لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-09, 12:10 AM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 108846
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: لجينهيم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSomaliland
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لجينهيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

 
 

 

عرض البوم صور لجينهيم   رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 01:07 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148186
المشاركات: 64
الجنس أنثى
معدل التقييم: Midnight عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدLaos
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Midnight غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بانتظار التكمله خيتوو

 
 

 

عرض البوم صور Midnight   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 12:11 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

11ـ الغضب الساطع آتٍ
http://www.liilas.com/vb3


خيم الصمت على رحلتهما إلى دالاس. الألم الذي بدا في عيني كول استحوذ على أفكار جين وقد أصبحت تلك اللحظة الحدث الأهم في حياتها.
كان انتباه كول مركزا طيلة الوقت على القيادة. على الأقل بدا مركزا تماما على هذا الأمر، بينما تمنت هي لو تتمكن من التركيز على أي شيء عدا كول.
قرابة الساعة الثالثة، لم تستطع جين تحمل ذلك الصمت المطبق مدة أطول. فتنحنحت:" ماذا حل بالبطة؟"
طرف بعينيه وكأنها خطفته من أفكار بعيدة جدا:" ماذا؟'
نظر إليها ثم أعاد انتباهه إلى الطريق مجددا
ـ البطة!
ـ آه.. كيف حالها؟
نظرت جين خارج النافذة، إلى حقل يرعى فيه قطيع من الأغنام.
ـ لديها معجب بعد رحيلك مباشرة، بدأ يدور حولها ذكر كعاشق أحمق
أجفلت عند سماع عبارة "عاشق أحمق"، لكنها ما لبثت أن تخطت ذلك.
ـ علجوم
نظرت إليه، متمنية لو أن قلبها لا يقفز هكذا في كل مرة تلمح فيها وجهه الرصين الوسيم، متسائلة عما قاله:" عفوا؟"
ـ ذكر البط هو العلجوم
شعرت بشيء من الخيبة، فما يدور بينهما ليس محادثة إنما محاضرة عن أسماء طيور الماء.
ـ في الواقع..لا يهمني
استدارت ناحيته لتواجهه بشكل أفضل:" ربما علمك ذلك كيف أن النساء يتخلين عنك بسهولة"
ـ ما معنى ذلك؟
في الواقع ليس لديها أدنى فكرة. لكنها رفضت الاعتراف بذلك، فاستدارت تحدق من النافذة:" فكر فقط في الأمر"
لمرة واحدة بدت معتدة بنفسها وسمحت لنفسها بابتسامة صغيرة.
ـ هل تريدين أن نتوقف لتناول الطعام؟
في الواقع لم تأكل شيئا منذ الصباح والعشاء مع ج.س بارينجر لا يزال بعيدا، غير أنها لم تحتمل فكرة الطعام، لا سيما وأن معدتها منقبضة وجسمها كله متشنج.
فهزت رأسها نفيا وقالت:" إن كنت أنت جائعا فيمكنك أن تتوقف"
شد على شفتيه من دون أن يجيب، يبدو أن رحلتهما ستكون امتحانا طويلا وصامتا لإرادة كل منهما.
أخفضت ناظريها ولاحظت سلسلة الساعة حول معصمها:"آه..."
فكتها وأعطته إياها:" هذه سلسلتك، شكرا"
أفلت المقود من يده وأخذها منها:" لا مشكلة"
ـ عليك أن تفكر في إعادة هذه القلادة إلى صاحبها
رفع نفسه قليلا ودس السلسلة في جيب سرواله، من دون أن ينبس ببنت شفة. لم يعجبها صمته، فقد وجدت ذلك فضا. ولكن هل يمكنها أن تلومه؟ فهو ليس سعيدا بما فعله من أجلها، لأنه لا يحبها. وها هما الآن متزوجان. حتى وسط هذا الخداع والتضليل، شعرت بقليبها الأحمق يقفز فرحا، فهي أقله في الوقت الحاضر زوجة كول.
حاولت أن تستعيد رباطة جأشها لتوجهه، مصممة أن تفصح له عن امتنانها.
ـ كول... أعرف أنك قلت لي ألا أشكرك، لكن...
ـ جنيفر!
ـ لا تقاطعني!
رفعت يدها وتابعت كلمها رغم أنها لاحظت أنه ناداها باسمها
ـ أنا أدين لك بالشكر وسوف أشكرك، شئت أم أبيت
قاومت السحر الذي كان ينضح منه رغم عدائيته تجاهها. أما هو فبسط أصابعه وكأنه يزيل التشنج منه، ثم قبض على المقود مجددا.
ـ اسمع كول! كل ما أريد قوله هو أنه إذا كان ثمة طريقة أرد بها جميلك، فلا تتردد بإطلاعي عليها. أعني، إذا كنت بحاجة إلى أعمال صيانة، فسيسرني أن أعرفك على أصدقائي. يمكنني أن أشهد على جودة عملك، كما يمكنني أن أفعل أفضل من ذلك: بوسعي إعفاؤك من الضرائب لمدة سنتين إذا شئت.
ـ لا تتسرعي بقطع الوعود!
ـ لا تكن عنيدا. لم لا؟
ـ عشاؤك المهم مع ج.س بارينجر الليلة. ما الذي يضمن أنني لن أسبب لك الخزي؟
هل كان حقا قلقا من ألا يكون على قدر المستوى المطلوب؟
يا اللسخف! هي لم يساورها أي شك في ذلك!
ـ أنا لست قلقة، كول!
وابتسمت له بتعبير لم يكن أكثر صدقا من هذه اللحظة
وبخت جين نفسها، آملة أن تمحو عن وجهها تلك الابتسامة السخيفة. أيتها الغبية! لقد جاهدت لئلا تقعي في الحب جددا، ولكنك وقعت! حتى أنك ارتبطت به، سواء أكان يصدق ذلك أم لا، وتفكرين بطريقة تقنعينه بها بأن ينسى أمر الطلاق الذي وعدته به.
حاولت أن توجد بعض الثقة والاحترام بينهما، فتابعت قائلة له:" أنت ذكي ومثقف أكثر من أي شخص أعرفه". وأضافت في سرها : ثم أنت الرجل الذي أحب.
وأخيرا قالت له بصوت عال:" أنا أثق بك"
ـ ثقتك تثلج القلب.. عزيزتي!
قال ذلك وهو ينظر إليها بعينين آسرتين!

ركن كول سيارته أمام مطعم" ترينيتي ريفر" وهو غضب من نفسه لدرجة أنه كان ينفث لهبا. كيف سمح لنفسه بأن يقع في حب امرأة تقبل الزواج من أجل منصب فقط؟ حتى أمه لم تكن بهذه الدناءة.
كيف حصل ذلك؟ لقد نصح نفسه لسنوات بألا يقع في الفخ نفسه الذي وقع فين والده. ومع ذلك، ها هو ذا متزوج بامرأة تعتبره رجلا دون المستوى، لجأت إليه في اللحظة الأخيرة لتستغله. والأسوأ من هذا كله أنه جاراها في خطتها. لماذا؟ ما الذي دهاه؟
سخر منه صوت داخله: تعلم تماما لماذا وما الذي دهاك. لقد في حبها أيها الغبي!
أغضه هذا الصوت الساخر، فكاد يخنق المقود بيديه. كما أنه غضب عندما تركها على الشاطئ، مساء الجمعة الفائت وغضب عندما قدما أوراقهما تحضيرا للزواج، وغضب أيضا عندما وجد نفسه عائدا إلى المنزل ليصطحبها إلى مقر البلدية.
لم يكن ذلك ما اتفقا عليه، ولكنه شعر بحاجة لرؤيتها. وعندما رآها... يا إلهي كم بدت جميلة! كانت صورة للعروس الطاهرة. وتعذب كثيرا وهو يحاول أن يبعد يديه عنها.
في الواقع لم تستطع ذلك تماما، فقد حاول أن يمسك بذراعها ولكنها صدت، مذكرة إياه كم كان اختيارها سيئا، عندما رسا عليه.
أما أثناء انتظار القاضي، فكان يغلي ويعيش صراعا مع نفسه لأنه أصر على التصرف بحماقة. الوقت الوحيد الذي شعر فيه بشيء من التعقل كان أثناء المراسم. كان ذلك جنونا وأمرا مثيرا للسخرية ولكنه قال العهود من كل قلبه وقصد كل كلمة قالها. تبا له!
صر على أسنانه ممررا يده بعنف في شعره
ـ كول؟
نبرة جين ا لمتسائلة خطفت كول من أفكاره الضبابية، ولفتت نظره إليها.
أجفلت للتعبير البادي على وجهه لكنها أشارت إلى صدره قائلة:" لا أعرف إن كانوا سيدعونك تدخل من دون ربطة عنق"
نظر إليها لحظة أخرى قبل أن يفتح باب السيارة ويعطي المفاتيح لعامل الموقف الذي يرتدي زيا خاصا
ـ سنرى
مطعم ترينيتي ريفر ملكية أخرى من ممتلكات كول في ولاية دالاس وهو أمر تجهله عروسه الصعبة الإرضاء. وهي تجهل أيضا أن أي شيء يرتديه ج.س بارينجر يصبح تلقائيا الموضة المتبعة.
تمتم عامل الموقف باحترام وانتظر ريثما يستدير كول حول السيارة ليفتح الباب لجين. وأجفل كول عندما سمحت له جين بأن يتأبط ذراعها وهما يصعدان الدرجات الرخامية المؤدية إلى بوابة المطعم الزجاجية.وعندما أصبحا في الداخل، تولت جين زمام الأمور وقالت للنادل الذي كان يتفحص دفتر الحجوزات:" نحن بضيافة السيد ج.س بارينجر"
حول النادل نظره إلى كول بإيماءة احترام، فعبس كول وهز رأسه قليلا، مرسلا بذلك إشارة إلى الرجل لئلا يقول شيئا. عاد النادل بنظره إلى جين وابتسم لها بحرارة.
ـ نعم طبعا
وأشار إلى أحد الموظفين بالاقتراب، ثم همس له بالتعليمات قبل أن يبتسم لكول وجين مجددا
ـ اتبعا النادل من فضلكما.
سبقت جين كول وكان هو متخلفا عنها بعدة خطوات عندما همس له الرجل:" سررت بلقائك سيدي"
نظرت جين إلى الخلف وقد سمعت النادل يتكلم:" ماذا قال؟"
هز كول كتفيه وقال كاذبا:" قال استمتعا بالعشاء"
اقتنعت جين على ما يبدو بما قاله وأسرعت خلف النادل الآخر. راقبها كول وهي تسير. لقد أصبح يعرفها جيدا لكي يرى توترها. وشعر بشيء من الذنب لم هو على وشك أن يفعله، لكنه قال لنفسه: ليس لديك ما تشعر بالذنب لأجله. لقد توسلتك لكي تتزوجها وأنت فعلت ذلك، ثم ليس لديها ما تخسره.
أرشدهما النادل إلى طاولة منعزلة في زاوية رومانسية
رومانسية! من أين أتى بهذه الفكرة؟ فعلى الطاولة نفسها قابل نائبي الرئيس السابقين مع زوجتيهما
انتظر النادل احتراما، ريثما ساعد كول جين على الجلوس وجلس إلى جانبها
ـ ماذا تودان أن تشربا؟
سأل النادل عن طلبهما، فنظرت جين إليه:" قهوة من فضلك"
ـ وأنا أيضا http://www.liilas.com/vb3
أومأ النادل ثم ابتعد. حول كول انتباهه مجددا إلى جين التي كانت تنظر حولها، حائرة. بدا من تعبيرها القلق أنها لم تلحظ الشيء الكثير من فخامة المطعم بأرضيته الرخامية وثرياته المنخفضة وتحفه الفنية
الموسيقى الكلاسيكية الناعمة وتهامس الزبائن المتأنقين كان يضفي على الأمسية رونقا خاصا. ولكن كول رأى أن جين لم تكن مهتمة بالجو الموسيقي الذي يستمتع به الجميع.
كانت تسعى لرؤية شخص واحد ولا أحد سواه وهو النذل العجوز. وبالطبع لم تكن تعرف شكله، ما صعب الأمور عليها.
ـ ظننته سيكون هنا
قالت ذلك مؤكدة ظن كول. ثم استدارت لتواجهه، وقد بدت متوترة إنما جميلة في ضوء الشموع. ابتسمت له فشعر بالرغبة تجتاحه.
ـ لا تكن متشائما، كول. تبدو في غية...
قالت ذلك وقد دنت منه وضغطت على يده. لكنها ما لبثت أن شعرت بالتردد والإحراج، فقالت:" ما أقصده هو أنني متفائلة بشأن الليلة"
أبقت يدها على يده وابتسمت له:" لقد قمتُ بالخيار الصائب"
بدت خجولا وهي تقول ذلك، فلم يعرف كيف يفسر ملاحظتها، فإطرائها لم يكن متوقعا. وبعد أن قابل كلامها بالصمت، أفلتت يده وأشاحت بنظرها وقد ماتت الابتسامة على شفتيها:" آمل أن يصل قريبا"
عاد النادل بإبريق القهوة. ما أن ينتهي من سكبها، حتى تلاحظ أن على المائدة كرسيين فقط. شد قبضته على الطاولة، شاعرا بأن الوقت الحاسم يقترب.
تفحصت جين ساعتها:" إنها السابعة إلا دقيقتين، جئنا باكرا"
نظرت إليه وابتسمت له مجددا وقد بدا وكأن وجوده يشجعها
ـ أرفض أن أقلق. كل شيء سيكون على ما يرام
لم شعر بهذا التشنج عندما نظرت إليه بهذه الطريقة؟ لأنها تثق بك أيها الغبي! تظنك هنا لتساعدها، لكنك على وشك أن تسحب البساط من تحت قدميها.
ابتعد النادل بهدوء ثم عاد يسكب الماء في كأسيهما البلوريتين. وعندما انتهى، انحنى باحترام لكول وقدم له قائمتي طعام.
ـ هل تود أن تتذوق السيدة مقبلات المطعم، سيد بارينجر؟
ها هي الحقيقة، مجردة وبسيطة، وما عليه سوى أن ينتظر أن تستوعبها حتى تتفاعل معها.
هز رأسه وأشار إلى النادل أن يرحل، من دون أن تفارق عيناه وجه جين لحظة واحدة.
خفتت ابتسامتها ثم اضطربت تعابيرها. حولت انتباهه من النادل إلى كول ومنه إلى المائدة ومقعديها الاثنين ثم أخيرا إلى كول مرة أخرى.
بقيت لحظة طويلة صامتة، عاجزة عن الكلام، رغم أنه أحس بأنها بدأت تستوعب هول ما يجري. فقد نظرت إليه بعينين زجاجيتين لا تطرفان.
ـ أنت؟

كاد كول يرى ثقتها تتمزق أمامه، لكنه تحدى الرغبة التي اجتاحته في ضمها إليه. فقال بإيماءة خفيفة وكأنه يعرفها عن نفسه:" العجوز النذل بخدمتك"
رفعت يدا مرتجفة لتسأله:" أنت ج.س بارينجر؟"
بالكاد استطاع سماعه بسبب الموسيقى والأصوات المرتفعة من حولهما.
في البداية ستغضب ثم ترتاح عندما تعلم أنها لم تأسر نفسها مع رجل غريب، في زواج لا يرتكز على الحب.
ـ صدفة غريبة، أليس كذلك؟
ـ لكن... كيف؟ لماذا؟
سألت ذلك وقد بدت شاحبة جدا رغم الاسمرار الذي اكتسبته حديثا على الشاطئ
توقع أن تغضب الآن لكن يبدو أن ردات فعلها أبطأ مما ظنه.
ـ منزل الشاطئ هو لي قبل أن يصبح ملاذا خاصا بالشركة وشهر حزيران مخصص دائما لي. وقد تم تأجيره لك عن طريق الخطأ
ـ لِمَ لمْ تقل لي؟
كان ذلك سؤالا صعبا. وخشي أن يكون الرد بسبب عينيها الخضراوين الواسعتين وشفتيها المثيرتين. ولكنه بدلا من أن يقول الحقيقة، قال لها الكذبة التي أقنع بها نفسه
ـ كان ذلك امتحانا.. لأرى إن كنت مؤهلة لمنصب الرئاسة
ـ لقد جعلتني أبدو كالغبية!
ها هو الغضب الساطع آت!
قالت بشفتين مرتجفتين:" تركتني أبحث عن زوج... هكذا"
بدت مصدومة أكثر منها غاضبة، الأمر الذي فاجأه، فقال لها:" أبديت لك رأيي بهذا الموضوع"
ـ لا أصدق أنك..
يبدو أن فكرة الزواج تراءت لها فجأة لأن عينيها اتسعتا واغرورقتا بالدموع
ـ إذا لماذا...
وشدت قبضتيها:" يا إلهي.. لماذا..."
وأفلتت دمعة من أهدابه لتنسكب على خدها
أجفل كول عند رؤيتها فقد توقع أن تستشيط غضبا لا أن تنفجر بالبكاء. لم يتوقع أن تكون حزينة، ولم ير يوما مشهدا أكثر تأثيرا من تلك الدمعة اليتيمة. الآن فهم شعور والده وفهم أن المرء لا يمكن أن يختبئ من الحب. شغفه بها كان شعورا حيا يتنفس ولن يتحلى أبدا بالقوة ولا الإرادة ليدفن هذا الشعور. كان حزنه شديدا لدرجة أنه حاول أل يبدو كضحية مذبوحة يسيل الدم منها.
لو عرفت بكل هذا، لضحكت حتما، نظرا لمدى غبائه
ـ تسألين لماذا مضيت قدما في مسألة الزواج تلك؟
أنهى عنها سؤالها العلق، شاتما نفسه لعدم وجود أي إجابة هادئة يقولها لها. والحقيقة أنه إنسان ولديه ضعفه البشري. ولم يكن ذنبها إن وقع في حبها ولا ذنبه هو. الواقع أنه سيحمل نذوب هذا الحب زمنا طويلا.. طويلا
ـ تزوجتك... لكي أظهر لك كم كان ذلك غير ضروري
كانت هذه كذبة واهية ولكنها كل ما استطاع إيجاده
ـ أنا أمنحك منصب رئاسة الشركة، آنسة سانكروفت
انفرجت شفتاها ذهولا:" أنت.. أنت...؟"
ثم ترددت وراحت تحدق إليه، فبدا الصمت المطبق ثقيلا جدا وبعد محاولتين فا'لتين، تمتمت متسائلة:" أنت تمنحني الرئاسة؟"
تنهد بحزن وأومأ لها:" ءنت تتمتعين بأفضل المؤهلات.. بغض النظر عن مسألة صيد الأزواج السخيفة تلك"
ـ ولكن إذا أنت...
سكتت وقد تراءت لها الحقيقة المرة التي تخيلتها
ـ سيظن الجميع أنني حصلت على الوظيفة لأنني تزوجت مالك الشركة
وجد صعوبة في النظر إلى تلك العينين الكئيبتين ود تبدد فيهما كل أثر للثقة، لكنه حاول أن يبدو قويا وصارما.
ـ لا تقلقي! لديك ما يكفي من مؤهلات لتحولي دون حصول ذلك
بدت تعابيرها وكأن أحدهم صفعها على وجهها. بالطبع لم تفهم وهو لم يتوقع منها ذلك. صدر صوت متقطع من حنجرتها فسارعت تضع يدها على فمها وقد بدت وكأنها تشعر بالغثيان
تملكته مشاعر مختلفة ومتناقضة وخشي أن تبدو رغبته في معانقتها واضحة جدا، فجاهد ليظهر بمظهر الرجل الفلاذي
ـ لقد حصلت على الوظيفة، دونما الحاجة للارتباط برجل لا تحبينه. أظنك ارتحت الآن.
ـ أتظن..؟
وماتت الكلمات مختنقة على شفتيها . جلست متصلبة لحظات طويلة بحيث خشي أن تكون قد توقفت عن التنفس وأخيرا همست قائلة:" طبعا هذا ما تظنه"

رجع إلى الخلف في كرسيه، متفاجئا لشعوره بالنذالة. صحيح أنه كذب عليها ولكنه منحها الوظيفة التي أرادت من كل قلبها. لمَ ليست فرحة؟ لم لا ترقص ابتهاجا؟ لم تجلس هكذا وتنظر إليه بعينين يائستين؟
أخفى اضطرابه الداخلي خلف قناع اللامبالاة والبرودة وضغط يديه على الطاولة ثم نهض. كان بحاجة لأن يرحل من هنا قبل أن يجذبها إليه ويعانق تلك الكتفين المرتجفتين.
ـ تهاني على الترقية
قال هذا وتناول محفظته ليسحب منها بعض المال بالإضافة إلى بطاقة الموقف ويعطيها إياها.
ـ استعملي السيارة.. عزيزتي، أنا سأستقل سيارة أجرة. استمتعي بالعشاء، فقد عملت جاهدة لتصلي إلى هنا
احتضنت جين نفسها وكأنها شعرت فجأة بالبرد، حدقت إلى الفضاء مرتجفة وكأنها تبحث عن شيء يلهيها. ثم ملأت الدموع عينيها وانهمرت ساخنة على وجهها الشاحب
لان قلبه لكنه ما لبث أن قاوم تلك الأحاسيس، فهي تستحق أن تتعذب بسبب ما كانت تخطط له لتخدع " النذل العجوز" بزوج مزيف، إلا أنه لم يحتمل رؤيتها تتألم وتتحول من جنيفر ساننكروفت القوية الايجابية والحازمة إلى هذه الفتاة الضعيفة. وكره نفسه للتغيير الذي سببه فيها لكنه قال في سره. اللعنة! ليس لديك ما تعتذر لأجله. لقد توسلتك أن تساعدها!
لماذا يشعر إذا بالرغبة في مواساتها؟ كان ينوي أن يدع محاميه يفسر لها كل شيء ولكنه لم يستطع أن يتركها بهذا الشكل، فقال لها وهو غاضب من نفسه لضعفه تجاهها" تمالكي نفسك. ليس لديك ما تخسرينه. على العكس، ستربحين أكثر بكثير مما تظنين"
رمقته بنظرة حزينة ولمع خدها بالدموع، فمزق منظرها قلبه
ـ بالنسبة إلى الاسم المزيف، تكساس لا تزال غير خاضعة للقانون.
قال هذا وهو ينظر إلى عينيها المثيرتين للاضطراب. لم يكن واثقا من أنها تفهم أي شيء ولكنه شعر بأن عليه أن يتابع الشرح
ـ حاولي أن تفهمي ذلك، جنيفر، صحيح أنني تزوجتك باسم كول ولكن بحسب قانون ولاية تكساس، هذا لا يغير واقع أننا قانونيا السيد والسيدة ج.س بارينجر وبالتالي فإن نصف ما أملك هو لك من الآن فصاعدا
كان صوته غريبا حتى بالنسبة إليه. بدت كلماته مسطحة وآلية وهو يشرح لها الوضع، محاولا الحفاظ على برودته
ـ بما أنني أنا من استعمل اسما مستعارا وأنت تزوجتني عن حسن نية.. أقله بقدر ما سمحت به دوافعك، فلديك ملء الحق بأن تبقي زوجتي أو... لا.
بعد أن قال ذلك، وضع يديه على صدغيه اللذين بدآ يؤلمانه. فمن الصعب إدعاء اللامبالاة وهو ينظر إلى وجهها الجميل الذاهل.
ـ الكرة في ملعبك
بدا صوته غريبا وقد بدأت لمحة الإدعاء تبدو فيه
ـ لديك ملء الحرية. إما أن تلغي هذا الشيء وإما أن تبقي زوجتي. هذا وقف على مدى جشعك.
نظرته الأخيرة إلى مظهرها الحزين وتعابيرها الضائعة اعتصرت قلبه. فابتعد عنها كرجل جرد من كل شيء، خلا الألم والشك بالنفس. http://www.liilas.com/vb3


***










 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 12:14 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

12ـ نضحي لأننا نحب

خرج كول من المطعم، وجنيفر غارقة في اليأس. خيانته لها تركتها محطمة، مدمرة، جسدا وروحا. يا للسخرية! لقد تزوجها عندما طلبت منه ذلك ومنحها الوظيفة التي لطالما أرادتها، ومع ذلك شعرت بأنها تعرضت للخيانة والهجر. http://www.liilas.com/vb3
ـ أما بالنسبة إلى ما قد يفكر فيه الموظفون بأنها حصلت على الرئاسة لأنها تزوجت رب العمل، فإن كول ترك لها حتما طريقة تمنع بها ذلك. لقد قال لها الكرة في ملعبها، يمكنها أن تبقى زوجته أو أن تلغي هذا الشيء بأسره.
لقد جعل الأمور تبدو سهلة. فسخ سريع ولن يعرف أحد. وكأن شيئا لم يكن. إذا لماذا بعد أن حصلت على كل ما سعت خلفه، تشعر بأنها يائسة؟
لأنك أحببته وهو لم يفعل سوى الكذب. افرحي لحصولك على الوظيفة! افسخي الزواج! اعملي للشركة ما تريدين وانسي أمره!
صباح الاثنين، نهضت جين من سريرها مرهقة وقد جافاها النوم طيلة الليل، وأرغمت نفسها على الذهاب إلى العمل. خشيت أن يظهر كول في الشركة ليعلن تبوّؤها منصب الرئاسة. وبالفعل تحققت مخاوفه، فقد وصل بعدها مباشرة. كان يخطف الأنفاس ببذلته الكحلية وربطة عنقه الرمادية. ولم يعد كول عامل الصيانة العاري الصدر الذي وقعت في حبه، إنما رب العمل التقليدي.
وقف أمام الموظفين المحتشدين كرجل أعمال ثري صارم وناجح. هدأ من خوفهم بمزحة لطيفة وضحكة ناعمة أظهرت صفين من الأسنان البيضاء.
أظهرت عيناه البراقتان المجفلتان سواد أهدابه واسمرار بشرته. حدقت جين إليه مطولا وهو يعلن فوزها بمنصب الرئاسة ثم أشار إليها بالقتراب لتقبل التهاني.تقدمت الحشد بساقين مرتجفتين وصافحت كول بشكل رسمي، كانت يده دافئة ولكن عينيه لمعتا ازدراءً وحدها استطاعت رؤيته.
أرسلت يده في جسدها كله موجات من المشاعر وراح قلبها يتخبط، مصيبا إياها بالدوار. سحبت أصابعها من قبضته الرقيقة، مجاهدة للحفاظ على رباطة جأشها. وتمكنت بأعجوبة من إلقاء خطابها، رغم أنها ما عادت تتذكر ما قالته.
بعد ملاحظاتها المختصرة، أضاف كول خبرا مريعا وهو أنه خلال الفترة الانتقالية، سوف يأتي إلى الشركة بصورة يومية. والأسوأ من ذلك هو أنه اختار المكتب الكائن إلى جانب مكتبها، جاعلا مسألة عدم الالتقاء به مئة مرة في اليوم أمرا مستحيلا.
تمكنت جين بطبيعتها المتكتمة من أن تتجنب الأسئلة عن زواجها وشهر العسل الذي أمضته. ولم يعرف أحد أنها السيدة ج.س بارينجر. وطبعا لن يفشي كول السر. فقالت للشركاء إنها لا تزال تحمل اسم عائلتها لأسباب مهنية.
النصر الذي أرادته بكل ذرة من كيانها والذي قامت بالمستحيل لتحقيقه، بدا لها فارغا. كانت تلتقي دائما بالرجل الذي وقعت في حبه، لترى اللوم في عينيه. لقد ظنته عامل صيانة وأغرمت به. ولكن اكتشافها أنه كل ما أملت أن يكونه زوجها كان قاسيا جدا عليها.
مر أسبوع بكامله وكل يوم بالنسبة إلى جين أسوأ من الذي سبقه. كول دائما في الجوار، يترأس اجتماعات عليها حضورها ويمر إلى مكتبها ليعلق على مسألة أو أخرى. فكانت عيناه المثيرتان للاضطراب وعطره المثير يفقدونها تركيزها ويقطعون حبل أفكارها. منذ دخوله الشركة، وهي لا تقوى على تذكر أي جملة كاملة في حضوره. أثناء غيابه عن الشركة، كانت تقوم بعملها على أكمل وجه وقد باشرت بتحسين ظروف العاملات ممن لديهن أطفال.
ولكن للأسف، حالما يظهر كول على الساحة، تعود جين إلى تلعثمها السابق. حتى أنها ما كانت لتلومه لو أعاد النظر في قرار منحها منصب الرئاسة.
مساء الجمعة، وبعد يوم طويل أمضته تحت نظرات كول المتفحصة، انهارت جين على الأريكة وقد تملكها صداع أليم. وإذ كانت تشعر بالغثيان ولا تستطيع أن تأكل شيئا، تمددت على الأريكة مغطية عينيها بذراعها.
لم تكن قد بدأت بعد معاملات فسخ الزواج ولم تستطع حمل نفسها على فعل ذلك، فهذا الأمر قد يدمرها. واحتمال أن يكتشف أحد أمر زواجها بكول يزداد يوما بعد يوم. والأسوأ هو أن كول قد يظن فعلا أنها امرأة جشعة تسعى إلى أكثر من مجرد منصب في الشركة. وهو أمر خاطئ عار من الصحة.
وتمتمت وهي تئن حزنا:" أحبك كول. كيف أجعلك تفهم ذلك؟"
تحسست محبسها ثم شدت قبضة يدها. لم لا تزال تضعه؟ لِمَ لم تنزعه ببساطة عندما كشف لها عن هويته الحقيقية؟ كان بإمكانها أن تقول لزملائها في العمل إنها فسخت علاقتها بخطيبها المزعوم في اللحظة الأخيرة.
لكنها تعرف تماما لما لم تفعل ذلك. إنها تريد أن تكون عروس كول، في علاقة أرادتها أن تكون حقيقية. ويبدو أن غباءها حال دون تخليها عنه. لكن ما لم تفهمه هو لماذا لا يزال كول يضع الخاتم الذي وضعته في إصبعه؟ أليذكرها بسخافة حيلتها أو بعمق خيبته؟

رن جرس الهاتف موقظا إياها من أفكارها. انكمشت مكانها وكان الرنين الحاد يزيد من صداعها.
ومن دون أن تجلس، حاولت أن تمسك هاتفها النقال الموضوع على الطاولة بجانبها. عثرت عليه بعد أن رن أربع مرات:" آلو؟"
ـ آلو جنيفر، أنا أمك
فركت جين عينيها الناعستين:" مرحبا، ما الأمر؟"
ـ سأعود إلى الجامعة وفكرت في إبلاغك
كشرت جين مرتبكة:" الجامعة؟ لست أفهم"
ـ والدك سيتقاعد من منصبه كرئيس بريتشفيلد في شهر أيلول ولن يحتاج إلى خدماتي بعد ذلك، فقررت أن أدرس علم النفس
جلست جين على الأريكة ذاهلة:" لماذا؟ ألم تحصلي على حياة مهنية كافية؟"
أصدرت والدة جين صوتا قريبا إلى الضحك بقدر ما تسمح به شخصيتها الجادة.
ـ أي حياة مهنية؟ كنت أساعد والدك في عمله. والآن أنوي أن أحظى بعمل خاص بي
كانت جين مرتبكة ومشوشة الأفكار:" ولكنني.. ظننتك تحبين حفلات الشاي في الكلية ومآدب جمعيات القدامى وعمل اللجان و..."
ـ فعلت ذلك من أجل أبيك. أنا أحبه وأردت أن أكون إلى جانبه، ولكن ما أريده أنا هو أن أصبح طبيبة نفسانية
بقيت جين لحظة طويلة عاجزة عن الكلام. لم تسمع أمها توما تقول كلمة " حب " وهي تتكلم عن أبيها.
ـ حقا؟
ـ ألا تظنين أنني سأنجح في هذا المجال؟
ـ آه.. بلى طبعا، ما أردت قوله هو أنك تحبين والدي؟
ساد صمت طويل قالت الوالدة من بعده:" أي نوع من الأسئلة هذا؟ بالطبع أحب والدك"
أغمضت جين عينيها لتحجب الضوء عنهما، آملة أن يخفف ذلك من الصداع الذي يتملكها
ـ أعني...طبعا تحبينه الآن. لكن ما كنت تحبينه عندما تزوجتما، أليس كذلك؟
سادت لحظة صمت أخرى، تلاها سؤال مستغرب:" عم تتكلمين بحق الله، جنيفر؟"
ـ ما أقصده هو أن بينك وبين أبي قواسم مشتركة كثيرة ولكنني لم أركما يوما... تمسكان يد بعضكما. فظننت أنكما من الأزواج الذي يتزوجون عن اقتناع أكثر منه عن حب
ـ ياله من كلام غريب! من أين تظنين أنك أتيت؟ من رف " حديثي الولادة" في محل السمانة؟
ـ بالطبع لا، لكنني فقط...
قالت ذلك ثم هزت رأسها. وتبع ذلك لحظة صمت أخرى.
ـ جنيفر، أعرف أن مهنتك هي حبك الأول ولكن إن كنت تفكرين بالزواج برجل لا يجمعك به سوى الانتماء إلى الحزب السياسي نفسه أو حب النوع نفسه من الموسيقى، فإن من واجبي كوالدتك أن أحذرك من فكرة مماثلة.
قاطعتها جنيفر وقد سمعت المحاضرة نفسها من كول أكثر من مرة
ـ لا أمي، أنا لا.. أفكر في هذا
لم تشأ جنيفر أن تُعلم والديها بمسألة صيد الأزواج تلك قبل أان تجد شخصا مناسبا وتحدد معه موعد الزفاف.
ولكنها سعيدة الآن لأنها لم تفتح الموضوع أمامهما. عادت قليلا بأفكارها إلى الوراء. وعرفت أنها ما كانت لتستمع لى اعتراضاتهما، لشدة عنادها. وحتى بعد أن تبين لها أنها كانت على خطأ بشأن علاقة والديها وأكدت لها أمها الأمر، بقيت تفكر في أن جديها تزوجا بسبب حاجة أحدهما للآخر لا بسبب الحب. وكانت ربما لتستمر في بحثها عن زوج المستقبل وإن سبب لها ذلك خلافا مع والديها.
عندما فشلت خطتها في العثور على شريك مناسب وتزوجت كول، لم تشأ مطلقا أن يعلم والداها بالأمر. ماذا ستقول؟" أبي وأمي العزيزان، أدعوكما لرؤيتي أتزوج رجلا لا يحبني، رجلا تزوجني خدمة لوجه الله، لذا لن يدوم زواجنا سوى وقت قليل"
ـ هل أنت بخير جنيفر؟
سألتها أمها ذلك فتنهدت جين محاولة شد عزيمتها، إذ لم يكن أي شيء على ما يرامhttp://www.liilas.com/vb3
ـ آه... هل أخبرتك أنني حصلت على الترقية في الشركة؟
ـ يا له من خبر سعيد! طبعا تستحقين ذلك. ولكن لم لا تبدين سعيدة جنيفر؟
فكرت جني في أن أمها ستنجح حتما في مجال علم النفس:" حسنا، الأمر معقد قليلا.."
أرادت أن تفضي لها بمكنونات قلبها لتروح قليلا عن نفسها ولكنها شعرت بالسخف والغباء. أطلقت جين تنهيدة كئيبة ثم سألت أمها:" أمي، ماذا كنت لتفعلي لو وقعت في حب رجل وتزوجته، علما بأن زواجكما هو فقط حبر على ورق ولن يدوم طويلا..."
أخذت نفسا سريعا وتابعت قائلة:" وعلما أيضا أنه لا يحبك. كان فقط يسديك خدمة وحتى لو قلت له إنك تريدين أن تبقي زوجته وإنك تحبينه، فلن يصدقك وسيظن أن كل ما أحببته هو ماله. ماذا تفعلين؟"
ساد الصمت على الهاتف طويلا، ما أثار اضطراب جين فسألت أمها:" أمي؟ أما زلت على الخط؟"
ـ نعم جنيفر، كنت أحاول أن أفهم
ـ حسنا.. لا أظنك ستفهمين
ـ هذا لا يحصل معك، أليس كذلك؟
سألت أمها ذلك قلقة، تبا! كانت تعرف انه ما كان عليها أن تقول شيئا إنها مشكلتها هي وليست مشكلة أمها. لطالما كانت متعقلة. ما الذي دهاها لتحشر نفسها في وضع مماثل؟
ـ لا... صديقة لي قامت بعمل غبي وهي الآن عالقة في مشكلة
ـ جنيفر دعيني أعرف ما تقره صديقتك تلك. يهمني الموضوع ويا ليتني استطعت مساعدتها!
ـ ما من مشكلة!
عضت جين على شفتها، كذبة كهذه لن تمر على أمها ولكن لا يمكن لوالدتها أيضا أن تصدق أن ابنتها المنطقية والمتزنة تقوم بأمر غبي كهذا.
ـ سأعلمك بما...تقرره صديقتي
أقفلت جين الخط وتمددت من جديد على الأريكة. لم تفعل تلك المحادثة شيئا لتهدئ من صداعها، بل ازداد حزنها لأنها أخبرت أمها كل شيء تقريبا وراحت تفكر في ما قالته لها أمها. لقد ضحت بحبها لعلم النفس طيلة تلك السنوات لتساعد والدها.. لأنها تحبه. لعلهما لا يُظهران ذلك الحب علنا، ولكنهما يحبان بعضهما، بعيدا عن أي أهداف أو مصالح مشتركة.
وضعت يديها على عينيها تغطيهما. لقد فهمت بعد فوات الأوان أن الحب عنصر أساسي ومهم وهو غائب عن العلاقة التي حاولت إنشاءها. أخيرا، استطاعت أن ترى فداحة خطأها عندما حاولت أن تكيّف حياة الآخرين لتتلاءم مع حياتها ورغباتها وحاجاتها هي. كم كانت أنانية وقصيرة النظر حينها! من الواضح أنها قللت من شأن نفسها بقدرة المدير على رؤية المؤهلات التي تخولها استلام المنصب الجديد.
كم كان كول محقا!
خيبة أمله منها أفادتها كثيرا فكم كان من المشين لو ارتبطت برجل ل تحبه، معللة نفسها بأن تتعلم حبه مع الوقت. كانت خجلى من سذاجتها، وهي الآن تدين لكول بالشكر لأنه أنقذها من نفسها. ورغم أنه تزوجها، فهو حتما لم يربط نفسه بها. فالكلمات التي تفوه بها في المطعم لا تزال تدوي في ذاكرتها:" يمكنك أن تفسخي هذا الشيء أو أن تبقي زوجتي"
أسبوع ونصف من عدم الارتياح مر على كول منذ تزوج جين. استغل فترة بعد الظهر ليبتعد عن شركة المحاسبة ويعود إلى المركز الرئيسي ليقوم ببعض الأعمال وبشكل خاص لكي يبتعد عن عروسه.
كانت روثي توتل، مساعدة جين السابقة، في مؤتمر في هيوستن طيلة الأسبوع. ولم تكن تعلم أن رئيسها الجديد ليس سوى عامل الصيانة، كول. كل ما كانت تعرفه هو أن رب عملها في عطلة.
الحيلة التي تدبرها كول لاستخدام روثي في شركته وإبعاده عن جين شريرة ولكنه كان غاضبا من جين وكان يبحث عن مساعدة تنفيذية بمستوى روثي... فضلا عن طريقة يدخل بها إلى المنزل حيث تجري مقابلاتها. بدا خياره ممتازا بأكثر من طريقة وقد سعى لرؤية وجه روثي عندما تعلم بأنه ج.س بارينجر، فرآها سعيدة جدا.
لسوء الحظ كان هذا الشيء الوحيد الذي يسعى وراءه هذه الأيام ولم يكن حتما متحمسا لما سيسمعه بعد قليل. مر محاميه مايك بيرن بمكتبه بعد إجازة شهر ونصف في أوروبا، فأخبره كول بأمر الزواج وظروفه الغريبة. ثم راح يتأمله وهو يذرع المكتب ذهابا وإيابا شبكا يديه خلف ظهره. في أي لحظة سينفجر كالبركان ولن يكون ذلك جميلا.
وبالفعل صرخ به المحامي ووجهه يكاد يغلي لشدة احمراره.
ـ ما الذي دهاك بارينجر؟ هل كنت ثملا حتى الجنون أو مغرما حتى الجنون؟
استند كول إلى زاوية المكتب الخشبي المحفور وهو يحدق إلى محاميه الغاضب من دون أن يجيب، فالإجابة ستؤلمه حتما. زفر مايك مرهقا:" يا إلهي لا أصدق. تزوجتها تحت اسم مزيف أيضا!"
كان صوته حادا:" يمكنها أن تحاكمك. هل لديك فكرة عن أرباحك الأسبوعية؟"
ـ طبعا!
ـ ولكنك تقوم بأمور غبية. لِمَ لم تتصل بي وتستشيرني؟ لديك رقم هاتفي في لندن.
ـ كنت بحاجة إلى معلومات لا إلى الاستماع إلى محاضرة لذا سألت صديقا لي يعلم القانون في جامعة تكساس، وعرفت نتائج ما كنت بصدد القيام به.
ـ أنا ببساطة لا أفهم ذلك.
صاح مايك بذلك ووجهه أحمر لشدة الغيظ:" إذا كنت ستفعل شيئا بهذه الغباوة، فلما تكبدت عناء الذهاب إلى القاضي، طلما أن قوانين تكساس متساهلة إلى هذا الحد في مسائل الزواج؟ على الأقل، لما ظهر تعقيد الاسم المزيف"
ـ هي أرادت ذلك. أتعرف منزلي هناك؟ لمدة ثلاثة أسابيع قبل الزواج، كنا..
ـ لا تقل هذا! لن أسمع شيئا من ذلك. هل تعي أنك متزوج منذ عشرة أيام وبإمكان زوجتك أن تحصد ثروة من جراء ذلك؟
تنهد كول بنفاذ صبر:" هذه ليست المشكلة مايك. كفّ عن هذا المشهد المسرحي!"
ـ ليست المشكلة! إذا أين المشكلة يا رجل؟ استنادا إلى قوانين تكساس، أنت الطرف المخادع لذا من حقها أن تختار ما بين حمل اسمك أو الرحيل عنك. لقد أعطيتها كل الخيارات الممكنة.
ـ أعلم ذلك
ـ من باب الفضول فقط، ما الذي دفعك لاستعمال اسم مستعار؟
ـ لم أشأ أن تعرف من أنا حقا
بدت التنهيدة التي أطلقها مايك أشبه بالشتيمة وقال ولهجة ساخرة:" هذا منطقي تماما. فلماذا على الزوجة أن تعرف من هو زوجها؟ وبالمناسبة، من أين حصلت على هوية مزيفة؟"
رفع كول حاجبيه. لم يكن ينوي إفشاء هذه المعلومة فاكتفى بالقول:" لدي بعض الأصدقاء"
شد مايك قبضتيه وأصدر صوتا مكبوتا:" أنت مجنون يا رجل! ماذا دهاك لتحفر لنفسك حفرة عميقة كهذه؟ كيف خاطرت إلى هذا الحد؟"
حدق كول إلى مايك." تسألني كيف خاطرت إلى هذا الحد، أنت لا تعرف شيئا مايك. أنا مستعد للمخاطرة بكل شيء"
ـ تخاطر بكل شيء؟
سأل مايك ذلك، غير مصدق. كان كول يعرف أن الزواج بجين ليس أفضل قرار يتخذه، لكنه الوحيد. وكان لديه كل الأسباب ليظن بأنه للأسف وقع في الفخ نفسه الذي وقع فيه والده. والطريقة الوحيدة لاكتشاف ذلك هي بأن يعطي جنيفر سانكروفت كل ما تريده بالإضافة إلى النفوذ. وكما أشار محاميه، الكرة الآن في ملعبها
فأجاب هامسا:" نعم كل شيء"
هدر مايك وهو يهز قبضتيه بعنف:" أنت مجنون!"
رمق كول محاميه بتصميم بارد قائلا:" ربما، ولكنني بحاجة لأن أعرف ماذا ستفعل جين" http://www.liilas.com/vb3

******




 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 12:17 AM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28161
المشاركات: 4,762
الجنس أنثى
معدل التقييم: golya عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
golya غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : golya المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الأخير


(( عن جد سوري على التأخير بس كنت مسافرة ولا عندي نت لذالك تأخرت بتنزيل التكملة العذر والسموحه منكم ))





 
 

 

عرض البوم صور golya   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, رينيه روزيل, روايات مكتوبة, روايات رومنسية, روايه, شمس الحب لاتحرق .
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:13 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية