البارت الثامن
*** والله إن لولا العقل توّه معاي ... كنت أعرف أعلّمه وأعلّمك ***
القصـر (مها) :
صار لها , من اطلعت سارة وهي تفكر , (ليش ما يا (جا)
اهو ؟, لهدرجه مو مشتهي يشوفني )
( يعاملني جني غلطانه و اهو الغلط راكبه من راسه ليه ساسه )
( اهو الغلطان وانا اللي اهني احترق ابي اشوفه )
( اذا اهو مو مشتهي يشوفني , انا مو مشتهيه اشوفه اكثر )
(ايــــــــــه انا ما ابي اشوفه بعد , اصلا فرقاااه عيد , اهو وقوانينه )
(راح اوريه )
حطت لها مكياج خفيف , ما يبين إلا للي يدقق (المخالفه الأولى للقانون , خالد ما يرضى انها تحط مكياج إلا له اهو , او بمناسبه كلها حريم )
ما غيرت اهدومها تمت بالأحمر والبنطلون الجينز الكحلي (المخالفه الثانيه , خالد ما يرضى انها تلبس احمر او التايقر (tiger ) إلا له اهو او بمناسبه كلها حريم )
وطلعت لها لفه كحليه فيها ستراس (المخالفه الثالثه , خالد اللفه اللي فيها ستراس دم ضروسه )
شافت روحها بالمنظره , وبدت تتنفس بصوت عالي ( أبيييييه , شكلها كله مخالفات ,بس ما راح يعصب , يعني اهو تقريبا الموجودين كلهم حريم واهو , بس بدر !! , راح يعتبره ريال غريب ولا لأ )
( يعتبره ولا ما يعتبره , كيفه انا مالي شغل )
(واصلا يعصب ولا ما يعصب ....شنو يعني , ما يهمني )
انطق الباب واخترعت بدى قلبها يطق , حلاته يدخل ألحين كل خطتها انها تبين انها مو مهتمه فيه وبقوانينه تروح وطي , كان ودها تنخش بس لأ لازم تكون قويه.
وقالت بصوت عالي "منوووو ؟"
ياها صوت من ورى الباب " انا سارة ممكن ادخل "
ارتاحت وقالت من تأثير الراحه " هلاااا والله هلاااااا , هلااا بسارة , حياج , حياج "
دخلت سارة على ويهها علامات استفهام " هلا فيكي "
راحت لها مها ولمتها (ضمتها ) من تأثير الراحه بعد " اشتقت لج يا سارة , واااي ما تصدقين اشكثر "
ساره بدت تضحك "هههههه مها وش السالفه ؟ ما صارلي إلا ساعتين تقريبا من شفتك ! "
مها بدت تصرف الموضوع , وتكلمت بلهجه جديه واهي تقاوم البسمه " المرأة الحامل دايما مشاعرها جياشه , هذا الشي اكتشفته , من صرت حامل "
وسارة بدت تهز راسها بجديه كنها تسمع هالمعلومه لأول مرة بحياتها وقالت " معلومه مثيرة للأهتمام ! "
وبعدين امسكت ايد مها وقالت لها " يلا نزلي معي , حطوا الغدا "
وحست بمقاومه من مها و ان ايدها ترجف فلفت عليها بجسمها كله وقالت " مها لا تخافين , انا بكون معك "
بلاااج ما تدرين يا سارة , انا شنو مسويه ! , انا قاعده اتحداه ويا خوفي من ردة الفعل .
اهي ما كانت تحب المواجهه , كله مشاعرها تغلبها فما تعرف تتكلم , وما اضطرت انها تستخدمها إلا قليل , اما العاده فهي تلجأ لوسائل ثانيه عشان تحصل اللي تبي ودايما الوسائل الثانيه تكون ناجحه ودايما بالنهايه تحصل اللي تبي ,اما الوقت الحالي فتحس انه المواجهه اهي الشي الوحيد اللي بيدها , خاصه انها مو غلطانه فما لازم تكون ضعيفه جدامه .
مها ابتسمت برجفه وقالت " منو اكو تحت ؟"
" امي , خالد , وبدر ...يلاا ما نبغاهم يستنون اكثر "
هزت مها راسها بأوكي , ونزلت مع سارة .
خايفه من مواجهه امه اللي ما شافتها من الحفله و خايفه من مواجهته اهو .
وصلت لتحت و..
المزرعه (عمر):
صلوا الظهر جماعه , وبعد ما صلى راح لبيت الضيافه وزهب (جهز) جنطته وحطها بسيارته وقعد مع بوحمد , ايده تحره (تألمه) يحس انها ملتهبه , ومرت ساعات من شافها عند البحيرة , مو قادر يحط عينه بعين الشايب اللي معاه , وقاعد يفكر متى يقدر يستأذن ويروح بدون ما يبين انه قليل ادب .
بس المشكله انها ما ردت , خيلها مكانه فاضي , وبدى يحاتي انه صار لها شي , ما كان المفروض يتركها اهناك بروحها , كان المفروض يرجعها معاه.
ما يقدر يطلع من المزرعه إلا لما يتأكد انه ما حاشها شي وانها بخير , لأنه ان صار فيها شي بيحس انه منه.
و رجع يشوف الأفق , الطريج اللي اهي المفروض ترد منه و لما الحين ماكو احد .
بوحمد كان فرحان لأنه عمر روض قايد الريم , وخلاه مطواع للخيال القوي الشديد , لأنه قايد الريم ما كان يسمح للخيال الضعيف انه يركبه بالعكس يطيحه من على ظهره , على عكس عمر اللي من يركبه يصير مطواع , كنه الخيل يحترم عمر , وعمر يحترم الخيل , لف وجهه لعمر وحس بتوتره اللي كان ملازمه من خذا قايد الريم ومشى فيه لمسافه طويله .
"فيك شي يا بوسعود ؟"
لف عليه عمر وقال " لاا يا عمي ما فيني شي , بس كان عندي اجتماع وطوفته وابوي دق واهو معصب " هذا الكلام صحيح بس ما كان هذا السبب الأساسي , السبب كان المرأة اللي لما ألحين ما ردت .
كان وده يمتطي واحد من الخيول ويتأكد انها بخير ما يبي يحمل ضميره اكثر من اللي فيه .
" هههههه حب الخيول دايم يحط الواحد بمشاكل "
ابتسم عمر ابتسامه الأستهزاء من نفسه " ايه وانت الصاج , حب الخيول دايم يحط الواحد بمشاكل "
دق تليفون بوحمد , وطلعه من مخباه وقعد يشوف فيه واهو يبعده ويضيق من عينه , عشان يعرف من المتصل , بدى يحرك الموبايل يمين ويسار ويضيق من عينه اكثر .
وعمر يشوفه .
لما طولت السالفه قاله "عمي اشرايك ترد وبعدين بتعرف منو المتصل ؟"
" لا ما ابغى ارد إلا ان عرفت من , ما أبغى اكلم واحد غثه "
" أه .. خلاص عيل عطني اشوف لك منو "
" لا , لا انا ما ابغى اتعبك معي "
ابتسم عمر " لا , لا تعب و لاشي "
وخذى التلفون وقال للعم "عمي جوري المتصله"
" جوري ليه متصله !!"
قلبه نقزه , لا يكون حاش ريم شي .
" هلا يا بنتي , خير فيكم شي ؟"
...........
"ما ترد عليكم ؟؟"
...........
"طيب ليه تبكين ؟ هي ما ترد على حد ان كانت على خيلها "
عمر كان مركز مع المكالمه بكل جوارحه .
وانتبه انه ويه بوحمد تحول فجأه للقلق .
" طيب , طيب , انا ان صارت الساعه 3 وما جات بروح اشوف وينها "
...........
عمر شاف ساعته وانتبه انها ثلاث إلا ربع يعني عقب ربع ساعه واهو مايقدر ينطر خاصه انه كان شايف شكلها شلون كان, و حس انه الربع الساعه جنها دهر.
قام وقف , وأشر بيده لبو حمد , انه راح يركب الخيل .
اشر له بوحمد ان ايــه , ورجع ركز مع المكالمه .
راح للأسطبل بسرعه وطلع (قايد الريم) .
وصل للبوابه وتوه بيمتطيه لما شافها .
وحس بالراحه اغمرته , وبعدين حس بالغضب .
ما عندها احساس , اهلها اهني مخترعين , والشايب مخترع واهي ولا همها , ترجع ببرود اعصاب .
الشخص اللي ما عنده احساس ما تقدر تعلمه الأحساس .
اما عندها , فإهي نفسها ما تدري كيف قامت من مكانها , كيف وقفت على رجلها ومشت , بس اللي تعرفه انه ما كان لها قدرة انها تمتطي خيلها .
خيلها اللي جت لها , ولاطفتها لما كانت على الأرض تبكي , قهرها , ألمها , وجرحها .
شافت الأسطبل وشافت سبب جروحها واقف , يناظرها بغضب .
ما كانت تبي تواجهه مرة ثانيه , كانت تعبانه تحس انه روحها انسحبت منها عقب مواجهتهم الأولى .
بدت تحس بالأغماء , حاولت تركز على الطريق قدامها و على انها تمسك الخيل , لكن ...
القصر (مها وخالد) :
انزلت من الدري (الدرج) بخوف مع سارة , شافت خالتها اللي كانت تشوفها بعيون عدم الرضا , وشافت بدرمن غير تركيز لأنه شخص واحد بس استحوذ على اهتمامها (خالد) اللي رفع راسه لما سمع صوتهم واهم ينزلون الدري .
لما رفع راسه وشافها .
شافها من راسها اللي فيه لفه (اهو يكره هالنوع من اللفات) وشاف بلوزتها (وبدى يحس بأول شراره للأعصاب ) .
كل ملابسها ما يوافق عليها , كل قطعه كانت تتحدى فيها سلطته , جالسه تعانده , اهو من بدايه زواجهم اتفق معاها على اشياء وطلب منها انها تتقيد فيها ما دامها زوجته, كان ناوي يرجعها غرفتها , بس ما يقدر يسوي كذا قدام امه ما كان يبغى يبين اهتمامه , ندم انه قرر انها تجي تتغدا معهم .
سمع صوت اخوه يقول بأنبهار " مــــــــــا شاء الله "
لف خالد عليه بسرعه .
فزع بدر من نظرة اخوه الكبير اللي كان باين عليه الغضب .
فقال " اق ...اقص..اقصد ..اه ..اه ..اقصد ما شاء الله مهو اباين عليها الحمل "
تبريره من الواضح ما اثر على اخوه اللي عصب اكثر .
خالد كان جالس يغلي , حس بنفسه راح يذبح اخوه ان سمع حسه اليوم فقال له " اسكت اخير لك"
بدر قال بخوف "حاضر"
شافت خالد يتكلم مع اخوه وبعدين ياخذ نفس وينزل راسه , ما اهتمت وايد , وراحت لخالتها , راحت تسلم عليها , وقالت " شلونج خالتي ؟" وحبت راسها .
موضي شافتها من طرف عينها من فوق ليه تحت وقالت بطريقه وحده مجبورة ترد "بخير "
الكل حس بالتوتر من طريقه الرد , ومها حست بالأحراج , اكرهت عمرها , تمنت لو ترد غرفتها وخلاص , عادي عندها لو تقضي ست اشهر بغرفتها اهون عليها من الأحراج , ابتسمت بتوتر , وبدت تلف ويهها على الحضور , بعدين نزلت راسها .
خالد بالنسبه له كان مستانس على رد امه , كان معصب من مها لدرجه انه كان ناوي يضحك عليها , بس عشان يحرجها ويحطها بموقف محرج اكثر , لكن منظرها وهي تبتسم بتوتر وتلف ويهها كنها طفله , خلته يتراجع عن قراره .
لكنه ندم على هالقرار , لما شافها ترفع راسها وتكلم اخوه واهي تبتسم "انت بدر صح ؟"
بدر لف على خالد , وبعدين لف عليها وقال " ايه انا بدر "
ابتسمت له بحرارة وقالت "تشرفنا اخ بدر "
مها اول ما شافت بدر ارتاحت له , كانت مشاعرها نفس المشاعر اللي حست فيها تجاه ساره .
حاسه بالطيبه تنبع منه .
قام خالد بهاللحظه وقال " الغدا "
راح لأمه و وقفها ومشى معاها , وتجاهل الكل .
كلهم مشوا لغرفه الطعام .
لما قعد الكل على طاوله الطعام , كان خالد على راس الطاوله , خالتها على يمينه , وسارة يسار امها , واهي (مها ) يسار سارة .
اما يسار خالد فكان بدر.
كان الأكل محطوط على الطاوله .
والكل بدى ياكل بصمت , لما مها قررت تبدي الكلام مع بدر "بدر "
بدر رفع عينه واهو مبتسم "هلا "
"انته جم عمرك , شكلك كبير ؟"
ماحبت تقول انه شكله صغير عشان ما تحرجه .
خالد حس انه اللي يناظره ألحين, بيناظر الدخان يطلع من مخه .
بدر بدى يضحك ونسى تحذير اخوه له بعد ما سمع كلمه انه شكله كبير "انا عمري طال عمرك 15 سنه"
"ما شاء الله , العمر كله يا رب"
بدر تحمس يسولف معها خاصه انه هي بتكون السبب اللي بيخليه عم .
"انا بعد حاب اسألك سؤال من اول ما شفتك ؟"
خالد بدى يطق برجله على الأرض بتوتر .
موضي كانت متفاجأه من الوضع اللي قدامها , ولدها الصغير متبسط بالكلام مع الغريبه , اغتاظت منه , وذي وش سالفتها تتكلم مع اخو رجلها , براحه .
مها ما كانت منتبهه للأجواء كانت تتكلم مع بدر بأهتمام الأخت بأخوها , واشتاقت تتكلم مع احد بعد يوم من السكوت ما تكلمت فيه إلا مع ساره وخاصه انه امس تقريبا كانت قاعده بروحها .
وقالت " اكيد تفضل !" وردت تاكل من صحنها .
" انا ملاحظ انه عينك لونها غريب , وش لونها "
ابلعت اللي في فمها وقالت بضحكه " لونها أزرق "
"اصقع , من جدك انتي ! يعني مهي بعدسه"
"ههههههه اي والله جد مو عدسه "
"غريــــــــــب , اجل ما عندك اخت لي ؟"
" هههه لا والله ما عندي اخت , بس البنات في عايلتنا كلها عيونهم زرق , فاللون مو نادر عندنا " وقالت بمزح "احجز لك وحده ! "
موضي من سمعت كلمتها جنت , مو كافي على هالغريبه انها ماخذه ولدها الكبير ,تبغى تاخذ ولدها الصغير بعد , وكانت بتقول لها هاكلام لولا ان الجميع تفاجأ بصوت يقول بعصبيه " بس انتي وياه , اكلوا بهدوء , اعوذ بالله , ما نقدر ناكل من غير ازعاج "
خالد ما كان قادر يسكت اكثر , كانت كل ثانيه تنطق فيها شفايفها , يحس كنه ابر تنغرز فيه , كان يحس انه إن طول وسمع تبادل الحديث من غير لا يسكتهم بيصير عزا عندهم بالبيت .
ورجع ياكل , او بالأصح يتظاهر بالأكل .
موضي كان تشوفه , تحس هالأنسان غريب ما تعرفه , ولدها يقدر يتحكم بحاله لدرجه انها بدت تكره هالصفه فيه , كانت بأحيان تتمنى تشوف ردت فعل منه لكن ولا شي كان يجيها .
اما هذا الغريب فاعصابه يفقدها بسهوله غريبه .
كانت تدري انه هذا تاثير المرأه اللي جالسه معهم على الطاوله , ما تدري المفروض تشكرها ولا المفروض تعصب عليها .
مها عيونها غورقت بالدموع , كانت حاسه بالأحراج , يعني اهو امناديها تتغدى معاهم عشان تتهزا منه ومن اهله , صاير الوضع كلما بطلت حلجها بكلمه تتهزأ واهي مو متعوده على جذي ,خالد قهرها مهما كانت علاقتهم مع بعض ما يكلمها جذي جدام اهله , لازم يتعامل معاها بأحترام مو جنه يكلم ياهل ما يفهم .
شافت بدر يستأذن من الطاوله , متعلل انه وراه امتحان ومضطر يدرس له .
كانت تشوفه وتتمنى اتكون مكانه , كانت حاسه انه ودها تطلع من هالغرفه , بس ما حبت تستأذن ورى بدر على طول عشان ما يفطن احد انها مدقورة .
خالد كان منتبه انها جالسه تلعب بأكلها مو جالسه تاكل , وهذا الشي وتره , وبعدين مع قله الأكل اللي مهي راضيه توقف , صايرة ما تاكل شي ابد .
"مو عاجبك الأكل يا مدام "
رفعت راسها وألتقت عينها , بعينه وانتبهت انه خالتها وسارة باين عليهم ينطرون ردها ,سارة بتوتر , وخالتها بأنتباه شديد ,فقالت "امبلا عاجبني "
أشر على اكلها براسه وقال " ايـــــه اشوف من زود الأكل اللي انتي ماكلته "
قالت بلهجه قويه " انا قاعده اكل "
" قولي تلعبين اقتنع , بس تاكلين ذي قويه !"
لو ما كانت امه موجوده جان قامت ورمت القفشه (الملعقه) وراحت غرفتها بس كرامتها ما تسمح لها انها تقوم بدون ما ترد عليه .
" ألعب او اكل هذا شي راجع لي "
خالد توه بيرد سمع امه تقول "ما اعتقد انه الوقت مناسب للخلاف بينكم , تبغون تختلفون ,اختلفوا بس مو قدامنا "
خالد كان متنرفز من الوضع كله ,لازم يسيطر على اعصابه بوجودها .
مها رجعت تاكل , وتحس عينها بدت تغزها من الدموع اللي تبي تنزل واهي تمنعها .
سارة كانت تشوف الوضع وكاسره خاطرها مها , وتمنت لو تقدر تضمها بقوة ,بس ما تقدر وظلت ساكته .
خلصت الوجبه الكارثه وراح الجميع للصاله ومن الواضح لمها انه الكل كان متوقع قدومها معاهم .
توها قعدت , وانتبهت انه خالد ما قعد .
قالت له امه "خالد ما تبغى شاي ؟"
"لا يالغاليه , ابغي أقيل " ولف على مها وقال " قومي ابغاك بحاجه ؟"
امه اخترعت وقالت " وش تبغاها فيه ؟ "
بدون لا يلف على امه وعينه عليها "ما عليه يا الغاليه ,ذا الشي بيني وبينها ! ....قومي يلاا " كان فيه اشياء هو فارضها عليها ما التزمت فيها , ولازم يذكرها لأن باين عليها ناسيه.
قامت بدون لا تقول ولا شي ,ما تقدر تتكلم بالوقت الحالي من دون ما تبجي , احراج اكثر من هذا ماكو.
اشر لها ان تمشي قدامه ,توترت وحاولت تمشي بهدوء .
بس بعدوا عن نظر امه وساره , حست بيده على زندها تسحبها معاه لفوق الدرج ,جنه يبي يزيد من سرعه مشيها .
لما اوصلوا لغرفتها , دخلوا مع بعض وترك ايدها .
وراح بدون ولا كلمه لكبتها (لخزانه الملابس ) واهي مستغربه تصرفاته .
لما شافته يبطل (يفتح) الكبت , ويشوف اهدومها (ملابسها) , ويدور ما بينهم ويطلع اشياء ويرميها على الأرض .
قالت " اشقاعد تسوي ؟"
ما كلف على نفسه انه يرد عليها , كمل شغله بهدوء ظاهري .
"خالد شنو قاعد تسوي !"
بعد ما خلص شغله لف عليها " فيه ملابس غير ذي الملابس "
شافته وشافت اهدومها المرميه على الأرض اهني بدت تفهم الوضع بس ما حبت تصدق اللي قاعد يصير, وقالت " لأ ما فيه غيرها , فرغت جناطي امس بالليل "
"امممم طيب "
جمع الملابس اللي بالأرض وكان ناوي يطلع , وقفت بطريجه وقالت "وين راح تاخذ اهدومي"
قال ببساطه "للجان الخيريه "
"شنــــــــــــــــــــــــو اللجان الخيريه " اهودمها يديده ما قط لبستهم .
شاف اهدومها اللي لابستها وجنه فطن لشي "اقلعي بلوزتك "
ويهها صار احمر " انته ينيت!!!!"
قرب منها وقال "قسم بالله ان ما قلعتيها لحالك , لقلعهالك تسمعين "
قالت بصوت معصب "ليـــــــــــــش ؟"
صرخ فيها "تبغين تجنيني , هذا اللي تبغينه , ما تدرين ليه يعني , انا كم مرة قلت الملابس الحمرة ممنوعه , كم مرة ؟ , كم مرة قلت ملابس التايقر ممنوعه ؟ , لازم كل شي تحدي , ما يصير تنفذين حاجه بهدوء , واش كنتي حتخسرين لو نفذتي هالشي بدون وجع راس , اغيب عنك فترة , اشوف كل الخزانه مقلوبه احمر وتايقر, وش معنى هالكلام ,هــــــــــا قولي وش معناه ؟ "
ردت عليه بعصبيه "لا اتكلم جني (كأني) وحده ما تسمع كلمة زوجها , انا كنت دايم انفذ طلباتك واعتبرها اوامر لكن الحين المفروض هذي القوانين ما تنطبق علي , وبعدين انت شعليك البس اللي البسه , لا تتدخل ,و تصرفاتي ألحين معناتها اني انا وياك كنا بنتطلق , هذا معناه , انا مو مجبورة انفذ اوامرك لما نتطلق , لو مو هالبيبي جان انا وياك متطلقين وخالصين , مو معناته اني اهني معاك يعني انه لك الحق انك تفرض اوامرك علي "
تخيله انها بعد الطلاق بتنفذ اللي تبغاه وتلبس اللي يعجبها ما عجبته ابد , وقال :
" الطلاق ,الطلاق , الطلاق , ما على لسانك غيره , انا زوجك , تفهمي ايش يعني زوجك ,مادام ينادونك بزوجتي واسمك مقترن بأسمي ,فكلامي يتنفذ بالحرف الواحد "
"ليش تكلمني بهالأسلوب , انا موجوده بهالمكان عشان اتهزأ , جدام اهلك تكلمني جني ياهل , تسكتني , وتقلل من احترامي , وألحين تبي تتحكم فيني , مو كيفك تتحكم فيني , ومو كيفك تقلل من احترامي "
قعد يفكر باللحظه اللي قلل فيها من احترامه لها , يعني كيف تتوقع منه انه يسكت وهي تكلم اخوه براحه وبطبيعيه أكثر مما تكلمه اهو , بس كان المفروض انه ما يصرخ فيها قدام اهله وهو يدري بذا الشي .
"اتحكم فيك بكيفي " اجبر نفسه انه يكمل " ان صرتي حرة نفسك ذاك الوقت سوي اللي تبغينه" اغتاظت منه وبان هالشي من ويهها اما اهو فكمل كلامه جنه ما شاف تعابير ويهها "اما بالنسبه التقليل من احترامك قدام اهلي حاولي ما تستفزيني عشان مايصير هالشي"
وكمل طريقه للباب , لكنها وقفت في طريقه و قالت بعناد "ابي ملابسي ؟ عطني اياهم "
"احلمي انك تشوفين وحده منهم , عطيني بلوزتك ؟"
خذت نفس عميق "خالد خلنا نتفاهم "
تكلم بهدوء "على ايش تبغين تفاهمين , الملابس ذي ما تنلبس , ولا تخافين حعطيك مصروف تروحين انتي وسارة تشترين لك ملابس غيرهم "
"ما أبـــــــــــــــــــــــي منك شي , ابي اهدومي " ما شافت على ويهه اي تغير قربت لاشعوريا وحطت ايدها على صدره وببكي (بس خلاص ما تقدر تمثل القوة وعدم الأهتمام) "والله ما راح البسهم لغير الحريم والله ,خلاص ما راح اطلع فيهم , ظنيت انه بدر راح يكون عادي ,يعني مثل أخوي ... والله اسفه "
كانت قريبه منه حيل , وجهها قريب من وجهه , وكانت رافعه راسها له تناظره وعيونها حمرة من الدموع , قال بهدوء ما كان حاسه من قربها منه " ما تدرين انه الحمو الموت " هذا كل اللي قدر يقوله , اصلا هو خجلان يقول او يلفت نظرها أنه في لحظه حس بالغيرة من اخوه المراهق ومن كل شخص يتكلم معاها , يكفي عليه انه يبين انه معصب من مخالفة القوانين , ما يبي انه يبين انه معصب من الغيره .
صارت شفايفها مثل (الساد فيس ) وما فارق صوتها البكي ,فعلا نست هالشي , وبدلعها الطبيعي " امبلاا بس كنت ناسيه "
ما قدر يمنع نفسه من الأبتسامه من طفوليتها , كل تصرفاتها تلامس جزء منه ما قط لامسه احد قبلها ولا يظن انه فيه بعدها احد بيقدر يلامسه " طيب ان شفتك لابستهم ,لطلعه او قدام الرجاجيل وش اسوي "
لما حست انه فيه امل تنقذ ملابسها اللي صارت مسأله انقاذها مسأله مهمه بالنسبه لها , مو من أهميه الملابس اللي تقدر تشتري ألف غيرهم , بس كانت قاعده تكافح عشان استقلالها , كانت كل قطعه من هالقطع اللي بيده شرتهم واهي تفكر انه حياتها معاه انتهت ما تبي تتخلى عنهم عشان ما تتخلى عن فكره انها تبتعد ,قالت بسرعه " احرقهم , شققهم , اخذهم للجهات الخيريه ,سو اللي تبي "
"اممم طيب وش اسوي فيك انتي ؟"
استوعبت قربها منه وبعدت لورى , ما ردت عليه واهو سكت , رمى ملابسها على الأرض ,بعدم اهتمام ,جنه حس انه طول معاها زيادة عن اللزوم "اخذي ملابسك , بس احذرك من الحين ان خالفتي كلمتي , ما تلومين غير نفسك "
وقبل ما يطلع قال " راح افتح لك حساب بالبنك و ابغاك تروحين للسوق مع سارة او فاطمه تشترين لحالك وللبيبي " رفع ايده يمنعها من الكلام لما شافها بتتكلم " لا تعارضين , انا مانعك من هالملابس فلازم اعوضك بغيرها "
"بس انا ما.."
قاطعها وقال " مها لا تعاندين , اظن انك وصلتي لمرحله تعرفين انه التحدي ما يمشي معي "
وطلع وسكر الباب .
اهو دايم كريم , وسخي يعطي من نفسه وان طلبت ما يقول لأ (وهي ما تطلب لأنه مو مقصر معاها من هالناحيه) , بس هالمره غير , هالمره , احساسها اهي غير .
احساس المرأه انه ريلها يعطيها مو حبا فيها , يجرح حيل , حيل على الأقل بالنسبه لها.
فصخت لفتها ورمتها على السرير ,حركت شعرها يمين ويسار تنشطه بعد القيد اللي كان فيه ,و قعدت على الأرض تشوف اهدومها وتفكر انها بتعطي نفس قيمتها لأحد اللجان الخيريه .
الكاتبــه
black widow