كل زوجة تطمح للحمل و الإنجاب , لما لهما من أهمية و دور كبير في جعلها تشعر بالطمأنينة , و إقرار ذاتها و التوافق داخل محيط الاجتماعي , أما الإجهاض فيعد من الظواهر الفيزيولوجية المعقدة , والصعبة التي ممكن أن تتعرض لها كل زوجة , لسبب أو لآخر , مما قد يجعلها تتغير من حيث معاملاتها و سلوكاتها , ومدى تكيفها مع البيئة المحيطة بها .
لهذا سنتطرق في هذا الفصل إلى , تعريف الحمل , و مراحله , و كيف تتكيف الأم المستقبلية معه , كما سنمر على المضاعفات التي قد تحدث أثنائه
1 - تعريف الحمل:
ويقول عريب ابن سعيد القرطبي ,أن» مدة الحمل تدوم في الغالب تسعة اشهر. أي الوقت بين اكتمال القمر و بداية الشهر القادم و يستمر الحمل إلى 265يوم ونصف. وهناك فرق بين أن يولد المولود بعد ثمانية اشهر و بين انه يكمل الشهر التاسع« .
الحمل هو» حالة طبيعية مؤقتة تتلاءم معها المرأة الحامل لوجود كائن جديد في رحمها نتيجة لقاح نطفة الرجل مع البيضة الخاصة
بها, بعد تسعة اشهر يخرج من المرأة طفلا يحافظ فيها بعد على استمرا النوع الإنساني., و يضيف وربما تظن المرأة أنها حامل ويثبت الفحص ذلك فيما بعد أو ينفيه,لذلك لابد من وجود علامات ترجح احتمال وجود الحمل عند المرأة.وليست هذه العلامات ثابتة إنما تختلف من امرأة إلى أخرى ,ومن حمل لآخر.لذا يجب اجتماع عدة أعراض للقول أن المرأة حامل كانقطاع الحيض , الوحم , الغثيان..
مرحلة من مراحل حياة المرأة ,خلالها تحمل طفل داخلها.وهو الفترة بين الإخصاب والولادة ,تترافق بزيادة حجم بطن الأم , وزيادة الوزن لديها و يمر بمراحل عدة .
من هنا يتضح أن الحمل مرحلة من مراحل حياة المرأة , حيث من خلالها تحمل طفلا داخل أحشائها , و هذا في الفترة المحصورة بين بداية الإخصاب ووضع المولود أي الولادة , حيث تترافق بعدة تغيرات تحدث على الجنين وعلى الحامل.
2 - سيكولوجية الحمل :
تعتمد سيكولوجية الحمل على الاتجاهات الآتي تتبناها المرأة نحو الحمل , كما تعتمد هذه الاتجاهات بدورها على العوامل التالية :
1 - 2الإحساس الهوية الأنثوية :
حيث كلما كانت متقبلة لدورها الأنثوي و فخورة به , كلما كانت الفرحة بالحمل و فخورة به أيضا .و هذا يجعل فترة الحمل من أجمل الفترات رغم المتاعب الجسدية
أما المرأة الكارهة لدورها الأنثوي , فإنها تعاني معاناة شديدة فتجدها كثيرة الشكوى من الأعراض الجسدية و النفسية طوال فترة الحمل , و هذا قد يتسبب في الإجهاض التلقائي لديها .
- 2-2المعتقدات السائدة حول الحمل و الولادة :
بعض السيدات ينظرن للحمل على أنه حدث فيسيولوجي طبيعي كسائر الأنشطة الجسمية , لذلك يتفاعلن معه ببساطة و أخريات تكون لديهن معتقدات سخيفة عن الحمل و الولادة , مثل :» دخول روح في روح « »خروج روح من روح «وهذه المعتقدات تجعل المرأة في حالة توتر و قلق طوال مدة الحمل .
2 –3 -توقيت الحمل :
الحمل في بداية الزواج يكون مصاحب بفرحة وغبطة و استقبال إيجابي , في حين الحمل لدى المرأة التي شارفت على الأربعينات من عمرها , لا يتلقى بنفس الفرحة بل العكس , قد تنزعج الزوجة , وتخجل عن البوح بحملها للناس .
-4 - 2التخطيط للحمل :
كلما كان الحمل مخططا له و متوقع حدوثه , كلما كان استقباله مريحا , أما الحمل المفاجئ فربما يقابل بالإنكار و الرفض.
2 –5-مرغوبية الحمل :
إن المرأة العقيم التي انتظرت الحمل سنوات عديدة , تستقبل حملها بفرحة كبيرة , تنسى معها المتاعب التي صادفتها , أما المرأة التي تعان من كثرة الأطفال , فإنها تصدم بخبر حمل جديد , لا ترغب فيه لظروف قد تكون صحية , اجتماعية و أو نفسية .
الجنين يشعر برغبة أمه به أو عدم رغبتها في إنجابه , و ذلك من خلال مواد كيميائية , و الحمل الغير مرغوب فيه ينتج عنه في الغالب طفلا مضطرب نفسيا.
-6-2العلاقة بالزوج :
كلما كان الزوج محبوبا كلما كان الحمل مرغوبا , وعلى العكس المرأة التعيسة في حياتها الزوجية , تشعر بأن الحمل عبئا ثقيلا عليها , فتشعر أنها تحمل جزءا من هذا الزوج المرفوض , وتدخل في صراع بين الرفض و القبول بدافع غريزة الأمومة , وبين الرفض بسبب الزوج , طوال فترة الحمل
من خلال ما سبق , يتضح لنا انه ا=ا كانت هذه الاتجاهات إيجابية في مجملها فالحمل يعتبر تحقيق و تأكيد للهوية الأنثوية , حيث تشبع الأم حاجاتها النرجسية الأساسية , أما إذا كانت الاتجاهات نحو الحمل سلبية , فيسود المرأة مشاعر الرفض , و الاشمئزاز و وخوف من الولادة وقد يحدث إجهاض.
3- مراحل الحمل والتكيف الامومي للحمل:
في نظر الطب يبدأ الإنسان , عندما يلتقي الحيوان المنوي الصادر من الرجل ببويضة المرأة , ويتم الالقاح في قناة فالوب أي عند خروج البويضة من المبيض
و تأخذ تلك البويضة الملقحة في النمو بعد الانغراس في جدار الرحم , لتصبح في النهاية كائن حي ( مولود جديد)
و علم الأجنة يهتم بدراسة مراحل الحمل هذه و التي نشرحها كما يلي :
أ- الثلث الأول :
أ - 1- شهر واحد (4-1أسابيع ):
بعد أربعة عشر يوم تقريبا من اليوم الأول لآخر فترة حيض.,يحدث الإخصاب و الاباضة , وبعد عشرة أيام تغرز البويضة المخصبة في جدار الرحم و تبدأ دورة الدم في المشيمة الرحمية. و عند الأسبوع الثالث يبدأ أنبوب النخاع الشوكي وأنبوب القلب ودماغ بدائي والعيون والكلية بالتشكل.و بعد حوالي شهر من الإخصاب , يصل طول البويضة إلى حوالي خمس مليمترات.
أما عن الأم فيمكن أن تشعر ببعض الأعراض المشابهة لنزلة البرد العادية ,في موعد الحيض التالي. ويجب الحرص على عدم تناول الأدوية في هذه الفترة.
أ- 2- شهرين من الحمل ( من 8-5أسبوع):
يبدأ الدماغ بالنمو السريع ليصل حجمه إلى نصف حجم الجسم , كما يمكن رؤية الذراعين و الرجلين و الوجه بوضوح,فكافة الأجهزة الرئيسية موجودة. ويصل حجم الجنين( من2 الى 3) سنتمتر , ويزن حوالي 3غ مع نهاية الأسبوع الثامن من الحمل , و يبدأ غثيان الأم في الصباح. لا تزال إمكانية الإجهاض عالية بما أن المشيمة لم تتطور تماما بعد.
-أ- 3 - ثلاث شهور من الحمل (من 12-9أسبوع):
بعد ثلاث أشهر يصبح الرأس اصغر نسبيا مع المرحلة السابقة.كما يمكن معرفة أعضاء التناسل.و بالتال معرفة جنس الجنين , و يصبح حجم الجنين10 سنتمتر , ويزن 30 غرام تقريبا.
تشعر الأم ببعض الثقل البطني , والضغط على الكاحلين .كما تسهل الإصابة بالإمساك و الإسهال عندها.
3- ب - الثلث الثاني:
3 -ب -1 -أربعة اشهر من الحمل ( من 16-13أسبوع)
بعد أربعة أشهر من الحمل تتطور المشيمة تماما,ويعوم الجنين بنشاط في السائل الامينوسي , وتتطور المشيمة تماما _تطور الأعضاء يكون تقريبا مكتمل.
ويكون طول الجنين حوالي 18 سم ويزن 120 غ.
أما عند الأم ينتفخ جوف الرحم لديها, ألم متقطع في الظهر. كما يقل غثيان الصباح , و تزداد الشهية.
3-ب --2خمس شهور من الحمل ( من 20-17أسبوع):
يحرك الجنين ذراعيه ورجليه بنشاط بعد خمس أشهر من الحمل, كما يمكن سماع نبضات قلبه ,كما ينمو الزغب أي الشعر على كل جسمه , ويمكن فحصه من خلال أخذ عينة من السائل الامونيسي , كما يصل طوله إلى 25 سم ويزن 300 غرام.
يزداد وزن الأم بسرعة و بشكل إجمالي يرتفع راس الرحـم ليصل إلى مستـوى السرة., و تشعر الأم بحركات الطفل الذي بداخلها.
ب -3الشهر السادس من الحمل ( من 24-21أسبوع):
في هذه الفترة , تتكون الحواجب و الرموش طول الطفل , كما يصل طوله 30 سم , ووزنه 700غ ., يتحرك الطفل بشكل اكثر نشاط و يغير وضعه باستمرار.
أما الأم فيحدث عندها تورم وانتفاخ, في الكاحلين و الرجلين
3–ج- الثلث الثالث:
ج --1الشهر السابع من الحمل ( من 28-25 أسبوع ):
يبدو الجلد متغصن , شفاف و وردي, كما يظهر أن الدماغ بدأ بالتحكم بوظيفة الأعضاء.و يصل الطول إلى ما يقارب 37 سم . والوزن 1000 غرام.
أما الرئتان فلا تزالان غير متطورتان. لذا فان قابلية الحياة في هذه الفترة تصل حوالي 67%.
يزداد استمرار التبول عند المرأة , و يمكن أن تظهر البواسير وعروق الدوالي.
3- ج-2- الشهر الثامن من الحمل ( من 33-29 أسبوع ):
في هذه الفترة أدمة الجلد تبدأ بالتطور و تختفي التجاعيد. _جهاز السمع متطور بشكل شبه تام , ويستجيب الطفل داخل رحم أمه للأصوات الخارجية., كما تصبح وظيفة الجهاز العضلي العصبي اكثر نشاطا., و يصل وزنه 1800 غرام.
و تزداد القابلية للحياة لدى الجنين أما عند الحامل فيظهر الضغط على البطن و الصدر و المؤخرة ,و يصبح جوف الرحم أعلى. كما تأتي التقلصات المتقطعة وتذهب..
3 –ج- 3 -الشهر التاسع من الحمل أي (من 40-33 أسبوع ):
تطور وظيفة الرئتين تماما , الأطراف كاملة و مستديرة اكثر الشعر رقيق و صوفي بطول 2 إلى 3 سم.
طول الجنين 50 سم , ووزنه 3300 غرام , فتكوين الجنين الآن مكتمل.
تبدأ التقلصات القوية و غير منتظمة , يكون جوف الرحم في أعلى مستوى له. فتشعر الأم بالضغط على معدتها .وقصر في التنفس , و على المرأة أن تكون جاهزة للولادة في أي وقت.أما الوزن المكتسب للمرأة حوالي 10 كلغ
إذن , فمراحل الحمل لا تبدأ من بدء نمو الجنين داخل رحم أمه و إنما منذ التاء النطفة بالبويضة , لتبدأ الانقسامات الخلوية , فأولا الزيجوت و أخيرا طفل .
ف يوم لا تكون هينة على المرأة الحامل , لان الحمل لديها ليس حدث فيزيولوجي وحسب , و إنما هو مرتبط بدلالات بيولوجية , نفسية , اجتماعية .