كيف يدرك المرء أنه مصاب باليأس والإحباط؟!
ما هو اليأس والإحباط؟
هنالك ثمة مادة تفرز كنتاج لحالة اليأس والإحباط التي يعيشها الفرد، – وتفرز هذه المادة بالدماغ والتي تؤثر كثيرا على تواصل خلايا الجسم بعضها ببعض مما يسبب هذا الشعور القميء للمصاب بهذا المرض.
حينما ينتاب الإنسان هذا المرض فإنه لا يأتي فجأة وإنما يبدأ رويدا رويداً حتى يتمكن من الفرد المصاب، يبدأ بتعكير المزاج الدائم والشعور المزعج من أداء أي عمل أو لقاء أي إنسان حتى ولو كان من أصدقائه، ويحاول قدر استطاعته الابتعاد عن الناس جميعا.
واهم العوامل التي تسبب الإحباط واليأس:
الجانب الأسري:
عدم وجود الاعتبار الشخصي للشخص بالأسرة، حيث انه غير مهتم به من أفراد الأسرة، أي ليس له كلمة في الأسرة، يجد أخوته اهتماما أكثر منه من والديهم، انعدام جانب الثقة في النفس، عدم وجود المال الكافي لتغطية احتياجاته الشخصية، فشله في إقامة صداقات مع زملائه.
الجانب العملي:
هنالك عوامل كثيرة تؤثر في الأداء العملي منها:
ـ مهارة الفرد في أداء عمله، فريق العمل هل هو متجانس ومتفاهم لأداء ذلك العمل؟ إذ أن كثير من فرق العمل ترتكز على القيل والقال وان فلانا قال كذا وهذا ضد المسؤول وهذا مع المسؤول وهكذا وليس لديهم في أداء العمل من صالح، فهو إما أن يساير التيار، وإما وان يصبح عدوا لكلا المعسكرين!! وهكذا تصبح جهة العمل غير ملائمة له – لأنه لا يعرف التعامل مع مثل هؤلاء الموظفين أو العمال.
أو إنهم يعيشون في مجموعات تساهر بالليل يوميا وتعاقر الخمر وهو بعيد كل البعد عن مسايرتهم فيحدث عدم التجانس وعدم الانسجام ومن ثم تحدث بعض المشاكل وبعدها يعزل ويصبح وحيدا في مجال العمل مما يولد الشعور بالإحباط والقلق ومن ثم اليأس.
الجانب الثقافي :- النفوس الطموحة عادة ما ترنو للوصول إلى مكانه معينه وغالبا ما تكون مكانه رفيعة في الجانب الثقافي، وحينما تفشل في الوصول إلى تلك المكانة يحدث لديها إحباط ويأس يؤثر على جسم صاحبها وعقله.
القلق والضجر الذي يسبق الإحباط واليأس:
أحيانا يصاب الإنسان بالقلق والضجر لأسباب شخصية تخصه، وأحيانا تتسبب فيه أسباب خارجية أخرى، يعاني المصاب بهذا الشعور من آلامه، حيث يعم النفس شعور بالتشاؤم، ويعم الغضب مشاعر المصاب وتتحول نفسه إلى ظلام داكن فيري العالم من حوله سواد داكن.
هذا الشعور المفعم بالحزن حينما يعم المصاب عدة مرات يؤثر على النفس سلبا، فيصبح المصاب دائم الحزن لا يستطيع التعاطي مع حالات الفرح والسعادة التي تعمه أحياناً، وان الشعور الغامر بالحزن الدائم يحكم قبضته عليه فيصبح لا يري في العالم إلا هذا السواد القاتم وان حياته كلها حزن وشعور بالمرارة، ولهذا فان المصاب باليأس والإحباط عادة ما ينتابه الشعور بالإقدام على الانتحار.
وحينما يعم هذا الشعور نفس الإنسان المريض يصبح يهاب مخالطة الناس – منعزلا منزويا – يتخوف من أي إنسان حتى من أصدقاءه السابقين، وفي هذه الحالة يسمي علماء النفس حالته باسم "فوبيا الخوف" أي انه يعاني من مرض الخوف من أي إنسان حوله. وهذا الشعور المتولد يؤرقه وحينما يفقد الثقة في كل من حوله يصبح لديه شعورا قويا بالإقبال على الانتحار.
تأثير الإحباط واليأس على المريض:-
- التعب والإرهاق
- الشعور بالقلق والضجر
- كثرة ارتكاب الأخطاء بسبب عدم الانتباه
- صعوبة التركيز علي أي موضوع مثار
- يصعب على الشخص المصاب الرد بسرعة على الأفعال المثارة ( ردود الأفعال )
- تتسبب في تأخر مستوى الطالب الدراسي، وبالنسبة للعمال والموظفين تهبط درجة إنتاجهم الشخصي وتقل مقدرتهم الإنتاجية.
- تكثر حوادث السيارات نسبة لان السائق لم يكتفي بنوم كاف، فان ذلك يؤثر على أداءه في الطريق مما يجعله يكثر من الأخطاء التي تسبب الحوادث.
بالنسبة للمرأة قد يكون الأمر أكثر صعوبة ذلك أن أكثر ما تهتم به المرآة في حياتها محافظتها على صحتها وبالتالي المحافظة على جمالها، والمعروف عن السهر معروف أنه يضعف الجسم عامة والمداومة عليه تؤثر على كافة وظائف الجسم وبالتالي فهو يتسبب بالإصابة بمرض الكهولة المبكر مما يؤثر بالطبع على جمالها ويؤثر على ذاكرتها.
مما لا شك فيه بان المادة التي يفرزها الدماغ تؤثر على عضلات المريض سلبا، وبما أنها أثرت على العضلات سلبا فإنها بالتالي تؤثر على أعصاب المريض سلبا
يهرب النوم من أجفان المريض رويدا رويدا، وحينما تزداد وتتنامي حالته يلجأ لتتناول بعض الحبوب المهدئة، ومن ثم المنومة، وبعد ذلك يحدث هروب كامل للنوم من أجفان المريض، وهروب النوم يعتبر من أصعب الحالات التي يمر بها المصاب بحالة اليأس والإحباط، فانه يعاني الأمرين، وكثيراً ما ركن للخمور كمخدر مما يزيد الطين بله.
أهمية الصداقة في إبعاد شبح الإحباط واليأس:
بعض الناس يقيمون إقامة دائمة في بلدتهم ولا يغادرونها، وهؤلاء نسبة الإصابة بمرض اليأس والإحباط تكون قليلة جدا، لأنهم يعيشون في بيئة معافاة، حيث يتمتعون بوجود أصدقاء الطفولة وكل الناس من حولهم تحبهم وتعرف قدرهم، أما الذي يسافر كثيرا فانه قد يفلح في إقامة صداقات في البلد الذي سافر لها، ولكنه ربما يغادر ذلك المكان لمكان آخر.
إن الذي يغادر مكان إقامته قد يفشل في إقامة صداقات بتلك المصداقية كالتي كانت ببلدته، ولهذا فانه لا يستطيع أن يفض مكنون نفسه للآخرين، وبالتالي فإنه يعاني من عدم وجود أصدقاء حميمين مما يؤثر سلبا على حالته النفسية.
إن الصديق يعتبر البلسم الشافي لكل حالات القلق والضجر التي تصيب الفرد في حياته، فتغلفها بالحزن والسواد ولا يفلح احد بالدنيا غير الصديق في إزالتها.
إن الصديق لقادر على تماهي تلك السحب القاتمة التي تملئ جوانح صديقه فتذوب كل تلك السحب لتنزل مطرا على جوانح صديقه.
إن المصاب بالقلق والإحباط حينما يزور صديقه فانه يخرج منه وقد امتلأت جوانحه عطرا وزهورا واخضرارا.
((منقول))