البارت الثلاثين
*** أحسبه ضيع دروبي ولقى غيري وبدلني ... أثاري قلبه الطيب حنوووون وبوفاه يغلبني***
" وربي احبك ..وربي ندمانه "
ريم ان كانت متوقعه منه رد , فهي غلطانه .
السكـوت اهو اللي قابلها .
ضمته اكثـر , بحيـث صارت اذنها على ظهر , تسمع وتحس بأنفاسه اللي تطلع بهدوء غريب , تسمع دقات قلبـه من ظهره ..
جسمها كان متلامس مع جسـمه لأنها تدور على الدفا من برد جفاه ..
ليه مو قاعد يرد على اعترافها ؟
ليــــه ؟
كررت نفس الكلمات بقـوه اكبـر , بشوق اكبر " وربي احبك ...وربي ندمانه .."
ما تلقــــت الرد للمره الثانيــه .
كملت بحراره " اعشــقك , عمر ...احبك ..احبـــــك .. مو حاس بحبي , مو حاس برجفـة قلبي عليك, مو حاس بلهفـتي لك "
عمر كان يسمع اعترافها بالحب .
يسمع ..
حاس بقربها ..منــه بكل خليه من جسمه وعقله وقلبه .
كلامها كان يجننه ..
يحسها مثل العنكبوت اللي قاعده تنسج خيـوطها وتحاول تحكم سيطرتها على ضحيتها .
اول شي المعامله طول الفتره اللي فاتت .
الإعترافات المتكرره بأوقات اهو مو متوقعها
وألحيـن الأستقبال .
وبعدين الأكل .
وبعدين الرساله .
وبعدين صوتها واهو ينطق اللي بالرساله .
اهو مجرد ما قرى رسالتها وهو حاس بالتـوتر والضيق والحر .
شلون واهو يسمعها تقـول هالكلمه بصـوتها , المخلوط باللهفـه
وشلون واهي تقـول هالكلمه واهي محتضنته بكل قـوتها .
مو مصدق اللي قاعد يسمعه , مو قادر يصدق , ثلاث سنوات واهو مقتنع انها تكرهه صعب ألحيـن ان الفكره تنمسح , صعــب .
ريم ما قامت تحس بسكـوته لأنها استغرقت بأفكارها واعترافاتها اللي من أول ما انطلقت من لسانها واهي مو عارفه تمنعها .
ما حست ان صوتها بدى يتحول لحنان مخلوط بحـب ولهفـه اكبـر " احبــك من صـغر سني , وكل يوم قلبي يزيد حبه لك , حتى وانا اكرهك احبـك , حتى وانا محترقه من الغيره احبك , حتى وانا ابكي من هجرانك احبك ..."
غمض عيــونه .
وسمع صـوتها يكمل بغصه " احبــك من كان عمري 15 سنه , وألحيـن عمري 24 وبعدي احبك , انتظرت ثلاث سنيـن , 36 شهـر , 144 اسبوع , حسـبت كل واحد فيهم , وانا احترق , الأنتظار لوع قلبي يا عمـر , حن علي .."
كانت تبيــه يتكلم ..
تبيه يقـول اي شي..
لكن عدم كلامه ما أثر كثــير على اعلانها لمشاعرها ..
وقالت " تدري انا سعيده , سعيده بس لأني قربك , ومعاك "
رد سكــت , وما تكلم ..
جانب منه يبي يبعدها وينفضها عنه , ويقـول لها وخري عني , ينيتي انتي !!
اما الجانب الثاني قعد يقـول خلاص انتقمت ,طلقتها , وتزوجــت غيرها , وألحين اعترفت لك بحبها , اعترفت لك انها ما تفكر بغيرك صار لها ثلاث سنوات , اعترفت انها ما تقدر تعيش من غيرك , اعترفت انه العيشه مع البارد والحجر اهون عليها من العيشه مع غيره , كن سعيد , عطها الكلمه اللي راح تحرقها وكمل انتقامك .
اما الجانـب الأكبـر , الجانب اللي يعاني من الجفاف صار له ثلاث سنوات يقـول اسمع , اشوراك !! , ليش ما تسمعها تقـول لك الكلمه اللي انحرمت منها ثلاث سنوات , ليش ما تسمعها تعلن عن حبها , خلاص عيش حياتك , ارتاح من الصراعات والحروب واستهلاك المشاعر والإحاسيس.
سمع صوتها يقول " ليه ما نبدي صفحه جديده ,و ننسى "
ضغط بأيده على الحاجز الخاص بالبلكونه ..
بكل قــوه ..
تبيــــه ينسى !!!
جاوب بصوت هادي جدا " ننسى يا ريم ..ننسى شنو بالضبط "
لما سمعت صـوته حست بالسعاده ..
تجاوب معاها ..
ما اعتصم بالصمت , وتركها تتكلم للأبد
ردت حطت شفايفها على ظهره ..
وقالت بلهفـه " ننسى كل شي , نقدر... صدقني ....نقدر "
تحركت من مكانها , ووقفت قربه , وضمت ذراعه اللي متسند فيها على الحاجــز , وبحيث صارت تقدر تشوف جانب ويهه .
ما اقدرت تقرى تعابيره ..
لكنه لف ويهه عليها وبنفس التعابير الغامضه قال " صايره تتحجيـــن وايد اليـوم !! "
توها بتتكلم قال بصــوت قـوي " خلاص , لا تتكلميـــن "
سكــرت فمها لأجل ما تستفـزه , تعرفه رجلها !!
متى ما قال كلمته احسن وسيله لكسبه اهي قبـولها والسكوت , والمحاوله بوقــت اخـر .
لحظات مرت واهم واقفيــن ينفـس مكانهم .
لما اهو تحرك واضطرت هي انها تبتعد عنه لأجل يتحرك براحه اكثر .
خذا عكازته بهدوء وطلع من البلكونه من غير توجيه اي كلمه لها .
ومن غير لا يلمس القهـوه , اللي صارت بارده بصوره مؤكده
تركتها , وتركت كل شي , وسارت بعده ما تقدر تخليه , صارت مدمنه على شوفته قبالها , ودخلت لغرفتهم , كانت فعلا حاسه بالهزيمه ..
ما كان موجود بالغرفه , وخمنت انه بالحمام
كانت واقفه عند الباب حاسه بالضياع , ما تدري وش تسـوي ..
طلع هو من الحمام , وشافها كان يبي لما دخل الحمام مساحه يتنفس فيها مايبي احد يلاحقه بكل مكان ويرصد عليه حركاته وانفعالاته
يبي يفكر على راحته يبي يقيم كلامها يبي يوزنه بمخه يبي مشاعره تهدي يبي يكتشف حقيقة هالمشاعر يحتاج يكون متوازن علشان يقدر ايقدر الأمور عدل
تحركت من مكانها ومرت قـربه , ما تبغى تخليه يشوف ضياعها ..
مسك ذراعها , وقفت على طــول , كنها ما صدقت انه يمسكها , ولفت عليه , تشــوفه بنظرات حب ولهفــه .
اما اهو فأول ما شاف هالنـظره قال بهدوء " تحبيني ؟ "
حطت ايدها على صدره وقالت بكل لهفــه وحــب " ايــــه , ايــــه "
قربها منه , وحط ايده على شعرها , يلعب فيه " مشتاقة لي ؟؟ "
هالمره اعجـزت تعبر بالكلمات , فهــزت راسها بلهفــه " ايه ...ايه "
هالمره ابتسم لها وقال لها بهدوء " وريني يا ريم شكثـر اتحبيني , وشكثـر مشتاقه لي "
وكمل بهدوء " وريني بالفعل , لأني ما قمت اصدق الكلام "
كانت تشــوف عيــونه ..
وجهه الحبيب على قلبها ..
غموض نظراته ..
كان يختبرها , ايــــه حاسه انه يختبرها ..
ان كان الفعل هو اللي بيثبت له حبها , فالفعل اهو اللي راح تستعمله ..
رفعت ايدها من صدره و حاوطت رقبته .
تعشــقه , تعشـــقه ..
شدت على رقبته , وقربته لها بقــوه ..
وبدت تعبــر عن حبها له بالطريقه اللي هو يبيها .
غانم :
( أصـــوات ضحكهم شايله المكان ..
وسط البحـــر ,وفوق المــــوج القوي..الأصوات كانت واضحـه
كان الوضع لا يعلا عليــــه ..
وكان غانم يبيــن لهم مهارته بقيادة الطراد , واهم يصرخــون بتفاعل معاه , ويشجعـــونه , واهو كلما شجعوه كلما بين مهارته اكثـــر .
عبداللطيـف ويوسـف من اقرب اصدقائه , لكن ما لهم علاقه بالبحر , وما يحبـون السباحه مثله ..
جـــت موجــه عاليــــه ..
تحــــدوه يركبها ..
قـــبل التحدي ..
وصــارت الكارثــــــــه ..
انقــــلاب الطراد ..
بهاللحظــه , باللحظه اللي عرف فيها بوجود الخطأ , ادرك جــنونه , كان قاعد يجاريهم , بس اهو المفروض ما يجاري احد , المفروض اهو الفاهم ..
لأ الوضع خطــــير ألحيــــن ..
اهم بوضــع خطيــر ..
الانقــلاب ادى إلى طيران يــوسف من الطراد جدام عيـــونهم ..
اما اهو وعبداللطيــف فأنحبســوا تحت الطراد , وهذا مكنـــه من إخــراج عبداللطيــف معاه للسطــح المتقلب بالأمواج ..
وتعلقــوا اثنيـهم بالطــراد ..
بدى يتلــفت بيــنون حـــوله.. يوسف مفقــود ..ويـــنه .
لما سمع صــرخه من بعيـــد ..
لقى صاحـــبه .
" يـــوسف ....لأ ...يوســـف حاول " شاف صاحبـــه واهو يغرق , ويغيــــب تحت الماي , ويرد يطلع ..
كان قاعد يشوف يوسف يقاوم الماي واهو غانم متعلق بالطراد المقــلوب وبقربه عبداللطيــف , اللي كانت تعابيــــره عباره عن خــوف منقطع النـظيــر لأنه قاعد يشوف صاحبهم يموت ومو عارف ينقذه , لف على عبداللطيـف وقال بصراخ " لا تتحرك ....فاهم ..امســك الطراد عدل "
ترك الطراد , لكن الأمواج القويه كانت تمنعه من الوصول ليـــوسف ..يقرب والموج يبعده , يحاول والموج يفشل محاولاته ..
يوسف وعبداللطيــف مسؤوليـــته .
مسؤوليــته اهو ..
حاول يصرخ " يـــوسف ...يــوسف , ويـــنك "
غاب يـوسف عن نـظره ..
تلفت بمكانه.. يلف ويهه يميــن , يســار ..
لكن يــوسف مختفي ..
غاص تحت المـــاي , لكن يوســف مو موجــود , رد طــلع ..
بعد ما عجز يستمر تحت الماي لوقـــت أطــول .
بدت دموعه تنزل ...واهو يصرخ " يوســف وينك ...يوســــــــف ...."
بدى يسبح ويسبح ..
مو لاقي يوســف .
رد يغوص ..ويرد يطلع ..
جـــت موجــــه قــويه اسحبتــــه لتحــــت الماي , لكنه قاوم وطلع ..
لأ ..لأ يا ربي ..لأ.. لا يمـــوت يوســف ..
صـــرخ " يـــــوسف رد علي ..يــــوســـف "
الأمواج بدت تقـــوى , اما اهو فكانت تضعــف قــوته لف ويهه للطراد , لازم يرجع لعبداللطيــف , عبداللطيف ما يعرف يسبح بعد !..
عبداللطيــف مو موجــود ..
عبداللطيــف مو متعلق بالطراد ..
جـــت موجـــه قـــويه وسحـــبته للمره الثانيــــه للأسفــــل , ما عاد فيه يتنفس .
ألم بصدره .
ألم كبيـــر .
لكن قاوم , لازم يطلع , لازم عبداللطيــف , ويوســـف يحتاجــونه ..)
صحى من الكــابوس واهو يصــرخ والدمــوع على خده ..
" لأ ....يوســـف ...عبداللطيـــف ...لأ ...لأ "
لما تلفت حـــوله ..بطريقه سريعه ..وقـــويه ..
وقال بهمــس " يوسف ..عبداللطيــف "
استــوعـــب اهو ويــــن !!
اهو بالشقــه !
بمصــر !
بعد اللحاف عن جســمه , وقام بعدم توازن عن السرير ..ريله مو شايلته ..طاح على الأرض ..ورد قام بسرعه ..
يبي ينسى هالحادث , يبي يمحيـه من ذاكرته بس شلون والكوابيس تلاحقه , كان خايف من هالكابوس قبل لا ينام , وطلع خوفه بمحله ..
راح لجاكيــته القريب وطلع بأيد ترجـــف سيجارته , اللي تعرف عليها من اول الحادث ..
حطها بفــمه , وبدى ياخذ انفاسه بشراهه ..
سمع الباب يتبطل بقــوه..
ما كان قادر يلف , كان يسحب انفاسه من السيجاره , الكابوس كان حقيقي , كل شي حصل بذاك اليوم رجع بنفــس القوه , بالحلم , كان حاس نفســه قاعد يعيـش اللحظه .
مها اللي كانت عاجـزه عن النــوم اسمعــت صراخ من غرفة خالها غانم , صراخ قــوي , دفعها للحركه من سريرها بأسرع ما تسمح لها حالتها .
لما ادخـلت , اخترعت !!
خالها كان واقف على طوله يدخـــن , لكن بصوره مو طبيعيه !
قربت منه بصوره لا شعوريه , واخترعت اكثـر , كان معرق , وشعره معفس , وقاعد يرجف ..
ايده اللي ماسكه السيجاره كانت مو ثابته ..
غريزتها قالت لها انها تقرب بهدوء , وتتكلم بهدوء , وعلمتها انه يحتاج لأحد يكون معاه .
قالت بصــوت حنــون ورقيق " خالي ..عسى ما شــر "
حاول يبتسم بطريقته اللامباليه ..
لكن واضح عليه الرجفــه ..
لكن قدر يقول " كابـــوس "
وبدى يضحك ! لكن ضحكه باين فيها الخوف بصوره بشعه ..
وكمل كلامه بأن قال بأبتسامه مرتجفه " كابوس فضيع , عيشني أسوأ مرحله بحياتي "
وهز راسه كنه يطلع روحه من الحلم أو من الأفكار ..
وحط ايده على ويهه بتعــــب .
وبعديــن نزلها بأن حط السيجاره على فمه , وخذا نفــس عميق ..
مها كانت تشــوفه وحاسه بالشفقه عليه , واضح عليه التعب , غانم اشسالفتك ؟
اهي بعض المرات تعاني من الكوابيس لكن هالشي طبيعي بعد حادث امها , لكن اهو شنو اللي سبب هالكوابيس له ؟
هل للكوابيس علاقه بالحوار اللي سمعته بينه وبين ابوها سعود ؟؟
لف عليها , وقال بأبتسامه يحاول معاها انه يخفي اسراره " انتي شمقعدج ليلحــين "
شافته بهدوء وبعدين قالت "ما ادري.. ما قدرت انام " لأنها عارفه ان الأرق اللي حايشها , راح يحوشه اهو بعد , كملت " اشرايك اسوي لك هوت شوكليت , كنت ناويه اسوي لي كوب "
خـوفه انه يبقى بروحه بالغرفه , خوفه من رجوع الذكريات , خلاه يقــول " اي ..اي ..خوش فكــره "
بعد لحظات كانوا مجابلين بعض , كل واحد بيده كوب الهوت شوكليت ..
غانم طرت على باله اخته حنان , حنان دايما حلها لجميع المشاكل حليب كاكاو حار !!
هذي بنت حنان ما راحت لبعيـــد ..
حنان ..
قال بهدوء " ذكرتيني بأمج "
رفعت راسها عن كوبها ..وابتسمت بحنيه من الطاري وقالت بتعجب " امي ؟؟ "
ابتسم اهو بعد " كلما ييت لحنان بمشكله , ما ترضى تسمعني إلا وجدامها الهوت شكوليت , تقــول عشان حلاه يخفف من مرورة المشكله "
ضحــك جنه يشــوف المشهد جدامه وقال " خرابيـطها وايد "
اضحكت معاه ..
حط الكوب اللي بيده على الطاوله برجفـــه , كان حاس بعيــونه تغورق , ما يبي يفكــر بحنان بهالوقت ..
اسكتت اهي عن الضحك بعد ..أول ما حست بتغيـــر المزاج ..
كان ودها تتعرف على هالأنسانه اللي الكل يحبها ..حســت بالتأثــر ..
ما تذكرها عدل , كان عمرها خمس سنوات لما توفــت .
لكن ما كانت تدري انه خالها غانم علاقته قويه معاها , ما تدري ليش , دايما تحس انه خالها معزول !!
كان غانم ألحيــن يشرب من الكوب ,عشان يغطي عيـونه عن بنت اخته ..
وبعدين قال " امج لها فضل كبيـر علي "
نزل الكوب وصارت عيونه بعيــون مها .
وكمل " بوقت كنت فيه ضعيف ..كانت اهي موجوده ..." سكـــت لفتــره طويله , ونطق بحســره " ابوي ما يفهم الضعف أو الفشل , وهالشي كان مرافقني لفتـره ...ما قدر اهو يتفهمه , لكن حنان افهمتني , وساعدتني اتخطى هالمرحله لكن ...بعد ما غابت .."
ما يدري ليش قال هالشي لها , لبنت اخته , لكن اللي يعرفه انه باجر راح يندم !!
بس بالوقت الحالي , احساس حلو انه يتكلم ..
مها كانت قاعده تسمعه ..قلبها ذاب من شفقتها عليه ..خالها غانم ..اللي الكل يمتعض من صراحته ولا مبالاته المطلقه ..كان واضح انه يتألم , نبرة صوته تدل على هالشي ..
ذاب قلبها شفقه على خالها , و شوق لمعرفة امها
حطت ايدها على ايده , بحنيه ..
ابتسم لها وكمل " بعد ما غابت ..غابت محاولاتي "
شاف بنت حنان ..اللي تشبه امها بصوره قــويه .
كان وجهها حــزين , هالحزن اللي ما يغادره , والتعب اللي مهما ارتاحت ما يغيب عن عيــونها ..
قال بهدوء " شنو مسهــرج لي هالوقـــت ؟ "
ملــــت الدمـــوع عيــونها ..بسرعه قياسيه ..
ميــلت راسها يميــن , ويسار , وحاولت تبتسم بتعب , وقالت " الشـ ..ـوق " سكــرت حلجها ..
وبدت الدمــوع تنــزل من عيــنها ..
جلستهم الصريحه , والغريبه , بهالوقت اسمحـــت بهالصراحه ..
وردت كررت نفس الكلمه بتأكيــد " الشـــوق "
تركت ايده , وحطت شعرها ورى اذونها , تنهــدت بتعـــب ..
صار لها فتـره ما تكلمت عن هالموضوع , تتجنبه ,اما الليل فمثل كل ليله , عجـزت عن النوم , من تفكيرها فيه , من شوقها له ..
مثل كل يوم كانت تحايل النوم ..
ميـــته من الشوق , حبها له راح يذبحها ..
شوفتها لخطيبته اليوم بالمستشفى تعبتها .
كانت غارقه بأفكارها , لدرجه انها ما لاحظت التغيـر بملامح غانم ..
اللي قال بعنــف , وغضب مكبوت " ما يستاهلج "
مها اللي كانت تشــوف الكوب اللي بيدها ألحيـــن , ويهها كان تعبيــر عن التعاســه , خاصه بوجود الدموع ..
ابتسمت بحــزن " تصدق يا خالي ...بعض المرات احس اني انا اللي ما استاهله "
العصبيه المكبــوته اطلعت بقــوه وقال " انتي شتقــوليـــن , شلون تقــولين هالكلام عقب كل اللي سواه ؟ "
بتعـــب خاصه ان الثلاثة اشهر اللي عاشتهم بفراق , والمعلومات اليديده اللي حصلتها منه (عن كونه يزورها بالكويت لأجل يراضيها), والنضوج الغريب اللي تحســــه خلوها تشوف خلافهم الأول من زاويه ثانيه..
قالت " اهو سوا , وانا ســـويت "
غانم ما كان يصدق شتـــقول هذي ..
" اهو ما اعترف بزواجج جدام اهله , ما قال لأحد ..."
شاف نظرة الصدمه بعيــونها ..
كان واضح انها ما كانت متوقعه انه يدري ..
راح تنصدم اكثـر لما تدري انه اهو اللي قال لأبوه عن الموضوع بطريقه صريحه غير مباليه , ومن غير لا يبيــن اهتمامه العميـق بالمسأله ..
قال بقــوه " انا اللي قايل لأبوي عن الموضوع "
غمـضـــت عيـــنها , اللي يعرفــون عن هالموضوع أكثـر من المتــوقع ..
خالها غانم يدري !
مو بس يدري اهو اللي بلغ ابوها سعـود !
تنهــدت ..
وافتحتهم مره ثانيـــه ..
اما اهو فكمــل بغضــب " المفــروض ما تسامحيــنه على اللي ســواه , اهو غلطان بحقــج "
خالها مو فاهم !
صعب انه يفهم ..
قالت بيأس , والفكــره قاعده تترسخ بعقلها " اهو غلطان وانا غلطت لما طلعت من بيتي يا خالي , وما نطرته يدافع عن روحــه ....المشكله اني عند اول مشكله قــويه طلعــت من بيتي "
استغرابه منها ..
وصدمته من كلامها الغريب ادفعـــوه للسكوت والنظر بتعــجب لها ..
قال بهمـس " ليش جذي تقــولين ؟ انا مستغرب منج ؟ "
إذا اهي مستغربه من روحها , اكيد اهو راح يستغرب
لكن هالثلاثة اشهر فهمتها وايد اشياء , اكثر بكثيــر من اللي متخيلته ..
قالت بهدوء ونبــرة الحـزن واضحــه فيه " لأنه وضعي مو وضع ...متــزوجـه وماني متزوجـه ..ريلي بديره وانا بديره ..حامل ومحرومه من وجوده معاي .."
بدت تلف الكوب بإيدها , تستشعر حرارته
" تدري انه ياني لبيت يدي لما اختلفنا اول مره بالكويت..ياني " ارفعــت عينها , لكن ما استوعبـــت جمود خالها وكملت " يــه وانا ما ادري عنه !! , واهو ما يدري اني ميــته ابي اشــوفه .. ..تخيــــل سبع اشهـــر وانا عبالي انه ما يزورني , واهو عباله اني ما ابي اشـوفه , ..هه تدري اني توني عرفت.. لما قابلته مره ثانيــه .., صدمني بالخبـــر بأحد نقاشاتنا.. كنت ابيه يقـولي شنو كان ناوي يبلغني بزيارته لكنه رفـض ..هه اظن انه كرامته امنعته خاصه اني ما قلت له عن عدم معرفتي بزيارته لي ...ميــــته ابي اعرف شنو كان بيقـــولي "
سمعت خالها يقــول " يعني شنــو بيقــول ..كلام سخيـف تافـه , وماله معنى , عشان يردج له "
حطــت ايدها على شعــرها .
" على الأقل كنت راح اعرف شنـــو يبي ..ما اعيش بهالحيــره ..ما ادري منــو اللي خــش عني هالشي .."
غانم كانت سـاكت ..
يتأملها ويتأمل تصرفاتها ..
ارفعت راسها له وقالت " بالأيام الأخيــره قاعده افكــر ارجــع له ..قـ ..."
غانم اللي كان يحاول يتمالك نفســــه ..انفجـــر ..
قاطع كلامها رد خالها العنيــف والعصـــبي " ترجعيــــن له ...ترجعيـــــــن له !! "
شافته بأستغراب لكن قالت بقــوه " ايــه ارجع له , ارجع له , اهـــو زوجي يا خالي , وأبو الطفــل اللي في بطني " وكملــت " انا مستـغربه ليش انت معــصب !! "
بعد الكوب عنه بعصبيـــه " انا معصـــب لأنه ما يستاهل , من أول ما خذاج وانا عارف انه ما يستاهلج , ما راح يقدرج , ولما عرفت انه خاش زواجكم عن اهله عرفت انه ظني بمحله "
حطـــت ايدها على بطنها وقالت بيأس من عدم فهم خالها لموقفها ولمهاجمته لها " انحــلت هالمسأله , واهله يدرون ألحيــــن , انا ما أقدر اعيــش جذي , كل يوم اقنع نفسـي اللي قاعده اســويه عشان مصلحتي ومصلحة الطفل , بس ما عاد فيني اخدع نفســي , خلاص لي هالدرجــه وبــس "
" مها ..هذا اسمـــه ضعـــــف ..."
قاطعتـــه بتعـــــــب " انا ضعيــفه , ما اقدر اعيــش من غيــره , رحم الله امريء عرف قدر نفســـه "
قام من مكانه بعصبيـــه وضرب الطاوله بإيده وتكلم بصوت عالي..
" انتي بنت حنان ..وبنت عايله..ومو اي عايله ..كان لازم يكون فخــور فيـــج ..مو خاشج .......ليش قاعده تحطمين اللي انا سويته عشانج ..."سكـــــــت و بتصميم طالعها
فجأه قال بقــوه " تبيــن تعرفيــــن منو اللي قاله انج ما تبيــــنه , وماتبيـــن تقابليــــنه ......."
شافتـــه وقلبها يدق بسرعه غريبه ..
" انااااااا ...اي انا ...اللي قلت له...كنت ابيـــــه يشــــوف انج مو معتمده عليه بحياتج , كنت ابيـــه يعرف انه بنت حنان ما راح تقبـــل بأحد نــزل من كرامــتها ..انا .....انا قلت له بنت حنان ما تبي تشـــوفك , ما تبيــــــك ....خليــته ايي لج مليــون مره ...صبح ظهر عصر مغرب بلليـــل ..كان لازم يتـــعذب لأنه اللي سواه مو شـــويه.."
كانت مو مصــدقه اللي تسمـــعه ..
لكن ليــش ما تصــدق ..
بالفعـــــل ما احد كان معاها بأول الأيام إلا خالها غانم !!
اشلـون ما اعرفت بهالشي ..
كان خالها يكمــل كلامه بغـــضب "وهذا ...هذا الأعلان اللي انتي فرحانه فيـــه , اعلان الزواج ..ما كان راح يصير لو ما سويت اللي ســـويته ..لو كنتي عنده وراضيــه فيه جان ما فكــر يعلن ويقــول لأهله .. "
كان نطق الكلام بهالطريقه يجرحها حيــل .
بس اهي فاهمه كل هالكلام وراضيــه فيه ..اهي راضيــه باللي اكثــر منه ..اهي راضيه بأنها تكون معاه مهما كانت الظروف لأنها تعبت
يمكن ..صح ..كلامه ..
بعض المرات تفكر وتقول يمكن لو ما خلافهم كانت ما راح تحمل ..يمكن لو ما خلافهم ما كانت راح تصير بهالوضع .
ارفعــــت عيــنها لكن مو اكيــد , يمكن لو قابلته ذيج الأيام كانوا راح يتوصلون لشي احسن !!
بس ما تبي تفكــر باللي كان معقـول يصير لو ما كان فيـه خلاف لأجل ما تجــــن ..
اسمعـــته يكمل كلامه " لما عرفت انج تبيــن الطلاق ارتحـــت , مليــون اللي ينطرون انهم يتـزوجون بنت محمد , وحفيدة سعود ...قلت أكيــد راح تلقيــن اللي يقدرج ويحبــج ..لكن عرفت بعدين انج رديتي له ..قلت ما عليـــــه يمكن خيــره ..لكن انج تتركيــنه للمره الثانيــه , وايأذيج للمره الثانيـــه , وتبيـــن ترجعيــــن له ..هذا الشي ما راح اقبله .."
بلحظه غريبه ..
بلحظة صفاء ..
اعرفت شلون ترد عليــــه
قالت ببساطه " بس وقتها ..وقتها ..انا راح اكــون سعيــده "
كان نفــس اللي انضرب على وجهه ..رجع خطــوه لورى .
وقال واهو عاقد حواجبــــه " سعيــده !!!!!! سعيـــده مع خالد ..بعد كل اللي سواه..واشدراج انج راح تكونين سعيده بعد تجاربج بأذيته لج؟ "
شترد وشتجاوب اهي بروحها تحس بحيره وخوف وتردد
بعض المرات تقول خلي الوضع على ماهو عليه
بس بعض المرات واللي اكثرت بالفتره الأخيره تقول الأذيه معاه , ولا الأذيه من دونه
ما كانت تقدر تلوم خالها على اللي ســواه ..
ما كان عندها القــوه ..
ما كان عندها النيــه انها تلـــومه ..
من داخلها ياها احساس قـــوي ..وايد قوي يمنعها .
حتى لو لامته ألحيـــن ما كو فايده اصلااااااااا
احساس اليأس غمرها ..اللي صار صار ..
صراخها , وزعلها على غانم ما راح يفيدها
قربت منه وقالت ببساطه وقوه " ايــه سعيــــده ...خالي ....خالد اهو زوجي ..اكيـد بنختلف ..ومثل ما اهو يضايقني , ترى انا بعد قاعده اضايقه ..مو معقــول كل ايامنا بتكون سعيده ..احنا مو بعالم وردي ..خيالي كل شي بيكون فيه كامل .."
قال بهمـس غاضب " انا ابيـــج تكونيـــن سعيده ومستقره "
ما تدري اشلون اقدرت ترسم ابتسامه على شفايفها واهي ودها تبجي " ادري "
قال لها بغضـــب " راح تكونيـــن غبيه ان ظنيتي ان السعاده بتكون مع خالد , غبيه انج تكونيــن مع واحد ما اعترف فيج إلا تحت الضغط "
هالكلام مو اكيـــد ..
عضت على شفايفها " راح اكون اغبى ان تخليــت عنه وانا بهالوضع "
شافها بنظرة حســره , وعدم رضا ..
وطلع براااا المطبــخ وراح داره ,وسكر عليــــه ..
تركـــها تجمع شتات نفســـها المبعــثره من التفكيــــر المتعــــب ..
مو مصدقـــه , انها اكتشــفت اللي حاول يبعدها عن خالد !!..ولا..!! يطلع واحد من خوالها ..!!
وطلع قصده نبيــــل ..ورايته بيضه ..
كان قاعد يحاول يحميها ..
الحمايه من شخص غير متـوقع , صعــب عليها تغضب منه بعد سماع شرحـــه ..
يعني خالد يالها البيت وحاول يراضيها ..أو حاول يكلمها ..
عقلها قاعد يقلبها يميــن ويسار ..
وقلبها يدفعها واهي محتاره ..لويـــن ترسي ..
تبي ترجع لخالد ,وخايفه ؟؟
تبي تبعد وخايفه ؟؟
اهم قرار بحياتها ومو عارفه تقرره , وتثبـــت عليه ؟؟
يا رب ساعدني ؟؟
اليوم كان غيــر عن كل يوم ..اليوم الشوق غيــر ..التفكيــر فيه غيــر
يمكن بعد ما شافت ان عمر وريم ارجعوا لبعض , حســت بداخلها بالنقص لأنها بعيده عن حبيبها .
خالد :
لما دخل للبيت كان الوقت متأخر ..
شاف ساعته ..
كان يتمنى يقـول لأمه عن الخبـر الحلو , ويشوف الفرح على ملامحها ..
عنده ألحيـن حجـز لأثنين على طيارة بكره .. الساعه 2 الظهر ..وعنده حجز الفندق ..
واتصل على فاطمه وزوجها , وحصل تأكيد منهم انهم راح ينامون عند ساره , وبدر .
كان يمشي بالممر المؤدي لجنـاحه , ما كان منتبــه بالأول , لكن بعدين لاحظ بأستغراب جلـوس شخــص عند باب جناحه .
قال بهدوء " ساره "
لفـــت بسرعه عليـــه وقامت بطريقــه اسـرع ..
كمل واهو عاقد حاجبــه " ليه جالسه هنا !!!؟؟ "
ابتسمت وقالت " صعب احصلك بغير الطريقه ذي ؟ "
طلع مفتاح جناحه من مخباته وفتح الباب وقال بأبتسامه من مبالغتها " اش دعــوه ؟ مو للدرجه ذي ؟ "
دخـل الغرفه , ودخلــت وراه " إلا للدرجه ذي !! واكثـر يمكن , خالد انا حتى بالجـوال ماني قادره احصلك "
شال العقال والشماغ من راســه , ولف عليها " امري يا ساره " ابتسم لها ابتسامه جانبيه " اكيد في امر مهم , تبيغيــن تقـولينه "
فتح الثلاجه وطلع بطل ماي, وبدى يشرب منه وقال " لأني عندي شي ابغى اقـوله لـك بعد "
ساره اللي كانت تحتاج انها تشـوف اخوها الكبيــر ! لأنها تبغى تعرف اخباره , هي وامها شايليـــن همه ..
شافـــت اخوها لأجل تشـوف اي ردة فعل تطرأ على وجهه وملامحه من الطاري ..وقالت " اليوم كلمت مها ! "
للحظه ظنت انها شافت لهفـه على ملامحه ..لكنها تأكدت انها غلطانه لما تمعنت النظر بملامحه
اللي كانت تعبير عن القسوه والأمتعاض..
رمى بطل الماي بالزباله ..وقال ببرود " ما شاء الله , وانتوا بينكم اتصال !! "
اول ما سمع اسمها حس بشوق كبيـــر ..
حس بالغيره تذبحـــه ..
طبعا تتصل على اخته ولا تكلف نفسـها تتصل عليه .
تتكلم مع الكل , وتبغى الكل إلا هو .
سمع اخته ترد عليـــه " ايه ..بينا اتصال من أول ما غادرنا مصـر"
جاوب ببرود وعدم اكتراث " ممتاز "
وعطاها ظهــره !
لأجل ياخذ الريموت الخاص بالتليفزيون .
واما ساره فكملت كلامها " كانت تبغى تبلغني انها اعرفت عن جنـس الجنين "
اخـــذ نفـــس عميــق من قوة وقع الخبـر عليه ..
حـس بلهفــــه ..طفله وطفل مها ..جنينهم ..
بنت ولا ولد ؟؟
وعض على شفـــــته بقــسوه .
كان وده يحطم كل اللي موجود بالجناح ألحيـــن .
مغتاظ انه راح يدري عن جنـس طفله من اخته ؟
مغتاظ انه مو أول واحد يعرف اخبار طفله ؟
كنها حســت بغيـظه من سكـون جسده , قالت له " خالد ما قالت لي ..تقــول ســر , مفاجأه , اتصلت لأجل تغيظيني "
اصدر صوت ساخر " هه "
لكن ما يقدر ينكـر انه ارتاح , انه ما احد يدري قبله عن جنس الطفل ..
لف على التليفـزيون , وجلس على الكنبه وهو يغير القنوات , مزاجه تغير من اول ما جابت ساره طاري مها .
اجلست قربه ساره وهي تشــوف وجهه اللي تغيــر من أول ما جابت طاري مها .
توها بتتكلم عن مها , وعن الوضع بينه وبين حرمته .
سمعته يقـول " اتصل علي قتيــبه اليــوم "
فـز قلبها من الأسم , واسكتت بترقب , اما خالد فما شافها أو ألتفت عليها , وكمل كلمته " مرة عمي استقــرت حالتها "
حطت ايدها على خالد بعجله , وقالت " جد يا خالد ..الحمــدلله ...الحمدلله "
ابتســم خالد بتصنع ..
لأنه بالوقت الحالي ما يقدر يبتسم بطبيعيه .
وقال " ايــه الحمدلله " حط الريموت على الطاوله ولف على ساره " انا وامي حنسافـر ان شاء الله لهم بكــره يا ساره ..."
قاطعــته ساره بحماس " خذني معاكم يا خالد "
ساره فكرت على طول انها راح تشـوف قتيبه !!
وفكرت انه خالتها بخير وان الكل بيكون فرحان وسعيد وخاصه ولد عمها , وهي تبغى تكون قربه بهاللحظات ..
مهما كانت رافضه زواجها منه بالوقت الحالي , إلا انها مرتبطه فيه عاطفيا .
خالد هـز راسه بجديه " لا يا ساره انا أبغاك تديرين بالك على بدر والبيت هنا بالسعوديه , صحيح ان فاطمه راح تجي هي وزوجها واعيالها وينامون عندكم , لكن انا ابغاك انتي تكونين موجوده , انا راح اتطمن كذا اكثر "
" بس يا خالد ..." شافت ويه اخوها وقالت " طيــب "
ما اقدرت تخفي خيبه الأمل اللي اصابتها من عدم قدرتها الذهاب لمصر معاهم , بس ادام خالد يبغاها هنا فهي راح تبقى لأجله .
بتغيير للموضوع قال خالد " ساره بعدك على قرارك ؟ "
بالبدايه ما اعرفت ساره عن ايش خالد يتكلم لكن لما شافت تعابير وجه اخوها اعرفت ساره عن ايش يتكلم , واسكتت لأنه ما عندها جواب ! .
وكمل خالد " ساره , قتيبــه رجال ما يتعوض , ان خسـرتيه راح تندميـن "
ساره على طول انطقـت بإحتجاج " خالد !!!! "
قال بجديه " ساره , انا بسألك سؤال ..انتي ان ارفضتني سمر...أو ان حصل خلاف بيني وبين سمر راح ترفضيـن قتيــبه ؟ "
هــزت راسها بجديه وقالت " طبعا لأ ..انا ماني قليلة عقــل يا خالد لأجل ارفض شخص لأن اخته ارفضـت اخوي "
قال بقــوه لها " اجل ليــه تتهميــن قتيــبه بأنه قليل عقـل "
انصدمت من تحليل خالد ..
وانكرت بســرعه " لأ يا خالد انا ما قصدت كذا ..ابدا .."
قال خالد بجديه " ساره انا عارف قتيـبه , لا تنتظرين انه راح يتأثر بعلاقتي مع اخته , هو اكبر من كذا ..خلي عنك الطفـوليه والأفكار الفاضيـه , ان كنتي تبغيـن ولد عمك فلا ترديــنه "
" خالتي بعدها بالمستشفى .."
ابتسم بهدوء وقال " ادري يا ساره , بس ادامها بخيــر ألحيـن فقتيـبه بيرد يسأل ,وانا ابغى الجواب يا اختي "
صار وجهها احمـــر وقامــت وقالت " خيــر ان شاء الله "
" ساره , انا وامي بكره بنسافـر ان شاء الله "
حبــت راس اخوها وقالت " تروح وترجع بالسلامه "
لما قربت من الباب قالت " سلم لي على مها بمصــــر "
واطلعـــت بعد ألقاءها لهالمعلومه الجديده .
مها للأن بمصـــر ؟!, ما ردت الكويـــت ؟؟!!.
ما يبغى يشوفها ..
بس يبغى يعرف وشلون الجنيــن , وشلون شكلها وهي حامل بسبع اشهر , وش هو جنــسه .
هذا اللي يحاول يقنع نفســه فيه ..
وتتصل حضرتها على اخته , وتبلغها آخر الأخبار , وانا لأنها ما تبغاني بحيــاتها فما عندي اخبار ..
وهمس لنفــسه " واخرتها معاك يا مها "
عمر :
قعـــد بعد الصلاة بالمســيد , يحتاج لهدوء , لسكيـــنه للتفكـــير , هذا غيــر انه قدومه للمسيــد مستعينا بالعكازه كان متعـــب له لأقصى درجــه يحتاج لوقت للراحــه خاصه بعد الصلاة ..
الليله اللي قضاها بأحضان ريم , كانت من اروع الليالي اللي قضاها من ثلاث سنيــن .
حس واهو بين ذراعيها مثل التايه اللي رجـع لبلاده اخيـــرا .
ألحيـــن واهو اهني , كان في فكـره وحده قاعده تخطـر في باله ( انه يرجع , وينعم بدفاها وحبها )
تحبني ..تعشقني على كلامها !!
ندمانه !!
طلع الرساله من مخباته ..
ورجع قراها بدا من العنوان
افتقدك حبيبي
تطلبت منه دقايق ..
يقرى ويرد يقرى ويرد يقرى ..
شــلون ألحيـــن ؟؟
تعـــب لمدة ثلاث سنـــوات , تعــــب من بعدها , ومن الفراق ..
اهو بصده لها وقسوته عليها قاعد يؤذي روحـــه , مو بس يأذيها , مو بس قاعد يجرحها ..
وده يكـون على راحتــه , على طبيعته معاها ..
رفع الرساله ..
ورجــع يقراها ..
اهي ندمانه ..
بس اللي ســوته مو شوي ..مو قليل ..
تخلصت من طفــل يجمعهم .
انــزين لي متى راح يعاقبها !!
طلقها .
وتزوج بعدها على طــول .
وجرحها من أول ما تزوجهـــا للمره الثانيه .
انــزين لي متى !!
طول العمـــر ..
لكن العمر قصيـــر , ان عشــت هاللحظه شيضمني اني اعيــش اللحظه اللي يايه ..
ان رمشـت ألحيــن ما ادري ان كنت راح اعيش بعد هالرمشــه .
ان خذيت نفس ما ادري ان كنت راح اطلعه .
انا المفروض اكثـر واحد ايعرف بهالشي
شفــت اختى واهي ميــته جدامي وبعــز شبابها .
السالفه القديمه عن اصدقاء غانم ..
كلهم توفوا شباب ..
ونوره بعد , شافها وشهـــد على ألمها , ومعاناتها ..
وفجـــاه جـــت في باله ذكـــرى كان غايبه عن باله , جـــت له هالذكرى مثل الضربه على الراس :
( بعد يوميـن من كورس الكيماوي ..
كانت نفسيتها حــلوه , خذاها لحديقــه المستشفى , واهي قاعده على الكرسي المتحــرك لأنها كانت تعبانه , الحديقه كانت روعـــه ..فيها نافـوره , وفيها ورود ..
وقعــد على كرسي قبال النافـوره واهي قاعده بالكرسي بقربــه ..
وجهها رقيق , وجميــل على الرغم من تعبــها إلا انها محتفظه برقتها .
قالت له بهدوء " تدري انا ندمانه على شنو اكثر شي ؟ "
خذا ايدها وباسها وقال " ان شاء الله ما في اي ندم يا قلبي "
ابتسمت له برقــه , وحطت ايدها على شعــره " لا والله عمر ..اسألني شنو ندمانه عليه "
ابتسم لها وقال " على شنو ندمانه اكثر شي ؟ "
اختــفت الإبتسامه عن ويهها وقالت بجديــه , وعيـونها بعيــنه " ندمانه على اني ما عرفت ان الحياة قصيـره .."
ابتعد عنها بعصبيه , وقال " نـــوره .."
حطت ايدها على شفايفـــه ,وقالت " عمر خلني اتكلم .."
غصـــب نفســه انه يهدى ويسمع ..
وقال بهدوء " اســف , قـــولي "
قالت والحــزن مغيم على عيـونها " ندمانه على اني ما قضيت ايامي بالعباده , متضايقه على اللحظات اللي زعلت فيها من خواتي , أو امي , أو ابوي , أو حتى اهلي ..و ندمانه على اني ما عرفتك لفتره اطول .."
تضايــق من كلامها وباس ايدها .
قالت له بشقاوه " ان الله عطاني عُمـــر , وعشـــت , ما راح اضيع وقتي بسخافات تضييع الوقت بشغلات مثل الزعل , ذكرني بهالوعــد انزيــن ؟؟ , ومو بس جذي انت بعد اوعدني انك ما تضيع وقتك بهالأشياء.."
ضحــك , وقال " الله يعطيـج طولة العمر ..."
كملت شقاوتها " اوعدني "
" هههههه اوعدج ما راح اضيع وقتي بالزعل من الناس والسخافــه "
قربت راسها وحطت جبهتها على جبهته , بحركــه حميميه .
وقالت له " حبيبي انته والله ")
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
نـــــــوره !
الغصـــه ببلعــومه زادت , وده يبكي عليها , على فقدها ..
لكن عيـونه ناشفه ما فيها دموع .
وده يبكي تأنيــب الضميــر انه ما حبها مثل ما اهي تستحـق , لكن هالشي مو متاح له ..دموعه صعـبه
لما شاف شلون الشمـس اشرقـــت عرف انه تأخــر على ريم ..
بس ما فيـــه يستمــر بالزعــل , أو بالقســاوه , هالشي قاعد يستنــزف قــوته , واعصــابه .
بالإستعانه بالعكازات , قام وقــــف ..
تحــرك , وشاف ناس محتاجيــن عند المسيــد ..
طلع المقسوم وعطاهم صدقـــه ..دفعة بلاء .
تــوجـه للشقـــه , وفي باله قرار واحد
خالد :
قــرب الفرج .
ردي لي يا مها ..والله بعدها ما راح اتركك لو ايش يصير .
انتي لي , وبتبقيـــن لي للأبد ..
من ثلاث اشهـــر , سمــع صــوتها ألحيــن ..
اخيـــرا اتصلــت عليه .
كان وده يكون قاسي اكثــر لكن خاف انها تهرب منـــه , يكفي هربها منــــه مرتيــن .
وكان وده يكــون حنـون معاها وخاف انه يبيــن ضعفـه لها خاصه انه ليلحين ما تأكد انها تبيـــه .
وفجأه ضحك على حاله .
كلمته ونســته انه يسأل على جنــس الجنيـــن
ممتاز ..
ممتاز ..
هاليوم الظاهر راح يجفاه النـــوم ..
ريم :
تأخــــر يا ربي ..
تــأخـــر مراااااااا ؟؟
هو بس قال انه بيروح للمسجــد ؟
ويـــنـــه ..؟
اشـــرقت الشمـــس ..
صار لها فتـــره تنتظر .
سمعــــت صـــوت باب الشقـــه ..
واخذت لها نفـــس عميــق ..
الحمدلله هو بخيــر .
استلقت على فراشـها بسرعه , وما تبيــه يشـــوف انها كانت بتموت من خوفها عليه , خاصه بعد ما كلمها بقســوه ..
دخــــل .
الغــرفه ..
وشافها مستلقيــه ومعطيـته ظهرها .
قعــد بتعــب على الفراش , وفصخ اهدومه , ولبس دشداشة نـوم ..
أه ه ه
ريله , التعــب راح يذبحـــه ..
استلقى ..
وطلع نفســـه " أه ه ه ه ه ه ه ه ه "
الراحـــه .
مرر ايده على ذراعها العاريه ..بعد ما لاحظ اهتزازها ببكي مكتــوم .
قرب على قد ما يقدر .
وباس كتفها برقه .
وقال بهمــس " لفي علي بشــوفج , بشوف ويهج ؟ "
عضت شفايفها ..
كانت تبغى تعانده , لكن ما اقدرت ..قلبها ما عاد يقدر على انه يعانده
لفــــت عليه , ما شافته ..نزلت عينها على صدره ..وما ارفعت عيـونها ..
حــب كتفـــها برقــه ..
وقال بجديه " ريم ..انا ادري ان هالشي صعب عليج ..خاصه بعد طريقتي معاج اليوم..بس ودي اسمع صـوتج وانتي تقـولين لي عن شكثـر تحبيني "
لما شافها متردده قال برقــه " عشاني ؟ "
قــربت منه اكثــر ..
هالأسلوب جديد عليها , من أول ما ألتقــــــت فيه للمره الثانيـــه ما تكلم برقــه معاها .
برود ..قسـوه ..تجاهل ..
الرقـه بعيده عنه ..
كانت تبغى توريه انه متى ما طلب منها برقــه , وحنان يقدر يحصل على اللي يبغاه , اي كان الشي اللي يبغاه .
فقالت له بحـــب " احبــك ..حبيبي ..اعشقــــك ..تدري متى شفتك أول مره "
بان الأهتمام على ملامحــه ..كانت تدري ان هالموضوع جديد عليه ..
" تذكـر لما جيت انت وعمي سعود لمزرعة جدي فهد لأول مره ..وكان في سباق خيـل , وانت كنت مشارك فيه ..انا ..كنت اناظرك من الدريشــه البعيــده فــوق .... فـــــــوق ..عيني ما كانت تطيـح منك ..ما كنت متصــوره ان فارس احلامي موجود بالحقيقه .."
سمعــت صـوت ضحكه هاديه صادره منه على لفظ فارس احلامي ..
خشــت وجهها بصدره لما انحــرجت وحســـت بأنه صار احمــر .
" حتى ان البنات لاحظوا لكني تعذرت بأني اناظر الخيـــل ..كان عمري 14 سنــه.. عمــر تخيل كنت اعشــقك وانا بهالســن "
قال بصـوت غريب " حتى وانا حجـر وما احــس "
تفاجأت انه يذكر كلمتها له بوقت الطلاق واللي قالتها له من جرحها والي ما كانت تقصدها حرفيا .
تذكره لهالكلمه معناه انه انجرح منها ..
وهذا دفعها انها تقــول بكل اخلاص وجديه " اعشــق كل حاجـه فيك "
وارفعــت راسها بعشــق له .
كان ويهه يناظرها بغموض وبعدها
وبعدها اكتسى وجهه بتعبيـــر رقيــــق ..
نــزل راســـــه , وفي باله شي واحد ..
انه يرتوي من النبع اللي كان محروم منه لفــتره طويله ..واللي يحس انه ما يقدر يرتوي منــه ..وما يظن ان العمر كله بيكفيــه
لما رفع راســـه قال " ريم خليني اثــق فيج يا ريم ..علميــني مره ثانيـــه اني اثــق فيــج "
حـــب راسها ..
وخدها ..
وكتفها ..
وقال " لا تفقدين الأمل فيني "
مها :
بعد ما تأكدت انها ما راح تنام ..
قامت حضــرت لها الريـــوق , عندها موعد اليــوم مع الدكــتوره , موعد الجيك اب الشهـري .
بدت تاكل لأجل طفلها .
كانت تبي غانم يصحى , ما تبي تروح تقعده بعد اللي صار امـس , ومعرفتها باللي سواه ..
تضايقت ان في احد من اهلها رافض زوجها كليا , وكان يسوي اللي يقدر عليه عشان يحرمها من زوجــها ..لكن نيته كانت سليمه يبي يدافع عنها ويحميها ..وهالشي ان صدر من خالها غانم فأهو يعني شي كبير
وفوق هذا تصـرفه كان له اثر ايجابي , خاصه بالنسـبه لها , لأنها تدري ان لولا اللي حصل ما كان جاها خالد ,و ألتقــوا ببيتهم , واحملت ..
حطــت ايدها على بطنها ..
يمكن عشان جذي مو قادره تـزعل عليه , أو تأنبــه .
لما شافت ساعتها توجهـــت ..لغرفتها لبســت اهدومها .
وحطت لفتها على راسها ..
راح تروح مع السايق اللي مخصصه جدها لها ولتنقلاتها ...واللي فيها ...فيها .
سمر :
كانت ملاحـظه تغيـر ملامح وجه امها للأحســــــــن ..
كانت تبتسم وتســتمع لكلامهم ..
وتضحك لكلام قتيبــــه .
من أول ما شافت مها ذاك اليوم بالمستشفى وهي مهي قادره تنزع وجهها من عقلها .
خالد ما قصــر معهم ..
لما قتيبه عجـز انه يحضر قام فيهم .
هذا غير انه ما قال لحرمتــه عن الأنفصــال ..
بس صعـــب عليها تعلم حرمـــه غريبــه عنها , جميـله , مغروره , انها انرفضت من ولد عمها ..
يا ربي وانا وش دراني ان كانت مغروره ولا لأ ؟؟
انا شكلي بكــون مثــل فاطمــه بس افكــر بالجانب السئ بالناس .
هي ما اعملت لي حاجه , طبيعي اي حرمه بتغار على زوجها .
وهي حامل مسكيــنه ..
يعني اكيـد خايفه مني , ومن تهديدي لحياتها ..
اسمعت صــوت ضحكــة امها .
ردت ركــزت على الكلام ..
سمعـــت قتيـبه يقــول " والله يمه , احـس قلبي من تجيبين طاريها يضرب , كنه فيه طبــول "
ردت عليه امها "هههههه الله يقطع ابليــسك يا قتيــبه "
قال قتيــبه بمــزح , وشقاوه " انتي اطلعي من المستشفى يما... بلا دلع , وعجليهم للزواج "
رمـــته امه بالكلينكس ..
وقالت لولدها بمــزح وعتاب " وهذا اللي يهمك ساره , وبس ....وانا وصحتي موب مهمــين " وكمــلت " الله يعيــن .. هذا وانت بعدك ما تزوجتها ...أجل لو صارت حليلتك وش بتســـوي ؟؟!!"
ضحـــك قتيـــبه , وقرب من امه , وبدى يبوسها ..
وامه تحاول تتغلى عليــــه , وتبعده عنها ..
وبدى يقــول بصــوت ضاحك ودرامي " لا والله يمـــه , انتي الأولى ...ما ينافسج احد بالغلااااا "
سمــر تحركــت من مكانها وعلى وجهها ابتسامه ..
خاصه لما اسمعت رد امها " وانا شريكتها ياللي ما تستحي "
طلعـــت سمـر من الغرفـــه على صــوت الضحكات ..
ان كانت مشغــوله بالأفكار ما تقدر تجلس بمجلس فيه كلام , ما تقدر تركـــز ..
بدت تتجــول بالمستشفى .
تمـــر على كافــة الأقسام ..بيوم من الأيام هي بتكون طبيبه , دكــتوره , تشــوف المرضى واحوالهم ..
اوقفـــت على قســم الأطفــال ..المواليــد ..
بدت تتأملهم , يا الله , هذي هي المعجـزه المتكرره ..
الولاده .
وش هي مشاعر اهلهم ..
الأم ..الأب .
ابتسمـــت برقــه .
لكن فجأة تذكــرت شكل مها , الحامل ..
وكيــف كانت تناظرها ؟؟
تحــركت من المكان , بتـــــوتر .
ولما وصلت لمكان قريب من العيادات شافـــتها !!!!
مها , كانت ظاهره من عيادة أحد الدكاتــره !!
كان واضح عليها التعـب لكن هالشي ما اخفــى ابدااااا جمالها المبهــــر ..
الحمل مضفي على جمالها جمال , سبحان الله .
وبدفـــعه غريبــه , نادت " مها ."
اوقفـــــــــت الحرمـــــه , لكن بعدها تحــركت من غيــر لا تلف وجهها كنها اعرفت من يناديها .
لكن تأنيـب الضميـر دفع سمر انها تستمر بالمناداة " مها "
لكن مها سرعـــت من مشيها ..
وسمــر سرعت بالمشــي ..واقدرت تلحــق على مها لأن حالة مها ما تسمح بالمشي اســرع من كذا ..
امســكت ذراع مها , ووقفتها ..
مها لفت ويهها وقالت بعصبيـــه " نعـــم ....انتي شتبيــــــن منــــي ؟؟؟؟؟ "
كان لسمر دافع انها توقف وما تتكلم , لكن قالت " انا ابغى اقــولك حاجـه "
مها اسحــبت ايدها بقــسوه من ايد سمــر , وعيــونها كانت مغمــوره بالدمــوع ..
" ما ابي اسمع شي منج .." سكــتت تاخــذ نفــس من انفعالها , وقالت " انتي بتشاركيني زوجــي وانا مجبوره, لكن انا مو مجبــوره اكلمج فاهمــــه "
ومشــــت , تاركه سمـــر مصدومه ..
لكن سمــر قالت كلمه , خلت مها تـوقف مكانها ..
قالت " انا وخالد انتهينا "
مها لفـــــت , والدموع اللي كانت بعينها تبخــرت , كان على ويهها تعابير الصدمه ..
وسمــر شافتها تحــط ايدها على بطنــها ..
وسمعتها تقول " انتي ......انتـ ...ـي ...شتـ ...شتـقــوليــن "
سمر قربت من مها وقالت بصراحه وقوه " خالد جا لنا من اول ما جيتي وانهى الخطبــه , قال انه عنده حرمـــه وطفـل , وما يبغى يظلم احد "
حطـــت مها ايدها على حلجــها ..
وكمــلت سمــر والحقيقه اول ما اطلعت ما عادت تقدر تردعها " انا اللي طلبت منــه ان يخبي الموضوع لأجل امي , وحالتها المرضيــه , وهو ما قدر يرفض الطلب , انا راح اعلن فسـخ الخطـبـ ......"
سكــتت سمــر وامسـكت ذراع مها , خاصـــه لما شافت الشحــوب اللي غمــر وجهها ..
وقالت " مها ...مها ..اش فيـــــه "
مها عقلها ما كان متــقبل بالبدايـــه ..
لكن لما اســتوعبــت بــــدت تصيــــــح ..
وبصــــوت عالي ..
ما كانت حاسه انها بالمستشفى , وبمكان عام ..
ظلمتـــــــــــــه ..
ابيـــــــــــه , ابيـــــــــــــه ظلمتــــه
بدت تصيــح بعجــــز ..
بجيـــــــها كان بجــي قهــــر
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
سمـــر اللي بدت تشــوف الأنهيـــار , خافـــــــت ..
وخذت بأيد مها وقعدتها على الكرسي .
انا الظالمه ..
ظالمه ..
لأني عقب كل هالسنين من الزواج ماعرفت زوجي عدل ولا اشلون يفكر..
كنت راح اهد زواجــــــــي بأيدي ..
وااااااااااااااااي قهــــــــــر ..
راح امـــــوت , حبيبي ظلمتــــــــــــه
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
وبــــــدت تقـــول لسمــــر من غيـــر شعــور بوسـط دموعها " ابيـ ..ـه ....انا ....انا ...انا ظلمتــ...ـه ...أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
سمـــر اللي ما كانت متـوقعــه هالردة فعل الكبيــره , حـــطت ايدها على ظهـــر مها وحاولت تهدي المرأه الحامل ..
مها واهي مو مستوعبـه , حطت راسها على صدر سمــر .
" اهــو ....ابيـــــه ......انـ...ـا أأأأأأأأأأأأأأأأ اشســـ...ـويـــت "
سمـر ما كان على لسانها غيــر كلمه وحــده " بس يا مــها ...بس يا مها "
مها ما كانت قادره تستوعـــب ..
ان الخطبــه منتهيــــه , كان معقــول تتقلبها بطريقــه عاديــه .
لكن انه اهو ينهيها هذا شي ثانـــي ..
اهو أول ما شافها مره ثانيـــه بالسعوديه , انهى علاقته مع بنت عمـــه ؟
انا الظالمه ..ليش ما نطــرت ..
حســـت بالغثيان قامـــت بسرعـــه , وراحـــت للحمام ..القريب من كراسيهم , وسمــر لحقتها ..
وبدت تجدف ..وترجع اللي بكبدها ..
ما كانت قادره تسيــطر على روحهــا .
ومو مستـوعبــه وجود بنت عمه ..
مو مهتمه ..
انهار عالمها ..
كل هالأشياء دليل على انــه ....
على انــه شــاريها ..
ردت تطلع اللي بكبدها ..
اهو شاري ومن الواضح انها هي البايعــه .
اهي اللي ما اقدرت تحكـم عقلها .
تحدى الكل عشانها , اهله والكل..واهي ما اقدرت تتحدى حتى نفســها عشان تكــون معاه ..
بعد ما انتهــــت ..
طلعــت من الحمام .
وشافت وقـــوف سمــر الخايفــــه عند الباب الخاص بالحمام الداخلي ..
اول ما شافت سمـر , حســت بالدموع تتجمع بعيــونها للمره الثانيـــه .
قالت لها سمــر بخوف " انا اســفه ما كنت اقـصد اني ..."
عضـــت مها شفايفها , وقالت بدموع تتجمــع " انــا ....انـ..ـا اللي اســفـ...ـه "
حــست بدوخــــه , وتسندت على الطـوفه .
سمــر اخترعت وقربت " تعالي اخذك معي ...تعالي .."
هــزت مها راسها برفـض .
تحـركت من مكانها وبعدت عن سمـر ..
وقالت بتعــب , تبي تكــون بروحها " مشكــوره ..مشكــوره ..لكــن انا بروح ألحيــن "
لفت على سمــر ..
وقالت وصـوتها يتحشرج , ومو راضي يطلع بصـوره طبيعيه .." ما راح انسى انج علمتيني هالشي ..خالد ما كان ممكن يقوله لي .. مشكوووره ما تتصورين ..أأ ما تتصورين .."
وخانها التعبير ..
الدموع انـزلت من عيـونها , وقالت بتعــب " راح يكون هالشي دين برقبتي ..خاصه انج ما كنتي مجبــوره تقـولين هالشي لي "
سمــر اللي كانت بالأول خايفــه انها تسرعـــت , لكن بعديــن لما شافت ردة فعل مها تأنــب ضميرها انها ما قالت من الأول ..
ردة فعــل مها كانت قــويه , دليل على المعاناة , والألم اللي كانت تعانيـــه .
اطلعت مها من جدام سمـــر ..من الحمام ..
واهي ما تبي شي ألحين , غيــر خالد ورضى خالد ..
بدت تحـس انها ما تستاهل خالد .
وايد عطاها , واهي ..
بدت تحــس بدوخــه .
تبي تــوصل للشقـــه , وبس .
سمـــر , ألحقــت مها من بعيد وبعد ما تأكدت دخــولها للسياره ..ارتاحــت , كانت من جد خايفه عليها ..
تنفســــت سمـــر براحـــــه .
اتخذت القرار الصحيح ..خالد ما كان بيوم من الأيام لها ..هو لمها , لحــرمتــه , وللطفــل اللي جاي بالطريق .
مها :
كانت قاعده تصيـــح ..
ما اهتمت بنظرات السواق اللي كان خايـــف ..
وتذكــرت شنـو قالت لها سمــر , وبدت مره ثانيـــه نوبــــة البجـــي والإنهيـــار .
طلعـــت تليفــونها ..
بعد ما حاولت تتمالك نفسها !!
واتصلت على حبيبها .
على زوجهــا .
ما تصــدق انها من جم ساعه متصله عليه , واهي مو متأكده ان كانت راح ترد له و لا لأ ..
وألحيـــن مو عارفه شنو تســوي له عشان تراضيــــه .
انــرفع التليــفون من الجهــه الثانيــه .
وسمعــت صــوته يقـول بجديه " نعم يا مها "
ردت تبجي بصوت عالي " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ أ "
هذا ريلها اللي هي ظالمته ..
واللي اهي عذبــته ..
الحـــب بالتصرفات , واهو اثبت حبــه بتصرفاته , واهي افشلت بالإمتحان ..
سمعــــت صــوته يقول بلهفــــه " مها اش فيــــه ؟ "
قالت بصيــــاح " تعــــال ...أأأأأأأأأأأأأأأأ تعال "
خالد لما سمع صياحها بهالصــوت كنه مفـطور قلبها , أو كنه مذبوح لها احد ..افــزعـــه .
اش فيـــه ..
نــزل كـوب القهــوه على الصحــن بقــوه ..
ادت إلى انسكاب القهوه من الكــوب من غيــر حتى لا ينتبــه خالد على هالشي .
ردت قال بقــــوه " اش فيــــه يا مها ؟ "
ما قدرت تتمالك نفســها ..
" ابيـــــك ...أأأأأأأأأأ أبيـــ.....ـك ....تعـ..أأأأأأأأأأ..ـال .....والله ..والله أأأأأأأأأأأأأ انا احــبك "
خالد لما سمعها تقــول هالكلمه , اللي من زمان ما قالتها ..
خاف عليها من جد ..
وقال بهدوء يبغى هدوءه يوصل لها لأجل تتمالك نفســها " مهــــا ..."
ما خلته يكمــل قالت ببجي " قـــول ..قــ...ـول انك أأأأأأأ مصـ..ـدقني .....أأأأأأأأأأأأأأأأأأأ..احبـــك "
رجــف قلبــه من الكلمه ..
ومن طريقتها اليائسه بالكلام ..
قال بجديــه بعد ما وقف , وهو مو قادر يبقى بمكانه وهي تبكي بهالطريقه " مصــدقك يا مها ..بس انتي ..."
سمــع صــوت بكاها العالي " انا ..انا اســفه ..انا احبــك "
قال بلهجــة ارضاء , كنــه يكلم طفــله " اش فيــه يا اميــره ..اش اللي حصـــل ؟ "
خــف صــوت بكاها ..
وبقى صـوت الشهقات ..
وبعديــن قالت " مـ..ـا أقـ..در اعيش من غيــرك ..احــبك "
تكرارها للكلمه خــوفته ..
وكملت برجـــاء " تعال ...تعال "
تنـــهد وقال " راح اجي ان شاء الله ...انا قلت لك اني جاي اليــوم "
بوسـط الشهقات قالت " تعال ألحيـــن "
ابتســم برقــه على طفـوليتها ورقتها ..
ما يقدر انه يرفض لها طلب ...خاصة ان اطلبته بهالطريقه .
ما يدري ايش اللي حصــل , وخلاها تتصـل عليه وهي بهالحاله .
سمع نفســه يرد " ما اقدر يا اميــره , انتظري كم ساعه "
قالت بطريقــة قـويه " امــوت عليك , وما راح أتخلى عنك ابدا , تسمـــع , انا مينونه لما ظنيــت اني اقدر اتخلى عنك , انته حياتي وعمري , كل شي بحياتي ..انا وانت بنربي البيبي مع بعض .." وكمــلت برجفــه " اسـ..ـفـه .."
ما كان مصدق ان بالواقع ..
ان مها حقيقي متصله عليه , وتقــول له هالكلام ..
ما يبغى يقــول شي , وبعديــن ينصـدم انه حلمان , او انها ما قالت له اي شي
قالت له " سمعــــت اللي قلتـــه .."
هــز راســه بموافقــــه ..
وكنها راح تشــوفه .
لكن بعديــن ابتسم من تصــرفه ..
وقال بصــوت متغيــــر ما يدري من ايش " ايــه سمعـــت "
تنحنح يمكن يرجع صـوته مثـل ما كان ..
وبعديــن كرر نفــس الكلمه " ايه سمعـــت "
قالت له بحــب , واهي ترجـف " احبك " , حاسه انها ما تقــدر تــوفيــه حقــه من هالكلمه على كل اللي سواه لها ..
ضحـــك واهو يحــس بنفســه بخــف الريشــه من الراحــه ..
لكن قال بجديه " شكــرا "
على الرغم من راحتــه , يبغى يكون قبالها , ومعاها , لأجل يتأكد ان الكلام فعلا كان صادر منها ..
بعده ما يحس بالأمان على الرغم من كلامها ..
هجرانها له ولمرتيــن اثــر على مدى تقبلــه لكلامها , وتصديــقه لها ..
مها ادخــلت الشقــه ..
ورأسا لغرفتها ..بجــــت لما تمكن النــوم منها ..
وقــت السـفر (موضي) :
متى ترجع مها لخالد ؟
ايـــه بدت تتمنى يرجعــون لبعض ؟
ولدها كان متغيــر مره , بطريقه آلمتها هي امـــه !!
شتان بين خالد اللي مع مها ؟
وخالد اللي ألحيــن ؟
يمكــن ان راحــوا لمصــر , تقــدر تقـنعه يروح لحرمتـه ويجيبها من الكويت او من مصر , او من المكان اللي هي فيــه .
حياة ولدها ان تدخلت فيها فراح تتعب , وتضايقــه هو ..
فأحســن لها انها تتقــبله , وتتقبل قرارته .
هل يا ترى سمـر راح تقــبل بخالد , وهو على ذمتـه مره , وعنده طفـل .
ان شاء الله ..ليش لأ ...خالد ما ينقصــه شي .
الله يســعده بأي شي يبغاه ..مثل ما هو مريحها , ومسعدها ..
ولدها ما في منه اثنيــــن الله لا يحرمها منه .
ساره :
وقفــت تودع امها عند الباب , وتبــوس راســها ..بحــب وتقـدير.
وامها ما وقفــت توصــيها وتوصي فاطمـه , وبدر على البيـــت , وعلى اللي لازم يصير واللي ما يصير ..
بعد ما اطلعت امها , مسكــت ايد خالد ..وباست خده , وراســه ..
ابتسم لها برقــــه ..
غريب خالد بهالوقــــت متغيــر , على تعابيره راحه غريبه .
ملامحه مرتاحه ..
متغير عن لما جتــه امس بالليل .
ردت له الإبتسامه وقالت " الله يخليك لنا يا خالد "
ضمــها بذراعــه اليميــن بطريقه سريعــه , خاصه انه ذراعـه اليسار حامل فيها شنطـه ..
وقال لها بهمـس " شقـول لقتيــبه ؟؟ "
ضمــته بقــوه , وبعديـــن ابتعــدت شــوي وقالت " شـورك وهداية الله يا خالد ..ما بعد رايك راي , ولا بعد قــولك قــول "
فاطمـــه بعد مااطلعـوا , امسكــت ايد ساره وقالت لها " وش قلتي لخالد ؟ "
ابتسمت ساره بسريه وقالت بهدوء " هالشي بيني وبين خالد "
*********
بعد ساعــه من الوصول لمصــر (خالد ):
امه ارفضــت ترتاح بالفندق راسها وألف سيــف تروح للخاله بدريه ..
وصلها للمستشـفى ..
وهو وده يترك الكل ويروح للي كانت تبكي تطلبـــه .
لكن الواجــب هو الواجـــب ..
بعد ما استأذنــوا , وألبست خالته الحجاب , ولبست سمـر ..
دخـــل ..وسلم بصـوته القـوي الجهـوري ..
امه موضي أول ما شافــت صاحبتها ضمـــتها بحـــب ..
وبدت تقـــول " الحمدلله على سلامتك يا الغاليــه ..يعل اللي فيك يكون بعدوينك واللي يكرهونك ..يا بدريه "
خالد ابتسم ..لكن كان يعطي ساعته نظره سريعه .
يبغى يلتقي بمها ..يبغى يتأكد انها تقصد كلامها اللي قالـــته له .
يبغى يتأكد انها ما تراجعت عن كلمتها ..
سمــر لما شافــت خالد ..حســت انها ارتاحـــت ..ما تحس حالها مديـونه له .
ردت له ديــنه بالكامل .
بلغـــت مها بالوضـع , ومن انهيارها واضح انها كانت تعبانه من هالوضع ..
وتأمل انها تكـــون من اللي يشملهم الحديث الشريف ( ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة )
خالد جلـس بقــرب قتيــبه , وسأل بهدوء " وين عمي حامد ؟"
ابتسم قتيبه وقال " الوالد كان معانا الصبـح , لكن هالوقت لازم يرتاح "
هــز خالد راســه وقال " الله يعطيـه طولة العمــر "
لما خالد انتبه ان الضم بين امه والخاله بدريه انتهى, وانهم اسكتــوا ..
قال بصــوته الجهـوري " الحمدلله على السلامه يا خاله "
ردت مرة عمه " الله يسلمك يا خطيــب بنتي "
سمــر لفــــت على امها بإنحـراج ..
لكن خالد ما كان واضح عليه الإحراج بالعكس تصـرف طبيعي .
انحــرجت مرااااااااا
من كلمة امها .
ومن تصرف خالد الكبير .
فقالت بعجــله وتهـــور , وجهها حار من الإحراج " يمــه ودي ابلغك بحاجــه على انفراد "
قتيــبه رد بعدم رضا " سمـــر .."
لكن سمـر مو في بالها غيـر انها تبلغ امها ..
تغاضت عن النظر لخالد ..
وتغاضت عن نظرة قتيبه الغاضبه ..
كلمـــة امها احرجتها ..
خاصه ان خالد يدري انها هي (سمر) تدري من زمن عن فسخ الخطـبه .
امها ان استمرت تظن انها مخطــوبه لخالد , بتقـول كلام اصعب من كذا , وهالكلام بيخليها تخجل انها تحط عينها بعيــن ولد عمها .
بس تبغى تبلغ امها بحقيقة الوضع لأجل توقــف هاللحظات المحـرجه ..
امها ناظرتها ..
اما خالد فقال بهدوء " انا استــأذن "
لأن كلمة سمـر كانت واضحه القصــد ( اطلعوا واتركوني مع امي )! هذا اللي ينفهم من كلمتها ابغى اكلمك بأنفراد
وبما انها اطلبت هالطلب ألحيـــن فهو حاس ان الموضوع متعلق بالخطبه ..
وهو يبغى يعجل بفسخ الخطبــه ..
وطلع ..
وام قتيبه عطت ابنها نـظره تقصـد فيها ( اطلع )
قتيـــبه نفــذ كلام امــه واهو محرج من تصـرف اخــته ..
ومو راضي ابدا .
كان واضح ان اختـه تطرد الجميـع من الغرفه ..
ما احشـمت احد .
لو ما امه ونظرتها اللي وجهتها له , ما كان ظهر , ولا كان سمح بهالتصرف الطفـولي
ولما قامـــت خالتها موضي بتطلع بعد , قالت سمــــر بهدوء " لا يا خالتي , اقعدي , انتي ما انتي غريبـــه "
موضي اقعدت مع انها ما كانت حاسه بالراحــه ..
لكنها ما حبت ترد سمـر !
اما سمــر فردت تلــف على امها ..
وحســت انها خلاص , ودها ترمي حالها بحضن امها , وتبكــي , من الراحه انها راح تنهي الموضوع للأبد ..
قربت , واجلست قرب امها ..
ومقابلها .
امها رفعــت ايدها وحطتها على ايد سمــر , قالت بكل تـوتر " سمــر , اش فيـــه ؟! "
شافت سمـر امها وقالت " يما , خالد ....خالد متزوج ! "
موضي نزلـــت راسهـــا , بهاللحظه تمنت لو ما كانت موجوده بقرب صاحبتها !
الموقـــف كان مرااا محرج ..
خاصه انها هي اللي خاطبــه بنت بدريه ..
امها هدت ايدها وقالت " ايـــش !! , ايش تقــوليــن انتي ؟! "
ولفت بدريه على صاحبتها , تبغاها تنكــر هالشي , او تنكـر هالخـبر , لكن منظر صاحبتها كان اكبر دليل على حقيقة الوضـع .
سمـر كمـلت الخبــر " خالد متـزوج , وحرمتــه حامل ..وانا ..."
بكل عصبيه قالت بدريه " انتي ما راح تتزوجيــنه "
سمر ارفعت عيـونها من ايد امها اللي كانت تناظرها طول الوقت خلال كلامها ..
اما موضـي فإنصدمــت ..
ما كانت متوقعه ان بدريه راح ترفض خالد .
وقالت " لا يا بدريــه الله يهداك .."
لفت بدريه على ام خالد وقالت " بنتي ما راح تتزوج رجــال امتزوج يا موضي ! , ومو بس امتــزوج وينتظر طفــل بعد "
سمــر كانت تناظر امها بإستغراب , ما توقعت ان امها راح تتخذ هالقرار !! حتى قبل لا تسمع قرارها
توقعــت ان امها راح توقف مع خالد , خاصه انها متحمسـه وتبغاه يكون زوج بنتها .
قالت موضي " بدريه , اتركي بنتــك تقرر اللي تبغاه .."
سمر كانت تحـس كنها تشــوف امها بعيــن ثانيــه .
معقـوله هي ما تعرف امها , ما تعرف ان امها راح تدافع عنها ..
تدافع عن مصلحتها .
كانت تحــس كنها قدام اكتشـاف جديد عليها ..
واللي هو امها بدريه
هــزت بدريه راسـها وقالت " الحشيــمه لك يا موضــي , لكن ولدك , ما راح يتزوج بنتي ....بنتي يا موضي , مهي ناقصــه , ولا هي رخيـصه , لأجل نزوجها من رجل امتزوج , وحرمتــه حامل ..ولدك ما راح ياخذ بنتي الغاليـــه , لو يصير اللي يصيـر "
لفت ويهها لسمــر , اللي كانت تبــولع بريقــها من الصدمـــه , ومن الحـــب , ومن الأمتنان ..ان عندها ام مثــل هالأم .
كانت تبتسم لكن الرغبه بالبكى كانت تخليــها تسكــر فمها , وتحاول ترد تشـده على شكــل ابتسامه .
مسكــــت وجــه سمر بحنان وقالت " سمــر , انتي ما راح تتزوجي خالد , اوعديني انك ما راح تتزوجيــه "
وكملت برقـــه " سعــاده الإنسان يا سمــر , ما تنبني على تعاسه غيــره , ابدا , ابدا "
هــزت سمــر راسها بالموافقـــه , وهي تتنشــق ..
قالت لها امها " سمــر انتي غاليــه يا بنتي , ما انتي رخيــصه , راح تلقيــــن غيــر خالد , واللي احســن من خالد , اهم شي سعادتك "
موضي اسمعت اللي يكفيــها ليـــوم واحـــد !
قامت بهدوء من مكانها .
ما تقدر تدافع عن ولدها .
قامـــت موضي من مكانها , وهي بنيتها الخروج من الغرفــه ..
لكن وقفها صـوت بدريه اللي قالت بهدوء " موضي ابقي شـوي خلينا نتكلـم "
لما لاحظت ان موضي مو راضـيه اتحرك من مكانها اللي هي واقفــه فيه لفت على بنتها وقالت " سمـر اتركيني مع خالتك لحالنا "
تحركــت سمر واطلعت ..
اما بدريه فقالت بهدوء " انا اللي المفروض ازعل , مهو انتي !! "
وهذا خلا ام خالد تلف عليها بسرعـه ..
وكملت بدريه تقول " موضي... سمـر هي بنتي الوحيــده , اللي اخاف عليها من نسـمة الهوا , ما كنت راح اقبـل انها تتزوج من رجل امتزوج اي كان هالرجل , حتى لو كان خالد نفســه "
موضي ما كانت زعلانه من بدريه ..
كانت متضايقـه من الوضع ككل ..
تنهدت ام خالد وقالت " من اول ما عرفت ان خالد متزوج , عرفت ان هذا بيكون ردك , يمكن هذا اللي كان مضـيق صدري اكثــر شي , اما انتي فمستحيـل اتضايق منك "
ابتسمــت بدريه لها ..
وقالت بهدوء " تعالي اجلسي بقربي يا موضي "
قربت من صاحبــتها , صديقه العمـــر , اثنينهم تزوجــوا بنفس اليـوم .
بدريه من حامد , وهي من جاسم ..
كانوا بنفـس العمر , وهذا عمق العلاقه ..
كانوا دايما مع بعض بتكلمون عن احلامهم , عن رغباتهم , عن اطفالهم .
وكانت احد احلامهم هو ان اعيالهم يتزوجـون من بعـض .
لكن الظاهر ان الله ما كتب هالشي ..
قالت بدريه بأبتسامه " خالد وسمـر ما الله كاتب لهم انهم يتزوجـون بعض ..لكن ان شاء الله قتيبــه وساره بيحلون محلهم "
....
سمــر أطلعت وتجاهلت مكان جلوس خالد وقتيبه .
لأنها مرتاحه ..فهي ألقت بالحمل عن كاهلها .
اخيــرا انهت هالمرحله من حياتها على خيــر ..
....
خالد اللي كان قاعد مع قتيـبه بالكراسي القراب ..
كان مرتاح لأنه عرف من نظرة سمر وطريقتها انها بتعلن فسـخ الخطبـه .
قتيبه بقربه ..لازال يعتذر عن تصـرف اختــه ..
لكنه سكـــت بعد ما اطلعت ام خالد , وتوجهـــت لهم , وقالت بكل هدوء " سمـر افسخــت الخطبــه "
غمــض خالد عيــونه براحــه .
يحاول يحافظ على هاللحظه من الراحـه ..ألحيــن يقدر يقـول لمها انه ما راح تكون في شريكه عليها .
وما في شي راح يضيق عليهم حياتهم بإذن الله
موضي ببساطه..ما تقدر تلوم بدريه على قرارها وقــوتها بأتخاذه ..
هي نفســها راح تتخذ نفس القرار لو كان الموضوع متعلق في بناتها .
أما قتيــبه لما سمع الخبــر لف على خالد بعجله ..وخــوف
خاف ان اختــه انهت حلمه بأنه ساره تكون حرمتـه وزوجتــه .
ما فهم تعابير وجه خالد .
لكن كان متـوتر على الأخــر
ومصـدوم من قرار اختـه المفاجئ .
قام خالد من مكانه من غيـر اي كلمه ..
وهذا دفـع قتيبــه بأنه يقــوم بعده ..
ويقــول " خالد .." لف عليه خالد بإبتسامه .
لكن قتيبه خاف من هالإبتسامه ..
وقال " انا ما راح اتخلى عن ساره ..خالد ..انا أبغـ...."
حط خالد ايده على كتــف قتيبه وقال بهدوء وجديـه " ساره لك يا قتيـــبه ..ما راح تكون لغيرك بإذن الله , اعتبر ان هذا وعد مني ..وان شاء الله ما راح اخلف بوعدي "
وطلع هو وامه من المستشفى ..
موضي :
ما تكلمت مع ولدها طول الرحله للفندق ..مع انه حاول يكلمها عدة مرات ..
لما وقفــت السياره قدام الفندق ..كان واضح على ولدها الضيـق .
قبل لا تنزل قالت له "يا خالد ...انا ماني زعلانه عليك ..الله يوفقــك ..ويسعدك ..الله مهو كاتب لك سمـر ..والحمدلله على كل حال ..ابغاك تراضي مها ..ابغى اشوف ولدي سعيد ومتهني مع حرمته ..و اعياله ..منيتي يا خالد اني اشــوفك مرتاح "
وانزلت تاركه ولدها مصدوم ..ما توقع ان امه تقول هالكلام ..
الحمدلله ..الحمدلله .
غانم :
كان قاعد يتساءل شلون راح يقـول لمها انه خلاص لازم يرد الكويت ..
اصلا اهو حضر جنطته ومو ناقص إلا انه يبلغها ..
التذكره بيده ..
بيحطها عند عمر خاصه انه طلع من المستشفى...يمكن اللي منعه من التدخـل اكثـر اهي كلمة مها ( انا راح اكون سعيده مع زوجي )
يمكن ..
لما دخــل عليها كانت نايمــه ..
وما يبي يقعدها عشان يبلغها هالخبــر .
لازم ينطــر .
تحـــرك من مكانه للباب , بيطلع شــوي يغيــر جــو قبل موعد روحتـه للمطار , مل من البيت ..مل من نفســــه .
فتــح الباب ..
وتفاجــأ باللي واقف بالطرف الثاني ..
غانم كان منصدم ..لكن تمالك نفســه بســرعه ..وانطقــت ملامحه بعدم الإستلطاف الكلي .
وقال " خالد "
خالد قســت ملامحـــه وقال بنفس الطريقه البارده " غانم "
ظلوا للحظات يشـوفون بعض , لما قال خالد " وين حرمتي ؟ "
غانم وقف بويه الباب جنــه بهالطريقه بيمنع خالد من الدخـول وهالشي اغضـب خالد .
وقال بطريقه صريحه " ومن قالك اني راح اسمح لك بأنك تدخـل وتشـوف بنت اختي "
قرب خالد من الباب , لما شاف وجهه قريب من وجهه غانم .
وقال ببرود " انت فاهم غلط يا غانم ..حرمتي انت مالك كلمه عليها ..انا اللي اقرر ان كنت ابغى اشـوفها أو لأ "
جواب غانم كان ابتسامه استفزازيــه .
بعدها فتــح الباب لخالد .
خالد ناظره بتفاجئ , ما كان متوقع هالردة فعــل ابدا , لكن دخــل ..
وسمـع غانم يقـول " لو ما كان وراي طياره ألحقها , جان ما خليتك تدخــل , هذا إضافه إلى انها تبيــك , وتبي ترجع لك .......للأســـف "
شــافه خالد بنظـره غاضبــه وقال ببرود " وين حرمتي ؟ "
ابتسم غانم بطريقه استفزازيه وقال " دور عليها "
وطلع وسكــر الباب وراه .
خالد بدى يســـب ويلعـــن هالشخصيــه الإستفزازيــه اللي عكـرت له مزاجـــه .
وبعد ما هدى , بدا يبحـــث عن حرمتـــه , وبدا بغرفتها .
لما دخــل الغرفه بهدوء ..
اول ما طاحت عينه عليه كانت اهي ..
نايــــمه ..
تنفــــس بعمــــــق .
مو قادر يتصـور انه امس بس ما كان يدري هي وين ..او ان كانت تبغى تتخذ الخطـوه وتجيـــه .
وألحيــن هي وهو ..مع بعضهم .
كان ندمان على كل حماقه عملها وبعدته عن هالبراءه والجمال ..
طول علاقته معاها كان اناني ..
ما يفكـر إلا بنفسـه وراحتـه ..ولما عرف غلطه كان فات الأوان ..
وضيع من عمره سنــــه .
قرب من السرير ..
لكن كلما قرب من السرير ..بدى يلفت انتباه شي ثاني غير ويهها ..
بدى يلفت انتباهه بطنها ..
يا الله ..
كبـــر بطنها ..طفلهم في بطنها .
جلس عند فراشها مثل المسحـور , وحط ايده على بطنها وهو مو قادر غير انه يسوي كذا ..ومرر ايده عليه بهدوء .
يالله وش كثــر كبـــر الجنين .
معقـــول هنا في جنين ..في طفــــل صغيــر ..حيطلع بيوم من الأيام ويقــول له ( يبا )
رفع عيـــنه لوجهها ..
وشاف عيــونها الزرقا تتأمله .
حاس نفســـه كنــه يشــوف بالسما الصافيـــــه ..
غرق بعيــونها الزرقا ..
غريب كيف عيونها بهاللون الرائع ..
للحظات ولا واحد فيهم تكلم !
لما اهي انطقــت وقالت بصوت حالم " خالد ..انت حلم ولا حقيـــقه ؟"
قال بهدوء مماثل " انتي اللي حلم ولا حقيــقه ؟ "
ابتسمت له ..
وجهها صــوره رائعــه , تجسد عظمة الخالق في خلقه ..
كان يبغى يعطيها البشـــاره ..
يبغى ينهي الألم ..
قال لها بهــدوء " مها انتهت خطبتي من سمـر ..اليوم انتهت ..هي انهتها "
اختــــفت الإبتسامه .
ببساطه مثل ما اظهـرت .
لما تذكــرت اللي صار , واللي قالته سمـــر ..
لما تذكرت اللي سوته بخالد .
طلع لها الأستنتاج الوحيـد المنطقي ..خالد يحبها .
خالد ريال كبير بأفعاله , كان يقدر يقـول ألحيــن وبهاللحظه انه اهو اللي انهى الخطبه لكنه سكــت
مشاعر تأنيـب الضميـر اغمرتها ..
ارفعت ايدها ومررت اصابعها على شفايفه ..بحـــب
قالت بشجـــن ..وألم على اللي تظن انها سوته فيهم اثنينهم "احـــبك يا خالد .. انت تحبني صح ؟ "
يظن ان العالم كله يعرف وش هي مشاعره تجاهها ..
امه ..ساره ..عمر ..والكل ..
مو بعيد بدر بعـــد ..
ويظن انها هي تعرفها بعد
يمكن لأنه مرتاح من شـوفتها من اعترافها له وجها لوجهه ..لكن ضحـك بخفــه من صيغة السؤال اللي تنبأ بأن الشخص اللي يسأل واثق من الجواب .. وقال ببساطه " واضح انك تعرفيـن الجواب على هالسؤال يا اميـره "
رفرف الحــب بقلبها ..
وقالت بلهفـــه " قـولها يا خالد ..قــولها ..ريحني وقولها "
ما انطــرت جـوابه وقالت " تدري اني خذيــت عهــد على روحي اني ما اتركك ابدا ..انا .."
هذا اللي كان يحتاج انه يسمــــعه
هالعهــــد .
ما كان حلم , ما كان خدعه ..
مها تبيــــه ..
قطع كلامها وقال " احبـــك "
قالها ببساطه لأنه ما عاد فيه ينكرها , وما عاد فيه يحرمها , ويحرم نفســه من هالكلمه .
رجفـــــت شفايفها من روعـــة هاللحظه .
وحســـت انها ما تستاهـل ..
بعد كل اللي عملته في سبيل انهاء زواجهم , ما تستاهل انه يعترف لها بالحــب .
خالد كمل كلامه " مها ..انا اســف .."
ارفعت مها عينها بصدمه .
ما توقعــــت هالكلمه لأنها اهي اللي لازم تعتذر .
كانت تبي توقف كلامه لكن اعجـزت تنطق أو تتكلم لأنها ما كانت تدري على شنــو قاعد يعتذر .
كمل " اسف لأني كنت اناني , كنت ابغاك لنفـسي , كنت مضغــوط مـرا , وهالشي مو عذر ..الكل كان يبغى مني حاجــه , وانا كنت ابغى الهدوء والراحــه , اللي ما كنت ألقاهم إلا معاك ..لأجل كذا أجلت فكـره اعلان زواجنـــا ..لكن اقسم لك بالله اني كنت فخــور فيك , انا مستعــد اني اتقـدم لك من جديد , وتجي امي تخطبـك و .."
سكــت ..وقال بصـوت اقل انفعال " انا اسف لأني خبيت عنك حاجات اساسيه بزواجنا, ولأني حرمتك لفتره من الأطفال , لكن وربي كنت ابغى اجيــب اطفال منك , كنت راح اعلن زواجنا , لما اختلفنا كنت جاي لك لأجل اعتذر من تصرفي , لأجل ابلغك اني عرفت قيمتك لما تركتيني "
انزلت دموعها بصمــت .
مد ايده يمسـح دموعها " الواضح اني صرت خبير بأنزال دموعك ..ما ابغى اشــوف هالدموع يا مها ..ابغى نعيــش انا وانتي وبراحـه وسعاده .."
ابتسمت له من وسط دموعها ..
وقالت " هذي دموع السعاده يا خالد "
ضمته بكل قوتها .. وقالت " انا بعد اسفــه ..اسفه لأني ما سمعتك ..اسفه لأني تغليت عليك ..اسفه لأني ما فهمتك ..انا احبك ..يا خالد ..احبك وايد ..واوعدك اني ما راح اتركك ..ابدا يا خالد ابدا .. إن شاء الله ما راح يفرقنا إلا الموت .."
تحركت من مكانها على السرير , واشرت له قربها وقالت " تعال ابيـــك تقرب اكثر ..اشتقت لقربك , ابي انام على صدرك "
ابتسم لكلماتها
وتحــرك من مكانه ..واستلقى بقربها , واهو بعد يحتاج , ومشتاق لهالقرب .
كانت نايمه على ذراعه ..واهو يمرر ايده من غير لا يحس على بطنها .
اهي ألحيـــن بنعمـــه .
بفضل من الله .
شكــرت الله على كل شي ..وخاصه على وجود خالد معاها للمره الثانيــه .
حتى خالها غانم يستاهل انه ينشكــر ..
خالها غانم ..وتصرفه لما حرمهم من بعض كان تصرف حكيــم , علمهم قيمتهم الحقيقيه عند بعض ..واهم ينتظرون طفــل نتيـجه لفكرته الغريبه بتفريقهم .
لكنها ما راح تقـول لخالد عن هالسالفه ..
وما راح تقـول لخالد عن سمــر ..
يمكن تقــوله بالمستقبل لكن مو ألحيـــن
غريبه هالدنيــا ..شلون تغيرت حالتهم من فراق لوصــل ..
ومو اي وصــل ..
تذكـرت بيت من الشعــر كان ابوها محمد يكرره دوم :
دع الأيام تجري في اعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال ...
ما بين غمضت عيـن وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
صدق الشاعر ..
احساسها بالأمان غمرها ..وهدهدها لدرجـة انها كانت على وشك انها تغفي لما
سمعــته يقــول لها " وش جنس البيبي يا مها ؟ "
جاوبت عليه بضحـــكه ناعســه وهي عاجـزه حتى انها تفتح عينها " ســـر "
بعد مرور شهــرين ( عمر وريم ) :
ريم كانت قاعده تحضر الريـوق ..كانوا بعدهم بمصــر ..
الشركه تحتاج لأهتمام عمر المباشـر , عشان ترد لترتيبها ونظامها ..
وهو مهو قادر يستغني عن العمل ..
زوجها بعد ذاك اليوم ..وهو يحاول يتغيـر للأحــسن .
صحيح تغيـر كان يضحك معاها , يتصرف معاها بصبــر ما كان موجود سابقا , يمـزح بوجودها , لكن ما تخلى كليا عن قسـوته اللي تظهر في بعض الأحيان كنه مو قادر ينسى اللي حصل من ثلاث سنوات , وهالشي كان يعكـر لها مزاجها ..لكن اهي سعيده
اليوم مزاجــه صفـر ..
خاصه انه يبحث على ورقــه من المستشفى الخاصه بموعده القادم ..
أما هي فألحين متحمســه تبغاه يخرج من الشــقه لأجل تشتغل على الغرفه الإضافيه اللي هم ما يستخدموها .
ههههه اضحكت بشقاوه وهي تتصور وجهه لما يشوف وش اعملت بالغرفــه ..
هي قالت له انها تبغاها , وتبغى تعمل فيها اضافات , وهو سمح لها بهالشي ..
وصار لها اسبوعيــن تقريبا تشتغل فيها من غير ما تسمح له بالدخول ..
ابتسمت لما تذكرت فضوله الخاص بهالغرفه بالذات
قطع عليها افكارها
صــرخه جايه من غرفة النوم " ريــــــــــــــــم ...وين الورقـــه ماني لاقيها "
ردت عليه من المطبـخ " طيـــب شـوف يمكن بشنطتي الســوده , لما رحــت معك للمستشفى "
بدت تحط الفطور على الطاوله ..
واجلست على الكرسي تنتظره .
استيقاظها من الصباح معاه بدى يصير صعــب عليها مع الوقــت , لكنها كانت تقاوم النوم لأجل ما يكتشف مفاجأتها ..
مفاجأتها ..
قامـــت من مكانها بأنفعال بعد ما تذكــرت انه شنطتها السودا , حتنهي لها مفاجأتها ..
راحـــت للغرفـــه .
ولكن كان من الواضح انها تأخــرت , لكنها شافته من الباب المفتـوح , وهو ماسك ورقــه , ويقرى فيها ..
تباطأت بالمشي ..
لما حـس بوجودها قال بهدوء مصطنع " شنــو هذي الورقه ؟ "
قالت بهدوء وهي متضايقه انه عرف بهالخـــبر بهالطريقه .." واضح المعنى "
عمر كان مو مصدق انها للمره الثانيــه تخش عليه هالخبـــر
للمره الثانيــه قاعد تخش عليه خبـر حملها .
ردت له كل مشاعره المكبــوته خلال الثلاث سنوات ..
وحس جنــه عدم ثقــته كانت بمحلها .
كانت بطيح الجنين مثل أول مـــره
حرص انه ما يقــرب منها وقال بعصبيه عجــز انه يكبتها " يعني كنتي بتسوينها فيني مره ثانيــــه , كنتي بتخليني مثل الأطرش بالزفــــه , لما اتطيحيـــــن الياهل للمره الثانيــــه , تدريــن انتي مو كفــــو ..مو كفــــووو "
شافتـــه بصدمــــه .
ما كانت متصــوره انه راح يظن فيها هالظن ..
هـــزت راسها بنفـــي عنيـــف وشديد , لكنها اعجــزت عن الرد .
كان اللي قاعد يصير كابوس مهو حقيقـــه ..
قرب من غير شعــور منـــه , اهو رد تزوجها , وبدى يثق فيها شلووووون تســـوي فيه هالشي , مرا ثانيـــه شلون .. و مسكها من كتفها , وبدى يهــــزها " لو ما كنت عارف , وشايــف هالورقه , جان ما قلتي لي ..صــــــــح ؟؟..انتي شنـــــو ...متى بيكـــون عندج احساس ..متى ؟ "
ما كانت تدري انه ما وثق فيها ابدا ...ابداااااا ...
ما تصورت انه يشك فيها بأنها راح تعمل نفس اللي اعملته من ثلاث سنوات , هي حاولت تثبــت له بكل الطرق الممكنــه انها تغيــرت ..
لكن من الواضح انه ما راح يثــق فيها ابدا ..
حاولت ترد , تدافع عن حالها ..لكن كل اللي اقدرت عليه انها قالت " مو صحيح .....مو صحيـح "
عطاها نظـــرة غضـــب وقال " انا الغبي اللي حاولت اثـــق فيج "
لكن ما اقدرت ..لسانها انربــط ..غيــر عن كلمه " مو صحيح "
كانت بتتكلم اكثر عشان تعبر وتدافع عن نفسها بس دموعها اللي عبرت عن ألمها .
تركها بغضــــب .
وطلع من غرفتـــهم ..
واهي بعدها تردد " مو صحيح ..مو صحيح "
راحـــت بعده , لكنـــه طلع .
حطـــت ايدها على شعـرها ..بدت ترجــف شفايفها ..
انفجاره فيها ..
وكلامه القاسي ..
ما يدل إلا على شي واحد انه ما في ثقــه انها ما اكتسبت هالثقه ..
هالوقت اللي مر ما بينهم ما عدل شي بالعلاقه ..
تحركت مثل المحنـطه للغرفه ..اللي كانت تحضــرها للمفاجأه ..
ادخــلت وسكــرت الباب ..
نقــلت نظرها على كل حاجه موجوده ..
وحـــست بالجــرح الكبيــر ..
عدة مرات حاولت تتكلم معاه عن الموضوع اللي صار من ثلاث سنين لكنه رفض الكلام معاها ببرود .
ألحيــن وهي تشــوف الغرفه ..حســـت انها حتمــــوت ..
كان حاسه بخيبــة امل كبيــره
وبــــدت تصيح ..
من القهــــر !!
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ"
ما اهتمت انه اي حــد يسمعها بالوقــــت الحالي ..
كل احباطها بالفتره اللي فاتت طلع ألحيــــن ؟
كانت تبغى تفاجأه !
بس تبغى تفاجأه ..
داســت على نفسها , وحاولت على قد ما تقدر تخبي الغثيان الصباحي لأجل تفــرحه بمفاجأه حلــوه ..
اصلا من اول ما تزوجــته للمره الثانيــه , وهي تضغط على نفسها لأجل ترضيه , وتحاول تتجاهل تعليقاته الجارحه ..
ليـــه مو قادر يفهم انها تغيــرت ..
متى حيثــق فيها ..
جلست على الكرسي الهزاز لأنه الكرسي الوحيــد الموجود .
هي مهي قاتله ..
ما راح تقتل طفلها ..
عمر قعد عند الدرج القريب من الباب الخاص بشقتهم , كان غاضـــب لدرجــة انه كان في احتمال كبير يقتلها ويقطعها بأيده الثنتيـــــن ..احتاج حق فــتره عشان يقدر يتمالك نفســـه ان استمر بهالعصبيــه راح يذبحها وان استمر بنفــس الشـــقه راح يذبحها ..
كان حاس بالحقــد عليها , شلون ترد تحاول تذبح ولدهم ..
كان فرحان بالأول لما شاف الورقه لكن لما استوعب انها خشت عنــــه , واستوعب ان اللي صار من ثلاث سنين راح يتكرر , الألم انطلق فيه بصوره اشد مما كان متصورها ..
لكن مو وقــته هالأعصاب ..
كان لازم ياخذ الموضوع بهدوء ..لأنه راح ياخذ ولده أو بنته اللي في بطنها ..راح تحافظ ريم على البيبي لو كان هذا اخر شي يســويه بحياته ..
لازم يتفاهم معاها ..ويفهمها هالشي ..ان كانت تتصور انه راح يتخلى عن حقـــه بالأبوه عشانها فأهي غلطانه ..
تحــرك من مكانه .
ودخـــل الشقــــــه بعزم واصرار , بعد ما حس انه يقدر يتكلم ببرود وهدوء ..
ناداها بأشمئزاز حتى من اسـمها ..
" ريم "
"ريم "
لكن ما في رد ..
هذي ليش حاقرته !!
راح لغرفتهم , وللمطبخ ما لقاها ..
وقف عند باب الغرفه اللي اهو ممنوع عن دخولها بطلب منها .. طول الأيام اللي فاتوا..
لكن هالمره ما احد راح يمنــعه من الدخـــول
سمع صـوت بجيها ..وما تأثر أو اهتم ..
حط ايده على مسكـــة الباب
وفتحه بهدوء يناقض الغليان اللي داخله ..
لكن لما شاف الغرفــه انبهــــر ..وتسند على اطار الباب بصدمه
نقــل عيــنه بأرجاء الغرفه ..
وانرمى الماي على النار اللي تغلي بداخلــه .
ريم حســت بوجود احد معاها بالغرفه .
ارفعت راسها , من ذراعها ..ومن استلقائها على مسند الكرسي الهزاز , تفاجأت من دخــوله عليها
حضــوره كان قــوي
هيبته كانت مؤلمه وجارحه لها ..
لكن جرحها كان اقوى هالمره...ما له حق يدخل غرفتها ..الغرفه المفرحــه اللي مخصصتها لسعادتها ولطفلها..
ما له حق يدخل يفسد عليها غرفتها خاصه انها مانعته من دخــول هالغرفـــه .
راحت له من غيــر شعــور لعند الباب اللي هو واقف عنده , وبدت تدفـــه للخارج , لكنها ما اقدرت تحركه ..كان واقف مثل الجبــل ينقــل نظره بالغرفه , بنظره اقل ما يقال عنها انبهار ..وصدمــه...و قالت بعنـــف من وســط دموعها وبكاها " ما ابغاك ...ما ابغاك ..اطلع من غرفتي ..تسمـــع ما أبغاك ..اطلع "
فجأة صار فيه هجــوم على صدره من قبضتيها ..
تضرب وهي تحاول انها تألمـــه ..
لكنــه قدر يتحــكم بأيدها اللي كانت توجهه لجسـده هالقذائف , ووبنفس الحركــه اللي عملها معاها بالمــزرعه لما حاولت تضربه ..لفها بسهــوله , بحيــث صار ظهرها , لصدره ..
حس بمقاومتها , لكن احكامه لقبضته ..منعها من الحركـــه .
غمض عيـــنه ورد فتحهم ..
ظلمها !!
نقــل نـظره بالغــرفه .
كانت الغرفه ورق حائط طفــولي , يدل على ان الحجـره خاصه بالأطفال ..
كان يسمعها ..واهي تقــوله " اتركني ...اتركني ما ابغاك "
لكن عقله ما كان يتســوعــب الكلام , لأن عيــونه كانت تنتقــل بالغرفه وعقله يحاول يستوعبها ..
فيه فراش صغيــر بالغرفه ..
كرسي هزاز .
ألعاب ..حتى وهي ما اولدت الطفـل مفـكره بالألعاب
ريم جهــــزت هالغرفه ..
طول هالأيام اللي فاتت كانت تحاول تجهـز هالغرفه من غير علمه ..
لأجل طفلهم ..
التفسيــر الوحيد لهالتصـرف انها كانت تبي تفاجأه ..
يالله شكثــر اساء فهمها , واساء لها بظنـــونه .
اهي قالت له مليون مره انها تغيـــرت , ليش ما قدر يصدق كلمتها ؟
ليش نطــر لما يجرحها , ويذبحها بكلامه , عشان يصدق اللي تقــوله ..
بدت حركاتها تــزيد عنــف وهي تحاول تفلت منــــه
قال بهدوء لأذونها يحاول يهديها " اششششششششششششش , اشششششششششش حبيبتي ..خلاص "
فجأة هدى كل ما فيها ..
حبيبتي !!
هالكلمه ادخلت لعقلها المغلف بضباب الألم
حط جبهته على راسها من الخلف " انا اســـف ...حبيبتي ..ريمي ..اششششش ..هالمره اسأت الظن فيج ..اسف"
بدا نفســـها يطلع بصعوبه..
كمل كلامه بأصرار " انا غلطان ..ادري اني غلطان ألحيــن بحقــج "
سمعت كلامه ..
تحبـــــــــه وتبغى تقنعه ببرائتها , ودها لو يعرف انها تغيرت ..
قالت بهمـس يكـسر الخاطــر " انا تغيـــرت "
باس جتفها ..
وكلمت بنفـس الأسلوب المثيـر للشفقه " انا تغيرت ما عدت اخاف اصيـر ام , انا كنت خايفه اصيـر مثل امي , كنت خايفـه ان الطفـل يعاني مثل عانيــت انا بالطفــوله "
الدموع كانت تنــزل بعيــونها بسيلان عجيــــب ..
اما اهو فتصلب جسمه ..
كان لأول مره يسمعها تتكلم عن طفلهم اللي سقط أو عن طفولتها..
" انا ما كانت متعمده اسقطه ...وربي ندمــــــ....ـــت ...ما كنت ابـ...ـغى اسقط طفلنـا ..ندمـــت ...والله اني خبيـــ...ـت عنك هالمـ..ـره لأجــ..ـل افاجئك "
بجــت فجأه بطريقــه عـورت قلبه ..صياحها كان من قلب مفطور
وهذا خلاه يقــول " ريم ..أشششششششششش ....ريم ..خلاص يا قلبي ..خلاص "
قالت " متى حتــ....ـحبنـ...ـي يـ..ـا عمر ...متـ..ـى حتثـــ...ـق فيني ؟ "
غمض عيــنه ..
لحظه الحقيقه يت ..
لحظه الحقيقه له ولها ..
قال بصوت غريب عنه وعنها " بس انا طول عمري احبج يا ريم ..ما وقف قلبي ابد عن حبـــج "
حســت برجــولها ترتخي ..
من الصدمـــه ..
من الفرح المبهـــر اللي انطلق فيها ..
مستحيــــــــل ..ما تصــدق
يمكن هو مايدري لكنها هذي هي المره الأولي اللي ينطق فيها بهالكلمه ..
وكمــل بنفس الصـوت الغريب " والثقه انزرعت فيني من ألحين يا ريم "
***********
مرت سنه وخلال هالسنــه :
خالد ومها : مستقرين بالسعوديه ..كل خميس وجمعه لازم يزورون الكويت , عشان مها تشــوف اهلها .
صار عندهم ولد اسمــه جاسم ..ماخذ قلوب الكل بخفـة طينته .
مها لازالت على دلعها ..وخالد لازال غير قادر على مقاومة هالدلع .
حبـهم لبعض ما يمنع وجود خلافات بينهم تمنح حياتهم نكهـه ..وتخلي الصلح احلى واحلى .
لازالوا كل واحد فيهم يغار على الثاني بينون .
في بداية رجوع مها لخالد ..على الرغم من تأكده من حبـها له إلا انه بالأيام اللي يشتد فيها الخلاف بينهم ..يتوقع انه بيرجع ويشوفها تاركتــه , لكنه ما استسلم لعدم الأمان اللي هو حاس فيه , وتصرف معاها على طبيعته ..
ومع انقضاء ايام السنـه بدى إحساسه بالأمان يستوطـن
عمر وريم : رجعوا من مصر للأستقرار بالكويت , عندهم بنت سموها حنان تشــبه ريم بكل شي , مجننه ابوها عمر , اللي مدللها اخر دلال , اما ريم فمرتبطه في بنتها بصـوره اهي ما كانت متخيلتها .
ريم لازالت غيــوره ..وما ينافسها بغيرتها إلا عمر , اللي لازال يغار من فيصل على الرغم من كلام ريم لأنه كان عارف انه لو انترك الموضوع لعمه حمد جان زوجها غصب..
اما ريم فمازالت تغار من سام اللي مستمره بإتصالاتها المتباعده مع عمر , وهذا من اهم اسباب خلافاتهم مع بعض .
نوره مالها طاري ..لأن ريم ما تبي تذكر انه في وحده شاركتها بزوجها بيوم من الأيام .
بينهم خلافات طبيعيه مثل اي اثنين متزوجيـن , عمر يتعامل مع الخلافات ببرود , وريم بتفجـــر ..
وغالبا ما تكون مغتاظه من بروده ..
لكن عمر مو دايما بالخلافات بارد أو مستهـزأ , في احيان كثيــره ما يقدر يمسك اعصابه , وينفجـر , وبهالوقت ريم تحاول تمسك نفسها لأنها تخاف بوقــت غضبـه المتفجر هذا .
لكنها متأكده و واثقه انه يحبها وهالشي يفرحها
ساره وقتيـبه : تحت اصرار قتيبـه ..تم الزواج , واخيــرا صارت ساره له ..ساره سعيده بالوقت الحالي مع قتيبه اللي اثبت انه رجال والنعم فيه .
موضي :كل يوم عن يوم تحب مها اكثــر وتتقلبها اكثـر , اما جاسم سمي زوجها فأهو اغلى عليها من روحها ..وينطبق عليها المثل ما اعز من الولد إلا ولد الولد .
فاطمه : على حالها ما تحب مها , ولا ممكن تتقبلها .
سمر : في مشروع خطبـه ..لكن ما تم حتى الأن .
بدر : سعيـد انه صار عم .
غانم : بعده على حاله , لكن في تغيــر بسيط , انه تعلق ببنت عمر , لما كان عمر في مصـر , كان غانم يتعنى لحنان مخصـوص على الرغم من انه عمر كان يزور الكويت كل اسبوع , ولما رجعوا للكويت واستقروا , صار كل يوميـن ياي لحنان .
الجد سعود : راضي جـزيئا عن احوال الكل ..ما عدا غانم ..
وفاقد وجود حفيدته مها لكن التليفون اليومي والزيارات الأسبوعيه مهــونه عليه هالشـوق .
حمد (ابو ريم ) : علاقته مع ريم بعد ما ساعدها بموضوع الإتصالات قـوت بصوره بسيطه , لكن انشغاله بأعماله يمنعه من تكوين علاقه اقوي من جذي .
بعد انقضاء السنـــه ..الكــويت ( عمر وخالد ) :
كان عمر توه راد من مصــر بعد ما صارت الشركه بوضع ممتاز , وقــوي ..
ضبط وقت ردته لمصـر , مع وقـت زيارة خالد ومها للكويـــت ..
ومثــل العاده كلما تواجد بالكويت لازم يـزور قبـر نوره ..الله يرحمها ..
نوره كانت شخصيه مرت بحياته ..مثل عابرة سبيل ..لكن علمته وايد اشياء بالحياة ما يقدر يناسها أو يوقف عن زيارتها مهما كان ..
هالمره كان معاه خالد ..لكن خالد استأذن وراح لقـبر عمه محمد (ابو مها )...عمر كان قاعد قرب قبر مرته المرحومه .
بعد ما سلم عليها ..ودعا لها ..
بدى يتكلم معاها ..
احساس داخله ادفعــه للكلام لأول مره بزياراته لها ..
قال بصــوت هادي ومتـأثـر " نوره ..انا أبو ألحيـــن ..عندي بنت صغيره ..سميتها حنان .."
سكـــت للحظــه وبعديــن قال " وخالد ومها صار عندهم ولد .. جاسم .."
كمــل واهو مستـغرق بأفكاره " انا متزوج من مرتي الأوليــه ..ما تكلمنا عنج ..ابدا ..علاقتي انا وياج راح تظل للأبد بينا ..علاقه خاصــه .."
وكمــل بجمله وجهها لنفسه أكثر من انها موجهه لنوره .." تزوجتها لأني ما قمت اقدر استحمل وجود خطابها , لأني احبــها ......الغيــره نـار يا نوره "
خالد كان يشوف عمر ..
مــرت عليهم سنــه تقريبا , والحيــن استقرت امورهم تقريبا ..
قرب من صاحـــبه ..
وسمع اخر جمله قالها عمر (الغيره نار يا نوره )
عمر سمع صــوت خالد يقــول بنبره هاديه , ولكن واضح منها ان الشخص عارف معنى كلامه عدل " ونار الغيره تحرق رجل واطيها "
سمع عمر كلمة خالد ..
ما في اصــح من هالكلمه ..
ابتسم عمر بذهـــن غايب على كلمة صاحبــه " اي صــح ..نار الغيره تحرق رجل واطيها "
قام من مكانه وقبل لا يروح للمكان اللي خالد فيــه , قال " مشكوره يا نوره على كل اللي علمتيني اياه ...مع السلامه "
النهاية