11- بوبي الأبن الحقيقي لغريغ؟
في الصباح , وعلى ظهر الحصان , تقارب الزوجان السعيدان وتهامسا وهما في طريق العودة الى المزرعة , كوري شعرت أنها في أسعد لحظات حياتها, أن رجل عمرها يحيط بها ويشعرها أنها هي أمرأة عمره بعدما أكتمل زواجهما في الليلة السابقة وأصبح حقيقيا, تبادلا النكات والهمسات والحصان يسير ببطء من دون أن يقوده أحد, بل تركه غريغ يختار طريقه من دون أن يشد له الرسن يمنة أو يسرى.
قال غريغ وفمه يلامس أذن كوري:
" أنا جائع جدا, أستطيع أن آكل الآن كل ما تعده ايلين".
" ولكنك دائما تأكل ما تعده أيلين".
" أفعل ذلك من أجل أن لا أجرح مشاعرها , الآن أشعر أن ايلين لن ترضي رغباتي بعد اليوم , أنت تطبخين أفضل بكثير منها".
فقالت كوري مازحة:
" آه , هل هذا هو الفارق الوحيد بيني وبين ايلين؟".
" لا أعتقد ذلك , أن شعرها لا يصبح ذهبيا عندما تنعكس عليه أشعة الشمس خلف طاولة الطعام عند الظهر ... جسمها لا ينافس ممثلات هوليوود ... وعيناها ليستا جميلتين مثل كتاب أرفض أن أتوقف عن قراءته".
" أنت تقول أشياء جميلة تتناقض مع نظرتك غير الرومانسية للعلاقات الأنسانية".
وتابع الحصان بهما وهما مأخوذان ببعضهما حتى بدأت بيوت المزرعة تظهر من بعد, فجعل غريغ جلسته أكثر جدية , غير راغب في أن يظهر لأحد من المزارعين سعادته الجديدة, هؤلاء قبلوا زواجه منذ البداية واعتبروه حقيقيا, أن الحب عند غريغ سيكون دائما شيئا حميما بعيدا عن أعين الفضوليين, حبه سينمو مثل برعم ويتفتح في الغرفة الكبيرة حيث تنام كوري , والتي ستكون منذ اليوم وحتى النهاية, غرفة نومهما معا.
حياهما هنك من بعيد وقال:
"كنت سأرسل فريق عمل للبحث عنكما".
فأجابه غريغ ضاحكا:
" حفظت رأسك عندما تأخرت في المشروع".
وتابعا طريقهما على الحصان حتى وصلا الى مدخل البيت , نزل غريغ أولا, ثم أنزل كوري وعانقها ثم قال في أذنها:
" مع أنني أرغب فيك الآن كثيرا , الا أنني أكون شاكرا جدا أن أحضرت قطعتي لحم أولا".
" أذن قلبك في معدتك؟ ومع ذلك أن قطعة لحم مقلية على النار مع الزبدة والفطر تبدو أشهى بكثير من ذقنك غير الحليق".
" أنا سأذهب أرى المزارعين قليلا, وأضع الحصان في الأسطبل وأعود اليك على أمل أن يكون الطعام جاهزا".
ابتسمت كوري موافقة والتفتت الى الحصان تشكره وتقول:
" أنت أعدت ثقتي بالطبع الهادىء للأحصنة". أن تذهبي معي في
" يجب أن تبدأي تعلم ركوب الخيل يا حبيبتي , أريدك أن تذهبي معي في مشاوير على ظهر الخيل أكثر وقت ممكن".
" سأفعل ذلك يا غريغ . سأتعلم ركوب الخيل وسأرافقك بالقدر الذي ترغب".
وفيما غريغ يبتعد مع الحصان, راحت كوري تراقبه وتفكر , المال لا يجلب السعادة , ولا كذلك الممتلكات المادية ولا بريق المجتمع , السعادة الحقيقية هي عندما يحب أثنان بعضهما بعضا بصدق وقوة.
وعندما دخلت الى البيت واجهتها ايلين بوجه قاق:
" أنا سعيدة جدا لرؤيتك يا كوري , السيدة مايسون تتصرف بشكل غريب منذ أن عاد بوبي , أنها تغرق في الشرب , وهي تحاول أن تتدبر أمرها مع شركة طائات خاصة لتنقلها خارج المزرعة".
واذ ببوبي يركض في اتجاه كوري يمسك بها ويقول:
" كوري, أرجوك أخبري أمي أنني لست مضطرا أن أذهب... عمي غريغ قال أنني أستطيع البقاء هنا معه ومعك".
" بوبي أهدأ قليلا وأخبرني ما الحكاية؟".
" أمي تقول أنها تريد أن تأخذني معها بعيدا من هنا, لا أريد أن أذهب الى ... نيويورك ... أو لندن... أو الى أي مكان في العالم, أرجوك يا كوري".
| أهدأ يا بوبي, اذا كان عمك غريغ قال أنك تستطيع أن تبقى هنا , فأنك ستبقى".
وانحنت فربتت على ظهر بوبي ورأسه.
ايلين سألت:
" هل غريغ سيحضر الى البيت؟".
" بعد قليل يأتي . ذهب ينهي بعض الأشغال , سيحضر لتناول الطعام, أرجو أن تخرجي قطعتي لحم من الثلاجة , وأعتقد أنه يوجد عندنا بعض الفطر , أرجو أن تحضريه أيضا".
بدت ايلين سعيدة بتعليمات معلمتها , وتابعت كوري:
" خذي بوبي معك الى المطبخ , وأنا سأصعد الى فوق لأتحدث مع السيدة مايسون".
ترددت كوري قليلا في أسفل السلالم , ثم صعدت لتواجه المرأة التي تهدد سلام غريغ وأمانه, شقيقه أراد أن ينشىء ولده هنا في المزرعة بعيدا جدا عن حياة القلق التي يمكن أن تعطيه أياها أمه , وكوري شعرت أن غريغ على حق , ولكن أقناع ماريزا مسألة أخرى.
طرقت على باب غرفة ماريزا ودخلت واذ بها تفجأ بحقائب السفر في كل مكان وأكوام الثياب هنا وهناك , وماريزا تملأ المكان بحركتها المتواصلة.
قالت كوري:
" يا ماريزا , أنا أعتقد... بل غريغ وأنا نعتقد...".
" غريغ وأنت؟ " وضحكت ماريزا وهي تضيف:
" هل تعتقدين أنك بعد ليلة مع غريغ , صار بأمكانك اعتباره لك الى الأبد؟ دعيني أخبرك يا عزيزتي أن ذلك لا يعني شيئا لغريغ مايسون , أنت لن يمكنك التعامل مع رجل مثل غريغ مايسون حتى لو قدم لك على طبق".
" أعتقد أنني أحسنت التعامل حتى الآن , ولكنني لم آت الى هنا لأتحدث عن غريغ مايسون, بل عن بوبي".
واذ بايلين تطرق على الباب وتدخل بالقهوة , فرحت كوري لمقدم ايلين , اذ أعطتها بعض الوقت لتستجمع أفكارها من أجل بوبي .
قدمت كوري القهوة لماريزا قائلة بعد أن انسحبت ايلين:
" خذي أاشربي, ستشعرين بتحسن ".
" وماذا تعرفين بماذا أشعر؟ وماذا ستشعرين عندما يتخلى عنك غريغ من أجل فتاة أصغر سنا مثلما فعل معي؟".
شعرت كوري بطرقات قلبها تتلاحق . سكبت لنفسها فنجان قهوة وتذكرت نفي غريغ لأي علاقة بينه وبين ماريزت , وهي صدقته لأنه بدا صادقا جدا , فقالت كوري لماريزا:
" أرجو أن تكفي عن ذلك يا ماريزا , لم يكن بينك وبين غريغ أي علاقة خاصة غير تلك التي في خيالك".
" هل هو أخبرك ذلك؟".
" هو لا يتحدث عادة عن هذه الأشياء , هو ليس من نوع الرجال الذين...".
" وماذا تعرفين من أي نوع هو؟ هل تعتقدين أنه يمكن أن يخبرك أنه قتل أخاه لأنه كان يشكل عائقا بيننا ؟ وأنه بعد ذلك شعر بعقدة النب ووخز الضمير وما عاد يلمسني؟".
" أنت تكذبين, أن غريغ لا يفعل شيئا كهذا من أجل أمرأة حتى ولو كانت تعني له كثيرا".
واذ بماريزا تفاجئها بجواب قاس , جعلت فيه كل غضب المرأة المطعونة وحقدها قالت:
" ربما لا يفعل شيئا كهذا من أجا أمرأة , ولكن من أجل أبنه يفعل أكثر".
وضحكت ماريزا بهستيريا عندما لاحظت وقع المفاجأة على كوري وعدم التصديق .
فتابعت ماريزا:
" ولماذا تعتقدين أن غريغ مهتم جدا بالأحتفاظ ببوبي؟ لأنه ابن شقيقه الراحل ؟ أم لأنه أبنه؟".
واذ بكوري تسأل بصوت خافت وحلق جاف:
" بوبي هو... ابن غريغ؟ أنا لا أصدق ذلك".
" في النهاية سوف تصدقين , لا بد أنك رأيت الصورة قرب سرير بوبي لوالده ولي, ألم تلاحظي عدم التشابه بين جون وبين غريغ؟ وأن بوبي لا يشبه جون بل غريغ؟".
للحظة بقيت كوري جامدة في مقعدها وهي تتذكر كيف لاحظت منذ أول مرة رأت فيها بوبي أنه يشبه غريغ , وكيف كانت تفكر أنه لو كلن لغريغ ولد سيكون يشبه بوبي , أضافة الى ألحاح غريغ للأحتفاظ ببوبي ...
قامت كوري من مقعدها وغادرت الغرفة من دون أن تنظر الى عيني ماريزا لأنها لو فعلت تعرف أنها سترى أنتصارا ساحقا.
دخلت الى غرفتها الكبيرة حيث السرير العريض الذي اعتقدت في الصباح أنه سيجمعها مع غريغ من الآن وصاعدا , توجهت الى الكرسي الهزاز وجلست تنظر عبر النافذة الى الخارج , ما عادت تشعر بجوع ولا بأي رغبة أخرى.
منتديات ليلاس
كانت خططت فور عودتها أن تأخذ حماما دافئا , وترتدي فستانا خاصا يعكس سعادتها الجديدة فستجلب الأعجاب من غريغ , ولكنها جلست جامدة في مكانها , ولم تشعر بالوقت يمر الا عندما سمعت طرقا على الباب وصوت غريغ:
" كوري! أفتحي الباب, دعيني أدخل ".
هل رأى ماريزا وأخبرته ما كان يخفي عنها؟ وهل ستسمع أكاذيب جديدة؟ قامت من مكانها وفتحت الباب, واذ بغريغ يدخل والقلق باد على وجهه , لم يلاحظ غياب أي تعبير على وجه كوري , قال:
" كوري , يجب أن أطير الى قسم بعيد في السهل, بعض الرجال اتصلوا بنا عبر الراديو وأبلغونا أن ثمة حالات تسمم بين بعضهم ويجب نقلهم الى المستشفى , سأذهب أنا وهانك في الطائرة الصغيرة".
" ولكنك لم تأكل".
" أنا قلت لأيلين أن تحضر شيئا سريعا من قطع اللحم التي كنا نتمنى أكلها مع الفطر , سننتظر يوما أو يومين الى أن أعود".
" يوم أو يومين؟".
ثم عانقها وهو يقول:
" كنت أخطط لأشياء كثيرة هذه الليلة , ولكننا سننتظر حتى أعود أليس كذلك؟".
لم تتجاوب لعناقه ولا سؤاله.
" ماذا في الأمر يا حبيبتي ؟ هل غيرت رأيك فيَ بسرعة؟".
" كلا... لا ... أنا.... فقط متعبة , هذا كل شيء".
" وجائعة أيضا , ايلين تحضر الطعام لكلينا , لنأكل بعدما أكون انتهيت م الحمام".
وغادرها متوجها ال غرفته ثم الى الحمام , انتظرت في غرفتها حتى لاحظت خروجه , فدخلت هي لتتنشق رائحة العطر الذي استعمله والعابق بين غيوم من البخار , وتحت المياه الساخنة راحت دموع كوري تنهمر من عينيها.
لماذا لم يخبرها الحقيقة عن بوبي؟ عن علاقته مع ماريزا؟ عن مقتل شقيقه؟ كان يمكن أن تفهم حبه لماريزا وواقع ولادة بوبي نتيجة ذلك الحب, وحتى قتله لشقيقه , رغم أنها لا تصدق أن يكون مات الا قضاء وقدر, أن كذبه عليها هو الذي يجعل أي زواج بينها وبينه مستحيلا".
كان يأكل في سرعة عندما حضرت كوري الى غرفة الطعام, وجلست في مكانها الأعتيادي .
" أعتذر لأنني لم أستطع أنتظارك حتى نأكل معا , الرجال ينتظرونني كما تعرفين".
" لا بأس , عندي وقت طويل".
وقام من مكانه واقترب منها واضعا يده على كتفها.
" أرجو أن تأكلي جيدا, ثم ارتاحي جيدا حتى أعود".
واذ بالدموع تملأ عينيها, هو اعتقد أنها تبكي بسبب تغيبه , فقال لها:
" سأعود حالما أستطيع ذلك يا حبيبتي, صدقيني أنني لا أريد أن أذهب".
وكيف تصدقه؟ وشعرت أن الكلام الصادق الوحيد هو ذلك الذي قاله لوبي وهو يغادر البيت.
" أهتم بأهل البيت في غيابي يا أبني".
يا أبني, هل تراه بوبي يعرف كم هي حقيقية هذه الكلمة ؟ وانه كان يستعملها لأنه يترتاح بترديدها , وأدركت كوري أنها بعد اليوم لن تهتم بالموضوع , وغياب غريغ لبضعة أيام جاء في الوقت المناسب , اذ يجعلها تهرب من المزرعة من دون مواجهته , أن أي مواجهة ومحاورة لن تنفع شيئا , بل ستزيد من الجراح , وهي تعلم جيدا أن هذه الجراح لن تلتئم أبدا .
في المساء وجدت كوري نفسها في مواجهة ماريزا على طاولة الطعام في لقاء غير مرغوب , ايلين أعدت لهما قطع اللحم بالفطر الذي كانت تنوي تحضيره في النهار لها ولغريغ , حاولت كوري أن تأكل ووجدت أن شهيتها مفقودة , وبقي الصمت مخيما حتى قطعته ماريزا بقولها:
" أخبريني . هل سألت غريغ ما قلته لك؟".
ونظرت الى عيني كوري في جرأة أعتبرتها كوري وقاحة , ومع ذلك تابعت:
" أنا لا يجب أن أكون قارئة أفكار حتى أعرف أنه نفى القصة كلها".
" كلا , لم ينف شيئا".
"لم ينف شيئا؟".
" لا , لأننا لم نتحدث بالموضوع".
وصمتت ماريزا عن غيظ ثم قالت:
" تجاهل الحقائق لا يجعلها تندثر , اسمعي يا كوري , أنت فتاة طيبة وأنت لا تستحقين أن تجرحي من رجل مثل غريغ مايسون, أنت لا تفهمين ما يمكن أن يفعله غريغ من أجل الأحتفاظ ببوبي , أنه سيزيد من ايهامك بحبه لك كلما اقترب موعد المحكمة في أيلول".
كوري أغمضت عينيها كي لا تراها ماريزا تبكي , ومع ذلك لم تستطع أن تقاوم طويلا بل أحاطت وجهها بيديها وتركت دموعها تنهمر , مدت ماريزا يدها لتربت على ذراع كوري قائلة:
" أنا آسفة يا عزيزتي, لا أحد يعرف كيف تشعرين أكثر مني , ولكن أنت محظوظة لأن ليس بينك وبين غريغ الروابط التي بيني وبينه".
وتذكرت كوري أن غريغ مرة استعمل كلمة( روابط) بوصف علاقته مع ماريزا, منذ زواج شقيقه , لا بد أن هذه الروابط تعود الى أبعد من ذلك , كم كنت بلهاء , عندما صدقت نفيه لأي علاقة حميمة معها.
ماريزا تابعت تسهل لكوري أنسحابها من حياة غريغ.
" أن طائرة صغيرة خاصة آآتية من بلدة وليمس ليك غدا, أنا طلبتها من أجلي , لماذا أنت لا تذهبين أنت ما دمت قادرة الآن على الذهاب؟ عودي الى حياتك الخاصة قبل فوات الأوان , أنسي مزرعة مايسون , وكوني شاكرة لأن الظروف ساعدتك على اكتشاف حقيقة غريغ في الوقت المناسب".
هل ستذهب في الوقت المناسب؟ وأي وقت مناسب هو هذا بعدما طبع حب غريغ في قلبها وجسمها ؟ ولكنها ستذهب في كل حال, كتبت رسالة قصيرة لغريغ , كبرياؤه سيمنعه من اللحاق بها : كتبت"
غريغ أنا آسفة لأنني خرجت عن أتفاقنا وبهذه الطريقة , ولكن وجدت أنه من الأفضل أن أخبرك بكلمات بسيطة سبب عدم أحتمالي البقاء هنا, أنا أكتشفت أن روجر ما يزال يعني لي الكثير , ربما وجودنا معا في الكوخ أحيا روجر في فكري , وأعتقد أنه من الأفضل لكلينا أن أغادر المزرعة في أثناء غيابك, أنا متأكدة أنك تستطيع أن تنهي مسألة حضانة بوبي في شكل مناسب , وأن يكون في النهاية حيث ينتمي فعلا
" كوري"
كانت خيوط الفجر بدأت تظهر عندما غرقت كوري في النوم , وعندما أستيقظت نحو الثامنة اعتقدت أنها ما تزال تحلم أذ رأت بوبي في بيجامته واقفا الى جانبها , ولكن صوته كان حقيقيا وحزينا عندما قال:
" أمي قالت أنك ستغادرين المزرعة , هذا ليس صحيحا أليس كذلك يا كوري؟".
جلست كوري في سريرها وقالت:
" نعم يا بوبي, هذا صحيح".
" ولكن لماذا؟" سأل والدموع في عينيه , وعمي غريغ يحبك كثيرا . أنتما متزوجان".
شدته كوري اليها وعانقته قائلة:
"في بعض المرات... يتزوج أثنان يا بوبي .... ويكتشفان بعد فترة... أنهما أخطآ , هذا ما حصل بيني وبين عمك غريغ".
" هل تقصدين أنك لا تحبينه بالقدر الذي يحبك فيه؟".
شدته أكثر الى صدرها , ولم تستطع أن تكون صادقة, هي تحب غريغ من أعماقها , ولكن أعماق غريغ ملأى بحب بوبي وباستعمال أي وسيلة ليصل الى غايته , ولكنها قالت:
" لا ... أنا لا أحبه".
وازداد بكاء بوبي وهو يقول:
" أنا لا أريد أن أبقى هنا من دونك , خذيني معك يا كوري".
بكت هي أيضا وقالت:
" لا أستطيع أن أفعل ذلك يا حبيبي , أمك ستكون هنا, وربما ستبقى دائما هنا معك ومع عمك غريغ".
" ولكن أمي لا تهتم بي مثلما أنت تهتمين , هي لا تقرأ القصص لي قبل أن أنام , ولا تسبح معي في البركة , ولا تحب أن تذهب الى البحيرة أو الى الكوخ...".
أبعدت رأسه قليلا وتناولت منديلا مسحت عينيه وأنفه وقالت محاولة أن تضفي أملا جديدا:
" ولكن أمك تركب معك الحصان, أليس كذلك؟ أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك, لأنني أخاف من الأحصنة , في كل حال , أن أمك ستفعل كل هذه الأشياء التي تتحدث عنها عندما أذهب أنا , وفي المستقبل يمكن أن تأتي لزيارتي في فانكوفر فآخذك تتفرج على كل الأشياء الحلوة هناك , الى الحديقة العامة ومختبر الفضاء , وغير ذلك...".
وأخيرا أقتنع أن يغادر الغرفة من أجل أن تتمكن كوري من أرتداء ملابسها , ما يزال أمامها أيلين لتودعها , بعد نصف ساعة نزلت كوري من غرفتها بثياب داكنة تتلائم مع مزاجها ذلك النهار , وتوجهت الى المطبخ مستعدة للبكاء , واذ بأيلين تواجهها بغضب:
" أنا أعتقد أشياء كثيرة عنك يا كوري , ولكنني لم أعتقد يوما أنك جبانة".
" جبانة؟".
" هذه أنت أن جعلت تلك المرأة تجرك الى مغادرة البيت ".
" وما الذي يجعلك تعتقدين أنني سأغادر البيت بسببها".
" لأنني أعرفها جيدا منذ زمن بعيد , أنها تلاحق غريغ منذ مقتل شقيقه وهي ما تزال تريده لنفسها ".
وتابعت بحدة:
" مهما أخبرتك بالأمس أشياء جعلتك تقررين السفر , تأكدي أن كل ما قالته هو بالتأكيد كذب بكذب ".
" أنت لا تفهمين يا أيلين, ثمة أشياء...".
" أنا أفهم ما يكفيني أن أعرف أن غريغ يحبك , وهو سيفاجأ برحيلك , سيحطم البيت لغيابك".
وغضبه ما عاد يهم , أنا وغريغ أرتكبنا جطأ".
" خطأ ؟ أي جطأ هذا الذي تتحدثين عنه؟ أنني أعرف غريغ جيداوأعرف أنه أسعد أنسان معك".
ووجدت كوري أنه من الملائم أن توقف الحوار في شكل من الأشكال فقالت:
" في كل حال ما بيني وبين غريغ لا يخصك , أنت تعملين هنا في البيت وليس في حياتنا الشخصية ".
وندمت فورا لأنها جرحت ايلين ومع ذلك فكرت أنه من الأفضل للجميع أن تغادر البيت في أجواء عداء لأنها لا تريد أن تعود أبدا.