البارت الخامس والعشرين
***تعالي واعتقي ذاك الخفوق المولع المرتاب ... مهب لأجلي عشان الله يجازيك ويجازيـني ***
" يكــفي يا فاطمه !! "
سمعت ساره امها تتكلم بغضــب بالجوال ..
تنهدت بضـيق فاطمه صايره كلما كلمت امهم تعصبها ..
سمعت امها تكمل " انا ما قلت اللي صار لأجل تدعــي على البنت ..هي وش ذنبها ان كان خالد يبغاها .. ما اظن انها اضربته على ايده لأجل يبات عندها "
واغلقت الجوال بوجه بنتها الكبيــره ..وهي ما عمرها اعملت هالشي ..ورمت التليــفون على اقرب مكان بغضــب ..
وقالت بنبـره غاضبه , لكن منخفضـه " اعوذ بالله , اعوذ بالله "
عصبتها مراااااااا , فاطمه متى بتفكــر بعقــل متى ؟ , مهما كان ما يصــير تدعي على الحرمــه .
دافعـت عن مها لأجل ما تتمادى بنتها ما يجـوز الدعـوه على المسلمــين ما يجــوز , وهالبنت ما كنها ام لطفليــن الله يهداها تحس ان ساره بأحيـان كثـيره انضج منها .
مها بتكون ام طفل خالد , و هي بدت تحس ان مها باقيـه معاهم لمده طويـله , ولازم بناتها يتقبلون وجودها , وخاصه فاطمـه ..
بدر قال لها من اول ما نقـل خالد من غرفتــه , لكن هي اعرفت ان ولدها ادام انه نقـل فهذا يعني انهم ردوا لبعـض , صحيـح انها ضاق صدرها على سمـر , لكن ..
لكن ما تقـدر تقــول حاجه ..
وش معقـول تطلب من ولدها ..ما تقدر تطلب منه يطلق مها .. لأنها خايـفه على بناتها !
اي خايفه على فاطمه وساره .
كما تديــن تدان ..
ولأن البنت من عرفتها ما عملــت يضر خالد او يضرهم
ساره تابعــت امها بنظراتها , امها صايـره عصبيــه بالأيام اللي فاتت .
يمكن لأن صديـقة عمرها مريضه , أو لأنها مستحيه تحط عينها بعين سمـر و ام سمـر .
اهي تعرف امها وتعرف مشاعرها , وخالد كل يوم يبين انه مو ناوي يترك مها ..
السبب مجهول ..
هل لأنه يحبها ؟؟؟
او لأنه يبغى ولده يربى عنده , فجالس يحايل مها ؟؟
ما تدري نظراته لها لما تكون معاهم غامضـه !
بس الأكيـد ان المها تحس بالحب تجاهه اكيـد ..مجرد شعــور قوي تحس فيه .
ردت تناظر امها اللي راحت للبلكونه ..
موضي اطلعت للبلكونه , لأنها ما تبغى ساره تشوف دموعها .
هذي الأوقات هي الأوقات اللي تفقد فيــها جاسم اكثــر شي .
جاسم كان يعرف يتعامل مع المواقف الصعبـه اكثـر منها , هي مهي عارفه وش هو التصرف اللي المفروض تقوم فيه .
كانت تعتمد عليـه بكل شي .. كان هو القوه , وهي الضعف !.
وألحين هي لوحدها ..
اه ه ه ه ه ه يا جاسم مكانك وش كبــره .
الله يرحمــك , مسحت دمعتها بسرعه بعد ما حست بدخول ساره عليها .
معلنه انه فاطمه على الخط ..تبغى تعتذر
عمــر :
اخيــرا بروحـــي ..
أه ه ه ه ه ه ه
كان ضـوء الغرفه مطفـي ما عدا الأبجوره اللي بقربه ..
وهذا الجــو الغيــر واقعــي خذا عقــله لها , لريمـــه ..
لشعرها الأســود مثـل الليــل .
تخيلـــه يمر بين اصابيــعه بنعومتـــه الغريبه ..
عيــونها الســود الكبــار كنهم بيــر من غيــر قرار .
تشــوفه ..تناظره ...بحب
لبشرتها اللي بلــون العســل .
اللي تلامـس بشرته .
لشــفايفها ..
قطع على نفســه الأفكـــار بغــضب ..بغــضب شديد .
افكاره الغبيـــه .
شفايدة هالأفكــار ..
اكيــد انها ما تفكــر فيــه .
تفكــر بفيــصل الغبــي
لف نظــره على الغرفه اللي اهو محبــوس فيها .
حاس نفســه بقفص , بقفص بهالفراش , بقفص افكــاره .
وده يطلع يغيــر جو ..يتحرر من افكــاره اللي ما تروح ولا ترد إلا لهااااااا .
من متى ؟
من متى يفكـر فيها بهالطريقه ؟
من متى صارت له هـوس ؟
من متى !! الجواب الصريح من اول ما طلقها !
هه
بدا يسخــر من نفســه
كان يكتــم أفكاره فيها بأعماق اعماقـه , لكن كانت تجيـه على شكـل
احلام .
تطيـر لها افكاره من الكويت للسعوديه بلحظات غيـر متوقعه وهالشي لما ما يكون متيقظ وحارس افكاره .
كان يظهر شوقه لها من تلقائية كتابته لرقمها على شاشة موبايله كلما سرح .
وهذا خلاه يحقــد عليها , المفروض يكرهها .
جا في باله الشخـص الوحيـد المظلوم بالمعادله هذي كلها .
نوره
انظلمتي يا نوره معاي ..انظلمتي وايـــد .
رفع ايده لجبهته بتعب ..وعجــز ..
وألمته جبهته المحطوط عليها الشاش .
وهذا خلاه ينــرفز , ويسب ويلعـــن نفســـه بغضب شديد وبحده باللهجه , وعنف .
وبصوت عالي ..
قطع عليه السب واللعن صــوت الباب ينفتــح من غيـر استئذان .
وهذا خلاه يرفع نظره , ويظهر البرود على ملامحه دليل الغضب الشديد .
الشخص اللي دخل ما كانت باينه ملامحه عدل ..
لكن لما جدم اكثـر ..
ولما عرف الشخـص تحولت ملامحه وصارت جليـــديه مفزعـه .
هذا إش يايبه ؟؟
ليــش ياي لي !!
يتشمـــت معقــول ياي يتشمت ..
بدا يشد بأيده على الغطا بالجهه اللي مو بايــنه لفيــصل .
الغيــره بدت تحرق صــدره , تذبحه ..
قاعد يتخيــل هالحــيـ ...., يشوفها كل يوم بالطالعه والنازله .
يبتســم لها ..
واهي تتصرف بخجل ...المشــهد بكل قســوته تمثل بعقله , وخلاه يصــر على اسنانه .
قوته الطبيعيه ردت له .. وسيطرته اللي يمارسها على نفســه ردت بقوه شديده ..
عمر ..هالأفكار ما راح تأدي لأي نتيجـه ..هذا ضيفـك , عامله عدل !
فيـصل دخل بسرعه من غيـر لا يطق على باب , لأنه سمع صوت غاضب من الداخل , ولأنه يدري انه ما في غيـر عمر , وخشى للحظه انه فيه شي !! , تصرف تلقائي
ولما كان عند الباب انصدم من قســوه السب واللعن اللي ينطق فيــه لسان عمــر لكن لما دخل وشاف جمود الملامح استغرب انه هالشخص هو اللي صدر منه هالكلام ؟ .
اصلا ما توقع من انسان بارد (هذا اللي سمعه عنه ) يصدر عنه هالكلام !
صاروا بوضـع غريــب كل واحد فيـهم مواجه الثاني خاصه لما عرف انه عمـر بخيـر .
عمر بخيــر !
بشكل عمـر الحالي , شكله مناقض لكلمة الخيــر !
كان شكله سئ , المنظر اقل ما يقال عنه سئ ..هذا اقل ما يقال عنـه ..
الله يعيــن اهله !
نقل نظره لرجول عمر ثم لصدره ثم لوجهه .
الإصابات منتشـره فيــه ..داله على قوة الحادث اللي تعرض له .
هذا اللي بكت عليه ريم , وقضت ليلها بعيــده عن عيونها النوم بسببه !
كان حاس بمشاعر عدم الأستلطاف اللي تنطلق من عمر , يمكن لأنه فسـر كافة تصرفات عمـر على انها حب لريم , واللي قد يكون تفسيـر خاطئ ..
فيـصل شاف عمر يبتسم ابتسامه جانبيه ساخره , و سمعه يقول بصوت منخفــض وبسرحان " استاذ فيصل ..استاذ فيصل " وكمل ببرود " يا حي الله من جا "
حس فيصل نفسـه على اعصابه من سماعه لحس هذا الأنسان ..يمكن لأنه للتو تلقى خبـر رفضها له !
سمع صـوت اللي اكبـر منه سنا يقول ببرود " تفـضل "
عمر حاول يقعد من سدحته , لكن حس انه تكهــرب من الألم اللي انطلق فجأه من ذراعه وصدره لراسه ..
بلع ريقه ..
وخذا نفــس ..
تغصـب الأبتسامه , وقال " اعذرني ما اقدر أقوم اضيـفك .." وأشر على رجوله الثنتيـــن , وقال بسخريه من وضعه " العيــن بصيـره والأيد قصيـره , لكن العصـير ..البرتقال والمانجا ..وما ادري شنو ..موجود بالثلاجـه "
مد فيـصل ايده برفض للعرض وقال " تسلم يا بوسعـود , ما أبغى.."
عيون عمر قست وقال بهدوء " استاذ فيصل ..ما يصيـر ما تشرب شي عندنا ..تفضل للعصيـر "
تنهد فيصل بأستسلام , عمر ما راح يتنازل , لكن هو ما كان جاي لأجل يتضيـف , ومهو معتبـر نفسـه ضيـف , لكن من الواضح ان عمر مصمم ..
تحرك وخذا العصـير الموجود بالثلاجـه ..
عمر ما كان يبي هذا الرجل بالذات يشوف ضعـفه , كان ملاحظ نظرته اللي انتقلت على اصاباته .
ونظرة الشفقه اللي مرت على عيـنه بسرعه واختفت لما ردت ألتقت بعيــونه .
كان كاره الوضــع ..هذا اشيبي , ليـــش ياي ؟
منو يظن نفسـه عشان يشوفه بالطريقه هذي ..
اهله اللي اهم اهله مو قاعد يستحملهم , أو بالأصح يتجنب يتكلم معاهم عشان ما يجرحهم , وهذا اكره الناس له , اثقلهم على قلبه بكل برود ياي لعنده , وبنظرات الشفقه !!
ويرد نفـس السؤال (ليــش ياي ) احساس داخلي علمه ان الموضوع مو اداء واجب ! , معقـول ياي للمشـروع !
فيصل وتلبيـه لدعــوه عمر بالجلوس ..قعد , لكن قبل ما يقعـد مد ايده لعمــر بتحيـه متعارف عليها .
قال فيـصل بكل هدوء " الحمدلله على سلامتك "
احساس عمر بأن الموضوع مو اداء واجـب زاد قـوه ..وصار وده يقـول وقف هالمقدمات وادخل بالموضوع .
نفســيته مو مستحمله هالأنسان ولا مستحمل انه يكلمه .
لكن قال ببرود " الله يسلمك "
فيصل من باب فتح حوار , سأل .. بهدوء " كيـف حصل الحادث ؟"
لما سمع عمـر السـؤال ..
بلحظه سكـت .
ورد السؤال لمخــه , كيـف ...حصل ...حادثـك ؟
ولما اسـتوعـب السؤال عــدل
انفجــر ضحـــك بسخريه ..
"هههههههههههههههههههههههه "
شر البليــه ما يضحــك ..
ومثل ما انفجرت الضحـكه فجأه , سكت فجأه ..وقال " هه ..أ ه ه ه ه ه ه "
شـيقول له !!
شيــقول حق هالأنسان ..
يا ترى عادي يـقول : مشـاعري لما شفتك اغلبتني وحسيـت بالغيـره وما عرفت اتنفـس , وخلتي افقد سيطرتي على السـكان !
لما لف على فيـصل لاحظ ان فيـصل عاقد النونه ..
وواضح عليـه بدايه غضــب , نتيجة عدم فهمه .
ما يلومه صـراحه !! , معاه حق يكون اكثـر من غاضـب ..لكن جد مو بيده لما ضحـك , سخرية الموضوع تضحك !
غمـض عيــنه عشان يتمالك اعصابه بس , وبعدين فتحها وشاف السـقف !
قال عمر بهدوء , ولما ألحين اثر الأبتسامه الساخره على فمه " انا اعتذر , الحادث كان مضحك , وسخيـف , لا تشـغل بالك فيــه "
لأن فيصل مو مهتم اصلا .. طوف الموضوع .
سمـع فيـصل يقول بهدوء "لا خذ راحتك "
عمر ظاهرته البارده بدت تتكسـر ..لأن التخيلات اللي بعقله زادت حدتها وكميـتها .
وقال للرجل اللي اصغر منه " امـر يا استاذ فيصل ! "
فيصل شاف عمر بهدوء , قاطعه بتلقائيـه " فيصل .." ولما شاف نظرة الأستغراب بويه عمـر قال " اسمي فيـصل "
ابتسم عمر ببرود , يكره احد يقاطع كلامه , وقال " اه ..المهم اعذرني على السؤال , بس ابي افهم سبب الزياره ؟ "
تسـند فيصل وقال بأبتسامه سخريـه بسيطه " وليه ما تقول اني جاي اداء واجـب "
ما رد الأبتسامه وقال ببرود " مو تقليل منك لكـن .. الساعه ألحيــن 10 ..احنا بمستشفى ..انا المفروض اني مصاب ..معرفتنا مهي بذيـج القوه .. ما شفتك إلا مره وحده بحياتي ..يعني بكل بساطه الوضع ما يتوافق لأداء الواجـب .. وأكبــر دليل ان وراك سالفه ..الموضوع متعلق بالعمل ؟؟ "
ما يقدر فيصل انه ينكر اعجابه بسرعة بديهة هالشخـص , على طول جمع واحد بواحد , واستنتج النتيـجه ..
قال ببساطه " معاك حـق , لكن المسـأله مهي متعلقه بالشغـل "
وشاف عمر بتصميـم !
عمر رفع حاجب , مو متعلق بالشغـل , ومعاه حـق ! ..هه عيـل ليــش ياي .
اشبيني وبيــن هذا.. غيـر الشغـل , والواجـب ..
فجأه نزل حاجبـه ..ما يبي يفكـر بالشي الثالث اللي بينهم .
لأن مو معقـول راح يتكلم عنها !
وهذا خلاه ينطق بكلمه جليـديه " اشتقصـد ؟ "
فيصل عرف انه عمر استوعب قصده ..
من غيـر اي كلام وعمر متابع لتصرفاته , اخذ التليــفون ودق ..
عمر عصــب من التجاهل , وعصب اكثـر من المسرحيــه , هذا اشلون يتجاهله جذي ؟؟
كان على طرف لسانه انه يطرده ..
لما سمع فيصل يقول " السلام عليكـم عمي حمد ؟ ......اخبارك ؟ "
عمر عقد حاجبـه بغضب ..وحيــره
يكره احساس الحيــره هذي .
" عمي انا ابغى افاتحك بموضوع , وخجلان منك ..."
.........
عمر لاحظ وجهه فـيصل اللي وجهه غايه في الجديه , ولكن بان عليه الراحه بعد ما سمع رد الطرف الثاني
" عمي انا .....انا امر بظروف تدفعني... " ومثل التردد , للأيحاء لعمــه ان الوضع اللي هو يمر فيــه سئ " اممم تدفعني اني انهي الخطــبه اللي بيني وبين بنتك "
عين فيصل كانت بعين عمـر
الصدمه ارتسمت على وجه عمر ..
مستحيــل
ما قدر يبعد عينه عن هالرجال.
معقول يعني , تركها ..
ولا اهو يبي يشوف ردة فعله وبس !
سمع فيصل يقول بقوه للتليـفون " عمي والله هو مهو رخـص فيكم , بالعكس انا يشرفني نسبكم , وقربكم , بس الظروف تحكم الأنسان "
عمر وفيصل ..عيونهم ملتقيــه ببعض .
ولا واحد منهم قدر يبعد عينه عن الثاني ..
فيصل لأنه يبغى يشوف ردة فعل عمـر
وعمر لأنه ببساطه ما يقدر يبعد عينه , يبي يعرف كل شي , كل تفصيـل صغيــر .
كان صوت حمد مرتفـع .
كان ينتقل للغرفه بقوه ..
خاصه ان عمر , وفيصل ساكتيــن .
كان صوت عمه بالطرف الثاني يقول بكل غرور ( انا كنت راح انهي الخطبـه )
( بنتي ألف من يتمناها )
وكان رد فيصل " اكيــد يا عمي , انا امتأكد من هالشي , وانا اسف اني انهيت المساله بمكالمه هاتفيـه , لكن وراي سفـره مهمه , وما حبيــت اني اسافـر قبل لا انهي المسأله "
الطرف الثاني وضح عليه الهدوء من انخفاض الصوت وعدم وصوله لأذن عمر .
رد فيصل " انا اســف مرة ثانيه يا عمي , ما كان ودي هالشي يصير لكن قدر الله , مع السلامه "
سكر الخط , واهو عينه على عمر .
عمــراللي قال بكل برود " شالمســرحيــه ؟ "
كان مسـتغرب شلون صوته طلع بهالبرود , واهو داخله فيضان , وبراكيــن , تــوتر ما يعلم فيه إلا رب العالميــن
قام فيصل من مكانه ..
وقال ببساطه " مســرحيــه , لأ مهي مسـرحيـه ..انا وبنت حمد انفصلنا ..انا جاي هنا لأجل اكون اول من يبارك لك فيها ...مع السلامه "
وببساطه طلع من الغرفه ..
تارك عمر يشوف مكانه اللي كان واقف فيه من غيــر اي كلام ..لأول مره من زمن طويـل احد يقول كلمه عمر يعجز معاها عن الرد الساخر او البارد
انفصل عنها ...
انفصل عنها ..
انفصـل عنها ..
بس شيقصـد بكلمته انا بكون اول من يبارك لك فيـها ..
يعني ..يعني هو فاهم انه ..انه اهو عمر يحبها .
غضـــب من نفســـه , انا احبها , لأ انا ما احبها ..ما احبها .
هذا الغبــي ان كان يظن اني أحبها فأهو الغلطان .
اهو بس ..
بس ما يقدر يخليها لغيــره , هذي هي المسأله , بس .
حس بدقات قلبــه تزيــد , تزيــد ..
رفع ايده وحطها على صدره , من خشيـتـه ان قلبه يهرب من قفصه الصدري ..
اهي حره ألحيــن ..
يعني يقدر يتقدم لها ..
يقدر يخليها له ..
لازم ..لازم يتحرك .. وبسرعه قبل لا تضيــع من ايده .. قبل ما تفلت منه مثل ذيج المره .
طاحت عينه على ريلـه , بدا يتأملها للحظه .
وحس بالقهــر
ألقى راسه على المخده , وارفعه , ورد القاه ورد ارفعـــه بحركه متكرره ..
شسوي ألحيـــــن ؟
اهي قبل وانا بكامل صحتي ومو مشتهيتني , شلون ألحيــن وريلي بهالحاله ؟؟
هه كان وده يضحك , و وده يصرخ بنفـس الوقت ..
المشكـله انه ما يقدر يتركها ..
اكتشــف انه ما يقدر ..
الكويت قبل طلاق عمـر وريم بثلاث اشهر :
ذكـرى زواج ريم وعمـر ..
ريم عندها اعداد عشـاء بهالمناسبـه موضوع مهم .
كان عمر جاي من الشــركه ومرهق بصـوره كبيــره , واهو ما عنده اي ذاكره متعلقه بالمناسبات الزوجيــه الخاصه , ولا يعطي لها اي بال ..
وهذا الشي يعصــب ريم , لكن مو بأيده , دايما ينسى هالسوالف , ريم عندها مليــون مناسبه , كل مناسبـه اغرب من الثانيــه , وكلها متعلقه بزواجهم ..
مناسبــه اول مره شافوا بعـض
مناسبه يوم خطبتهم
مناسبـه ملكتهم
مناسبة زواجهم
وهكذا ..
هي ما تحتفل فيهم على كثـرهم اهي بس اتسوي بهاليوم شي مميز يذكرهم بمناسبته , تقديـرا منها لأرتباطهم ولذكرياتهم مع بعـض
وأول ما دخل البيــت كان الظلام محيـط فيــه , استـغرب , شم ريحة البخــور لكن هذا شي طبيعي !
لكن لما جدم بالبيــت اكثــر لاحظ وجود الشمــوع , وصوت الموسيقى الهادي , ولاحظ انها اعدت طاولة الطعام بصــوره اكثــر من رائعه ..
اما اهي فكانت اللوحه الفنيــه .
كانت لابسه فستان حفـله (سهره ) ابيـض على الجسم بالضبـط ويوسع من تحت الركبـه , وشعرها كان مرفـوع بصوره انيـقه وجمـيله .
كانت تشــوفه بابتسـامه على شفايفهـا ..
وبعديــن قربت منه بهدوء ..واهو كان يتابع كل حركه من حركاتها والتعب اللي فيـه طار فجأه ..
قربت منه وحاوطت خصـره بأيدها ورفعت راسها له بدلال , وقالت " كل عام وانت الحـب "
وهذا خلا ايده تلتف على خصـرها بتلقائيه .
كان يشوف اللي حوله , ولما قالت كلمتها نزل عيــنه لها ..
ابتســم لها ..لكن بذهـن غايــب ..وقال بعد ما حس انها تتوقع منه كلمه " كل عام وانتي بخـير ريمي "
شــنو المناســبه اليــوم عشان هالكــلمه ..ما يدري ..
ذهنه غايــب بعد قضاء يوم كامل بالشركه , لأنه عندهم اليوم عمليـه اندماج مع شركه صغـيره تملكوها من فتــره .
ريم لاحظت وجهه , وهي تعرف زوجـها ..وهذا خلاها تبعد شوي على الرغم من وجود ايده على خصـرها " عمر انت ذاكر وش هي المناسبـه صح ؟؟ "
وليــــن شالبلشـــــــه ..
بعد عنها بحجة انه يشــيل الغتــره والعقال عن راســه , ويحط حقيــبة العمل ..
وحاول يعطي تخميـــن ..
حاول يراجع كل المناسبـات , وبالنهايه قال " اكيــد اذكــر ريمي , وهذا شي ينسي "
ريم حطت ايدها على خصرها وقالت " طيــب وش هي المناسبــه ؟ "
يا رب تكون صح , يا رب تكون صح .." ذكرى زواجنا "
لاحظ اشراق الأبتسامه على شفايفها , وهذا خلاه يحمدربه على التخميــن الصحيح ..
قربت منه وحاوطت رقبته بذراعها وقالت " صح "
بعد العشــا , وهم جالسيــن على الكنبــه , وايده ورا ظهرها ..
وهي مســنده راسها على صدره ..
يستمعون لأغاني هاديــه ..
ريم كانت حاســه وقتها , انها مو معقــول تكون اسعد من كذا , مو معقــول انه في زوج زي زوجها ..
كانت حاسه بأطمئنان ما قط حست فيــه من قبــل , وجودها بهالمكان , مع عمــر , وبحضنه يغمرها بأحساس بالأمان فظيــع , صح بينهم خلافاتهم , لكن هذا ما يقلل من عشقها له .
عمر صار له فـتره , ورغبـته بأنه يصــير اب تختمـر بنفســه , بدت تجتاحـه رغبــه بالأبـوه .
يبي شي يحمل جزء منه , وجزء من ريم ..شي يجمعهم للأبد
في بداية عيـشتهم مع بعـض يعني تقريبا من ثلاث سنيــن , كان رافض فكـرة الأطفال مو لشي غيــر انه يبي يكون مع ريم بروحهم لفتـره , قبل ما يجي طفل , ويكونون ملتزميــن بأشخاص اخرين غيــر انفســهم ..
توقع انه يلاقي معارضه من ريم , لكن بالعكــس , ريم رحبــت بالفكــره , وافرحت فيــها ..
لكن الحين خلاص ..
اهو كبــر واهي كبــرت ..
ويبي يبدي يأسس للأســره ..
وقال بهمـس متوافق مع الموسيقى الحالمه اللي حاطينها " ريم .."
ما تحركت من مكانها وقالت " هممم حبيبي"
ريم كانت متعـوده على عدم قول عمر لها حبيبتي , او عمري , او غيـره من كلمات التحبب , أو انا احبك , لكنها لما شكت لمها , قالت لها (انها تعاني من نفـس الوضع ) وبالتالي تقبلت طبيعه ريلها .
" ابي نأسس اسـره "
حست بجسدها يتجمد ..
ما فهمت وش يعني نأسس اسـره !
ما رفعت راسها وقالت " انأسس اسـره ؟؟ "
سمعـت صـوته يقول بطريقه حالمه " ريم ابي طفــل .. ابي طفـل صغيــر .. يملي حياتنا .. "
سمعت صوت الأبتسامه بكلامه وهو يكمل بنفـس الطريقه الحالمه ..
" ابي نوقف ناخذ الأحتياطات ..اليــوم "
ريم لما قال لها عمـر هالكلام , بالواقع ما تأثرت ..
ما اهتمت ..
عادي جدا جدا .
حست كنه يتكلم عن الجـو , مهو عن مستقبلهم .
وبالتالي ردت فعلها كانت مرا عاديه !
وقالت ببساطه " طيــب "
وقامت ببساطه تعمـل له قهـوه تركيــه , اللي هو يعشقـها بعد نصف ساعه من العشـا ..
ومـر على هالحادثه شهـرين كانت خلاله تفكـر بالحمل على انه شي واقـع , لكن ما بدت تتأثر أو تفـزع إلا لما اظهرت الأعراض عليها ...
تأخر الدوره , الأحساس بدوخـه من الوقوف الطويـل , بدت تعاف بعض انواع الطعام .
اشيـاء بسيطه ..
واهني بس بدت حقيقة الوضع تجي لعقلـها .
حمل ..حامل ..
اول ماقال لها عمر رغبتــه ما تأثرت ولا اهتمت ..
لكن لما صارت احتماليــه الموضوع حقيقيه , حســـت مو بس بالخوف , حست بالهلع .
حست بالذعــر يملاها ..
حست ببروده تمر على ظهرها ..
لكن اقنعت نفســها انها مهي خايفه ذاك الزود , ومهي متأثره , وان هالخوف هو خوف مبدئي حالها حال اي حرمـه , وبالتالي ما تكلمت عن الموضوع .
ولما زاد الموضوع عن شـك , من خلال تكرر هالأعراض كل يوم , لقت حالها ما تقـول لعمـر عن شكها , وراحت للصيديليه من غيــر اي كلام له عن الموضوع
و توجهت للصيدليــه , بعد ما طلع عمر للشركه..
لما دخلت و جا لها الصيدلي ..اخجلت للوهله الأولي من نطـق طلبــها .
وسمعت صوت الصيدلي يقول بهدوء " ايوه يا أنسـه , إزاي أأقدر اساعدك "
تغلبـت على خجلها ..
ونطقت برغبتها على الرغم من احساسها بالأحمرار اللي غازي وجهها ..
" اممم ابغى ..ابغى تحاليـل للحمل "
سلمها اللي هي تبغاه ..
وهو ثلاث انواع مختلفه من اختبار الحمــل ..عشان تضمن النتيـجه .
رجعـــت لبيتها ولما وصلت توجهت جري لغرفتهم ..
رمت الأغراض على الطاوله حقــت المنظره , وغيــرت ملابســها ..
وبدت تعمل اشياء بسيـطه وصغيــره , ومالها داعي كانت تبغى اتأجل وقت الحقيـقه
لكن الخوف ملاها وزاد اكثـر و أكـثر كلما حست ان مالها اي عمل تواجهه .
ولما تشجعت و واجهت
أكدوا لها ثلاثتهم عن حملها !
اهني بس انهارت .
لأ ما تقدر تكــون حامل , ما تبغى تكون ام .
حست ببرود من قوة الواقـع عليها ..
تذكـرت تصرفات امها معاها , تذكـرت وايد اشياء وخافت اكثـر ..
لكنها تماسكــت لأنه هذا هو الوقت اللي يجي فيـه عمر من الشـركه .
حضرت الغداء على الطاوله .. واجلست تستمع له بذهن غايــب .
وبعد لحظه سكــوت , ومن غيــر لا تقول له عن حملها , قالت بتوتر وبطريقه مفاجئه " عمر انا ما ابغى أحمـل "
رفع راســه عن الأكل , وبدا يشوفها ..من غيــر اي تعليــق , لكنها لاحظت ان وجهه اكتسى بالبرود وهذا يدل على ان الموضوع مو عاجبـه .
هي ما تدري وش قصدها من هالحركه بعد ما اكتشفـت انها حامل , لكن كانت تبي تقــوله , ما تدري يمكن يلقون لهم حـل بالمشـكله اللي هي فيها ..
تبي تقـوله ان هالشي ما تبغاه ابدا , ابدا ..
لكن ما توترت وقالت " انا ما أقصد اني ما ابغى أطفال للأبد لكني اقصـد اني ما ابغاه ألحين ."
ترك عمر الملعقــه اللي بيده وقال ببرود " وينج ما قلتي هالكلام من زمان , ليش ألحيــن ؟ "
تكره اسلوب البرود اللي اهو يتكلم فيه خاصه لما تكون هي على اعصابها ..
تبيــه يصرخ , ويعبــر , تعرف وش يحس فيــه بالوقت الحالي , بروده ما يعلمها وش يفكـر أو يحس فيــه .
وهذا الشي يجننها .
قالت بعصبيــه " لأني فكـرت ألحين بالموضوع وقررت اني ما ابغاه .."
كمل على نفـس اسلوبه البارد " امممم ومتى الوقت المناسـب اللي نيـيب فيه اطفال ونكون اسره من وجهة نظرج ؟ "
رجفــت من اسلـوبه لكن خذت طرحه للسؤال من باب انه موافق معاها على الفكـره , على الأقل موافقه مبدأيه ..
وقالت " ما ادري , ما ادري , يمكن عقب خمـس سنيـــن , عشــر سنين "
ببرود شديد " اهاااااا , واشمعنا عقب خمس سنيـن , او عشر سنيــن , ليش مو الحيــن ؟ "
بعصبيــه شديده قالت " لأني ما ابغى اطفال ألحيــن , هذا هو السبــب .."
تنرفز من صراخها وكلامها معاه بعدم احترام
طق الطاوله بقســوه , وقال ببرود من بين اسنانه " لا تعليـــن صوتج ..فاهمه .."
مع طقة الطاوله والصـوت القوي اللي صدر , نزت بمكانها ..
وبصوت اعلى قال بصرامه " فاهمه .. "
هزت راسها وعيـونها مغـورقه بالدموع .
وكررت كلامها بكل ما تحاول عليـه من هدوء بعد صرختــه المفاجأه " لأني ما ابغى .."
تسـند على الكرسـي وقال " انزيــن انا شنو يضمني انج بعد 5 سنيــن , أو عشـر سنيـن ما راح تفكـرين مره ثانيــه بالموضوع , وتقررين انج ما تبيــن اطفـال , طبعا هذا إذا وافقت انا احنا نأجل الفكـره "
شافـته بعجـز وقالت واهي ما تشـوف من الدموع اللي ماليــه عينها " ما ادري .. بذاك الوقت راح افكـر بالموضوع مره ومرتيــن , وراح اجبر نفسـي اني ابغاه .."
راح اجبــر نفســي ! هالكلمه اكثــر كلمه عصبـته , ونرفزته ..
ترك الأكل ..وقام واقف .
يمكن لو اعرضت الفكره أو مشكلتها بصوره احسن كان تفهم او تقبـل لكن اسلوبها كان سئ للغايه .
وقال ببرود " عيـل ردي فكـري ألحيــن مره ثانيــه , وقرري انج تبيــنه "
علاقتهم صارت متــوتره , لأنها صارت ما تخلي فرصه إلا وتختلف مع زوجها , وكلما صار السبب تافه كلما زادت هوشتها معاه .
لاحـظت ان عمر ما يقعد معاها , كان يجي من الشغــل بالليــل يرمي روحه على الفراش , وينام ..
ويطلع من الصبـح قبل ما تقعـد ..
كانت تدري انهم ألحين بالشـركه قاعديـن يحاولون يدخلـون سـوق مهم ..ويمكن هذا سبب انشغاله ..
واللي اعملته انها كملت ايامها بسكـوت بدون ما تخبر عمـر عن حملها ,شغله ماخذ وقته خاصه مع عملـية الدمج , ووجود مشاريع جديده , وهذا عذر خذته بأنها ما تقول لزوجها .
حتى ما راحت للطبيب لأجل تتأكد من حملها بصورة اكيـده .
لكنها بالتأكيــد خلت الفكـره تأثـر على استقرارها .
كل مخاوفها الطفـوليه ردت لها بقـوه , كل خوفها من الهجـر , ومن الحب , وبالأخص من الأطفال , وكل هذا طلع بقوه من اول ما سوت التحاليـل المنزليــه .
وبيوم رد عمـر بالليـل من الشغــل ,وراح للغرفه و اهو يفسـخ دشداشته , واهي قاعده على الفراش تبيــه يكلمها ..
لأنه من ايام مو قاعد يكلمها إلا ببرود , وجفا ..
قال واهو قاعد ياخذ دشداشة البـيت " انا راح اسافـر يوم الأربعا لمصـر "
قامت من مكانها بغـضب " تروح لمصــر , لأ , لأ .."
من غيــر اهتمام , طلع من الغرفــه , وقعد على الغنفه , وفتح التليــفزيون وبدا يشوف احد المباريات ..
قالت له " ما راح تروح لمـصر , ليــه , ليــه ألحيـن ؟ "
جاوبها بطريقه لا مباليه " راح افتتح الفرع المصري اهناك "
" قول لعمـي , قوله انك ما تبغى تروح "
لف عن المباراة وشافها وقال بأستهزاء " ومن قال ان ابوي اهو اللي بعثني , بالعكـس , انا اللي عرضت اني اروح "
بهمـس طلع من اعماق روحها " ليـه ؟ "
" ليش ؟؟ , ليــش , ما ادري انتي قولي لي ليــش "
" لازم تكون معاي ألحيــن , لازم .."
قام من مكانه وقرب منها حيــل , بس اهي ما تحركت , تبي قربه اللي اهو حرمها منه من ذاك اليوم , اللي اختلفت معاه , وقال بعصبيــه " لازم اكون معاج , ليــش , عشان ودج تختلفيـن معاي على الجو ,و لا على الأكل , ولا تبيــن تختلفيــن على الجوتي اللي انا لابسه , إذا انتي ودج , انا ما ودي , ما لي خلـق هالطفـوليه بالتصرفات , فكـري بتصرفاتج هالأسبـوع , وبعديـن نرد نجتمع واحنا اهدا واحسن "
تركها وراح لغرفة النـوم ..
اوقفت مكانها واهي تحاول تستوعـب كلامه , مو مصدقه انها فعلا سوت هالأشياء , كل كلمه قالها كانت صح .
ادخـلت بعد للغرفه , واقعدت قربه , واطلت عليـه من فوق , كانت متسنده على ايدها , شعرها طايح على جنـب , وقالت له " عمر انا اسـفه "
ما فتح عيــنه .
كملت " عمر وربي اسـفه "
قربت منه , وباست خده اليمين وقالت وهي قريبه منه وهمسها يلامس خده " اســفه "
" راح اروح لمصـر , وهذا الشي ما راح يغـير رايي "
قالت بغيـض لأنه فاهمها " عمــــر !! "
تنهد وفتح عيــنه كان وجهها قريب من وجهه وقال بهدوء " نعم يا ريم "
شافت وجهه وعرفت انه راح يعاند وطلباتها مهما كانت راح تلاقي الرفض ..
فقالت " ولا شي , ما ابغى شي "
استلقت قربــه , وما مد ايده لها , ولا تقرب منها , وهالشي اغاضها ..
قربت منه بشده وضمت ذراعه بشده لصدرها , تلتمس الأمان .
وحاولت تنام ..
لكنها بعد متضايقــه , وضايق صدرها , واهو مثل ما يحتاج للراحه , هي بعد تحتاجها .
اه مشتاقه (للجوهره ) , للجري معاها بالمزرعه ..
وعلى طول قالت بصوت عالي وفجأه " عمر ابغى اروح للسعـوديه "
حست فيـه يتصلب من ذراعه وكملت " بعد ما ترجع من مصـر , تعال لي هناك في مزرعة جدي , عمر انا مشتاقه للجوهره "
قال لها عمر ببرود " انا قلت لج انييب الجوهره للكويـت ..بس انتي رفضتي "
قالت له ريم باستعطاف " وابغى اشوف جدي فهد بعـد .."
قال بطريقه من وده ينهي السالفه بأسرع وقت وبسلام علشان يقدر يريح راسه ويرتاح " اوكي ..اوكي على راحتج "
قلقها اللي استمر لمدة اسابيـع , وخوفها هدت قوته , السـعوديه وجدها فهد ..
راح ترتاح من احساس التوتر اللي غامرها لأسابيـع .
توجـه عمر لمصــر بعد ما وصلها لمزرعة جدها بالسعوديه ..
ريم بعد ما مر يوميــن عليها بالسـعوديه , راحت للمستشفى من غيـر علم احد من اهلها , وبالتأكيـد من غيـر لا تبلغ زوجها اللي كان بمصـر , توجهها للمستشفى كان لأجل تحصل على التأكيـد النهائي من الصحه انها حامل .
كانت جالسـه قبال الدكتـوره اللي كانت مبتسمه بسعاده للمرأة الحامل اللي قبالها .
كانت ريم تسمـع نصايح الدكتـوره ..وهي خايفه اكثـر واكثـر .
وبسبب شوقها لخيلها قطعت كلام الدكــتوره وقالت بتوتر " دكتـوره , امممم اقدر امتطي الخيــل و .."
اضحكت الدكتـوره بنعومه وقالت " لأ طبعا يا ريم , امتطاء الخيـل , و حمل الأشياء الثقيله , الجري , الرياضات العنيـفه كلها ممنوعه يا قلبي , ان شاء الله بعد ولادتك"
ابتسمت ريم بتوتر من هالكلام ..
كيف تتصرف ألحين ..لازم تخبـر عمر بالموضوع ..
بس هذا شي ما تقدر تقوله لأحد ألحين , تبي تتقبل الموضوع أول ..
وبعدين تقوله لعمــر
ردت للمزرعـه , وتوجهت للغرفتها , ولأول مره من سمعت الخبـر بدت تبكـي ..
تبكي بخـــوف شديد
كل اللي فيها ألحين من هالطفل اللي في بطنها
حطت ايدها على اللي في بطنها على اللي راح يفســد حياتها , على اللي راح ينهي سعادتها ..
وتمنت لو ما كانت حامــل .
ما كانت حاسه بأي استلطاف لهالطفــل ..
هالطفل راح يقيدها .
راح يزعجها مثل ما هي ازعجت امها ..
معقــول عمر راح يتغيــر عليها ان عرف بأمر الطفل ,راح يفقد اهتمامه فيها مثل ما امها افقدت اهتمام ابوها بعد ولادتها .
مع هالأفكار السلبيـــه
نامت ..
صحت على دخــول الجوري لغرفتها بقوه , وكلامها بصيغــتها الطفــوليه " ريم , ريم , قومي , يلااااااا , قومي , البنات كلهم راح يعملون مسابقه , كلنا... مسابقه , يلااااااااااااا "
ريم ما مــيزت اي كلمه قالتها جــوري , حطت ايدها على عيــنها , وبعدت قذلتها عن عينها , وقالت " وش تقـولين ؟؟ "
بضيق طفولي قالت لها جوري " ريم وش فيكي , اقولك راح نعمل سباق بالخيــل , يلااا قومي , كلنا راح نتسابق , يلااااااا "
ريم ردة فعلها الأوليــه كانت الفرح .
الفرح الكبيــر ..
ابتسمت لجوري بكل سعاده وقالت " اوكي يلاااااا , قولي لهم اني بشترك "
جوري (مشجعة ريم الأولى) انطلقت لخارج الغرفــه بفــرح , لكن اول ما اغلقت الباب ..
تذكــرت ريم كلمة الدكتــوره " الخيــل ممنوع "
بعدت شعرها على وجهها , ومسكت اطرافه بقســوه ..
زادت ضيقتها من هالطفل ..
قامت من مكانها وراحت الحمام , واظهرت لأجل تقول لهم انها خلاص ما عاد فيها تلعـب ..
لكن رؤيتها (للجوهره ) نساها نفسـها , كانت من جد مشتاقه لخيلها , وفكرت انه مره وحده أو مرتين ما راح تأثر على هالطفل ..
وتسابقت مع البنات ..
وسباق ورى سباق ورى سباق ..ولعدة ايام متتاليـــه
ادى إلى النتيــجه المحتمه ..
بعد احد السباقات باليوم الخامس , ونزولها من الجــوهره مع بنات عمها ..
حست بألم فظيـــع ..
ألم لأول مره تعاني منــــه ..
كانت حاسه كنـه حشاياها تتقطع , كنه سكاكيــن داخلها .
الم ما اقدرت معاه انها توقف على رجولها .. وأدى إلى سقوطها على ركبتها ..ووضعها ايدها على الأرض وايد على بطنها , وصراخها بألم " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
عمر كان بمطـار السـعوديه ..
راد من رحلتـه من مصـر اللي استمرت لمدة خمسة ايام
راح لمـزرعه عمه فهـد واهو متحمـس ومشتـاق لها ..لزوجـته .
خلاص راح ينهي هالخلاف السخيــف اللي استمر اكثـر من اللازم .
اكيـد انها خايفـه من بدايه مرحله يديده بحياتهم .
أول ما صفـط السياره في مواقف المزرعه ..ونزل من السياره .. شـاف عمه فهـد طالع له من خيمته ..ويستـقبله .
كان واضح على وجه عمه الضيـق , والتعـب .
رحــب فيــه بزيـاده ..
لكن عمر قاله " عمي عسى ما شــر ..اشفيــك "
شافه عمه بتعــب وبعديــن قال " حيــاك , حيــاك "
وأشر على الخيـمه , اللي عمر شافها وشاف البيــت ..
لكن شوفة الريم شي ثانوي بالوقت الحالي
لأن واضح على عمه انه فيـه شي , وان عنده سالــفه , وهذا خلاه ما يهتم إلا بالموضوع اللي مضايق هالرجال الطيب .
لما قعد عمر على الأرض ..
شاف عمـه ..
واهو ينتظر انه يتكلم وبالفعـل قال عمه " عمر امس العصـر .. حصل حادث ..لريم "
عمر اول ما سمع الكلمه ..حاول يقـوم , لكن عمه فهد حط ايده على ذراعــه ..
وقال " انتظر يا عمـر "
رد عليــه عمر بقوه " شلـون انتظر وانت تقـول ان مرتي سوت حـادث "
" حرمتك ما فيــها شي ان شاء الله , صحتها تمام , حنا نقلناها لمستشـفى (......) , لكن الحادث ادى إلى .." هز فهد راسه بضيق وقال " ادى إلى سـقوط الطفــل , ريم كانت حامل , الحادث سقط الطفـل "
عمر قال بهمـس من الصدمه بأستغراب " حامل !"
عمر ما قدر يتحـرك , ما عرف يتحرك من الصدمـه ..
ريم كانت حامل وسقطت .
الخبــر كان جديد عليـه , هذا اللي صدمه ..
ما قدر يمنع نفســه من التفكــير ان هذا اللي كانت تبيـــه ريم .
ما كانت تبي طفـل ,وصار لها حادث وسقط طفل ..
حس بغضــب يملاااا قلبـــه : معقــول انها طيحــت الطفل متعمـده ..
هل كانت تدري عن انها حامل .
كان راح يضحك من تفاهة افكاره ..ريم مو معقــول تسوي هالشي .. مهما كانت تعارض الحمل بالوقت الحالي , ما كانت معقوله راح تسوي شي يأذي طفلهم ..
أو ...ممكن انها تسـوي ؟!!!.
فكــر فيها وبصحتها بعد الحادث , وحب يتأكد بصوره أكبــر وبهدوء " اشلونها اهي ؟؟ "
نظر له عمه فهد وقال " هي بخيــر , بغرفتها ألحيــن بعد ما رخصوها من المستشفى ومعاها بنات عمها "
هز راسه بموافقه ..
الحمدلله ..ادامها بخيــر ..فالحمدلله ..
كان تعبان من السفـر ثم الطريق للمزرعه , وألحيـــن هالخبــر !
غمض عينه وحط ايده على عينه بأرهاق ..
قال لعمه " إذا تسمح لي يا عمي , ابي اشوفها "
رد عليــه عمه بقوه " أكيـــد "
بعد عشـر دقايق كان عمر عند باب غرفتها بالمزرعه .
كان في بنت صغـيره واقفه قباله ..
جـوري ..
ابتسم لها بتعـب وقال " اشلونج يا جوري "
كان واضح على وجهها انها باكيـــه .
ولما سألها عن اخبارها تعبــرت بضيـق ..
وقالت بصوت منخفض " ماني بخيــر "
" أفاااااا ليش ؟؟ "
نزلــت دموعها " ريم سقطت امس, وكانت متألمه حيــل "
نزل على ركبــته قبالها , وقال " الحمدلله يا جوري انها بخيــر ألحين , لا تضايــقين روحج "
" عمر انت ما شفتها , هي ألحيـن نايمه ..بس كانت .."
ما كان يبي يسـمع , و ما كان يبي يحس بتأنيـــب الضميـر لأنه ما كان موجود بقربها واهي متألمه , وانها اضطرت تعيـش هالمحنه بروحها , وبتأنيـب الضميـر لشكه فيها ..
ألمها
واكتشافها انها حامل
واسقاطها للطفـل
قطع كلامها وقال " جـوري هذا شي صار وحصـل بالماضي , ان تضايقتي ألحين ..ما راح يغيــر من الماضي شي , بس راح تفسدين عليج الحاضر "
وبعدين ابتسم لها ابتسامه عريضه ..على الرغم من تعبه ..واهي ما اقدرت غيـر انها تتجاوب مع ابتسامته ..
وقال لها " روحي لتحت , وراح تشـوفيـن جيـس انا حاطه عند عمي فهـد , وراح تشــوفيــن شي يفرحج "
جـوري ببساطه بنت عمرها اثنى عشر سنه , قالت لعمــر " انت جايب لي هديــه ؟ "
ابتسم وقال " اي روحي شوفيها "
تركتــه بســرعه من غيــر لا تلتفت ونزلـت جري .
من اول ما غابت عن عيــنه غابت الأبتسامه عن فمه , وقام من على طوله ..
وفتــح باب غرفتها بهدوء .
كانت الغرفه مضاءه , وشافها مستلقيــه على الفراش ونايمه , وعوره قلبـــه , بمجرد التفكــير باللي عانت منه بالوقت اللي ما كان فيــه موجود قربها , وعصب من نفســه انه شـك بأنها معـقوله تتعمد تسوي جذي بالطفـل اللي بينهم .
هذا إضافه إلى الضيـق اللي حاسه بأنهم ما عرفوا بوجود طفلهم إلا لما افقدوه ..
فصخ جاكيـــت البدله اللي كان لابسها ..
وقرب من فراشها , قعد على طرف الفراش وبدا يتأملها , كان واضح على ويهها التعــب حتى وهي نايمه .
قعد لفتـــره معاها ..وما تجرأ يلمسها خوفا من انها تقعد ..واكتفى بالنظر فقط
احساسه بالضيـق زاد بصدره , واحساسه بتأنيــب الضميـر زاد اكثر .
وهذا ادفعه انه يطلع من الغرفه .
ويروح للأسطبلات بالمزرعه ويختار خيـل ويمتطيــه ..
أ ه ه ه ه ه ه
الخيــل والهوا كان لهم تأثيـــر ايجابي عليه , دائما لهم هالتأثيــر ..
فكــر بالريم ..
فكر بحادثها ..
حادثها ..ما سأل عن حادثها واشلون صار !
الله يعيــن بس ..
كانت حامل , كانت حامل بطفـلهم , طفــل راح يجمعهم , اهي واهو
وهذا الطفـل راح لحكمه عند الله سبحانه ..
بمحاولتهم الثانيــه للأنجاب لازم ياخذون حذرهم ويتجنبـون الحوادث ..
كان الخيــل اللي هو يمتطيــه قاعد يركض بأقصى سرعتــه وهذا الشي اللي كان يبيه عمــر ..
كان حاس انه يقدر بهالطريقه يطلع طاقته السلبيــه ويقدر يفكــر باللي صار بطريقه افضـل ..
وده يروح للطبيــبه اللي عالجت حادث ريم , ويعرف منها هل للحادث تأثيــر على ريم بالمستقبـل بالنسبـه للأنجاب , وده يعرف شلون يعرفون عوارض الحمل عشان يتلافون مثل هالحوادث بالمستقبل ..
لازم يروح بأقرب فرصه ممكنه ..
ليش بأقرب فرصه ..
ليش ما يروح ألحين ..
رد الخيــل اللي كانت يمتطيــه للأسطبل وركب سيارته , وانطلق للمستـشفى اللي قال عنها عمه فهد .
لما وصل للمستشفى وسأل عن كل الحوادث اللي صارت امس , بأستعماله لأسمه , ولأسم عائلته تمكن من الحصـول على اسم الدكتـوره اللي عالجت الريم , وعرف انها موجوده بالمستشفى .
وبعد خمس دقايق كان بمكتب رئيس المستشفى , والطبيبه قباله , لوحدهم ..
قالت له الدكتـوره بكل صرامه " نعم "
" انا اسـف اني احضرتج بهالوقت دكتـوره , لكني محتاج اعرف عن حاله معيــنه "
شافته بصرامه وعدم استلطاف كلي " نعم , حنا تمر علينا حالات كثــيره , فممكن تحدد لي الحاله اللي انت تبغاها "
عمر تجاهل تصرفاتها , وكمل كلامه " حالة ريم بنت حمد .. امس عملت حادث , وسقطت الطفل "
وقالت بهدوء " ايــوه , عرفتها "
شافها عمر وقال "انا كنت ابي اعرف ان كان الحادث ممكن يأثر على قدرتها على الأنجاب "
قالت له الدكـتوره " لأ ان شاء الله ما راح يأثر على قدرتها للأنجاب ان كانت فعلا تبغى الطفـل .."
وعلى الجمله الأخيـره , واضغطت على كل حرف قالته , بتعمد !
ابتسم , ابتسامه مفتعله من تصرفاتها , وقال من بين اسنانه " انا حاس انج تقصديــن شي من ورى هالجمله "
" الأخت ريم , جت لي هنا من كم يوم , اعلنت لها انها حـامل , وان عليها تجنب ركوب الخيــل , لأجل تحافظ على حملها , وكونها ركبت الخيــل طول الأيام اللي فاتوا على كلام المقربيـن منها , فهذا معناه انها ما كانت تبغى الطفــل , وبالتالي ان كانت تبغى طفل فعلا , فراح يكون لها اللي تبغاه....., هذا اخـر سؤال اخوي "
ما كان مصـدق اللي يسمعــه
مو معقــول .
حس انه انطعـــــن , بصدره ..
حس بكلماتها ارماح اسحبت روحه من جســـده
ألمــــــه قلبــــــــــــه ..كن احد ضربه بقلبــه ..
سمع صوت الدكــتوره يقــول بضجـر " اخوي هذا اخر سؤال ؟ "
هز راســـه بأن نعم ..
قامت بعدم اهتمام انها للتو قد اهدمت حياة انسان ..
فكــر عمر انها طبيــبه لكنها ما شافت انها اذبحت في داخله شي لما انطقــت كلامتها بلامبالاة .
مرر ايده على شعــره بعجــز ..
كان شاك ان ريم عملت هالعملـه , لكن انه يشك غيــر عن الواقع ..
كان يشك ...يا عالم.. بس شــك ..
ألحيـــن صار كل شي اكيــد , طيحـــت الطفل عامده متعمده ..
الأنانيه ..
القاتـــله ..
عديمة الأحساس ..
الحيــوان اللي اهو الحيــوان ما يذبح اعياله , وهذي..
قام من مكانه , على دخـول رئيـس المستشفى اللي اشكــره عمر بسرعــه وطلـع ..
دخــل سيارتـــه ..
واهو يلعــن الساعه , اللي قرر فيها يزور المسـتشفى , واهو يلعن الساعه اللي قرر فيها الأستعجال للرجوع لريم ..
ألم بقلبـــه , قاعد يذبحـــه ..
ليش جذي يا ريــم , ليـــش , انا شنو سويــت لج عشان تسـوين لي جذي , ليـــش
اه ه ه ه ه
الجرح مــــوت الجـــرح لا جا من احبــاب .
فتح الكرافتــه وفتح الزرار الأول من قميــصه .
حرك السياره لمجرد تحريكها , من غيـر اي هدف , ظل يمشي بالسياره .
موبايله كان يدق كل خمس دقايق معلن له ان ريم تتصل فيــه .
اسمها حتى اسمها كان يذبحـــه ..
كان حاس بالأحتقار والحقد مالي قلبــه تجاه هالأنسانه ...
كان يشوف رقمها وما كان يرد , عاجــز انه يرد قدرته على السيـطره على نفسـه .
اهي ادخلت المستشفى وسوت تحاليـل وانا ما ادري.. , واعرفت انها حامل , وما بلغتني , و ...
كان صوت الموبايل قاعد يزعجه .
مو مصدق انها اعملت اللي اعملته ببساطه , ونامــــت , كانت نايمه بعد ما اذبحت ولدهم .
وجوري تقول انها تألمت ..
قلعتها تتألم , عساها من هالشي واردى ..
ماني مصدق اني حسـيت بتأنيب الضميـر لأني ما كنت قربها , يالغبي ..
يا الغبي اقدرت انها تخش عليك انها حامل .
يالغبي ..
وقف السياره على جانب الطريق .. وقعد اهناك ..يكرهها بكل لحظه اكثـر من الثانيه .
بعد ثلاث ساعات بالضبط .
توجهه للمزرعه , يبي يسمــع الكلام منها , يبي يسمع الجريمه من لسان القاتل .
نزل واهو مو منتبـه لسيارة عمه حمد اللي واقفه عند الباب ..
دخل للمجلس الخاص ببيت المزرعه , ما كان فيــه احد .
اتصل على عمه فهد ..وقال بكل هدوء " عمي لا هنت , انا بالمجلس اللي بالمزرعه , إذا ممكن تيي انت وريم "
سمع صوت عمه اللي قال بأستغراب " عمر انت وين كنـــت ؟ حرمتك تمت تتصل فيك لساعات "
" عمي فهد لو سمحت انا راح اكون بأنتظاركم "
" طيب ليه ما تدخل لداخل بيت المزرعه .."
" عمي لو سمحت .."
كنه الرجال الكبيـر فهم ان بالموضوع عله قال " طيب يا ولدي طيــب "
عمر اغلق التليــفون ..
وحط ايده على راسـه , اهو طلب وجود عمه فهد لأنه مو متأكده من قدرته على التحكم بعمره , لأنه يبي احد يكون موجود إذا فقد اعصابه ..
الكره غامر قلبه اتجاهها ..
حس بدخــولهم , ووقف ..
الساعه كانت خمس العصــر , كان الوقت وقت غروب الشمــس بالأفق ..
والضوء الأحمــر كان يدخل من الدرايش اللي ماليــه الغرفه.. خالق جــو جمــيل , جماله مناقض لبشاعة الواقع .
اللي ادخـلوا كان عمه فهد , وعمه حمد , وريم ..
اللي اول ما شافته مشــت له بتعب , و وجهها واضح عليـه التعب الفظيـع , ورمت ذراعها حوله بخوف وحــب وشوق ..
وقالت " عمر فزعتنـي ,ليه ما ترد على الأتصالات حبيــ ...ـي "
انقطعت كلمتها لما بعد ايدها عنه بجفــا ..
الكذابــــه , القاتــله , عديــمه الأحساس , هذي من وين لها قلــب عشان تحب , وتحس وتقلق ..
ريم لما بعدها عنه انصدمت , من قساوة ايده , كان يبعدها بقسـاوه ..
حتى ما حط عينه عليها , ولاشافها او شاف وجهها .
ما كنه غاب عنها خمس ايام .
راح لأبوها وسلم عليـه .
وقال لهم بهدوء " تفضلـوا .."
كان حاس انه منأرف من ريم , مشمئز من فعلتها وما يقدر يشوفها ..
كان يشوف ريم ببرود " حمدلله على سلامتج "
كان بعدها واقفه مكانها من صدمة صدته القاسيــه لها قدام جدها وابوها .
ولما جاب طاري الجنيــن اللي طاح ..
توترت ..
واحمر وجهها لأحساسها بتأنيـــب الضميــر من ذكـرى كلمتها له , ومن اهمالها .
ردت عليه بهمـس " الله يسلمك "
لما شاف احمرار وجهها حس بقلبه يقسى جهتها ..
ودخل بالموضوع مباشره
لأنه السؤال راح يخنقه ان استمر اكثر داخل صدره
وقال بهدوء " انتي كنتي تدرين انج حامل ؟ قبل الحادث , كنتي تدرين ؟"
قال جدها اللي كان محافظ على سكـوته لغموض عمر " عمر وش هالكلام الفاضي , اكيـد انها ما تدري , لو كانت تدري ما كانت ركبـت الخيـل "
وجه عمر البارد تحول لوجه مستهزأ وقال لعمه فهد , واهو بعده ينظر لريم " هذا مو كلام الدكتــوره "
ريم لما سمعت هالكلـمه رجفت ساقها .. ورجعت لأقرب مقعد واجلســت عليــه ..
فهد و وحمد , وجوههم عكست مدى صدمتهم ..
اما عمر فظل يشوف مرته وقال بلهجة استهزاء بأول اربع كلمات وبعدين تحولت لهجته للهجة قاسيــه " يلا يا مرتي الحبيــبه قولي لي كنتي تدرين مثل ما قالت الدكــتوره , ولا ما كنتي تدرين انج حامل , كنتي تدرين ان ركوب الخيـل ممنوع ولا ما كنتي تدرين ؟ "
لهجته القاسيــه , وذهابه للدكتـوره من دون مواجهتها دفعتها انها ترفع راسها بوسيـله دفاعيـه , اهي مهي غلطانه بشي , ما كانت تقصد ان الطفل يسقط ..
انقلــت نظرها لأهلها وبعدين له , وقالت " ايــه ادري "
" يا الـحـقـ ... "
ومنع نفســه على اخر لحظه من نطق الكلمه .
اما اهي فأنصدمت من الكلمــه اللي كانت على وجه انها تنطق .
شالمشكلـه ان كانت تدري , يعني وش فيها ان درت انها حامل ..هي ما كان قصدها انها تسقط الطفـل .
عمر قام من مكانه من غيــر شعــور , ومن غيــر احساس وتوجه لها
اما اهي فكانت تشــوفه بصدمه ..
واهي متصلبه بمكانها .
سحبها من مكانها وبدى يهزها " وتقــولينها ..وتقوليـــنها بكل وقاحــه ..انتي شنــو انتي ..انتي من شنــو مخلــوقه .."
كان يهزها بقســـوه , ما كان يسمع صوت جدها اللي كان يقــول له " اذكــر الله يا عمــر , اذكــر الله "
كان يصرخ ويهزها من غيــر شعـور " حسي على دمج شــوي , وقولي ما كنت ادري , او ابجي , او سوي شي , الحيــوانات يحســـون اكثــر منج , تذبحيـــن طفلج , تتعمدين تذبحيــــنه , وانتي تدرين , ليـــش , قولي لي , ليـــــش ؟ "
ردت عليــه بصرخــه " انا قلت لك اني ما كنت ابغى طفــل , ما ابغا طفــل يقيدني "
تركها بقســـوه لأنه مو مصــدق اللي قاعد يسمعــه ..
طول هالفتــره اهو كان عايــش مع شنـــو ؟؟
مع وحـــش ؟
وهز راســه بعدم تصديــق " هه وانا اللي كنت ابي طفل يجمعني معاج , لكن الحمدلله ان هالشــي ما حصــل , وعسى ان تكوهوا شيئا وهو خيــر لكم , انتي من اسوأ انواع البــشر "
حمد كان يشوف المنظر قدامه وكان منصــدم .
من كلام عمــر , ومن فعــل ريم ..
ومن انه شهد هالمواجهه ,كان عاجز عن الكلام .
فهد كان يشهد على هالمواجهه واهو بعد عاجز انه يستوعب ان حفيـدته معقــول تعمل عمل بهالقســوه .
ريم انقلت عيــنها على الموجوديـن واللي كانوا يشهدون على الواقعه ..
وردت شافت زوجها ..
كانت حاســه بالجرح , والخجل , ما كانت تقصــد ..
اهي كانت منهاره امــس كله بعد اللي حصل من اهمالها , واندمت على عدم التزامها بكلام الدكتـوره لكن انه عمــر يقول كل هالكلام عنها .
ليــه يكلمها كذا , ليـــه يعاملها كذاا ما كانت تقصــد ..
وهالشي خلالها دفاعيــه وخلاها تحاول تجرحه مثل ما جرحها , وغفل عن عقلها انه مجروح من سقــوط الطفــل ..
كانت اصغــر من انها تتعامل بعقلها من دون مشاعرها , قالت له بصراخ " يمكــن لأني ما ابغى طفل يربط اسمي فيـك ..ما ابغى طفل من رجل ما يحس , ما يعبــر , بارد , بارد .. حتى الضرب ما يضرب , انت انسان بارد , ما عندك مشاعر , حجر .."
كانت مواجهها ومو مصدق اللي يسمعه .
كانت متــوقع انها تعتذر , تنكــر , لكن هالكلام ...
طعــــــــــــــــــون
كل كلمه , كل تصــرف ..
طعــــــــــــون .
فتح فمه يبغى يتكلم .
ورد اغلقه , عض شفته العليـا ..
ما قرب منها .
بس كان يشوفها بعدم تصديـق .
هز راســه
ولف وجهه وطلع ..
لما شافتـــه يطلع ما صدقت ..لأ انا وش قلـــت ..
لأ مستحيــل انا ما قلت هالكلام ..
انا احبـــه , انا اعشــقه , مستحيــل اقوله هالكلام , عمــر لا تصدق كلمتي ,لا تصدقني
عمر طلــع , كلامها يتردد بعقلـــه لدرجه انه حــس خلاص راح يجــن ..
حس بعمــه فهد يكلمه ويقول له " عمــر استهدي بالله , وارجع , هي بنت طايشــه ما تقصد كلامها , انت تعرف انها تتكلم قبل ما تفكــر , عمر امــس طول اليوم كانت تبكي , تبكي بأنهيار , عمــر .."
اهني بس عمــر وقف مكانه .
ورد للمجلس وفي باله شي واحد ..
عمه فهــد قال " الحمدلله يا عمــر , اي وانا ابوك , ارجع لها وعقلها بالكلام الطيــب "
ورجع للباب وشافها واقفه مكانها ..ما تحركت منه .
وقال لها بكل برود " انتي طالق "
حتى لما عرف باللي ســوته ما طرى على باله الطلاق , لكن ألحيــن بعد كلامها وردة فعلها , مو قادر حتى انه يشوفها .
وطلع من الغرفه , من غيــر اهتمام بصراخها , وصياحها ..
ولا كان يسمع شي غيــر دقات قلبــه .
هذي ما تستاهل حبــي ..
ما تستاهل مشاعري تجاها ..
خساره فيــها الحـــب , خساره فيــها السنوات اللي قضيتها اعشقها فيها, خساره فيها كل لحظه قضيتها بالتفكــير فيها .
خساره ..
الوقت الحالي مها :
عجـزت تدخل على جدها وخالها عمــر .
خالد ما اقدرت تشــوفه .
اعجـزت تواجههم لانها منهاره , ميــــته .
شوفتها معاه للمره الثانيـــه اقهرتها , حركت الجمــر اللي كان طافي , لظى ..يحــــرقها , يألمها , يصيبها بالغثيـــان .
خاصه بعد ما اهي مها استسلمـــت له , واغفلت عيـنها عن كل خلافاتهم وتنازلت عن كرامتها , لكن انه يكون بنفــس المستشفى يتكلم مع خطيــبته شي لا يحتمل , ولا يطاق .
سمــر فيها كل شي , مها مو موجود فيها , بنت عمه , اهله راضيـن عليها يعني ما راح يعورون راسـه , واهو مفتخـر فيها ومعلن خطبتهم ..
اه ه ه ه ه يا القهــر .
الدمعه ما انزلت من عيــنها ..واهي بالسيــاره .
قهرها واصل لدرجه تحس معاه ان نبــع الدموع جـــف .
مهي عارفه شلون تطفــي اللي في قلبها من غيـــره , ونار .
مها اللي يشــوف وجهها فكان راح يشوف وجه متعــب , اصفــر , وزنها نقص بهالأيام اللي فاتت , ما احد يحس انها حامل إلا ان دقق , تحت عيـنها اســود .
اول ما ادخلــت غرفتهم بالفنـدق من ساعتيــن تقريبا أو اكثـر , هفـــت عليها ريحتــه .
عطـــره .
اهني فقط .
طلعت صرخة غيـض من بلعـومها , اقرب للصـرخه .
قعدت تروح , وترد بالغرفــه , يميــن , يسار , فوق , تحت ..
وااااي تعبــانه , واااااااي يا ربي ..
يا ربي منـــو يطفـي جمــر الغظا اللي حارقنــي ..
وااااي قلبــي ذابحــني
وااااااااي
يماااااا تعالي لي , يما تعالي لي ..
وفجأة توجــهت بكل غضبــها وعصبيـتها وطلعـت شنتطته من الخـزانه , ما راح ينام عندي , ويقرب مني , واهو يكلمها , ويسولف معاها ..
رمت حقيـبته على الأرض ..
خل ينام عند اخـوه , انا ما ابيه , ما ابيــه
بدت تاخـذ اغراضـه من الخزانه اللي هي بنفسـها علقتهم , وقامت ترميــهم بشنطته .
من غيــر اي اهتمام , بالترتيــب او النظام .
تســحب بلوزه او تي شيرت وتلفحها ريحـته العطـره , تغتاظ اكثــر ..
وتسحبه بشـده اكثــر .
ظهرها كان الألم فيــه فظيـع لكنها تجاهلته مثل ما تجاهلته طول الأيام اللي فاتت .
واهي بغمــرة اندماجها بعملها من سحــب للملابس ما انتبهت للباب اللي فتـح إلا لما تسكـــر بقوه .
وهذا خلاها تقفز بمكانها وترمي البلوزه اللي بيدها , بخشـــيه , قوتها اللي كانت تتحلى فيــها اختفـت فجأه لما ألتقت عينــها بعيـــنه .
رجعت خطـوه بتلقائيــه , من الغضـب اللي كان باين بوجهه وبتعابيــره .
كان الشرر ينطلق من عيونه ..
لكن بعدين وقفت مكانها وشدت ظهرها اللي كان يألمها , اهي مو غلطانه .
اي اهي مو غلطانه اهو بروحــه الغلطان ..
خالد لما دخـــل الغــرفه كان غاضـــب , الطريق والزحمه ما هونت عليــه , ولا هدت له اعصـابه .
لكن لما دخــل وشاف اللي هي تعمــله .
وشاف شنطتـــه على الأرض واهدومه مرميــه بكل مكان .
اكتشـــف معنى ثاني للغضــب , ما كان عارفه من قبــل .
قال بكل ما يقدر عليـه من ضـبط للنفــس ..لكن صوته كان واضح عليــه الغضــب " اش جالســه تســوين ؟ "
قالت بقهـــر , واهي تتذكـــر شكله واهو يكلم سمــر " ما ابيـــك , بس خلاص ما ابيــــــك "
تقــول ما تبيـــه ..
هي ما تبيــه هو ..
هي تشيــل ملابســه , من الخزانه وترميــها لأنها ما تبيـــه ..
صـــر على اسنــانه بكل غضب الدنيــا , وقال واهو يرجف من الغضــب ومن بين اسنــانه , وانفاســه العاليــه " ما تبيـــــني ...ما تبيــــني .." تحول الصــوت لصرخه عاليـــه " ما تبيــــــني ..وهو بكيـــفك ؟؟؟ .."
قرب منها , واهي بعدت ..
اول مره تشــوفه جذي , عيــنها وســعت من الصدمه والخوف..
كمل بنفـس النبــره , واهو غاضــب بشده " وهالزواج كله تحت امرك , متى ما تبيـــن تكمليـــن فيــه كملـتي ؟ , ومتى ما ما بغيـــتي انهيـــتيــه ."
كلامه اللي كان بصراخ , وتقربه منها , خلا قلبــها ينبـض بصوره قــويه .
هــزت براســها برفض , اهي ما قـط سوت جذي , ما قط ارفضـ..
قطع افكارها , الهمــس القاســي والشديد الصادر منــه " تظنيني صبـي عندك , تجريـــني لك بأيد ومتى ما مليــتي تبعديـــني بالأيد الثانيــه , هاااااا يا اميــــره , متى ما بغيــتي تروحيــن لبيت ابوك رحتي , متى ما بغيتـي ترفضيـن تقابليني ترفضيــن , متى ما ودك تعتبــريني سئ فأنا سئ , ومتى ما ودك تقربيــن قربتي , ومتى ما ودك تبعديــن بعدتي من غيــر اي اعتبار لي , أو لوجهة نظري "
كان ملاحظ كيــف تبعـد عنه , كيــف ان كل خطوه يخطوها للأمام هي ترجع فيها مليــون خطوه للخـلف .
وبكل غضـــب , مســك ذراعها لمنعها من التراجـع , وشد جسمها له , بحيــث صار الجسديــن متلاصقيــن كليــا .
حطت ايدها على صدره تبــعده من غيـر اي كلام , منصدمه من اللي قاعد يقــوله ..
حســت بألم براسـها , وبجسدها كله من التعــب اللي استمر لأيام ..
اصلا ما كانت مصدقه ان خالد شايف ان زواجهم ماشي بكيــفها ..لأنها اهي عكـسه بالضبط .
" لكن هالمره , كل شي بيكون بأمري , هذا الزواج يا اميــره , مهو تحت امرتك , ولا هو بكيــفك , انا اللي راح احدد متى و وين راح ينتهي "
قالت له اللي في بالها .. لأنها مو قادره تركـز على الأمور الثانيــه , ولا على الكلام اللي قاعد يقـوله ..كتبرير للي قاعده تسويه لأنها مو فاهمه عن شنو قاعد يتكلم
" انا ..بس ...ان ...سمــر وبس "
ما تدري هل هذي جمله مفيـده ولا لأ ؟
بس كان في بالها تقــول له , انا بتركك ألحين عشان سمـر وبس
" سمــر , سمـــر , ههههههههه , وش هالنكـــته "
مسك شعرها بأيده ورفع راسها بشده ..
شهقــــت من الصدمه اللي سببتها رفعة راسها .
" سمــر هي اللي خلتك تتركيــني أول مره , هي اللي خلتك ترفضيـن مكالماتي , هي اللي خلتك ترفضيــن تقابليـــني لما كنت اجي لك , هي .. جاوبي هي ؟ "
شقاعد يقـول ؟؟
مستحيــــل .
اهو ما جا لها بالكويــت عقب خلافهم , ما اتصل عليـها
ما احد قال لها ..
لما ما ردت عليـــه , وشاف الحيــره والصدمه بعيــونها ,شد على شعرها بقــوه , وبعدين تركه وتركها , بعد عنها واهو غاضـــب ..
حاس بالغيــظ منها .
ما كان قادر يناظر فيها من غيــر ما يجيــــه شعــور بالخيانه , وشعــور ثاني يليــن له قلبـه تجاهها واهو ما كان يبغى هاللين .
كان رايـح ...راد بالغرفــه مثل الأسد المحبـوس .
اما اهي فحطت ايدها على شعـرها اللي حست بألم فيه من شدة ضغطه عليــه .
اقعدت على كرسي المنظـــره بصدمه , سبب طلبها للطلاق بالأساس كان عدم مراضاته لها , وعدم قدومه واعترافه بغلطـته .
بس كلامه يقــول انه جا لها ببيت ابوها , جا الكويت بعد ما راح للسعـوديه .
منــو معقــول يخش عنها قدومه ؟ وليـــش ؟
يعني ..يعني الأنفصال للمده الطويــله هذي كلها كان من غيــر اي سبب .
يعني اهي ما كان لها عذر بطلب الطلاق !
يعني اهي بتصرفاتها ..
قالت بهمــس " ليش ..اممم ..ليش كنت ياي لي بالكويــــت ؟ "
وقف مكانه .. وضحك واهو معطيـها ظهــره ..
كان يضحــك بمراره وسخريه .
وبعديـــن قال " فقدتي حقك بالمعرفــه لما رفضتي مقابلتي مليـــون مره "
ظهــرها بدا يألمها اكثـــر ..
جا لها وحاول يراضيــها وايد ..
واهي ما درت عن ولا مره , ولا مره قالوا لها عن جيــته .
لف عليــها ووجهه من اقســى ما يمكن ..
شافت تعابيــره , وقلبها عــورها , حســـت بالدموع .
انا غلطانه بعد ..
انا غلطانه , ويمكن غلطانه اكثــر منه .
قال وتعابيــره تنقل الغيــظ والغضــب " تركتيـــني لغلطه وحــده ارتكبتها , هجرتي عشــرة عمـــر , هجرتي بيتنا لغلطه ,وبعدها حملتيني اغلاط الدنيــا , وبعدتي عني , رفضتيني , خبيتي عني حملك , هه , كله لأسباب تافهه .. "
غمضــت عينها , ما تبي تشــوف ويهه ..
وقالت وصوتها فيـه بكيـه " ما كانت اسبـاب تافهه .."
بس اهي ألحيــن واهي تسمعــه , كانت حاسه ان الأسباب تافهه .
وكملــت بهمــس " انت ما كنت معلن زواجنا على اهلك حسستني اني غبيـه ..كنت متزوجني لأن ابوي طلب منك افقدتني الثقه بروحي خاصه اني كنت اعتقد ...." ما كملت جملتها ولدت جمله يديده " خالد ..انت خشيت علي "
جا في بال خالد الأحاسيــس ذي كلها ما كانت راح تحــس فيها لو هي سامعته لأنه كان مســتعد يقول ويشرح ..
وهذا عصبــه اكثــر واكثـــر ..
قال بكل غضــب " انا كنت مستعــد اشرح لك , كنت مستــعد اقــولك كل حاجه , كنت مســتعــد اعتذر لكن " وأشـــر عليـــها بأصبع اتهام " انتي اللي ما بغيـــتي "
كانت تبي تعـرف من اللي خش عنــها امر زياراته لها بالكــويت , منو اللي منع اتصالاته عنها ..
ما كانت تقدر تقــول له شي إلا لما تعـرف منو اللي خبى عنها وشنو اسبابه ؟
قالت بهمــس " بس انت طلعت من البيــت من غيــر اي شرح , و .."
صرخ فيها " هذا هو اسلــوبي , وانت تدرين فيـــــــه , انا دايم اتعامل مع المواضيــع كذااااااااا , 7 سنيــن ما علمتك هالشي "
اهي تعرف اسلوبه انه ان اختلفوا فأهو لازم يطلع من المكان لحظه أو لحظتيــن ويرجع وبعدين يتكلم ..
تعــرف هالشي ..
بس ذاك اليوم ما تدري شنو ياها , صدمه سماعها للي سمعتــه , وبعدين لما واجهته طلع وما انكـر , ذبحها وخلاها تشيــل شلايلها وتروح ..
قربت منه , واهو يناظرها بنظرات حراقــه , قربت حيــل , ورفعت ايدها ومررتها على صدره بحب وشوق واستعجال وبعدين مسكـــت ويهه , ودموعها بعيــنها " انا ألحيــن ابي اسمــع , قولي .. ابي اسمــع "
مسك ايدها بأيده " تأخرتي , وانا ألحيــن ماني مستعــد اشرح , أو أبرر "
بعد ايدها عن وجهه وأشر لها على شنطــته " تبيــني اشرح وانا شايف بعيــني كيــف كنتي ترميــن ملابســي , اشــرح وانتي ناطقــه بلسانك انك ما تبيــني "
ردت ايدها لوجهه بأنفعال , كانت تبيــه يناظرها , يحط عيــنه بعيــنها , وقالت بسرعــه " كنت غيــرانه , كنت ميــته من الغيـــره , شفتك تكلمــها ويــنيـــــت , انا ابيــك , والله ابيــك "
خذا ايدها وبعدها عنه بغيـــظ , يشوفـها بقهــر " يعني للمره الثانيــه تســوينها , تتركيــني , او تحاوليــن تتركيــني من غيــر لا تسمعيــن لوجهة نظري "
مها كانت بتجـــن , بتجــن مو راضــي يسمعها ..
" خــالد اشفيــك , انا ابيـــك خلاص , والله انا ما كنت ادري , ما كنت ادري "
كانت تقصـد انها ما كانت تدري انه جا للكويت , وسؤاله عنها وطلب مقابلتها .. لكن ما اعرفت تعبر عن نفسها
وكملــت " خالد خلاص هدها , اتركــها , اترك هالسمــر , انا مســتعده اني ما اتحرك من مكاني إلا بأمــرك , مســتعده صدقنــي , هدها , وراح نرد مثل قبل واحســن , البيبي يحتاجـك , يحتاج ان نكـون اسره "
بعد عنها وقال بـأستهزاء " يعني انت راح تتركيــني ان استمريت مع سمــر ؟ "
كانت تشـوفه بعيـونها الواسعه واهي منصدمه من السؤال , شنو يقصد منه ؟ هل يقصد انه راح يستمر مع سمـر .
لكن اهي ألحين اكتشفت انها ما تقدر على بعده وهذا خلاها تقـول " ما ادري ..ما ادري "
فعلا ما كانت راح تدري ان استمر مع سمر راح تتركه ولا راح تستمر معاه ..
تحبــه ..
تحبـه ..
اما خالد فكان يدري ان سؤاله مو عادل لكن اهو ما كان قادر يستحملها بالوقت الحالي ..
يبغى يبتعد عنها ..الكلام وقت الغضب ما منه فايده , لما يهدى شوي , راح يقرر وش يقول أو وش يسوي .
وفعلا ابتـعد عنها وقال " ألحيــن كلامنا مع بعض ما منه فايــده "
طـلع من الغرفه , يحتاج بعض الوقت مع نفســه .
اما اهي فأتبعته بنظراتها , كلامنــا ما منه فايده , شنو يعني اهو قرر انه يتركني للأبد .
يتركني بعد ما عرفت انه كان جاي للكويت يطلب رضاي .
حطت ايدها على ظهرها , اللي زاد ألمه عليــها من أول ما شافت زوجها مع سمـر .
سمر شريجتها ..
حمد :
كان يتمنى لو فيصل قدامه لأجل يعطيه المقســوم ..
مهو مصدق انه في شخـص اي شخـص يرفض انه يكون نسيبه , ويرفض بنــته .
قال ايش ..قال ..
ظروف ..
ظروف تمنعه من الزواج ببنتي ..
اللي الكل يتمناها ..
وما كان عنده الكرامه انه يجــي ويقول هالكلام بوجهي , قاله لي بالجــوال .
بنتي انا ..انا
تنرفض بالجوال ..
ألف ..لأ.... مليــون من يتمنى بنت حمد بن فهـد .
وشلون ألحين يقول لبنتــه عن هالفيصل اللي رفضهـا ؟
وش راح تحـس فيــه ؟
الـ . ـكـ . ـلـ (...)
الـ . ـو.ا .طـ (...)
ما يستاهل بنتــه , اي نعـم هالفيصل ما يستاهل بنتـه .
انا أصلاااااا كنت راح ارفضـه من نفسـي .
بس كنت احتاج الوقـت ...اي ..انا كنت راح ارفضـه .
بعد كل اللي سويتــه له ..يرفض بنتي ..
ابن الـكلـ (..)
حاس بقهـر , هذا الرجل اللي وثق فيـه وعطاه بنته اخر شي يرفضها وبهالطريقه .
خذا جواله واتصل على صديقه , على سعـود .
نطـر لثواني ..
وتم الرد عليـه من قبل سعــود اللي قال " السلام عليـكم يا حمد "
حمد كان حاس بالغضــب الشديد فقال " سعــود ....ابن الكـلـ (..) ترك بنتـــي ,تركها , اتصل علي , وقال لي انه تركها , بكل وقاحه , حتى ما كان له وجه يجي لعندي ويقولي .. الـحـ (..) , الـوا (...) "
سعــود تفاجأ من كلام حمد ...فقال بصوته الصارم " حمد هد اعصابك , وقول الموضوع بهدوء ؟ "
صب حمد لنفســه كاس ماي , هو بالمكتب إلى الأن ..
شرب الماي وسمع سعــود يقول " حمد ... "
رد عليــه وقال " ايــوه يا سعـود "
قال سعــود بنفـس صرامته " ممكن ترد علي , وتقول لي شالسالفه بالضبـط "
تنهــد ووقال " فيصل اتصل علي وقال انه يبغى ينهي الخطبــه , ببساطه يا سعــود , وبمكالمه هاتفيــه انهى الموضوع "
ضرب على الطاوله حقت المكتب بكل قســوه وقال " كيــف تجرأ يا سعــود , كيــف يتجرأ انه يعمــل كذاااا , كيــف ؟؟؟ , انا بنتي تنرفض بالتليــفون يا ســعود , اناااااااا , يقولي ما اقدر اجيــك وراي سفـره مهمه "
سعــود بعد تفاجا من تصــرف فيـصل , مهما كان انهاء الخطبه ما يكوت بهالرعونه !!
كان المفروض يجي لحمد ويعلن المسأله , مو كذا ..
وبعديـــن شلون يسوي جذي حق ريم
زينة البنات كلهم , احد يترك ريم .
ريم اعتبرها على طول مثل بنته , من اول ما تزوجت عمر , قوتها , رقتها المجتمعيــن مع بعـض اعجبــوه وايد , وخلوه يستلطفها .
وبعدين فكـــر بعمــر , عمر بعد سوى مثل ما سوى فيصل !
لكن عمر باسلوب ألعن , طلقها , وتزوج بعد ما طلقها على طول ..
وهذا خلاه يقول " حمد , فيصل ما قال السـبب "
رد عليه حمد بأستهزاء " ايه قال الســبب , السبب الله يسلمك هي الظروف ! , الظروف مانعتــه انه يتزوج بالوقت الحالي ! "
سكــت سعــود للحظه وبعديـن قال " همممم , ليـش لأ يمكن فعلا عنده ظروف يا حمد ..ليش ما تبي تصدقــه ؟ "
تنهد بصوت عالي " ما ادري يا سعــود , ما ادري , البنت , وش اقول لها "
رد سعــود ببساطه " قول لها الحقيقه , اللي يتركها ما يستاهلها , وبعدين بنتك على كلامك كانت رافضـه تقابله حتى .. يعني اهي اصلا مو مرتبطه فيـه ! "
وكمل سعـود بأن قال " ريم طول عمرها عارفه قمية نفســها , وطول عمرها قويــه , وانا متأكد انها ما راح تهتم فيـه , وادام فيـصل قال هالشي وانتوا على البر فهذا احســن لكم , تخيـل ان ريم تحمل لقب مطلقه للمره الثانيـه , هذا الشي ما راح يرضيـك ولا راح يرضيـها "
ريم طول عمرها قـويه !!! , اه يا سعـود لو تشــوف ريم ألحيــن , وتتعامل معاها , راح تعرف ان ريم القـويه اختفــت , ضاعت .
انا نفســي ما ادري وينها ..
لكن ما ينكر ان كلمة سعـود صحيحه , تخيــل لو فيصل تزوجها وبعديـن طلقها وش راح يكون موقفه هو ..
الله المستعان بــس ..
قال بذهــن غايـــب " لازم علي اني اقول لها "
قال سعــود بقوه " اكـــيد لازم تقــول لها , اكيــد , وقول الموضوع بأسلوب عادي جدا "
" اي , اي , راح اعمل كذا " وكمــل " المهم , كيــف حال عمر بعد الحادث ؟ "
سعود فكر ما ادري !! , هالعمر ما قال كلمتيــن على بعض من اول ما صحصح , ما يقول هالشي يعورني , ولا يقول انا تعبان , ولا يقــول شي .
لكن رد " ان شاء الله انه زيــــن "
" الحمدلله .." وكمـــل بالموضوع اللي شاغل باله " سعــود انا غلطت بأني وافقت على فيـصل , ما كان .."
قاطعه سعـود بصرامه " لا تقــول يا حمد , انت كنت تبي مصلحتـها , و وافقت على فيصل لأنها اهي وافقت عليــه "
قال والحــره كانت بايـــنه في صوته " يا سعــود حنا كنا ندري انها ما تبغى غيــر شخـص واحد , ولما وافقت استغربـــنا , تذكــر يا سعــود تذكــر ! "
سعــود ألمه قلبــه على ريم , اهو وحمد , بعد ما لاحظوا عناد عمـــر ورفضه بأنه يردها مهما لمحوا له أو حاولوا يحرقون قلبـه , قرورا ان يزوجونه او يزوجون ريم , عشان ريم تلتفت لنفســـها , تحاول تبدي من جديد , لأنه عمر ما يستاهلها (هذا من وجهة نظر سعـود ) و ان ريم ما تستاهل انها تنتظره طول العمـر , عورت قلبهم , برفضها للزواج من غيــره , والأستاذ عمر ولا هامه , ولا معبــر الموضوع , خاصه انه تزوج , واستمر بحياته وهي واقفه تبكي على الأطلال , وبجذي قرورا إذا ما وافقت على فيصل , فخلاص , راح يجبرونها عليــه , خاصه انه خــوش ريال , وينشــد الظهر فيــه .
ويفرقونهم عن بعــض , بالأصح يبعدون ريم عنه ..
ويخلونها تفكــر بغيــره .
لكن لما صار حادث عمر , اهو سعـود انصدم ان ولده يهذري فيها , توقع انه عمر يفكـر فيها , لكن توصل لدرجة انه يتكلم فيها ويعتبرها زوجته واهو مو واعي فهذا شي كبيــر , تركه يبتعد عن فكرة تزوجيها ويعلن انه بينسحــب من ارغامها على الزواج , خاصه انه حمد قال له انه حاس انه ريم بدت تندم على قرارها !
" اي اذكــر يا حمد , بس احنا توقعنا انها بتبدي حيـاتها من يده ويديد "
سكــتوا اثنيــنهم ..وبعدين قال حمد " والله لو ما كان بيني وبينه شغــل , كنت انهيـــته بالســوق ولد اللذيـــن "
قال سعــود بهدوء وضيــق " لا تصيــر متهور يا حمد , الكل راح يعـرف انه انت هاجمت الريال لأنه ترك بنتك , اش لك فيـــه , كيــفه ! , وبعديــن لا تنسى انه ذكي , ويطلع منه افكار ثوريه وقويــه , ما تبي تخســره , وياخذه واحد من المنافسيــن , صيــر ذكي .. قالك عنده ظروف فأهو عنده ظروف , وخلصنا ..."
" بس ميــن يطفي النار اللي بصدري "
رد سـعود بصرامه " اللي يطفيها انه بان معدنه ألحين قبل الزواج , مو بعد الزواج "
" ايـــه وانت الصادق بس .."
" بس يا حمد اذكــر الله "
عمر :
حاول ينام ..
بس كيــف ينام وعقله صاحي ..
ما يقدر ينام واهو يفكــر مليــون فكره , ويخطر له مليــون خاطر .
فيصل اللي انهى الخطبـه , فيصل ..
طيــب ليش ما انهتها اهي , لأنها تبيــه , وتفكــر فيــه ..
شالكلااااااام ؟؟
ما تعلقت فيــه , يخســي تتعلق فيــه .
اهي بس خطيــبته , وبس , مو زوجته ..
وبعدين
اهو قال بالحرف الواحد انا وبنت حمد انفصلنا !
ما قال انا انفصلت عن بنت حمد..
تنرفز من نفســـه لأنه يحاول يطلع لها اعذار واسباب , ويبين انها ما تبي خطيبها ..
ههه يعني فيه فرق بالأسلوبيـــن , ما في فرق !
اثنينهم يثبتون انه انهى الخطبــه , اهو فيصل انهى الخطبــه
لو على ريم جان استمرت فيها للنهايه ..
بس فيصل قال انه ياي يبارك لي بريم ..
شنــو قصده ..!!!
ليـــــــــش تركه بهالحيــره , ليــــــــــش !
تنهــد ..
وتأمل بريلــه ..واصاباته ..
مد ايده ..
وطق الجرس يطلب الممرضــه .
اللي بعد فتـره ادخلــت عليــه وابتسامه على وجهها " ايــوه يا استاز عمــر , عاوز حاجــه ؟ "
سكـــت واهو ما يدري إذا يقول لها ولا يشيــل الفكــره من راســـه , وخلاص ..
" لوسمحتي " شاف ويها اللي مستمر بالأبتسام " الدكتــور موجود ؟ "
عقدت حواجبها , وقالت " ميــن الدكتـور اللي انته عاوزه ؟ "
اهو حتى اسم دكتـوره ما كان عارفه , ما كان فعلا مهتم .
" أأأأأ دكتــوري , الدكــتور اللي مباشر حالتــي "
" أيــوه الدكـتور احمد موجود , عاوز تتكلم معاه دلوقتي ؟ "
حس بالحماس ينبض بصدره بطريقه غريبه وقال " ايــه , ابي اتكلم معاه , ألحيــن لو سمحتي , ألحيــــن "
لأول مره هالممرضه تشــوف هالمريـض متحمس لشي ..
كانوا ملقبيــنه الممرضات الصغار بأبو الهول !!
على الرغم من انه من اوسم المرضى الموجوديـــن , إلا انه دايم صامت , وصمته مرعب ..
ما يتكلم إلا مع الممرضات الكبار , لشكرهم فقط ..
شافها تناظره بأستغراب , وهذا خلاه يرفع حاجــب مستغرب اهو نفســه .
ويهها صار احمــر , واطلعت من الغرفــه , عشان تلبي له طلبــه .
اما اهو فقعد على اعصـابه ..
لازم يعرف الوضع , ويفهمه عشان ياخــذ قرار .
دخل الدكتـور احمد وقال " مساء الخيــر يا استاز عمر , الممرزه بتأول انك عاوز تتكلم معايا "
هز راســه بالموافقه وقال للدكتــور " تفضــل دكــتور اقعد .. "
الدكتـور استغرب من رغبة عمر بالكلام خاصه انه طول الأيام اللي فاتت كان يتجنب الكلام معاه بأي موضوع , ويجاوب عليــه بأختصار , لكن ما ينكر انه فرحان انه ناوي يتكلم اخيــرا , وهذا معناه تقدم , ان شاء الله , على الأقل من الناحيــة النفسيــه .
تحرك الدكتــور وقرب الكرســي من عمر وقال " وأهو أعدنا ..في أيه يا عمــر ؟ "
بدا عمــر يفرك ايده ببعــض , وبعدين لف على الطبيب بتوتر وسأل الدكتـور " حضرتك قايل ان ريولي الثنتيـــن .."
قاطعه الدكتــور " رجلك اليمين راح تحتاج لفتره علاج , رجلك اليسار ما فيهاش غيــر كســر حتتشافى منه قريبا جدا ان شاء الله "
" فتـره يعني جم ؟ "
" يعني اشهــر , لكن بعديـها بتكون طبــيعيه "
اشهر ..
عادي يعني مو سنيــن , مجرد اشهــر .
شاف عمــر ريوله وقال " في احتمال اي اصابه من اصاباتي تكون دائمه وما يفيــد معاها العلاج ؟ "
رد عليــه الدكتــور بكل صرامه وقوه وقال " لأه يا عمــر , ان شاء الله مع العلاج الطبيعي , كل حاجه بتكون ممتازه , ما فيـش اي اصابه عندك حتسيـب اسر ما عدا اللي بجبهتك ودا شي طبيعي لأنه عميــق وفيه غرز "
توتر وبعديــن قال " يعني اقدر اتزوج "
الدكتــور جاوبه بكل صراحه " اكيــد تأدر تتجوز يا عمــر " وكمل " الأصابات مؤقته ان شاء الله , ما هياش للأبد وفي رجليــك بس ما هياش بظهرك "
هذي عقــبه وراحت ..
ما في اصابه مؤبده , كل اصاباته مؤقتــه ..وراح تتعالج خلال اشهر ..
" يعني ان تزوجت ألحيــن ما راح تنظلم معاي بفترة العلاج الطويلــه و .. "
هز الدكتـور راسه وقال " لأ ابدااااا , ابداااا يا عمـــر "
حط عمر ايده على عيــنه ..
وفجأه قال له الدكتـور " انته عاوز تتجـوز يا عمــر ؟ "
طلع عمر صوت ساخر " هه ..ايه افكــر "
ويا ليــــتني ما افكـــر بالموضــوع , وياليـتني ما افكــر , بس ما ني قادر امنع نفســي ..
" اتجووووز يا شيـــخ , وانبسـط يا عم "
عمر شافه بأستغراب .. اهم شي يقوله تزوووج !
قام الدكتــور وقال " عاوز حاقه تانيــه يا عمـر ؟ "
هز راســه بالرفــض ..
وقال " بس لو سمحــت إذا ممكن تنادي الممرضـه مره ثانيــه "
" حاضر "
خالد :
طلع من الغرفــه ..
نزل للوبي بالفنــدق وافكاره من سئ لأسـوأ .
ماسكته من ايده اللي تعوره , ما يقدر يتخلى عنها , وعلى الطفل اللي يجمعهم .
حتى لو ما يقدر يتخلى على الأقل لازم تتعلم ان هو ما راح يكون دايما تحت امرها , ويسمع كلامها , مثل الصبي .
اللي قاهره انها ما تعلمت من المره الأولي , ومن فراقهم بالأول ..
راح للأستعلامات ..وتذكر كلمة عمر اليوم
لازم يتصل على هالسمانثا , يحس ان وصيــة عمر مثل الثقل على صدره .
اتصل على رقم الغرفه اللي معطيــه اياه عمر وسمع صوتها ..
" hello " (مرحبا )
" hi , umm sam " ( مرحبا , امم سام )
" yes ! how can I help you " ( نعم , شلون اقدر اساعدك ؟ )
" I'm Khalid " (انا خالد )
سام لما اسمعت الأسم ما حســت بنفسـها إلا واهي قاعده على السرير ..
حسة برجفه بصوتها لكن ما اهتمت انها تخفيــها
" Khalid ,Khalid .. Omar ? " ( خالد , خالد ..عمر ؟ )
سمع رجفة صوتها الواضحــه , عمر عرف انها راح تكون بهالوضع عشان جذي وصاه , ولا عمــر ما يطلب من احد شي إلا ان كان مهم ..
" he is ok …" (اهو بخيـر )
قاطعته وقالت "where was he ? " (وين كان ؟ )
هو ما خلص من ابلاغ مها , عشان يبلغ هالمرأه , الحريم صعــبه تبلغهم هالأخبار السيئه , بس هي المفروض تتقبل الموضوع خاصه انها ممرضه .
قال بهدوء " he had an accident three days ago " (اهو تعرض لحادث من ثلاثة ايام )
اصرخت " ooooh my God , oh my God "( اوووه يا ربي , اوه يا ربي )
وهو اللي توقع ان ممرضه بتكون ردة فعلها احســن من الحريم الباجي , اطلعت مثلهم
" he is ok now , just tow broken legs " ( اهو بخيـر الحيــن , بس عنده رجليـن مكسـورين )
" what happened ? " (شنو صار ؟ )
الجزع بصوتها كان كافي انه يوضح مشاعرها
" car accident " (حادث سياره )
" I want to go to him , right now , please Khalid right now " ( انا بروح له ألحيــن , ارجوك يا خالد , ألحيــن )
خالد انا وش اللي بلاني بهالموضوع , وشلون اقنع هذي ! .
"sam he is getting his rest right now ,and it's too late for a visit "
( سام اهو ألحيـن يرتاح , والوقت متأخر على الزيارات )
شافت ساعتها , ما تقدر غيــر انها تعترف انه معاه حـق , اهي كانت حاسه ان عمــر غيــر عن كل الرياييل , ان عمــر ما يخلف بوعده , وانه اكيــد فيـه شي ولأجل كذا ما اتصل او تكلم ..
سمعت صوت خالد يسألها " sam are you still there ?" ( سام انتي لما الحين معاي على الخط)
" yaa I'm , you are right ,but when can I visit him? " ( ايـه , معاك حـق ,لكن , متى اقدر ازوره ؟ )
) " tomorrow , would be fine "باجر , الوقت راح يكون ممتاز )
هزت راسها بالموافقه ..
وبعدين استوعبــت انه مو قبالها وبالتالي ما راح يشوف حركتها
" ok….. umm the hospitale please ? " ( اوكي .. اممم المستشفى لو سمحت ؟ )
رد عليها بأسم المستشفى .
واهي ردت عليــه بالشكــر ..
وانتهت المكالمه ..
خالد توجه لغرفته , اما سام فبدت تبجي واهي حاسه بالألم لمصاب عمــر ..
عمـــر :
كان قاعد وقباله التليــفون اللي جابته له الممرضـه .
كان يدق الرقم ولما يوصل لأخر رقم يغلق التليــفون .
يارب ان كنت تعلم ان قراري شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري , فأصرفني عنه واصرفه عني , واقدر لي الخيـر حيــث كان ثم رضني به ولا حـول ولا قوة إلا بالله .
بغــضب ..
دق الرقم للأخــير ..
ما له شغـــل اهي له , وما راح تكون لغيــره ..
بس يكفيـــه تفكيـــر ..
انا ما راح اقصـر عنها بشي .
شنــو يعني اخليها لغيــري , هالمغروره ما راح تكون لغيــري ..
انا مو مستعــد اعيــش اللي عشــته لما رضت بفيــصل , اهو راح يعلمها انها تعيــش معاه وتعشــقه وتتمنى رضاه , وتتمنى انها تجيـــب منه اطفال .
لأ ما يبي اطفال , ولا يبيها تحبــه , بس يبيها ملكــه , يأمرها بكيــفه .
" نــعم "
سمع صـوت أبوه الصارم يجيه من الطرف الثاني من الخط.
رد على ابوه بنفس الصرامه والجديه .. " السلام عليكم يبا , اخبارك ؟ "
كان يدري ان ابوه مو عارف الرقم !
ولما عرف صوته , سمع اللهفه " عمر اشفيــك , اشصايـر ؟ فيك شي ؟؟ "
توتر لما سمع الخــوف بلهجة ابوه , كان المفروض ينطر لي باجر الصبـح " احممم , احممم ما فيني شي يبا اشفيــك ما فينــي شي "
سعــود لما عرف صــوت ولده , فزع , لأنه ولده مو من النوع اللي يتصل بهالوقت من الليل , ومن رقم غريـــــــــــب , اهووووو مريــــض !!!!!!
وبمستشفى ..!!!
ابوه قال بجديه " عمر اشفيــــك ؟ "
رد على ابوه بلهجة دفاعيــه " ابي اتزوج "
سعـود توقع كل شي , إلا ان ولده يدق عليــه بهالوقت عشان يبي يخـطب .
فقال بلهجـة تساؤل وغضب مبطن , لأنه ريم كاسـره خاطره " تبي تتزوج ! ..منــــو ؟ "
عمر وبكل جديه " ريم " وكمـــل " انفصلت عن خطيــبها اليوم , وانا ابيها "
استغرب سعـود للحظه..
و ابتسم بعدها بأستهزاء من الوضع وقال " ما شاء الله توصل الأخبار بسرعه "
حس بنبـرة الأستهزاء بلهجة ابـوه لكن رد بلهجه طبيعيه " شفت اشلــون ! "
وكمل " يبا اخطبها لي "
تكلم سعـود " اخطبها لك مثل ما خطبتها لك اول مره ؟ "
تجاهل عمر لهجة السخـريه وجاوب ببرود " ايــه مثلها بالضبط "
" اهاااااا "
وما قال ابوه غيــر هالكلمه ..
تكلم عمر بلهجـة بارده , وقال " شنـو يعني (اهاااا) ؟ "
قال ابوه بكل كســل " اهااا يعني ما راح اطلب ايد بنت الناس , وانت ناوي تطلق "
ما صدق عمر اللي يسمعه , ابوه خذا كلمته حرفيـــا ..
عض على شفايــفه السفلى بقســـوه ..حاول يمســك روحــه ..
وبكل برود قال لأبوه " اقدر اخطبها بنفســي "
" وتهقى ابوها راح يرضـى عقب ما طلقت بنته , وتركتها لمدة ثلاث سنــوات , وتزوجـت غيـرها ! "
الصمت استمر , وفجأه قال عمـر بصوت مغصــوب " يبا .. يبا انا من زمان ما طلبتك شي ..ألحيــن انا اقـولك , طلبتك يبا , ابيــها "
سعـود بس كان يبي يسمع ولده يطلبها واهو حريص عليــها , ريم تستاهل الشخـص اللي يصمم ويحرص عليها .
وقال لولده " عطيــتك يا عمــر , وراح تكون لك , لكن يا عمر ان شكــت منك انا اللي راح اوقف بويهك "
رد على ابوه ببرود يخفي وراه غضب , خاصه انه امساعه كان ضاغط على نفســه بالطلب " يبا إذا صار شي بيني وبينها , فأنا واهي ننياز , واهي تعرف تاخذ حقها لا تخاف عليها "
ابتســـم سعــود ولده مو من النوع اللي تهدده , ولا يرضي بأحد يمشي عليـه كلمته , كان متأكد انه راح يوقف بويهه بكلمه من الكلمات .
وقال " على العموم انا راح اكلم حمــد , وان شاء الله خيــر "
سكــوت من الطرفيــن وبعديــن قال عمــر " يبا ابي تكون حرمـتي بأسرع وقت ممكن , انا واهي كنا زوجيــن من قبل , ما أبي شكليات حفـله وهالخرابيـط , باليـوم اللي يعطـون فيـه الموافقه اليوم الثاني انتزوج "
ابتسم سعـود , وقال " مو جنك مستعيــل "
شكله انقرص من خطبـة ريم لفيصل !
تنهد عمــر وقال " صدقني مو مستعيــل "
سعــود قال بكل جديه " بس انت بالمستشفى يا عمر اي زواج بيكون بالمستشفى وانت مكسـر "
" خالد ومها زواجهم كان بالمستشفـى يبا يعني ان الله كتب وتزوجنا ما راح اكون اول واحد يسوي جذي , وبعديــن انا قلت لك , انا واهي متزوجيــن من قبــل , وما راح نسوي زيطه و زمبليـطه , وخيـر البر عاجله "
سعـود فكـر فيها للحظه وبعديـن قال " على راحتك , انا راح اكلم حمد , وانشـوف , مع اني ما اظن ان حمد بيوافق "
قال عمــر بقوه " بيوافق يا يبا , ان انت تكلمت معاه واقنعتــه بيوافق "
مها :
مها ألم ظهرها بدا يذبحـــها ..
من أول ما طلع خالد , ويزيـد الألم بكل ثانيـــه ..
لدرجه انها اصابها الغثيــان من الألم ..
واااااي مهي عارفه كيــف تقلع ملابسها , لازم تلبــس بيجامتها , لكن الألم مو مخليــها تتحرك ..
اقعدت بعجـــز بفراشــها بعد ما افصخــت بلوزتها الخضرا الواصله للركبه وبقت بالبدي من غيــر لا تفصخ بنطلونها .
كانت لابسه بنطلــون بيــج ناعم , نزلـــت عيــنها للبنطلــون اللي لازم تفصخــه بتعــب , واشهــــقت ..
ارفعت راســها لما اسمعت صــوت الباب يفتـــــح ..
خالد كان داخل واهو عاقد النــونه ..
قالت له بصوت رايــح , وهامـــس " خـالد "
لما رفع عيــنه لها بضيــق ..
قالت له بخـــوف " دم "