيناها مختلفتان .
اجابته اوليفيا بذهن شارد وقد لاحظت ذلك منذ اليوم الاول . ثم سألته :
- هل روبن احدى نساءك ؟
لم تستطع اوليفيا قراءة تعابير وجهه حين سألها :
- بأي حق تطرحين هذا السؤال يا اوليفيا ؟
اعتذرت قائلة :
- ليس لدي حق ابدا . لكنك رجل خطير وربما ان روبن عانت من ماض تعيس وحزين ولا اريدك ان تؤذيها .
تراقص الغضب في عينيه اللامعتين وقال:
- متى تفهمين انني لا أؤذي النساء عن قصد ؟
- ان جهلك بما تفعل ليس دفاعا جيدا .
- لم اخطط كي اؤذيك اوليفيا . ربما كنت مخدرا يومها ! اصدرت حكمك عليّ واعتبرت ان جريمتي من الدرجة الاولى .
نظرت اوليفيا بعيدا شاعره بعدم القدرة على مقاومة جاذبيته . تمالكت نفسها قدر الامكان وقالت :
- دعنا لا نتحدث في هذا الموضوع لليلة . اصبح الامر من الماضي , لكنني اريد ان اوضح انه لا يحق لك ان تجذبني بيديك القويتين ثم تتوقع مني ان اصمت بينما تتابع مغامراتك منتصرا . انني احب روبن .
- هذا يسعدني , لأنها تحبك ايضا . ولأريح بالك اخبرك انني وروبن اصدقاء فقط .
- رائع ! لطف منك ان تساعدها وانا اعني ذلك . اريد ان اتأكد فقط انك لم تتوهم انا سنتغاضى عن الجروح القديمة ونبدأ معا ثانية . لست غبية واعلم انني صيد ثمين هذه الايام وذلك بفضل هاري .
رمقها جايسون بنظرة ملؤها التسلية وقال :
- انت صيد ثمين حتى لو كنت فقيرة , رغم انك لم تعودي تلك الفتاة الطيبة التي عرفتها في الماضي . اصبح لسانك حادا يا حبيبتي اوليفيا .... .
قاطعته : لست حبيبتك اوليفيا يا جايسون .
- هل انت متأكده من ذلك ؟ اعتقد ان الامر يعود الى ماضينا المشترك ,وانا لا اقصد واقع اننا كنا على وشك الزواج , بل اقصد طفولتنا ومراهتنا . ان الرباط بننا قوي جدا .
- هذه سبب آخر جعلني عندما خذلتني . لكنني اعتقد اننا اتفقنا على نسيان الامر .
ابتسم لها ابتسامة متشنجه وقال :
- سيبدأ الرقص قريبا. هل تغامرين بالرقص معي ؟
- بصراحه ... لا ! انا بخير هنا. انت رجل خطير يا جايسون وسيكون الامر مقلقا جدا .
- سوف يتوقف الناس عن الرقص ليتفرجوا علينا . حسنا ؟ هل تريدين ان احضر لك القهوة ؟
شرب ما تبقى في كوبه من العصير ووقف على قدميه . ادركت اوليفيا انها يجب ان تختلق عذرا ما , لكنها لم تستطع . بدت الانوار متدفقه من غرف المنزل مرسلة شعاعها الى الحديقة .
اما هما فكانا محاطين بالقمر النحاسي الذي يبحر في السماء فيما ينتشر حولهما عبير الازهار ورائحة الطعام الشهية . اما الضيوف فكانوا ينظرون اليهما وهما جالان معا وعينا جايسون الزرقاوين الجميلتان لا تفارقانها .
فالجميع يعرفون قصتهما وربما يفكرون ان لحفلات الميلاد سحرها الخاص .
- سيكون هذا لطفا منك .
ما ان مشى مبتعدا على العشب باتجاه الخيمة حتى تمنت في قرارة نفسها ( ارجوك يا الهي ! ليكن ما اقوم به صحيحا )
لقد دمر جايسون عالمها في الماضي ويمكنه ان يقوم بالامر ذاته الآن ....
لعب مدير المصنع سلفادور دي لوكا و وهو موظف قديم في مؤسسة لينفيلد و دور سانتا كلوز ببراعه . عندما كان سلفادور شابا , كان ذا جسم رشيق لكنه في اواخر الخمسينات الآن وقد اصبح مستديرا كالبرميل .
لهذا ناسبه الدور تماما بالاضافة الى صحته الكبيرة الطبية وروحه المرحة .
عانت اوليفيا كثيرا في اختبار الهدايا للأولاد وقد اوصلها محل الالعاب كبير الى البيت ملفوفة بعناية وترتيب . تسلم الاولاد هداياهم بالهتاف والضحكات السعيدة ,
وايقنت اوليفيا عندها ان لا داعي لخوفها من الا تكون هذه الحفلة ناجحة كما في ايام هاري . وبينما كان الزوار يغادرون المكان مع اولادهم المتحمسين اخبروها انهم امضوا وقتا رائعا .
تعلقت السيدة دي لوكا بذراع اوليفيا واخبرتها كم استمتعوا في الحفلة اما زوجها سلفادور الذي ما زال جذابا فقد شع وجهه الذي لوحته الشمس بفخر وهو يعرفها على الشاب والفتاة الذين وصلا ليقلاهما الى البيت .
- هذا ابني كارلو !
احاط بذراعه كتف الشاب الوسيم الذي ابتم لأوليفيا ومد يده مصافحا .
قالت اوليفيا ذلك بسرور وحدقت الى عيني كارلو دي لوكا الزرقاوين , ثم تابعت قائلة :
- مضت سنوات , اليس كذلك ؟ تبدو رائعا . اذكر انك كنت تدر الصيدلة.
- الطب ... انه طبيب !
تكلم الوالدان معا بفخر واضح . لقد عملا بجد ليؤمنا لابنهما وابنتهما ثقافة جيدة . قال سلفادور مازحا :
- انه الدكتور دي لوكا الآن , لذا علينا ان نحترمه . هذه لينا التي ستصبح فردا من عائلتنا قريبا ليان غرانت .
- انها خطيبتي .
وضع كارلوا ذراعه بتملك حول صبية جميلة ذات بنية جيده وعينين خضراوين وابتسامة واسعه وشعر بني ناعم طويل. قرب كارلو خطيبته اكثر الى الدارة واضاف :
- ليان هذه اوليفيا , اميرتنا المحلية .
- لا اصدق ان الجميع ما زالوا ينادونني الاميرة !
ابتمت اوليفيا ابتسامة ملتوية وسلمت على ليان ثم سألت :
- لاذا لم تأتيا الليلة ؟ كنا سنسر بوجودكما .
هز كارلو كتفيه قائلا:
- لديك ضيوفك لتهتمي بهم , ونحن لم نشأ ان نتطفل .
- اتمنى لو تتدبران ام زيارتي قبل ذهابكما . ما رأيكما بالعشاء ؟ سأدعو بعض الاصدقاء طبعا اصدقاء يعرفونك يا كارلوا , فأنا متأكده انهم سيفرحون بلقاء ليان .
ابتسمت ليان واجابتها :
- سأحب ذلك . لديك منزل رائع يا أوليفيا .
- يمكنك التفرج عليه عندما تزورينني .
تقدم كارلو وعانق اوليفيا قائلا :
- نحن نتطلع قدما الى ذلك . يمكنك ايجادنا في البيت اذ نقيم حاليا مع امي وابي. يجب ان اسلم على جايسون قبل ان اذهب . اين هو ؟
ادار كارلو رأسه فبان شعره الاسود كثيفا مثل جناح الغراب , وقد اختفت تجعداته الطفولية مع تسريحة عصرية .
- انه في مكان ما في الجوار .
ردت اوليفيا عليه وقد فوجئت بشعور من القل يداهمها . ورغم انها لم تتخلص من شعورها هذا فقد حافظت على ابتسامتها واضافت :
- جايسون يعمل مديرا لهافيلا. تلك وصية عمي , لكن جايسون رجل اعمال بارع .
سألها كارلو :
- ألم يعودا معا هو وميغان ؟ لا احب التدخل في اموره , لكن جايسون رجل عظيم وانا احترمه كثيرا واكره ان ازعجه بأية طريقة .
- تلك الفتاة , ميغان .. انا لم احبها ابدا . كانت تسعى خلف ابننا كارلو قبل ان تغرز مخالبها في جايسون المسكين .
قال سلفادور ذلك , لكنه تلقى لكزة من زوجته التي حاولت التغطية على كلام زوجها فقالت :
- تصبحين على خير يا اوليفيا . انها حفلة رائعه جدا , كان السيد لينفليد ليشعر بالفخر بك لو انه معنا .
لوحت ليان لها بيدها قائلة :
- سعدت بلقائك يا اوليفيا .
همست اوليفيا :
- سعدت بلقائك .
ولسبب ما وجدت صعوبة في ابتلاع ريقها . وقفت دون حراك للحظة قليلة كأنها مسمرة بالارض راقبت كارلو وخطيبته وهما يتوجهان نحو جايسون .
ظل شعورها بعدم الراحة يعصف في رأسها . وهو شعور بقلق لم تستطع تحديد سببه بدت مصدومة وكأن احدهم رمى عليها جمرا احمرا لاهبا .
ما المشكلة ؟ ما الذي يحير عقلها ؟ ضغطت راحتي يديها معا واغمضت عينيها في محاولة لتتخلص من افكارها . هل الامر يتعلق بشيء قاله سلفادور ؟ لقد شعرت طبعا بالحرج والانزعاج لكن مدير المصنع رجل لطيف وهو لم يقصد ايلامها .
ان ميغان لم تبق لنفسها اصدقاء بعد ان سرقت منها جايسون فمعظم الناس ادانوا تصرفاتها اكثر من جايسون اذ ان تلك المرأة مشهورة بالاغواء .
ضرب شعاع من الضو دماغ اوليفيا فتوقفت عن التنفس . ظهر لها سبب انزعاجها واضحا وصاعقا كأنه الرؤيا . شعرت بعقدة الذنب رهيبة , تالي لديها عينا كارلو دي لوكا !
ما الذي تفكر به ؟ لو كان الامر صحيحا فسوف تتدمر حياة الكثيرين حدثت نفسها قائلة :
- انت تتخيلين يا اوليفيا ؟.... انها محض صدفة ...فالعينان متشابهتان وهذا كل مافي الامر .
شعت امامها عينا تالي ثم عينا كارلو ... عينا كارلو تتناقضان مع بشرته وشعره الاسود , انهما لا تشبهان عينا جايسون المميزتين بلونهما الازرق العميق .... الم تقل هذه الملاحظة لجايسون عندما ارادت ان تحرمه من التبجح بهذا الشبه مع ابنته ؟
ان تالي ابنة جايسون! ما مشكلتها كي تأتي بتلك الافكار الغريبة ؟ انها لا تستطيع معالجة الامر الآن , كما لا تستطيع نسيانه ايضا . لم تر اوليفيا كارلو دي لوكا منذ 7 سنوات فقد ذهب الى سيدني ليبقى مع بعض اقاربه و ليتابع دراسة الطب ز لماذا ظهر الليلة بين كل الليالي الاخرى ؟
تمنت أوليفيا ان تحظي بليلة هانئة دون مشاكل , لكن الازمات جاءتها متنكرة في هيئة صديق قديم ... .
شعرت بقلق رهيب يتجمع في صدرها ز لقد رأت الشبه في الابتسامة وتجعدات الشعر الاسود, فلماذا لم يلاحظه الاخرون ؟ انها الصدفة ! هذا هو السبب , وقد تمسكت أوليفيا بذلك . يمكنها ان تتخيل الاشيا كما تريد
لكنها لا تستطيع ان تبوح بها لأي شخص . الشخص الوحيد الذي كان من الممكن ان تفضي اليه بمكنونات صدرها هو هاري , لكن هاري قد ذهب الى الابد . لكنها ليست تخيلات.. انها تعرف الحقيقة .!

بعد ان ذهب الجميع الى بيوتهم بوقت طويل وبعد ان ذهبت غرايس الى غرفتها متعبه وسعيده , جلست اوليفيا على ارجوحه الشرفة وبدأت تؤرجح نفسها بقدمها .
علمت انها لن تستطيع النوم اذ شعرت بجرح عميق مؤلم . انها تحتاج الى الهدوء والى وقت للتفكير . ورغم وجود شيء يؤكد شكها , الا انها بدت متأكده ان سبب التشابه بين تالي وكارلو دي لوكا هو صلة دم .
هل هي ابنته ؟ افضى لها سلفادور ان ميغان سعت خلف كارلو قبل ان تنشب مخالبها في جايسون . هل هذه حقيقة ام مجرد شيء تخيله سلفادور حينها ؟
ربما لاحظت بيلادي لوكا ذلك ايضا , وقد لكزت زوجها في ظهره لاسكاته كي لا يسبب احراجا لمضيفتهما التي تعرضت للاحراج سابقا عندما تركها خطيبها .
هذه المعرفة وضعت اوليفيا في مشكلة كبيرة . ماذا ستفعل ؟ انها معضلة اخلاقية . هل تحاول استخراج معلومات من كارلو دون اثارة ريبته ؟ ماذا ستقول ؟ هل تسأله مباشرة اذا كان قد اقام علاقة غرامية مع ميغان دافي ؟
تخيلت اوليفيا ان رده سيكون " وما علاقتك انت يا اوليفيا ؟ "
كانت على وشك الزواج من جايسون عندما جات ميغان دافي اليه واخبرته انها تحمل طفلة . لم تكن تحمل طفلة بل طفل رجل اخر ليس من السهل عليها الزواج به .
كان مصير كارلو قد تحدد من قبل عليه ان يصبح طبيبا ! عمل اهله بجهد كبير ليتمكن من تحقيق ذلك , ولم يكن ذلك مسموحا لأحد او لأي شيء ان يحول دون ذلك ؟
فكرت اوليفاي ان معاناتها وحياتها المهدمة لا تعطيها حقا في ابداء شكوكها , فهي بذلك تخاطر بجلب المشاكل للآخرين . فكرت بحقوق كارلو وبدأت تتساءل : اليس من حق كارلو ان يعرف بوجود طفلته ؟ الا يحق لاهله ان يتعرفوا على حفيدتهم التي لايعلمون بأمرها ؟ واذا نظرنا الى الامر بمنظار اقرب الا يجب ان يعرف جايسون ان تالي ليست ابنته ؟ وماذا عن تالي ؟ وريناتا ؟
نعم تسري في عروق تالي دماء ايطالية لكنها دماء دي لوكا . لكن لو كانت على حق في ظنونها واصبح الامر معروفا فسوف تنقلب الدنيا رأسها على عقب . فكرت اوليفيا بانزعاج ان ميغان هي الوحيده التي تعرف الحقيقة. ميغان الخبيثة التي لم تعرف هي وجايسون حقيقتها ....
لكن , هل تقع مسؤولية كشف الخداع عليها ؟ ان سعاده وهناء طفلة صغيرة على المحك . كيف لها ان تدمر العلاقة الرائعه بين جايسون وتالي وماذا سيفعل كارلو دي لوكا اذا علم ان تالي طفلته ؟
وبينما كانت تتأرجح الى الامام والخلف بانزعاج , قررت اوليفيا ان افضل ما تفعله هو الاحتفاظ بأفكارها لنفسها . هناك دائما امكانية ان يلاحظ جايسون الامر ذاته عندما يتحدث مع كارلو ,
فيدرك ان تالي ليست ابنته وان ميغان كذبت عليه .
بدا الامر وكأنها تنتظره ... ارتقى جايسون درجات الشرفة الامامية وتوقف في اعلاها مادا ذراعه ليستند على عمود تلتف حوله نبته كرمة .
- اعتقدت انك تتمنين الدخول الى البيت بعد هذه الليلة الطويلة .
- لا اشعر بالنعاس .
نظرت اوليفيا اليه ورأته يقف بهدوء ولا مبالاة , فيما تلألأت انوار الشرفة لتضيء عينيه الزرقاوين وتعكس لهيب شعره الكستنائي . بدا عليه الارتياح استنتجت اوليفيا انه لم ير شيئا مقلقا في مظهر كارلو .
ابتسم لها جايسون بسخرية وقال :
- هل تمانعين اذا انضممت اليك ؟
انها تتوق لانضمامه اليها لكنها لن تدعه يعرف ذلك .
- حسنا لكن لفترة قصيرة .
تنحت جانبا على المقعد فاسحه المجال له ليجلس . ان هذا المكان مفضل لديها . تذكرت كيف كانت تتأرجح معه في الماضي بهدوء الى الامام والى الخلف في الظلال العطرية حيث تفوح رائحة الغاردينيا حولها .
اسند ظهره الى الخلف واستراح في جلسته بينما لامست يده قماش فستانها الحريري . قال لها :
- انا احب هذا الفستان , انه يذكرني بحقل مليء بالازهار الحمراء . اللون الاحمر يبدو جميلا عليك .
- شكرا لك . وانت وسيم ايضا لقد اكتشفت ذلك منذ زمن بعيد .
- لا تسكبي وعاء الثلج على رأسي ز
ادارت اوليفيا رأسها لتنظر اليه ثم سألته :
- ما رأيك بكارلو وخطيبته ؟
- انها لطيفة وهي تناسب كارلو الذي نضج كثيرا , كان شقيا في ايام صباه.
دهشت اوليفيا وقالت :
- لا اذكر ذلك .
- ليف انت لم تكوني واحده من الذين يهتمون بهذه المسائل . كارلو حطم قلوبا كثيرة في الماضي .
اجابته بسخرية :
- ظننت انك انت من فعل ذلك .
هز رأسه واجاب :
- لا احب ان اوصف هكذا . لم اركض وراء كل فتاة في البلدة , لأنك كنت لي . كنت لي دائما , فلم ار احدا غيرك . ما اقوله هو ان كارلو مثل كثير من الشبان مر بمشاكل غرامية لكنني اظن انه استقر الآن . يبدو سعيدا مع خطيبته وقد اخبرني انك دعوتهما لزيارتك قبل سفرهما .
هزت رأسها وقالت :
- انها حفلة عشاء صغيرة سأطلب من روبن ان تهتم بالطعام . اعتقد انها ستسر بالنقود اذ تبدو حياتها صعبة .
هز جايسون كتفيه وقال :
- كما قلت لك سابقا , انها شجاعة هل انا مدعو ؟
- دعوتك ستكون غلطة كبرى .
- كيف ؟ يمكنني اقامة حوار لا تثق في حفلة العشاء . هل السبب هو انني موظف .
- آه لا تكن سخيفا !
شعرت بالانزعاج حقا . اكملت كلامها قائلة :
- السبب هو ان وجودك على طاولة العشاء سيحرك ذكريات كثيرة . ثم انني لا اشعر بالراحة عندما تكون قربي .
ابتعد عنها بمبالغة ثم قال :
- هل هذا افضل ؟
استند الى الخلف ومد رجليه الطويلتين فبدا وسيما ومليئا بالحيوية .
- لم اظن انك جبانه يا ليف .
- الا بؤمن بأن الحكم يجب ان يكون مناسبا للجريمة ؟ توقعت منك الحب والوفاء يا جايسون وقد حصلت عليهما مني . انا مازلت اهتم بك .
- لكننا لا نستطيع تجاهل علاقة حبنا العميق . لم اخطط لإغواء ميغان فهذا ليس اسلوبي . كل ما اذكره هو ألم حاد في رأسي استمر لأيام عديدة .
منتديات ليلاس
- لقد تقاسمتما فراشا واحدا بعد زواجكما .
قالت اوليفيا ذلك وهي تشعر بالألم من هذه الفكرة . لكنهما كانا متزوجين , اللعنة على ذلك ! تنهد جايسون بعمق ثم قال :
- لقد حاولت يا اوليفيا , كان علي ان احاول لكن المحاولة لم تنجح . ان العيش مع شخص لا تحبينه يعتبر مصدر للتعاسة . شعرت بالاسف تجاه ميغان , وما زلت فهي ذات روح معذبة .واسوأ الاوقات جاء بعد ولادة تالي. لم تشأ ببساطه ان تحمل مسؤولية طفلة اذ لم ترد شيئا يفيدها . حتى انها انزعجت من حبي للطفلة . لذلك بدل ان تركزي على اخطائي يا ليف حاولي ان تري خطأك . امرأة غيرك ستسامحني بالتأكيد .
- حتى في ظروف سيئة مثل ظروفنا ؟
ورفعت اليه يديها اللتين لا تحملان الخواتم .
- هذا عائد اليك , ليف .
استجمع جايسون نفسه ووقف بطوله الفارع ينظر اليها ثم تابع كلامه قائلا :
- سأتمنى لك ليلة سعيدة .
قال جملته بطريقة مثيرة دفعتها الى التخلي عن حذرها . اوقفها على قدميها بحركة واحده ناعمة وابقى جسدها قريبا منه .
ازاح شلال شعرها اللامع جانبا ممررا يده برفق فوق ظهرها وتمتم قائلا :
- لا استطيع ان امضي يوما اخر بدونك ليف . دعيني احبك كما اريد . لا تشعري بالحزن والمرارة , لقد عوقبت بما يكفي .
شعرت اوليفيا انها على شفير البكاء بسبب اضطراب مشاعرها .
- ماذا تريد يا جايسون ؟
بلعت ريقها ثم تابعت كلامها بقلق وعدم ثقة :
- هل تريدنا ان نبدأ علاقتنا من جديد ؟
- نعم .
جاء رده عاجلا ومن صميم قلبه . ثم تابع :
- ألم نعاني بما فيه الكفاية ؟ اريدك ان تعودي اليّ ياليف .
بدأ قلب ليف يدوي ليس من الاثارة فقط بل من الحيرة والاضطراب ايضا . ماذا يجدر بها ان تفعل ؟ ان توقها له في تزايد مستمر ...شعرت بالألم فجأة سوف تدمر آخر دفاع لها باستسلامها الى جايسون
وسيكون ذلك خطأ فادحا بعد ان عملت جهدها لتبتعد عنه . لقد عادت الآن الى محيطه المغناطيسي , وها هو جسدها يخونها مع كل لمسة منه .
تقوس جسدها وارتجف في محاولة منها للأنسحاب لقد انتهى زمن الاحلام وايام الصفاء والبراءة . لن تعود ثانية لأن ميغان دافي غيرت كل شيء بدخولها بينهما وجلب طفل الى الوجود .
خوفها من التعقيدات التي ستحصل جراء ذلك بالاضافة الى سلطة جايسون عليها دفعاها الى القول :
- هكذا ستحصل عليّ وعلى هافيلا كتحلية اتفاقية الزواج .
ثم ابتسمت له بغرابة واضافت :
- قد يسمي بعضهم ذلك بالترتيب المناسب .
الاحتقار البارد في صوته آلمها حين قال :
- هل هذا ما تظنين ؟
- لقد كبرت وصرت اكثر حكمة الآن يا جايسون .
- انا اعرف ما انت عليه .
صوته القاسي صغى على قسماته الوسيمة . تابع قائلا:
- ليس للحكمة دور في ذلك . انت امراة حقودة ومتعالية , وانت تستمتعين بلعب دور الحكم على الاخلاق يا اوليفيا . لا اعتقد انك قادره على اقامة علاقة مع أي شخص بمن فيهم انا .
شعرت بحرارة الاهانة تصل حتى جذور شعرها , فاندفعت تجيبه غاضبة :
- انت على حق تماما . لقد عشت من اجلك في الماضي يا جايسون وسوف استغرق وقتا اطول مما اعتقدت كي استطيع العيش بدونك .
- وهل تتوقعين مني اخذ كلامك على محمل الجد ؟
بدا صوته قاسيا وهو غاضب , غاضب جدا ... ثم عانقها
- يالك من منافقه تقولي كلاما لا تعنيه . بامكاني جعلك تتوسلين اليّ في دقيقة واحده . لكن اتعلمين ؟ انت لا تستحقين المحاولة . انت مغلفة باحداث الماضي . سأتركك وحدك .
راقبته اوليفيا بوهن وهو يبتعد عنها غاضبا ثم يصعد الى سيارته ويغلق الباب بعنف . شعرت بنفسها وكانها علقت في تيار مائي هادر , ويداها تضربان دون جدوى ورأسها بالكاد يرتفع فوق سطح الماء .
انها تفعل كل شيء ضمن مقدرتها لتدفع جايسون بعيدا عنها لكنها لا تستطيع تفسير تصرفاتها المتناقضة فذلك السر العميق الذي اكتشفته الليلة افقدها توازنها تماما .
كيف يمكنها ان تبدأ علاقتها مع جايسون في حين ان هناك اسئلة عديدة دون اجابة تحوم حوله ؟
بدأت تسير نحو البيت بخطى بطيئة على الرغم مما يقوله جايسون فكرت ان هناك امكانية كبيرة لعودة ميغان ثانية . بل انها تكاد ترى جسدها الصغير يتحرك بين الظلال .
ربما كرهتها ميغان دافي طوال حياتها وحسدتها فقد كان جايسون لها و والعم هاري الثرى اهتم بها , وعاشت في بيت جميل محبوبة ومحترمة من الجميع وهذه كلها اشياء تثير غيرة وحقد ميغان .
ستكون اوليفيا غبية اذا استبعدت قدرة ميغان على اثارة المشاكل اذا عرفت انها وجايسون قد عادا الى بعضهما . بدا واضحا ان آخر شيء ارادته ميغان هو رؤية جايسون واوليفيا سعيدين , اذ انها لاترحم احدا اذا تعلق الامر بشؤونها ومصالحها .
لقد ارادت جايسون بشدة لكنها قررت ابعاده عنها وهذا يجرح قلبها . لمعت الدموع في عينيها ... مازالت تشعر بلمساته وبرائحته . كل ما حلوها يثير حيرتها وألمها .
- احبك يا جايسون !
قالت ذلك بصوت عال. انها تشتاق اليه منذ سنوات لكنها ابعدته عنها . يالغرابة الحب ...!
اطلقت اوليفيا العنان لدموعها علها تجد فيها العزاء ....

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى المرجوحه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت واي, أحلام, his heiress wife, حلم ضاع من يدي, دار الفراشة, margaret way, روايات, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية