لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-10, 10:50 AM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black widow المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



البارت الثالث والعشرين

***والهم سجـــــانى وانـــــا فيــــــه مسجـــــون ...وان قام حظى طاح وان طاح ما قام ***








حست بزوجها لما نام ..
كانت مستلقيــه على صدره..
حاولت تنام , بالفعل حاولت ..
لكن ذكريات الحادث , وخوفها من الكوابيــس منعها .
اللقطات الضبابيه للحادث , كانت تغمر عقلها بكل دمويتها , منظر امها , صوت الشرطه ..
كل شي , كل شي .
قامت من السرير بهدوء وخفه عشان ما تصحــي خالد .
وراحت للنافذه , لثواني بس ..
الألم مو مخليـها تركـز , تبي شي يشغلها عن افكارها , راحت للحمام , وشافت وجها .
مسحت اثار الكحل , وغسلت ويهها بقوه بالماي , وبعدين بعدت شعرها عن وجهها بقسوة , بدت تتأمل روحها بالمنظره .
تبي تشغـل حالها , تبي تغيـب عن الواقع .
ردت للغرفه , انزعت روبها .
وراحت للريال النايم , انسدحت قربه
وقالت بصوت هامس " خالد ...خالد "
لما حست بعيونه تفتح لها قالت بكل هدوء " احتاجك "
عقد حواجبه بعدم فهـم من تأثير النعاس.
قربت وجهها من وجهه وردت تقوله له بأصرار " احتاجك .."

وعبرت عن احتياجها بالأفعال اللي استقبلها خالد بكل رحابة صدر



سعـــود :

اشرقت شمس يوم جديــد عليهم وعمــر ما فتح عيــنه عقب اخـر مره .
الطبيــب كان ألحين بالغرفه يتأكد من انه كل شي تمام .
وسعـود قاعد ينتظر انه يقوله الطبيب شي , اي شي .
خاصه انه الدكتور كان يشتغل بصمت وهدوء ..
وفجأة تكلم الدكتور بكل هدوء وهو مايل على عمر " صباح الخيـر يا عمر "
لف سعود على عمـر وانتبه انه ولده فتح عيــنه .
عمر كان يشوف الدكتور وباين عليــه الأستغراب وعدم الفهـم , وبسرعه وقف سعـود وبنيته انه يوقف بقرب ولده عمـر , إلا انه الممرضه اشرت براسها بهدوء بمعنى (لا تقرب )
وقف مكانه وشاف ولده وهو بعيــد ..
عمر فتح عيـنه من الألم اللي حــس فيــه .
وما يدري وين مصدره , سمع صوت غريــب عليـه .
بدى يتأمل هالوجه وهالصــوت , يحاول يتذكر من هذا الشخــص !
أو اهو ويــن !
لكن مو قادر يذكــر !
غمــض عينـه ..لكن رد فتحهــا على صوت الرجل الغريــب يقوله " ازيــك يا عمــر ؟ "
حــاول يتحرك لكن مجرد تحريكـه لرجله أو ايده كان مؤلم وخلاه يشهــق ..
ويكتم الأنين بقوة ..
صر على اسنانه بقســوه .
لما خف الألم , رد يتنفــس بصعــوبه شوي .
وهذا خلا الغريب يقوله " ما علـش يا عمر , الألم شي طبيعي دولوقتي "
الألم شي طبيعي ...
عمـر تجاهل الكلام كله , وسأل وصوته رايـح وخشن ومنخفض جدا " انا ويــن ؟"
ذاكرته مهي قادره تسعفه , حـاول يتذكــر بس مو قادر يركـز , كلما حس انه بيوصل , الألم يقطع عليـه افكاره , ويرد لنقـطه البدايه .
ابتسـم له الغريب وقال له " بالمستشفى "
عقــد حواجبــه ..المستشفى ..
هذا تفسير الريــحه اللي تقلب الجبد ..
امممم و هذا يفــسر الألم ..
والوجوه الغريبه .
رد يركــز المستشفــى , بس ليش !
ليش اهو بالمستشفى ..
شنو صار !!
غمض عيــنه .
ورجـع كل شــي ..
أبوه
الطريج
المطار
فيصل
حمد
ضيق التنفس
فقدان السيطره
الأصطدام
الألم
الناس
الظـــلام .
اهني بس فتــح عيــنه بشــهقه ..
خطر في باله ابــوه .
ابوه يعاني من حادث حنان , لازم ما يدري عني , لازم ما احد يقوله عني .
وقال بسرعه بصوته الخشن والمتعب " ابوي , ابوي لازم ما يدري , ابوي راح يتعــب "
حاول يقوم من مكانه من غيــر وعي كان يبي يتحرك , يبي يقوم , خوفا من انه ابوه يشوفه متعور , و يتعب معاه .
لكن الألم ضربه وقيــده بمكانه وخلاه يئن " أأأأأأأأأأأأأ "
ما كان متعـود ينطق بألمه , بس هالمره غيـر .
الدكتور حط ايد مقيده على عمــر , وقال له "عمــر بالراحه على نفســك , الحادس كان أوي جدا , وابوك عارف يا ابني "
سعــود على رغم التأثر والغصه اللي في بلعومه , قرب من ابنه .
كان وجه سعود غيــر ناقل لمشاعره , كان ولازال بنفس قوته , وصرامته .
عمــر شافه ..
بهاللحظه بالذات كان كاره نفســه , كان دايما يحاول يجنب ابوه الألم بمعنى اصح يحاول يحمي ابوه , لأنه ابوه عانى وايد من وفاة حنان .
ابتسم بسخريه وقال واهو يدري انه ابوه ما راح يصدقه " ترى ما فيــني شي "
صوته وشكله , وصوت نفســه اللي يطلع بقسـوه من صدره , و تعابيـر وجهه المتغضنه من الألم كانت تقول عكس هالكلام
هز ابوه راسه بالموافقه من غيـر تعليـق .
عمـر حس بنفسيته تتحول لصفــر من الغيظ .
ابوه قاعد يماشيــه ..ياخذه على قد عقـله !
كان يتألم , راسه يعوره , ورجله يحس فيها تنبض بألم يسري بكل جسمه..
نفسيته زفـت , ما كان حاب انه ابوه يشوفه جذي ..
فكر بالناس الثانين اللي احتمال انهم يدرون عنه , خالد
ومها
اه الله يعيــن مها , لأ راح يكون السبب في قلب المواجع عليها ..
وفجأة طرت على باله
ريم , ريم راح يثير شفقتها .. أه .. كره نفسه لأنه فكر بردة فعلها ألحين , بالوقت اللي ألمه واصل فيه لدرجة الجنون
بيكسر خاطرها , بتقول مسكين عمل حادث لأنه ما كان قادر يسيطر على اعصابه..
هذا إذا اهتمت انه عمل حادث
للحظه الحادث تمثل بكل حذافيــره بعقله
فقدان السيطره , والصوت العالي , وصرير المعدن بالمعدن , ثم الأنقلاب والأصطدام , وريحة البنزيــن ..
ذاكرته كانت مركزه وبقوة هالمره على الحادث بالذات , على مشاعره وقت الحادث , على الضبابيه بعد الأصطدام , على الألم اللي يقتل ..
وما كان يدري انه وجهه كان ناقل لمعاناته
سمع حس الدكتور يقوله " عاوز مخدر للألم ..وبعدين نتكلم"
قاطعه عمــر بتعب " لأ , لأ ما ابي مخدر , ابي اتكلم ألحين عن اصاباتي "
عمر ما يبي ينام , ما يبي يرد للظلام , الفتره اللي غاب فيها عن الوعي يحس انها كثيــره مع انه التعب غامره , ويحس انه مجهد , والألم ينبض بكل جسمه وخاصه برجله , ومع ان المستشفى وريحتها , وشكل ابوه المتعب شي يلعب بالأعصاب .
وكمل من غيــر لا يشعر بالتعب الباين بصوته , وتصرفاته ,ومن غيـر لا يشعر بتغيــر صوته ..ما كان يقدر يتحرك من غيــر لا يحس بطعنه ألم .
وقال بتعب "شنو اصاباتي ؟ ابي اطلع من المستشفـى "
اهني ابوه قال بصرامه " تو الناس عليــك "
عمر ما لف على ابوه وقال للدكتور بنفس التعب " متى راح اطلع "
ابتسم له الدكتـور بلطف وقال بهدوء " معليـش يا عمـر , راح تكون ضيف عزيز عليـنا هنا بالمستشفى "
غمـض عيــونه هالمره من العصبيه ورد فتح عيونهم ..
وبدى يقنع نفسـه انه يهدى , ويرخي اعصابه , ما راح تفيــده العصبيه .
كرهه للمستشفى ما راح يفيد ..
وبدا الدكتور يسوي له فحوصات أوليــه , ويسأله اسأله معيــنه عن مكان الألم وشنو احساسه ..
وبعد ما انتهى الطبيـب من اسألته وفحوصاته
واللي اهو كان يجاوب عليـها بأقتضاب
سمع الدكتــور يقوله بجديه " ركز معايه شوي يا عمـر , انا حتكلم معاك عن اصاباتك .."
كان يبي ماي , من اول ما شاف الدكتور واهو يفكر بالماي..كان حاس بالعطــش , وحاس بالجفاف اللي ببلعومه ..لكن ما قال لأنشغاله بمعرفة اهو وين ..
وقال بأختصار وبلهفه " ماي...ابي ماي اول "
تحركت الممرضه بسرعه وكفاءه , وشربته الماي ..
اللي لما اشربه كان راح يشرق من جفاف حلقه .
الدكتور كان قاعد قرب عمر , وبعد ما انتهت الممرضه , قال " بص يا أستاز عمــر .. طبعا الحادس كان أوي جدا , وانت اكتر واحد حاس بأوته , الرزوز متفرأه بكل جسمك .."
عمر ركـز بأول شي بس حس انه التعب قاعد يدوخه .
وكمل الدكتور " اصاباتك الأساسيه , على جبهتك , والعمق كان كبيـر جدا , واستلزمت منا تمانيه غرز .."
سعــود كان قاعد يسمع التفاصيـل للمره الثانيــه ..
لكن هالمره مع رؤيه تعابيــر وجه عمـر , اللي كانت متعبــه , ومنهكــه , واللي كان واضح عليــه قاعد يغالب التعــب
" طبعا الحمدلله ما فيــش اي خدش بالجمجمه , اصابة الرأس والصدمه اللي جت منها كانت السبب في شعورك بالأغماءه وعدم التركيــز اللي جاك بالحادس "
كان الدكتــور مع كل شرح لأي إصابه يأشر على مكانها بجسم عمــر
" في الكتف والزراع اليمين رزه قويــه , وفي صدرك كمــان .."
عمر كانت ريله اهي مصدر الألم الأكبــر فقاطع الدكتــور " وريلي شفيــها ؟ "
سعــود على طول نقل نظره للدكتور , وردها لأبنه ..
الدكــتور قال بكل صراحه ووضوح " دي الإصابه الجامده يا عمر .."
قام الدكتور وأشر على ريل عمر اليمين وقال " في رجلك دي تلاتة كســور .." لف ويهه على وجه عمــر اللي شحــب لكن ما تغيـرت تعابيــر وكمل " الأول عند منطقه الفخذ والتاني بنفس المنطقه فوأ الركبه تمام , ثم بالساء "
هذا معناه ..
قطع افكاره صوت الدكتور اللي قال " اما بالنسبـه لرجلك اليسار , فيها كســر بمنطقه الفخذ ..طبعا ده معناه .."
عمــر كان ساكت ..
" انك مش حتأدر تتحرك , أو تحرك رجليــك , وبعد ما تتعالج الكســور , حتحتاج لإعادة تأهيل يعني لعلاج طبيــعي عشان تأدر تتحرك طبيعي مره تانيه "
ما في اي رد فعل من عمر غير انه غمض عينه , وما احد عارف ردة فعله وقال بهدوء " الحمدلله على كل حال "
وكمل بأن قال " انا ألحين ابي انام "
ما تناقش بالأدويه , ولا تكلم عن المده , ولا تحلطم ..
ما كان مهتم بالأصابه ولا بقوتها إلا بجزء بسيط من عقله
كان مغتاظ من روحــه , من تركه لمشاعره تسيطر عليـه وبالتالي سبب ضرر لأبوه , و لأهله .
بس ألحين ما يفيد الندم .
قال الدكتـور " اوكي " وتحرك الدكتور و أشر للممرضه اللي بدت تحط الدواء بالدرب , وقال " الدوا ده عباره عن علاج ومسكن للألم "
مافي اي تعليق من عمـر .
نفسيـــته كانت زفت , وصارت ازفت من الزفت .
طبعا اهو غمض عيـنه , ولكن النوم بعيـد عنه , افكـاره المشــغوله واللي تنتقل فيـه من وادي لوادي مو مخليته يسترخي .
يا ليــت بس على التفكيــر , الألم كان يذبح ..
ما راح اقعد بالمستشفى , ما راح أقعد ..
ما احد راح يجبره يقعد فيـها .
مرت دقايق , والتعب اللي يقاومه , والمخدر بدوا يعطون مفعولهم .
نام..
وفعلا عمر كان محتاج بهالوقت للنوم , لأنه لو ترك بروحه وافكاره وألمه اللي بدى من ألحين يكتمه , كان راح يجن .


ريــــم :

ما اقدرت اتنام من جاها الخبــر .
اعيونها صايره معين لا ينضب من الدموع .
كلما اسكتت لفتره , ردت تصيــح , لما هدها التعب واستلقت على السجاده .
ما حاولت اتغيـر مكانها , أو تتحرك منه , حاسه بأمان جزئي وهي على سجادة الصلاة .
على الرغم من الهواء البارد , اللي كان يدخل عليها طوال الليل من النافذه إلا انها ما سعت انها تغلق النافذه .
هي بس تبغى تعرف خبـر عنه ..
كيف هو ألحين ..
بس تبغى تعرف
الحيــره والشك , وعدم المعرفه يقتلونها .
كان ودها تحرر روحها من جسدها تشوف لها اخباره , وان كان نايم تمسح على راسه , وان كان تعبان تطمنه بحب ..
اطلعت منها شهقه بكا لما تذكرت روحتها وردتها على النافذه , واللي اعرفت منها انه لا عمها سعود ولا عمـر جو للعماره امس.
ردت للحاضر لما اسمعت صوت قفل الباب يندار ..
دليل على فتح الباب , ما تحركت من مكانها , تحس حالها مستنزفه , حتى راسها ما تقدر ترفعه .
سمعت صوت صينيه محموله .
وعرفت من القادم .
نعيـمه
وهذا اكبر دليل على عدم حنيـة ابوها عليها .
والشهقه تحولت لبكا مرير على قسوة ابوها عليها , تاركها طول الليل تفكـر وتبكي من غيـر اي اهتمام , ليه ما يطمنها .. ليه
حست بالصينه تنحط على الطاول بسرعه , واسمعت صوت اصطدام اواني الأكل ببعض , وحست بأيد تحاوطها وتقول بأنفعال , وخوف " الله ...الله .. يا ستي , هوا فيــه ايه "
السؤال والقلق بصوت نعيــمه كان عامل مؤثر بزياده انفعالها وبكاها .
جت نعيـمه بالوقت المناسب لأنه ريم كانت بهالوقت تحتاج وجود احد يخاف عليـها ويحاتيها , وتحتاج لوجود انسان اخر يخفف عليها همها .
وضمت نعيمه بكل خوفها , وحاجتها ويأسها , وهي تقول " نعيــمه ...أأأأأأأ .... نعيــمه.. "
الشغاله الكبيره بالسن رق قلبها اشد رقه للبنت الصغيره اللي المفروض ما تبجي بحرقه قلـب جذي .
وقالت وهي صوتها يرجف مهدد بالبكاء بعد " هو فيــه ايه يا ستــي "
" نعيــمه ...عمــر ..أأأأأأأأأأأأ ..عمــر "
نعيمه اللي تعرف عمــر , وتعرف انه كان زوج ريم ,لأنه عملها بشقه أبو ريم صار له فتـره طويـله , وكانت تصادفه دايما بالروحه والرده بالعماره .
انخلع قلبها على بكا ريم ونطقها بأسمه .
وقالت بخوف " عملك ايـه "
يا ليته عمـل , ياليته عمل ..
وقتها بأكون عارفه بحاله , ووضعه , مو ألحين بجن من القلق عليـه .
حركت ايدها من ظهر نعيمه إلى ذراعها , واسندت حالها عليها ..
ودموعها ماليــه وجهها .
تمالكت نفسـها
وشدت على ملابس نعيمه وقالت "أأأأأأأ عمل أأأأأأأأ حـ...ـادث , عمـ....ـل حادث أأأأأأأأأ "
نعيـمه انصدمت من الخبـــر ...السي عمر عمل حادس !؟
ده شاب صوغيــر ..
شافت وجه ريم .
اثار ليله من البكا كان واضح عليـها .
" ومـ..ـا ادري عن وضـ..ـعه "
وخبت وجهها بصدر نعيـمه .
حطت نعيـمه ايدها على راس ريم وضمتها , مهما كانت ريم ما تعبر عن مشاعرها تجاه عمـر بعد الطلاق إلا انه المشاعر كانت معروفه عند نعيـمه لأنها لحقت عليهم قبل طلاقهم , وشافت كيـف انه ريم تعشق عمـر .
وعمر عمـل حادس , ازاي ..
ما حبت نعيـمه تفكر بوضع عمـر , ان شاء الله يكون بخيـر .
الحين اهي جدامها ريم اللي راح تذبح عمرها من البكي .
لازم ريم تتقوى عشان تواجه اي خبـر كان , الحاله هذي ما راح تمكنها من التماسك ان كان الخبـر سئ .
قالت لها نعيـمه " ان شاء الله ما فيـش حاجه , تفاءلوا بالخيـر تجدوه " وضمت ريم بكل قوتها , وكملت " العياط مش حيفيد يا حبيبتي ...قومي.."
وقومت ريم من مكانها , وفصختها ثوب الصلاة , وصلتها للحمام .
وريم اللي ما كان فيها قوه تقاوم , او تمانع قامت ..
نعيمه بعد ما تأكدت انه ريم بالحمام .
شالت الصينيه وحطتها على الطاوله اللي بدار ريم .
وهي تحط الصينيه تفاجأت بأثار لون احمر على كم قميصها .
للحظات تساءلت شنو مصدره ..
وفجأة استوعبت هذا شنو , هذا دم ..
على طول انتقلت انظارها إلى الحمام .
اطلعت بسرعه من الغرفه , وتوجهت لحمد , وشافته على طاوله الفطور , وواضح عليه انه ياكل بذهن غايب .
وقالت بكل احترام , لكن بعجله " سيدي "
رفع حمد عيـونه وقال " نعم "
بأستعجال وخوف على ريم " الست ريم .. بتنزف دم..ما ..ما اعرفش من فيـن "
حمد لما سمع هالكلمه , فز من مكانه ..
تنزف دم !
خاف عليها , بعد قضائها ليلة امس بالبكاء , خاف انها عملت شي بحالها .
ريم كانت تحاول تتماسك بالحمام , شافت وجهها , اللي كان وارم اكبر دليل على قضاء ليله بالبكاء .
تحت عينها كان احمر
رفعت ايدها عن المغسله وشافت اثار الدم على السيراميك .
ما اهتمت كثير ..
اطلعت إلى غرفتها وهي تحس براسها يألمها بشده من البكاء امس .
حست باللي يدخل الغرفه .
رفعت راسها للباب وشافت ابوها .
وقفت للحظات بمكانها ..وبعدين انطلقت لأبوها وقالت بعجله " يبا , يبا "
حاولت تضم ابوها لكنه صدها .
حست بأحباط يغمرها وقالت " يبا اسـفه , يبا ما أقصد .."
ما رد عليـها ..اما هي فقوتها اللي حاولت تسترجعها بدت تضيع منها ..
كانت تدري بأنها كانت مجنونه لما اعترفت انها تحب طليقها ومجنونه فيه , وكانت بتخرج وتروح له بالليل , تصرفاتها الليله الماضيه كانت جنـون , بس المجنون ما يواخذونه .
حمد كان يحاول يشوف من وين مصدر الدم , وما اهتم بأعتذارها , امس عملت اشياء هو ما كان متوقعها وبكل صراحه خيبت امله , واحرجته قدام نفسه , وتخيل لو كان فيه احد وشهد على المنظر وش بيكون موقفه.
قالت بصوت استجداء "يبا ارجوك ما عاد اسوي كذا..وربي اني شلت الجنون من راسي ..ما أبغى اروح له خلاص ..انا ألحين بس ابغى اعرف وش هي اخـبـ.."
بصوت صارم قاطع كلامها " بس يا ريم .. انا اللي ما عاد ابغى اسمع صوتك .."
صرخته فيها , سكتتها .
اتحس بداخلها شي انكسر .
اهني بس انتبه حمد لكفوفها , عرف انه الجرح اللي بيدها يحتاج لعنايه .
اكيـد الخياط فيه شي , تقطع او حصل له حاجه .
ترك ايدها بهدوء " تحضري , نبغى نشوف جرحك وش حصل فيه "
ناظر بعيونها ووجهها اللي كان يقطع القلب .
ما كان لها اي ردة فعل سوا انه لما ترك ايدها طاحت بقربها بعجز .
كنه ما فيها قوه ترفعها .
كان ودها تقول لأبوها انها ما تبغى تشوف ايدها وش بلاها , لكن راجعت نفسـها وقررت انها تراضي ابوها , وما تعصبه اكثر منها .


مهــــا وخالد :

كان يناظرها تتحرك بالغرفه , تروح يميـن وشمال ..
تتجنب النظر لجهته ..
وش يفهم من تصرفاتها , هل هي موافقه على عرضه ولا لأ ؟
هل هي لجأت له عشان ضيقها فقط ولا لأجل تعبـر عن موافقتها على عرضه بعد ..
تنهد بصوت عالي , وواضح انه هالشي لفت انتباهها , لأنها لفت عليـه بصوره جانبيه , وبعدين كملت عملها .
اللي هو ما يدري وش هو بالضبط .
كان ملاحظ تهربها وتحركها من غيـر هدف بالغرفه .
فقال " مها "
تركت اللي بيدها بخرعه , وطاح بقوه على الطاوله ..
مصدر صوت عالي !
وهذا خلاه يرفع حاجب , وش دعوه كلامه لها كان بهالتأثيـر !
بتوتر تكلمت " اممممم , امممم نعـ..ـم "
اوكي ان كان شاك بالسابق انها متوتره فألحين هو متأكد ..
قال بكل هدوء لأجل ما يفزعها اكثـر " انقل اغراضي لهنا ؟؟ "
كانت طريقته غيـر مباشره في معرفة وش تفكـر فيه , في معرفة ان كانت تقصد بتصرفها انها بتكون معاه ولا لأ ؟
حطت ايدها على شعرها وقالت بهدوء متوتر " على راحتك "
ابتسم ...
لأول مره يبتسم براحه من فتره ..
على راحتك ..اخيـرا
رد استلقى على الفراش وغمض عيـنه براحه , الحمدلله على السلامه ..
مها بعد ما قالت كلمتها لفت ويهها , وراحت تحضر اغراضها , ما تدري ليش حاسه انها راح تندم , لفت تشوفه بنظرات خـوف وترقب ..كان مستلقي على الفراش ومغمض عينه وشبح ابتسامه على شفايفه .
جانب منها حاس انها بتكون بخيـر , لأنه اهو راح يعتني فيها , لكن الجانب الأكبـر حاس انها راح تتضرر من هالقرب , كلما قربت كلما زاد حبه بقلبها , كلما اشتاقت له اكثـر
خايفه منه , خايفه , ومهي قادره تمنع هالأحساس من السيطره عليها .
ما كانت خايفه انه يضرها جسديا , لأ ابدااااااااااا
كانت خايفه من القرب النفســي .
الظاهر صارت عندها عقده نفسيـــه !
صارت دايما تتوقع عقب ما يتقربون , أو تحس بداخلها الحب , والحنان اتجاهه لازم تتضرر بعدها على طول
لأنها عقب سبع سنوات زواج , كانت عايشتها بحب وعشق له , اكتشفت اشياء اهو مخبيها عنها وضرتها
و لما رد عقب خلافهم , وتقربوا واهي توقعت انه ترك خطيبته , طلع لا تارك خطيبــته ولاشي , وجرحها اكثــر , وأكثــر
و وايد اشيـاء ..و وايد مواقف دلتها على انه قربها مع خالد راح يليه ضرر لها
قامت تخاف من قربه , لأنها تلقائيا تتوقع انه راح يجرحها ..
اففففففففففففف تفكيــرها تافه ..
اهي كانت تبي تفتح اليوم صفحه يديده , غبيه , صج غبيه , وتافهه , يعني كان لازم تتوتر , أو تتوقع انه يضرها ! انا احتاجه على الأقل بهالفتره , إلى ان اولد وقبل لا اهو يتزوج .
حطت ايدها على قلبها لما طرت على بالها فكرة انه يتزوج ..يارب ساعدني
التزمت الصمت اهي .. واهو بعد التزم بالصمت
راحت للحمام , واسبحت وتجهزت ..
ولما ارجعت للغرفه ما لقته .. وبعد خمس دقايق انطق الباب
راحت وطلت من الثغره حقت الباب .. وشافت خالد ..شعره كان كله ماي , وبيده حقيبه صغيـره للشغل , وحقيبه فيها هدومه .
افتحت الباب .. ودخل بشنطته .. واهي بدى قلبها يطق اكثـر , توترت بالحيـل , وفكرت بخالتها , اكيد بدر راح يقول لهم ان اخوه نقــل
حط شنطته على جنب .
خالد ما تكلم واهي بعد ما تكلمت .
فطروا مع بعض بالغرفه !
بصمت ..
كانت ترفع نظراتها له خلسه .
وترد تنزلها .
يا ترى شنو في باله ألحيـن ؟
بشنو قاعد يفكر ؟
تنهدت بقوه .
طلعوا من الغرفه مع بعض .. وبالممر لف خالد بيغلق الباب ولقاها مغلقته قبله ومتسنده عليه , وهذا خلاه قريب منها بقوه ..مها اخجلت من القرب ..وعضت شفايفها .
حست بنظرة خالد عليها ..
كان بيبتعد لكنها مسكت كف ايده ..
كان خايفه و ودها تقوله عن الأشياء اللي تخوفها .
عن خوفها من هالقرب
عن خوفها من ردة فعل اهله
عن خوفها من قدوم خـ...خطيبته
عن خوفها من الطفل
عن خوفها من الولاده اللي بدا يتطور عندها من كم يوم
عن خوفها من بكره ..من الطلاق ..
عن خوفها الأكبر .. واهو خوفها على عمـر بالوقت الحالي وعن خطورة اصاباته
ورفعت نظرتها له وقالت بتردد" خالد.. انا ..." وسكتت بحيــره , مهي عارفه شتقول أو شلون تعبــر " انا ..." وردت اسكتت بعجز , مهي عارفه اشلون تشرح مشاعرها .
لما اسكتت للمره الثانيه , وسحب ايده من ايدها وحطها على خدها , وتوه بينطق ..
صوت باب فتح , قريب منهم .
خالد ما بعد عنها , شافها لفتره وبعدين بعد .
مها ما تجرأت ترفع راسها وتشوف مين اللي شهد على قربهم الحميمي من بعض .
موضي قامت بكيـر اليوم ..
كانت تنتظر ولدها اللي دخل لغرفه مها ..كانت تبغى تكلمه امس بالليل ..لكن انتظارها طال , واعرفت انها ان انتظرت ما راح ينفع .
ونامت .
واليوم لما صحت وصار عندها نيه الفطور بمطعم الفندق , تفاجأت بمنظر ولدها عند الباب بقرب حرمتـه بطريقه مخجله .
وش معقول الشخص يقول ان شاف هالمنظر .
تعبت من التفكير بولدها وحرمته , وسمر , والبيبي ..
اللي اعملته انها انقلت النظر بينهم بنظرة تأنيب خارجه عن ارادتها .
قرب ولدها منها وباس راسها وقال " صبحك الله بالخيـر يما "
امه اسكتت وابتسمت له بذهن غايب .
ونظراتها كانت على مها .
مها ما كانت عارفه تقرا شنو معنى هذي النظرات .
مها كان ودها ان الأرض تنشق وتبلعها .. كانت تتمنى اي شخص يطلع من هالغرفه , حتى لو كان الجني الأزرق , ويشهد على وقفتهم , ولا تكون الشاهده خالتها .
لكن بالنهايه موضي كلمت مها وقالت بلطف " مها الحمدلله على سلامة خالك "
لما سمعت كلمة خالتها على طول فز قلبها
ايــه الحمدلله على سلامتـه ..
عمـر رجع لهم بفضل من الله سبحانه وتعالى .
كانت خايفه لكن هدوء خالد , وعدم عجلته كانوا عاملين مطمنين ..
هذا غيـر كلامه امس..
بس بعد تبى تشوف بعينها وضع خالها , تبي تتأكد انه بخيـر ونعمه .
وقالت بصوت هامس " الله يسلمج "
مها رفعت نظرها والتقت بنظرات خالتها , وكانت حاسه بتركيز نظرات خالد عليها .
وبعد ثواني بعدت نظرتها عن خالتها بخجل .
موضي شافت ولدها , كان ينظر لمرته بنظره غريبه .
وبهاللحظه خالد شاف امه اللي كانت تناظره , حست امه بأن نظراته فيها كلام , كنه يبغاها تفهم حاجه .
وبعدين قال " احنا رايحين المستشفى ألحين , تامرين على حاجه .."
موضي عطت مها نظره عدم راحه لوجودها خاصه انها بتقول شي راح يضايق مها , وهي ما تبغى تقول اي شي يضايقها خاصه بعد حادثة خالها .
مها شافت هالنظره , وحست بداخلها بعناد , ما راح تتحرك إلا ان اعرفت شنو الموضوع , خاصه انها حاسه انه الموضوع متعلق فيها , وبخالد , وراح تكون مجنونه ان تحركت .
وقفت بكل براءه وعناد ..
موضي شافتها , ولاحظت انها مهي ناويه تتحرك , فسألت السؤال اللي كان في بالها من امس بالليل , وحاولت على قد ما تقدر انها تقدر وجود مها , فقالت بصرامه " طيب انت اللي بتروح لعمك اليوم بالليل للمطار "
خالد تفاجأ ..يا الله كيـــــف راح عن بالي موعد قدوم عمي !! , يا رب العالميــن كيف طار الموضوع كذا ! , بذي السرعه جا وقت قدوم عمي حامد واهله؟
اما مها فارفعت نظرها لما اسمعت كلمة خالتها ارفعت نظرتها لخالد , لكن تعابيره كانت جامده
سمــر هذا اللي تقصده خالتها من كلمة عمه , يعني سمــر
عشان جذي كانت تشوفني بعدم راحه ..
يعني عمه والزفت معاه ..
كانت تبي تعرف بشنو يفكر فيـه , لكن خالد غلف وجهه بجمود.
كانت راح تصيح من القهر .
وكانت تنتظر منه الرفض , كانت تبيه يرفض ,يقول لأ .. لكنه جاوب بكل هدوء "اي نعم , ان شاء الله "
خالد راح فكره مثل العاده على الأصول والواجب , ومتى ما كانت الأصول تتطلب انه هو الكبيــر يستقبل عمه , فأهو اللي راح يستقبله .
حس بضيقه انه راح يضطر يستقبل احد بالمطار , وهو ناوي يجلس مع خويه , الراقد بالمستشفى
حادث عمر , و وضعه مع مها نساه وقت قدوم عمه
الله يعين بس قدوم سمر وش بيسوي فيهم ! , الله يعدي الأيام الجايه على خيـر ..وتنتهي سالفة الخطبه اللي مهي راضيه تتحرك ..
مها حست برجفة شفايفها .
ما تقدر توقف احساسها بالغيره .
كانت تسمع كلام امه عن موعد وصول الطياره , وعن مكان اقامتهم , وعن غيره من الأشياء , لكن اهي حاولت انها تصمت وتكتم لأجل ما تصرخ عليه , وعلى خالتها , وتقلب الدنيا فوق تحت .
وبعد ما انتهوا من الحوار تحركوا اهي واهو .. لكنها ساكته , وما حبت تتكلم معاه عشان ما تتهاوش , واهم توهم قايلين يا هادي على اتفاقهم ..
مها صبري على هالريال , لا تتكلمين عن الوضع .. ارضي وسكتي ..
لأنج ان تكلمتي بتقولين شي وبتندمين عليه بسرعه
على الأقل مؤقتا .
واهو كان معتصم بالصمت , وساكت وزاد على هالشي النونه معقوده .

ريم :

ريم البست ملابسها بمساعده نعيـمه , لأنه ايدها صار الألم اللي فيها غيـر طبيعي .
نعيمه ظنت بعد ما ساعدتها باللبس انه خلاص بس ألحين تطلع ..
لكن ريم أوقفتها وقالت بأرهاق واضح من وقفتها , ومن ملامحها , وشحوب وجهها , و بهمس وخجل " نعيـمه , الحجاب اللي كنت جايبته معي من السعوديه .. اممم ..وين ؟"
وقالت بأستغراب " الحجاب "
قالت ريم بخجل " ايه , انا .. انا ناويه ألبسه "
نعيـمه وقفت , وحست بفرح داخلي يتغلغلها , الفرح اللي يحوش كل مسلم لما يعرف انه مسلم اخر قاعد يمتثل لأوامر الله .
وقالت بحب وعجله " يعني حتلبسيه للأبد ! "
ريم صار وجهها احمـر , وقالت " ايــه "
راحت ضمتها بقوه , وقالت " حاضر , حاضر يا حبيبة ألبي , راح يكون عندك بسانيه"
وتحركت بسرعه لخارج الغرفه .. و لما شافتها ريم تطلع , اقعدت على الكرسي بتعب .
عينها تؤلمها مــره , وراسها بعد , وتحس بتعب .
لكن لازم تصبـر
ابوها شكله ما يوحي بالكدر والضيق ..يمكن هذا معناه خيــر
ان شاء الله يكون معناه خيـر .
لأنه إذا غيـر هالشي راح تموت .
جابت نعيمه اللفه السودا اللي جايه فيها ريم من السعـوديه .
واللي لما ألبستها ريم حست براحه داخليـه , لأنها لأول مره تلبسها مع نية عدم قلعها ابدا قدام الرجاجيل .
قالت لها نعيـمه بعد ما شافتها " ما شاء الله " وكملت بأن قالت وعينها مغورقه بالدموع " ابوك يا ريم يستناكي بالسياره تحت , مع السواق "
لفت ريم عن المرايا .
وتوجهت ونعيمه لخارج الشقه ..
وهي واقفه عند المصعد تنتظر وصوله , لأنه ما عندها قوة تنزل الدرج .
سمعت صوت الشقه اللي مقابلتهم تفتح وتسكـر , استغربت لأنها تدري انه ما فيه احد ساكن بالشقه .
رفعت نظرها للشخص اللي طلع , ولما شافت انه رجال ويناظرها هي .. صدت وغضت بصرها بخجل وبعدم اهتمام فيه كشخص .
حست فيـه يقرب من المصعد , لكن فعلا ما اهتمت .
عدلت لفتها بتلقائيه .
قال لها بصوت عميـق وقوي " مرحبا ... ريم "
ارفعت نظرها له بوجل , ميــن هذا !
وكيـف يعرف اسمها ..
وصدت بسرعه وما ردت عليـه ..
كمل الرجل بأن قال " يمكن ما تعرفيـن ميــن انا !؟ ....انا فيصل "
فيصل كان يشوف تعابير وجهها , كان واضح انها باكيــه ..
اللي ما تعرفه ريم ان فيـصل كان شايفها بلندن واعجب فيها , وبأنشغاله مع بدء شركته , ومعاملاته , ومشاريعه ما قدر يتقدم بوقت اقرب ..
ولما قدر تقدم ..
وانقبــل ..وهذا الشي اللي ما كانت متوقعه عقب اللي سمعه من رفضها للعرسان
لكن وجهها ألحين كان مختلـف , كان لوحه من الحزن والتعـب , كان مختلف بقوه .
تحت عينها اسـود وجهها شاحب ..
ريم اسمعت اسمه ..انصدمت ..
فيصل , وش يسوي بالشقه اللي مقابلتهم !
لكن ما ارفعت راسها ..
وش ناوي عليه ابوها , ليه مخليه يسكن قبالهم
حست بالدموع بعينها تتجمع .. صار وجهها احمر .. وعبـر وجهها عن الرفض من غير احساس او شعور منها وبان الضيق عليها من سماع اسمه ..وشدت على ايدها بقوه.
بغلط وتهور منها ادخلت لسجن اسمه فيصل اللي ودها تفلت منه ومهي عارفه .
كانت راح تصيح ألحيــن وقدامه .
واللي ذبحها انها ما كانت تبي تشوفه ..ولا هو يشوفها ..وش عرفه انها هي ريم !؟
وهذا يهـم ! ..ما يهم ابـدا ..
ضحكت بداخلها بسخريه
هه هه ..هو فيـه كل المواصفات اللي يحلمون فيها البنات , وسيـم ..هه ..حتى وهي بعز حزنها ما تقدر تنكر هالواقع .. وسمعته الطيـبه واصله للكـل , لكن ..
لكن اهي قلبها مهو له , مهي سعيده فيـه .
كانت حاسـه بالتوتر , تدعي ربها انه المصعـد يوصل قبل لا يتكلم او يقول شي ثانـي .
فيصل لاحظ تغيـر ملامحها من نطق بأسمه , غورقت عينها , وحس بملامحها الخجل مخلوط بالحزن مو الفرح ..غير عن كل البنات اللي المفروض يكونون سعيدين بخطبتهم وزواجهم .
تـوتر , لأول مره بحياته يتـوتر كذا .
ما حـب يفكـر بالموضوع او يفسـر بكيـفه , لكن تعابير وجهها عطته احساس سئ .
تمنى انه كلامه واحساسه خاطئ .
ريم كان ودها تقول له ابعـد عني , روح , ارفضني قول لأبوي انك ما تبيني , طلبتك قول له .
لكن اسكتت ..
مرت الثواني وهو يتأمل وجهها وهي صاده من غيـر لا تتكلم ..ما اهتمت بردة فعله على سكوتها وتجاهلها له ..ما اهتمت ابــدا
وصل المصعد .
اصعدت وهو تم يشوفها .
من غيـر ولا كلمه .
نعيــمه كانت شاهده على الموقف ككل .
شافت فيـصل من باب الشـقه , ما شاء الله كانت وسامته قويه وتلفت نظر الكـل لكن تعابير وجه ريم كانت رافضه له بقوه ..
وجا في بالها انه اللي مو متأكد انه ريم تحب عمـر .. راح يتأكد من المشهد اللي للتو حصـل , لأنه عدم الأبتسام في وجه بالوسامـه هذي شي صعب إلا على المرأه العاشقـه .
خافت انه الرجل يفهم ريم غلط , خاصه انها ما شافته من قبـل , فظنت انه جارهم الجديد وحاب يسلم فقط ..
وهذا دفعها انه تقـرب منـه وتـقول " معليـش "
لف عليها الرجل , وناظرها بأستغراب ..
اما هي فكملت كلامها بأن قالت " معليـش يا استاز , اصل الست ريم تعبانه شوي , حد عزيز عليها عمل حادس , وهي دبحت حالها من العياط من امس بالليل وما ادرتش تنام من امبارح ... يا عيني عليـها "
نقل نظره للمصعد بتأمل , معقوله هذا هو سبب الحزن والضيق .
يعني مو خطبتها له .
لكن سمع اللي صدمه من نعيمه " السي عمـر لساته صوغيـر , الله يحميه , قلبنا وجعنا لما سمعنا بالحادس "
عمـر !!! , زعــلانه على طليقها , انهيارها على طليقها .
اللي اعرفه انه اثنين يتطلقون لما الحياة تكون بينهم مستحيـله
تصرفات عمـر .. تصرفات ريم ..
وهو الطرف الثالث اللي جا بالوسـط وافسـد الأمور ما بينهم .
لأ ما يبغى يفكـر بهالطريـقه ..
لكن ما في اي معنى لتصرفاتهم غيـركذا .
الحزن اللي بعيونها , ولما سمعت اسمه الضيق اللي بان عليها , وش معناه !
معـقوله انها مجبـوره عليه ..
لأ ..بس الظنون بدت تلعب فيه لعـب .
ما يصير ياخذ كلام الشغاله على انه جـد .
لازم ياخذ الكلمه منها هي ..


الريـــم :

بطريقها للطبيـب ما كان ابوها يكلمها , وما توقعت غيـرهالشي , اصلا حتى ما قال لها تحجبتي او مبروك عالحجاب ..
فكرت بمقابلتها لخطيبها ..
لخطيب الغفله
سندت راسها على النافذه تتأمل الناس .
لــيه ما قالت له انها ما تبغاه , كان لازم تقوله , كان قدامها فرصه ذهبيه وهي ضيعتها من ايدها , بس استحت ..
استحت , ما تقدر تقول لرجال ما ابغاك ..
غورقت اعيونها , وش الدبرا يا ربي , كيــف !
يا ربـــي كيـف ؟
ترسل له رساله مع نعيــمه ..
لأ ما تقدر , ما تقدر
ذا جنــون , جنــون
طيب تقول له كلمه يفهم منها انها ما تبيــه .
المشكله انها ما تقدر تلجأ لأبوها , ابدا , ابدا
رفعت نظرها لأبوها وشافت راسه من ورى .
ولفت تشوف النـاس .
وش ذي التفاهه اللي هي جالسه تفكـر فيها , حبيبها وروحها ما تدري وش جرا له , وش هي اخباره ..
الخطبه ألحين اخر همها ..
اخــر همها ..
كيـف ممكن تعرف حال عمـر بالوقت الحالي كيـف ؟
غمضت عينها بتعب
لكن ردت افتحت بسرعه وقوه .
مها !
فعلاااااا مها , مها ..
هي املها الوحيـد , وشلون ما فكرت فيها من اول .
انشغلت بهمها وتعاستها ونسـت انها تقدر تتصل بمها .
من لهفتها بدت تدور على الجوال بحقيبتها , يميــن ..يســار ..ما فكرت بوجود ابوها بالسياره معها .. انها تعرف كل شي بالنسبه لحالة عمر.. نعمه من الله .
لكن ما له بينه ..الجوال ماله بينه
يا ربـي مهو بوقته يختفي جوالها ألحيـن .
لما عرفت انه الجوال اصلا مهو بالشنـطه , وانها اكيـد نسته بالشـقه .
قلبها بدى يدق بقـوه من معرفتها بقدرتها على معرفة اخباره .. كان ودها تقول لأبوها يردها للشقه ألحين .
لأجل تكـلم مها .
يالله متـى , متــى تنتهـي من هالمشــوار .
يا رب اعني على هالرحله , وعلى الوقــت , يا رب اعني .
حمد كان ملاحظ انه بنته لابسه الحجاب لكن ما علق .. كان تفكيــره متعلق بأتفاقه مع سعود اللي تراجع عنه سعود بأخر لحظه ..
اتفاقهم متعلق بتزويج احد الطرفيــن , وبما انه عمــر رجال وصعب ينجبر على الزواج , التفتوا لريم
حمد حول نظراته للمرآه الجانبيه للسياره وشاف بنته اللي جالسه وراه .
كان راح يجبرها على الزواج , لأنه اللي توصلوا له هو وسعود , انه ابتعاد عمر عن ريم , وريم عن عمـر شي فيـه خيــر للأثنين .
وش العمل ألحيــن , هل يستمر فيه هو , او يتركه ..
ان استمر فالضرر اللي راح يصيب بنته أو غيــرها راح يكون مسؤوليته , لكن ان انسحب هو بعد فما راح يكون فيه اضرار .
المفروض بعد اللي عملته ريم امس واليوم , يتخذ خطوه لأكمال الزواج أو التراجع عن قراره ..
يا الله وش كثـر القرار صعــب , صعب مره


مهـــا :

وصلوا للمستشـفى واهو بعد كلمته بالفندق ما عاد كلمها .
ولاهي كلمته ..
تجاهلته بالوقت الحالي فقط , ما لها نيه تتكلم ..
كانت حاسـه بحريقه شابه داخلها منه ومن تصرفه , شلون ألحين , شلووووووون , ليش ما يخلي بدر يروح , ليش اهو , ليـــش
يعني بدر ريال , ليش ما يستقبلهم .
اهو المفروض ألحين مشغول معاها , ومع عمـر..
المفروض يكون معاهم , مو يفرفر بالمطار يستقبل فلان وعلان ..
أو يستقبل الزفتــه ..
الخايســـه , ما لقت إلا مصر تتعالج فيها امها .. يا مكثر البلدان .. لكن لااااااااااااااااااااااااااا تبي تكون موجود يم حبيب القلب
حبها برص ..
وصلوا للمستشفى .
واهي نزلت قبله من السياره , اما اهو فقعد يكلم السواق وبعدها نزل .
مشت بقربه .
وقلبها بدى يضرب بقوه ..
الثقه اللي صبرتها طول هالوقت تبخرت , كل الأفكار غيــر عمر طارت
كانت حاسه بالخوف والفزع من اللي راح تشـوفه .
الأطمئنان اللي كان بقلبها يطير , كلما قربوا من المكان اللي هم قاصدينه .
لما وصلوا للباب , وقف , وهي وقف قلبها .
لف عليها قبل ما يدخل
قال بكل بهدوء" ألحين بندخل يا مها , ما ابغى صياح ونواح , عمي سعود موجود بتضيقين صدره , عمـر شكله يخرع لكن هو ما فيه إلا العافيـه ,مفهـوم "
الخوف ملاها , ما تبي تدخل .
وقالت هالكلمه على طول " ما ابي ادخل , ابي ارد الفندق "
نزل ايده عن مسكة الباب .
بكل هدوء قال " مها خلاص , انا مكلم عمي سعود اليوم الصبـح , وعمـر كان صاحي وتكلم مع الدكتور "
شافته بنظراتها الدامعه ..
تأملها لفتره ..
وقال " يلا "
فتح لها الباب , أشر على الباب المفتـوح .
ما لمسها او مسكها , يبيها تعتمد على نفسـها ,يبيها تكون اقوى , وتتخطى الخوف لحالها , ما يضمن انه يكون موجود دايما قربها , ما يضمن انه جدها يكون دايما قربها , ما يضمن انه عمر يكون دايما قربها .
مشــت ببطئ للباب ولما مرت بقربه , سمعته يقول بصوت هامس " ثقي انه ما فيـه شي "
دخلت .
تجنبت النظر للفراش اللي متوسـط الغرفه .
وخلت عينها على جدها اللي كان يتكلم بالتليـفون وظهره للباب , ويشوف الدريشـه , و واضح انه ما كان منتبه لهم .
وبخوف وبقلب يرجف نقلت نظرها للفراش .
ما كان واضح شي منه .
وقربت خطـوه , وقلبها مع كل خطوه يزيد رجفته .
لما شافته شهقت ورفعت ايدها بسرعه على فمها .
تكتم الصوت اللي صدر , حست بجسد قريب منها من خلف لكن مو لامسها ..
سمعت صوت خالد الهادي من خلفها اللي قال " مها تماسكي "
طلعت منها شهـقه بكا , وردت تحاول تكتمها .
" تقدمي منه , شوي , شوي .."
لفت عليه , على خالد وقالت بهمـس باكي " ما أقدر "
" إلا تقدريـن .. هذا خالك .. ما فيـه شي "
وجهه كان عباره عن دفع لها للأمام , كان واثق فيها , و واثق من حالة صاحبـه .
ورد قال " هو بخيـر "
ما كان لامسها , وتقدمت شوي شوي .
لما صارت قباله .امسكت طرف السرير , تألمت من منظره , وتسألت إذا هي متألمه من المنظر وبس , اهو اللي قاعد يعاني من هالجروح شنو قاعد يحـس فيه .
جبهته كانت مغطاة بشاش ابيـض , الجزء غيـر المغطى بالشاش كان لونه أزرق و احمر .
خاصه جهة عيــنه اليميـن وخده اليمين , إلى رقبته , اما الجهه اليسار فكانت تقدر تشوف لون بشرته الأصلي .
حست بخالد يوقف قربها من السرير .
وجوده قربها واحساسها بحرارة جسمه كانت شي مطمن لها .
نقلت نظرها لجسم عمر , الدربات اللي بأيده كثيـره ,لكن اللي فزعها اهو منظر رجوله الثنتين اللي كانوا مغلفين بجبس , ومرفوعين بأله لأعلى .
كان شكل رجله يفزع , تنفست بقوة , ولفت على خالد , اللي كان شكله عادي ومتماسك , لكن ما احد يدري بالضيق والهم , الجمر اللي بصدره من حال صاحبه .
ردت تشوفه , حست بالدمعه اللي نزلت على خدها , ارفعت ايدها وامسحت دمعتها بعنف , عمـر ما فيه شي , خالد يقول بس شكله اهو اللي يخرع , لكن الواقع غيـر ..
خالد ما انتبه لدمعتها .
جدها اللي كان انهى اتصاله بالكويت بعد ما شاف حفيدته , وتابع مشهد ضيقها بصمت , لكن لما انزلت دمعتها قال بصوته الخشن " تعالي يا مها "
ارفعت عينها عن عمـر وشافت ابوها سعود فاتح ايده لها على وسعها .
قربت بهدوء من غيـر عجله من جدها .
تحاول بهالوقت انها تتماسك عشان ما تنفجر بالبكاء , لأنها ابوها سعـود ما يستاهل تزيد على ضيقه ضيـق .
لما قربت ضمها لها بقوة .
تنهدت بقوه وحست بامان منقطع النظير , لكن ما بكت , بالعكس كانت متمالكه حالها , يمكن لأنه خالد كان قربها وموجود اهو اللي ساهم بأنها تكون متمالكه نفسـها , حتى من غيـر لا يضمها ,احساسها بوجوده كان قوه .
خالد شافهم ..جدها هو الأمان لها .. الصدر الحنون !
هه عمه سعود الصدر الحنـون بس هذا الواقع بالنسبه لمها .
قعد على الكرسي , حتى عمه قام يغار منه ..
المفروض بعد اليوم يكون واثق من نفسـه ويوقف جنون الغيره اللي تملاه , لكن مو قادر يمنع نفسـه من انه يتضايق من اي شخص يحس انه اقرب لها منه .
ألحين هم تقدموا لخطوه للأمام وهالشي ممتاز ..
بس يتأمل انه علاقتهم ما تتوتر من قدوم خطيبته المزعومه , الحمدلله انه ما كان رد فعل مها عنيـف مثل ما كان متصور .
على الأقل هو ألحين قربها , بنفس غرفتها وهذي خطوه عظيمه راح تمكنه من التفاهم معاها , من البقاء معاها لأطول فتره ممكنه .
شاف عمه وحنانه على حفيدته وكلامه معاها بحنان , نادر ينسمع من عمه سعود .
اهو ما سلم أول ما دخل لأنه انشغل بمها وردة فعلها على شوفة خالها , وما كان مركز على شي ثاني .
بعد ما شاف انه الضمه اللي بين مها وجدها بتطول , قرب وقال بصوت قوي " السلام عليـكم عمي "
ومد ايده اللي تلاقها عمه .
بعد فتــره تركهم عمه سعـود اللي استاذن لأنه بيروح يرتاح .. طبعا خالد لما عرف انه عمه سعود ظل طول الليل ما قدر يقول شي او يشره عليـه لأنه اب , واكيـد انه كان ناوي يقعد مع ابنه لفتره .
لكن هذا ما منعه انه يقول لعمه بصرامه انه إذا فيه شخص بينام بالليل عند عمـر فهو خالد ..
كان هو ومها مع عمـر ..
مها بأيدها قرآن , وخالد سرحان ..بمها !

سمانثا :

قلبها بده يحرقها على عمر ..
ويــنه ..
وين اهله , وين مها , وين خالد .
كانت قاعده باللوبي من الصبح وما شافتهم .
حاولت تحصل على ارقام غرفهم لكن الأستقبال رفض انه يعطيها هالشي .
تمنت من كل قلبها انها تعرف ولو حتى اصغـر خبـر عن عمر .
سفرتها بتكون بعد اسبوع وثلاث ايام بالضبط !
خايفه تمر الأيام وما اشوفك ؟
عمـر وينك ؟


ريــم :

توها جت من عند الدكـتور اللي عطاها كلمتين بالعظم على اهمالها لصحتها ,وعلى اهمالها لأيدها بالذات .
وبحضور ابوها , اللي كل ما قال الدكتور كلمه عطاها نظره قاسيـه .
شافت كف ايدها للمره المليـون ,وتذكرت كيـف كان شكل ايدها يقزز .
الخياط تقطع الدم كان مالي كفها ..بعدت عينها باشمئزاز عن كفها لما تذكرت المنظر .
لما وصلت للعماره , ما صدقت
كانت تبغى تجري ..
تركض بأقصى سرعتها ..
تبغى توصل لجوالها ..
وألحين الجوال بأيدها , وترجف , خايـفه من عاقبة اتصالها .
كانت حاطته على اذنها ومن غيــر شعـور ادموعها تنزل على خدها , والخوف ماليها .
بعد ثلاث رنات سمعت صوت مها المتعب يقول " ألو .."
اهني بس بدت ترجف ..وقالت والرجفه مهي مخليه كلامها واضح " مـ..ـهـ..ـا "
اخيـرا راح تعرف اخباره , اخيـرا راح تسمـع وش فيــه ؟
حبيبها ..
اخيــــــرا
مها اللي بالطرف الثاني من الخط , كانت قاعده قرب عمـر , و بأيدها القرأن , خالد توه طالع يجيب لهم غداء , بعد ما اطمئنت على حالة عمـر , اللي جدها شرحها لها قبل لا يروح للشقه ويستريح ..
ما كانت ناويه تغادر مكانها قرب عمـر
ومشاعر خالد مماثله لمشاعرها .
وبالتالي اثنينهم اتفقوا على البقاء إلى مساء , وبالواقع كانوا اثنينهم يأملون ان عمـر يفتح عيــنه لهم ويكلمهم مثل ما كلم ابوه سعود
قالت بصوت متأثر " ريـــــــم "
ريم حاولت تتماسك وقالت على قد ما تقدر من تماسك " بس ابغى ...اعـ...ـرف ..؟؟"
اعرفت مها ريم شنو تبي تعرف ..
الثواني مرت على ريم ساعات , وهذا اللي خلاها تستعجل مها فقالت " طلبتـ...ـك ..طمنـ..ـي قلـ..ـبي ... "
وهذا خلا مها تقول بكل لهفه ورغبه بالتطميــن " اهو بخيـر , بخيــر يا ريم .."
اهني بكـــت ريم , بكــــت من كل قلبها ..
الحمــدلله , الحمدلله ..
صوت بكاها كان عالي واللي يسمعه يعرف انه قلب الباكي كان منفطر , متقطع
الراحـــه , الراحه ..
الحمدلله , الحمدلله ..
مها تأثرت من بكا ريم وحست انها راح تبكي وانه دموعها على طريف ..
اهي نفسيتها السيئه وحملها مخليـها حساسه , اصلا اهي ملت من كثر ما بكت بالفتره الأخيـره ..
ملت من نفسـها , بس ما تقدر تمنع رغبتها أو تمنع دموعها .
ريم اللي كانت واقفه اقعدت من قوة المشاعر والفرح اللي انطلق بصدرها ..
عمــر
بخـيــر .
وقالت لمها من بين شهقاتها الباكيـه " الحمـ..ـد لـ..له ....الـ...حـمـ...ـد لله "
قالت مها " ايه الحمدلله , طبعا شكله ما يسر عدو ولا صديق , بس شي اهون من شي .. لكن .."
ريم اللي قدرت أخيرا تتمالك نفسـها فز قلبها على كلمة لكـن وقالت " لكـ ..ـن .....وشووووو ؟! "
تنهدت مها تحاول تطلع الضيقه اللي بصدرها " أ ه ه ه ه ه ه ريله اليميـن متكسـره تكســر وتحتاج فتره للعلاج , وبعدين تحتاج اعادة تأهيـل , وحـوسه الله يعيــن بس "
حطت ريم ايدها على جبهتها وغطت عينها ..رجله اليميــن .
الله يعيــن ..
عمر على عناده بيذبحهم لأجل يطلع من المستشفى .
تعرفه زيــن يكـره القيـد ويكره المستشفى ..
هذا بيكون اكبـر اختبار لعمـر , عمر اللي يحب الحريه .
الأنطلاق ..
يكره انه يبقى بمكان واحـد .
اللي يعرف عمر زيـن , بيعرف صعوبة هالشي عليه .
يا رب عينه وساعده على تخطي هالوضع ..
بس عادي , اصابه اهون من اصابه , الحمدلله اللي احفظه لهم , الحمدلله اللي احفظه .
وقالت بهدوء " مهـا .. أبغى ..." واسكتت لكنها بعدين قوت قلبها وقالت " " ابغى اسـ ....ابغى اسمع صوته ..أبـ .."
وبعدين سكتت ..
وجا الرد من مها اللي تنهدت وحطت ايدها على بطنها و قالت " اهو ألحين نايم " ابتسمت مها بحنان وهي تشوفه ..وبدت توصفه لريم من غير شعور..
ما تدري ليش ..
بس بدت تقول بصوت حنون ..
" مستلقي على ظهره .. لأنه ما يقدر ينسدح بغيـر هالطريقه .. اللي يشوف هدوء ملامحه من جهة اليساره يظن انه نايم عادي .. لكن اللي .....لكن اللي يروح لجهة اليميـن ويشوف اللون الأحمر , والأسود اللي مغطي ومنتشر على جلده يعرف انه مخدر .. جبهته مغطيها شاش .. ذراعه مغروز فيها الدربات واحد للتغذيه , وواحد للدوا , وواحد ثاني لدوا بعد.."
بعد ما انتبهت لحالها وانها قاعده توصف حالة عمـر , سكتت .
الأنسانه بالجهه الثانيه من التليـفون واللي كانت صامته طول الفتره قالت برجفه " مها ....رجـ..ـيتك ..كملي , رجيتك كملي .."
غمضـت مها عينها , تمنع دمعه من النزول , وكملت لأنها حست بالحرقه اللي ماليه قلب ريم, ولأنها مقدره ظرف ريم اللي يمنعها من انها تكون معاه وقالت " ..اممممم ..كتفـه اليمين وذراعه فيهم رضه قويه , تطلب من الدكتور انه يلفها له بشاش , ريــله ......اممممم .." سكتت وبعدين لما اعرفت انها ما راح تبكي قالت " ريله اليسار فيها جبـس لكسـر فيها ..اما ريله اليـ ...اممم ريله اليـمين فيها جبس , واثنينهم مرفوعين لفوق ..وبـس "
اسمعت النفـس القوي اللي خذته ريم ..
وبعدين سمعت صوت ريم المخنوق يقول " الحمدلله انه رجع سالم , وهذا هو المهم ألحيــن .."
ريم من وصف مها له ,حست بضيق والم براسها شديد .
وكملت بأن قالت " مها انا مضطره اسكره ألحين , طلبتك يا مها ان صحا , او صار له اي شي جديد اتصلي علي وقولي , هذي امانه , تعرفيــن وش يعني امانه ؟! "
قالت لها مها بكل جديه " ان شاء الله , يا ريم "
قالت ريم " انا راح اتصل عليكي من وقت لوقت على حسب ظروفي ..استودعتك واستودعته الله "
ريم استلقت بفراشها .. وقالت من اعماق روحهــا ( يــــا رب ساعده )
بعد ما سكرت مها التليـفون , دخل خالد عليها , كان حامل معاه غدا لهم وحقيبة شغل ..
عطاها ساندويشاتها , وعصيرها وجلس بعيد ..
قالت له بهمس " مشكور "
رد عليها بهدوء " حياكي الله "
لما الحين مو عارفه تتعامل معاه واهي مغتاظه منه للدرجه هذي !
من اول ما غادر الغرفه واهي افكارها معاه , كانت القران بأيدها حاولت تقرى ..
لكن افكارها دايما تطيـر له , وتروح له هو .
هل يا ترى بيروح لسمـر ولا لأ , يعني معقول انه كان يمزح .
توترت من افكارها الغبيه , يعني شلون يمزح بشي مثل هذا !!
اكيد راح يروح..
ما كانت تبي تفتح موضوع مثل هذا بهالمكان , وبهالوقت بالخصوص .
كانت تشوفه مطلع أوراق , ويقرى فيهم ..
ردت اهي تقرى القرأن عسى الله يشرح لها صدرها .
مرت ساعات وهم على هالحال ..
وجا ابوها سعود بالليل , وعمـر ما صحا .
قعد ابوها سعود , وبدى يتكلم مع خالد , عن الشغل , وعن امور ثانيـه .
كانت تشوف خالد شلون مركز مع جدها وشلون متفاعل معاه ..
ولاحظت فجأه تغيــر ملامحه للبرود , لفت على جدها سعود , تبي تعرف عن شنو كانوا يتكلمون ..
وسمعت جدها يقول "......عاد انا قلت لأخوان عمر انه ما في داعي قدوم احد منهم ..لكن مثل ما انت تدري غانــم شوره بأيده , وقرر انه لازم ايي لمصــر "
كان واضح على جدها الأمتعاض , خالها غانم , انسان غريب الأطوار !! , هذا اقل ما يقال عنه .. صريح زياده عن اللزوم , ولا مبالي زياده عن اللزوم , ومهمل زياده عن اللزوم , ويرمي الكلام ولا همه احد ! وهذا سبب في توتر علاقته بجدها .
خالها غانــم راح ايي لمصــر ..
لفت على خالد مستغربه ليش ما اعجبه انه خالها غانم راح يجي لمصـر , اهي اللي تعرفه انه غانم وخالد علاقتهم عاديه جدا , ما تتطلب انه خالد يتضايق من قدومه .
خالد لما قال عمه سعـود طاري غانم .. تضايـق .. تضايق كثــير لأنه الوحيــد الشاهد على قدومه مليــون مره لمها ورفضها لمقابلته .. لأنه اهو اللي كان المرسال بينه وبينهما ..لأنه بفتره خلافهم الأساسيه عمه سعود , وعمر ما كانوا بالكويت والموجود اهو غانم .
عمر يدري انه جا لمها عدة مرات , لكن ما شهد بعينه على الوضع , على عكس غانم اللي كان شاهد على اذلاله من مها .
رفع راسه وشاف مها تشوفه ..
وتضايق اكثـر ..لكن ما بين بوجهه شي الحين .
مر الوقت وتكلم جدها سعود عن امور ثانيه .
ومها نست سالفة خالها غانم ..وراح بالها للأهم سمـر !
كانت ساكته متوتره , وكلما حست انه الوقت اظلم أو تأخر تتوتر أكثـر .
وبعد مرور بعض الوقت قام خالد من مكانه وقال الشي اللي خلا الدم يفور بكل جســم مها !
" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 10:52 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black widow المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



البارت الرابع والعشرين

*** مواجع القلب مفتوحه ... داريتها واحترق صدري ***











" مها يلا اوصلك الفندق لأجل ترتاحين , وعشان ألحق استقبل عمي بالمطار "
قالها بطريقه عاديه جدا جدا .
كنه مو عارف تأثيرها عليها .
مها اسمعت هالكلمه وبغت تفقد عقلها ..
ردت من غيــر تفكـــير , وبسرعه " تو النـــاس , ما في داعي نروح ألحين "
شافها وقال بنبرة ضجـر " مها .."
عرفت من نبرته انه يقصد لا تطوليـن الموضوع ..
كانت بتقول كلام اكثر وتحتج اكثر لكن ...
تدري انها قاعده تمطط السالفه , بس ما تقدر تخليــه يروح كذا من غيــر نقاش ..
يعني شنو يبيها تسوي , تقوله روح , عادي ..
رايح يستقبــل خطيبته .
بدى قلبها يطق بقوه ...
بوم
بوم
بوم
بوم
بقوه لدرجة انها حست انهم سامعيــنه .
ردة فعلها ألحين راح تحدد مصيــرهم بوايد اشياء , وايد ..
كانت تشوف خالد رد يكلم جدها سعود عن ترتيبات المنامه عند عمــر وغيــره .
ما أحد معطيها انتباهه , وهذا خلاها تحاول تتمالك نفســها عشان ما تنفجر .
مها تعوذي من الشيطان
مها لا تخربين على روحج بهالوقت بالذات
مها ركزي على شي ثاني .
اهو لما ألحين ما تزوج بنت عمه يعني ما راح يصير بينهم شي .
وان استقبلها بالمطار اخرتها بيرد لج , صح ولا لأ ..
ويدج موجود ما تقدرين ترميـــن عليه كم كلمه ..لأنه ابوج سعود بكل بساطه راح يعصب , واحتمال يمنع رجوعج له , وانتي ما تقدرين تتخليـن عنه بالوقت الحالي .
كانت شاده على شنطتها بقوه ومن كثـر شدها حست انه ايدها راح تتكســر .
شافته يهز راسه لكلمه قالها له يدها سعود ..
وقالت في بالها ألحين , ألحين ردي بهدوء , واكسبي معركتج مع نفســج .. انتي جم مره تتهاوشيــن معاه على نفس الموضوع وما استفدتي شي , شوفي الهدوء وين راح يوديج , يمكن بيوصلج لمكان افضـل , يمكن ..
شافته يلف عليها للمره الثانيه بعد ما انتهى من كلامه مع ابوها سعود ..
كانت نظرته تقول (يلا خلصيني )
فكرت انه راح يردها للفندق , واهي مو مستحمله , ما تقدر ترجـع للفندق وافكارها السلبيـه تسيطرعليها , خاصه انه ما راح يكون معاها لأجل يطمنها , فقالت بهدوء " خالد ابي اقعد مع ابوي سعــود وعمـر شوي "
شافت نظرة خالد تتحول للضيق ..
و فتح حلجه بيتكلم .. لكن اسبقه ابوها سعود ..
وقال بصوت صارم " لا يا مها , انتي من الصبح تقريبا قاعده على الكرسي , وهالشي مو زين حق مره بوضعج , توكلي ألحين مع خالد , وان شاء الله باجر تعالي "
النار تاكل قلبها اكال .
ابوها سعـود مو فاهم شي , اهي مو هامها تعبـها , اهي تبي راحة البال بس ..
لكن وعدها لنفسها انها تكون قويه وانها تصبر يتطلب منها انها تسمع كلمة ابوها , وخلاص تقـوم وتطلع قبل لا تفقد السيطره موليه.
وبكل هدوء استطاعت انها تجمعه بهالثواني هزت راسها بالموافقه وقامت من كرسيها هدوء , هي متأكده انه اللي يشوفها , يشوف انسانه بقمة الهدوء ..
مشت خطوه , خطوه , تتمنى انها تقدر تحافظ على اعصابها إلى ان تطلع على الأقل
وباست عمر النايم على خده اليسار وسلمت على يدها وقالت " مع السلامه "
وتحركت لبرا الغــرفه من غيــر اي نظره لخالد .
خالد تابعها بنظره من غيـر اي كلمه ,هو تنرفز من خروجها من الغرفه من دون ما تنتظره , لكن قرر يقصر الشر..
شافها تفتح الباب بكل هدوء وتطلع من الغـرفه من غيـر اي اهتمام فيـه , أو نظره ثانيه له .
لف على عمه سعـود وقال له " خلاص يا عمـي , اجل اتفقنا , انا الليله راح اكون مع عمـر "
رد عليه عمه سعود بأن هز راسه وقال " ايـه ان شاء الله .."
تحرك خالد للباب , وسمع صوت عمـه من وراه يقـول " خالد "
لما لف عليه خالد قال له " ديـر بالك عليها "
هالكلمه دليل على عدم ثقة عمه سعـود فيـه ..
مهما تعدلت علاقته مع عمه سعود او تكلموا بتحضر يظل فيه غمامه عدم ثقه تحيط فيهم بما يتعلق بمها .
هز راسه بهدوء بالموافقه وطلع ..
مها كانت تغلي بس خلاص هذا اللي تقدر عليه بالوقت الحالي ..ما كانت تقدر تنطره داخل , وما تقدر تروح له او تجامله واهي بهالوضع الناري
كل كلامها المنطقي لنفسها مو قاعد يفيدها ابدا .. ابدا
قلبها مو قاعد يمشــي على تعاليم عقلــها .
شتسوي تشلع قلبها من صدرها وتفتك ولا شنوووو .
حست بخالد لما طلع , ما كلمها ولا اهي حاولت تكلمه ..
وتحركوا من غيـر اي كلام للسياره , كل واحد فيهم يتجنب الكلام مع الطرف الثاني , لأنهم عارفيـن انهم راح يتهاوشون ان وجهوا الكلام لبعـض , لكـن لما قربوا من الباب الرئيسي للمستشفـى .
مها وقفــت
كانت تشـوف مشــهد جدامها خلاها توقف وما تقدر تتحرك ..
وبدت ترجف .
مره قاعده على كرسي متحرك , وجالســـين ينقلــوها لمكان ثاني بسرعه ..
حامل ..
وتصــرخ من الألم !!
كان اغلب كلامها بهالصيغــه " أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ , ماما تعالي لي يا ماما "
ثم تسكت وترد تصرخ " ما أقدرش , والنبي ما أقدرش "
"أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه " صراخها كان صراخ ألم فظيـــع .
مها كانت تشوفها , وحست ان اسوأ كوابيسها تمثل قدامها ..
اهي لأول مره تشوف وحده تصرخ من الألم من الولاده جذي ..
يعني انا راح يصير فيـني جذي !؟
وماتت من الخوف .
خالد شاف المره اللي تصــرخ بضيق ووخر نظره , ازعجت الناس الله يهداها .
وش بلاها هالحرمه تصرخ كذا ,جد ازعجت العالم...
يا كثــر الحريم اللي اولدوا وما اعملو اللي هي تعملــه ..
كان هو واقف ينتظر السواق يجيب السياره لباب المستشفى .
الحمدلله انهم قاعدين ينقلونها لمكان ثاني
وفجأه حــس بشي يتعلق بذراعه !
لف بصدمه واكتشف انه الشي اللي تعلق فيه هي
مها !
مها انطلقت لصدر زوجها وقالت بخــوف " خالد شوفــها ...شوفها ..ابيه شكلها متألمه وايـــــــــد , ابيـه شفيـــــــها , شفيــها "
خالد فكــر بضيق من ناحيه شكلها متألمه فهي فعلا شكلها كذا , كانت تصرخ من اقصى قلبها , ما يقدر ينكر هالشي .
استوعـــب انه مها حــامل وهذي اكيـــد افزعتها
كملت مها كلمتها " خالد , ابيــه انا راح يصير فيــني جذي , صــح "
ما خلته يرد عليها
حس فيها تهستـــر واهي تقــول " خالد انا ما ابي اولد , خلاص بس ما ابي اولد , خلاااااااااص ابي اخلي البيبي في بطني "
طبعا خالد انصدم من هالفكــره و وما يدري كيــف اخطرت على بالها
جتـــه الضحــكه بس حاول يكتمها ..
حاول يركز على طريقه انه يهون عليها الموضوع ...هالحرمه كانوا ينقلوها بسرعه لمكان اخر وصراخها قاعد يخف كلما بعدت ..
بس مها كانت تشوف الباب اللي اختفت من وراه المرأة ..
وفجأه لفت على زوجها وقالت " خنقول للدكتــور يلاااا , خنقـــوله .."
خالد كل ثانيه تمر قاعد يحس انه كتم الضحكه يكون اصعــب , لكن حاول وقال على كثـر ما يقدر ..
أو بالأصح قال بكل اللي يقدر عليه من جديه " وش نقــوله !! "
هزت بذراعه وقالت " خالد شفيــــك مو قاعد تفهــــم , ما شفــــت المرااااااااا , انا ما ابي اولد , نقــوله اني ما ابي اولد "
لي حد هنا وما يقدر يكتم ..قاوم ضحكته ..لكن ما قدر يقاوم الأبتسامه .
اما هي فلما شافت ابتســامته ..غورقت عيــونها ..
اتركت ذراعه بقوه .
وقالت برجفه , وغيــظ " تضحك هاااااااا , ايضحك صح !! , مو انت اللي راح تولد , اكيــد ايضحكك ...انا اللي راح اتألم "
وكانت راح تعطيـه ظهرها وتروح ....وين !!! اهي نفســها ما تدري , بس قهرها انه ابتســـم , اهي خايــفه , المره اللي تولد كان اتصروع الواحد , واهي اول مره تحمـــل , وخايــفه , من كل قلبها خايــفه .
ما مشت خطوتيــن إلا حست بذراع تمسكها , وصوته واهو يضحك بهدوء ..
لما لفت عليــه وشافته يضحــك ..
انقهرت اكثــر , انزلت دمعتها " وااااااااي ليش تضحـــك "
هههههههههههههههههههههه .
الضحك صار ازيـــد , بدااااا الدلــع , ألحين لو شنو عمــل ما راح يرضيها .
اهو ما كان قادر يسكــت عن الضحــك , بس لما شاف دمعتها حاول يسكت.. واهو يقول " طيــب ..طيــب نروح للدكتــور ما في اي مشـكله "
اهي انقهرت اكثـــر وقالت " انت قاعد تاخذني على قد عقلي , تدري ان الدكتــور ما راح يسوي شي "
عورت قلبه , ما كان المفروض يضحــك ..حس بحنان بقلبه يتدفق لها .
كان المفروض يتفـهم موقفها ..
بس كيـف يقدر يقاوم الضحك وهي كذا
كتم الضحكه
وقال بكل جديـه " انا اســـف , معاكي حــق "
تفاجأت , ما توقعت انه راح يعتذر ..
وهذا سحب النرفزه منها ..
وردت لمشاعر الخوف اللي اختفى لفتره بسيطه من العصبيه اللي أصابتها من ضحكته .
وخلاها تقــول بهمـس " انا خايفه يا خالد "
سكت للحظه يفكـر بكلمتها بأستغراق وبعـدين قال بعقلية الرجل " لا تخافيـــن لو كان يألم للدرجه ذي , ما كانوا الحريم جابوا واحد واثنين وثلاث ....وهذي التجربه... هي جديده عليك , حكمي عليها بنفســك , لا تخلي احد يأثر على حكمك , استمتعي فيها للأخر "
استمتعي فيها للأخر !
نزلت عينها وتنهدت , فكــرت شلون استمتع بهالتجربه , اشلـــون ..
وانا ماني قادره اركـز عليها , دوم تفكيــري فيــك , عليك , ومنك .
نظراتها وتعابيرها انقلت لخالد مشاعر الضيق والخوف..
وكان وده يضمها لصدره , حاسها بهالوقت زي الطفـله , بشكل غريــب لكن كانوا بمكان عام .
التفت بسرعه بعد ما استوعب انهم فعلا بمكان عام , لكن حمد ربه انه ما احد انتبه على المسرحيـه اللي توها صارت بينهم .
لازم يحاول انه يهون عليها الوضـع , يدري ان كلامه قد لا يكون له اي أثر ..
وهذا خلاه يعزم ان ينفذ اللي في باله , ويخليها مثل ما شافت الجانب المفزع للعمليه تشوف الجانب الحلو فيها
مسك ايدها , وخذاها معاه بهدوء
شافته واهي مستغربه , خاصه انه أبعدها عن باب المستشفى الرئيسي ..
كان ودها تسأله لوين ناوي ياخذها ..
لكن اسكتت ..
دخلها من باب جانبي , ومشى بممر طويـل , واهي وراه ..
لما اوصلوا لزجاج كبيـــر موجود بالممر , اهني حط ايده على ظهرها , ومشاها جدامه كتوجيـه لها , وخلاها تواجه الزجاج .
اشهـــقت من المنظر , ما توقعت ابدا انه يجيبها لهالمكان
كانت هذي غرفه اطفال رضع ..
توهم مولديـــــن .
وقف قربها وتسند على الحاجز اللي يطل على الزجاج وقال بهدوء " انا بعد حادث عمـر , مشــيت بالمستشفى , لأجل اظهر الضغط ..و وصلت للمكان ذا......وقفت ...وبديت اتأمل هالمكان واتأمل الأطفال "
لفت عليه وشافته مستغرق بالزجاج ويتأمل الأطفال ..
كان وجهه عباره عن حنان متدفق ..
وردت تتأمل الأطفال
وسمعت صوته اللي كان يوصل لها ..
" بيجي طفل لنا , انا وانتي , هذي نعمـه , مهي نقمــه , لا تفكرين بالألم إذا كانت النتيــجه بالروعه ذي ....انا ما راح افهم مشاعرك بالضبط لكن ..احاول اقدرها على قد ما اقدر "
شافت الممرضه تحمل طفــل كان يبكي , شافت احمرار بشرته من تأثيــر البكا , شافت صــغر حجمه ..
ورق قلبــها ..
جذي بيكون طفــلي ..
انقلت نظرها لطفل ثاني , ولطفل ثالث ..
كلهم فيهم براءه وجمال غريــب .
قربت من زوجها وشبكت ذراعها بذراعه , وسندت راسها على كتفــه , وبقوا بمكانهم لدقايق معدوده..
وقطع عليهم لحظتهم الرائعه ذي , صوت تليــفونه .
خالد كان راح يتجاهل التليــفون ..
لكن لما استمر الرنين اضطر يرد
ابتعدت مها عنــه بضيق , اللحظه اللي بينهم انتهت , انقطعت بالواقع .
غابت عن الواقع للحظات مع كلامه ومع منظر الأطفال ..
هاللحظات كانت فعلا قيمه , ردت نظرها للرضع .
الأتصال كان من امه , اللي حبت تتأكد انه طلع للمطار او لأ .
بعد ما انهى الأتصال , قال لمها بصوت صارم " مها يلا نطلع من المستشفى تأخرنا .."


مرت ساعتيـــن :

مها كانت وقتها بغرفتها بالفندق ..
رحلتهم للفنــدق كانت صامتـــه ..
ما احد تكلم فيهم عن مشاعره أو احاسيـــسه , أو الكلام اللي انقال ..
كانت مستلقيـــه بفراشها تحاول تحايل النوم ..
لكن هيهات النـــوم يزورها وخيالاتها الســـــــــــيئه واللي تذبح موجوده بقلبها وعقـــلها
انقلبت للمره المليـــون بفراشــها خلال الساعتيــن ..
كانت مثل النايم على الجمر ..
تذكـــر شكـــل سمـــر وغمازاتها وجمالها
وتقيـــد النار اكثــر واكثـــر
وتذكر انها خطيبـــته وتموت اكثــر واكثـــر
وااااااااااااااااااااا عذابـــي اللي ما يرحم ..
انا الغلطانه اللي حبيـــته هو ..هو بالذات ..
انا الغلطانه اللي تزوجته
انا الغلطانه ..
قامت من الفراش, لأنها حســـت انها قاعده تخدع روحها بالسدحه على الفراش ..
كانت تشــوف الأغراض المنتشره بغرفتها و ودها ترمي كل شي بغرفتها على الأرض , ودها تكســـر كل شي ..
كانت صوت الأغاني واصل لها من المراكــب القريبـــه اللي على النيـــل .. صوت فرح الناس يقهرها ..
لأنها تفكــر انه خالد وسمــر اكيد ألحين فرحانين باللقا ..
فرحانين بشوفة بعض
بس انا اللي منقثــه ومنقهره اهني ..
ارفعت اصابعها لفمها وبدت تعض بأظافرها بقهـر ..
كان ودها بشي يطلع اللي بصدرها كله , ودها تصرخ تصرخ بقوه !!
سمعت صوت باب غرفتها يطق ..
للحظات استغربت ..منـــو !!
...
...
...
ما فيه غيــره , اكيــد خالد !
خالد ..
فرحــــت ..
راحت على طول للباب عشان تفتحه , وفي بالها انه خالد , جا يهون عليها .. ويقول لها انه يحبها اخيــرا , جا يجبر بخاطرها ..
كان وجهها مبتســم
افتحته بكل قــوه من غيــر لا تشوف الفتحه , او اي شي ..
لكن الأبتسامه ابهتت عن وجهها لما شافــت اللي عند الباب ..
ساره
اكيد بتعطيها جم كلمه فوق راسها ..اكيد اعرفوا ان خالد انتقل لغرفتها , ويايه تضايقها بالكلام ..
هالمره ان تكلمت ما راح تسكت , راح ترد عليها , اهي مو مضطره تسمع كلام مثل هالكلام خاصه منهم .
ساره كانت متوتره عند الباب , كانت عارفه انها اغلطت بحق مها , وانها المفروض لأجل تراضيها انها تعتذر ..
واليوم جمعت قوتها بعد ما اعرفت من امها ان خال مها عمل حادث .
لما افتحت مها الباب والأبتسامه على وجهها تفاءلت لكن لما شافت خفوت الأبتسامه .. عرفت ان الأبتسامه ما كانت لها ..وهذا وترها اكثــر
وقالت بسرعه لتقطع الصمت المحرج " الحمدلله على سلامة خالك , كيـف حاله ألحين ؟ "
مها شافتها للحظات وبعدين ردت بطريقه رسميه " الله يسلمج , بخيـر , الحمدلله احسن ألحين "
ورد الصمت للمره الثانيــه
اللي اقطعته ساره بأن قالت بتوتر " انا قلت اني ما ابغى اجي من الباب الواصل ما بين غرفنا لأجل تشوفي اني انا اللي اضرب الباب , وبعدين تقرري ان كنتي تبغيــن تستقبليني او لأ .."
ساره كانت تدري انها تتكلم من التوتر كلام ما له اي معنى .
نقلت ثقلها من رجل للثانيه بضيق وقالت " مها ..اممم ممكن ادخــل "
مها ما كانت تبيها تدخــل !!
نفسيتها ما تستحمل احد , ولا كلام اكثـر ..
كانت مشتاقه لساره ..لكن مو مشتاقه انها تنجرح .
احتارت تسمح لها بالدخول ولا لأ ..
لكن بالأخيــر قررت , وبعدت عن الباب و مدت ايدها بأشاره ان ادخلي ..
ساره خذت خطوه واسعه وادخلت ..بصمت .
ما غاب عن عيـن ساره وجود حقيبة خالد بغرفه مها , تفاجأت ..
ولفت على مها بصدمه ..
مها شافت الصدمة بنظرة ساره , وهذا خلاها ترفع راسها بتحدي , وتكبـر !
ساره اسكتت وما تكلمت !
تألمت من ردة فعل مها التلقائي , وحست انها هي السبب اللي ادى بمها انها تناظرها بالطريقه ذي ..
وقالت بأستسلام " مها انا ماني جايه لهنا لأجل اختلف معك , جايه نتكلـم "
مها سكرت الباب بهدوء ..
ولفت واجهت ساره , وقالت بقوه " ساره , انا من الحين راح اقولج , اي كلام عن زواجي , وعن علاقتي بخالد , ما راح اتناقش فيه مع احد , فإذا هذا كان محور كلامج , فـ..."
ساره قاطعت مها بهزه من راسها بالرفض وقالت " لأ ما راح اتكلم عن هالموضوع " قربت من مها وقالت " انا ادري اني غلطانه بأني تدخلت بالأول بالموضوع وغلطانه بالكلام اللي قلته انا اسفــه "
انصدمت مها من كلام ساره , فأدخلت لا شعوريا للغرفه أكثــر وبعدت عن الباب ..
ساره اعتذرت !
ارتاحت مها , وفرحت , بس بعد خايفه .
ومتوتره .
هل اهي فعلا ندمانه ولا لأ ؟؟
كلامها كان جارح , ومؤلم خاصه انه صدر منها اهي بالذات , من صديقتها , واللي اعتبرتها مثل اختها .
قعدت على طرف الفراش .
كانت تعبانه ..فعلا تعبانه ومالها خلق
وقالت بهدوء " انا قلت لخالتي اني مسامحتج "
شافتها ساره وقالت " انا ما ابغاك تسامحيني وبس , انا ابغى نرد مثـل قبل ..صديقات , وخوات "
ارتجاف شفايف مها تنكر القوه اللي حاولت تتظاهر فيها للتو , وقالت " بس يا ساره ...انتي ...انتي قلتي كلام وايد ....وايد يجرح ..انا كنت راح اتقبل هالكلام لو صدر من شخص ثاني ..من شخص ما شهد اول لقاء بيني وبين خالد بالسعوديه ..و.."
راحت ساره لمها بسرعه وضمتها ..بقوه , وبطريقه اصدمت مها اللي ما كانت متوقعه هالرد فعل
ابدا ابدا
" مها انا احبـك وربي , ما ادري اشجاني ذاك اليـوم , لكن وربي ندمانه , انا مالي دخل
بعلاقتك مع خالد , وما كان لي حق اقول الكلام اللي قلتـه "
مها ارفعت ايدها اللي كانت بقربها بعد تردد ولفتها حول ساره ..
كانت مشتاقه لساره , مشتاقه لخفة دمها , ولكلامها الحلو , وسوالفها ..
علاقتهم وصداقتهم اكبـر من انها تنهار بسبب غلطه وحده , وكلام انقال بلحظة صدمه , وضيـق ..
ان ما طوفت الأشياء راح تتعب ..
اهي اصلا تعبانه ..وتحتاج لأحد معاها
ساره لما حست بأيد مها تحاوطها ارتاحت .. كانت خايفه انها ترفض صداقتها ..بسبب الكلام غيـر المسؤول اللي قالته قبل امس .
لفت عينها لشنطة خالد , وبدت تتساءل وش الوضع بين الأثنين ألحيــن بالضبط .
لكن شدت من ضم مها , هي ما لها دخل !
اثنين متزوجيـن حياتهم خاصه فيهم .
انقضى الليل , وساره كانت تتحف مها بسوالف حلوه وجميـله , اللي مها كانت تسمعها , وتبتسم لخفة دم صاحبتها لكن بالها كان يتوه منها للحظات ويروح لخالد .
فكرت مها واهي تسمع ضحكة ساره , ساره انسانه طيبه , وعفويــه , وهذا احلى شي فيها
بعد فتره استأذنت ساره من امها انها تنام مع مها ..
مها هي اللي طلبت من ساره هالشي .
لأنها محتاجه تكسـر الحاجز اللي بنته حولها تجاه ساره وما في شي راح ينفي غرابة المشاعر بعد المصالحه إلا وجودهم مع بعض .
والسبب الأهم لأنها كانت محتاجه شي يشغلها عن اللي في بالها من ضيق و ألم والأهم الغيره اللي قاعده تاكل فيها .
خالد ما اتصل عليها ..
شمووخه قلبي نسيتي هالجزئية من هالبآآآرت ( :





خالد :

خالد استقــبل عمه , واهله ..
وباله مشـغول ..
كان يتكلم معاهم متى ما كلموه ..
ويرد على كلامهم بالرد المناســب .
كان ملاحظ تعب مرة عمه .. وانها طول الوقت تحتاج احد يسندها ..
اي شخص يكون عنده شك بحالتها او مرضها راح يتأكد ان شافها بالوضع اللي هي فيه , انها فعلا مريضه.
عمه كان يكلمه عن تحضيرات دخول المستشفى وغيــره
وبعد ما وصلهم لفندقهــم وتأكد من استقرارهم بغرفهم .
رجع للمستشـفى وقضى الليل عند عمر , والتعب منهكه , بصوره اهو ما كان متوقعها
لكن النوم كان بعيــد عن عيــنه .. ما يدري ليـه هالليله بالذات جا في باله عمــه محمد , ابو مها..
مع كل الأحداث اللي حولهم .. واللي تحدث بينه وبين مهـا ..
تذكــر عمه محمد .. وتذكــر كيـف انه السبب في بدأ علاقته معاها كزوج و زوجه !!


الكويت قبل سبع سنوات بالضبـط قبل زواج خالد بمها :

كان خالد داخل للمستشــفى بالكويــت لزيارة عمه محمد الراقد فيها صار له اســبوع لجلطه بالقلب .
ناظر الساعه , كان متأخر عن الموعد المتفــق عليــه !
بالوقت الحالي من المؤكد ان ابواب الزياره مغلقه .
استعجـل بالمشــي , وهو يفكــر بسبب اتصال عمه محمد فيه بالوقت الحالي , وليه هو بالذات , وليه ما كان يبغاه يعلم احد وخاصه عمـر ..
الغرابه المحيـطه بالموضوع كانت تثيـر القلق !
لما وصل للباب اللي بعده غرف المرضى , وقف الرجل اللي عادةً يحرس الباب , معلن له انه وقت الزياره انتهى .
وما ان نطق البواب هالشي وقبل لا يحتج خالد , جا رجل اخر وسأله عن اسمه , ولما عرف انه اسمه خالد بن جاسم , طلب منه الدخــول وسط احتجاج الرجل الأول (البواب) .
كان مستغرب من الغموض المحيـط بالمسأله !
لما وصل لغرفة عمه محمد
دق الباب , وسمع صوت عمه محمد اللي قال بصوت خافت " ادخل يا خالد "
دخل ..
هذي المره المليـون اللي يزور فيها عمه محمد , لكن عجز عقله انه يتقبل الضعف والعجز اللي يبدو عليه هالأنسان القوي .
عمه محمد قبل الجلطه , وعمه محمد بعد الجلطه كانوا شخصين مختلفيــن
سلم على عمه اللي ابتسم له ,و قال محمد " اظن انه موعدنا كان ابجر من جذي ! "
رد خالد الأبتسامه , حاول يعتذر , لكن عمه محمد رفع ايده كنه يحاول يقول لا تعتذر ..
بعد ما قعد خالد ..تموا لفتره طويله بحالة سكوت مطبـق ..
كان يقطعه صوت التلفاز المفتوح على قناة الكويت !
وكلما زاد الوقت والصمت مستمر كلما زاد استغـراب خالد .
وفجأه قال عمـه محمد اللي كان باين عليـه السرحان بمكان اخر !
" خالد انت شنو تعـرف عن زواجـي من ام مها ؟ "
طبعا كان فيه صدمه كبيـره من هالسؤال , واستغراب اكبـر ..
هو وش دراه عن زواج عمه محمد بزوجته ؟!!!!!
اصلا وش يدخله بالموضوع ؟؟
ما يهمه ابد !
لكن لأنه عارف انه اكيـد عمه محمد يبغى يوصل لشي ثاني , جاوب بهدوء وقال " والله ما أدري عنه شي "
وهالإجابه الصريحه وطريقه خالد بطرحها ازرعت البسمه للمره الثانيه على شفايف محمد ..
اللي غمـض عيــنه وكمل كلامه بأن قال " ام مها .. ان كنت ما تعرف ..هي بنت عمــي ..اخو ابوي ..تزوجتها عقب معاناة , وعناء طويــل .."
سكت ..
وخالد كان يسمعه لكن مو عارف هو وش دخله بالموضوع ؟؟
رد كمـــل عمه محمد الكلام بأن قال " احنا كنا الفرع الفقير من الأسره , وعمي سعود الفرع الغني منها ..
وهذا سبب صعـوبه زواجـي منها ؟؟
كلما تقدمت لها ..كان عمي سعـود يرفضني , مره ..مرتين ..ثلاث ..اربع ..خمس ..
الرفض كان دايما على لسـانه ..طبعا اكيــد انت تتساءل وتقول ليــش تتقدم لها وابوها كل مره يرفضك ؟؟
راح اجاوبك وأقول .."
واهني عمه محمد فتح عيــنه ولف على خالد .
التقت عيـــونهم , وعين عمه محمد كانت تلمع لمعان غريـــب ..
وقال " لأني كنت اعشقها ..يا خالد .. كنت اعشقها عشق ما ظنيـــت اني اقدر عليــه .."
خالد حــس بصدق الكلمــات بصوره قويــه , وصلت له مشاعر عمه محمد بقوه , ما كان يظن انه رجل بقوة عمه محمد معقـول انه يقول انه بيوم من الأيام كان يعشق احد مره ..
وكمل محمد القصـه وعينه لازالت بعيـن خالد " طول الفتره هذي كنت اشتغــل , احاول ابني روحـي , وكلما حققت نجاح , أو ربح , رحت لعمي اتقدم , وانصدم بأني ألاقي الرفض مصيـري ..
كنت قاعد ابني روحــي , اتعب ...اشقى واحاول اجمع فلـوس بس عشان ارضي عمـي واخذها .."
تنهد بقوة ..
وكمل " عمي سعــود مو بس رفضني , رفض كثيرغيــري ..
كل الناس ما كانت تستاهل بنتـه ..كان يحب بنته حـب , يظن معاه انها ان اطلعت لغـير بيته راح تنضام ..
ببساطه كان يحب بنته بأنانيه .."
رد غمــض محمد عيــنه وقال " المهم اللي كان مصــبرني على الشـقا اهو املي انها بيوم من الأيام راح تكون لي ..
خالد ..لك انك تتصــور اني بنيـت ثروتي عشانها ..وبنيتها بسرعه قياسيــه عشانها .. لولا الله ثم اهي ما كنت راح اوصل..
على العمــوم بالمره السادسه بعد ما تقدمت , وانا متوقـع الرفض , جتني الموافقــه !! "
ابتسامه ضبابيه ارتسمت على وجه عمـه محمد ..
وارتسمت على شفايف خالد , اللي اندمج مع القـصه على الأخـر ..
" طبعا انا انصدمت , وبغت تجيـني جلطه من الموافــقه الغيــر متـوقعه ..وظنيــت اني اخيـرا نلت رضا عمــي , وان عمي خلاص آمن اني انا الوحيـد اللي استاهلها ..
لكن تصرفاته بعد الموافقه ما كانت توحي بهالشي , كان دايما غاضـب , دايما ينظر لي نظرات غريبه !
وبعد العرس عرفت سبب هالتصرافات !!! "
الأبتسامه اللي على شفايفه تحولت للتسليـه " عمي سعـود كان راح يرفضني للمره السادســه , لكن حنان , ومرة عمـي اوقفوا بوجهه واصروا على الموافقـه ..
عاد تصدق يا خالد , انا لما الحين ما ادري شلون اضغطوا على عمي !
وارغموه على الموافقـه .."
لف على خالد وقال " على العموم , هذي هي القصـه .. طبعا عمي سـعود استمرت معاملته الجافه والرسميـه معاي للأن ..وخاصه بعد وفاة حنان الله يرحمها .. احس جنه يحملني السبب لوفاتها , أو جزء منه يحملني السبب.. وعشان جذي تشوف ان علاقتنا متوتره .."
وكمل "هذي القصه بأختصار , طبعا انت تتساءل ليش قلت لك هالقـصه كلها من أولها لأخرها ..واكيـد تقول ان اشدخلك فيها .."
خالد جاوب بكل صراحه " انا حاس انك راح توصل لشي بالنهايه "
هز عمه محمد راسه وقال " ايــه , ايــه نعم , ظنك بمحله......خالد انت تعرف ان عندي بنت وحده , اهي مها , ثمرة زواجـي من بنت عمي ..
غلاتها من غلاة حنان عند عمــي سعــود , او اكثــر من غلاة حنان ..وانا لأني اعرف عمي سعود واعرف قسوته ..
ما ابيه يتحكم فيــها .. ما ابي عمي سعــود يحرمها من اشياء بحكم انه يحبها , ما ابيها تعاني ...من تسلطه خاصه ان امها ما راح تكون موجوده , ولا انا راح اكون موجود .."
اهني خالد قاطعــه وقال " بعد عمـر طويــل يا عمـي "
محمد تنهد وقال " خالد اسمعنــي , انا وراي عمـليه قويــه , أحتمال الحيـاة والوفاة فيها 50% , وانا محتاج اني اضمن مستـقبل بنيتي .."
خالد استغـرب , اهو اشدخله بمستقبل بنته !!
"مها غيــر عن امها .. ام مها انسانه قويـه وجريئـه بحكم عيشتها مع اخوان شباب , وكونها البنت الوحيـده بينهم..
اما مها فعيشتها كبنت وحيـده من غيـر اخوان او خوات , ومع اب مدللها ما راح تمكنها من المواجهه ..او معارضه ابوها سـعود اللي يحبها , ويدللها , خاصه ان وقتها بتحس بالأمتنان له , وهذا الأحساس راح يجبرها تمشي على راي عمي سعـود "
بان على عمه محمد التعــب من الكلام الكثــير وهذا اضطر خالد انه يقول " عمي , ارتاح ألحين , وبكره اجيك انا وانتكـلم " خاصه انه مو فاهم لوين الكلام راح يأدي , لكن حاول يخمن انه عمـه يبغى يفضفض وبس ! أو هذا اللي كان يأمله
رفع محمد ايده , وبمعني اقعد ..
ثم قال " ما في وقت , انا عن قريب مسافـر لألمانيا ..
خالد , انا ابي اضمن مسـتقبل بنتي , ابي انا اختار لها الزوج المناسـب من وجهة نظري ....انا , ابي افرح معاها , ابي امنع عمـي سعـود من السيطره عليـها , وعشان جذي انا طلبت حضـورك .."
خالد عرف نيـة عمه ..
حس بالألتزام تجاه عمه محمد , وحس انه راحة عمه محمد راح تكون اكبـر ان عرض اهو من نفســه المسـأله ووفر عليه احراج الطلب ..
إضافه إلى انه شي بداخله قوي جدا خلاه يسبقه قبل لا ينطق عمه محمد كلمته ويـقول " عمي تقبل تزوجني بنتك ؟ "
عمه محمد بان عليه التأثــر ..والراحــه ..
اللي ما كان احد عارفه ومحمد عارفه ,ان عمليتـه كانت نسـبة نجاحها اقل من 50% اقل بكثـير من هالنسبـه لكن ما قال لأحد ..
واهو قرر عمل العمليـه هذي لقلبه , لأنه بكل بساطه ان ما عملها , راح يضطر لترك عمـله , ولترك الحيـاه , والعيـش على السرير طول عمـره للضعف اللي في قلبه , واهو يكره القيـد والضعـف ..وعشان جذي قرر يعملها .
قال محمد بكل هدووء " وانا موافق "
خالد برر موافقته بعدة اسباب :
اولها ان مها بنت عمه محمد .. وتربيته..
ثانيها انه راح يصاهر ناس اجاويـد , ينذكرون بالطيـب بكل المجالس
ثالثها ان راح يكون بينه وبين عمـر صاحبه إضافه إلى العيـش والملح , المصاهره
رابعها ان اهو يحـس نفسـه مديون لعمه محمد بكثـير اشياء , ثقته فيـه , تعليـمه له اصول التجاره , اعتماده عليه , وهذي الطريقه الوحيده اللي يقدر يرد فيها هالديـن .
خامسـها ان مها فتاة جميــله , من المرات النادره اللي لمحها فيها كان جمالها يبهره , و فيها رقه عجيـبه عرفها من سنين قضاها مع عمر , ومن كثير مواقف اهو كان شاهد عليها ..وما تصور انه عمه محمد راح يزوج هالأنسانه الرقيقه لغيـره .. اللي قد ما يقدرها , وقد ينزل من قيمتها !!
بنت عمه محمد ما راح تتزوج واحد غيــره قد يسئ لها , اهو راح يصونها , ويداريها , بنت اخت عمــر ما راح تكون لغيـره !
واهو مو متزوج !
يعني كل شي سـهل ..
ابتسم له عمه محمد , وقال له " على بركة الله "
شافه خالد , وقال له " وان ما رضت بنتك يا عمـي "
كان عمه مغمض عينه وقال " خل البنت علي .. المهم ييب معاك الملاج باجر العصـر , انا طيارتي بعد صلاة العشاء "
خالد ما توقع هالسـرعه بالتصـرف , كان وده يجيت ابوه , يجيـب امه اي احد ..
لكن عمـه محمد كنه قرا افكاره وقال " خيـر البر عاجله يا خالد .. انا ادري اني قاعد احطك بوضع صعـب , لكن انا ما عندي وقت غيـر باجر .. وامك وابوك قولهم بعد الملجه , وان انجحت العمليـه ان شاء الله راح نسـوي كل اللي ودنا فيــه "
وبالفعل صار اليوم الثاني , العصـر , وصارت الملكه ..
قبل الملـكه اتصل على ابوه جاسم بعجــله , وقال له بأختصار " يبا , انا عندي شي ضروري اكلمك عنه , راح اتصل عليــك اليوم بالليـل "
خالد كان رافض يقول لأبوه قبل الملكه لأجل ما يمنعه من الزواح او يعارضه بقراره , ما كان راح يستحمل انه يعمل حاجه من غيــر رضا ابوه .
لما وصل للمستشفى على الموعد .. غريــبه ..لأول مره يشوف ملكه وفرح بمستشفى !
كان العديد من الرجال معزوميــن بغرفة عمه محمد , ومنهم عمـه سعــود اللي كان واضح عليه الغضب وعدم الرضا ..
واللي حاول يمنع الزواج , واللي اصر عليه عمه محمد بكل قوه ..
وبالنهايه عمه سعـود بعد ما شاف انه محمد ما بأذنه ماي , طلع غاضب من غرفة المستشـفى , وما احد لاحظ خروجه الغاضب إلا الأشخاص المعنيــين ..
وتزوج مها ..
انتقلت مها لبيته من غيـر عرس لمرض ابوها !
هو طبعا إلى الأن ما يدري كيـف وافقت , ولا وش قال لها ابوها لأجل توافق !
لكن اللي يعرفه انها وافقت , وتزوجته , وانتقلت لبيته من غيـر عرس ..
بعدها اتصل على ابوه , وقال السالفه بالتفصيــل الممل ..واللي سمعها ابوه بهدوء وسعــة بال من غيــر مقاطعــه , وبعد ما انتهى خالد من الموضوع , قال له ابــوه " يا خالد انا ما راح انقد عليك هالتصـرف...نعم النســب اللي اخترته , تصرفك يدل على اني ربيت رجال "
خالد كان حاس ان بالكلـمه (لكن) ..
وبالفعل كمل ابوه وقال " لكن يا خالد , امك ..امك ما راح تقبـل ان ولدها تزوج كذا ببساطه من غيـر شورها , وانت عارف انها من فتره تبغى تزوجك , تختار لك , انا معقـول افكـر بعقلي وخاصة انك متزوجها بناء على رغبة صديق عمري , لكن امك راح تفكـر بقلبها "
واهني قال خالد " يبا انا لأجل كذا اتصلت عليــك , ابغى مساعدتك من هالناحيــه , ابغاك تمهد الطريق لأمي "
سمع صوت تنهيـدة ابوه القويـه وقال " طيــب يا خالد , انا راح اساعدك بالموضوع , والله يعينا على امك "


غرفة عمـر بالوقت الحالي :

الله يرحمك يبا ...الله يرحمك يا عمي محمد ..
تذكر كلمته لأمه بالمواجهه اللي احصلت بعد ما قابل مها بالسعوديه لما قالها ( يما انا ما كنت راح اخليها تطير مني ,هي لي ,لي لحالي ,ما ابغى اي رجل يمتلكها ,هي لي من صغرها ...)
هذا الشـعور تولد عنده من اول لحظه ..أول لحظه زواج ..
من اول ما شافها من دون حجاب , و واقفه قباله بخجل وحياء ..
عرف وقتها انه ما كان راح يطيرها من ايده ..
وعرف انها له , له لحاله
وعرف ان ما يبغى احد يمتلكها
وعرف انها له من صغرها من اول ما سماها اميـره .
تذكر فستانها يوم الملكه..كان عباره عن فستان وردي طويل وساحر..رائع , حسسه كنه اللي قدامه جايه من عالم غيـر عالمه , من عالم الروعه , والرقه , والأناقه ...والأنوثـه ..
ويقولون الرجاجيـل ما يذكرون التفاصـيل ,او اشكال حريمهم يوم الزواج ..
ليه اجل هو يذكـر كل تفصيـل , كل حركه , كل همسـه ..
يذكـر كيـف راح لها في بيت ابوها ..
يذكـر خروجها له ..
يذكـر صمتها , ومحاولته جرجة الكلام منها
يذكـر كيـف اخذها لفندق حجز فيه بأخر لحظه ..
يذكـر كيف اكلوا على ضوء الشمع ..
يذكر ابتسامتها الخجوله ..
يذكـر كيف قص عليها قصة حياته لأجل يهون عليها عدم معرفتها به المعرفه الكافيه..
يذكـر كيـف تركها تنام لحالها بالفراش , ونومته على الكنبـه ..
سفرتهم مع ابوها لألمانيـا واللي اعتبروها اسبوع عسـل ومنها مرافقة ابوها المريض ,زادت من قربهم من بعض , تعرفوا على بعض كويس بالسفـره , بدوا يفهموا على بعض , بدوا يعرفون كيف يتعاملوا مع بعض , وصاروا ازواج بالمعنى الحقيقي للكلمه بألمانيـا .
عمه محمد بقى بألمانيا فتـره لأجل يجهزونه للعمليـه , استمر الوضع لأسبوع , لكن توفى ..بعد العمليـه بقليل .. العمليه اللي ما استعاد وعيه بعدها
ويذكـر لما توفى ابوها وانهيارها ..
الغريب انه بعد انتهاء العزاء بالكويـت اضطر يروح للسـعوديه لأنه ابوه صابته جلطه وبغيبوبه !!
اصدقاء .. ابوه وعمه محمد ,و اثنينهم صابتهم جلطه قلبيه ادت إلى موتهم ..
يكـره خالد يفكــر بموضوع ابوه ألحين !
اهو ما قال لأحد ان بـلغ ابوه ..لأجل امه ما تعصـب , وتاخذ المسأله بحساسيه وسلبيــه , ولأجل ما تغضب من ابوه الله يرحمه ..
دايما يفكـر انه لو ما كان قايل لأبوه كان احسن , دايما يحاتي انه ابلاغه لأبوه عن زواجه قد يكون زاد بالضغـط على ابوه بصوره ما ..
وكان يكره انه يقول لأحد , حتى لنفســه انه بلغ ابوه .. عشان ما يظن الجميــع انه قاعد يحمل ابوه الله يرحمه الغلط ..لأن الواقع انه خالد اهو الوحيـد الغلطان عن الوضع اللي وصل له .
عاش فتره طويله يحاول يقتل احساسه بتأنيب الضمـير ..اللي أصابه بعد الجلطه اللي أصابت ابوه .
وبالتالي النتيجــه وحده ..اهله ما يدرون عن شي ..واهو ما قالهم لمدة 7 سنوات ..
مرض ابوه وغيبوبته ..
وبعدين وفاته , وكون امه بالعده
وانشغاله هو باعمال الأسره خاصه بعد الخساره اللي أصابت ابوه بآخر صفقه ومسؤولية مباشرة اخوانه كانت على عاتقه
وبعدها تأخر الوقت واصبح البوح بالسر صعب كثير ..
بعدها بأختصار ما عاد يبغى يعلم احد عن مها.. لأنها صارت سره هو ..ملاذه هو ..المكان اللي يلجأ له وما يبغى احد يدري عنـه ..
أجل فكرة ابلاغ أهله لمده غير معلومه ..وكانت هذي اكبـر غلطه عملها ..كان اناني وفكـر بنفسه وبس ..



مرت على خالد ومها , ريم وعمـر , سمر , سام , وفيصل ثلاث ايام ..
ثلاث ايام مرت بغرابه ..
خالد .. كان يقضي هالأيام بالأنتقال بين غرفتين بالمستشفـى , غرفة عمـر , والغرفه اللي موجوده فيها مرت عمـه , يجلس مع عمـه , بعد ما اعتذر ولد عمه قتيبه عن الحضور لمصر لظروف عمله
الصبح يكون مع عمـر , يأذن العصـر يتوجه لعمـه , ويرجع لعمـر بعد أذان العشا ..
السفـره اللي كان وده انها تكون ترفيـه , صارت متعبـه كثـيـر بالنسـبه له , .
مها نفسيتها اتعبت , وقاعده تتعب كل يوم اكثـر من الثانـي , الغيــره قاعده تاكل قلبها , ومو قاعده تقول او تتكلم
التعــب النفســي , زاد وزادت حالته مع التعب الجسدي لبقائها طول اليوم من الصباح لليل على كرسي بالمستشفى بغرفة عمـر , ورفضها الرجوع للفندق للراحه ..
ما احد انتبه لذبولها لأنشغالهم بأشياء اخرى ..كانت هاديه على غيـر عادتها , بارده بتعاملها مع الكــل ..
ببساطه مستنزفـه من حيــث المشاعر و الجســد بصورة غيــر متصوره , اول ما تشوف عيون خالد تنام , تقوم من فراشها وتروح للحمام , تبكي من غيـر صوت لما ترتاح ..
وترد للفراش , تقرب من زوجها , وتاخذ ايده وتخليها تحاوط خصرها و تحاول تنام !
عمر بدى يقوى , التعـب والأنهاك اللي كان يغيـبه عن الوعي طول اليـوم بات بعيد عنه , وبالتالي صارت فتره صحــوته لطول اليوم ..
لكن واضح عليه النفسيــه الزفــت والضيـق , ما كان يتكلم , وما ياكل كثـير ..
الممرضات الكبار بالســن يحبونه وايد , لأنه مو من النوع اللي يشكي ويتحلطم وايد , بالعكـس دايم هادي , فكاسر خاطرهم , ومعتنين فيه زياده عن اللزوم كنه ابنهم ...
كانت افكاره تروح بأحيان كثــيره للخاينه اللي اكيـد ألحين تقابل خطيبها ..
وهذا يزيد من سوء نفسيــته .
كان قايل لأبوه انه ما له نفس يستقبل أحد بأول الأيام , وطلب انه يبدي بمقابلة الرجال اللي ودهم يزورنه بعد اسبوع ! واللي انقضى منه تقريبا 3 ايام بالضبط
اخوانه جاؤوا لزيارته على الرغم من رفض ابوهم سعــود للموضوع .. إلا انهم ما اقدروا يبتعدون عن اخوهم بفترة الأزمه , وحرصوا على التواجد كل واحد فيهم بيوم ثم يرجعـون للكويـت ..الغريب بالموضوع ان غانم الشخـص الوحيـد اللي اعلن رغبته بالقدوم ما جا خلال هالفـتـره ! وهذا الشي ما أثار استغراب سعـود , لمعرفته بشخصية ولده !
فيصل كان يباشر اعماله بمصــر , وباله مشغـــول بتصرف ريم ..
الأفكار تجيبه وتوديــه
الشـــك راح يذبحــه , كلام نعيــمه يعني كلام كبيــر وخطير لازم يتأكد من صحته !
ريم تحس بشــوق لعمــر , ودها تشــوفه وتطمــن عليــه , كل يوم تحصل على اخباره من مها لكن هالشي مو كافيـها , ودها تكون قربه مثل ما مها قربه , وتعتني فيــه بهالوقت اللي هو فيــه تعبان , خاصه بعد ما اعرفت ان نفسيته مو زينه ..اهي تدري انها قررت فسخ الخطبه , لكن بلحظات كثـيره تخاف وتقلق من عدم اتخاذها اي خطوات لأنهاءها وتحاتي انها بالأخيــر تنفرض عليها وتنهار .
طبعا لازال ابوها فارض عليها عدم الخروج من البيت , ورافض يكلمها بصوره جيده , لكنها بالوقت الحالي مو مهتمه .
سام بدت تزور الأماكن السياحيه قبل ما تنتهي الإجازه وترد لبلدها ..لكن بالها دايما مع عمـر , ودايما تتصل فيه عل وعسى يرد عليها ..وعينها دايما تلتفت بالفندق تدور على اهله ..
سمـر كانت مستغرقه بالتحاليل حقت امها , ومشغـوله فيها مرا ..وتقضى اوقاتها عند امها , ودايما مرت عمها موضي تكون زايرتهم , وجالسه معاهم .. والدتها وجهها شاحب وهذا الشي مخوفها , امها ادخلت للمستشـفى باليوم الثاني لوصولهم لمصر , خالد ما قصر مع ابوها , مباشر كافة مسائل المستشفى , ومسلي ابوها بهالغربه ..
هي خجلانه من خالد , خاصه انهم ما نفذوا طلبـه للأن ! مع انها تدري ان خالد متفهم وضعهم , لكن من المؤكد انه الأستمرار فيها مصدر توتر لعلاقته مع حرمته .
كان فعلا ساد مكان اخوها بصوره كبيره , اخوها اللي ما قدر يسافر معهم لأن شغله طلبه بصوره مستعجله ..واضطره يقطع اجازته .

فيصل :

فيصل افكاره متوتره من وقت لقاءه مع ريم
اللقاء اللي ما كان متصوره ولا كان متصور نتايجه , خلاه على اعصابه ..
الظنون والشــك مـــلاه
الرجل اصعب شي عليه انه يظن ان خطيبته , او زوجته تحلم بشخص ثاني , او قلبها ملك لأنسان ثاني
هذا اكبـر اهانه له , وما راح يقبلها ابد , مهما كان يحلم بهالريم .
اغلب الظن انه ابوها جبرها عليــه ..
طول الثلاث ايام , كانت فكره يلف ويدور على فكـره وحده انه لازم يحاكيها , لازم يفهم الموضوع , لكن من غيــر وجود ابوها .
لأنه ان كان ظنه صحيح فوجود ابوها راح ينهي اماله بمعرفة الوضع الصحيح .
الأيام اللي مضت من اول واخر لقاء بينهم كانت صعبه مره صعبــه
عاشها ما بين الظن والهم , وانهيار امل وحلم .
الثواني تمر عليه بصعوبه شديده , محمله بالشــك القاتل
جلس يفكر ..يفكــر بكل الأحداث اللي صارت من اول خطبته لها
ألحين اصبح كل شي في محله , ومكانه الصحيح :
عدم قبولها بالعرسان لمده طويله بعد طلاقها
عدم موافقتها على مقابلته
تصرف ابوها مع عمـر ذاك اليوم بالمطار اللي هو استغربه
واخيرا لقائهم اللي وضح له حاجات كثـيره .
كل دقيقه تمر يحس انها فعلا مجبوره .. وهذا الشي مهو زين لمستقبلهم مع بعض ..هذا طبعا ان كان في بينهم اي مستقبل
عصب من حاله وقام من مكانه ..
ما يقدر يعيش كذا لوقت أطول اكيد في حل , اكيـد يقدر يوصل لنتيجه بطريقه أو اخرى ..
اليـــوم ..
اي نعم اليوم لازم يوصل لشي يريح باله !
لازم يسمع الحقيقه من لسانها منها هي ..من ريم.
كان يناظر من النافذه , ويتأمل سواد الليل .
وشاف عمــه حمد يخرج من العماره للسياره ويبتعد بسيارته , تأمله بعدم اهتمام , او بالأصح بأستغراب من تواجد إلى الأن اشخاص يرغمون بناتهم على الزواج , وكره بسيط متغلل لصدره لأنه هالشخص اجعله بهالوضع الغيـر المفهوم ..
عقــله التحليلي ترك المشاعر بجانب , وحلل اهمية خروج حمد .
عمه خــرج ..
همممم
خرج .. يعني يقدر يوصل لريم ألحين
بس لازم اول يفكــر , ميـــن بالشقه معاها !!
حاول يتذكــر , يعصر مخه عن اي معلومه قد يكون سمعها عن وجود شخص اخر معاها ..لكن اكتشف انه ما يدري !
وبالواقع هو مو مهتم , وان كان فيه احد موجود , وش يهمه هو ..
لازم يواجهها اليوم , قبل لا يفوت الأوان
وفكـر بأن هذي هي فرصته للوصول لريم , لأجل يفهم الموضوع , يشوف الوضع مثل ما هو بهالحقيقه , مهو مثل ما ينقال له منهم
ما تعود يأجل اعماله للغد , وما راح يأجل عمله اليوم , هذا اللي تعلمه من عمله بمجال الشركات .
الشــــــــــــك ان استمر بقلبه وعقــله راح يسممه ..
راح ينهي الموضوع اليوم , بطريقه او بأخرى ..وان كان هذا يعني انتهاء حلم بالنسبــه له
انزل الستار من ايده وابتعد ..
كان راح يظهر من الشقه ويتوجه لشقة حمد ويطلب مقابلتها بكل جرأة , صدمة لقائهم ذاك اليوم لازالت قويه على احاسيسه.
لكن لما حط ايديه على الباب , عرف ان الفكره ذي متهوره , وصعبــه مره , مستحيل وش بيفكــرون فيــه ان عمل هالشي
رد لغرفته وقرب من التليــفون الموجود عنده , وظهر جواله , ونقل رقم شقة عمه حمد للهاتف الأرضي ..
الحقيقه راح تكون بثواني عنده ..هذا طبعا ان رضت انها تكلمه
سمع صوت التليفون
توت
توت
توت
غمــض عينه بأنتظار الحقيقه
الحقيقه
الحقيقه
اه ه ه ه ه ه ه وش كثــر الوقت من اول واخر مقابله بينهم كان صعب .
مع لقطة الخط .
تنفس بهدوء ..
ريم بعد ما اسمعت صوت التليـفون وتكرار رنينه , نادت على نعيـمه مره ومرتيــن لكن نعيــمه ما كانت ترد عليها ولا تجاوبها , وبعد ما طلت على المطبخ تأكدت انها مو موجوده بالشــقه .
اهملــــت التليـــفون لكن الأستمرار المزعج , وقفها في مكانها وخلاها تجاوب
اضطرت ترد , مع ان ما كان لها نفــس الإجابه ..وما عندها النفســيه لهالشي .
فيصل سمع صوت راقي وناعم يقول " ألوووو "
كان متأكد انه صوتها ..ما كان مصــدق انه في هذا الموقف , ولا كان مصدق انه اقدم على هالخطــوه , لكن خيــر البر عاجله ..ما وعى انه ظل ساكت ولا رد على كلمتها..
ريم بعد ما شالت التليفون وقالت الوو استغربت الهدوء على الطرف الثاني ..
وردت تقــول للمره الثانيه " ألووو "
" السلام عليكــم يا ريم "
ريم حاولت تركــز بالصــوت لكن حسته غريب..
وهذا الأحساس استمر للحظه فقط
لأن عقلها رجع لها ذكريات اللقاء ذاك اليوم ..كنه عقلها يوعيها لهالصوت , واعرفت بجزء منها من المتكلم لكن ما كانت متأكده إلا لما سمعت صوته يقول " انا فيصل يا ريم "
حطت ايدها على الطاوله تسند حالها .
ردت فعلها الأوليــه انها تغلــق التليــفون في وجهه .
وش يبي فيها , لاحقها لشقتها ..
ليه متصـــل ..
ابوها مهو موجود ..
كانت راح تتكلم , لكن ما تدري ليه ينعقد لسانها ..
غمضــت عينها بهدوء , هذي هي فرصتها انها تواجهه , وتنتهي من موضوع الخطبــه .
سمعت صوته يقول " ريم , انا متصل لأجل اكلمك "
توسعت عيونها بصدمــه , يعني ما كان يبي ابوها !!
وآخرتها معه , ليــــه يكلمها , ما يفهم !! ما تبي تكلمه
لكن ما علقت على كلمته .
فيصل كان يسمع صوت نفسـها القوي .
حمد ربه انها ما سكرت التليــفون او غيــره
لكن عدم وجود تفاعل كان يوتره , ومخليــه مو عارف وش هو موقفها بالضبـط .
وخلاه يقول بكل قوه " ريم انا راح ادخل بالموضوع على طول ..............انتي مجبــوره على هالخطبـــه "
ريم اللي كانت تحضر نفســها للمواجهه والكلام ..
انصدمت من سؤاله ..
وحست بالراحه تغمـــرها بغـــرابه ..اخيـــرا احد سألها بهالفتـــره ... هالســـؤال بالذات ..
كانت راح تصرخ : وتقــوله انا وافقت لكني ندمانه وربي ندمانه اني وافقت , انا ألحين ما ابغى احد إلا عمـــر
لكن ما تدري وش فيـــه لسانها ما ينطــق
عاجـــز
ســاكت
ليه صوتها مهو راضي يطــلع ..
بدت الدموع تجري على وجهها ..
دمعه ورى الثانيه .
على خدودها الغضــه الجميــله
حاولت تفتح فمها وتتكلم , لكن اعجزت من سرعه نفســها
لكن بعدين حاولت مره ومرتيـن لما بالأخيــر استطاعت تنطق وتقــــول بصوت هامس , وراجف " ايه "
هالكلمه البســيطه والصغيــره كانت طعــنه لفيـصل ..
جلس على الكرسي القريـــب
كان عنده امل ولو صغـــير انها تقول (ابغاك , واللي فيني خجل )
صوتها الراجف والهامس , كان اكبــر دليل على انها مجبـوره عليه
بدى يسب ابوها...عديم الأحساس اللي خلاه بهالموقف , وخلاها تضطر تكتم هالموضوع كله ..
يكره الأباء الدكتاتوريــيـن ..
عافها اول ما اعلنت انها مجبــوره , مثل اي رجال حــر , مثل اي رجال خليــجي أصيــل
يعاف اللي تعافه , لكن حاول يحافظ على هدوءه ورد قال " انتي تقدرين تنهي الخطبـه ولا تحتاجي لمسـاعده "
ابغى مساعده , ايــه ابغى مساعده , رجيــتك ابغاها
طلبــتك بأعز شي عليــك اعتقنـــي لوجه الله
عطني حريتي
لكن ولا كلمه من هالكلام انقال
سمع صــوت البكــي , وبعدين سمعها تقــول بشهقة بكي " ما أقدر , ما أقدر "
الموقف كان من ابيــخ المواقف اللي واجهها بحياته , أو اللي معقــول يواجهها لكذا حس بأنه عصــب أكثــر وأكثـــر , وهذا الغضب كان موجه لحمد بالذات , ما كان متصور ان في انسان يسكت على حالة بنته كذا .
قال بهدوء " اجل اتركي الموضوع لي "
ما تكلمت , ما عبــرت ..
لكن حســـت بأمتنان لهالغريب اللي اخرجها من هالمأزق ..
احمدت ربها اللي انقذها من هالوضـع اللي ما كانت عارفه له ..
سمعته يــقول لها بهدوء " اتركك ألحين ..مع الســـلامه "
وسكـــر التليــفون ..
سمعت صوت انقطاع الخط .
توت
توت
توت
مهي مصدقــه ..انتهت الخطــبه معقـــوله , انتهت
بكل بساطــه
بكـــل بساطه
هم وضـــيق شهـــور انتهى بلحظه ..
ما كانت متوقعه ..
هو وش قال ..الخطبه انتهت ..
ببساطه !!
طيـــب هي فهمت صح ولا لأ !!
هو يقصد كذا ولا لأ ؟؟
كيـــف !!
من ثلاث ايام شافتــه , واليوم انتهت
هل راح يساعدها أكيــد ولا مجرد كلام ..ولا وشهو الوضع !
هل تصدق انه راح يساعدها مثل ما وعدها ..
صــوته يوحي بالصـدق ..
لما تذكــرت كلمته (اجل اتركــي الموضوع لي )
ايــه , ايـــه قصده انه راح ينهي الخطـــبه
بدت تبكـــي
تبكي الأيام الأخيره اللي عاشت فيــها بقهر
تبكي اللحظات اللي ما لجأت فيها لله لأجل يفرج كربتها
تبكي اللحظات اللي شكت فيها انه دعائها معقول ينقـبل
تبكي اللحظات اللي كسـرها فيها ابوها
تبكي اللحظات اللي خافت انها تواجه ابوها
تبكي براحه انها انتهت من هالمحنه على خيــر
تبكي براحه انها حره ألحين تعـبر وتقول بقلبها انها تحب عمـر من غيـر احساس بتأنيب الضمـير
اخيـــرا هي حـره , حــره
تعلمت من هالدرس عدم المغامره بقراراتها ..
الحمدلله , الحمدلله
احمدت ربها ان فيصل ما خذى المسأله بغرور وعجرفه ورفض المساعده ..
ما راح تكون لغيــر عمر , ما راح تصيـر لغيــره
وفجأه تحول البكـــا , لضحـــك ..
ضحــك سعـــيد , وفرح ..
لاحظت انها لسه ماسكه السماعه بأذنها ..
تركتها , أو بالأصح رمتها ..
سمعت صوت الباب يفتح , الباب حقت الشــقه , وكانت نعيـــمه
اللي اول ما شافتها ريم , راحت لها جــري , وضمتها
فرح ريم , وسعادتها , من خبــر انه عمــر بخيــر من كم يوم وبعديـــن ان خطبتها انتهت , كان واضح بحركاتها ..
فرحها وسعادتها غمرت جو الشــقه ..
رنة ضحكتها ملت الغــرفه
انا حره !!
فيــصل بعد ما انهى المكالمــه بغضب , راح ينهي هالخطبــه ..
الغــدر ..
هذا اللي كان حاس فيــه كان قوي , قوي جدا
تصور وضعه لو هو متزوجها ..
لو انه ما قابلها وعرف اللي اعرفه..
وش كان وضعه بيصيــر !!
كان راح يتزوج وحده قلبها لغيــره
وحده تفكــر بغــيره
وحده مجبــوره عليــه
مجرد التفكيــر بالموضوع كان يصيبه بالغثيان ..
حلمه فيــها من ايام ما شافها بلندن ايام الشتاء , اصبح بالوقت الحالي كابوس
كابوس سئ
لا جمالها , ولا رقتها , ولا شي فيها ألحين يحرك شعره فيـــه !!
الشك اللي كان يذبحه طول الأيــــام اللي فاتت , اصبح يقيــــــــــن , راح يتخلص من الخطبه


مها :

مها بالوقت الحالي كانت بغرفه عمـر بالمستشفـى ..
تناظر الساعه كل خمـس دقايـق ..
ومشاعرها على شفيــر الأنهيــار ..
خالد راح مثل عادته من العصر طالع , اهم ألحين بعد العشا بوايد ..
كان خالد يطلع من غرفة عمـر من أذان العصـر إلى اذان العشا من غيـر لا يقول اهو وين رايح بالضبط , لكن اهي تدري ..
تحترق وتموت إلى ان يرد لها ..
رفعت راسها وشافت عمـر ..ساكت ..يشوف السقف بهدوء .
و واضح عليه الأستغراق بأفكار من نوع سئ ..
اما ابوها سعود فكان يقرى اوراق متعلقـه بالشغـل !
واهي ..
اهي قاعد تحسب الثواني على ما يرد ..
قلبها داخلها بأحتجاج (كفـــايه اللي تعمليــه بنفسج لي متى بتستمرين جذي ..لي متى )
اليــوم تأخـر ولا احد بالغرفه يدري بتأخيـره او حاس فيه غيـرها ..
من كثـر ما كانت منشغله بالساعه .. كانت تحس اذونها تسمع كل دقه ..تصدر منها ..معلنه مرور ثانيه جديده
يمكن قاعد يســولف مع الأنسه سمر ونسى الوقـــت ..هذا العذر الوحيــد !
فجأه اسمعت صوت عمـر يقول " مها ممكن توقفيــن أزعاج ! "
ارفعت راسها وشافته يشوفها بضيق .. و استغراق
ممكن توقفين ازعاج ..اي ازعاج ..لكن ما تكلمت
أشر براسه على رجلها وقال " قاعده اتطقيـــن ريولج بالأرض صار لج سنـه "
انتبهت على نفســها ..
وحاولت تبتسم وتقول بتصريفه " امم سوري ما كنت حاسه بروحي "
و وقفت طق برجلها , لكن عمـر ما بعد عينه عنها ..
وهذا خلاها تتوتر ..
ليش قاعد يشوفها جذي !
زم شفايفه للحظه وبعدين بعد وجهه عنها ورد يناظر بالسقف .
مها حست بروحها ترد تستغرق بالساعه ..اللي قاعده تعلن بمرور كل ثانيه انه متأخر , ومتأخر وايد .
ظهرها بدا يألمها ..
ارفعت ايدها بتلقائيه لتمسيـده ..لكن امنعت نفسها باللحظه الأخيره , ما كانت تبيهم ينتبهون لألم ظهرها , عشان ما يمنعونها من الشي الوحيـد اللي يملا وقت فراغها ويشغـل تفكيـرها واهو الجلوس عند عمـر !
عضت شفايفها بقســوه ..
لدرجه انها ما استبعدت ان بعد ثواني تحس بطعم الدم فيها ..
قطع عليها افكارها للمره الثانيه صـوت التليـفون ..
أرفعته بهدوء وشافت اسم (ريم )
كانت فعلا تحتاج تكلم ريم , تشغـل نفسـها .., تندمج بحياة ورغبات انسان اخر .
ريم اتصالاتها كانت يوميه , ولعدة مرات في اليوم .
وطبعا تبي تسمع اخبار عمـر ..وصحة عمـر ..
قامت مها من مكانها , واطلعت من الغـرفه , عشان تكلمها على راحتها من غيـر ما تحس بنظرات عمـر اللي توترها , وتحسسها انه جنه عارف اهي مع من تتكلـم .
ردت على التليــفون , واهي تتمشى بالمستشفى وعينها على الأرض بسرحان على الرغم من تركيـزها مع المكالمه ..
كانت تمشي لإفراغ طاقه , وللأبتعاد عن عمـر اكبر مسافه ممكنه .
كانت تحاول ترد بمرح ..على ريم اللي كانت نبرات صوتها متغــيره ..نبرات صوتها غرقانه بالسعاده ..وهذا خلاها تسـعد وتنبسط .
بعد ما تطمنت ريم على اقل التفاصيـل بحياة عمـر الصحيـه والنفسيـه ..
سألت سؤال غريب لأول مره تسأله من فتره , وقالته بكل جديه " طيب انتي , اخبارك ؟ "
تنهدت مها ..بصوت عالي .
وارفعت نظرها لفوق وكاد ان الموبايل يسقط من ايدها ..
اشهقت بصوت عـالي وغـيظ ..
وبدى تنفســها يعلاااااااا ..
خالد كان مع سمـر يتكلمون عند الأستقبال ..
حاولت تتمالك نفســها ..
سمعت صوت ريم بأذنها " مها....مها ..الوووو ..مها انتي بخــير .. الوو ايش فيه "
ريم اسمعت صوت شهقة مها , وسمعت صوت تنفسها غيـر السوي , وافزعت ..
كانت قاعده تكلمها لكن ما في اجابه وهذا اقلقها , وخلاها تصـر ان مها تركـز معاها وتحاول تتواصل معاها .
لكن مها كانت بعالم ثاني ..
بس خلاص لحد اهني وكفـايه , انها تعرف ان كل يوم يكون معاهم , شي
وانها تشوف انه معاها شي ثاني
ان يتأخر عليها اهي عشان قاعد يتكلم مع خطيـبته شي لا يطاق , لا يحتمل ..
من غيـر لا تشعر سكرت التليـفون بويه ريم .
وبكل قوتها اللي تمكنت منها حركت رجولها اللي كنها حديد من على الأرض , وبعدتها عنهم , وتوجهت للبوابه الرئيسيه للمستشفى .


سمـر :

سمر , كانت تبحـث عن خالد ..
ولقته ..
كان تبحث عنه ببساطه لأجل تعطيـه اوراق , ابوها وصاها انها تعطيـه اياه .
هو خذا الأوراق بهدوء وبساطه .
وشكرها بكل رسميـه ..
لكن اهي قالت كرد على كلامه " حنا اللي لازم نشكرك , ما قصرت معانا ابد "
خالد من غيـر لا يشوفها جاوب بألـيه " لا شكـر على واجب يا بنت العـم "
كان يناظر الأوراق اللي بيده ويتأكد من عددها , هذي الأوراق خاصه بالمستشفى .
حس خالد بسمـر ..
وانها لازالت واقفه مكانها .
ما تحركت !
وهذا خلاه يرفع راسه بهدوء , ويقول " امري يا بنت العم "
سمر اللي كانت واقفه تحاول تكون جمله , تعبـر فيها عن اسفها عن التأخيـر الحاصل بأعلان فسخ الخطبـه , اخجلت من كلمته , واعرفت انها طولت بالوقوف ..
وهذا خلاها تقـول " لا ابد ..بكل صراحه يا خالد انا حاسه بالخجل من عدم اعلان فسخ الخطبـ ..."
قاطعها بصرامه " ما راح انتكلم بالموضوع اكثـر , متى ما شفتوا الوقت مناسب اعلنو فسخ الخطبـه "
حاولت تكمل اعتذارها "بس يا خالـد انا متأكده ان هالشي اكيـد يأثر على زواجك وانـ .. "
تحولت عيونه للبرود المطـلق من تدخلها , أو من محاولتها تفسيـر الوضع بحياته الشخصيـه !
وقال ببرود "سمـر .. ما راح انتكلم بالموضوع .. استأذن "
تحرك خالد وتوجه لإكمال الإجراءات المفاجئه اللي طالبتها المستشفى .
اما سمر فظلت مكانها , واحساس الإحراج ماليها من اقصاها لأقصاها , هي وش دخلها بزواجـه وحالة زواجه ..
يا ربي وش راح يفكـر فيه ألحين ..
ردت لغرفة امها من غيـر لا تتكلم مع احد ..وهي كارهه عمـرها من الإحراج


خالد :

بعد ما انتهى من الأعمال اللي كلفه فيها عمه حامد ..واهو ناسي سمر واللي جاب سمـر
توجه لغرفة عمـر , كان يدري انه تأخر على مها ..
علاقته معاها بالفتره الأخيره غريبه .. ينامون بأحضان بعض , لكن في جدار غير مرئي وغريب مبني بينهم , وهذا الجدار مضايقه .
متى ؟ متى راح نترتاح .
دخل الغرفه وقال بصوته الجهوري " السلام عليكم "
ردوا عليه عمه سعود وعمـر السلام ..
لكن في صوت رقيق مختفي !!
بنظره سريعه للغرفه لاحظ انها مهي موجوده ..
وينها فيــه !!
عمه سعـود كنه قرا السؤال من نظرات خالد اللي انتقلت بالغرفه عدة مرات كنه يبغى يتأكد انه مها فعلا مهي موجوده , قال " مها ظهرها عورها ..واتصلت علي وبلغتني انها راح تروح مع السـواق للفندق عشان ترتاح "
راحت للفندق !!
الغضــب انطلق فيه بقوة ..
كان المفروض تتصل علي !
كان المفروض تستأذن مني !
وبعدين كيــف تروح مع السواق كذا , وبروحها ..
كان غاضب لدرجه غريبه ..
هو ما توقع انه يغضب كذا ..
لكن الظاهر انه هدوء الأيام اللي فاتت تمكن منه .. كان متوقع ان علاقته فيها راح تتطور للأحسن , راح يتقربون اكثـر , لكن اكتشف ان الحواجز ظلت , وبالعكس زادت قوه , ما يتكلمون مع بعض إلا عند الضروره , قربهم الجسدي ما ادى ابدا إلى قرب نفـسي ..وهذا ادى إلى خيبة امل كبيـره , كان على حافة الأنفجار ..
قال بكل ما يقدر عليه من برود " طيـب "
رفع راسه وشاف عمـر يتأمله ..
واهو ما سمح لعمر ان يشوف الغضب اللي بعيـنه , وحاول يغلف نظراته عن صاحبه .
قعد خالد مع عمـر وعمه سعـود واهو على اعصابه , بس يبغى يرد للفندق ويفهم ليه تصرفت كذا ..يعني ما كانت تقدر تنتظره ..
جره من افكاره ..تحرك عمر فجأه وقعدته بالسرير كنه فكـره خطيـره جت في باله ..
ولف على خالد وقال " خالد انت قلت لسام عن الحادث "
خالد كنه انضرب كف على وجهه سام !!
ولا اخطرت على باله اصلاااا !
ما كان يدري انها موجوده بمصر للأن ..
الواضح ان تعابير خالد انطقت بأفكاره لأنه عمر قال بعصبيه " خراااااااااا , اشلون غابت عن بالي ..اكيـد ألحين اهي خايفه ..خرااااااااااا "
حط ايده على عينه بتعب .. وكمل " خالد طلبتك , لما تروح لفندقكم قولها ..غرفتها اهي رقم ( ) , قول لها...اهي مسؤوليتي و انا نسيــتها "
خالد حمد ربه انه عمه سعـود كان رايح لدورة المياه ..ولا شاف اهتمام ولده بهالسام , ولا كان علووووم !
وقال لعمـر بهدوء " خلاص ..خلاص ابشـر , راح اقولها بس انت هد اعصابك "
رد عمـر لمكانه ..وقال " مشكــور "
وبعدها رد عمـه سعـود للغرفه وانتهى الموضوع ..
بعد فتـره وبالوقت المناسب اعتذر خالد وانصرف ..
خاصه ان عمـر بينام , وعمه سعـود بيرد للشـقه .
فكــر بالفندق ...وبمهـا ..
مجرد التفكـير فيها كان يغضبه بشده .


فيصل :

فيصل كان واقف عند غرفة عمـر بعد ما لاحظ انصراف الرجاجيـل اللي كانوا عنده ..
ما يدري ليه جا بهالوقت بالذات ..
لكن جانب منه ادفعه دفع للقدوم للمستشفى ..لعمـر بالذات ..
بيشوف وش راح ينتج عن المقابله ذي .

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 10:54 AM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black widow المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 



البارت الخامس والعشرين

***تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب ... مهب لأجلي عشان الله يجازيك ويجازيـني ***









" يكــفي يا فاطمه !! "
سمعت ساره امها تتكلم بغضــب بالجوال ..
تنهدت بضـيق فاطمه صايره كلما كلمت امهم تعصبها ..
سمعت امها تكمل " انا ما قلت اللي صار لأجل تدعــي على البنت ..هي وش ذنبها ان كان خالد يبغاها .. ما اظن انها اضربته على ايده لأجل يبات عندها "
واغلقت الجوال بوجه بنتها الكبيــره ..وهي ما عمرها اعملت هالشي ..ورمت التليــفون على اقرب مكان بغضــب ..
وقالت بنبـره غاضبه , لكن منخفضـه " اعوذ بالله , اعوذ بالله "
عصبتها مراااااااا , فاطمه متى بتفكــر بعقــل متى ؟ , مهما كان ما يصــير تدعي على الحرمــه .
دافعـت عن مها لأجل ما تتمادى بنتها ما يجـوز الدعـوه على المسلمــين ما يجــوز , وهالبنت ما كنها ام لطفليــن الله يهداها تحس ان ساره بأحيـان كثـيره انضج منها .
مها بتكون ام طفل خالد , و هي بدت تحس ان مها باقيـه معاهم لمده طويـله , ولازم بناتها يتقبلون وجودها , وخاصه فاطمـه ..
بدر قال لها من اول ما نقـل خالد من غرفتــه , لكن هي اعرفت ان ولدها ادام انه نقـل فهذا يعني انهم ردوا لبعـض , صحيـح انها ضاق صدرها على سمـر , لكن ..
لكن ما تقـدر تقــول حاجه ..
وش معقـول تطلب من ولدها ..ما تقدر تطلب منه يطلق مها .. لأنها خايـفه على بناتها !
اي خايفه على فاطمه وساره .
كما تديــن تدان ..
ولأن البنت من عرفتها ما عملــت يضر خالد او يضرهم
ساره تابعــت امها بنظراتها , امها صايـره عصبيــه بالأيام اللي فاتت .
يمكن لأن صديـقة عمرها مريضه , أو لأنها مستحيه تحط عينها بعين سمـر و ام سمـر .
اهي تعرف امها وتعرف مشاعرها , وخالد كل يوم يبين انه مو ناوي يترك مها ..
السبب مجهول ..
هل لأنه يحبها ؟؟؟
او لأنه يبغى ولده يربى عنده , فجالس يحايل مها ؟؟
ما تدري نظراته لها لما تكون معاهم غامضـه !
بس الأكيـد ان المها تحس بالحب تجاهه اكيـد ..مجرد شعــور قوي تحس فيه .
ردت تناظر امها اللي راحت للبلكونه ..
موضي اطلعت للبلكونه , لأنها ما تبغى ساره تشوف دموعها .
هذي الأوقات هي الأوقات اللي تفقد فيــها جاسم اكثــر شي .
جاسم كان يعرف يتعامل مع المواقف الصعبـه اكثـر منها , هي مهي عارفه وش هو التصرف اللي المفروض تقوم فيه .
كانت تعتمد عليـه بكل شي .. كان هو القوه , وهي الضعف !.
وألحين هي لوحدها ..
اه ه ه ه ه ه يا جاسم مكانك وش كبــره .
الله يرحمــك , مسحت دمعتها بسرعه بعد ما حست بدخول ساره عليها .
معلنه انه فاطمه على الخط ..تبغى تعتذر


عمــر :

اخيــرا بروحـــي ..
أه ه ه ه ه ه ه
كان ضـوء الغرفه مطفـي ما عدا الأبجوره اللي بقربه ..
وهذا الجــو الغيــر واقعــي خذا عقــله لها , لريمـــه ..
لشعرها الأســود مثـل الليــل .
تخيلـــه يمر بين اصابيــعه بنعومتـــه الغريبه ..
عيــونها الســود الكبــار كنهم بيــر من غيــر قرار .
تشــوفه ..تناظره ...بحب
لبشرتها اللي بلــون العســل .
اللي تلامـس بشرته .
لشــفايفها ..
قطع على نفســه الأفكـــار بغــضب ..بغــضب شديد .
افكاره الغبيـــه .
شفايدة هالأفكــار ..
اكيــد انها ما تفكــر فيــه .
تفكــر بفيــصل الغبــي
لف نظــره على الغرفه اللي اهو محبــوس فيها .
حاس نفســه بقفص , بقفص بهالفراش , بقفص افكــاره .
وده يطلع يغيــر جو ..يتحرر من افكــاره اللي ما تروح ولا ترد إلا لهااااااا .
من متى ؟
من متى يفكـر فيها بهالطريقه ؟
من متى صارت له هـوس ؟
من متى !! الجواب الصريح من اول ما طلقها !
هه
بدا يسخــر من نفســه
كان يكتــم أفكاره فيها بأعماق اعماقـه , لكن كانت تجيـه على شكـل احلام .
تطيـر لها افكاره من الكويت للسعوديه بلحظات غيـر متوقعه وهالشي لما ما يكون متيقظ وحارس افكاره .
كان يظهر شوقه لها من تلقائية كتابته لرقمها على شاشة موبايله كلما سرح .
وهذا خلاه يحقــد عليها , المفروض يكرهها .
جا في باله الشخـص الوحيـد المظلوم بالمعادله هذي كلها .
نوره
انظلمتي يا نوره معاي ..انظلمتي وايـــد .
رفع ايده لجبهته بتعب ..وعجــز ..
وألمته جبهته المحطوط عليها الشاش .
وهذا خلاه ينــرفز , ويسب ويلعـــن نفســـه بغضب شديد وبحده باللهجه , وعنف .
وبصوت عالي ..
قطع عليه السب واللعن صــوت الباب ينفتــح من غيـر استئذان .
وهذا خلاه يرفع نظره , ويظهر البرود على ملامحه دليل الغضب الشديد .
الشخص اللي دخل ما كانت باينه ملامحه عدل ..
لكن لما جدم اكثـر ..
ولما عرف الشخـص تحولت ملامحه وصارت جليـــديه مفزعـه .
هذا إش يايبه ؟؟
ليــش ياي لي !!
يتشمـــت معقــول ياي يتشمت ..
بدا يشد بأيده على الغطا بالجهه اللي مو بايــنه لفيــصل .
الغيــره بدت تحرق صــدره , تذبحه ..
قاعد يتخيــل هالحــيـ ...., يشوفها كل يوم بالطالعه والنازله .
يبتســم لها ..
واهي تتصرف بخجل ...المشــهد بكل قســوته تمثل بعقله , وخلاه يصــر على اسنانه .
قوته الطبيعيه ردت له .. وسيطرته اللي يمارسها على نفســه ردت بقوه شديده ..
عمر ..هالأفكار ما راح تأدي لأي نتيجـه ..هذا ضيفـك , عامله عدل !
فيـصل دخل بسرعه من غيـر لا يطق على باب , لأنه سمع صوت غاضب من الداخل , ولأنه يدري انه ما في غيـر عمر , وخشى للحظه انه فيه شي !! , تصرف تلقائي
ولما كان عند الباب انصدم من قســوه السب واللعن اللي ينطق فيــه لسان عمــر لكن لما دخل وشاف جمود الملامح استغرب انه هالشخص هو اللي صدر منه هالكلام ؟ .
اصلا ما توقع من انسان بارد (هذا اللي سمعه عنه ) يصدر عنه هالكلام !
صاروا بوضـع غريــب كل واحد فيـهم مواجه الثاني خاصه لما عرف انه عمـر بخيـر .
عمر بخيــر !
بشكل عمـر الحالي , شكله مناقض لكلمة الخيــر !
كان شكله سئ , المنظر اقل ما يقال عنه سئ ..هذا اقل ما يقال عنـه ..
الله يعيــن اهله !
نقل نظره لرجول عمر ثم لصدره ثم لوجهه .
الإصابات منتشـره فيــه ..داله على قوة الحادث اللي تعرض له .
هذا اللي بكت عليه ريم , وقضت ليلها بعيــده عن عيونها النوم بسببه !
كان حاس بمشاعر عدم الأستلطاف اللي تنطلق من عمر , يمكن لأنه فسـر كافة تصرفات عمـر على انها حب لريم , واللي قد يكون تفسيـر خاطئ ..
فيـصل شاف عمر يبتسم ابتسامه جانبيه ساخره , و سمعه يقول بصوت منخفــض وبسرحان " استاذ فيصل ..استاذ فيصل " وكمل ببرود " يا حي الله من جا "
حس فيصل نفسـه على اعصابه من سماعه لحس هذا الأنسان ..يمكن لأنه للتو تلقى خبـر رفضها له !
سمع صـوت اللي اكبـر منه سنا يقول ببرود " تفـضل "
عمر حاول يقعد من سدحته , لكن حس انه تكهــرب من الألم اللي انطلق فجأه من ذراعه وصدره لراسه ..
بلع ريقه ..
وخذا نفــس ..
تغصـب الأبتسامه , وقال " اعذرني ما اقدر أقوم اضيـفك .." وأشر على رجوله الثنتيـــن , وقال بسخريه من وضعه " العيــن بصيـره والأيد قصيـره , لكن العصـير ..البرتقال والمانجا ..وما ادري شنو ..موجود بالثلاجـه "
مد فيـصل ايده برفض للعرض وقال " تسلم يا بوسعـود , ما أبغى.."
عيون عمر قست وقال بهدوء " استاذ فيصل ..ما يصيـر ما تشرب شي عندنا ..تفضل للعصيـر "
تنهد فيصل بأستسلام , عمر ما راح يتنازل , لكن هو ما كان جاي لأجل يتضيـف , ومهو معتبـر نفسـه ضيـف , لكن من الواضح ان عمر مصمم ..
تحرك وخذا العصـير الموجود بالثلاجـه ..
عمر ما كان يبي هذا الرجل بالذات يشوف ضعـفه , كان ملاحظ نظرته اللي انتقلت على اصاباته .
ونظرة الشفقه اللي مرت على عيـنه بسرعه واختفت لما ردت ألتقت بعيــونه .
كان كاره الوضــع ..هذا اشيبي , ليـــش ياي ؟
منو يظن نفسـه عشان يشوفه بالطريقه هذي ..
اهله اللي اهم اهله مو قاعد يستحملهم , أو بالأصح يتجنب يتكلم معاهم عشان ما يجرحهم , وهذا اكره الناس له , اثقلهم على قلبه بكل برود ياي لعنده , وبنظرات الشفقه !!
ويرد نفـس السؤال (ليــش ياي ) احساس داخلي علمه ان الموضوع مو اداء واجب ! , معقـول ياي للمشـروع !
فيصل وتلبيـه لدعــوه عمر بالجلوس ..قعد , لكن قبل ما يقعـد مد ايده لعمــر بتحيـه متعارف عليها .
قال فيـصل بكل هدوء " الحمدلله على سلامتك "
احساس عمر بأن الموضوع مو اداء واجـب زاد قـوه ..وصار وده يقـول وقف هالمقدمات وادخل بالموضوع .
نفســيته مو مستحمله هالأنسان ولا مستحمل انه يكلمه .
لكن قال ببرود " الله يسلمك "
فيصل من باب فتح حوار , سأل .. بهدوء " كيـف حصل الحادث ؟"
لما سمع عمـر السـؤال ..
بلحظه سكـت .
ورد السؤال لمخــه , كيـف ...حصل ...حادثـك ؟
ولما اسـتوعـب السؤال عــدل
انفجــر ضحـــك بسخريه ..
"هههههههههههههههههههههههه "
شر البليــه ما يضحــك ..
ومثل ما انفجرت الضحـكه فجأه , سكت فجأه ..وقال " هه ..أ ه ه ه ه ه ه "
شـيقول له !!
شيــقول حق هالأنسان ..
يا ترى عادي يـقول : مشـاعري لما شفتك اغلبتني وحسيـت بالغيـره وما عرفت اتنفـس , وخلتي افقد سيطرتي على السـكان !
لما لف على فيـصل لاحظ ان فيـصل عاقد النونه ..
وواضح عليـه بدايه غضــب , نتيجة عدم فهمه .
ما يلومه صـراحه !! , معاه حق يكون اكثـر من غاضـب ..لكن جد مو بيده لما ضحـك , سخرية الموضوع تضحك !
غمـض عيــنه عشان يتمالك اعصابه بس , وبعدين فتحها وشاف السـقف !
قال عمر بهدوء , ولما ألحين اثر الأبتسامه الساخره على فمه " انا اعتذر , الحادث كان مضحك , وسخيـف , لا تشـغل بالك فيــه "
لأن فيصل مو مهتم اصلا .. طوف الموضوع .
سمـع فيـصل يقول بهدوء "لا خذ راحتك "
عمر ظاهرته البارده بدت تتكسـر ..لأن التخيلات اللي بعقله زادت حدتها وكميـتها .
وقال للرجل اللي اصغر منه " امـر يا استاذ فيصل ! "
فيصل شاف عمر بهدوء , قاطعه بتلقائيـه " فيصل .." ولما شاف نظرة الأستغراب بويه عمـر قال " اسمي فيـصل "
ابتسم عمر ببرود , يكره احد يقاطع كلامه , وقال " اه ..المهم اعذرني على السؤال , بس ابي افهم سبب الزياره ؟ "
تسـند فيصل وقال بأبتسامه سخريـه بسيطه " وليه ما تقول اني جاي اداء واجـب "
ما رد الأبتسامه وقال ببرود " مو تقليل منك لكـن .. الساعه ألحيــن 10 ..احنا بمستشفى ..انا المفروض اني مصاب ..معرفتنا مهي بذيـج القوه .. ما شفتك إلا مره وحده بحياتي ..يعني بكل بساطه الوضع ما يتوافق لأداء الواجـب .. وأكبــر دليل ان وراك سالفه ..الموضوع متعلق بالعمل ؟؟ "
ما يقدر فيصل انه ينكر اعجابه بسرعة بديهة هالشخـص , على طول جمع واحد بواحد , واستنتج النتيـجه ..
قال ببساطه " معاك حـق , لكن المسـأله مهي متعلقه بالشغـل "
وشاف عمر بتصميـم !
عمر رفع حاجب , مو متعلق بالشغـل , ومعاه حـق ! ..هه عيـل ليــش ياي .
اشبيني وبيــن هذا.. غيـر الشغـل , والواجـب ..
فجأه نزل حاجبـه ..ما يبي يفكـر بالشي الثالث اللي بينهم .
لأن مو معقـول راح يتكلم عنها !
وهذا خلاه ينطق بكلمه جليـديه " اشتقصـد ؟ "
فيصل عرف انه عمر استوعب قصده ..
من غيـر اي كلام وعمر متابع لتصرفاته , اخذ التليــفون ودق ..
عمر عصــب من التجاهل , وعصب اكثـر من المسرحيــه , هذا اشلون يتجاهله جذي ؟؟
كان على طرف لسانه انه يطرده ..
لما سمع فيصل يقول " السلام عليكـم عمي حمد ؟ ......اخبارك ؟ "
عمر عقد حاجبـه بغضب ..وحيــره
يكره احساس الحيــره هذي .
" عمي انا ابغى افاتحك بموضوع , وخجلان منك ..."
.........
عمر لاحظ وجهه فـيصل اللي وجهه غايه في الجديه , ولكن بان عليه الراحه بعد ما سمع رد الطرف الثاني
" عمي انا .....انا امر بظروف تدفعني... " ومثل التردد , للأيحاء لعمــه ان الوضع اللي هو يمر فيــه سئ " اممم تدفعني اني انهي الخطــبه اللي بيني وبين بنتك "
عين فيصل كانت بعين عمـر
الصدمه ارتسمت على وجه عمر ..
مستحيــل
ما قدر يبعد عينه عن هالرجال.
معقول يعني , تركها ..
ولا اهو يبي يشوف ردة فعله وبس !
سمع فيصل يقول بقوه للتليـفون " عمي والله هو مهو رخـص فيكم , بالعكس انا يشرفني نسبكم , وقربكم , بس الظروف تحكم الأنسان "
عمر وفيصل ..عيونهم ملتقيــه ببعض .
ولا واحد منهم قدر يبعد عينه عن الثاني ..
فيصل لأنه يبغى يشوف ردة فعل عمـر
وعمر لأنه ببساطه ما يقدر يبعد عينه , يبي يعرف كل شي , كل تفصيـل صغيــر .
كان صوت حمد مرتفـع .
كان ينتقل للغرفه بقوه ..
خاصه ان عمر , وفيصل ساكتيــن .
كان صوت عمه بالطرف الثاني يقول بكل غرور ( انا كنت راح انهي الخطبـه )
( بنتي ألف من يتمناها )
وكان رد فيصل " اكيــد يا عمي , انا امتأكد من هالشي , وانا اسف اني انهيت المساله بمكالمه هاتفيـه , لكن وراي سفـره مهمه , وما حبيــت اني اسافـر قبل لا انهي المسأله "
الطرف الثاني وضح عليه الهدوء من انخفاض الصوت وعدم وصوله لأذن عمر .
رد فيصل " انا اســف مرة ثانيه يا عمي , ما كان ودي هالشي يصير لكن قدر الله , مع السلامه "
سكر الخط , واهو عينه على عمر .
عمــراللي قال بكل برود " شالمســرحيــه ؟ "
كان مسـتغرب شلون صوته طلع بهالبرود , واهو داخله فيضان , وبراكيــن , تــوتر ما يعلم فيه إلا رب العالميــن
قام فيصل من مكانه ..
وقال ببساطه " مســرحيــه , لأ مهي مسـرحيـه ..انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها ...مع السلامه "
وببساطه طلع من الغرفه ..
تارك عمر يشوف مكانه اللي كان واقف فيه من غيــر اي كلام ..لأول مره من زمن طويـل احد يقول كلمه عمر يعجز معاها عن الرد الساخر او البارد
انفصل عنها ...
انفصل عنها ..
انفصـل عنها ..
بس شيقصـد بكلمته انا بكون اول من يبارك لك فيـها ..
يعني ..يعني هو فاهم انه ..انه اهو عمر يحبها .
غضـــب من نفســـه , انا احبها , لأ انا ما احبها ..ما احبها .
هذا الغبــي ان كان يظن اني أحبها فأهو الغلطان .
اهو بس ..
بس ما يقدر يخليها لغيــره , هذي هي المسأله , بس .
حس بدقات قلبــه تزيــد , تزيــد ..
رفع ايده وحطها على صدره , من خشيـتـه ان قلبه يهرب من قفصه الصدري ..
اهي حره ألحيــن ..
يعني يقدر يتقدم لها ..
يقدر يخليها له ..
لازم ..لازم يتحرك .. وبسرعه قبل لا تضيــع من ايده .. قبل ما تفلت منه مثل ذيج المره .
طاحت عينه على ريلـه , بدا يتأملها للحظه .
وحس بالقهــر
ألقى راسه على المخده , وارفعه , ورد القاه ورد ارفعـــه بحركه متكرره ..
شسوي ألحيـــــن ؟
اهي قبل وانا بكامل صحتي ومو مشتهيتني , شلون ألحيــن وريلي بهالحاله ؟؟
هه كان وده يضحك , و وده يصرخ بنفـس الوقت ..
المشكـله انه ما يقدر يتركها ..
اكتشــف انه ما يقدر ..


الكويت قبل طلاق عمـر وريم بثلاث اشهر :

ذكـرى زواج ريم وعمـر ..
ريم عندها اعداد عشـاء بهالمناسبـه موضوع مهم .
كان عمر جاي من الشــركه ومرهق بصـوره كبيــره , واهو ما عنده اي ذاكره متعلقه بالمناسبات الزوجيــه الخاصه , ولا يعطي لها اي بال ..
وهذا الشي يعصــب ريم , لكن مو بأيده , دايما ينسى هالسوالف , ريم عندها مليــون مناسبه , كل مناسبـه اغرب من الثانيــه , وكلها متعلقه بزواجهم ..
مناسبــه اول مره شافوا بعـض
مناسبه يوم خطبتهم
مناسبـه ملكتهم
مناسبة زواجهم
وهكذا ..
هي ما تحتفل فيهم على كثـرهم اهي بس اتسوي بهاليوم شي مميز يذكرهم بمناسبته , تقديـرا منها لأرتباطهم ولذكرياتهم مع بعـض
وأول ما دخل البيــت كان الظلام محيـط فيــه , استـغرب , شم ريحة البخــور لكن هذا شي طبيعي !
لكن لما جدم بالبيــت اكثــر لاحظ وجود الشمــوع , وصوت الموسيقى الهادي , ولاحظ انها اعدت طاولة الطعام بصــوره اكثــر من رائعه ..
اما اهي فكانت اللوحه الفنيــه .
كانت لابسه فستان حفـله (سهره ) ابيـض على الجسم بالضبـط ويوسع من تحت الركبـه , وشعرها كان مرفـوع بصوره انيـقه وجمـيله .
كانت تشــوفه بابتسـامه على شفايفهـا ..
وبعديــن قربت منه بهدوء ..واهو كان يتابع كل حركه من حركاتها والتعب اللي فيـه طار فجأه ..
قربت منه وحاوطت خصـره بأيدها ورفعت راسها له بدلال , وقالت " كل عام وانت الحـب "
وهذا خلا ايده تلتف على خصـرها بتلقائيه .
كان يشوف اللي حوله , ولما قالت كلمتها نزل عيــنه لها ..
ابتســم لها ..لكن بذهـن غايــب ..وقال بعد ما حس انها تتوقع منه كلمه " كل عام وانتي بخـير ريمي "
شــنو المناســبه اليــوم عشان هالكــلمه ..ما يدري ..
ذهنه غايــب بعد قضاء يوم كامل بالشركه , لأنه عندهم اليوم عمليـه اندماج مع شركه صغـيره تملكوها من فتــره .
ريم لاحظت وجهه , وهي تعرف زوجـها ..وهذا خلاها تبعد شوي على الرغم من وجود ايده على خصـرها " عمر انت ذاكر وش هي المناسبـه صح ؟؟ "
وليــــن شالبلشـــــــه ..
بعد عنها بحجة انه يشــيل الغتــره والعقال عن راســه , ويحط حقيــبة العمل ..
وحاول يعطي تخميـــن ..
حاول يراجع كل المناسبـات , وبالنهايه قال " اكيــد اذكــر ريمي , وهذا شي ينسي "
ريم حطت ايدها على خصرها وقالت " طيــب وش هي المناسبــه ؟ "
يا رب تكون صح , يا رب تكون صح .." ذكرى زواجنا "
لاحظ اشراق الأبتسامه على شفايفها , وهذا خلاه يحمدربه على التخميــن الصحيح ..
قربت منه وحاوطت رقبته بذراعها وقالت " صح "
بعد العشــا , وهم جالسيــن على الكنبــه , وايده ورا ظهرها ..
وهي مســنده راسها على صدره ..
يستمعون لأغاني هاديــه ..
ريم كانت حاســه وقتها , انها مو معقــول تكون اسعد من كذا , مو معقــول انه في زوج زي زوجها ..
كانت حاسه بأطمئنان ما قط حست فيــه من قبــل , وجودها بهالمكان , مع عمــر , وبحضنه يغمرها بأحساس بالأمان فظيــع , صح بينهم خلافاتهم , لكن هذا ما يقلل من عشقها له .
عمر صار له فـتره , ورغبـته بأنه يصــير اب تختمـر بنفســه , بدت تجتاحـه رغبــه بالأبـوه .
يبي شي يحمل جزء منه , وجزء من ريم ..شي يجمعهم للأبد
في بداية عيـشتهم مع بعـض يعني تقريبا من ثلاث سنيــن , كان رافض فكـرة الأطفال مو لشي غيــر انه يبي يكون مع ريم بروحهم لفتـره , قبل ما يجي طفل , ويكونون ملتزميــن بأشخاص اخرين غيــر انفســهم ..
توقع انه يلاقي معارضه من ريم , لكن بالعكــس , ريم رحبــت بالفكــره , وافرحت فيــها ..
لكن الحين خلاص ..
اهو كبــر واهي كبــرت ..
ويبي يبدي يأسس للأســره ..
وقال بهمـس متوافق مع الموسيقى الحالمه اللي حاطينها " ريم .."
ما تحركت من مكانها وقالت " هممم حبيبي"
ريم كانت متعـوده على عدم قول عمر لها حبيبتي , او عمري , او غيـره من كلمات التحبب , أو انا احبك , لكنها لما شكت لمها , قالت لها (انها تعاني من نفـس الوضع ) وبالتالي تقبلت طبيعه ريلها .
" ابي نأسس اسـره "
حست بجسدها يتجمد ..
ما فهمت وش يعني نأسس اسـره !
ما رفعت راسها وقالت " انأسس اسـره ؟؟ "
سمعـت صـوته يقول بطريقه حالمه " ريم ابي طفــل .. ابي طفـل صغيــر .. يملي حياتنا .. "
سمعت صوت الأبتسامه بكلامه وهو يكمل بنفـس الطريقه الحالمه ..
" ابي نوقف ناخذ الأحتياطات ..اليــوم "
ريم لما قال لها عمـر هالكلام , بالواقع ما تأثرت ..
ما اهتمت ..
عادي جدا جدا .
حست كنه يتكلم عن الجـو , مهو عن مستقبلهم .
وبالتالي ردت فعلها كانت مرا عاديه !
وقالت ببساطه " طيــب "
وقامت ببساطه تعمـل له قهـوه تركيــه , اللي هو يعشقـها بعد نصف ساعه من العشـا ..

ومـر على هالحادثه شهـرين كانت خلاله تفكـر بالحمل على انه شي واقـع , لكن ما بدت تتأثر أو تفـزع إلا لما اظهرت الأعراض عليها ...
تأخر الدوره , الأحساس بدوخـه من الوقوف الطويـل , بدت تعاف بعض انواع الطعام .
اشيـاء بسيطه ..
واهني بس بدت حقيقة الوضع تجي لعقلـها .
حمل ..حامل ..
اول ماقال لها عمر رغبتــه ما تأثرت ولا اهتمت ..
لكن لما صارت احتماليــه الموضوع حقيقيه , حســـت مو بس بالخوف , حست بالهلع .
حست بالذعــر يملاها ..
حست ببروده تمر على ظهرها ..
لكن اقنعت نفســها انها مهي خايفه ذاك الزود , ومهي متأثره , وان هالخوف هو خوف مبدئي حالها حال اي حرمـه , وبالتالي ما تكلمت عن الموضوع .
ولما زاد الموضوع عن شـك , من خلال تكرر هالأعراض كل يوم , لقت حالها ما تقـول لعمـر عن شكها , وراحت للصيديليه من غيــر اي كلام له عن الموضوع
و توجهت للصيدليــه , بعد ما طلع عمر للشركه..
لما دخلت و جا لها الصيدلي ..اخجلت للوهله الأولي من نطـق طلبــها .
وسمعت صوت الصيدلي يقول بهدوء " ايوه يا أنسـه , إزاي أأقدر اساعدك "
تغلبـت على خجلها ..
ونطقت برغبتها على الرغم من احساسها بالأحمرار اللي غازي وجهها ..
" اممم ابغى ..ابغى تحاليـل للحمل "
سلمها اللي هي تبغاه ..
وهو ثلاث انواع مختلفه من اختبار الحمــل ..عشان تضمن النتيـجه .
رجعـــت لبيتها ولما وصلت توجهت جري لغرفتهم ..
رمت الأغراض على الطاوله حقــت المنظره , وغيــرت ملابســها ..
وبدت تعمل اشياء بسيـطه وصغيــره , ومالها داعي كانت تبغى اتأجل وقت الحقيـقه
لكن الخوف ملاها وزاد اكثـر و أكـثر كلما حست ان مالها اي عمل تواجهه .
ولما تشجعت و واجهت
أكدوا لها ثلاثتهم عن حملها !
اهني بس انهارت .
لأ ما تقدر تكــون حامل , ما تبغى تكون ام .
حست ببرود من قوة الواقـع عليها ..
تذكـرت تصرفات امها معاها , تذكـرت وايد اشياء وخافت اكثـر ..
لكنها تماسكــت لأنه هذا هو الوقت اللي يجي فيـه عمر من الشـركه .
حضرت الغداء على الطاوله .. واجلست تستمع له بذهن غايــب .
وبعد لحظه سكــوت , ومن غيــر لا تقول له عن حملها , قالت بتوتر وبطريقه مفاجئه " عمر انا ما ابغى أحمـل "
رفع راســه عن الأكل , وبدا يشوفها ..من غيــر اي تعليــق , لكنها لاحظت ان وجهه اكتسى بالبرود وهذا يدل على ان الموضوع مو عاجبـه .
هي ما تدري وش قصدها من هالحركه بعد ما اكتشفـت انها حامل , لكن كانت تبي تقــوله , ما تدري يمكن يلقون لهم حـل بالمشـكله اللي هي فيها ..
تبي تقـوله ان هالشي ما تبغاه ابدا , ابدا ..
لكن ما توترت وقالت " انا ما أقصد اني ما ابغى أطفال للأبد لكني اقصـد اني ما ابغاه ألحين ."
ترك عمر الملعقــه اللي بيده وقال ببرود " وينج ما قلتي هالكلام من زمان , ليش ألحيــن ؟ "
تكره اسلوب البرود اللي اهو يتكلم فيه خاصه لما تكون هي على اعصابها ..
تبيــه يصرخ , ويعبــر , تعرف وش يحس فيــه بالوقت الحالي , بروده ما يعلمها وش يفكـر أو يحس فيــه .
وهذا الشي يجننها .
قالت بعصبيــه " لأني فكـرت ألحين بالموضوع وقررت اني ما ابغاه .."
كمل على نفـس اسلوبه البارد " امممم ومتى الوقت المناسـب اللي نيـيب فيه اطفال ونكون اسره من وجهة نظرج ؟ "
رجفــت من اسلـوبه لكن خذت طرحه للسؤال من باب انه موافق معاها على الفكـره , على الأقل موافقه مبدأيه ..
وقالت " ما ادري , ما ادري , يمكن عقب خمـس سنيـــن , عشــر سنين "
ببرود شديد " اهاااااا , واشمعنا عقب خمس سنيـن , او عشر سنيــن , ليش مو الحيــن ؟ "
بعصبيــه شديده قالت " لأني ما ابغى اطفال ألحيــن , هذا هو السبــب .."
تنرفز من صراخها وكلامها معاه بعدم احترام
طق الطاوله بقســوه , وقال ببرود من بين اسنانه " لا تعليـــن صوتج ..فاهمه .."
مع طقة الطاوله والصـوت القوي اللي صدر , نزت بمكانها ..
وبصوت اعلى قال بصرامه " فاهمه .. "
هزت راسها وعيـونها مغـورقه بالدموع .
وكررت كلامها بكل ما تحاول عليـه من هدوء بعد صرختــه المفاجأه " لأني ما ابغى .."
تسـند على الكرسـي وقال " انزيــن انا شنو يضمني انج بعد 5 سنيــن , أو عشـر سنيـن ما راح تفكـرين مره ثانيــه بالموضوع , وتقررين انج ما تبيــن اطفـال , طبعا هذا إذا وافقت انا احنا نأجل الفكـره "
شافـته بعجـز وقالت واهي ما تشـوف من الدموع اللي ماليــه عينها " ما ادري .. بذاك الوقت راح افكـر بالموضوع مره ومرتيــن , وراح اجبر نفسـي اني ابغاه .."
راح اجبــر نفســي ! هالكلمه اكثــر كلمه عصبـته , ونرفزته ..
ترك الأكل ..وقام واقف .
يمكن لو اعرضت الفكره أو مشكلتها بصوره احسن كان تفهم او تقبـل لكن اسلوبها كان سئ للغايه .
وقال ببرود " عيـل ردي فكـري ألحيــن مره ثانيــه , وقرري انج تبيــنه "
علاقتهم صارت متــوتره , لأنها صارت ما تخلي فرصه إلا وتختلف مع زوجها , وكلما صار السبب تافه كلما زادت هوشتها معاه .
لاحـظت ان عمر ما يقعد معاها , كان يجي من الشغــل بالليــل يرمي روحه على الفراش , وينام ..
ويطلع من الصبـح قبل ما تقعـد ..
كانت تدري انهم ألحين بالشـركه قاعديـن يحاولون يدخلـون سـوق مهم ..ويمكن هذا سبب انشغاله ..
واللي اعملته انها كملت ايامها بسكـوت بدون ما تخبر عمـر عن حملها ,شغله ماخذ وقته خاصه مع عملـية الدمج , ووجود مشاريع جديده , وهذا عذر خذته بأنها ما تقول لزوجها .
حتى ما راحت للطبيب لأجل تتأكد من حملها بصورة اكيـده .
لكنها بالتأكيــد خلت الفكـره تأثـر على استقرارها .
كل مخاوفها الطفـوليه ردت لها بقـوه , كل خوفها من الهجـر , ومن الحب , وبالأخص من الأطفال , وكل هذا طلع بقوه من اول ما سوت التحاليـل المنزليــه .
وبيوم رد عمـر بالليـل من الشغــل ,وراح للغرفه و اهو يفسـخ دشداشته , واهي قاعده على الفراش تبيــه يكلمها ..
لأنه من ايام مو قاعد يكلمها إلا ببرود , وجفا ..
قال واهو قاعد ياخذ دشداشة البـيت " انا راح اسافـر يوم الأربعا لمصـر "
قامت من مكانها بغـضب " تروح لمصــر , لأ , لأ .."
من غيــر اهتمام , طلع من الغرفــه , وقعد على الغنفه , وفتح التليــفزيون وبدا يشوف احد المباريات ..
قالت له " ما راح تروح لمـصر , ليــه , ليــه ألحيـن ؟ "
جاوبها بطريقه لا مباليه " راح افتتح الفرع المصري اهناك "
" قول لعمـي , قوله انك ما تبغى تروح "
لف عن المباراة وشافها وقال بأستهزاء " ومن قال ان ابوي اهو اللي بعثني , بالعكـس , انا اللي عرضت اني اروح "
بهمـس طلع من اعماق روحها " ليـه ؟ "
" ليش ؟؟ , ليــش , ما ادري انتي قولي لي ليــش "
" لازم تكون معاي ألحيــن , لازم .."
قام من مكانه وقرب منها حيــل , بس اهي ما تحركت , تبي قربه اللي اهو حرمها منه من ذاك اليوم , اللي اختلفت معاه , وقال بعصبيــه " لازم اكون معاج , ليــش , عشان ودج تختلفيـن معاي على الجو ,و لا على الأكل , ولا تبيــن تختلفيــن على الجوتي اللي انا لابسه , إذا انتي ودج , انا ما ودي , ما لي خلـق هالطفـوليه بالتصرفات , فكـري بتصرفاتج هالأسبـوع , وبعديـن نرد نجتمع واحنا اهدا واحسن "
تركها وراح لغرفة النـوم ..
اوقفت مكانها واهي تحاول تستوعـب كلامه , مو مصدقه انها فعلا سوت هالأشياء , كل كلمه قالها كانت صح .
ادخـلت بعد للغرفه , واقعدت قربه , واطلت عليـه من فوق , كانت متسنده على ايدها , شعرها طايح على جنـب , وقالت له " عمر انا اسـفه "
ما فتح عيــنه .
كملت " عمر وربي اسـفه "
قربت منه , وباست خده اليمين وقالت وهي قريبه منه وهمسها يلامس خده " اســفه "
" راح اروح لمصـر , وهذا الشي ما راح يغـير رايي "
قالت بغيـض لأنه فاهمها " عمــــر !! "
تنهد وفتح عيــنه كان وجهها قريب من وجهه وقال بهدوء " نعم يا ريم "
شافت وجهه وعرفت انه راح يعاند وطلباتها مهما كانت راح تلاقي الرفض ..
فقالت " ولا شي , ما ابغى شي "
استلقت قربــه , وما مد ايده لها , ولا تقرب منها , وهالشي اغاضها ..
قربت منه بشده وضمت ذراعه بشده لصدرها , تلتمس الأمان .
وحاولت تنام ..
لكنها بعد متضايقــه , وضايق صدرها , واهو مثل ما يحتاج للراحه , هي بعد تحتاجها .
اه مشتاقه (للجوهره ) , للجري معاها بالمزرعه ..
وعلى طول قالت بصوت عالي وفجأه " عمر ابغى اروح للسعـوديه "
حست فيـه يتصلب من ذراعه وكملت " بعد ما ترجع من مصـر , تعال لي هناك في مزرعة جدي , عمر انا مشتاقه للجوهره "
قال لها عمر ببرود " انا قلت لج انييب الجوهره للكويـت ..بس انتي رفضتي "
قالت له ريم باستعطاف " وابغى اشوف جدي فهد بعـد .."
قال بطريقه من وده ينهي السالفه بأسرع وقت وبسلام علشان يقدر يريح راسه ويرتاح " اوكي ..اوكي على راحتج "
قلقها اللي استمر لمدة اسابيـع , وخوفها هدت قوته , السـعوديه وجدها فهد ..
راح ترتاح من احساس التوتر اللي غامرها لأسابيـع .
توجـه عمر لمصــر بعد ما وصلها لمزرعة جدها بالسعوديه ..
ريم بعد ما مر يوميــن عليها بالسـعوديه , راحت للمستشفى من غيـر علم احد من اهلها , وبالتأكيـد من غيـر لا تبلغ زوجها اللي كان بمصـر , توجهها للمستشفى كان لأجل تحصل على التأكيـد النهائي من الصحه انها حامل .
كانت جالسـه قبال الدكتـوره اللي كانت مبتسمه بسعاده للمرأة الحامل اللي قبالها .
كانت ريم تسمـع نصايح الدكتـوره ..وهي خايفه اكثـر واكثـر .
وبسبب شوقها لخيلها قطعت كلام الدكــتوره وقالت بتوتر " دكتـوره , امممم اقدر امتطي الخيــل و .."
اضحكت الدكتـوره بنعومه وقالت " لأ طبعا يا ريم , امتطاء الخيـل , و حمل الأشياء الثقيله , الجري , الرياضات العنيـفه كلها ممنوعه يا قلبي , ان شاء الله بعد ولادتك"
ابتسمت ريم بتوتر من هالكلام ..
كيف تتصرف ألحين ..لازم تخبـر عمر بالموضوع ..
بس هذا شي ما تقدر تقوله لأحد ألحين , تبي تتقبل الموضوع أول ..
وبعدين تقوله لعمــر
ردت للمزرعـه , وتوجهت للغرفتها , ولأول مره من سمعت الخبـر بدت تبكـي ..
تبكي بخـــوف شديد
كل اللي فيها ألحين من هالطفل اللي في بطنها
حطت ايدها على اللي في بطنها على اللي راح يفســد حياتها , على اللي راح ينهي سعادتها ..
وتمنت لو ما كانت حامــل .
ما كانت حاسه بأي استلطاف لهالطفــل ..
هالطفل راح يقيدها .
راح يزعجها مثل ما هي ازعجت امها ..
معقــول عمر راح يتغيــر عليها ان عرف بأمر الطفل ,راح يفقد اهتمامه فيها مثل ما امها افقدت اهتمام ابوها بعد ولادتها .
مع هالأفكار السلبيـــه
نامت ..
صحت على دخــول الجوري لغرفتها بقوه , وكلامها بصيغــتها الطفــوليه " ريم , ريم , قومي , يلااااااا , قومي , البنات كلهم راح يعملون مسابقه , كلنا... مسابقه , يلااااااااااااا "
ريم ما مــيزت اي كلمه قالتها جــوري , حطت ايدها على عيــنها , وبعدت قذلتها عن عينها , وقالت " وش تقـولين ؟؟ "
بضيق طفولي قالت لها جوري " ريم وش فيكي , اقولك راح نعمل سباق بالخيــل , يلااا قومي , كلنا راح نتسابق , يلااااااا "
ريم ردة فعلها الأوليــه كانت الفرح .
الفرح الكبيــر ..
ابتسمت لجوري بكل سعاده وقالت " اوكي يلاااااا , قولي لهم اني بشترك "
جوري (مشجعة ريم الأولى) انطلقت لخارج الغرفــه بفــرح , لكن اول ما اغلقت الباب ..
تذكــرت ريم كلمة الدكتــوره " الخيــل ممنوع "
بعدت شعرها على وجهها , ومسكت اطرافه بقســوه ..
زادت ضيقتها من هالطفل ..
قامت من مكانها وراحت الحمام , واظهرت لأجل تقول لهم انها خلاص ما عاد فيها تلعـب ..
لكن رؤيتها (للجوهره ) نساها نفسـها , كانت من جد مشتاقه لخيلها , وفكرت انه مره وحده أو مرتين ما راح تأثر على هالطفل ..
وتسابقت مع البنات ..
وسباق ورى سباق ورى سباق ..ولعدة ايام متتاليـــه
ادى إلى النتيــجه المحتمه ..
بعد احد السباقات باليوم الخامس , ونزولها من الجــوهره مع بنات عمها ..
حست بألم فظيـــع ..
ألم لأول مره تعاني منــــه ..
كانت حاسه كنـه حشاياها تتقطع , كنه سكاكيــن داخلها .
الم ما اقدرت معاه انها توقف على رجولها .. وأدى إلى سقوطها على ركبتها ..ووضعها ايدها على الأرض وايد على بطنها , وصراخها بألم " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
عمر كان بمطـار السـعوديه ..
راد من رحلتـه من مصـر اللي استمرت لمدة خمسة ايام
راح لمـزرعه عمه فهـد واهو متحمـس ومشتـاق لها ..لزوجـته .
خلاص راح ينهي هالخلاف السخيــف اللي استمر اكثـر من اللازم .
اكيـد انها خايفـه من بدايه مرحله يديده بحياتهم .
أول ما صفـط السياره في مواقف المزرعه ..ونزل من السياره .. شـاف عمه فهـد طالع له من خيمته ..ويستـقبله .
كان واضح على وجه عمه الضيـق , والتعـب .
رحــب فيــه بزيـاده ..
لكن عمر قاله " عمي عسى ما شــر ..اشفيــك "
شافه عمه بتعــب وبعديــن قال " حيــاك , حيــاك "
وأشر على الخيـمه , اللي عمر شافها وشاف البيــت ..
لكن شوفة الريم شي ثانوي بالوقت الحالي
لأن واضح على عمه انه فيـه شي , وان عنده سالــفه , وهذا خلاه ما يهتم إلا بالموضوع اللي مضايق هالرجال الطيب .
لما قعد عمر على الأرض ..
شاف عمـه ..
واهو ينتظر انه يتكلم وبالفعـل قال عمه " عمر امس العصـر .. حصل حادث ..لريم "
عمر اول ما سمع الكلمه ..حاول يقـوم , لكن عمه فهد حط ايده على ذراعــه ..
وقال " انتظر يا عمـر "
رد عليــه عمر بقوه " شلـون انتظر وانت تقـول ان مرتي سوت حـادث "
" حرمتك ما فيــها شي ان شاء الله , صحتها تمام , حنا نقلناها لمستشـفى (......) , لكن الحادث ادى إلى .." هز فهد راسه بضيق وقال " ادى إلى سـقوط الطفــل , ريم كانت حامل , الحادث سقط الطفـل "
عمر قال بهمـس من الصدمه بأستغراب " حامل !"
عمر ما قدر يتحـرك , ما عرف يتحرك من الصدمـه ..
ريم كانت حامل وسقطت .
الخبــر كان جديد عليـه , هذا اللي صدمه ..
ما قدر يمنع نفســه من التفكــير ان هذا اللي كانت تبيـــه ريم .
ما كانت تبي طفـل ,وصار لها حادث وسقط طفل ..
حس بغضــب يملاااا قلبـــه : معقــول انها طيحــت الطفل متعمـده ..
هل كانت تدري عن انها حامل .
كان راح يضحك من تفاهة افكاره ..ريم مو معقــول تسوي هالشي .. مهما كانت تعارض الحمل بالوقت الحالي , ما كانت معقوله راح تسوي شي يأذي طفلهم ..
أو ...ممكن انها تسـوي ؟!!!.
فكــر فيها وبصحتها بعد الحادث , وحب يتأكد بصوره أكبــر وبهدوء " اشلونها اهي ؟؟ "
نظر له عمه فهد وقال " هي بخيــر , بغرفتها ألحيــن بعد ما رخصوها من المستشفى ومعاها بنات عمها "
هز راسه بموافقه ..
الحمدلله ..ادامها بخيــر ..فالحمدلله ..
كان تعبان من السفـر ثم الطريق للمزرعه , وألحيـــن هالخبــر !
غمض عينه وحط ايده على عينه بأرهاق ..
قال لعمه " إذا تسمح لي يا عمي , ابي اشوفها "
رد عليــه عمه بقوه " أكيـــد "
بعد عشـر دقايق كان عمر عند باب غرفتها بالمزرعه .
كان في بنت صغـيره واقفه قباله ..
جـوري ..
ابتسم لها بتعـب وقال " اشلونج يا جوري "
كان واضح على وجهها انها باكيـــه .
ولما سألها عن اخبارها تعبــرت بضيـق ..
وقالت بصوت منخفض " ماني بخيــر "
" أفاااااا ليش ؟؟ "
نزلــت دموعها " ريم سقطت امس, وكانت متألمه حيــل "
نزل على ركبــته قبالها , وقال " الحمدلله يا جوري انها بخيــر ألحين , لا تضايــقين روحج "
" عمر انت ما شفتها , هي ألحيـن نايمه ..بس كانت .."
ما كان يبي يسـمع , و ما كان يبي يحس بتأنيـــب الضميـر لأنه ما كان موجود بقربها واهي متألمه , وانها اضطرت تعيـش هالمحنه بروحها , وبتأنيـب الضميـر لشكه فيها ..
ألمها
واكتشافها انها حامل
واسقاطها للطفـل
قطع كلامها وقال " جـوري هذا شي صار وحصـل بالماضي , ان تضايقتي ألحين ..ما راح يغيــر من الماضي شي , بس راح تفسدين عليج الحاضر "
وبعدين ابتسم لها ابتسامه عريضه ..على الرغم من تعبه ..واهي ما اقدرت غيـر انها تتجاوب مع ابتسامته ..
وقال لها " روحي لتحت , وراح تشـوفيـن جيـس انا حاطه عند عمي فهـد , وراح تشــوفيــن شي يفرحج "
جـوري ببساطه بنت عمرها اثنى عشر سنه , قالت لعمــر " انت جايب لي هديــه ؟ "
ابتسم وقال " اي روحي شوفيها "
تركتــه بســرعه من غيــر لا تلتفت ونزلـت جري .
من اول ما غابت عن عيــنه غابت الأبتسامه عن فمه , وقام من على طوله ..
وفتــح باب غرفتها بهدوء .
كانت الغرفه مضاءه , وشافها مستلقيــه على الفراش ونايمه , وعوره قلبـــه , بمجرد التفكــير باللي عانت منه بالوقت اللي ما كان فيــه موجود قربها , وعصب من نفســه انه شـك بأنها معـقوله تتعمد تسوي جذي بالطفـل اللي بينهم .
هذا إضافه إلى الضيـق اللي حاسه بأنهم ما عرفوا بوجود طفلهم إلا لما افقدوه ..
فصخ جاكيـــت البدله اللي كان لابسها ..
وقرب من فراشها , قعد على طرف الفراش وبدا يتأملها , كان واضح على ويهها التعــب حتى وهي نايمه .
قعد لفتـــره معاها ..وما تجرأ يلمسها خوفا من انها تقعد ..واكتفى بالنظر فقط
احساسه بالضيـق زاد بصدره , واحساسه بتأنيــب الضميـر زاد اكثر .
وهذا ادفعه انه يطلع من الغرفه .
ويروح للأسطبلات بالمزرعه ويختار خيـل ويمتطيــه ..
أ ه ه ه ه ه ه
الخيــل والهوا كان لهم تأثيـــر ايجابي عليه , دائما لهم هالتأثيــر ..
فكــر بالريم ..
فكر بحادثها ..
حادثها ..ما سأل عن حادثها واشلون صار !
الله يعيــن بس ..
كانت حامل , كانت حامل بطفـلهم , طفــل راح يجمعهم , اهي واهو
وهذا الطفـل راح لحكمه عند الله سبحانه ..
بمحاولتهم الثانيــه للأنجاب لازم ياخذون حذرهم ويتجنبـون الحوادث ..
كان الخيــل اللي هو يمتطيــه قاعد يركض بأقصى سرعتــه وهذا الشي اللي كان يبيه عمــر ..
كان حاس انه يقدر بهالطريقه يطلع طاقته السلبيــه ويقدر يفكــر باللي صار بطريقه افضـل ..
وده يروح للطبيــبه اللي عالجت حادث ريم , ويعرف منها هل للحادث تأثيــر على ريم بالمستقبـل بالنسبـه للأنجاب , وده يعرف شلون يعرفون عوارض الحمل عشان يتلافون مثل هالحوادث بالمستقبل ..
لازم يروح بأقرب فرصه ممكنه ..
ليش بأقرب فرصه ..
ليش ما يروح ألحين ..
رد الخيــل اللي كانت يمتطيــه للأسطبل وركب سيارته , وانطلق للمستـشفى اللي قال عنها عمه فهد .
لما وصل للمستشفى وسأل عن كل الحوادث اللي صارت امس , بأستعماله لأسمه , ولأسم عائلته تمكن من الحصـول على اسم الدكتـوره اللي عالجت الريم , وعرف انها موجوده بالمستشفى .
وبعد خمس دقايق كان بمكتب رئيس المستشفى , والطبيبه قباله , لوحدهم ..
قالت له الدكتـوره بكل صرامه " نعم "
" انا اسـف اني احضرتج بهالوقت دكتـوره , لكني محتاج اعرف عن حاله معيــنه "
شافته بصرامه وعدم استلطاف كلي " نعم , حنا تمر علينا حالات كثــيره , فممكن تحدد لي الحاله اللي انت تبغاها "
عمر تجاهل تصرفاتها , وكمل كلامه " حالة ريم بنت حمد .. امس عملت حادث , وسقطت الطفل "
وقالت بهدوء " ايــوه , عرفتها "
شافها عمر وقال "انا كنت ابي اعرف ان كان الحادث ممكن يأثر على قدرتها على الأنجاب "
قالت له الدكـتوره " لأ ان شاء الله ما راح يأثر على قدرتها للأنجاب ان كانت فعلا تبغى الطفـل .."
وعلى الجمله الأخيـره , واضغطت على كل حرف قالته , بتعمد !
ابتسم , ابتسامه مفتعله من تصرفاتها , وقال من بين اسنانه " انا حاس انج تقصديــن شي من ورى هالجمله "
" الأخت ريم , جت لي هنا من كم يوم , اعلنت لها انها حـامل , وان عليها تجنب ركوب الخيــل , لأجل تحافظ على حملها , وكونها ركبت الخيــل طول الأيام اللي فاتوا على كلام المقربيـن منها , فهذا معناه انها ما كانت تبغى الطفــل , وبالتالي ان كانت تبغى طفل فعلا , فراح يكون لها اللي تبغاه....., هذا اخـر سؤال اخوي "
ما كان مصـدق اللي يسمعــه
مو معقــول .
حس انه انطعـــــن , بصدره ..
حس بكلماتها ارماح اسحبت روحه من جســـده
ألمــــــه قلبــــــــــــه ..كن احد ضربه بقلبــه ..
سمع صوت الدكــتوره يقــول بضجـر " اخوي هذا اخر سؤال ؟ "
هز راســـه بأن نعم ..
قامت بعدم اهتمام انها للتو قد اهدمت حياة انسان ..
فكــر عمر انها طبيــبه لكنها ما شافت انها اذبحت في داخله شي لما انطقــت كلامتها بلامبالاة .
مرر ايده على شعــره بعجــز ..
كان شاك ان ريم عملت هالعملـه , لكن انه يشك غيــر عن الواقع ..
كان يشك ...يا عالم.. بس شــك ..
ألحيـــن صار كل شي اكيــد , طيحـــت الطفل عامده متعمده ..
الأنانيه ..
القاتـــله ..
عديمة الأحساس ..
الحيــوان اللي اهو الحيــوان ما يذبح اعياله , وهذي..
قام من مكانه , على دخـول رئيـس المستشفى اللي اشكــره عمر بسرعــه وطلـع ..
دخــل سيارتـــه ..
واهو يلعــن الساعه , اللي قرر فيها يزور المسـتشفى , واهو يلعن الساعه اللي قرر فيها الأستعجال للرجوع لريم ..
ألم بقلبـــه , قاعد يذبحـــه ..
ليش جذي يا ريــم , ليـــش , انا شنو سويــت لج عشان تسـوين لي جذي , ليـــش
اه ه ه ه ه
الجرح مــــوت الجـــرح لا جا من احبــاب .
فتح الكرافتــه وفتح الزرار الأول من قميــصه .
حرك السياره لمجرد تحريكها , من غيـر اي هدف , ظل يمشي بالسياره .
موبايله كان يدق كل خمس دقايق معلن له ان ريم تتصل فيــه .
اسمها حتى اسمها كان يذبحـــه ..
كان حاس بالأحتقار والحقد مالي قلبــه تجاه هالأنسانه ...
كان يشوف رقمها وما كان يرد , عاجــز انه يرد قدرته على السيـطره على نفسـه .
اهي ادخلت المستشفى وسوت تحاليـل وانا ما ادري.. , واعرفت انها حامل , وما بلغتني , و ...
كان صوت الموبايل قاعد يزعجه .
مو مصدق انها اعملت اللي اعملته ببساطه , ونامــــت , كانت نايمه بعد ما اذبحت ولدهم .
وجوري تقول انها تألمت ..
قلعتها تتألم , عساها من هالشي واردى ..
ماني مصدق اني حسـيت بتأنيب الضميـر لأني ما كنت قربها , يالغبي ..
يا الغبي اقدرت انها تخش عليك انها حامل .
يالغبي ..
وقف السياره على جانب الطريق .. وقعد اهناك ..يكرهها بكل لحظه اكثـر من الثانيه .
بعد ثلاث ساعات بالضبط .
توجهه للمزرعه , يبي يسمــع الكلام منها , يبي يسمع الجريمه من لسان القاتل .
نزل واهو مو منتبـه لسيارة عمه حمد اللي واقفه عند الباب ..
دخل للمجلس الخاص ببيت المزرعه , ما كان فيــه احد .
اتصل على عمه فهد ..وقال بكل هدوء " عمي لا هنت , انا بالمجلس اللي بالمزرعه , إذا ممكن تيي انت وريم "
سمع صوت عمه اللي قال بأستغراب " عمر انت وين كنـــت ؟ حرمتك تمت تتصل فيك لساعات "
" عمي فهد لو سمحت انا راح اكون بأنتظاركم "
" طيب ليه ما تدخل لداخل بيت المزرعه .."
" عمي لو سمحت .."
كنه الرجال الكبيـر فهم ان بالموضوع عله قال " طيب يا ولدي طيــب "
عمر اغلق التليــفون ..
وحط ايده على راسـه , اهو طلب وجود عمه فهد لأنه مو متأكده من قدرته على التحكم بعمره , لأنه يبي احد يكون موجود إذا فقد اعصابه ..
الكره غامر قلبه اتجاهها ..
حس بدخــولهم , ووقف ..
الساعه كانت خمس العصــر , كان الوقت وقت غروب الشمــس بالأفق ..
والضوء الأحمــر كان يدخل من الدرايش اللي ماليــه الغرفه.. خالق جــو جمــيل , جماله مناقض لبشاعة الواقع .
اللي ادخـلوا كان عمه فهد , وعمه حمد , وريم ..
اللي اول ما شافته مشــت له بتعب , و وجهها واضح عليـه التعب الفظيـع , ورمت ذراعها حوله بخوف وحــب وشوق ..
وقالت " عمر فزعتنـي ,ليه ما ترد على الأتصالات حبيــ ...ـي "
انقطعت كلمتها لما بعد ايدها عنه بجفــا ..
الكذابــــه , القاتــله , عديــمه الأحساس , هذي من وين لها قلــب عشان تحب , وتحس وتقلق ..
ريم لما بعدها عنه انصدمت , من قساوة ايده , كان يبعدها بقسـاوه ..
حتى ما حط عينه عليها , ولاشافها او شاف وجهها .
ما كنه غاب عنها خمس ايام .
راح لأبوها وسلم عليـه .
وقال لهم بهدوء " تفضلـوا .."
كان حاس انه منأرف من ريم , مشمئز من فعلتها وما يقدر يشوفها ..
كان يشوف ريم ببرود " حمدلله على سلامتج "
كان بعدها واقفه مكانها من صدمة صدته القاسيــه لها قدام جدها وابوها .
ولما جاب طاري الجنيــن اللي طاح ..
توترت ..
واحمر وجهها لأحساسها بتأنيـــب الضميــر من ذكـرى كلمتها له , ومن اهمالها .
ردت عليه بهمـس " الله يسلمك "
لما شاف احمرار وجهها حس بقلبه يقسى جهتها ..
ودخل بالموضوع مباشره
لأنه السؤال راح يخنقه ان استمر اكثر داخل صدره
وقال بهدوء " انتي كنتي تدرين انج حامل ؟ قبل الحادث , كنتي تدرين ؟"
قال جدها اللي كان محافظ على سكـوته لغموض عمر " عمر وش هالكلام الفاضي , اكيـد انها ما تدري , لو كانت تدري ما كانت ركبـت الخيـل "
وجه عمر البارد تحول لوجه مستهزأ وقال لعمه فهد , واهو بعده ينظر لريم " هذا مو كلام الدكتــوره "
ريم لما سمعت هالكلـمه رجفت ساقها .. ورجعت لأقرب مقعد واجلســت عليــه ..
فهد و وحمد , وجوههم عكست مدى صدمتهم ..
اما عمر فظل يشوف مرته وقال بلهجة استهزاء بأول اربع كلمات وبعدين تحولت لهجته للهجة قاسيــه " يلا يا مرتي الحبيــبه قولي لي كنتي تدرين مثل ما قالت الدكــتوره , ولا ما كنتي تدرين انج حامل , كنتي تدرين ان ركوب الخيـل ممنوع ولا ما كنتي تدرين ؟ "
لهجته القاسيــه , وذهابه للدكتـوره من دون مواجهتها دفعتها انها ترفع راسها بوسيـله دفاعيـه , اهي مهي غلطانه بشي , ما كانت تقصد ان الطفل يسقط ..
انقلــت نظرها لأهلها وبعدين له , وقالت " ايــه ادري "
" يا الـحـقـ ... "
ومنع نفســه على اخر لحظه من نطق الكلمه .
اما اهي فأنصدمت من الكلمــه اللي كانت على وجه انها تنطق .
شالمشكلـه ان كانت تدري , يعني وش فيها ان درت انها حامل ..هي ما كان قصدها انها تسقط الطفـل .
عمر قام من مكانه من غيــر شعــور , ومن غيــر احساس وتوجه لها
اما اهي فكانت تشــوفه بصدمه ..
واهي متصلبه بمكانها .
سحبها من مكانها وبدى يهزها " وتقــولينها ..وتقوليـــنها بكل وقاحــه ..انتي شنــو انتي ..انتي من شنــو مخلــوقه .."
كان يهزها بقســـوه , ما كان يسمع صوت جدها اللي كان يقــول له " اذكــر الله يا عمــر , اذكــر الله "
كان يصرخ ويهزها من غيــر شعـور " حسي على دمج شــوي , وقولي ما كنت ادري , او ابجي , او سوي شي , الحيــوانات يحســـون اكثــر منج , تذبحيـــن طفلج , تتعمدين تذبحيــــنه , وانتي تدرين , ليـــش , قولي لي , ليـــــش ؟ "
ردت عليــه بصرخــه " انا قلت لك اني ما كنت ابغى طفــل , ما ابغا طفــل يقيدني "
تركها بقســـوه لأنه مو مصــدق اللي قاعد يسمعــه ..
طول هالفتــره اهو كان عايــش مع شنـــو ؟؟
مع وحـــش ؟
وهز راســه بعدم تصديــق " هه وانا اللي كنت ابي طفل يجمعني معاج , لكن الحمدلله ان هالشــي ما حصــل , وعسى ان تكوهوا شيئا وهو خيــر لكم , انتي من اسوأ انواع البــشر "
حمد كان يشوف المنظر قدامه وكان منصــدم .
من كلام عمــر , ومن فعــل ريم ..
ومن انه شهد هالمواجهه ,كان عاجز عن الكلام .
فهد كان يشهد على هالمواجهه واهو بعد عاجز انه يستوعب ان حفيـدته معقــول تعمل عمل بهالقســوه .
ريم انقلت عيــنها على الموجوديـن واللي كانوا يشهدون على الواقعه ..
وردت شافت زوجها ..
كانت حاســه بالجرح , والخجل , ما كانت تقصــد ..
اهي كانت منهاره امــس كله بعد اللي حصل من اهمالها , واندمت على عدم التزامها بكلام الدكتـوره لكن انه عمــر يقول كل هالكلام عنها .
ليــه يكلمها كذا , ليـــه يعاملها كذاا ما كانت تقصــد ..
وهالشي خلالها دفاعيــه وخلاها تحاول تجرحه مثل ما جرحها , وغفل عن عقلها انه مجروح من سقــوط الطفــل ..
كانت اصغــر من انها تتعامل بعقلها من دون مشاعرها , قالت له بصراخ " يمكــن لأني ما ابغى طفل يربط اسمي فيـك ..ما ابغى طفل من رجل ما يحس , ما يعبــر , بارد , بارد .. حتى الضرب ما يضرب , انت انسان بارد , ما عندك مشاعر , حجر .."
كانت مواجهها ومو مصدق اللي يسمعه .
كانت متــوقع انها تعتذر , تنكــر , لكن هالكلام ...
طعــــــــــــــــــون
كل كلمه , كل تصــرف ..
طعــــــــــــون .
فتح فمه يبغى يتكلم .
ورد اغلقه , عض شفته العليـا ..
ما قرب منها .
بس كان يشوفها بعدم تصديـق .
هز راســه
ولف وجهه وطلع ..
لما شافتـــه يطلع ما صدقت ..لأ انا وش قلـــت ..
لأ مستحيــل انا ما قلت هالكلام ..
انا احبـــه , انا اعشــقه , مستحيــل اقوله هالكلام , عمــر لا تصدق كلمتي ,لا تصدقني
عمر طلــع , كلامها يتردد بعقلـــه لدرجه انه حــس خلاص راح يجــن ..
حس بعمــه فهد يكلمه ويقول له " عمــر استهدي بالله , وارجع , هي بنت طايشــه ما تقصد كلامها , انت تعرف انها تتكلم قبل ما تفكــر , عمر امــس طول اليوم كانت تبكي , تبكي بأنهيار , عمــر .."
اهني بس عمــر وقف مكانه .
ورد للمجلس وفي باله شي واحد ..
عمه فهــد قال " الحمدلله يا عمــر , اي وانا ابوك , ارجع لها وعقلها بالكلام الطيــب "
ورجع للباب وشافها واقفه مكانها ..ما تحركت منه .
وقال لها بكل برود " انتي طالق "
حتى لما عرف باللي ســوته ما طرى على باله الطلاق , لكن ألحيــن بعد كلامها وردة فعلها , مو قادر حتى انه يشوفها .
وطلع من الغرفه , من غيــر اهتمام بصراخها , وصياحها ..
ولا كان يسمع شي غيــر دقات قلبــه .
هذي ما تستاهل حبــي ..
ما تستاهل مشاعري تجاها ..
خساره فيــها الحـــب , خساره فيــها السنوات اللي قضيتها اعشقها فيها, خساره فيها كل لحظه قضيتها بالتفكــير فيها .
خساره ..

الوقت الحالي مها :


عجـزت تدخل على جدها وخالها عمــر .
خالد ما اقدرت تشــوفه .
اعجـزت تواجههم لانها منهاره , ميــــته .
شوفتها معاه للمره الثانيـــه اقهرتها , حركت الجمــر اللي كان طافي , لظى ..يحــــرقها , يألمها , يصيبها بالغثيـــان .
خاصه بعد ما اهي مها استسلمـــت له , واغفلت عيـنها عن كل خلافاتهم وتنازلت عن كرامتها , لكن انه يكون بنفــس المستشفى يتكلم مع خطيــبته شي لا يحتمل , ولا يطاق .
سمــر فيها كل شي , مها مو موجود فيها , بنت عمه , اهله راضيـن عليها يعني ما راح يعورون راسـه , واهو مفتخـر فيها ومعلن خطبتهم ..
اه ه ه ه ه يا القهــر .
الدمعه ما انزلت من عيــنها ..واهي بالسيــاره .
قهرها واصل لدرجه تحس معاه ان نبــع الدموع جـــف .
مهي عارفه شلون تطفــي اللي في قلبها من غيـــره , ونار .
مها اللي يشــوف وجهها فكان راح يشوف وجه متعــب , اصفــر , وزنها نقص بهالأيام اللي فاتت , ما احد يحس انها حامل إلا ان دقق , تحت عيـنها اســود .
اول ما ادخلــت غرفتهم بالفنـدق من ساعتيــن تقريبا أو اكثـر , هفـــت عليها ريحتــه .
عطـــره .
اهني فقط .
طلعت صرخة غيـض من بلعـومها , اقرب للصـرخه .
قعدت تروح , وترد بالغرفــه , يميــن , يسار , فوق , تحت ..
وااااي تعبــانه , واااااااي يا ربي ..
يا ربي منـــو يطفـي جمــر الغظا اللي حارقنــي ..
وااااي قلبــي ذابحــني
وااااااااي
يماااااا تعالي لي , يما تعالي لي ..
وفجأة توجــهت بكل غضبــها وعصبيـتها وطلعـت شنتطته من الخـزانه , ما راح ينام عندي , ويقرب مني , واهو يكلمها , ويسولف معاها ..
رمت حقيـبته على الأرض ..
خل ينام عند اخـوه , انا ما ابيه , ما ابيــه
بدت تاخـذ اغراضـه من الخزانه اللي هي بنفسـها علقتهم , وقامت ترميــهم بشنطته .
من غيــر اي اهتمام , بالترتيــب او النظام .
تســحب بلوزه او تي شيرت وتلفحها ريحـته العطـره , تغتاظ اكثــر ..
وتسحبه بشـده اكثــر .
ظهرها كان الألم فيــه فظيـع لكنها تجاهلته مثل ما تجاهلته طول الأيام اللي فاتت .
واهي بغمــرة اندماجها بعملها من سحــب للملابس ما انتبهت للباب اللي فتـح إلا لما تسكـــر بقوه .
وهذا خلاها تقفز بمكانها وترمي البلوزه اللي بيدها , بخشـــيه , قوتها اللي كانت تتحلى فيــها اختفـت فجأه لما ألتقت عينــها بعيـــنه .
رجعت خطـوه بتلقائيــه , من الغضـب اللي كان باين بوجهه وبتعابيــره .
كان الشرر ينطلق من عيونه ..
لكن بعدين وقفت مكانها وشدت ظهرها اللي كان يألمها , اهي مو غلطانه .
اي اهي مو غلطانه اهو بروحــه الغلطان ..
خالد لما دخـــل الغــرفه كان غاضـــب , الطريق والزحمه ما هونت عليــه , ولا هدت له اعصـابه .
لكن لما دخــل وشاف اللي هي تعمــله .
وشاف شنطتـــه على الأرض واهدومه مرميــه بكل مكان .
اكتشـــف معنى ثاني للغضــب , ما كان عارفه من قبــل .
قال بكل ما يقدر عليـه من ضـبط للنفــس ..لكن صوته كان واضح عليــه الغضــب " اش جالســه تســوين ؟ "
قالت بقهـــر , واهي تتذكـــر شكله واهو يكلم سمــر " ما ابيـــك , بس خلاص ما ابيــــــك "
تقــول ما تبيـــه ..
هي ما تبيــه هو ..
هي تشيــل ملابســه , من الخزانه وترميــها لأنها ما تبيـــه ..
صـــر على اسنــانه بكل غضب الدنيــا , وقال واهو يرجف من الغضــب ومن بين اسنــانه , وانفاســه العاليــه " ما تبيـــــني ...ما تبيــــني .." تحول الصــوت لصرخه عاليـــه " ما تبيــــــني ..وهو بكيـــفك ؟؟؟ .."
قرب منها , واهي بعدت ..
اول مره تشــوفه جذي , عيــنها وســعت من الصدمه والخوف..
كمل بنفـس النبــره , واهو غاضــب بشده " وهالزواج كله تحت امرك , متى ما تبيـــن تكمليـــن فيــه كملـتي ؟ , ومتى ما ما بغيـــتي انهيـــتيــه ."
كلامه اللي كان بصراخ , وتقربه منها , خلا قلبــها ينبـض بصوره قــويه .
هــزت براســها برفض , اهي ما قـط سوت جذي , ما قط ارفضـ..
قطع افكارها , الهمــس القاســي والشديد الصادر منــه " تظنيني صبـي عندك , تجريـــني لك بأيد ومتى ما مليــتي تبعديـــني بالأيد الثانيــه , هاااااا يا اميــــره , متى ما بغيــتي تروحيــن لبيت ابوك رحتي , متى ما بغيتـي ترفضيـن تقابليني ترفضيــن , متى ما ودك تعتبــريني سئ فأنا سئ , ومتى ما ودك تقربيــن قربتي , ومتى ما ودك تبعديــن بعدتي من غيــر اي اعتبار لي , أو لوجهة نظري "
كان ملاحظ كيــف تبعـد عنه , كيــف ان كل خطوه يخطوها للأمام هي ترجع فيها مليــون خطوه للخـلف .
وبكل غضـــب , مســك ذراعها لمنعها من التراجـع , وشد جسمها له , بحيــث صار الجسديــن متلاصقيــن كليــا .
حطت ايدها على صدره تبــعده من غيـر اي كلام , منصدمه من اللي قاعد يقــوله ..
حســت بألم براسـها , وبجسدها كله من التعــب اللي استمر لأيام ..
اصلا ما كانت مصدقه ان خالد شايف ان زواجهم ماشي بكيــفها ..لأنها اهي عكـسه بالضبط .
" لكن هالمره , كل شي بيكون بأمري , هذا الزواج يا اميــره , مهو تحت امرتك , ولا هو بكيــفك , انا اللي راح احدد متى و وين راح ينتهي "
قالت له اللي في بالها .. لأنها مو قادره تركـز على الأمور الثانيــه , ولا على الكلام اللي قاعد يقـوله ..كتبرير للي قاعده تسويه لأنها مو فاهمه عن شنو قاعد يتكلم
" انا ..بس ...ان ...سمــر وبس "
ما تدري هل هذي جمله مفيـده ولا لأ ؟
بس كان في بالها تقــول له , انا بتركك ألحين عشان سمـر وبس
" سمــر , سمـــر , ههههههههه , وش هالنكـــته "
مسك شعرها بأيده ورفع راسها بشده ..
شهقــــت من الصدمه اللي سببتها رفعة راسها .
" سمــر هي اللي خلتك تتركيــني أول مره , هي اللي خلتك ترفضيـن مكالماتي , هي اللي خلتك ترفضيــن تقابليـــني لما كنت اجي لك , هي .. جاوبي هي ؟ "
شقاعد يقـول ؟؟
مستحيــــل .
اهو ما جا لها بالكويــت عقب خلافهم , ما اتصل عليـها
ما احد قال لها ..
لما ما ردت عليـــه , وشاف الحيــره والصدمه بعيــونها ,شد على شعرها بقــوه , وبعدين تركه وتركها , بعد عنها واهو غاضـــب ..
حاس بالغيــظ منها .
ما كان قادر يناظر فيها من غيــر ما يجيــــه شعــور بالخيانه , وشعــور ثاني يليــن له قلبـه تجاهها واهو ما كان يبغى هاللين .
كان رايـح ...راد بالغرفــه مثل الأسد المحبـوس .
اما اهي فحطت ايدها على شعـرها اللي حست بألم فيه من شدة ضغطه عليــه .
اقعدت على كرسي المنظـــره بصدمه , سبب طلبها للطلاق بالأساس كان عدم مراضاته لها , وعدم قدومه واعترافه بغلطـته .
بس كلامه يقــول انه جا لها ببيت ابوها , جا الكويت بعد ما راح للسعـوديه .
منــو معقــول يخش عنها قدومه ؟ وليـــش ؟
يعني ..يعني الأنفصال للمده الطويــله هذي كلها كان من غيــر اي سبب .
يعني اهي ما كان لها عذر بطلب الطلاق !
يعني اهي بتصرفاتها ..
قالت بهمــس " ليش ..اممم ..ليش كنت ياي لي بالكويــــت ؟ "
وقف مكانه .. وضحك واهو معطيـها ظهــره ..
كان يضحــك بمراره وسخريه .
وبعديـــن قال " فقدتي حقك بالمعرفــه لما رفضتي مقابلتي مليـــون مره "
ظهــرها بدا يألمها اكثـــر ..
جا لها وحاول يراضيــها وايد ..
واهي ما درت عن ولا مره , ولا مره قالوا لها عن جيــته .
لف عليــها ووجهه من اقســى ما يمكن ..
شافت تعابيــره , وقلبها عــورها , حســـت بالدموع .
انا غلطانه بعد ..
انا غلطانه , ويمكن غلطانه اكثــر منه .
قال وتعابيــره تنقل الغيــظ والغضــب " تركتيـــني لغلطه وحــده ارتكبتها , هجرتي عشــرة عمـــر , هجرتي بيتنا لغلطه ,وبعدها حملتيني اغلاط الدنيــا , وبعدتي عني , رفضتيني , خبيتي عني حملك , هه , كله لأسباب تافهه .. "
غمضــت عينها , ما تبي تشــوف ويهه ..
وقالت وصوتها فيـه بكيـه " ما كانت اسبـاب تافهه .."
بس اهي ألحيــن واهي تسمعــه , كانت حاسه ان الأسباب تافهه .
وكملــت بهمــس " انت ما كنت معلن زواجنا على اهلك حسستني اني غبيـه ..كنت متزوجني لأن ابوي طلب منك افقدتني الثقه بروحي خاصه اني كنت اعتقد ...." ما كملت جملتها ولدت جمله يديده " خالد ..انت خشيت علي "
جا في بال خالد الأحاسيــس ذي كلها ما كانت راح تحــس فيها لو هي سامعته لأنه كان مســتعد يقول ويشرح ..
وهذا عصبــه اكثــر واكثـــر ..
قال بكل غضــب " انا كنت مستعــد اشرح لك , كنت مستــعد اقــولك كل حاجه , كنت مســتعــد اعتذر لكن " وأشـــر عليـــها بأصبع اتهام " انتي اللي ما بغيـــتي "
كانت تبي تعـرف من اللي خش عنــها امر زياراته لها بالكــويت , منو اللي منع اتصالاته عنها ..
ما كانت تقدر تقــول له شي إلا لما تعـرف منو اللي خبى عنها وشنو اسبابه ؟
قالت بهمــس " بس انت طلعت من البيــت من غيــر اي شرح , و .."
صرخ فيها " هذا هو اسلــوبي , وانت تدرين فيـــــــه , انا دايم اتعامل مع المواضيــع كذااااااااا , 7 سنيــن ما علمتك هالشي "
اهي تعرف اسلوبه انه ان اختلفوا فأهو لازم يطلع من المكان لحظه أو لحظتيــن ويرجع وبعدين يتكلم ..
تعــرف هالشي ..
بس ذاك اليوم ما تدري شنو ياها , صدمه سماعها للي سمعتــه , وبعدين لما واجهته طلع وما انكـر , ذبحها وخلاها تشيــل شلايلها وتروح ..
قربت منه , واهو يناظرها بنظرات حراقــه , قربت حيــل , ورفعت ايدها ومررتها على صدره بحب وشوق واستعجال وبعدين مسكـــت ويهه , ودموعها بعيــنها " انا ألحيــن ابي اسمــع , قولي .. ابي اسمــع "
مسك ايدها بأيده " تأخرتي , وانا ألحيــن ماني مستعــد اشرح , أو أبرر "
بعد ايدها عن وجهه وأشر لها على شنطــته " تبيــني اشرح وانا شايف بعيــني كيــف كنتي ترميــن ملابســي , اشــرح وانتي ناطقــه بلسانك انك ما تبيــني "
ردت ايدها لوجهه بأنفعال , كانت تبيــه يناظرها , يحط عيــنه بعيــنها , وقالت بسرعــه " كنت غيــرانه , كنت ميــته من الغيـــره , شفتك تكلمــها ويــنيـــــت , انا ابيــك , والله ابيــك "
خذا ايدها وبعدها عنه بغيـــظ , يشوفـها بقهــر " يعني للمره الثانيــه تســوينها , تتركيــني , او تحاوليــن تتركيــني من غيــر لا تسمعيــن لوجهة نظري "
مها كانت بتجـــن , بتجــن مو راضــي يسمعها ..
" خــالد اشفيــك , انا ابيـــك خلاص , والله انا ما كنت ادري , ما كنت ادري "
كانت تقصـد انها ما كانت تدري انه جا للكويت , وسؤاله عنها وطلب مقابلتها .. لكن ما اعرفت تعبر عن نفسها
وكملــت " خالد خلاص هدها , اتركــها , اترك هالسمــر , انا مســتعده اني ما اتحرك من مكاني إلا بأمــرك , مســتعده صدقنــي , هدها , وراح نرد مثل قبل واحســن , البيبي يحتاجـك , يحتاج ان نكـون اسره "
بعد عنها وقال بـأستهزاء " يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر ؟ "
كانت تشـوفه بعيـونها الواسعه واهي منصدمه من السؤال , شنو يقصد منه ؟ هل يقصد انه راح يستمر مع سمـر .
لكن اهي ألحين اكتشفت انها ما تقدر على بعده وهذا خلاها تقـول " ما ادري ..ما ادري "
فعلا ما كانت راح تدري ان استمر مع سمر راح تتركه ولا راح تستمر معاه ..
تحبــه ..
تحبـه ..
اما خالد فكان يدري ان سؤاله مو عادل لكن اهو ما كان قادر يستحملها بالوقت الحالي ..
يبغى يبتعد عنها ..الكلام وقت الغضب ما منه فايده , لما يهدى شوي , راح يقرر وش يقول أو وش يسوي .
وفعلا ابتـعد عنها وقال " ألحيــن كلامنا مع بعض ما منه فايــده "
طـلع من الغرفه , يحتاج بعض الوقت مع نفســه .
اما اهي فأتبعته بنظراتها , كلامنــا ما منه فايده , شنو يعني اهو قرر انه يتركني للأبد .
يتركني بعد ما عرفت انه كان جاي للكويت يطلب رضاي .
حطت ايدها على ظهرها , اللي زاد ألمه عليــها من أول ما شافت زوجها مع سمـر .
سمر شريجتها ..


حمد :

كان يتمنى لو فيصل قدامه لأجل يعطيه المقســوم ..
مهو مصدق انه في شخـص اي شخـص يرفض انه يكون نسيبه , ويرفض بنــته .
قال ايش ..قال ..
ظروف ..
ظروف تمنعه من الزواج ببنتي ..
اللي الكل يتمناها ..
وما كان عنده الكرامه انه يجــي ويقول هالكلام بوجهي , قاله لي بالجــوال .
بنتي انا ..انا
تنرفض بالجوال ..
ألف ..لأ.... مليــون من يتمنى بنت حمد بن فهـد .
وشلون ألحين يقول لبنتــه عن هالفيصل اللي رفضهـا ؟
وش راح تحـس فيــه ؟
الـ . ـكـ . ـلـ (...)
الـ . ـو.ا .طـ (...)
ما يستاهل بنتــه , اي نعـم هالفيصل ما يستاهل بنتـه .
انا أصلاااااا كنت راح ارفضـه من نفسـي .
بس كنت احتاج الوقـت ...اي ..انا كنت راح ارفضـه .
بعد كل اللي سويتــه له ..يرفض بنتي ..
ابن الـكلـ (..)
حاس بقهـر , هذا الرجل اللي وثق فيـه وعطاه بنته اخر شي يرفضها وبهالطريقه .
خذا جواله واتصل على صديقه , على سعـود .
نطـر لثواني ..
وتم الرد عليـه من قبل سعــود اللي قال " السلام عليـكم يا حمد "
حمد كان حاس بالغضــب الشديد فقال " سعــود ....ابن الكـلـ (..) ترك بنتـــي ,تركها , اتصل علي , وقال لي انه تركها , بكل وقاحه , حتى ما كان له وجه يجي لعندي ويقولي .. الـحـ (..) , الـوا (...) "
سعــود تفاجأ من كلام حمد ...فقال بصوته الصارم " حمد هد اعصابك , وقول الموضوع بهدوء ؟ "
صب حمد لنفســه كاس ماي , هو بالمكتب إلى الأن ..
شرب الماي وسمع سعــود يقول " حمد ... "
رد عليــه وقال " ايــوه يا سعـود "
قال سعــود بنفـس صرامته " ممكن ترد علي , وتقول لي شالسالفه بالضبـط "
تنهــد ووقال " فيصل اتصل علي وقال انه يبغى ينهي الخطبــه , ببساطه يا سعــود , وبمكالمه هاتفيــه انهى الموضوع "
ضرب على الطاوله حقت المكتب بكل قســوه وقال " كيــف تجرأ يا سعــود , كيــف يتجرأ انه يعمــل كذاااا , كيــف ؟؟؟ , انا بنتي تنرفض بالتليــفون يا ســعود , اناااااااا , يقولي ما اقدر اجيــك وراي سفـره مهمه "
سعــود بعد تفاجا من تصــرف فيـصل , مهما كان انهاء الخطبه ما يكوت بهالرعونه !!
كان المفروض يجي لحمد ويعلن المسأله , مو كذا ..
وبعديـــن شلون يسوي جذي حق ريم زينة البنات كلهم , احد يترك ريم .
ريم اعتبرها على طول مثل بنته , من اول ما تزوجت عمر , قوتها , رقتها المجتمعيــن مع بعـض اعجبــوه وايد , وخلوه يستلطفها .
وبعدين فكـــر بعمــر , عمر بعد سوى مثل ما سوى فيصل !
لكن عمر باسلوب ألعن , طلقها , وتزوج بعد ما طلقها على طول ..
وهذا خلاه يقول " حمد , فيصل ما قال السـبب "
رد عليه حمد بأستهزاء " ايه قال الســبب , السبب الله يسلمك هي الظروف ! , الظروف مانعتــه انه يتزوج بالوقت الحالي ! "
سكــت سعــود للحظه وبعديـن قال " همممم , ليـش لأ يمكن فعلا عنده ظروف يا حمد ..ليش ما تبي تصدقــه ؟ "
تنهد بصوت عالي " ما ادري يا سعــود , ما ادري , البنت , وش اقول لها "
رد سعــود ببساطه " قول لها الحقيقه , اللي يتركها ما يستاهلها , وبعدين بنتك على كلامك كانت رافضـه تقابله حتى .. يعني اهي اصلا مو مرتبطه فيـه ! "
وكمل سعـود بأن قال " ريم طول عمرها عارفه قمية نفســها , وطول عمرها قويــه , وانا متأكد انها ما راح تهتم فيـه , وادام فيـصل قال هالشي وانتوا على البر فهذا احســن لكم , تخيـل ان ريم تحمل لقب مطلقه للمره الثانيـه , هذا الشي ما راح يرضيـك ولا راح يرضيـها "
ريم طول عمرها قـويه !!! , اه يا سعـود لو تشــوف ريم ألحيــن , وتتعامل معاها , راح تعرف ان ريم القـويه اختفــت , ضاعت .
انا نفســي ما ادري وينها ..
لكن ما ينكر ان كلمة سعـود صحيحه , تخيــل لو فيصل تزوجها وبعديـن طلقها وش راح يكون موقفه هو ..
الله المستعان بــس ..
قال بذهــن غايـــب " لازم علي اني اقول لها "
قال سعــود بقوه " اكـــيد لازم تقــول لها , اكيــد , وقول الموضوع بأسلوب عادي جدا "
" اي , اي , راح اعمل كذا " وكمــل " المهم , كيــف حال عمر بعد الحادث ؟ "
سعود فكر ما ادري !! , هالعمر ما قال كلمتيــن على بعض من اول ما صحصح , ما يقول هالشي يعورني , ولا يقول انا تعبان , ولا يقــول شي .
لكن رد " ان شاء الله انه زيــــن "
" الحمدلله .." وكمـــل بالموضوع اللي شاغل باله " سعــود انا غلطت بأني وافقت على فيـصل , ما كان .."
قاطعه سعـود بصرامه " لا تقــول يا حمد , انت كنت تبي مصلحتـها , و وافقت على فيصل لأنها اهي وافقت عليــه "
قال والحــره كانت بايـــنه في صوته " يا سعــود حنا كنا ندري انها ما تبغى غيــر شخـص واحد , ولما وافقت استغربـــنا , تذكــر يا سعــود تذكــر ! "
سعــود ألمه قلبــه على ريم , اهو وحمد , بعد ما لاحظوا عناد عمـــر ورفضه بأنه يردها مهما لمحوا له أو حاولوا يحرقون قلبـه , قرورا ان يزوجونه او يزوجون ريم , عشان ريم تلتفت لنفســـها , تحاول تبدي من جديد , لأنه عمر ما يستاهلها (هذا من وجهة نظر سعـود ) و ان ريم ما تستاهل انها تنتظره طول العمـر , عورت قلبهم , برفضها للزواج من غيــره , والأستاذ عمر ولا هامه , ولا معبــر الموضوع , خاصه انه تزوج , واستمر بحياته وهي واقفه تبكي على الأطلال , وبجذي قرورا إذا ما وافقت على فيصل , فخلاص , راح يجبرونها عليــه , خاصه انه خــوش ريال , وينشــد الظهر فيــه .
ويفرقونهم عن بعــض , بالأصح يبعدون ريم عنه ..
ويخلونها تفكــر بغيــره .
لكن لما صار حادث عمر , اهو سعـود انصدم ان ولده يهذري فيها , توقع انه عمر يفكـر فيها , لكن توصل لدرجة انه يتكلم فيها ويعتبرها زوجته واهو مو واعي فهذا شي كبيــر , تركه يبتعد عن فكرة تزوجيها ويعلن انه بينسحــب من ارغامها على الزواج , خاصه انه حمد قال له انه حاس انه ريم بدت تندم على قرارها !
" اي اذكــر يا حمد , بس احنا توقعنا انها بتبدي حيـاتها من يده ويديد "
سكــتوا اثنيــنهم ..وبعدين قال حمد " والله لو ما كان بيني وبينه شغــل , كنت انهيـــته بالســوق ولد اللذيـــن "
قال سعــود بهدوء وضيــق " لا تصيــر متهور يا حمد , الكل راح يعـرف انه انت هاجمت الريال لأنه ترك بنتك , اش لك فيـــه , كيــفه ! , وبعديــن لا تنسى انه ذكي , ويطلع منه افكار ثوريه وقويــه , ما تبي تخســره , وياخذه واحد من المنافسيــن , صيــر ذكي .. قالك عنده ظروف فأهو عنده ظروف , وخلصنا ..."
" بس ميــن يطفي النار اللي بصدري "
رد سـعود بصرامه " اللي يطفيها انه بان معدنه ألحين قبل الزواج , مو بعد الزواج "
" ايـــه وانت الصادق بس .."
" بس يا حمد اذكــر الله "

عمر :


حاول ينام ..
بس كيــف ينام وعقله صاحي ..
ما يقدر ينام واهو يفكــر مليــون فكره , ويخطر له مليــون خاطر .
فيصل اللي انهى الخطبـه , فيصل ..
طيــب ليش ما انهتها اهي , لأنها تبيــه , وتفكــر فيــه ..
شالكلااااااام ؟؟
ما تعلقت فيــه , يخســي تتعلق فيــه .
اهي بس خطيــبته , وبس , مو زوجته ..
وبعدين
اهو قال بالحرف الواحد انا وبنت حمد انفصلنا !
ما قال انا انفصلت عن بنت حمد..
تنرفز من نفســـه لأنه يحاول يطلع لها اعذار واسباب , ويبين انها ما تبي خطيبها ..
ههه يعني فيه فرق بالأسلوبيـــن , ما في فرق !
اثنينهم يثبتون انه انهى الخطبــه , اهو فيصل انهى الخطبــه
لو على ريم جان استمرت فيها للنهايه ..
بس فيصل قال انه ياي يبارك لي بريم ..
شنــو قصده ..!!!
ليـــــــــش تركه بهالحيــره , ليــــــــــش !
تنهــد ..
وتأمل بريلــه ..واصاباته ..
مد ايده ..
وطق الجرس يطلب الممرضــه .
اللي بعد فتـره ادخلــت عليــه وابتسامه على وجهها " ايــوه يا استاز عمــر , عاوز حاجــه ؟ "
سكـــت واهو ما يدري إذا يقول لها ولا يشيــل الفكــره من راســـه , وخلاص ..
" لوسمحتي " شاف ويها اللي مستمر بالأبتسام " الدكتــور موجود ؟ "
عقدت حواجبها , وقالت " ميــن الدكتـور اللي انته عاوزه ؟ "
اهو حتى اسم دكتـوره ما كان عارفه , ما كان فعلا مهتم .
" أأأأأ دكتــوري , الدكــتور اللي مباشر حالتــي "
" أيــوه الدكـتور احمد موجود , عاوز تتكلم معاه دلوقتي ؟ "
حس بالحماس ينبض بصدره بطريقه غريبه وقال " ايــه , ابي اتكلم معاه , ألحيــن لو سمحتي , ألحيــــن "
لأول مره هالممرضه تشــوف هالمريـض متحمس لشي ..
كانوا ملقبيــنه الممرضات الصغار بأبو الهول !!
على الرغم من انه من اوسم المرضى الموجوديـــن , إلا انه دايم صامت , وصمته مرعب ..
ما يتكلم إلا مع الممرضات الكبار , لشكرهم فقط ..
شافها تناظره بأستغراب , وهذا خلاه يرفع حاجــب مستغرب اهو نفســه .
ويهها صار احمــر , واطلعت من الغرفــه , عشان تلبي له طلبــه .
اما اهو فقعد على اعصـابه ..
لازم يعرف الوضع , ويفهمه عشان ياخــذ قرار .
دخل الدكتـور احمد وقال " مساء الخيــر يا استاز عمر , الممرزه بتأول انك عاوز تتكلم معايا "
هز راســه بالموافقه وقال للدكتــور " تفضــل دكــتور اقعد .. "
الدكتـور استغرب من رغبة عمر بالكلام خاصه انه طول الأيام اللي فاتت كان يتجنب الكلام معاه بأي موضوع , ويجاوب عليــه بأختصار , لكن ما ينكر انه فرحان انه ناوي يتكلم اخيــرا , وهذا معناه تقدم , ان شاء الله , على الأقل من الناحيــة النفسيــه .
تحرك الدكتــور وقرب الكرســي من عمر وقال " وأهو أعدنا ..في أيه يا عمــر ؟ "
بدا عمــر يفرك ايده ببعــض , وبعدين لف على الطبيب بتوتر وسأل الدكتـور " حضرتك قايل ان ريولي الثنتيـــن .."
قاطعه الدكتــور " رجلك اليمين راح تحتاج لفتره علاج , رجلك اليسار ما فيهاش غيــر كســر حتتشافى منه قريبا جدا ان شاء الله "
" فتـره يعني جم ؟ "
" يعني اشهــر , لكن بعديـها بتكون طبــيعيه "
اشهر ..
عادي يعني مو سنيــن , مجرد اشهــر .
شاف عمــر ريوله وقال " في احتمال اي اصابه من اصاباتي تكون دائمه وما يفيــد معاها العلاج ؟ "
رد عليــه الدكتــور بكل صرامه وقوه وقال " لأه يا عمــر , ان شاء الله مع العلاج الطبيعي , كل حاجه بتكون ممتازه , ما فيـش اي اصابه عندك حتسيـب اسر ما عدا اللي بجبهتك ودا شي طبيعي لأنه عميــق وفيه غرز "
توتر وبعديــن قال " يعني اقدر اتزوج "
الدكتــور جاوبه بكل صراحه " اكيــد تأدر تتجوز يا عمــر " وكمل " الأصابات مؤقته ان شاء الله , ما هياش للأبد وفي رجليــك بس ما هياش بظهرك "
هذي عقــبه وراحت ..
ما في اصابه مؤبده , كل اصاباته مؤقتــه ..وراح تتعالج خلال اشهر ..
" يعني ان تزوجت ألحيــن ما راح تنظلم معاي بفترة العلاج الطويلــه و .. "
هز الدكتـور راسه وقال " لأ ابدااااا , ابداااا يا عمـــر "
حط عمر ايده على عيــنه ..
وفجأه قال له الدكتـور " انته عاوز تتجـوز يا عمــر ؟ "
طلع عمر صوت ساخر " هه ..ايه افكــر "
ويا ليــــتني ما افكـــر بالموضــوع , وياليـتني ما افكــر , بس ما ني قادر امنع نفســي ..
" اتجووووز يا شيـــخ , وانبسـط يا عم "
عمر شافه بأستغراب .. اهم شي يقوله تزوووج !
قام الدكتــور وقال " عاوز حاقه تانيــه يا عمـر ؟ "
هز راســه بالرفــض ..
وقال " بس لو سمحــت إذا ممكن تنادي الممرضـه مره ثانيــه "
" حاضر "


خالد :

طلع من الغرفــه ..
نزل للوبي بالفنــدق وافكاره من سئ لأسـوأ .
ماسكته من ايده اللي تعوره , ما يقدر يتخلى عنها , وعلى الطفل اللي يجمعهم .
حتى لو ما يقدر يتخلى على الأقل لازم تتعلم ان هو ما راح يكون دايما تحت امرها , ويسمع كلامها , مثل الصبي .
اللي قاهره انها ما تعلمت من المره الأولي , ومن فراقهم بالأول ..
راح للأستعلامات ..وتذكر كلمة عمر اليوم
لازم يتصل على هالسمانثا , يحس ان وصيــة عمر مثل الثقل على صدره .
اتصل على رقم الغرفه اللي معطيــه اياه عمر وسمع صوتها ..
" hello " (مرحبا )
" hi , umm sam " ( مرحبا , امم سام )
" yes ! how can I help you " ( نعم , شلون اقدر اساعدك ؟ )
" I'm Khalid " (انا خالد )
سام لما اسمعت الأسم ما حســت بنفسـها إلا واهي قاعده على السرير ..
حسة برجفه بصوتها لكن ما اهتمت انها تخفيــها
" Khalid ,Khalid .. Omar ? " ( خالد , خالد ..عمر ؟ )
سمع رجفة صوتها الواضحــه , عمر عرف انها راح تكون بهالوضع عشان جذي وصاه , ولا عمــر ما يطلب من احد شي إلا ان كان مهم ..
" he is ok …" (اهو بخيـر )
قاطعته وقالت "where was he ? " (وين كان ؟ )
هو ما خلص من ابلاغ مها , عشان يبلغ هالمرأه , الحريم صعــبه تبلغهم هالأخبار السيئه , بس هي المفروض تتقبل الموضوع خاصه انها ممرضه .
قال بهدوء " he had an accident three days ago " (اهو تعرض لحادث من ثلاثة ايام )
اصرخت " ooooh my God , oh my God "( اوووه يا ربي , اوه يا ربي )
وهو اللي توقع ان ممرضه بتكون ردة فعلها احســن من الحريم الباجي , اطلعت مثلهم
" he is ok now , just tow broken legs " ( اهو بخيـر الحيــن , بس عنده رجليـن مكسـورين )
" what happened ? " (شنو صار ؟ )
الجزع بصوتها كان كافي انه يوضح مشاعرها
" car accident " (حادث سياره )
" I want to go to him , right now , please Khalid right now " ( انا بروح له ألحيــن , ارجوك يا خالد , ألحيــن )
خالد انا وش اللي بلاني بهالموضوع , وشلون اقنع هذي ! .
"sam he is getting his rest right now ,and it's too late for a visit "
( سام اهو ألحيـن يرتاح , والوقت متأخر على الزيارات )
شافت ساعتها , ما تقدر غيــر انها تعترف انه معاه حـق , اهي كانت حاسه ان عمــر غيــر عن كل الرياييل , ان عمــر ما يخلف بوعده , وانه اكيــد فيـه شي ولأجل كذا ما اتصل او تكلم ..
سمعت صوت خالد يسألها " sam are you still there ?" ( سام انتي لما الحين معاي على الخط)
" yaa I'm , you are right ,but when can I visit him? " ( ايـه , معاك حـق ,لكن , متى اقدر ازوره ؟ )
) " tomorrow , would be fine "باجر , الوقت راح يكون ممتاز )
هزت راسها بالموافقه ..
وبعدين استوعبــت انه مو قبالها وبالتالي ما راح يشوف حركتها
" ok….. umm the hospitale please ? " ( اوكي .. اممم المستشفى لو سمحت ؟ )
رد عليها بأسم المستشفى .
واهي ردت عليــه بالشكــر ..
وانتهت المكالمه ..
خالد توجه لغرفته , اما سام فبدت تبجي واهي حاسه بالألم لمصاب عمــر ..


عمـــر :

كان قاعد وقباله التليــفون اللي جابته له الممرضـه .
كان يدق الرقم ولما يوصل لأخر رقم يغلق التليــفون .
يارب ان كنت تعلم ان قراري شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري , فأصرفني عنه واصرفه عني , واقدر لي الخيـر حيــث كان ثم رضني به ولا حـول ولا قوة إلا بالله .
بغــضب ..
دق الرقم للأخــير ..
ما له شغـــل اهي له , وما راح تكون لغيــره ..
بس يكفيـــه تفكيـــر ..
انا ما راح اقصـر عنها بشي .
شنــو يعني اخليها لغيــري , هالمغروره ما راح تكون لغيــري ..
انا مو مستعــد اعيــش اللي عشــته لما رضت بفيــصل , اهو راح يعلمها انها تعيــش معاه وتعشــقه وتتمنى رضاه , وتتمنى انها تجيـــب منه اطفال .
لأ ما يبي اطفال , ولا يبيها تحبــه , بس يبيها ملكــه , يأمرها بكيــفه .
" نــعم "
سمع صـوت أبوه الصارم يجيه من الطرف الثاني من الخط.
رد على ابوه بنفس الصرامه والجديه .. " السلام عليكم يبا , اخبارك ؟ "
كان يدري ان ابوه مو عارف الرقم !
ولما عرف صوته , سمع اللهفه " عمر اشفيــك , اشصايـر ؟ فيك شي ؟؟ "
توتر لما سمع الخــوف بلهجة ابوه , كان المفروض ينطر لي باجر الصبـح " احممم , احممم ما فيني شي يبا اشفيــك ما فينــي شي "
سعــود لما عرف صــوت ولده , فزع , لأنه ولده مو من النوع اللي يتصل بهالوقت من الليل , ومن رقم غريـــــــــــب , اهووووو مريــــض !!!!!!
وبمستشفى ..!!!
ابوه قال بجديه " عمر اشفيــــك ؟ "
رد على ابوه بلهجة دفاعيــه " ابي اتزوج "
سعـود توقع كل شي , إلا ان ولده يدق عليــه بهالوقت عشان يبي يخـطب .
فقال بلهجـة تساؤل وغضب مبطن , لأنه ريم كاسـره خاطره " تبي تتزوج ! ..منــــو ؟ "
عمر وبكل جديه " ريم " وكمـــل " انفصلت عن خطيــبها اليوم , وانا ابيها "
استغرب سعـود للحظه..
و ابتسم بعدها بأستهزاء من الوضع وقال " ما شاء الله توصل الأخبار بسرعه "
حس بنبـرة الأستهزاء بلهجة ابـوه لكن رد بلهجه طبيعيه " شفت اشلــون ! "
وكمل " يبا اخطبها لي "
تكلم سعـود " اخطبها لك مثل ما خطبتها لك اول مره ؟ "
تجاهل عمر لهجة السخـريه وجاوب ببرود " ايــه مثلها بالضبط "
" اهاااااا "
وما قال ابوه غيــر هالكلمه ..
تكلم عمر بلهجـة بارده , وقال " شنـو يعني (اهاااا) ؟ "
قال ابوه بكل كســل " اهااا يعني ما راح اطلب ايد بنت الناس , وانت ناوي تطلق "
ما صدق عمر اللي يسمعه , ابوه خذا كلمته حرفيـــا ..
عض على شفايــفه السفلى بقســـوه ..حاول يمســك روحــه ..
وبكل برود قال لأبوه " اقدر اخطبها بنفســي "
" وتهقى ابوها راح يرضـى عقب ما طلقت بنته , وتركتها لمدة ثلاث سنــوات , وتزوجـت غيـرها ! "
الصمت استمر , وفجأه قال عمـر بصوت مغصــوب " يبا .. يبا انا من زمان ما طلبتك شي ..ألحيــن انا اقـولك , طلبتك يبا , ابيــها "
سعـود بس كان يبي يسمع ولده يطلبها واهو حريص عليــها , ريم تستاهل الشخـص اللي يصمم ويحرص عليها .
وقال لولده " عطيــتك يا عمــر , وراح تكون لك , لكن يا عمر ان شكــت منك انا اللي راح اوقف بويهك "
رد على ابوه ببرود يخفي وراه غضب , خاصه انه امساعه كان ضاغط على نفســه بالطلب " يبا إذا صار شي بيني وبينها , فأنا واهي ننياز , واهي تعرف تاخذ حقها لا تخاف عليها "
ابتســـم سعــود ولده مو من النوع اللي تهدده , ولا يرضي بأحد يمشي عليـه كلمته , كان متأكد انه راح يوقف بويهه بكلمه من الكلمات .
وقال " على العموم انا راح اكلم حمــد , وان شاء الله خيــر "
سكــوت من الطرفيــن وبعديــن قال عمــر " يبا ابي تكون حرمـتي بأسرع وقت ممكن , انا واهي كنا زوجيــن من قبل , ما أبي شكليات حفـله وهالخرابيـط , باليـوم اللي يعطـون فيـه الموافقه اليوم الثاني انتزوج "
ابتسم سعـود , وقال " مو جنك مستعيــل "
شكله انقرص من خطبـة ريم لفيصل !
تنهد عمــر وقال " صدقني مو مستعيــل "
سعــود قال بكل جديه " بس انت بالمستشفى يا عمر اي زواج بيكون بالمستشفى وانت مكسـر "
" خالد ومها زواجهم كان بالمستشفـى يبا يعني ان الله كتب وتزوجنا ما راح اكون اول واحد يسوي جذي , وبعديــن انا قلت لك , انا واهي متزوجيــن من قبــل , وما راح نسوي زيطه و زمبليـطه , وخيـر البر عاجله "
سعـود فكـر فيها للحظه وبعديـن قال " على راحتك , انا راح اكلم حمد , وانشـوف , مع اني ما اظن ان حمد بيوافق "
قال عمــر بقوه " بيوافق يا يبا , ان انت تكلمت معاه واقنعتــه بيوافق "


مها :

مها ألم ظهرها بدا يذبحـــها ..
من أول ما طلع خالد , ويزيـد الألم بكل ثانيـــه ..
لدرجه انها اصابها الغثيــان من الألم ..
واااااي مهي عارفه كيــف تقلع ملابسها , لازم تلبــس بيجامتها , لكن الألم مو مخليــها تتحرك ..
اقعدت بعجـــز بفراشــها بعد ما افصخــت بلوزتها الخضرا الواصله للركبه وبقت بالبدي من غيــر لا تفصخ بنطلونها .
كانت لابسه بنطلــون بيــج ناعم , نزلـــت عيــنها للبنطلــون اللي لازم تفصخــه بتعــب , واشهــــقت ..
ارفعت راســها لما اسمعت صــوت الباب يفتـــــح ..
خالد كان داخل واهو عاقد النــونه ..
قالت له بصوت رايــح , وهامـــس " خـالد "
لما رفع عيــنه لها بضيــق ..
قالت له بخـــوف " دم "


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 10:56 AM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black widow المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


البارت السادس والعشــرين

*** وكل غيمة بعدها تبي تشرق شموس,,,, محال طول الوقت يبقى جونا غايم***


خالد :

المسـتشفى ..
مو عارف كم صار لهم بالمستشفى ..
حاس ان الزمن توقف من قالت , خالد ...دم .
خذوها الممرضات والدكتـور , وادخلـوا فيها حجره !
لأول مره بحيــاته يحــس انه على طرف انهيار عصبــي .
يا رب ....يا رب..
مرر ايده بشعــره للمره الملـــيون ..
من الخــوف عليها وعلى الطفـــل .
يا رب , يا رب..
كان جالس على الكرسي رجله مو قادره تشــيله ..
مســـند كـوعه على ركبتــه , وشابك ايده اقبال وجهه , وعاض على ابهامه بقســـوه ..
ان صار فيها شي , راح يكون بسببه , اهو اللي راح يكون السبب ان اهي أو الطفل تعرضوا لشــي
انا الغبي ..
غبي ..
(خالد ..دم )
(خالد ..دم )
(خالد ..دم)
حس بوفوران المشــاعر يغمـــره ..
غطا ويهه بأيده ..
ومررها بشعره , ما راح يقدر يستحمل ان صار فيها شي .
كان المفروض يقدر وضعها , كان المفروض يستحمل جنـونها على الأقل بفتـرة حملها .
بس هو ما قدر , وما فهم ان وضعها حسـاس , وان نفسيتها راح تأثر عليها .
رد يعض على ابهامه بقوه ..
يارب لا يكون فيها شي , يارب احميها , يا رب ساعدها .


الكويت قبل الخلاف بين مها وخالد بثلاث ساعات :

مها كانت جايــه للبيـــت من الشغل ابكــر من المعتاد , عشان تفاجأ خالد .
خالد موجود بالكويــت , موجود معاها , تحس نفسها عاجـزه عن التركيــز على اي شي غيــره اهو , كانت متحمســه وايد والأبتسامه مو راضيه تتزحزح من شفايفها من الفرح اللي حاسه فيه , خالد صار له عندها اســـبوع , وهذا الشي ينقــلها لعالم ثانـــي , لعالم الفرح والسعاده .
أول ما وصلت للبيــت , تفاجأت بسيارة أبوها سعــود !!!
أبوها سعـود ما قط جا لهم , ما قط زارهم , إذا يبيهــم اهم اللي يروحون له !
حاولت تتجاهل الموضوع ..
ان جا ابوها سعــود فحياه الله ..
ان ما شالته الأرض تشــيله عيــونهم , الحمدلله انه جا عشان يسلمون عليــه قبــل لا يسافــر
اعز ناس عندها متيمعيـــن , ما بقى إلا عمر , وتكمل المجموعه , يا حبي لهم ..
واصفطت سيارتها بالكراج الخاص بالبيت ..
كملت طريقها مشي للبيت اللي يجمعها مع حبيب قلبها ..
خالد تحبـــــه ....حتى كلمة تحبــه قليله باللي يشعـــر فيه قلبـــها ..تعشــقه يمكن انســـب ..اممم حتى كلمة تعشــقه قليله , يمكن مشاعرها اكبــر من هالكلام بكثيــر , بكثـــير .
صحيح ان زواجهم كان سريع , لمرض ابوها بس الحمدلله ألحيــن بعد مرور سبع سنوات تقدر تقــول انه زواج سعيد وناجح .
تتمنى اليوم اللي خلاص تنتقل فيه للسعــوديه عشان يكونون كل يوم مع بعض .
كانت تتمنى يكون عندها اطفال , وان شاء الله ان استقروا اهناك راح يكون عندها , لأن خالد رافض فكـرة انجاب اطفال بالوقت الحالي ..
اكتأبت لما تذكرت رفضه للفكـره
وهذا من الأشياء الغريبه بزواجهم !
لما بدا عقلها يفكــر بغرابة وايد اشياء بزواجهــم ...حاولت تشتت نفســها !
ما تبي تفكــر بهالموضوع تبي تثق بزوجها وبس !
لكن عقلها أبى إلا ان يذكر غرابة العديد من الأشياء
الغريب ان ولا احد من اهله اتـصل عليها , أو كلمها طول هالفتـره , والأغرب عدم رغبتـه بوجودها بالسعـوديه , والأغرب وأغرب عدم رغبته بالأطفال ..
ما تقدر تفكـر بأسباب هالأشياء , خالد مو معقــول يسوي فيها شئ سئ , لازم ما تكون غبيه وتطبق سوالف البرامج ومشاكل البنات على نفســها , وتخرب زواجها , لازم تثق بحبيبها , لأنه يحبها وهذا كلام ابوها , وبعدين خالد صديق عمر !
بدت تتذكر الأشياء الجميــله بزواجهــم .
وعلى وجه الخصــوص ...
تذكرت الموقف اللي اعلن فيه ابوها عن خطبة خالد لها وهو بالمستشفى , وتذكـرت على وجه الخصوص كلمة ابوها قبل ما تقـبل الزواج

(( ( مها تقدم لج خالد ولد جاسم , صديق خالج عمر )
وسمعت ابوها يكمــل ( مها خالد يحـــبج )
وجهها صار احمـــر , وعضت على شفايفها , من الخجل , والحيــا ..
ابوها من صجـــه !!
ابتسمت رغما عنها .. معــقول خالد ..
وسمعت ابوها يقول
( طول عمره كان يحــبج ويتمنى قربج , لكن كان ينطرج تكبريـــن , وألحين انتي كبرتي , خلصتي الثانويه , وبتروحيــن الجامعه ............. ها موافقـــه ؟ )
حلم اي فتاة انه خطيبها يكون يحبها من قبل الزواج تحقق , انه مو متقدم لها عشان اسرتها مو عشان امه قالته , مو عشان اهو مرتاح وبس , لأ لأنه يحبــها !
وهالشي دغدغ مشاعرها البريئه , اللي ما قط احد لامسـها , يعني اهو يحبني و ما قط بين لي هالشي , ما حاول انه يتكلم معاي من قبل , ما حاول يجرني لطريق اغضب فيه ربي , وهذا دليــل على حرصه علي وعلى شرفي .
تخيــلت شكله , هذا راح يكون زوجـي , هذا كان يعشقني قـبل الزواج ..
ما قدرت ترد على ابوها , على الرغم من ان الموافقه على طرف لسانها .
سمعت ابوها يقـول ( مها , مثل ما انتي تدرين اني مريـض , وبسافـــر للعلاج )
ارفعت راسها لأبوها , وتغيــر مزاجها , من طاري هالموضوع .
( وابيــج تتزوجيـــنه بأقرب فرصــه ,خاصه اني موافق عليــه يا مها , اهو ريال كفـــو , ويعتمد عليــه وانتي ما راح تلاقين احســـن منه , ويحبــج ! )
وسكــت وبعدين كمــل ( شرايج بباجـــر ؟ )
( مها الريال يحبــــج وانطرج فتــره طويله , حرام تنطريــنه اكثـــر , هذا غيــر اني مسـافر , وابي افرح فيــج قبل الســفر )
طالعت ابوها للحظات , ولمحت نظرة الحيــاة , والحمــاس , وهذا خلاها من غيــر شعــور تهز راسها بالموافقــــه ..خاصه انها تعـرف خالد طول عمرها تقريبا , صحيح انه علاقتهم غيـر شخصيه , لكن دايما كانت تشـوفه مع عمر , دايما تشـوفه مع ابوها , تسمعهم يكلمونه , وشخص تعرفه احسن من اللي ما تعرفه ,وشخص يحبها احسن من اللي ما يحبها .
المشاعر داخلها تجاه خالد , زادت رقه , اهي من صغـرها معجبــه فيه , مجرد اعجاب برجل ما تسمع عنه إلا كل طيـب , وتدري انه ريال والنعـــم فيه .
أما ألحين فبعد ما اعرفت انه يحبــها ..يحبــــها من كانت صغيــره , وانه متقدم لها , حست برقــه عجيــبه تجاهه .
لكن اللي ما كانت تعرفه مها , سالفة ان خالد يحبها من صغرها كانت مجرد فكـره اخطرت لمحمد لأجل يقنع بنته ام 17 سنه , الرومانسيـه , بالزواج , وان هالشي غيــر صحيح ))


ابتسمت بعد هالذكـرى الحلـوه على قلبها ..
يعني بالله عليكم احد يشك بأحد بعد ما يكتشـف هالحب كله .
ادخلت من الباب الخلفي , لأجل ما يحســون فيها , كانت تبي تبدل ملابسها لهدوم حــلوه , وتحط مكياج ..وتنزل لهم
اطلعت من المطبــخ ومرت قرب الصاله , اللي المفروض يكون فيها خالد , وأبوها سعــود .
كان الباب مطرف (مفتوح قليلا) .. لكن اوقفت فجأه بعد ما اسمعت اسمها ..
أبوها سعـود وخالــد يتكلمون عنها !
تلفتت , وكانت راح تبتعـد , لكن فضول دفعــها للوقوف .
خالد كان يقول " أنا و مها ! "
خالد كان جالس بمواجهة عمه سعـود اللي فاجأه بهالزياره الصباحيــه ؟؟
علاقته مع عمه اصبحت عاديه لكن يكسـوها الجفا , مختلفه عن العلاقه اللي كانت تجمعهم قبل زواجـه من مها .
لكــن كلمة عمه سعـود , اللي قالها بعد ما جلـس فاجأته اكثـر من الزياره ( انا ياي اتكلم عن مصـيرك انت ومها !! )
سعـود الصارم " انا وصلتني اخبار وحاب اتأكد منها منك انت بالذات ؟ "
اسلوب عمه سعـود يأكد ان فيه شي خطيـر
وش يبي عمه سعـود , ايش يعني مصيرك انت ومها , وما ادري وشووو , خاصه انه يتكلم ببرود , وعنجهيــه , وهذا خله خالد يرد عليه بنفـس البرود " سم يا عمي ! "
شاف خالد وجه عمه سعـود كيف زاد البرود فيــه , و زاد عليه عدم الأستلطاف ..
" كان ودي لو محمد موجود , واثبت له اني كنت صح برفضي لزواجك من جوهرتنا "
خالد اهني شد على اسنانه , هذا استفزاز واضــح , لكن جاوب بأدب " عمي ما أظن اني قـصرت بحق بنتكم لأجل تقول هالكلام "
مها كانت تسـمع الخلاف اللي بينهم واهي منصدمه من معاني الكلام ..
شنــو يعني ؟؟
عن شنوووو قاعدين يتكلمون , ما اقدرت تتحرك من مكانها ..
وكمل خالد "ان كان عندك كلمه يا عمي بدها "
القســوه الكبيــره تجلت بملامح الرجل العود , وقال " خالد انت معلن زواجــك من مها ؟ "
صدمـــه ..شالســؤال من ابوها سعــود ..شالكلام ..
لكن توقعـــت من خالد الإجابه السريعـــه لكن الصمت كان اهو رد خالد .
اسنـــدت حالــها على الطــوفه اللي قربــها .
مستحيـــل ..
وحطت ايدها على فمهــا ..
سكــوت خالد كان صادمــها , ليش مو قاعد ينكــر ..
يلااااااا يا خالد , تكلــم , قول ..
انكــــر
قوله انك معلن الزواج ..
طلبتك قــول !
كلما مرت الثــواني وما تسمـع معاها رد خالد , كانت تحس ان قطعه من قلبها تموت ..
خالد سكــت , وبعدين رد بلهجه قـويه " أكيـد معلنــه , الكل بالكويت يعروفون "
ما كان ابدا متصـور ان هذا موضوع عمه سعــود !!
لأول مره يتواجه بهالموضوع ..
لأول مره احد يتكلم معاه فيـه , والصراحه ما كان عاجبــه ..انه ينحط بهالموقف
اكره المواقف لما تدري انك غلطان , ومتمادي بالغلط , وتحاول انك تتعامل عادي
رد عمه سعــود بنفس اسلوبه القاسي " لا تحاول تتذاكى , السعــوديه , اهلك يدرون ؟ "
سكــوت وبعدين رد خالد " انت ادرى بالجـواب "
خالد شاف النيــران اللي شبت بعيــون عمه سعـود ..
سعــود كان عارف كل شي ..
لكن محتاج انه يسمع هالكلام من خالد نفسـه , ومثـل ما علم اعياله البرود اتسم اهو فيــه , حتى بأصعــب لحظاته عليــه .
اي شخص متوقع صراخ ما راح يناله من سعــود ..
وقال بكل برود وقسـوه " كان المفروض محمد يتـوقع هالشي من ريال اهو خاطبــه لبنــته "
اهي شقاعد تسمــع , شالخرابيــــط , شالكلام ..
منــو خاطب حــق بنتـــه
ابوها محمد .. ابوها محمد ..خاطب خالد لها
إذا كان هالكلام صحيــح ..!
اكيــــد صحيح , أبوها سعــود ما كان معـقول يفتح هالموضوع إلا ان كان جاد
ما اقدرت تستحمـــل , انهار عالمــــها ..
حســـــــــت بأحرااااااااااااج .
حســــــت بجـــرح
حســــــــت بالمــــوت
اخر شي كانت متوقعـــته , اخر شي ..
كان عندها اعذار وايد في مخها له , لكن بالوقـــت الحالي عاجزه انها تجيــب اي شي منها .
لأ خالد يحبها , أبوها قال لها يحبها من كانت صغــيره .
مو بس يحبـها ...اهله يدرون ..
لازم يدرون ..
مها ما كانت تقدر تسمع اكثـــر ..
بس خلاص , ان اسمعت اكــثر راح تموت , راح تنهار
بعدت , بعدت ..وراحت للمطبخ القريب ..
عقلها يحاول يرتب الأفكار , شلون ألحين , شـلون ؟؟
اتحس بنفســها انرمت للقاع , ومنطقه اخفض من القاع تحــس انها منهاره ومنتهيه ..
احلامها انهارت
اما خالد فكان حاس انه يقصد يهينه بهالجمله , وما يقدر يلوم عمه سعـود !
لكن الموقف بينه وبين عمه محمد ما كان كذا ابدا , واهو مو مضطر انه يقول شي عن الموقف لكن هذا ما يمنع انه تفاجأ , إلا انصدم... من معرفة عمه سعــود بجزء من السالفه , هالموضوع ســر , بينه وبين عمه محمد , المفروض ما احد يدري فيــه ..
قال بصوت هادي جدا يخفي اللي داخله " عمي المطلــوب "
ألتقت عينه بعين عمه سعـود اللي زادت قســوه ..
قام عمه من مكانه وقال " انا ما راح اهدم بيـــت حفيــدتي , لكن لك اسبــوع , ان ما اعلنت الزواج , قول لها مع السلامه , بعد رجعتي من السـفر راح اتوقع ان المسأله محلوله "
سعــود كان عارف بمدى ارتباط مها بخالد , وهذا اللي كاسر ظهره واللي امنعه من عمل العديد من الأشياء , لكن خلال هالأسبـوع ان ما صلـح خالد الوضع حسـابه بيكون معاه عسيــر ..
اســبوع هذا اللي قدر انه يعطيه لخالد ..
ما قال لأحد من خوال مها , ولا قال لأحد لأجل ما تكبـر المسأله لكن تحمله للمسأله ككل , كانت معوره قلبه..
كان مستعد يذبــح خالد اول ما عرف الخبــر
لكن هالعمــر الطويل علمه شي واحد ان التسـرع أغبى تصـرف معقــول يتصرفه الأنسان ..
وبالتالي فكـر بأحســن حل , لأهمية مها عنده
خالد بدا يحس بقلبه ينبض بأسرع من المعدل الطبيــعي ..
مو معقــول يقصد انه راح ياخذ مها منه ..
مهو من حق احد ياخذها , هي تحبـــه , وزوجتــــه
وهذا خلاه يقول " هذا الشي خاص فيني وبمها , وما احد له دخــل فيه "
سعــود شاف شحوب ويه خالد
الظاهر انه حكم عليـه خطأ .
مها مهمه لخالد بطريقه يمكن خالد نفســه مو مستوعبها ..
لكن هالشي مو مهم , المهم ان مها تستحق الإحترام اللازم ..
ما سأل سعـود , خالد عن اسباب اخفائه للموضوع لأنه الأسباب مهي مهمه , المهم هو الإخفاء نفســـه .
ما يظن ان في اسباب كافيه أو مقنعه راح يقولها خالد له عن الموضوع .
بأسلوب غيـر قابل للمناقشــه " انا قلت كلمتي يا خالد... اسبوع واحد... بس واحد .. وبعده انا اللي بتصــرف "
وطلع ..
تارك خالد وراه .
خالد اللي اول مره يتعرض لتهديد مباشر متعلق بحياته بمها , ألحين يواجهها ..
اصلا كيــف غاب عمه سعــود عن باله , وعقله ..
كان معيــش نفســه بعالم احلام , يظن نفســه هو ومها لحالهم بهالديــنا !
لازم يقول لها عن الوضـع ..أو يوفر على نفســه المشـاكل معاها ويقول لأهله ..
كان يدري ان عمه سعــود يقصد كلمتــه ويعني كل حرف فيها
قام من مكانه ..للمطبـــخ ..يبغى مويه يبل فيها ريقه !
لكن وقف على اعقابه لما شاف الشخص اللي جالس , ومخفي وجهه بين ايديه ..
من متى هي هنا ؟؟
و ليــه مهي موجوده بالشغــل ؟؟
لأ يا ربي , لا يكـــون اسمعت , يا رب .. هي ما اسمعت ...
لكن هالشي ما بان عليه لما قال بكل هدوء " مها .." قطع جملته منظر وجهها لما ارفعته له , لكن كمل " من متى انتي هنا ؟ "
مها تأملت تعابيـــر ويهه , كانت تعابيره عاديه جدا , ما جنـــه اهو ويدها سعود كان يتكلمون عن موضوع متعلق بحياتها , بمستقبلهم مع بعض ..
حاولت تقـول بطريقه عاديه , ولا مبالايه " من بداية جلســه الحقيقه والصراحــه "
هز راسه بالموضوع من غيــر اي اهتمام , أو هذا اللي كان ظاهر ..
ما كان في اي رد منه ...
ما انكر حتى المسمى اللي اطلقته على الجلســه !
وهالشي خلاها تكمل ..بنفس الطريقه مع ان اللي داخلها يتقطع " صج كلامه ؟ "
تحرك من مكانه , وراح للثلاجه وطلع منها عصيـر ..
رد بهدوء " اي كلام بالضبـط ؟ "
ما اهتمت بسـؤاله لأنها عارفه انه عارف اهي اشتقصد وقالت بنبره رجــاء غير مقصوده " انت بس قول لأ مو صحيح الكلام , وانا راح اصدقك .... بس قول لأ "
خالد كان عارف انه يقدر ينجو ان كذب بهاللحظه , ويهدي الوضع إلى ان يرد يفتحه بيوم ثاني ويعلن صحته لكن على طريقته ..
لكنه سكت ..
قامت من مكانها و قالت له بنبره آمره هالمره " قـــول لأ .. قول لأ انا قايل لأهلي عنج , قول لأ انا متزوجج لأني حبيتج من كنتي صغيــره , قـــول .."
سكــوته نرفــزها
و بكل عصبيــه قالت " ليــــــش مو قاعد تقـــول انه يتغشمــر , قول اي شي .. "
لما شرب رشفــه من العصير .
لما شافت ان ما فيــه فايده , كان عندها امل ..
كان عندها امل بســيط ..
لكن الكارثه حلت عليها , وسقطت فوق راســها ..
كان ودها تنشق الأرض وتبلعها .
عطتـــه ظهرها , ما تقدر تتكلم , ما تقدر تشـــوفه ..
انا بكـــابوس , ويـــــــــــــع انا بكابوووووووووووس ..
يا رب اصحى منه
يا رب ..
نيــران داخل صدر مها ..
اهي زوجـه بالسـر !
زوجـه مو مهمه , مو مفتخر فيـها , زوجـه انجبـر فيها من باب عرفان الجميــل ..
اتحـــس كأن على راسها يافطه تعلــن للجميــع , للكل , انها غيــر مهمه ..
خالد شافها , ما كان عنده بالوقت الحالي اي كلام , اي عـــذر ..شكلها , وحركــة جسمــها كانت تعبير عن الإنهزام , وهذا حــرك فيــه شي , آلمه ..بطريقه غريبــه ..
مها كانت دايما مصدر راحتـه , ما يبغى يكون هو بأي لحظه مصدر زعلها ..
قال " مها ..."
ما تبي شفقــة احد , ما تبي عطف احد .
انا وحده مخدوعه وغبيه .
انا وحده من اللي تنقرا قصصهم بصفحة المشاكل بالمجلات ..
لفت عليه بعصبيــه وقالت " متى كنت ناوي تقــولي , لما انييب اول طفــل لنا ..."
شافها وما علق ..
ارفعت ايدها لفمهـا , وهزت راسها بنفي بهستيريه من الفكره اللي اخطرت لها , وقالت بهمـس " عشان جذي احنا ما عندنا اطفــال صـح , عشان انت ما تبي اطفــال مني .."
اهني قاطع كلامها الغيــر منطقــي " مها , يكفي .."
اما اهي ما اهتمت لمقاطعته , وقالت واهي مستغرقه بالتفكيــر " لأنك مجبــور علي , ما تبي نرتبــط ببعض ..بطفــل , وماتبي تعرفني على اهلك .."
لا الموضوع وصل لحد التفاهه , وش هالأفكار الغبيه .
وقال بصوته اللي كله صرامــه " مها لا تصعبين الوضع على حالك ! "
ناظرته , وكتفـــت ذراعها ..
قاعده تكتم دموعها ..ما راح تبجي جدامه ألحين , ما راح تبجي جدامه
قالت بقوه , بعد ما تماسكــت اهي ما راح تضعف وخاصه ألحيــن " ما ينجـبر قلب على قلب ! "
حط العصيــر على الطاوله , ما كان فاهم قصدها , لكن ما يقدر ينكر ان كلامها ترك اثر على نفسيــته , وعلى اعصابه , أثر سئ , سئ مراااااااا , لكن ما كان بايــن على وجهه ..
وقال بصرامه " وش القصد ؟ "
" مثل ما تقــول الكلمه , انا ألحين عقب ما دريت انك ما تحبني , صرت ما ابيك !! خاصه انك اكبــر مني "
مستحيــل تقــول هالكلمه , مها له , وتحبــــه , ماراح تتخلى عنـــه
شاف رجفت شفايفها ..
ونقل نظره لوجهها ...
كلامها وتعابيرها متناقضيــن لكن يمكن فعلا تقصد كلامها , وهذا خلاه يقــول بقوه " عن الكلام الفاضي , اللي ما له اي معنى "
مد ايده وخذا العصيــر وطلع من المطبــخ ..
لحقـــته , ومسكـــت ذراعه ..
كلام فاضــي , اهي كلامها فاضي ..
لف عليها بغضــب , بس اهي ما اهتمت , تركت ذراعه ومسكت قميـصه من جهة الصدر , ومسكته بقبضتها ..
" انت ويـــــــن احســاسك , ما تفــــــــهم انا شنــو صار فيني ما تفــهم , انا انهار عالمي للتو , وانت مو مهتم ..انـ ...ـا "
انقـطع كلامها بالصيــاح ..
" انـ..ـا .... ما اقـ ..ـدر ...حـ..ـرا..م .."
ايدها رخت من على قميـصه , وخبـــت وجهها بصدره ..
" ليـ....ـش ...آآآآآآآ لــيـش ...حـ..ـرام ...عليــك ..ليـ..ش ما تحبـنـ...ـي "
حط ايده على راســها بحنان ..
ما كان يبغى يكونون بهالموقـــف ..
ما كان متوقع هالردة الفعل ..
يالله , يا الله ..
قلبه فاض بالكره لنفســه لهالأنانيــه , لكن ما في داعي مها تتكدر للدرجه ذي ..
هو مستعد يصحح المسأله ..
مها لما حـــــــست بأيده على راسها , كرهت عمرها , ودفــته بكل قســوه ..
ما تبى شفقــه !
ما تبي تكســر خاطره ..
مسحت دموعها من خدها بقســوه , واهي تنقل كل كرهها للوضع على خدودها الرقيقه .
وبين شهقاتها ..
" انا ما احبـــك , اكتشـــفت اني ما احبـــك , انت اكبـــر مني , وانا ما ابيك ألحيــــن "
دفتها له , وابتعادها عنــه كانوا اكبر دليل على مدى توترها منه , أول مره تبتعد عن حضنه بالطريقه ذي !
لأول مره .
ما تصور بيوم ان ابتعادها عنه كذا راح يجرحه ..
نفسيتها ما راح تسمح لها بسماعه ..ابدا
هو ما يدري ليــه لما قالت انها ما تحبـــه , حس انها اجـرحتــه !! ..
لأ هي تحبـــه , لازم تحبـــــه , ولا عمه سعــود راح ياخذها منه ..
لكن أثنينهم متوترين ألحيـــن , وهذا راح يخليــهم ينطقــون كلام غبي ..
وهذا خلاه يقــول " مهو وقــته ألحيــن "
اضربت رجلها مثل الأطفال , وقالت " امبلاااااااااااا وقتــــه , ابي اعرف كل شي ألحيــن , ألحيـــن ...قــولي لأ هالشي ما حصــل ...."
اقطعـــت نفســها لما استوعبــت انها تبيــه لما ألحين ان ينكـــر , ادموعها انزلت , لكن كملت بقســوه واهي تجرح نفســها أكثر مما هي تجرحــه " .. أو قـول امبلا هالشي حصــل , انا ما كنت احبــج , وما كنت شايفج , وابوج اعرضج علي , وانا تزوجتج على اساس العشـره , والفشله من ابوج , ولا انتي ما تحركيــن فيني شعــره , واهلي ما يدرون عنج , ولا شي قــــــول .."
التفاهم بهالوضع ما راح يفيدهم ..
وخاصه انها ما راح تقدر تتفهــم دوافعه , أو حتى اعذاره , اعتذاره اصلا وهي بهالحاله ما راح يكون مقــبول .
واهو يحتاج انه يهدى بعــد , هالتجربه كانت فعلا ضاغطه عليه .
ما كان مفكـر بعواقب فعلته !! وهذا مخليــه حاسس بتأنيب الضميـر , تجاه عمه محمد , وبالتالي حاس بتأنيــب الضميــر معاها
وهذا ادفعــه انه يتحرك , وعطاها ظهره , وقال بهدوء " انا طالع ! "
كادت انها تطيـح من طولها بعد كلــمته ..
ما تصدق بعد كل اللي صار , ومن غيـــر انه يهتم بأنه يدافع عن نفســه او يعتذر , ببساطه يقـول ( انا طالــع )
لحقـــته بكل عزم للباب وقالت " ابوي سعــود احســـن منك , انت ولا شي , ولا شي , وانا ألحيــن ما احتاجــك , بعد ما عرفت حقيقتك "
لكن هو ما التفت عليها , ولا علق على الكلام وعشم نفســـه انها تقول هالكلام لأنها مجروحــه وطبعا المجروح دايما يقول كلام ما يقصده ..
اما اهي ..فكانت فعلا مقتنعـه بكلامها , اهو يستاهل , صحيح كلامها , ابوها سعــود احســن منه ..
ليش ما اعتذر ..
طلع من غيــر اي تبرير , أو تعليــق على ولا شي ..ذبحها بهالشي , ذبحــها
بس ما عاد فيها تستحمل , اهي انجرحت وترفعـــت عن جرحها , وتنازلت عشان تسمــعه على الرغم من هذا كله .
لكن اهو ما اهتم فيها ..
ليــــــش يهتم , مغصــوب عليها ليــش يهتم !!
تحركت من مكانها بسرعه بعد ما اخطرت لها هالفكــره , وطلعت جنطتها وحطت فيها كل أغراضها ..
أول مره تحس بطعنـــه بكبريائها جذي , أول مره تنهان هالطريقه ..
ما راح تقعـد معاه اكثـر ان كان حاس انه مجبـور عليها
اكــيد كل الناس تدري ..
روان , رزان , صديقاتها , ربعها , بنات خالتها ..
اهي دايما , قربه , وواضح عشقها له , وأكيد الكل يدري انه مو مهتم , و لا يحبها اصلا , ومستحي منها .
الله يسامحك يا يبا , الله يسامحك , ليش عرضتني عليـــه جذي ليــــــــش ..
لما تذكــــرت كل الكلام اللي انقال ..بين ابوها سعود وخالد .
وقفت عن وضع الأغراض بالشنــطه .
واقعدت على الأرض ..
مستحيــل تقدر تعيـــش واهي بهالوضــع
قامت من مكانها للمره الثانيـــه وخذت شنطتها وافكارها تدفعها اكثــر , انها تتركــه .
راحــــت لبيــــت ابوها سعـــود .
اللي ما كان فيــه اي احــد ما عدا خالها غانم , اللي شافها بأستغراب لكن لما رمت حالها عليــه ببكي , طلب منها انها تروح لغرفتها ..
خالد رجع للبــــيت وقت المغرب ..
طول الفتره اللي مضت كان يفكــر باللي ســواه .
والوضع اللي وصلوا له ...
فكــر بغلطته , لكن مها راح تفهــــم , مها تحبـــه
مها لأول مره تقــول كلام قاسي كذا , مهما اختلفوا كانت دايما حنــونه ..هذا اكبر دليل على جرحه لها .
لازم الحيــن يتفاهمون
لما وصل للبيـــت ..ودخـــل
لاحظ الهدوووء اللي غامر المكان .
راح لغرفتهم بعد ما لاحظ الظلام بالغرف اللي تحت ..
لما صعـد لفوق , ما كانت موجوده !
عقــد حواجبــــه , وبعد ما دور بكل مكان ..
اكتشــف انها مو موجوده ..واكتشــف اختفاء اغراضها
حـــس بغضـــــــــب , ما خطــر في باله ابدا ان المسأله راح توصــل انها تترك بيته , وتتركه كـــذا , المفروض يحكمــون العقــل , هي ما سمعــــتني بعد , ما سمعت وجهة نظري .
حس بقهـــر , واهانه
وتردد كلامها بعقـــله , الكلام اللي قالت له قبل ما يطلع ( ابوي سعــود احسـن منك ) .
راح لســيارته ..
هذي فرصة ابوها سعــود ان ياخذها منه ..
راح لبيتهم واهناك قابل غانم ..
اللي قال له مها ما تبي تقابلك ..




سعود بالوقت الحالي :

بعد ما انهى أتصاله مع عمر ..رد للمكالمه اللي حولها على الأنتظار
وقال بجديـه " جاني اتصال مهم للتو "
حمد ما كان فعلا مهتم , كان مستغرق بمشكلته لكن اضطر انه يقــول " خيــر , ان شاء الله ! "
سعـود ما كان مهتم بقلة اهتمام حمد الواضحه من رده , وقال بأستغراق بأفكاره المصدومه من طلــب ولده
" عمر ..يا حمد , عمر متصــل .."
عمر !!
ساس البلا كــله !
قام ما يطيق هالأسم ..
لكن رغما عنـه حس بالأهتمام وقال " طيــب , اش فيه عمر ! "
قال سعــود بضحــكه " هه ما راح تتصــور يا حمد , شي انا ما كنت متصــوره "
اهتمام حمد وصــل لأقصى الدرجــات , لكن ما تكلم ..
وجاه صـوت ســعود , يقــــول :
" حمد احنا طالبيــن القرب منك في بنتك ريم "
ما كان الطلب متـــــــــوقع ابدا
كان كاتم نفسـه من الإثاره , ولما خلص سعود من ذكر الطلب تنفــس بارتياح ..
اه ه ه ه يا عمـــر ..
غمض عيــــنه وتسند على كرسيه الجلــد , وصار وجهه مقابل للســقف ..
اخيــــرا ..
اخيــــرا ..
حس بغصــه في بلاعيــمه .
مســـؤوليــة بنتــه راح تروح منه, هذا الشخص الوحيــد اللي راح تقــبل فيه ريم , واللي هو راح يقـبل فيـه .
الحمدلله انها راح ترجـع للي يبغاه قلبـــها , للي تتمناه .
ما عنده عقــل اللي ما يشوف تعلقها في عمر , ان سلمها له , فيكون ادى واجبــه كأب في تحقيق رغبـة , وحلم بنته .
سمع صــوت سعــود " حمد انت بعدك معاي على الخط ! "
رد عليــه بصوت متغيــر من التأثر والراحــــه .." ايــه , بعدي معاك ...... قوله موافقيــــن يا سعـود "
سعـود تفاجأ وما اعجبــه الوضع , وعبــر عن عدم رضاه بأن قال " حمد تركــد , أسأل بنتك , انطر جم يــوم , راح تعطيـه اياها بارده مبرده "
حمد كان يسمــع الكلام , و وده يقــول بنتي يا سعـود ما عاد فيها تستحمل الفرقا , تحملت الضيـم خلال هالـ 3 سنوات , وانا ما عاد فيني لثانيــه وحده أشوف الحزن المزروع بعينها ..
ثلاث سنيــن طوال , يا سعــود على ريم اغلطت واعرفت غلطها ..
وكل يوم تعيـش مع هالغلط .
قال حمد بصرامه " سعـود خيـر البر , عاجله , وهم كانوا متزوجيـن من قبل .."
سعــود مهما كانت ريم مو بنته لكن دخلت قلبه على طول , والحق حق , ولده طلقها لسبب , ولازم حمد يعـزها ويحرمص عمر شـوي ..مو يعطيه اللي هو يبيه بالضبط , وهذا خلاه يقــول " حمد .. شسالفتكم انت وياه خيـر البر عاجله , ومتزوجيـن من قبل ..لا يكون متفقيــن على هالشــي .."
ما شفت اللي شفــته يا سعـــود ..ما شفتها لما سمعــت بحادث ولدك , ما شفت كيـف صارت خلال هالـ 3 سنوات .
قاطعــه بكل جديه وصرامه " سعــود الله يهداك محنا متفقيــن , انا عارف وش اســوي , صدقني يا سعــود هذا لمصلحتهم .."
تنهد سعــود كان يحاول يحمي ريم , لكن بما ان ابوها شايف انه السرعه انســب شي , فأهو حـر ...
" ادامك شايف جذي يا حمد , فعمـــر يقول ان وده يتزوج باليـوم الثاني لموافقتك , واعتقد انك راح توافق معاه بعـد , هذا ان ما كان عندك مانع ..بالمستشفــى ! "
هــز راســه بالموافقه وقال " خلاص , بكره , جيــب شاهــدك , وانا راح اجيــب شاهدي والشـيخ "
بتحلطم قال سعــود " انت الظاهر ينيت , واهو ميــنون أكثـر منك "
ابتسم حمد على كلمة صاحبــه , الحمدلله على السلامه , يا ريم , وصلنا لبر الأمان اخــيرا
وانتهى الأتصال ..
حمد من جهـــته طلــع من المكتـــب , خلاص صار عنده شي يقدر يواجه فيه بنتــه .
ألحين يقدر يناظر بعينها , ويقول لها اخطبــك اللي انتي ودك فيـــه
يا الله وش كثــر كان حاس بالعجــز ..
بالتعـــب , من رفض بنته المتكرر للخطاب , واللي كان يشوف فيه اعلان اخلاص بشخـص واحد ..
الحمدلله حمل وانزاح , ثقل على صدره وزال .
بنتــه وعمر .
ابوه فـهد راح يعجبــه هالشي بعــد ..
وصلنا لبــر الأمان معاك يا ريم .
سعــود ما يدري هل يفــرح ولا يحــزن , ما يحــب عياله ياخذوون الشي بالساهل !
لكن هل عمر اخذها بالساهل ..
لا ما خذها بالساهل .. جت له كافة الذكريات اللي تأكد له هالشي ..
الثلاث سنـوات اللي فاتوا كانوا جحيــم , واخلقوا عمــر اخر !
منظره بعد ما طلقها وييته للكويت يبلغه بالخبــر .. لازال بذاكرته ..
منظره لما تزوج مره ثانيه.. لازال بذاكرته ..
منظره لما كان يقول له عن خطابها.. لازال بذاكرته ..
منظره لما منعه من تحطيـم خطيبها.. لازال بذاكرته ..
منظره لما أأمره بمقابلة فيـصل.. لازال بذاكرته ..
منظره بكل هالأوضاع , كان منظر شخص ميـــت , او على وجهه الموت .
سرحانه , الخطوط اللي تشكلت بوجهه , سخريته الزايده , بروده , السواد اللي تحت عيــنه .
كلهم يصرخون ويقولون هالشخص يعاني ..
وهذا انا كنت راح ازيــد عليه تعبـــه !
واكبــر الأدله على كل هذا , اتصاله اليــوم ..مو بس الأتصال الطلــب اللي مو من شخصية ولده .


عمر :

بعد ما انهى الأتصال ..
الظاهر ينيــــت , زر عقلي , او طار عقلي مع الحادث .
تقدمت لها !!
قلت حق ابوي يخطبها لي ..؟
راح ارد اتزوج ريم ؟ انا شلون حطيـت نفسي بهالموقــف !
مرر ايده على لحيــته اللي بدت تظهر نتيجة عدم حلاقته الليله .
بس خلاص فكــر , ما فيها شي , ما فيها !!
راح تتزوجها وتخليها ملكك , وقتها , ما احد راح يقدر يقرب منها , ما احد راح يتجرأ ..
اهني بس ابتســـم بأنتصار..
اخيــرا راح ترديـــن لي , حلالي .

وثواني سمع التليــفون يدق , شال التليــفون تلقائيا , بعدين تذكـر انه هالتليــفون ..خاص بالمستشفى ..
لكن عاجله صــوت ابــوه واهو يقــول " عمـر ..... تزهــب , باجر الوعـد "
رد بهدوء " باجـر ! ...شلون ؟ "
" لا تسأل , بس صار لك اللي انت تبيـــه , الله يتمم على خيــر "
سمع صــوت التليـفون يتسكـــر ..
اللي سمعــه صحيح ولا حلـــم ..
بــاجـــر !
شاف ساعته ..تـــو النــاس ..ريضيـن على باجــر
رمى راســه على المخــده ..
يلاااااااااا يا باجـــر , تعــــال ..
نطرتك سنيـــن , و سنيــــن .


مها :

كانت مستلقيــه , على الفراش بالطبيــب , دموعها تنزل من عيــونها , والخـــوف مالي قلبها ..
كانت حاســــه انه جنيــنها بخــطر ..
الدكتــور شكــله جدي , والممرضات بعد ..
كانت ترجــف ..
بعد ساعتيــن , ومحد راضي يتكلم او يهديها .
جا لها الدكـــتور وهو مبتسـم ..
واهي تشــوفه واهي خايــفه , ومن بيــن دموعها ..ومنقثــه انه مبتســم
قالها بهدوء " اطمني يا ســـت هانم , الجنيــن بخيــر "
زادت الدمـوع , وقالت " قـــول الصـــج , لا تجـــذب "
ضحــك الدكــتور " ما اكدبـــــش والله "
مســحت دموعها وقالت " انا قــويه , واقدر اتحمــل فقول لي الصــج , نــزل مني دم .."
" يا مدام , الجنيــن بخيــر , كل تحاليــك تؤكــد انه كل حاجه تمام , الدم من الواضح انو من الأرهاق , او من الحاله النفســيه "
نزلـــت عينها و شافت ايدها ..
وفي بالها ..الحاله النفســيه اكيــد من الحاله النفســـيه
الدكتــور كمل " خدى بالك من نفســك , المره دي انزار , مش عاوزيــنو يتكرر مره تانيـــه ...مش كداااااا "
هزت براسها بموافقه وقالت " اكيـــد "
ابتسم لها الدكــتور وطلع ..
طلع الدكـــتور لخالد , اللي ينتظر الأخبـار على جمــر .
و خالد بعجلـه , وقال " دكــتور .."
شاف الدكتــور ملامح الرجل اللي قباله , كانت تعابيــره مليانه قلق , وخــوف ..
الدكـتور على طول طمنــــه " هيا بخيــر , والجنيـــن كمان بخيـــر .."
حط ايده على صدره ..
وبدا ينظم تنفســــه ..
منه وفـضل من رب العالميـــن , لك الحمد والشكــر
وقال لأجل يتأكد اكثــر و اكثـــر " هي بخيـــر , انت متأكد .."
" ايـوه يا استاز هيه بخيــر , والجنيــن كمان .."
كمل استفساره " طيـــب ... الدم ..و "
" الدم هوا انذار مبـكر ..يصيب المرأه وفي احيان كثيـره يؤدي إلى الإجهاض ..الحمدلله بعد الكشــوفات تأكدنا ان كل حاجه بخيــر من الواضح ان الدم نتيجة تعب نفسـي , أو جسـدي , الحمدلله الحمل بالرحم , والمشميه ما هياش متقدمه , والطفل بحاله سليـمه , وطبعا نوصي المدام بالراحــه , وعمل سونار دوري , و بالفتــره دي , تجنب العلاقه الزوجيـه " وكمــل " انا مــش حنومها بالمستشفى , ما فيش اي خطر عليها تأدر تاخدها دلوقتي بعد ما تجهــز ..ان استمر النزيــف بالأيام الجايه , حنديها ابره , أو تحاميـل , أو حبـوب دفاتسن , لكن من اللي انا شايفه فهي ما تحتاجش لكل ده ... "
مشى الدكــتور , وترك خالد بمكانه .
رد للكرسي وجلــس عليــه , يبغى يستجــع اشلاء نفســه اللي تبعثرت بفترة قلقه المجنــون عليها .
ما يقدر يكون معاها ألحيـــن ..
لازم يستوعـــب , ان هذا انذار مبـكر على كلام الدكتور , كان في احتمال لو كان النزيـف اقوى يكون اجهاض , لازم يستوعب ان الحمدلله كلهم بخيــر , حاس بعقله مو راضي يستوعـب ان كل الكلام اللي انقال .
مو مصدق كان راح يفقدها اليـــوم , راح يفقدها بسبة غباءه وعجلته , وعدم تمسكـــه بأعصابه , الظاهر ان هذي هي وظيــفته بالحياة , انه يضايقها.
حط ايده على رقبته من الخلف , وظل يشوف الأرض ..


مها :

كانوا ألحيــن بالســياره , تحــس بالتعــــب ..
الدم تعبها نفسيـــها مو جسديا ..
خافت تفقــد الصله اللي راح تجمــعهم ..
الحمدلله ان الطبيــب طمنــهم ..
كانت خايــفه ..وترجـــف ..
عدت السالفه على خــير ..
لفــت على خالد , وجهه شاحـــب , ومتغيــــر ..
ماتكلم معاها ..خافت عليه ..اهو من اول ما قالت له ( خالد ..دم )
واهي حاســه انه تلقى الحادثــه بقـــوه وســـوء .
واكبـر دليل صمـته .
وهذا خلاها تقــول " خالد ..الحمدلله ..ما طلع الدم شي "
" اممممم "
سكــتوا , وبعديــن سمعت خالد يتنهد و بعدين قال اللي فكــرفيه واللي قرره " مها اليــوم ارتاحي بالفندق , وبكــره روحــي لعند ابـــوك سعـــود "
مستحيـــــل انه يقصــــــد هالكلام , يعني شنـــو , راح يتركها للأبد ..
" شتقــــــــــول !! خالد شالكلااااام , مستحيــــــل تســوي فيني جــذي "
بصوت صارم قال " مهـــا " ....ورد تنهــــد , وبعديـــن قال " خلااااااااااص اسمعيــــني "
مرر ايده على شـعره , وشاف سواق التاكــسي اللي اهتم بالحوار ..
وشاف خارج النافذه " روحــي لهناك , ارتاحـــي ,لمصلحة الجنيـــن يا مها , وجودنا مع بعض يؤثر عليكي مراااااا "
عضـــت شفايــفها ..كيــف تتكلم , هي كانت تبغى تبتعد عنـه , وما كانت راضيــه انها تبقى معاه
وألحيـــن ما لها حق تطلب قربـــه .
ولفت وجهها للنافذه ..


حمد :

حمد وصــــل للشقــــه .
كانت بنته مستلقيه على الكنبـــه , والتلفاز مفتــوح .
ولما قرب اكتشــف انها نايــمه .
جلس بقربها , وحط ايده على كتــفها , وقال بصــوت هادي " ريم ..ريم "
افتحـــت عيـــنها بهــدوء ..
ولما شافت ابوها , تحـــركت , بسرعه , وفزت من مكانها ..
بعدت شعرها عن عيــنها ..
وقالت " يبا , انا نمــــت هنـــا , ما حســـيت على نفــسـ .... "
قاطعها وقال " خلاص يا ريم , اسمعيني , ابغاك بمــوضوع "
شافت ابوها بخشــيه .
حمد لما شاف الخــوف بعيــونها , قال في نفســه ( احصد يا حمد ما زرعت )
تنهد وقال " اسمعي يا بنتي , فيصــل .."
قال هالأسم بكره وغيــظ ..
" فــسخ الخطــبه "
لما سمــعت الخبــر , وسعــــت عينها من الصدمـــه , ما اســرع ما تحــرك فيــصل
ونزلت وجهها مما ادى إلى سقــوط خصلات شعرها على ملامحها لتخفى السعاده الغامره اللي ملتها ..
لكن اشعاع عيــونها , وفرحتـها ما خفــت على حمد اللي لقطهم بصــوره سريعـــه
وضاق صدره انه بنتـــه تضطر تخفي سعادتها عنــه , كله لأجل ما يغضــب .
وكمل " لكن جا لك خاطب جديد "
الرعـــب غمرها , ورفعـــت راسها بحـــده
وقالت " خاطـــب " , وقالت بفــزع " يبااا .....يبا ..."
اما ابوها حمد فقال بكل هدوء " عمر "
" يباا ..." انقطعـــت كلمتها !!
وبعديـــن قالت " عمر !! "
ابتسمـــت , وبدت تنـــزل دموعها بنفــس الوقـــت منظر غريب ..
حتى ما اهتمت ان اللي قبالها ابوها .. وقالت " يبا , يبـــا , انت .....انت ...متأكد !! "
كمـــلت بغـــرابـــه " يبـــا ...."
انفعالها مو مكنها من انها تقــول جمله كامله ..
وخلاها تقــطع نفســها
وفجأه افلتت منها ضحـكه لكن عضت على شفتها السفلى لأجل تمنع الإبتسامه اللي كانت راح تنتشــر على شفتها ..
وتركت شفايفها من بين اسنانها
وحطت ايدها على ايد ابــوها وقالت بعدم تصديــق " يبا .. "
قام ابــوها من مكانه , وقال وهو معطيــها ظهره ..
" انا وافقـــت , وبكــره زواجـك منــه "
تخـــدرت كل حـــواســها ...
بس بعديـــن لما استوعبــــت ..
بدت تضحـــك ..وقامــــت من مكانها ...وراحــــت للي خلا كل هذا يحــصل
الله سبحــانه وتعالى ..
وأول ما حضـرت بين يدي خالق الكــون , ورب السموات والأرض .
بدت تصيـــح , وما اهتمـــت ان الكـــل يشــهد على هالشــي ..
وما اهتمـــت ان العالم كله يسمعـــها ..


مطــار القاهــره :

على درج الطائــره ..
اخذ نفســا عميــقا , وقال " اخيـــــرا ....وصلت القاهـــره "


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 03-01-10, 10:58 AM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : black widow المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

البارت السابع والعشرين

*** هلا باللي فقدته حيل وقلبي فيه شاغلني ... ذبحني صدق بغيابه وفيه الشوق جنني ***







مطار القاهره :

نزل من الطـائره ..
انســان وســــــــــيم بصــوره مذهـله .
لابس جيـنز ,وتيشريت , شكـله ابد ما يوحي ان عمره 37 ..
كان حـاس بنظرات البنـات عليــه , ولو كان بمزاج أفضل , كان تفاعل معاهم .
لكن بالوقت الحالي مزاجـه كان صـفر , راح يقابل أبوه وهذا الشي يحبط معنوياته !
اخذ جناطـــه ..
وبتجاهل للبنات , مشى من قربهم من غيـر اي نظـره ثانيــه .
وقعــوا امن المطار على جــوازه ..
وأول ما طلع من المطار , اخرج السيجاره ..
واخذ نفـــس عميـــق منها .
لما قرب صاحب التاكسـي منه ..ركب ..وتوجه للفندق ..
اليــوم بيرتاح بالفندق وباجــر يصير خيــر .

مها :

مها كانت مغتاظه انها بهالموقف , انه رفضها عيني عينك ..
كانت غاضبه ألحين اكثـر من قبـل , ومجروحه اكثـر من قبل .
على الرغم من التعب اللي غمرها باليوم كله , أول ما ادخلت لغرفتها توجهت لشنطتها , وافتحتها ..من غير لا ترمي عباتها أو لفتها اللي غطاها فيهم خالد بعجله قبل لا يطلعون من الفندق .
خالد دخل بعدها للغرفه .
وقف عند الباب للمره الثانيه اليوم يصيدها بنفس الفعل مع اختلاف الحقيبه
لما شاف اللي تعمله ماصدق اللي شافه , تصرفاتها مو معقوله ابدا ..
تأفف بغضـــب , وتعــب , وقرب منها بهدوء , وحملها من الأرض , هالأنسانه راحت تذبحه ,و تجلطه قريب ..
اشهقــــت , ولكن بعد ما استوعبت اللي كان قاعد يسويه , بدت تضربه على كتفيــه .
وقالت بصوت مليان تعب "هدني .."
ما رد عليها
كانت تحرك ايدها ورجولها عشان تفلت منه , ما كانت راضيه تستكيـن .
" هدني , هدني "
.....
" خالد هد ايدي , هدني "
وحطها على السرير , حاولت تقوم , عشان تبي تكمل شغلها , لكنه حط ايده على كتفها بصرامه , واهو يشد على فمه بتعــب وغضب مكبـوت , خلاها تقعد مكانها .
وبهدوء , لكن بصرامه , بدا يشيل اللفه , وينزع العباة بحركات سريعه , ودفشـه .
" وخـر عني , اي , اي , قاعد تعورني " خالد ما كان بالفعل يؤلمها , لكن اهي ألحين ما تبيه يقرب منها !
ما لقى لها بال ..
نزل عند ريولها وفصخها جوتيها , ودلاقها بدفاشـه مؤلمه..
واهي تحاول تبعد عنــه , وتقـول بتعب " خالد ..وخــر , هد ريلي , اي , اي "
لما نزعهم قام من مكانه وقال بهدوء وبجديه ما كنها كانت تكلمه " تبغيني اساعدك بباقي اهدومك , ولا تقدريـن تنزعينهم لحالك "
شافته من غيـر كلام , لكن بغضـب ..
لما شاف سكوتها على طول تصرف .
" انا بالخدمـه يا اميـره "
مد ايده عشان يشيل البلـوزه ..
لكنها بعدت وقالت بتعب " لأ اقدر , أقدر , خلاص "
أول ما قالت هالكلمه , تركها .
وراح جاب لها بيجاما ..
وعطاها اياها , واهي ساكتـه ..
كانت فعلا تعبانه , لكنها غاضبـه بعد , والغضـب قاعد يقـودها انها تعاند .
تحركت من مكانها واهي حاطه ايدها على ظهرها بطريقه غير شعوريه قالت " ابي أروح الحمام أول "
لكن هالحركه ما فاتت على خالد .
قال بهدوء وبكل صدق " انا راح اكون قريب من الحمام ان كنتي تبيغيـن شي قولي "
هه لو شنو ما راح اقول لك ..هذي كانت فكرتها بعد ما اسمعت عرضه .
مشت بقربه , وراحت للحمام .
كانت فعلا تعبانه ..
بعد ما اطلعت شافته واقف قبال الحمام , كان اهو مغير ملابسـه , ولابس بيجامته , كان شكله قمة بالرجوله .
وبعدين شافت اجناطهم على الأرض مثل ما اهي طلعتهم , كانت متنرفزه منه , مو اهو يبيها تروح , ليش ما رضى انها تحط اغراضها .
اما خالد فلحق نظرتها ..للعفيسه اللي عند الكبت .
وقال بهدوء " انا راح اقول لساره تحضر شنتطتك بكره , انتي بس ارتاحي ألحين "
لفت عليه بقسـوه , وقالت الشي اللي كانت حالفه انها ما راح تقوله " وتظن اني راح اكون سعيده انها تعرف انك طاردني "
انا غبيه ألحين راح يدري اني متعلقه فيـه , وبجنــون , مو كافي تصرفاتي قبل نزول الدم .
صر على اسنانه بقـوه ..
هو طاردها !؟ , هالحرمه كيـف تفكــر مو عارف !!!!!!
وقال بصرامه " انا ما طردتك ..."
ما قدرت غيـر انها تقاطعه " عيـل شنو تسمي .."
بأحباط من الوضــع وبنرفزه قال " يا ليــــــــــل ما اطولك " قرب منها , اما اهي فضيقت عيونها بتعجب من تصرفه ..
ان تركها لحالها فهو متأكد انها ما راح ترتاح , ولا راح تخليـه يرتاح ما عاد فيه يتناقش ..ألحين
وبسرعه شالها , من غير اي اعتبار لأي شي ثاني , اما اهي فكانت تضرب كتفه , وتقاومه " وخـــر عني .."
اهي , واهو يحتاجون راحه ..
من شكلها فإهي مو ناويه ترتاح فلازم يجبرها على الراحه ..
حطها بالسرير , وأستلقى معاها
حست اهي براحه , لأنها فعلا كانت تعبانه لكن هذا ما منعها انها تقـول بغضب " انت شلون جذي تتصرف "
قال بعد ما ضمها بقوه اكبر , وهمس بأذنها بشكل حاسم , ومتعب " بس ..اششششش ..ولا كلمه ..ولا حركه .." وبللهجة يأس قال " خلينا ننام "
وقفت مقاومتها ,جنه كلمته وعت فيها شي ....
صح فعلا اهي تبي تنام , تعبانه .
اول ما نطق الكلمه (ننام ) , حست جنه قال كلمه سحريه , عيونها بدت تنعس من غيـر شعور ..
وانسحب منها كل الغضب اللي كانت حاسه فيه .
شافت عيونه ..وقالت بهمس " ننام !! "
قال " ايــوه .. ننام .."
واهي ردت عليه بنعاس مفاجئ وبطفـوليه , وعيونها تسكـر من غير اراده , واهي تجاهد عشان تفتحها " انا ابي انام .."
مها يمكن كانت راح تقاوم النـوم لو ما رغبتها الأساسيه بأنها تنعم بدفى احضانه لمره أخيـره , باجر راح يوديها لبيت ابوها , اما اليـوم فإهي تبي قربه , والنوم عذر زين !
ابتسم بحنان لا شعوري بعد ما ضمها لصدره بصوره اقوي " وانا بعد ابغى انام "
بعد ما شافها تغمـض عيونها , تنهد ..
مو عارف كيـف يتصرف بالأيام الجايه , كل تصرف يقوم فيه لازم تفسره بطريقه سيئه , ما يدري متى راح تثق فيـه .
كان غاضب من نفســه ومنها بصـوره خيـاليه .
الخلاف اللي كان قبل خروجهم للمستشفى كان فاتح للجروح ومؤلم بقوه .
لف نظراته عليها , كانت نايمه بين ذراعيه بسكيـنه , يمكن هو بعد لازم ينام !
اهو نفسـه ما توقع انه اول ما غمض عينه , نام !!

عمر :

ما كان يغفي خمس دقايق إلا ويصحى من انشغال عقله باللي راح يصير باجر ..
ما يدري شنــو راح يصير عليهم بالمستقبل , وهذا مخليه غير مستقر بنومته .
بعد ما صحى اخر مره لصلاة الفجر , وساعدته الممرضه على الوضوء وصلى , عجز يرد , ينام .
بدا يشوف النافذه اللي على يساره .
كانت مفتوحه .
وبدا يدخل النور بهدوء للغرفه كلما مرت الدقايق , وكان اهو مستغرق بالمنظر , وبذكرياته الجميله , والتعيسه معاها .
كان مشتاق لها , وبنفــس الوقت يحتقــر نفسـه لشـوقه لها ..
اهو ما يحبها ..
مل من نفســه من كثــر ما كرر على نفســه هالكلمه ..
لما صارت الساعه 8 الصبح , وعى من ذكرياته على صوت فتح الباب بهدوء , كانت الممرضه يايبه معاها الفطور , ولما شافته صاحي , قالت له بأبتسامه " عمر , ما نمتش ؟! "
رد على ابتسامتها بأبتسامه رسميه وقال " اممممم"
بعد ما جابت له الطاوله وحطت له الفطور , وقفت تكتب شي على اللوحه اللي على فراشه .
وشافته وقالت " انا حاسه انو في حاجه متغيره فيك النهارده ."
كان قاعد يلعب بالأكل , يوديه يمين ,ويرده يسار من غيــر شعـور.
وقال بعدم اهتمام حقيقي " شلون ؟!!! "
كملت شغلها حوله , واهو ما اكل , حاس انه ما يقدر ياكل واهو يفكر بكل انواع التفكير .
" ما اعرفــش , لكن في حاجـه "
وقف لعبه بالأكل وتسند وشافها بنظرات قـويه يتابع شغلها بالغرفه .
وقال اللي راح يصير اليـوم , عشان يشوف ردة فعلها ..
" راح اتزوج اليوم "
ضحكت بصدمه و وقفت عملها اللي كان بيدها .
" حإيإي يا عمر ...مش معأول ..حتتجوز هنا , بالمستشفى "
لفت على الغرفه , اللي كانت من اكبر الغرف بالمستشفى , لكن مهما كان فإهي غرفة مستشفى !
هز راسه بتأكيــد .
اما اهي فأستغرقت بالتفكيـر ..
وبعدين قالت له " معرفش أأول ايـه لكن مبـروك "
ابتسم .
على شـنو تباركيـن لي على دخولي للمجهول ؟
وقال لها قبل ما تطلع " التليفون لو سمحتي " سكـــت وحط ايده على ذقنــه وبعديــن كمل الطلـب " والمنظــره وموس حلاقـه "
" اكيــد "
بعد خمس دقايق وصل له طلبــه .
شاف الساعه بتوتر وبعديـن اتصل على صاحبــه , ما يقدر يبقى بروحـه إلى وقت الملجه , لأن الأفكار قاعده تييبـه وتوديــه .

خالد ومها :

خالد قعد على صـوت تليفـــــونه .
ما كان له نفــس يتحرك , ضم مها اكثـر لجسمه وخبا وجهه بشعرها .
بعد ما قام لصلاة الفجـر جا له النوم بصعـوبه , وهو ألحيــن يبغى ينعم بوجودها بحضنه وبدفاها إلى ان يضطر انه يوصلها لجدها .
حاول يرد ينام ..وفعلا غفى شوي لكن الرنيــن استمر , وهذا ادفعه انه يرد على المكالمه .
وقال بصوت خشن من النوم , واهو مغمض عينه " ألو .."
" خالد , تقدر تيي ألحين للمستشفى "
اجي المستشفى ...ألحيــن !!
مين هذا اصلاااا !!
" مــن انت ؟ "
بنرفزه قال عمر " يعني منو انا !!!, صحصح معاي يا خالد , انا عمر "
صحيح هذا عمر !
وقال " كم الساعه ألحيــن ؟ "
غمض عمر عيونه , وحط ايده عليهم بتوتر وبعدين قال " اممم الساعه 8 ونص , قــوم تعال للمستشفى "
" ألحيــن , ضروري "
بكل سخريه قال عمر " اي ضروري , لأني بتــزوج "
عمر , ما قدر يمنع ابتسامه الأستهزاء من الذات اللي انرسمت على شفايفه .
خالد لما سمع الكلمه , كان مثل اللي انكت عليه ماي بارد ..
فتـح عيــنه بقـوه .
وعدل قعدته بهدوء , واهو مو مصدق اللي يسمعه .
" تتزوج ! "
عمر ما كان يبي يناقش احد بقراره , صعـب عليــه ألحين المناقشـه , يبي بس يسترخي من غيـر لا يشغل عقله بعواقب فعلته .
" خالد لا تناقشني بالموضوع , بعد اشوي , ابيك تكون معاي , وابيك تكون شاهدي "
خالد ما كان مصدق اللي مقبل عليه عمر , يعني معقـول , ما تعلم من المره اللي فاتت , وألحين يبغى يتزوج حي الله وحده .
" انت من صدقــك يا عمــر , تتزوووووج "
مها صحت على صـوت زوجها , يتكلم بأنفعال مع احد ..
افتحـــت عينها بنعاس , منــو راح يتزوج !!
قال بلهجه قـويه " اي اتــزوج خالد اشفيــك "
ما في احد راح يغير رايه بالنسـبه للزواج ..
ريم راح تكون له .
ما راح تكون لشخص مثل فيصل , أو غيره
خالد ,قال بلهجه قاسيـه " انا ما راح اشارك معاك في تدميـر حالك للمره الثانيـه "
مها كانت تسمع خالد ...منو قاعد يكلم ...منو اللي راح يتزوج , ومنو اللي راح يدمر حاله للمره الثانيه .
عمر قال ببرود " ما في تدميــر ولاشي يا خالد , تعال ابيك تكون شاهدي "
قال خالد بعصبيه
" ما راح اشارك بزواجـك من سمانثا "
اهني مها تحركت من مكانها , واقعدت , وشافت نظرات خالد تنتقل لها , لكن ما اهتمت إلا انها تفهــم
عمر راح يتزوج الشقرا !!!
راح يذبح ريم .
عمر اهني ضحــك " ههههههههههههههههه , سمانثـا !!! ومن قال اني راح اتزوج سام , اقـولك راح اتزوج تقـولي سام !! "
عقد خالد حواجبـه بأستغراب وقال " اجل ميـن ؟ "
كان مها فعلا خايفــه , على صاحبتها !
تصرف عمر راح ينهيها .
" ريم "
خالد عدل جلســته اكثـر " ريم ... راح تتزوج ريم !!! "
مها لما اسمعــت الخبـر على لسان زوجها , انصدمت , لكن بنفــس الوقت كانت سعيـده , كانت مبسـوطه .
بس شلـون يتزوجها واهي خاطبه !!!
عمر رد ببرود لأنه تذكر اللي صار امس " انفلت الخطبـه امس , وانا خطبتها , والزواج اليــوم "
خالد منع نفسـه من الأبتسام لأجل ما يحس فيه عمر .
عمر تحرك بسرعه هالمره , خطبها , وراح يضمن انها تكون له بتحديد موعد زواج قريب .
وجاهد خالد نفسه عشان يقول بجديه " إذا الموضووع كذا , راح اجي ان شاء الله "
خالد بعد ما انهى الأتصال , كانت الأبتسامه على وجهه وقام من مكانه ..
مها تابعت تحركاته , واهي الفضول بيذبحها , لكنها زعلانه منه , ونومها بين ذراعيـه امس كان من التعب , مو من رغبتها بهالشي ..
تابعتــه واهو يتحرك بالغرفه , يفصخ بلوزته , ويطلع اغراضه من الجنطه ..
واعرفت الجـواب على سؤاله امـــس بصوره مؤكده ألحيــن !!
( يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر )
ما تقدر تستمر ..ما تقدر ..
اهي تحبــه حب ما يسمح لها بمشاركته مع غيرها ..
صدمها جوابها لنفسها ..
لكن خلاص اعرفت قرارها ..

بعد ساعتيـن تقريبا :

كانوا مع بعض بالسياره , واهي ما كلمته طول اليـوم , ولو كلمه بسيطه , لكن كانت تكلم السـواق طول الطريق , تسأله عن البنايات اللي يعجبـونها , تسأله عن اشياء شايفتها بالأفلام المصريه هل لازالت موجوده ولا لأ .
كانت تحاول بهالطريقه انها تبعد تفكيرها عن القرار اللي اتخذته ..
اما خالد فكان صامت , وكان يطق رجله بأيده ..
لما وصلوا للعماره اللي فيها جدها , نزلت , وهو نزل معاها ..
وكان شايل الجنطه والهاند باق حقتها .
ما اركبت الدرج , توجهت للأصنصيـر على طول .
كانت متضايقه من خالد , ومقرره انها ما راح تكلمه ..
اما خالد فالنار راح تذبحـــه ..واهو ماسك حاله بالقــوه , لا يصرخ عليها من كلامها مع السواق ومجاملتها له .
ادخلوا للمصعد , واهي حاسه بنظرات خالد عليها .
لفت عليه و خلت عينها بعيــنه وقالت بجديه " تصدق , اظن ان معاك حـق , اريح لي اني اكون بعيـده عنك بالوقت الحالي "
وطلعت من المصعد , من دون ما تشـوف ردة فعله على كلمتها ..
خالد كان على شفا حفـره من انه يسحبها , وياخذها معاه للفندق ..
وبلاها الراحه اللي هي مو فاهمه انه يبغاها لها .
امس تقول انه طاردها , واليوم تقـول انها راح تكون مرتاحه من غيره , هذا غيــر سوالفها مع الســواق اللي كان مبسـوط من كلامها معاه ..
الله يقطع الساعه اللي قررت فيها نجي لمصــر
لفت عليه وقالت له " منت ياي ؟ "
كان واضح عليه الأستغراق بالتفكيــر , تتمنى انه يفهم قصدها من كلمتها
شال الجناط ..
وقال بقوه " إلاااا جاي "
حكم عقلك ياخالد ان كنت تبغى تفقدها للأبد خلها عندك بالفندق , أثنينكم على اعصابكم , وبتذبحون بعض , وأكبر مثال اللي عملته امس بعد ما ارجعــوا من الطبيــب .
لا اهتمت براحتها ولا حاجه ...
طقــوا الجرس على شقـة سعـود اللي افتحتها وحده من الشغالات اللي يشتغلون الصبح لتنظيف الشقه .
وبعد اشـوي طلع لهم ابوها سعـود من الغرفه ..
أول ما شافهم , وشاف الجناط , عقد حواجبـه ..
وقال بصـوت صارم " اشصايــر ؟؟ "
توجهوا له , اثنينهم , وسلموا عليه ..
لكن اهو واضح عليه الغضب .
والظاهر ان عمه سعـود لاحظ هالشي , لأن حواجبه انعقدوا بصـوره اكبـر .
مها تحركـت وراحت للغرفه الأضافيـه اللي بالشـقه ..
وقالت بلامبالاة " مو صاير شي , انا بس تعبانه , وبنام عندك "
كانت حاسه بالدموع تتكون بعيونها ..وما تبيهم يشوفونها
ادخلت الغرفه , من غير لا تسلم على خالد , اللي ما راح يشوفها طول اليوم .
لف سعــود على خالد , اللي كان قاعد ويناظر الباب اللي دخلت منه مها , بنظرات غريبه ..
ولما حس بنظرات عمه سعـود , لف وقال " اللي قالته صحيــح ..هي تحتاج للراحه ..وعندي مهي قادره ترتاح ..فقررنا انها تجي لهنا "
تسـند سعـود على القنفــه , وقال " ويهك يوحي انك ما كنت موافق على هالشي ! "
ابتسم خالد بأستهزاء " ماني موافق , إلا موافق انا اللي مقتـرح الفكـره "
ابتسم سعـود " وندمت عليها صـح ! "
غيـر خالد الموضوع وقال " عمي , متى راح نروح لعمر ؟؟ "
ما اصر سعـود على الموضوع , لأن واضح على خالد انه مو طايق الهدوم اللي عليه ..
وقال " ننتظر حمد ,يخلص ترتيباته , ونروح مع بعض "

مها :

عشان تتعامل معاه عادي , وجنها مو مهتمه , تطلب كل قدرتها على السيطره على نفسـها .
راح تموت ... تدري انه الفرقا راح تموتها ..
انسدحــت على ظهرها بالفراش براحـه ..
صارت تتعــب حتى لو المشي كان بســيط ..
فكـرت انها ودها تروح لريم ألحيــن بالشـقه وتعرف شلون صار الوضع , واشصار عليها , وغيره من الأسئله اللي ماليه عقلها ..
خاصه بعد ما انتبهت إلى وجود مكالمه لم يرد عليهاعلى شاشة موبايلها ..من ريم
إلا انها ما حبت تتصل عليها قبال خالد !
وفجأة سمعــت صوت الباب ينفتــح , ابتسمت احسن ابتسامه تقدر توفرها بهالظروف , توقعت ابوها سعـود , لكن لما شافت اللي دخـل , شالت الأبتسامه من شفايفها ..
وشافته بنظرة (نعم ..)
شاف تغيــر ملامحها , لما شافته ..
وحاول يقنع نفســه (ان هالشي مو مهم وعادي , وش فيها يعني ان عكرت وجهها لما شافتك ! )
وقال بهدوء " انا رايح ألحيــن مع ابـوك سعـود للمستشفى "
صدت بنظرتها عنه , وبدت تشوف الطوفه ,و ردت عليه بعدم اهتمام ظاهري " اوكي "
ما عاد فيها تشوفه ..تبيه بس يروح ..
لاحظ عدم اهتمامها ..
واغتاظ !
" تبغيــن شي قبل لا نطلع "
هزت راسها بالنفي ..
واهو راح مع ابـوها سعــود .
لكن فكــره كان معاها , وبقلة اهتمامها , وللمره المليـون يفكر بصحة قراراته .
اتصــلت على ريم ..
واتفقوا ان مها تجي لعند ريم تحت , خاصه ان ريم هي العروسـه !
لأنها تبي الرفقه تحركت وانزلت لعندها

سمر بالمستشفى :

اليوم هو اليوم اللي راح يتلقــون فيــه نتائج التحاليــل .
ملاحظــه على امها بدريه التـوتر .
خالتها موضي وساره معاها ألحين , واهي حاسـه بالأطمئنان لوجودهم .
اما هي وابوها فكانوا جالسين بمكتب الدكتـور
ينتظرونه ..
توترهم كان واصـل لدرجه انهم ما تكلموا مع بعض طول فترة جلوسهم .
ولما جا الدكــتور فعيـونهم ارتفعت له , وتابعت كل حركاته .
وانتظروا نطقه بالنتيجه..
كانوا يناظرونه بترقـــب ..
الخـــوف مالي القلــوب ..
جو الغرفه كان ثقيــل مرا
خاصه ان الدكتور ما كان مبتسم لهم , وكان باين عليه التركيز بالأوراق اللي بيده .
عدلت سمـر جلستها بخــوف .
يلااا يا دكتــور ...تكلم !
عدل الدكـتور نظارته ..
قلب الأوراق , يميــن ...يسار .. رجع لليميــن مره ثانيــه ..
وبعدها رفع وجهه لهم !
كانوا حابسيــن انفاسهم ..
جلس على الكرسي
قال بهدوء " التحاليــل اسبتت انو المدام عندها ورم ! "
هي شهــقت..
حامد شحــب لونـــه ..
الدكـتور لما شاف وجوهم , وعرف انه التعبير كان مخيــف , تدارك نفســه ..
" ما تخافــوش الورم حميــد "
تنفســوا اثنينهم الصعداء , لكن مو قبــل ما تنزل من عيـون سمر دمــوع متـوتره ..
حامد كان يشوف الدكــتور بنظرات غضــب ..
لكن ما تكلم ..
كان مشغــول بضم بنته اللي كانت تصيــح من الصدمه .
الدكتــور توتر وبعديــن قال " معليــش انا اســف ...مثل ما أولت المدام فيها ورم حميــد في منطقة الأمعاء , وده اللي بيسبب لها حالة عدم الشهيـه , وبالتالي التعــب ..والشحــوب "
كمل الدكـتور بعد ما تلقى اي ردة فعل " لازمها عمليـه , لكن العمليه حتكون بسيطـه , مش حتاخود مننا غيـر ساعتيــن بالكتيـر "
بعد خروجهــم من عند الدكــتور , كانوا أثنيــنهم صامتيـــن .
سمــر كانت سعيــده من ناحيــه امها .
لكن جانب منها كان متـوتر لأن ساعة الحقيقه وفسـخ الخطبـه قرب ..
خالد راح يكون حـر .
ما راح تكون زوجة الرجل اللي الكل يحلم فيـــه .
انتهى حلم امها هنا .
وبالتأكيــد انتهى الحلم اللي كانت تحلم فيــه لفتــره .
ادخــلوا لغــرفة امها .


ريم ومها :

مها منسدحــه على الفراش بغرفة ريم , تسمعها تقــول لها بالتفصيــل الممل الحدث اللي صار مع فيـصل من وقت قابلته عند المصعــد , إليــــن الإتصال , ثم اخر شي ابوها امس و اللي قاله ..
اسكتوا للحظات ..
كل وحده تستوعــب غرابة وسرعة جريان الأحداث ..
وكل وحده فيهم فرحــانه ..مها فرحانه لأن ريم خلاص راح تكون مع عمر ..وريم نفــس الشي فرحانه انها راح تكون مع حبيبها ,واخوها , وابوها ,و كل شي بدنيتها ..
بعــدت ريم شعــرها عن وجهها وقالت بتردد " مها ..ابغى اسألك سـؤال ..اممم ..يعني ...ممكن "
مها كانت حاطه ايدها على بطنها , توتر ريم أثار استغرابها , وخلاها وقالت " اكيـد ممكن , سألي ! "
ريم هدت شعرها بحيث غطى وجهها وقالت بصوت مخنــوق " امممم ..نـ ..اه ه ه ه نـوره "
مها استغربت من عمرها اشلون ما توقعــت هالسؤال , اصلا كان المفروض تتوقعــه بفتره اقرب من جذي .
ابتسمت برقــه لريـــم ..
يا قلبي انتي يا ريم , اكيــد كان السؤال يذبحــج طول هالفتــره ! , وانتي كاتمه , ومتصبــره ..
حســت بالدمـوع تتكون بعيـــنها ..
غمضــتهم , بتلقائيه رغبه منها بأخفائهم , و منعهم من الخروج ..
وبعديــن افتحتهم للأنسانه اللي جالسه قدامها , واللي امنزله راسها وتناظر اللحاف , وتلعب فيــه
سمــعت صـوت ريم يقـول بتوتر " انـا ما ابـغى اعرف شكلها , أو صـوتها ..." وارفعت راسها , حركت براسها لأجل تبعــد شعــرها الطويـــل وقالت " انا طول الفتــره اللي مضــت كنت افكـر بهالشي , كيف هو شكلها , كيف جمالها , هي اجمل , ولا انا ......اما ألحيــن فاللي ابغى اعرفه هو عمر "
وغمضــت عينها كنها انطعـنت لما فكـرت بعمــر مع هالنـوره الشخص المجـهول ..
ونزلــت دمعــه من عيــونها لكن كملـــت " عمر اش شاف فيها , وشهو اللي اعجبــه , وشهـــو اللي لفت نظــره لها , هل يحبــها , يفكــر فيها بعــده , ولا ...ولا لأ ..."
وفجــأه قامت من مكانها , وعطت مها ظهــرها , وطلعت صــوت من حنجرتها تعبيــر عن غيظها , وغضبها من حالها ..
" أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ "
ولفت على مها بعديــن وقالت " ما ني عارفــه كيــف اتصــرف وهالأسئله ماليــه عقـلي , تذبحني يا مها , تشــب النار بصدري .."
بعديــن كنها استـوعبــت ان اليــوم ملكتها قالت بعد ما خذت نفس عميق " سوري مها اقلقتك معاي .. ما في داعي ترديــن .., انا المفروض اكون ألحيــن مبسـوطه بملكتـي "
مها جــنه ريم ما تكلمت , قالت " اسألتج ما اقدر اجاوب عليها "
ريم رفعــت راسـها , وابتسمت ابتسامه مصطنعــه من النار اللي ذابحتها ..
وقالت " انا قلت لك اني ما ابغى اجــوبه خلاااص "
هــزت مها راســها وقالت " لأ اسمعيني للأخــر .. ما اعرف لأن عمر بعد ما ...بعد ما انفصلتـوا ..تغيـــر .."
شافت ويه ريم اشـلون تغيــرت ملامحــه لحــزن عميق .
وكملــت " تغيــر وايــد ,ما قام يتواصل معانا ذاك الزوووود , شفتي شغلـه قبـل شلون كان كثـير قبل انـ ..انفصالكم .. بعده , صار اكثـر بكثـير , بعد عني , بعد عن خالد , ما قمنا نعـرفه , ببساطه ما قمنا نعرف مشاعره .....ريم لا تفكرين بهالموضوع فكري بحبج له وبس , الماضي راح يتعبج "
تأملتها ريــم ..وجنها قررت انها بالوقت الحالي تأجل التفكيـر التعيـس
انسدحــت قرب مها و قالت وصوت الأبتسامه واضح من كلامها "خلاص خليـنا نتكلم عن شي ثانـي ..عن الأشياء السعيــده ..عن ملكتي ...عن مشاعري تجاهه ..أه ه ه ه ه ه اعشــــقه يا مها ...حقيقي اعشـــقه ...احــس بقلبــي ينبـض بحبــه .."

عمر :

قباله الأوراق ..
جدامه العقــد ..
حـاس بالعيـــون كلها عليـــه ..
كلهم ينطرونه ..
الشهـود وقعــوا .
عمه حمد (وكيـل العروسـه ) وقع ..
وباقي اهو ..
هذي الورقه ما تعني شي , بالوقت الحالي ما تعني شي ..
لكن بعد ما يحط توقعيــه فريم راح تصيــر حلاله للمره الثانيـــه .
يبي يطــول بهاللحظات , يبي يحفـظ كل فعل ســواه بذاكــرته من هاللحظه لي لحظة وفاتــه ..
مشـاعره تجاهها قاعده تضربــه من الداخـــل بالمكان اللي اهو حابسها فيه ..
لمدة 3 سنوات ..
مو وقتــه تطلع هالمشــاعر ألحيـــن , ابد مو وقته ..
رفع ايده لأجل يشغـــل حـالـــه ..و وقـــع ..
رفـع راســه بعد التوقيــع وألتقت عيــنه بعيــن عمه حمد ..
كانت نظره من رجل لرجـل ..
كل واحد فيهم وجه كلمته للثاني من غيــر كلام ..
كانوا حاسيــن انهم لوحدهم بالـغرفه .
قطع تواصلهم سلام خالد عليه , مباركتـه له ..
وسلام سعــود على حمد , ومباركتـه له ..
كل واحد فيهم حمد وعمر عرف شنـو يبي الثاني منه ..
لكن هذا ما منع حمد انه يشدد على كلمتـه بأنه يقرب اكثـر من عمر , ويمسك ايده بمصاحفــه واهو يقول " بنتي امانه عندك , حافظ عليها "
اطلعــوا الكـــل وبقى عمر , وخالد ..
كل واحد فيهم مستغــرق بأفكاره ..
عمر بريم , اللي صارت له , اخيـــرا , صارت فعليــــا له , وده يحــتفل , وده يصرخ من الفرح ..
لكن ..جانب منه قاعد يذكــره باللي ســوته من ثلاث سنــوات ..
هذا الجانــب كان قاعد يذبح فرحــته
خالد , كان حاس بالفرح لصاحبــه , الحمدلله , انه اخذ اللي كانت في باله , اخذ حبيبته اللي فراقها غيره على الكل .
عقبال ما نجتمع انا والعنيده , على خيــر ..
اخر شي ابتسم خالد , وطلع منه صـوت كالضحـكه ..
عمر لف عليــه ..واهو رافع حاجب ..
" عمر نلـــت اللي تبغاه , ريم حرمتـك مره ثانيــه "

حمد :

ما اتصـل على بنتــه , ولا كلمها , انتظر إلى ان وصـل الشقـه ..
لما دخــل نادى على الشغاله نعيـمه وقال لها " روحي نادي على ريم ,وقولي لها اني انتظرها بالمكتب "
ريم كانت بعدها مع مها يتكلمون بكافة الأمور , ما عدا عمر , و خالد .
لما ادخلـت عليـهم نعيــمه , وقالت " سي حمد عاوز يتكلم معاكي دلوأتي "
عضت من غيـر شعـور على شفايفها , وحــست بالخـوف , معقـوله انلغى الموضوع ككل ..
اما مها فقامت من مكانها , وقالت " ابيــه فشـله , ابــوج ياااااا , وانا عندج "
ريم امسكــتها وقالت " لا مها , لا تروحيــن , لا تخليني "
لمتها مها وقالت " لأ جد انا مضطــره اروح , وبعد ما تخلصيــن من ابــوج كلميني , انا هالأيام بنام بشقة ابوي سعـود "
ريم شافتها بنظرة استغراب " ليــه ؟؟؟ , مها ..."
لفت مها ويهها وافتحــت باب الغرفه وقالت " بعديــن يا ريم , بعدين نتكلم "
مشــت ريم مع مها للباب , وصلتها لهناك , و ودعتها .
أحليــــن بعد ما صارت لحالها بالشقه مع ابــوها ما تقـدر تنكـر توترها وخوفها من سبب جيـته , وطلبـه لمقابلتها ..
ادخلت المكتب , وشافت ابوها جالـس , قربت , و وقفت عند الكرسي اللي جالس عليـه ابوها وقالت بهدوء " يبا طلبتني "
رفع راســه وقال لها " مبــروك "
حســـت بوجهها يصير احمـــر ..
حســت بالحراره بوجهها ...
صاروا لبعــض , ألحيـــن هو حلالها , زوجها ..
رفعـــت ايدها لخدودها , تحاول تبردهم .
وبعديــن قالت " الله ..الله يبارك فيــك يبا "
سكــتوا ..
كل واحد فيهم يحاول يتواصل مع الثاني ..
لكن ولا واحد فيهم عارف شيقول للثاني ..
وبعديــن تكلم ابوها " ريم مهرك , تحــول لحسابك "
هــزت راسـها , وكانت بتقـول ماتبي مهر , ما تبي شي غير انها تكون مع عمر , لكن اسكتت
بتوتر غيــر معهــود قرب منها ابوها وقال " ريما "
رفعت راسها للأسم اللي ابوها وقف عن نطقــه من فتــره طويله .
" تدرين انك تقدريــن تعتمدين علي دايما , انتي بنتي "
كانت تنتظر هالكلمه من زمـــان , من فــتره طويــله ..
الغريـــب انها ألحيــن لما اسمعتها ما كان لها نفــس التأثيــر اللي ظنــته ..
كان ودها تصـدق ابوها ..
خاصه انها كانت تنتظره ..
لكن بداخلها خافـــت تصدقــه .
بعدت عينها عن ابوها , بصد واضح , لكن غيــر مقــصود .
حمد لاحظ اثر كلمته عليها .
مشاعرها المتلاحقـه
الأستغراب
الصدمه .
خيبة امل .
الصــد .
نزل راسه بهزيــمه .
تنهد , بحراره , وتعـــب .
وهالشي نبـــه بنتــه , اللي رفعت عينها , و شافــت وقفته , وتعبه الواضح .
تحرك من قدامها وراسه للأسفـــل ..
شكله كان معبــر بشكل واضح على الهزيــمه ..
ابوها والهزيــمه شي متناقض .
معقــول ..
تحرك احساس بداخلها ودفعها بعــنف انها تقــول " يبا ... "
احساسها يقــول ان ابوها اتخـــذ الخطــوه الأولى ..لازم عليها اهي ألحيــن انها تاخــذ الخطـوه الثانيه ..لأنها ان ما عملت هالشي بكل بساطه راح تفقــد ابوها .
راح يظلون اهي و وابوها طول عمرهم بعاد ..
وهالشي يرفضــه قلبها بكل قوه ..
لفت عليه و واجهته .." انت تقــول اني اقدر اعتمد عليــك .."
شافها ابوها بلهفه غيــر مقــصوده وهذا قطع قلبها ..
نزلت عيــنها للأرض , مو متعـوده تشـوف ابوها جذي , وما تبي تتعود على هالشي ..
وقالت " في واحد ..." ما تدري ان كان تصرفها صح و لا لأ , لكن اللي تعرفه ان حدسها قاعد يقـودها انها تقــول اللي راح تقــوله .
" في واحد يضايقني برسايله صار له فتـره .."
" يضايقك !! , يضايقك كيــف ! "
احمر وجهها .
وابوها حــس بالغــضب , لكن تمالك نفســه لأنه لاحظ انها ترقب تعابيره بحذر .
عرف قصدها ..
لما اهي لاحظت انه ما قال شي , ولا تحرك من مكانه .
هاللحظــه هي اللي راح تحدد علاقتهم بالمستقبل ..
اثنينهم كانوا يناظرون بعـض .
وبلحظه قال " عطيــني رقمــه "
خذت ريم نفــــس عميــق , دخــل لصدرها برجفـــه ..
ابتســـمت برجـــفه ..
وبهدووووء تام قالت " حاضر يبا .."
هذي خطـوه للأمام ..

مها :

كلما مشـــت على ريولها , لازم ترد تنسدح على ظهرها لأجل ترتاح ..
خلاص بس تــوبه , ما راح تتحرك ابداااااااااااااا .
ريم , تعيش مع شبح بالماضي , واللي اهو نـوره .
اما اهي فتعيـش مع شبح لكن عايش
هل كانت تقدر تستمر معاه واهو مع سمــر .....لأ صعــب عليها .
لأنها تحبه ..وتموت عليه , فراقها عنه ارحم لها ..
ما تبي ترتبط معاه اكثــر , واكثــر
مشاعرها متعلقه فيه بصوره اهي ما كانت متخيله انها ممكنه ..
واهي متأكده انها ألحيـــن ان استمرت اكثـر راح تتعلق اكثر, واكثر
هالشي لمصلحتها , ومصلحة خالد , وعلاقتهم بطفلهم بالمستقبل , اي طفل ما راح يتمنى يعيش في بيئه كلها مشاكل , اللي راح تكون نتيجه مؤكده لوجود سمر بينهم
عدلت سدحتها , وفكرت بالكويـــت ..
منو اللي كان يخــش عليها قدومه , و زاد الخلاف ســوء منــوووووو..
المشكله انه من بداية روحتها لبيت ابوها سعـود وذاكرتها مشـوشه , ما تذكر غير انها كانت تبجي , وبغرفتها ..
منو له مصلحه بتفريقها عن خالد ؟
هل المسأله فيها مصلحه ,و لا شي ثاني ؟

عمر :

كان قاعد على الفراش يشــوف اللي حـوله , ينقــل نظره للكل ..واحد ..واحد
الكل حــوله .
أبــوه ..
خالد ..
الشباب اللي بمصـر , بلغهم خالد انه تزوج ..عبدالله , عبدالرحمــن ..
العامليــن بالشركه
رفع نـظره وشاف صبابيــن القهـوه , اللي ما يعرف ابوه من وين يايبهم , اشكالهم غريبه , إذا فكـرت انا احنا بمصــر , بس ابوه ما في شي صعـب عليــه ..
بعد زواجــه , الكل جا يتحمد له بالسلامه , ويبارك له على الزواج بنفـس الوقـــت ..
اخــوانه اللي على كلام ابــوه تلقوا الخبـر , ويايين على اقــرب طياره .
اما اهو فباله مو معاهم ..
يسمعهم يتكلمـــون ..
يبتسمون ..
يضحــكــون ..
لكنه هو مع الناس , وما هو مع النـاس , عقله اقل ما يقال عنه انه غايب ..
رفع راســه وسمع سالفه من عبدالرحمــن , وابتسم بعد ما انتهـــت بعدم تركيـز واضح , وشاف ايده بعدها ..
ابوه فتح له موبايل بنفس خطه السابق بعد ما افقده بالحادث, لأنه العديد من الناس ودهم يباركون له على زواجـه , ويتحمدون له بالسلامه ..
كان يقلب بالموبايل ..
وقف تقليـــب الموبايـــل ..
فتح قسـم الرسايل ..وكتــب رساله سريعـــه :

تعالي لي الليله

وأرسله على الرقم اللي حافظه عدل ..
رفع راسه على دخــول ناس جدد للغرفه .
رجل يعرفه زيــن
ومره !

ريم :

بعد ما سلمت ابوها الرقم , واقعدت بغرفتها بروحها ..
مع افكارها
مع مشاعرها
مع احداث اليـوم
مع كل سعادتها إلا انه في شي منغص عليها ..
ما كلف حاله يتصل , يبارك ..
مهما كان اللي بينهم , لازم عليه يكلمها ..
ما يقدر يضغط على حاله , ويجاملها على الأقل بكلمه ..
سمعت صوت الرساله ..
تضايقــــت ..
تأففت ..
تجاهلته بالأول , لكن بعدين خذته , ورفعــته ..
افتحت الرساله ..

تعالي لي الليله

لا اكثـــر و لا اقـــل ..
ارسل رساله لكن ما يقدر يقول فيها مبروك ريم ..
الأوامر الملكيـــه اصدرت ..
اش بيكون ردت فعله ان قالت له ( ما ابغى )
لكن الواقع وقلبها يرفضون انها ترســل هالرد ..
ابتسمت , على الرغم من الضيق بتصرفه ..
لما استوعبــت جمال الوضع , زوجها عمر , يطلب انها تجي له فكر فيها بهاللحظه هي مرت على باله ..
عمـــر اه ه ه يا عمر ..

ساره :

بعد ما تطمنوا على خالتها بدريه , وعلى صحتها غادروا لأن خالتها ألحين لازم ترتاح ..
اليوم مها راحت ما تدري لوين ؟؟
خالد قال لها تحضر شنطة مها , ما قدرت تشـوفها لأنها كانت بالحمام ..
وخالد ما كان يتكـلم , ما كان ينطـق !
وهي ما تتجرأ تتكلم معاه .
مع كل اللي يسويـه لهم فإهي تخجـل منه , تحسه ابوها اكثر منه اخوها
هل راح تتأثر هي باللي يصير ؟
علاقة مها وخالد ان ما انتهت , وش بيصيـــر فيها ؟
خالتها بدريه , وش بيكون ردة فعلها ؟
(هو) ...وش بيكون ردة فعله ؟
ان عرف ان خالد متـزوج ! وحرمتـه حامل !
خايفـــه , ومتــوتره , افكارها مو مستقره !
امها وخالد , ما احد فكر فيها ..
بقلبها , بمشاعرها , حتى لما ازعلت من مها , امها ما فهمتها !! , وهي اللي ظنت انها واضحـه .
يمكن لأن الكل انشغـل بالوضع الجديد ونسـوا الوضع القديم ..
لفت على بدر اللي جاها وقال " يلا يا ساره , قطعت التذاكر للفيلم "
ابتسمت له وقالت " يلا "

المستشفى :

لما دخــل الغرفــه شاف عيــون الكل تنتقل له , وللي معاه ..
زحمــــــه ...وليـــن ما توقــع هالزحمــه ؟؟
نقــل نظــره بسرعــه بالغرفــه ..
ووقفت عيـــنه على خالد ..من سمــع ان بنت حنان ارجعـــت له ..واهو مغتاظ .. ما كان يبيها ترد له .
التقــت عيــنه بعيــن خالد ..ولاحظ البرود اللي غمر عيــون خالد ..المشاعر متبادله .
لكنه ابتســـم ابتسامه مصطنعـــه , رفع راسه ونزله , بسلام من بعيــد .
تجــنب النـظر لأبوه .
وشــاف اخــوه ..اصغــر اخوانــــه .
بعــد عيــــنه بســــرعه بتوتر , قبل لا تبان مشاعره بعيــونه , ما يقدر يشـوفه اكثــر ..
حــس بالمره اللي يمه متوتره ..
وحس بالناس تشــوفه بأستغراب ..
ابتســم وقال بعدم مبالاة " تراها مو زوجتــي , ولا حبيبتي , هذي وحده كانت تسأل عن غرفة عمــر "
ودخــل لداخل الغرفه اكثر , وتوجـــه لأبوه بعد ما حط عيــنه بعيـون ابوه وقال " الســلام عليــكم يبا "
حب راس ابــوه ..
شاف المره تنقــل نظرها بالغــرفه بتــوتر , سمع صـوت اخـوه يقــول " sam come in " (سام ادخلي )
عمر كان مركـز علي سام اللي كانت تتلفت بتوتر ومو قاعده تشوفه..شكلها يكسر الخاطر , مثل الطفـله اللي ضايعه بحديقه , وما تدري وين اهلها
واهني قال غانم لعمــر " اوووه اوووه عمــر طلعــت اتعــرف هالويــوه السنـعه "
غانم حــس بنظرة ابــوه الغاضبــه الموجهه له اهو بالذات ..
لكن ما اهتم ..
و قــرب من عمــر , وحــب راســـه وقال بهمــس " الحمدلله على السلامـــه , مأجـــور يا أخــوي " وكمــل " انا أســف علـ ..."
قاطعــه عمر " الله يسلمـــك ..ما في داعي .."
عمر تعلم من زمان انه ما يعاتب غانم , ما يشره عليــه , ويتقبله مثل ما اهو , أو بالتغيــير اللي طرأ عليــه ..
لأنه عــرف ان ما تقبل اخـوه مثل ما اهو فراح يخسره ..
ابتــعد غانم ..
وعمر رد يركــز على البنـــت ..وقال " come in sam " (سام ادخلي )
عمر كان يدري انها متــوتره , واضح عليــها انها ما كانت متصـوره انها راح تدخـل على مكان كله رياييل .
واهو ما كان بمزاج يهتم فيـه بشنو يفكرون فيه هالرياييل ..
لما وقفت انشغالها باللي حـولها , وشافت اللي يكلمها قفزت الدمــوع لعيــونها ..
عضــت على شفايفـها , وبعديــن راحت له جـري
ورمـــت حالها عليــــه .
وبدت تصــيح ..
طبعا الرياييــل بدوا يتنحنــحــون ..
غانم كان يشــوف الموقف وفيــه ضحكــه
خالد كان يشوف الموقف واهو حاس انه عمر متوهــق
سعـــود كان غاضــب بشده .
عمر ما بعدها عنه على طول , لكن هي ثـواني وبعدين بعدها , وقال وهو قاعد يقاوم ابتسامه ساخـره على الوضع " it's ok sam " ( خلاص اوكي عادي سام)
ابتعــدت عنه لأنها تعــرف ان ما يقــبل الضم , والتقبيــل , مســحت دموعها , واهي فعلا غيــر مهتمه بغيــره , ما جنـه في رياييــل في الغرفــه
ابــوه كان صـوته بارد لكن متماسك ..
" منو هذي يا عمــر "
لف عليــه عمر , وقال بالأنجليزي لأبوه ( اللي يتقن هاللغه ) بكل برود , وهدوء , وعدم اهتمام ..
"Father this is sam one of the nurses who helped us in U.S"
(يبا هذي سام , وحده من الممرضات اللي ساعدونا بأمريكا)
سعـود شافها على طول , كانت نظرة عمر لها فيها امتنان , يعني هذي وحده من الممرضات اللي كانوا مع نـوره ..
انسحـب الغضـب منه بسرعه , لأنه هالمرحله مجهـوله بحياة عمر , وهذي احد الأشخاص اللي كانوا معاه بهالفتره
شاف ولده , شنــو وراك من اسرار يا عمـر , هذي شتســوي اهني بمصــر !!
هل ريم تدري عنها ؟!
عمر كان يشوف سام ألحيــن وقال "sam this is my father " (سام هذا ابوي)
قربت سام من سعــود واهي تسمح دموعها ..وسلمت عليه بأدب ..
وقالت "nice to meet you, how are you sir ?" (فرصه سعيده , شلونك سيدي ؟)
رد سعـود ببرود " I'm fine thank you and you ? " (انا بخير , شكرا , وانتي )
بعد هالكلام اقعدت بمكان قريب من عمــر , بدت تتكلم معاه , وتسأله عن احـواله , الرياييل بالأول كانوا متوترين من وجودها , بس بعدين عادي تقــبلوها بعد ما سعـود , وخالد افتحـوا الحـوار مره ثانيه بطبيعيه .
وخاصه انها مركزه اهتمامها على عمر ..
كان خالد ساكت ألحين ..
وغانم اللي قعــد قرب خالد قال بهمس واستهزاء " يقــولون ان بنت حنان رجعــت لك , وحامل بعد .. "
لف عليه خالد , ورفع حاجب " ليـه حاس بنبرتك اعتراض !! "
ابتسم غانم ابتسامه مصطنعه " اعتراضاتي بأخليها لي ..لكن مبــروك .."
هذا وش يبي فيــه , قال ايش , قال بأخلي اعتراضاتي لي ..
المفروض ان الأستاذ غانم ما يتعامل معاه بهالطريقه لأن المتضرر , والمنهانه كرامته ..انا .
مو هو.. لأجل يتصرف كذا .
يا هو يذكــره بفــتره كريهه بحيــاته , هو اكثــر واحد يذكـره هالشي ..
ولا... جاي يستهـزأ بعــد ..
بعد خالد نـظرته بعدم اهتمام " امم الله يبارك فيـك "
و وقف الحـوار عند هذا الحد !
عمر كان مـوزع اهتمامه بين الرياييل وبين سام , اللي ذابحته باهتمامها ..
كان حاس بنظرات الحيـره اللي كان ابوه يلقيها عليـه من الفتــره للثـانيـــه ..
كان ينقـل نظراته بين الجميـع , وحاس جنـه عارف بشــنو يفكرون , عارف زيــن !!
كان واضح عليهم الفضـول لمعرفة هالأنسانه اللي معاه من بالضبط ؟
وشنـو علاقتها فيــه ؟
لكنــه فعلا غيــر مهتم !
جتـــه الضحكـه من سخريه الوضـع ..توه متـزوج , والرياييل يشــوفونه مع غيـر مرته اللي ضمــته جدامهم بعدم اهتمام ..
تســند وسمع غانم يستهبــل على واحد من الشباب , وشاف نظرات ابــوه سعــود المستهجــنه ..
لازم ان اجتمع غانم , وابـوه بنفــس المكان لازم الجـو يتـوتر من سـوء علاقتهم .
فكــر , وسام قاعده تكلـمه ..
ابــوه مو قادر يتقـبل ان غانم غيــر ..
وغانم مو قادر يتقبـل او يتفهم رغبات ابوهم ..
و ولا واحد فيهم راضي يتنازل ..
ابتسم بسخــريه ..
المسـرحيــه بين هالأثنيــن , راح تبدي قريـــب ..
يطــلب من الله انها ما تبدي والرياييل موجوديــن ..كفايه على هالضيوف اللي شافوه بيوم واحد .
تنهد
ولف نـظره على الموبايــل , ما ردت عليــه , هذا شنــو معناه ..هل راح تيي ولا لأ !!
بدا يتكلم مع واحد من الشباب , لازم يتكلم مع سام , مشاعرها بدت تصيـر واضحه , لازم يحط حد عشان ما تتعمق , الظاهر ان التجاهل ما يفيـد , ولا المعامله الطبيعيه تفيد , لازم يوضح مشاعره بالضبط , ويقولها انه تزوج !
سام اللي بالوقت الحالي قاعده تشــوفه بنظرات هيام .

*********

بعد أذان الظهــر , وانصراف الضيـوف للصلاة :

سام ما تحركـت عن مكانها بقرب عمر , اللي صلى بالغرفه , وعلى فراشه اما الباقي خالد , أبوه سعـود ,و غانم فراحوا المسجد القريب ..
لما خلص ..من الصلاة لف عليها , وابتسم بطبيعيه .
قالت له بهدوء " so .." (إذا..)
شاف السقف وبعدين قال " so ..so " ( إذا...إذا)
ابتسمت له بحــب "" how did that happen ? (شلون حصل هالشي ؟)
مشاعرها بدت تستجيــب لعمر بقوه ..
لقوته , لجديته , حتى واهو مصاب الأصابات اللي تدري انها مؤلمه بقوه , كان هادي , ومجامل ..
لو كان شخص ثاني كان شكا على الأقل من وضعيـته , كان استغل هالفرصه بالتدلل
لكن اهو كلما شاف واحد ساكت أو ما احد يكلمه , كان اهو اللي يبادر بالكلام معاه , ويدخله بالجـو .
شافته يهز راسه بأستهزاء " car accident " (حادث سياره)
حطت ايدها على الفراش وسندت راسها على ايدها وقالت " I know about that " (كنت ادري بهالشي )
ابتسم بكسل .
وما جاوب على سؤالها , اللي الكل سأله عنه ..يعني حادث ...شلون صار ؟!!
وقال بتغيـر للحوار " how did you spend your days ? " ( شلون قضيتي ايامج ؟)
قالت له بدلال " missing you , and crying " ( قضيتها ولهانه عليك , وابجي )
شافها بعمق ..
وبعدين قال بجديه " don't do this " (لا تسوين جذي)
بللت شفايفها وبعدين رفعت حاجب وقالت له بنفس الدلال " do what ! " (اسوي شنو !)
بكل جديه قال " Sam you beautiful , intelligent , interesting lady but… "
(سام انتي جميله , ذكيه , و انسه مثيره للأهتمام , لكن ..)
قربت منه اكثـــر , واهو بعــد وجهه عنها ..بضيـق .
وقالت له بدلع
" there is always hope " ( هناك دايما في امل )
رد بقســوه غيــر مقصـوده " no there is not , I'm married now " ( لأ ما في , انا متوزج ألحين)
شافته بعد ما بعدت عن الفراش وقالت "ohhhh … "
ابتسمت واهي تتظاهر بالشجاعه .
تنهــد بندم على قسوته , خاصه انه شاف ان الدمعه المتعلقه بعيــونها , وقال" saaaaam "
وقالت , بأبتسامه تخفى الدموع "whaaat !!! , I'm ok " (شنــو !! انا بخير )
شكلها كان يناقض كلامها.
سام , كانت تحـــس بألم فظيــع ..
كان عندها امل فيـــه , على الرغم من انها شافته مع طليقـته , إلا ان المره كانت طليقــته فما تشكل خطر كبير ..يا ترى من تزوج ؟؟ ...
كانت حاســه بغضب من نفســها اللي سمحت لها بأنها تحب واحد , شافت بعينها انه مو مهتم فيها من هالناحيــه ..
غبيــه ...غبيــه
وبعدها قالت "so who is she ?? do I know her " (فا من اهي ؟ انا اعرفها ؟)
شافها وابتسم بسخريه من الذات "well … I don't have an ex anymore " (حسنا ..انا ما عندي طليقه بالوقت الحالي )
قامت من مكانها بعنــف ..
تزوووج طليــقته ...
تزوج ذيك المغروره , المتعجــرفه ..
الدلوعـــه ..
من مره وحــده شافتها حاولت تعطيها اعذار على تصرفاتها لكن ما في عذر ..
وحطت ايدها على شفايفها " oh my god ..oh my god ..you re-married her ..oh my God..how could you marry someone like her , she is …. "
(اوه يا ألهي ...يا ألهي ..رديت تزوجتها ...يا الهي ..شلون قدرت تتزوج وحده مثلها , اهي ..)
عمر تنرفــز حيـــل , هالشي ما لها علاقه فيه , يتزوج اللي يتزوجــه , واهي ما لها حــق انها تتدخــل ..
اهي ضيفته وبس ..
ضيفه يحس تجاها بالأمتنان ..
وما يظن انه اوحى لها بيـوم انه متعلق فيها !
قاطعها بصرامه وجديه , واحترام " sam , she is my wife now , please respect her "
( سام اهي زوجتي ألحين , ارجو انج تحترمينها )
شافتــه , وبدت تنزل دموعها من عينها ..
اهي كانت تدري من ذاك اليوم انه يحب طليقته , شاللي خلاها تتعلق فيه ما تدري
خذت جنطتها من مكانها وطلـعت ..
نادى عليها " sam …sam "
وكان هذا بدخلة غانم وخالد اللي شافــوها بأستغراب وشافوه بتعــجب ..
شاف الوضع بغضــب , ما كان يبي يجرحها , والظاهر ان هذا اللي سواه , ما صار الشي مثل ما يبي أو مثل ما كان متصور , شد على ايده بقســوه ..بخيبة امل ..وبغضـــب من نفســه .
اهو الغلطان .
صر على اسنانه ولف ويهه عنهم وشاف الدريشــه ..
خالد وغانم اقعـدوا ..
وبعد لحظات صمــت ..
غانم بدا يشــوف خالد ..لما خالد بصـوره تلقائيــه التفت عليــه ..
واهني بدا يضحـك بطريقه استفزازيـه "خخخخخخخخخخخخخخ "
وابعـد نظره لعمــر .
خالد شد على الفنجال اللي كان بيده .اعــوذ بالله ..اليــوم طويــل ..وشكله بيطول اكثـر ..
تصرفات غانم الغريبه , والغير مفهـومه ..مستفزه
سمعـــه يقـول لعمــر " تصــدق انا أول ما شفــتك اليــوم , وانا اقــول انك تذكرني بأحد , وأقـول يا ربي منـو !! منــو "
ابتسم بسخـريه " تبي تعرف منــو ؟ "
خالد صـب لحاله قـهوه , وقعد يسمــع !
عمر ما كان له مـزاج ..لكن روح الفكاهه الساخره ادفعته انه يرد ..
" لا ما ابي اعرف " سكــت وبعديـن كمل وابتسامه سخريه على ويهه " بس متأكد انك راح تقولي "
رد غانم يضحـــك بأستفزاز " خخخخخخخخخخخخ "
وكمــل " تذكــرني بتو فيــس .....عرفتــه تو فيــس اللي بباتمان ...الشــرير ...خخخخخخخخ حدك تشــبهه بهالوقــت "
شافــه عمر للحظات , وبعديــن ضحــك بطبيعيــه , وقال " يا معـــود شالأحبـــاط , عاد توني متـــزوج "
خالد ضحــك ..
اما غانم فأختفـــت البســمه عن ويهه " متزوج !!! "
اختفــت ابتسامة عمر , وتنــهد .
" اي تزوجــت اليوم ...ريم "
بعدم تصديــق قال " انت .....رديت تزوجــــت ريم !!! "
دخـــل سعــود , والكل سـكــت ..
قعد سعــود , وشاف غانم , وقال بكل قســوه " وين كـــنت طول الأيام اللي فاتت يا غانم ! "
بان على وجه غانم الضيــق ..
على طول اول ما اقعدوا على انفـراد من غيــر رياييل بدا الهجـوم ..
" كنت بالبحــرين "
بأستهزاء قال " بالبحريــن ..شنو اتســوي بالبحرين يا استاذ , واخوك بالمستشفى "
ضحــك غانم , وبعديــن قال " يبا اشفيــك نســيت اني مهمل , وما يعتمد علي "
بقســوه رد ابــوه " وهالشي فخــــر , مفتخـــر انك غير معتمد عليه "
توه غانم بيرد , بعد ما غاب عنه تعبيــر الفكاهه ..
قاطعهم عمر بكل برووووووود ..
" ريلي تعــورني , ابي الطبيـــب "
عمر بالفعل ما كان قاعد يتعــور أكثــر من كل مـــره ..
يعني الألم الطبيــعي ..اللي كل مره .
واسلوبه يوحي ان مو متألم بكثره .
لكن كانت هذي طريقته للمقاطعه من غيـر لا يقل ادبه على ابـوه , أو على اخـوه اللي اكبـر منه ..
الغرابه بالموضوع انه ما يحس انه غانم اخـوه الكبيــر ..
اما خالد فمن اول ما بدأت الحرب البارده بين غانم وعمه سعــود ..
راح يصــب لنفســـه قهــوه , وبعد ما قاطع عمر تبادل الكلام , حس تجاهه بأمتنان شديد , لأن الموقف كان محرج له اهو بالذات ..
بعدها بفتــره طويــله استأذن خالد , وراح ...اتصل على بدر , وعرف ان ساره معاه , سأل عن مكانهم , وتوجــه لهم ..
وده يستغــل الباقي من العطله لأجل يعمق علاقته بأخوه الصغيـــر ..
يحسهم ابتعدوا عن بعض بالسنــه اللي فاتت ..
اما مها ...فالشوق ذابحـــه عليها ..لكن لازم يصبر روحـــه .


سام :

كانت حاسه انها غبيــه بخروجها بهالطريقه من الغرفــه ..
لكن ما كانت تقدر تستمر فيها واهي تسمعه يمدح , ويثني على ذيــك الدلـوعه ..
ما تتصور كيــف شخص مثلها يلاقي اعجاب عمــر .
ما تنكر انها حلوه , كنها عارضه ازياء , لكن كلما تذكرت تصرفاتها تنقــهر .
اهي مره وحده شافتها وما حبتها ..
تذكر كيــف صدت عنها , وكيف تعاملت معاها بتكبــر ..
مســحت دموعها اللي بدت تنــزل ..
عمر ما قط اوحى لها انه يحبها , او مهتم فيها , لكن دايما كان عندها امل انه احتمال في يوم من الأيام يعجب فيها ..


ريم :

كانت واقفه قبال خزانة الملابس ..صار لها فتـــــــره طويله ..تبغى تكون زاهيــه عشانه , تبغى تغيــب عقله , تبغاه ينبهر , تبغى تسحره , سحر حلال ..
تفكــر اش تلبــس !
لما قررت اخــيرا كان الوقت حان ..
طلعـــت بلـوزه ورديــه ناعمه مره ..للركبـــه , وحــزام على الخصــر .
وبنطلون ابيـض واسع ..
ولفه بيضه ..طرشت نعيمه بعد ما عطتها فلوس لمحل هي تعرفه ..
ولبــست كعب وردي نفس لون البلوزه ..
وحطت كحل وشدو وري ناعم ..وحمره ورديــه فااااااتحه , وناعمه .
شافت روحها بالمنظــره , كانت راضيــه على شكلها ..
شافت الساعه , واهي ترجـــف ..
جت لها نعيـــمه , و وقفت بأنبهار , وقالت لها " ما شااااااااااااااء الله يا ستي , قمــــــــر , والله قمــــــر " وقربت ودارت حولها , واهي تقــول " تف تف تف " لما قابلت وجهها وقالت " حرام عليكي , السي عمر حيتجـــنـن لما يشوفك "
لمتها ريم ..
كانت خايفــه من هالمقــابله ..
بعــدت نعيـمه وقالت " ستي , السـواق يستنانا تحـــت "
هــزت راسها ببسمه مرتجــفه .
طلعــت نعيــمه ..
وقعــدت ريم على الفراش , مو حاسه انها تقدر تواجهه ..
خلاص بلاها ..راح ترسل لعمــر رساله تقـول له انها ما تبغى ..
تحــس انها ترجـــف ..خايـــفه ..خذت نفــس عميــق , واحد , واثنيـــن , وثلاث ..
قامـــت من مكانها للباب ..
بالطريق كانت تفكــر , هل الوقت صحيح ولا لأ ؟
بس الشــوق راح يذبحها له ..؟
ما تقدر تمنع نفســها
وبأستغراق كامل ما انتبــهت إلى انهم وصلوا للمستشفى ..
إلا لما قال لها السواق " وصلنا .."
ركبتها بدت تتصافق من هيبــة الموقف , والسواق ونعيــمه , كانوا يشوفونها ...
كانت حاسه بنظراتهم , بس ما تقـــدر تتحــــرك ..
لفت على نعيــمه , وابتسمــت بخــوف ..ردت لها نعيــمه الأبتسامه بتشجيــع .
وحطت ايدها على باب السياره ..وسمـــت بالله ..
تحــركت ..كبدها بدت تحـوم من الخـوف ..
راحـــت للأستعلامات , وسألت عن عمر ..
دلوها على الغرفــه ..بدت تدور , وتحــوس لما شافت الغرفه اللي عند الباب اكثــر كميــه من الزهور ..وعرفت انها هذي اهي .
ما ادخلــت على طــول ..
وقفت لوقـــت طويـــل ...وفجأه انفتح الباب ..وريم ارجعـــــت لورى بعجله , وتوتــر ..
وحطت ايدها على لفتها بســرعه ..
كانت ممرضــه اللي قالت لها " عاوزه حد "
تماسكـــت بقــوه وقالت بصوت رايـح من التوتر " عمــر "
ابتسمــت لها الممرضه , وقالت " دي هيه أوطتوا ..اتفضلي ما فيــش حد "
هــزت راسها بموافقــه .
ولأن الممرضه كانت تشــوفها ..
ادخــلت بقـــوه , واهي متظاهره بالقــوه .
واي ..واي ..واي ..ليه دخــلت كذا ليـــه !
وقفت بطريقه مفاجأه ..تمت تشوف الأرض ..
ما ارفعت راسـها , بس مدت ايدها , وانزعـــت اللفـــه , وطلعــت شعرها اللي كانت محضــرته للحظه اللي راح تنزع فيها اللفــه .
وبعدها ..أرفعـــت راســها ..
كانت راح تشـهق , كتمـــت شهقتها , بأن اضغــطت على اسنانها من الداخل , وكادت انها تغــص بريقــها ..
شكله للي يشـوفه بالوهله الأولي يفــزع ..يجـــن ..خاصــه ان كان الشخـص يعــشق المصاب
مشـــاعـرها اغمرتـــها ..
تبغى تجري , تركــض , ترتمي بين ايديه ..
حست بأسنانها تتصافــق ..من الداخـــل ..
كان ودها تواسيــه , تراضيــــه , تعبــر عن مشاعرها ..
لكنها ألحيــن مجبــوره تكتم ..لأنها تعرفه ..راح يرفض تعبيرها عن مشاعرها .
حاولت انها تتصرف عادي , كأنه ماكو شي , لكن ما تدري ان انجـحت او لأ ..
كانت رجــوله مو مرفــوعيـــن مثل ما وصـفت لها مها ..
رجل وحده بس مرفـوعه ..ورجله الثانيه ممدوه ومغطاة بجبيره
وجهــه بنفــس وسامـــته ..بنفــس رجوليــته لكن الأصابه الزرقا اللي على اعيــونه وخده , والشاش كانوا معطيــنه مظهر خطــر ..
ابتسامته الجانبيــه اللي بدت تنزرع على وجهه ..
ونظرته البارده , خلتها ترفــع راسها , وتحاول انها تبيــن انها قــويه بصوره اكبــر .
عمر لما ادخــلت ..قلبــه نسى يدق دقــته ..
ادخــلت عليــه بقــوه , غـــزت عزلة غرفته وسكــونها بقــوه .
فرضت نفســها عليــــه ..وعلى قلبه , وعلى عقله بعـــنف .
حرام عليها ..تصدمه بقوة حضورها جذي .
مرر عيـــنه عليها واهو منصــدم ..هالحرمه كل ساعه تــزيد جمال ..
تســــــحر الواحــد .
غمض عيــنه لما شافها تشــوف رجـله , ورد فتح عيـونه ..
شاف نظراتها تمر عليــه بهدوووء .
وهذا خلاه يتماســك , اكيــد تقارن بين شكله المكسـر ألحيـن , وشكل فيـصل ...
وهذا خلااااه يعصــــب ..
كان فيــصل يشوف جمالها , وزيــنها ..كان يشوفها ..بنـــــــــت اللذيــــــن ..كانت راح تتزوج غيـــره ..
حس ان انفاســه اللي قاعده تطلع منه.. حـــاره ..الظاهر فعلا فيــه نار شابه داخله .
حــول عصبيــته لسخريه مثل العاده لما شاف عيـونها تنتقل لوجهه ..
وقال ببرود " عسى عجبتج !! "
شافتــه ..
وكمــل والأبتسامه الساخره ردت تنزرع على شفايفه " ترى ما راح تضطرين تعيــشين مع هالشكل للأبد ..سألت الدكتــور , وقال اني راح اتعافى بإذن الله "
يعني كان يفكـر بالموضوع ..يعني هي شاغله عقــله ..
رق قلبها له ..
لكن ما عبــرت , مو قادره تنــطق ..
عمــر بدى يغتاظ ..يعني اشفيــها ..ليش مو قاعده تكلمـــه .
بس فيصل اللي تتكلم معاه ..
يا الله على هالأفكــــــــــار !!!
اما هي فتحركـــت من مكانها وبدت تنقــل نظرها بالغــرفه , وتتحرك فيها ..
وعمر يتابعها بنــظره ..صارت له ..صارت حلاله .
مو مصــدق ...يحــس انه بحــلم ..رمى راســه على المخده ..
وبدى يتأملها ..
هذي كانت راح تكون زوجـة فيصل .
كانت راح تتركـه
راح لها ..وهددها , وتمـــت مصــره على فيــصل !!
حس بمشاعره مثل الجنــون داخله ..
ريم كانت تمرر ايدها على الطوفه ..يمكن تبي تستمد قوتها من هالأشياء الجامده .
لما قربت منـــه ومن طاولته اللي قربه ..
مد ايــده , بعنــف متوافـــق مع عنــف مشاعره , وسحبــها ..
اما اهي فأشهـــقت بخـــوف ..
مســك راسها , وقربها بعنــف ...فرض سيطرته عليها ..
عبـــر عن مشــاعره بالتملك , والغيـــره بأفعال ما كان يقدر يعبر عنها لو ما كان زوجها ..
كان يقولها بفعله انها له ..زوجتــه ..ملكــه ..
ريم ما قاومتـــه , ما بعدته , بالعكــس تمام
كانت ممتنه من هالقــرب ..هالقرب اللي كانت محــرومه منـــه ..
ألحيــن هو حلالها وهي حلاله .
كانت راح تعبــر عن حبها له بهاللحـظه , وتقوله احــبك لكنه بعدها عنه لأجل يتكلم واهو ماسك شعرها وقال بعنــف " كنتي بتتزوجيـــن صــح ..كنتي بتتزوجيـــن غيــري .."
سكـــت بغضــــب , ورد قربها منــه , واهو يمنعها من الكلام والدفاع عن حالها ..
وبعدين مثل ما مسكها فجــأه ....بعدها بقســـوه فجأه ..
لدرجه انها كادت تطيــح على الأرض..لكن تماسكت بقوه..وانفاسها تتقطع ..
واهو كان يتابعها بنظراته..
وقال ببرود ما كنهم للحظه كانوا قراب " كنتي بتتزوجيـــن فيصل ..ها ..بتتزوجيـــن فيصــل "
عدلـــت شعرها ...وهي منـزله راسها ..بحيــث يغطي شعرها وجهها المملي بالمشاعر..كانت تحـس بحــب.. لكــن بقهــــر من فعلته لما بعدها عنه وكلمته لها ..ولما تأكدت من تماسكها ..وقدرتها على مواجهته ..رفعــت راسها
قالت ببرود يماثل بروده " مثل ما انت تزوجـــت غيـري "


 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية نار الغيرة تحرق رجل واطيها, نار الغيرة تحرق رجل واطيها, نار الغيــره تحرق رجل واطيها, قصة كويتية تمزج المجتمع السعودي والكويتي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية