لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-09, 04:03 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3- سرير الحبيبة
الساعة السابعة والربع من مساء اليوم التالي كانت كوري جاهزة في ثياب السهرة على الرغم من غضبها من غريغ مايسون وتصميمها على عدم الذهاب.
هاورد ودورين ذهبا الى عشاء مؤتمر للمصرفيين,قبل أن يغادرا البيت نظرت دورين الى شقيقتها نظرة معبرة لم تكن كوري بحاجة الى تفسيرها , أن دعوة غريغ مايسون شقيقتها الى العشاء لليوم التالي على التوالي له مغزاه المهم, وحتى لو أعلنت الخطوبة والزواج في اليوم الثالث فلن تفاجأ دورين.
منتديات ليلاس
وحدها في المكتبة أنتظرت كوري وشعرت أنها متوترة , الرجل يثير حنقها ومع ذلك تنتظره , كما أنها مستعدة للعشاء معه, هل هو غريغ الذي يزعجها؟ أو روجر الذي ألتقته قبل ساعات قليلة؟ حضر أليها وجلسا وحدهما في غرفة المكتبة يتبادلان الحديث بسلام , أو هل يمكن أطلاق كلمة سلام على عباراتهما الغاضبة؟
قال لها بوجه تاعس وصوت متهدج أن آنجي لا تعني له شيئا وأن كوري وحدها هي التي يرغب في الزواج منها.
" لا أجد تفسيرا لما حدث مع ... آنجي , أفقدني صوابي النقاش الذي دار بيننا الأسبوع الذي سبق مجيئك الى البيت , نها أشياء حصل من دون أن نجد لها تفسيرا لأنها لا تعني شيئا, أقسم لك يا كوري أنني أحبك أنت".
" وماذا عن لقائكما في مطعم الشيطان وتلامس الأيدي والرأسين , على طاولتنا المفضلة نحن, هل ذلك أيضا لا يعني شيئا؟".
أزداد شحوب وجهه وهو يقول:
" آنجي أقترجت أن نذهب الى هناك , ولم أجد شيئا يمنعني من الذهاب , كوري أرجوك , حاولت مرارا أن أتصل بك بالهاتف , ولكنك رفضت الرد على مكالماتي , فأعتقدت أن الأمر فعلا أنتهى بيننا و...".
" وكانت آنجي متفرغة لك , أليس كذلك؟".
وتابعت متعمدة أيذاءه:
" في كل حال , كل شيء أنتهى بيننا فعلا , وأنا سعيدة لأنني عرفت مسبقا كيف كانت ستكون حياتنا ازوجية, عند أول أشارة سوء تفاهم بيننا تذهب الى أول أمرأة تصادفها".
وتابعت وهي تضغط عللا شفتيها من أجل أن تمنع الدموع من أن تنهمر:
" وهكذا تعرف أنك لن تستطيع الأعتماد على هاورد من أجل مساعدتك في تقدمك المهني".
كانت تريد أن تسمع روجر ينفي تأثير هاورد في العلاقة بينهما وكذلك غياب المصلحة في التقرب منه لمساعدته على التعرف الى كبير المحامين في البلد, واذ به يقول:
"أعتقد أنك ستفعلين الآن المستحيل من أجل عرقلة أي مساعدة يمكن أن أجدها من أحد, صدق من قال : أن كيدهن عظيم, هذا ما تحضرينه لي أليس كذلك؟".
" كلا يا روجر, ليس صحيحا".
وتابعت وهي تستمر في الضغط على حلقها لتمنع نفسها من أن تجهش في البكاء.
" لقد ألتقيت شخصا آخر , رجلا يمكن أن ....".
" لا شك أنه الرجل الذي كنت معه مساء أمس, في كل حال من شكله بدا أنه لن يسرع في شراء المحابس قبل أن يطرح عفتك جانبا".
وأنفجر ضاحكا وهو يضيف:
" يبدو أنه لا يعرف بعد أنه يضيع وقته سدى".
واذ بيد كوري ترتفع وتصفعه في عنف فاجأها هي مثلما فاجأ روجر , وللفور غادر روجر المكان بعاصفة من أغلاق الأبواب.
الآن وهي تنتظر غريغ , تأكدت أن لا أثر للدموع في وجهها , تلك الدموع التي أنهمرت بمرارة طيلة بعد الظهر, بدت عيناها حزينتين ولكن لا تخفيان عمقا محيرا, وصممت على نسيان روجر وألغائه من فكرها , وأن أستطاعت , من قلبها, هو كان لفترة طويلة نقطة الأرتكاز في حياتها الشخصية, والرجل الذي توقعت أن تمضي بقية حياتها معه.
الزواج من غريغ مايسون والسكن في بيئة مختلفة تماما سيساعدانها على النسيان, ولكن ماذا عن الأيام والليالي الطويلة؟ ألن تكون مملة وتضعها تحت رحمة الذكريات؟ ذكرى وجه روجر الضاحك , والبريق في عينيه الزرقاوين , تشعر أنها حمقاء لأنها تخلت عنه, ولم تستسلم لألحاحه , لو فعلت لكانت الآن أسعد أنسانة على الأرض , عوضا عن أن تكون زوجة لرجل غريب.
جرس الباب أعادها الى الواقع , الساعة السابعة والنصف تماما , أنه غريغ مايسون الذي تستطيع أن تعتمد عليه على دقته في المواعيد.
" هل أنت مرتاحة؟".
التفتت كوري الى عريسها داخل الطائرة الصغيرة الخاصة وهزت رأسها بالأيجاب , وارتاحت لصوت المحرك الذي يجعل الحوارات قصيرة مع غريغ, شعرت بألم في رأسها , ولم تعرف أن كان السبب ضجيج المحرك أو الطيران , وتحمل الضغط الذي مرت به في حفلة الزواج التي أصرت شقيقتها أن تجعلها حفلة كبيرة, ونظرت الى الذي بات زوجها وأنعكاس زرقة السماء عليه , خطوط وجهه حول الفم والعينين ازدادت عمقا , ربما من الضغط الذي تكبده خلال حفلة العرس , تصرف بلباقة وكأنه سيد الظروف الأستثنائية , حتى عقب مراسم الزفاف أقترب من وجهها وقبلها أمام الجميع وكأنه راغب بها منذ زمن بعيد.
الآن , تراه يفكر مثلها؟ كم حلمت بالزواج من شخص يختلف تماما عن ذلك الذي يجلس الى جانبها , تزوجها من أجل مصلحة , للأحتفاظ في عهدته بأبن شقيقه الراحل , ولد سوف تلتقي به خلال وقت قليل , كيف تراه سيستقبلها هو وبقية مجتمع مزرعة مايسون؟
من الأسئلة القليلة التي سألت غريغ عن المزرعة فهمت أن في البيت مدبرة تدعى أيلين أنغليش , من الهنود الأميركيين الأصليين.
وحتى تساؤلات دورين وقلقها عن شقيقتها الصغرى من أحتمال غياب وسائل الراحة لم تلغ من معرفتها الأكيدة بثراء المزارع غريغ قال لدورين بهدوء : أنت وهاورد أرجو أن تزورانا في الصيف.
ولكن ذلك لم يمنع أستمرار قلقها على شقيقتها أذ قالت لها على أنفراد:
"كوري , تذكري دائما اذا وجدت الحياة هناك لا تحتمل أن تتصلي بنا فورا".
وكادت عينا كوري تغرورقان بالدموع وهي تراجع في فكرها وداعها العاطفي لشقيقتها وصهرها , وكلام شقيقتها لها.
" أن والدينا البعيدين لم يتمكنا من المجيء للعرس بسبب المرض الذي يقعد الوالد , وأنا وهاورد نشعر بمسؤوليتنا نحوك, لا نريدك أن تكوني غير سعيدة في أي شكل من الأشكال".
ابتسمت كوري لغريغ وهو يلتفت اليها ويقول بحماس مكبوت :
" نحن الآن نقترب من المزرعة".
ثم بفخر وأعتزاز دل بأصبعه وقال:
" هذه مزرعة مايسون".
ولاحظت كوري وهما يدنوان من الأرض أن المزرعة تحوي أ**** زراعية شاسعة وبيوتا عدة متوازية , وخضرة شديدة على ضفتي نهر طويل يخترق الأ**** مثل حية لا رأس لها.
وبعدها حط غريغ بالطائرة وساعد كوري على النزول وأحاط خاصرتها بذراعه قائلا:
" أهلا بك في مدرسة مايسون".
وأقترب منهما شاب يبدو أصغر من غريغ وفي وجهه البرونزي ابتسامة مرحبة, مد يده مرحبا بغريغ وقال:
" أشتقنا لك يا غريغ".
ثم ألتفت الى كوري وفي عينيه نظرات توقع وأعجاب فقال غريغ:
" كوري , أنه هانك ايفرسون , رئيس العمال في المزرعة , هانك أنها زوجتي كوري".
" تشرفت بالتعرف اليك يا سيدة كوي , كنا كلنا نتساءل عن شكل السيدة مايسون , ويبدو أنك تجاوزت كل توقعاتنا".
"شكرا". ردت كوري بخجل.
وقال غريغ:
"كلكم ستلتقون بكوري في شكل رسمي غدا, أما الآن فهي متعبة وتحتاج الى الراحة".
ونظرت كوري الى غريغ وشعرت أن تفهمه لتعبها لم يكن الأساس في أهتمامه , وعليه أن يبعدها قدر الأمكان عن عمال المزرعة ونسائهم الى أن تصبح قادرة على لعب دور زوجة المعلم بأتقان.
أبدى هانك أهتمامه براحة كوري وقال:
" سيارة اللاند روفر متوقفة هناك, سأحضر حقائبكو وأقود السيارة بكما حتى البيت".
فقال غريغ:
" كلا , أنا سأقود السيارة وسأنزلك على الطريق".
وافق هانك وهو ينزل الحقائب والأغراض من الطائرة قائلا:
" طبعا يا غريغ, لا بد أنك تريد أن تتجول مع زوجتك وحدكما".
في اللاندروفر أجلس غريغ زوجته في المقعد الأمامي وجلس هو خلف المقود, ووضع هانك الحقائب والأغراض في المقعد الخلفي وقال أنه سيبيت الطائرة في المرآب , وسيعود الى بيته سيرا على الأقدام.
أعترضت كوري على ذلك قائلة:
"يبدو أن الطريق بعيدة فكيف يمكنك أن تسير هكذا".
فقال غريغ:
" أن الطريق تبدو بعيدة بالنسبة أليك يا أبنة المدينة, نحن معتادون على المسافات".
وحياهم هانك وأبتعد صوب الطائرة ضاحكا, أدار غريغ المجرك وقاد السيارة , فالتفتت اليه كوري قائلة:
" لم يكن من الائق أن تدعه يسير كل هذه المسافة".
" هانك لا يبالي , لماذا أنت تبالين؟".
" كان لطيفا جدا في أستقبالنا , على الأقل كنا نستطيع أن ...".
" أنا أدفع له ليقوم بهذه الأشغال".
وأزعجتها أجابته , لا بد أنه لم يشجع هانك على المجيء معهما لأنه لم يثق بعد تماما من نجاح كوري في دور الزوجة , وتساءلت هل تراه يفكر في أن يسجنها داخل البيت الكبير الذي بدا أنهما يقتربان منه؟
عن بعد أعجبت كوري بهندسة البيت, أنه حديث الطراز ومحاط بألواح زجاج كبيرة وجوانب خشبية متناسقة , ومؤلف من طبقتين.
قالت معلقة على سيارة اللاندروفر:
" ظننت أنك قلت لي أنه لا توجد في المزرعة سيارات".
" أظن أنني قلت أن أكثر تنقلاتنا تتم على ذوات الأرجل الأربعة , لا كلها , نستعمل اللاندروفر لتنقلات السهل".
السهل؟ أي سهل؟ تساءلت في نفسها وهي تشعر بالوخزات في ظهرها وأسفلها نتيجة وعورة الطريق تحت عجلات اللاندروفر , ومع ذلك سألته:
" كيف أحضرت السيارة أن لم يكن في المنطقة طرقات ؟ وكيف أحضرت كل مستلزمات البيت الكبير وبيوت المزرعة؟".
" ما لا يمكن أحضاره بالسيارة يمكن أحضاره بالطائرة أو بواسطة النهر الى نقطة قريبة من الجسر, ومن هناك ننقل البضائع الى عربات , وكما تشاهدين قمنا برحلات عدة لبناء هذه البيوت".
" أجل, يبدو ذلك واضحا".
التفتت اليه وجدته يبتسم ويقول:
" أنا لم أرغب أن تأخذي فكرة خاطئة عن المكان , أنه على كل حال أبعد بكثير من المستوى الذي تعودت عليه".
حدقت فيه وهي تفكر لأول مرة كم يجهل عنها أشياء كثيرة وكيف يمكن أن يعرفها جيدا خلال فترة تعارف قيرة جدا ؟ هو لم يسأل وهي لم تخبره أن نشأتها كانت في بيئة بعيدة جدا عن الثراء الموجود في بيت هاورد حيث سكنت قبل سنة عندما تقاعد والداها وابتعدا , ولكن الآن ليس الوقت المناسب لأخباره , وأعادت نظرها الى البيت الكبير على التلة.
فكرت كيف يمكن أن تخدع أشخاصا يعرفون غريغ جيدا ؟ سهل أن تضلل عائلتها وأصدقاءها بزواجها وتغادهم في سرعة, ولكن السكن لأشهر في بيت واحد مع الزوج على مرأى من أبن شقيقه وموظفيه , أمر مختلف تماما.
أبدت أعجابها الشديد بالمنظر الممتد أمامها وهما يرتفعان على التلة, أذ بدا السهل واسعا وبيوت المزرعة موزعة في الأسفل , وفهمت لماذا بني غريغ منزله على التلة, من أجل أن يكون سيد المزرعة عن حق حيث يراقب الجميع من علو , ومع أنه كان غير متعاون في الأجابة على الأسئلة التي تتعلق بحياته الشخصية , ولكن خلال الأسابيع الثلاثة التي عرفته بها , فهمت أن شخصيته تلخص بحبه للتملك , مثلما يفعل الآن . يذهب بعيدا حتى الزواج من أمرأة لا تعني له شيئا , من أجل الأحتفاظ بأبن شقيقه, ترى الى أي مدى يذهب ليحتفظ بالمرأة التي يحب الى جانبه؟
أعادها صوت غريغ الى الواقع قائلا:
" ها نحن وصلنا الى البيت".
وبدا البيت أكثر جاذبية عن قرب, وفتح الباب الرئيسي وخرجت أمرأة هندية في نحو الثلاثين من العمر , وهي تبتسم لغريغ بترحيب , ثم تلتفت الى كوري فتزداد أبتسامتها وترحيبها حرارة.
" هذه أيلين أنغليش يا كوري, أنها تعتني بكل ما يلزمني منذ زمن بعيد".
" كيف حالك يا أيلين" قالت كوري وهي تبتسم وتمد لها يدها , فتمد المديرة يديها الأثنتين لتشد على يد معلمتها الجديدة بحرارة وتقول:
"حان الوقت ليتزوج المعلم , الآن ستملآن الغرف الفارغة في البيت بالصبيان الذين سيتولون شؤون المزرعة".
شعرت كوري بأن وجهها أمتقع خجلا ونظرت الى غريغ لترى تأثر كلام ايلين عليه فاذا به يبتسم ويحيط كوري بذراعيه ويقول لأيلين:
" نحتاج أولا أن نكون وحدنا أنا وكوري أولا لكي نستطيع أن نبدأ بملء البيت بالأولاد , أليس كذلك؟".
واذ به يتذكر شيئا ويسأل أيلين:
" أين بوبي؟".
"صعد الى غرفته , أعتقد أنه مخجول قليلا".
" مخجول؟ كيف يكون ذلك".
وتأبط ذراع كوري ودخل الى البيت وفي وجهه علامات تصميم فقالت كوري:
" لا تستعجله يا غريغ, دعه يأتي في الوقت الذي يختاره , أن زواجنا لا بد أثر فيه".
نظر اليها غريغ بعينيه السوداوين وقال:
" ربما أنت على حق , سأريك البيت أولا ثم بعدها ترتاحين , سيكون لي بضع كلمات مع بوبي".

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 04:04 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


سار غريغ في البيت وهو يمسك ذراع كوري في أتجاه غرفة الجلوس, قاعة كبرى ناعمة الزخرفة , وأشار الى غرفة طعام كبيرة مرا بجانبها , فيها طاولة مستديرة مزينة بالنقوش نظرت اليها كوري باعجاب , وكذلك الى جدرانيات زجاجية وواجهة تطل على بركة سباحة كبيرة تلمع تحت شمس الغروب.
"بركة سباحة؟ " قالت كوري بفرح وهي تنظر الى غريغ ثم تعود بنظرها الى زرقة البركة المغرية.
" هل تحبين السباحة ؟" سألها وقد سره أعجابها بالبركة.
" أنا مغرمة بالسباحة ".
أجابت بحماس لم تعرفه منذ وقت بعيد.
" نحن لسنا شعبا غير متمدن مثلما يعتقد بعضكم من أبناء المدينة ".
وتابع وهو يقترب منها حيث تقدمت تنظر الى البركة عن قرب:
" البحيرة بعيدة جدا من هنا, والنهر بارد جدا ولا يلائم للسباحة, لذلك جعلت بركة خاصة بنا".
" أنا سعيدة لأنك فعلت, هذا شيء واحد سأتمتع به هنا".
ورأته ممتعضا , سألها:
" هل هذا كل شيء يتتمتعين به هنا؟ هل أنت نادمة على مجيئك معي؟".
استغربت سؤاله وكانت أعتقدت أنه لا يبالي بما يمكن أن يدور في فكرها , بل أن ينفذ رغباته , فقالت:
" أعتقد أن الندم لا يفيد لأنني تأخرت عليه". وضحكت وهي تقول:
" أقصد أنني هنا الآن , ولا مهرب لي الا عندما تأخذني أنت".
" هل تعتقدين أنك قد ترغبين في الهروب؟".
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" أنا لا أعرف كيف ستسير عليه الأمور يا غريغ , هؤلاء الناس يعرفونك , سيلاحظون بسهولة أننا لسنا مغرمين ببعضنا".
مت قليلا وكأنه يفكر بحل , وأخيرا قال:
" يمكنك أن تتصرفي معي وكأنني حبيبك , ما أسمه ؟ روجر".
وأجابته بذكاء:
"ومن هي التي ستكون في ذهنك عندما تغازلني بين الناس؟ هل المرأة التي بنيت البيت من أجلها؟".
سحب نفسا طويلا وقال بتثاقل:
" نعم , وسأفعل ذلك".
ثم أضاف:
" سأريك غرفة نومك الآن , ستتجولين في البيت في وقت لاحق".
لاحظت كوري أنه لم يمسك ذراعها ليقودها, بل سار أمامها حتى القاعة الكبرى, وشعرت بارتياح وهي تفكر أنه سيكون لها غرفتها الخاصة حيث ستكون حرة من دون الحاجة الى تمثيل دور يصير أصعب كلما مر الوقت, وكانت أعتقدت خطأ , مع أن الزواج هو في الأسم فقط, أنها قد تشارك غريغ في غرفة نومه, على الأقل من أجل المظاهر التي يحرص عليها هو كثيرا.
سار في الطبقة الأرضية حتى آخر ممر حيث باب كبير بدا أن به يبتدىء جناح جديد متميز عن باقي البيت , فتح الباب ومنه الى قاعة صغيرة حيث ثلاثة أبواب موزعة , فتح غريغ أحدها ودعا كوري للدخول قبله.
واذ بكوري تفاجأ بالغرفة الكبيرة , ولا تجد كلمات الأعجاب تعبر عنها, لا بد أنها سيدة الغرف في البيت الكبير, السجاد الأبيض يغطي الأرض,والأثاث أبيض اللون أيضا, على أطرافه خطوط ذهبية , ويعاكس اللون الأبيض في الغرفة أغطية حمراء على السرير الكبير والمقاعد , أحد الجدران كان أكثره من الزجاج , وعندما أقتربت منه فهمت لماذا , اذ أمامها أمتد السهل الأخضر وخليط من المناظر الخلابة للنهر وبيوت المزرعة , وكأن المسافات لا تعني شيئا غير الجمال الطبيعي.
" آه يا غريغ, جميلة جدا هذه المناظر , والغرفة رائعة".
وأضافت وهي تنظر عبر الزجاج:
" لا بد أنك أحببتها كثيرا, تلك المرأة التي بنيت البيت من أجلها ".
وشعرت أن الصمت طال حتى كادت تظن أنه غادر الغرفة , فاستدارت لتراه واقفا بالتعابير القاسية ذاتها في وجهه, ولكن لم يقل شيئا عن الموضوع بل :
"سأحضر لك حقائبك لتتمكني من توضيبها".
"شكرا لك".
أذن هو لا يرغب في الحديث عن تلك المرأة في حياته , فكرت كوري أن الأمر لا يهمها , سارت في الغرفة وسألت غريغ وهو يتجه نحو القاعة الصغيرة:
" أين ستقيم أنت؟ أقصد , أكره أن أخرجك من غرفتك".
ظهرت على وجهه أبتسامة باهتة وقال:
" أنا أنام في الغرفة الثانية".
ودل على الباب المواجه ." أما هذه الغرفة فلم أستعملها أبدا".
"أه" قالت وهي تفكر أنه لم يستعمل الغرفة لأنه يحتفظ بها للعروس الخاصة التي رغم كل شيء لم يتزوجها, وتساءلت لماذا اهتم كثيرا بهندسة الغرفة وزينتها وجعلها غرفة رومانسية حالمة ومن ثم لم يتزوج من تلك المرأة , هل غيرت الفتاة رأيها ؟ هل ثمة حادث قضى عليها ؟ نظرت الى وجهه القاسي وتوقفت عن الذهاب بعيدا في تفكيرها ولكنه بدا وكأنه يخرق تفكيرها , اذ قال بجفاء:
"أن أتفاقنا لا يتضمن تبادل مشاعرنا وحياتنا الخاصة". وأضاف:
" سأذهب لأحضر حقائبك".
وغادر غريغ القاعة الصغيرة في اتجاه الجناح الأساسي من البيت الكبير وهي عادت تسير في الغرفة تتأملها ويعود الى رأسها وخز وجع الرأس الذي عرفته خلال الرحلة في الطائرة , أن الأشهر المقبلة كزوجة لغريغ مايسون لا بد ستكون أشهرا صعبة وقاسية, كان عليها أن تفكر بعمق أكبر عندما وافقت على الأرتباط معه , حتى بوبي , أبن شقيق غريغ عنده تحفظات على زواجها من عمه.
عاد غريغ الى الغرفة وفي يده حقائب كوري ووضعها الى جانب السرير وقال:
" العشاء موعده في الساعة السابعة".
"هل بوبي......؟".
" كلا , هو لا يكون معنا , يتناول العشاء في السادسة مع ايلين, ولكن الليلة....".
" تريده أن يتناول العشاء معنا؟".
" كلا , بل أرغب أن تأتي الى غرفة الجلوس عندما تصبحين مستعدة , فتتعرفان الى بعضكما رسميا".
"حسنا".
وتوقفت قليلا عن الكلام ثم أضافت:
" ماذا عليَ أن ألبس ؟ أقصد هل ترتدون ثيابا خاصة للعشاء؟".
نظر الى السروال الذي ترتديه وقال:
" ربما تشعرين بحرية أكثر في الفستان , السروال جيد لنشاطات مختلفة, ولكنني عادة أفضل الفستان لطاولة العشاء".
ونظرت كوري الى المناظر الطبيعية من الواجهة الزجاجية , وهل يهم ماذا ترتدي على العشاء في مكان منعزل كهذا ؟ وشعرت أن غريغ يرغب أن تظهر نساؤه في مظهر أنثوي حتى لو كان وحده يرى ذلك.
بعد ساعة تقريبا غادرت كوري غرفتها بعدما أستعدت تماما للسهرة الممتدة أمامها , كانت فتحت حقائبها ووضبت ثيابها في الخزائن , ثم أغتسلت في الحمام الفخم الذي بدا أنها ستشترك فيه مع غريغ لأنه يقع بين الغرفتين.
ترددت أي فستان تختار , واستقر رأيها على فستان بني غامق بعدما فكرت أن بوبي قد يفضل خالة وقورة على فتاة في فستان زاهي اللون.
وجدت طريقها بسهولة من الجناح الخاص الى الجناح الرئيسي من البيت, وراحت تتأمل الأثاث الوثير بأعجاب خصوصا أن كل ما فيه متلائم ودخلت الى غرفة الجلوس الكبيرة ووجدت في أحدى زواياها بيانو .
سارت على السجاد الوثير وأقتربت من البيانو ووضعت يدها على الغطاء , هل غريغ يعزف على البيانو؟ أو هو لزوجة أخيه ماريزا مايسون عندما تزور البيت لرؤية أبنها ؟ وأزعجتها فكرة أن تأتي العازفة المشهورة الى المزرعة أثناء وجود كوري كزوجة لغريغ, قطع تفكيرها صوت يقول:
" كوري, أريد أن أعرفك على أبن شقيقي بوبي".
ألتفتت كوري الى الوراء لتنظر أولا الى قامة غريغ الطويلة ثم الى الصبي الذي يصل الى أسفل ذراع عمه الذي أحاطه.
أخذت نفسا عميقا وأقتربت منهما في حين رفع بوبي رأسه الى كوري ثم أعاده الى الأرض , وجدته يشبه عمه كثيرا في شعره الأسود وعينيه السوداوين حتى ليكاد يكون أبنه, لا بد أن الشقيقين يشبهان بعضهما كثيرا , نظرت الى بوبي وقالت:
" مرحبا بوبي , أخبرني عمك كثيرا عنك".
بقي بوبي ينظر الى الأرض , أصابع غريغ شدت على كتف بوبي وقال:
" قل أهلا لخالتك الجديدة كوري".
فرفع بوبي رأسه وقال:
" " أهلا" بسرعة وأعاد رأسه الى موضعه الأول , فقال له عمه:
" قل أهلا يا خالتي كوري".
كوري تمنت أن لا يلح على الصبي , بدا يستدعي العطف في سروال الجينز الأزرق والقميص المقلمة القصيرة الأكمام , ذراعاه نحيفتان , وفكرت كوري أن غريغ لا بد كان يشبهه عندما كان صغيرا.
تجاوب بوبي مع كلام عمه وقال طائعا:
" أهلا يا خالتي كوري".
فابتسمت كوري وقالت:
"يا عزيزي بوبي, لا بد أن كلمة خالتي كبيرة عليك هل تناديني كوري فقط؟".
قالت ذلك وهي تعرف أن غريغ سيعترض لكن لا يهمها الأمر ثم دعت بوبي :
" تعال الى هنا نجلس وحدثني عن المزرعة".
وجلست الى المقعد الكبير نصف المستدير , في اتجاه المدفأة الحجرية الكبيرة في الجهة المقابلة من الغرفة:
" أنا أجهل تماما شؤون المزرعة وأريد أن أعتمد عليك في تعريفي على الأشياء هنا".
وساد الصمت قليلا, وبقيت أبتسامتها على شفتيها وهي تنظر الى العم والصبي, نظر بوبي الى عمه فشجعته أبتسامته أن يتبع كوري ويجلس الى جانبها, بدا مترددا ولكن ما لبث أن سار في الغرفة وجلس في طرف المقعد الكبير, نظرت كوري الى غريغ وقالت:
" هل يمكن يا غريغ أن تحضر لنا شيئا مثلجا نشربه؟ أنا عطشانة جدا بعد الرحلة الطويلة".
التقت نظراتهما وبدا أن تصرفها أرضى غريغ وخرج من القاعة وعاد بأكواب عصير وفيها ثلج , ناول الأثنين ثم قال:
" أنا سأترككما تتعارفان لأذهب وأغير ثيابي , أرجو يا بني أن تلبي حاجات كوري أن احتاجت الى أي شيء".
هز بوبي رأسه موافقا , وما أن غادر غريغ الغرفة حتى سأل بوبي :
" هل تريدين بعض الفستق .... أو المكسرات ... أو أي شيء؟".
" كلا, أفضل أن أنتظر حتى العشاء, شكرا, ونظرت الى البيانو وقالت:
" سمعت والدتك تعزف في حفلة فانكوفر".
ولأول مرة ظهر البريق في عيني الصبي الصغير وسأل بحماس:
" صحيح؟ وأضاف مترددا " لم أسمعها تعزف في حفلة".
" ولكنها بالتأكيد تعزف لك وحدك هنا عندما تحضر لتراك؟".
" نعم, ولكنني أحب أن أسمعها تعزف في حفل حقيقي".
فقالت كوري بمرح:
" أنا أعتقد أن كل الناس الذين يدفعون مالا من أجل أن يسمعوها تعزف يكونون سعداء لو عزفت لهم وحدهم مثلما تفعل لك". توقفت قليلا عن الكلام ثم قالت:" هل تأتي والدتك الى هنا مرارا؟".
" ليس كثيرا , أنها تعزف في حفلات في أنحاء العالم , ليس عندها الوقت لتأتي الى هنا, ولكنها عندما هي وعمي غريغ سيتزو...".
وتوقف عن الكلام فجأة وكأنه تذكر أن كوري هي زوجة عمه الآن وظهرت على وجهه علامات أرتياح عندما دخلت ايلين الى الغرفة :
" العشاء جاهز يا بوبي".
قالت مدبرة المنزل وأضافت وهي تنظر الى كوري :
" المعلم لن يتأخر ويمكنكما أيضا أن تتناولا الطعام باكرا".
بقيت كوري وحدها في الغرفة بعدما غادرت ايلين مع الصبي , أذن بوبي توقع أن تتزوج والدته من غريغ , وراح ذهنها يسترجع المرأة الجميلة عازفة البيانو المشهورة وذات الشخصية القوية المرتاحة, أمرأة لا بد تلائم كثيرا شخصية غريغ , أنثى ناعمة , ومع ذلك واثقة من ذاتها وقادرة , أذن لماذا لم يتزوجها ويحل مشاكله كلها بضربة واحدة؟ يتزوج والدة ابن شقيقه فلا دعوى حضانة ولا زوجة مثلها لا تعني له شيئا.
" لماذا أنت عابسة؟".
جاءها صوت غريغ متسائلا, ألتفتت اليه ورأته بقميص وسروال أسودين , وبدا مسرح الشعر , معطرا وبيده كأس شراب , قررت أن تسأله:
" كنت أفكر , لماذا لم تتزوج والدة بوبي؟".
لم يعلق على الفور , بل جلس حيث كان بوبي قبل قليل , فأضافت كوري:
" لو تزوجتها كنت أنهيت الكثير من المشاكل".
"كان يمكن ذلك. ولكن ربما أيضا كانت ظهرت مشاكل جديدة , ماريزا ليست من النوع الذي يسجن نفسه في مزرعة بعيدة عن جمهورها".
"أنها عازفة عظيمة . ليس من العدل أبعادها عن جمهورها".
" هكذا فكر أخي".
ولم يتابع كلامه أذ دخلت ايلين وقالت:
" العشاء جاهز , هل أضعه على الطاولة".
فأجابها غريغ :
" نعم, وشكرا. سنكون معك على الفور".
قام من مكانه ومد يده لكوري كي تقف وأحاطها بذراعه , وأدركت كوري أن الرجل يمارس دور لعريس أمام مدبرة المنزل, وفيما هما يسيران معا الى غرفة الطعام شعرت كوري أن ألم رأسها عاودها, فكرت كم يكون لمسه لماريزا صادقا أكثر من لمسه اياها لو تزوجها, هو لم ينف رغبته في الزواج من ماريزا , لو لم يكن أرتباطها بجمهورها أقوى من أرتباطها به.
العشاء الذي أعتدته ايلين كان مقبولا على الرغم من أنه لم يكن أستثنائيا , قطع من لحم البقر مع مرقة وبطاطا مقلية وبازيللا خضراء , وفطيرة الكرز وفوقها البوظة , ومن ثم فنجان قهوة.
كان أهدأ عشاء عرفته كوري منذ زمن بعيد, وفوجئت عندما قطع غريغ الصمت قائلا:
" هل يزعجك؟".
" ماذا؟".
" أثر الجرح على خدي".
" آه".
شعرت بأرتباك عندما لاحظت أنها تحدق في أثر الجرح على خده , فقالت:
" بالطبع لا, ولماذا يزعجني؟ بالحقيقة أنه..." وهنا أضافت القليل من المرح على ما تقول :
" يضفي عليك طابع الغموض , وكأنك دخلت في مبارزة من أجل أمرأة جميلة".
ابتسم قليلا ثم قال:
" لا شيء رومانسي , الجرح سببه عراك مع دب قبل بضع سنوات ".
فوجئت كوري بكلامه وقالت بخوف:
" دببة وذئاب وأسود ".
ولم يبدو أنه يمزح وأضاف:
" ولكن لا مجال للقلق أن بقيت قريبة من مباني المزرعة , أن هذه الحيوانات تظهر عندما يكون الشتاء قاسيا بشكل أستثنائي فقط وتقترب لتبحث عن طعام".
ونظرت الى أثر الجرح وقالت:
" هل هذا هو السبب ...؟ أقصد هل الدب....؟".
"كلا , كنت في رحلة صيد عندما واجهت دبا ".
ولم يتابع القصة بل أن وجه كوري متعب كفاية فقال:
" لماذا لا تذهبين الى سريرك؟ أستطيع أن أحضر لك دواء لوجع الرأس".
" لا بأس , لن أبقى هنا أطول مما أستطيع".
" ألاحظ أن هذا النهار كان متعبا بالنسبة اليك, ولكن أعتقد أن الأسوأ مر وأنتهى , يبدو أنك أذبت الثلج بينك وبين بوبي , أنه يحتاج الى أمرأة في البيت".
ولاحظت أن وجهها أزداد صفرة, فقام من كرسيه نحوها.
" قومي الى سريرك , وانا سأكون هناك خلال دقائق".
عندما دخلت ايلين الى غرفة الطعام ووجدت غريغ يحيط بكوري لا بد أنها أعتبرت الأثنين في لحظة حميمة طبيعية لزوجين متزوجين حديثا , وأنهما ينتظران الفرصة ليصبحا وحدهما في غرفة النوم , مدبرة البيت قالت شيئا لغريغ في لغتها الأصلية ضاحكة , فأجابها غريغ باللغة ذاتها, فشعرت كوري بالخجل أذ لم يكن من الصعب فهم ما دار بين الأثنين , وعندما وصلا الى جناحهما الخاص أسرعت الى غرفتها وهي تفكر بقدرة غريغ على التمثيل في شكل فاق قدرتها هي.
بعد نحو عشرين دقيقة عاد غريغ الى الغرفة ليجد كوري جالسة على المقعد الوثير الهزاز قرب النافذة , مرتدية ثياب النوم , قميصا من الحرير الأبيض وعليه مشاح من القماش ذاته والتطريز الملائم للأثنين , كانت دورين أقترحته على أنه مناسب تماما للعروس في ليلة عرسها , كوري كانت غارقة في ألم رأسها , أرتدتهما دون شديد تركيز , وفكرت أن تجلس على المقعد بعيدا عن السرير كي لا يأتي ويجدها هناك , ربما من أجل أن لا ينزعج لوجود أمرأة غير التي يحب , في سرير الزوجية.
طرق على الباب , فدعته للدخول , بدا مستغربا وفي يده كوب من الحليب الساخن وفي الأخرى حبتان لوجع الرأس .
" أنت لست في السرير".
" كلا , فكرت... أن أجلس قليلا هنا".
" هل ألم الرأس أسوأ؟".
هزت رأسها.
" خذي . سيساعدانك على ألم الرأس ويجعلانك تنامين أفضل".
أخذت الحبتين من يديه وبلعتهما مع الحليب الساخن ولم تلاحظ أنه وقف خلفها الا عندما مد يديه وأزاح شعرها وأحاط عنقها يدلكها ليخفف عنها الألم.
: أسترخي".
قال وأستمر في التدليك وكأنه معلم شاطر , أسترخت للتو وهو يكاد يدرك تماما نقاط الألم حيث يدلك.
وضعت كوب الحليب جانبا وشعرت أن النعاس يتغلب عليها , هل الحبوب أم تأثير يديه على عنقها جعلها ترتاح؟ لم يكن مهما وفكرت للحظة أن المرأة التي رفضت هذا الرجل لا بد أنها حمقاء , أنه يمكن أن يكون كل شيء للمرأة التي يحب.
فتحت عينيها مندهشة عندما شعرت بيديه تنزعان عنها المشلح.
" لا تخافي" قال وهو يرفعها بين ذراعيه ويحملها نحو السرير .
" سأغادر الغرفة فور أن أطمئن أنك داخل الفراش ".
أنزلها بنعومة تحت الغطاء ثم جعل الغطاء عليها, فقالت مع نعاس شديد :
" لم أشأ ... أن تراني... داخل السرير ... أنا لست المرأة التي تحب....؟".
ولم تتمكن أن تحارب النعاس أكثر وأغمضت عينيها وغرقت في النوم.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 04:05 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

4- وهم غالي الثمن
كانت الشمس قد أشرقت منذ وقت طويل على مزرعة مايسون عندما أستيقظت كوري في اليوم التالي, وتطلَعت حولها في استغراب الى أن تذكرت أين هي وماذا تفعل هنا, أصوات العصافير المختلفة المنبعثة من خلف ستائر النافذة أعطتها أنطباعا بأنها تأخرت كثيرا في الأستيقاظ.
بحثت عن ساعتها على الطاولة قربها فوجدتها نحو التاسعة, الصمت يخيم على البيت وشعرت أن غريغ مثل العصافير أستيقظ منذ ساعات .
استحمت كوري بسرعة , لبست ثيابا أعتبرتها ملائمة للمزرعة , وبعد أن سرحت شعرها قررت ربطه الى الوراء مثل ذنب الحصان.
وما أن خرجت من الجناح الخاص وأصبحت في القاعة الكبرى حتى سمعت ضجيجا لجهة المطبخ , توجهت الى هناك واذ بها داخل أكبر مطبخ رأته في حياتها , خزائن عالية بلون الخردل تزنر الجدران وتفرقها نوافذ تضفي أضاءة على المطبخ من كل الجوانب , وا؟لأحواض بمختلف الأحجام والمعدات المطبخية , الى جانب المطبخ غرفة طعام صغيرة فيها طاولة طعام للجلسات السريعة , تفصل المطبخ عن غرفة الطعام الكبيرة, والى جانب المطبخ أيضا غرفة علمت كوري أنها لغسيل الثياب من هدير الغسالة المنبعثة منها , من غرفة الغسيل هذه خرجت ايلين وظهرت على وجهها ابتسامة ترحيب عندما رأت كوري.
" آه , أنت استيقظت , قال المعلم أن لا نزعجك الى أن تستيقظي وحدك. أنت كنت متعبة جدا".
وتابعت ايلين وابتسامتها تأخذ عرضا جديدا:
" أن غريغ قوي أليس كذلك؟ أرجو أن تنجبوا الكثير من الصبيان".
وامتقع وجه كوري خجلا , عندما فهمت ما تقصده مدبرة المنزل , بالطبع أن ايلين توقعت أن تكون هي وغريغ أمضيا ليلة رائعة مثل أي زوجين جديدين.
وسألت كوري بعد صمت:
" أين غريغ؟".
" لا شيء يغير من طباع غريغ , ولا حتى زوجة جديدة , خرج كالعادة , تماما بعد السابعة, أظن أنك لم تشعري بع عندما قام".
"كلا, لم أشعر به".
وتابعت تسأل:
" هل بوبي موجود في البيت؟".
"ذهب الى المدرسة".
وقدمت ايلين لكوري فنجان شاي وهي تقول:
"سأعد لك الفطور خلال تناولك الشاي".
تساءلت كوري :
" في المدرسة ؟ أعتقدت أنَ المعلمة غادرت القرية؟".
" آه صحيح, لا أحد أنزعج لرحيلها , كانت ثقيلة الظل جدا, دائما تقول لغريغ أنها لا تستطيع تحمل أصوات الذئاب والدببة التي تأتيها من التلال البعيدة , غريغ كان سعيدا جدا عندما نقلها خارج المزرعة في الطائرة".
وسألت كوري بفضول:
" هل أقامت في البيت هنا؟".
" كلا, أبدا, كانت تتمنى ذلك, ولكن غريغ قال أن ليس من اللائق لرجل عازب أن تقيم معه أمرأة في البيت , بالطبع كان كلامه حجة فقط من أجل ابعادها قدر الأمكان , اذ عندما تحضر السيدة مايسون , يكونان وحدهما أكثر ا؟لأوقات , وخصوصا في الليالي التي تعزف له على البيانو لساعات".
وبدت ايلين منزعجة لسيرة السيدة مايسون وهي تضيف:
" أنا أعرف أن السيدة مايسون مشهورة في عزفها على البيانو , ولكنني أمل ُ من سماعها تعزف ساعة بعد ساعة لذلك أغادر البيت في زيارات مختلفة".
وكأنها لاحظت أنها تطيل الحديث في موضوع واحد , فغيَرت الكلام:
"أستريحي في غرفة الطعام , فأحضر اليك الفطور هناك".
ومن على باب غرفة الطعام استدركت كوري وسألت:
" ولكن من يعلم الأولاد في المدرسة؟".
" جين زوجة مايكل المزارع , أنها ليست معلمة ولكنها تراقب الأولاد في المدرسة من أجل أن يبتعدوا خلال النهار عن أزعاج أمهاتهم".
دخلت كوري غرفة الطعام الكبيرة وجلست حيث كانت بالأمس في مواجهة غريغ , أكثر ما شغل فكرها أولاد المزرعة الذين يستحقون أكثر من الأبتعاد عن أزعاج أمهاتهم, غريغ كان سألها في أ ول لقاء أن تكون معلمة في المزرعة, وهي تستطيع أن تقوم بهذه المهمة أضافة الى دورها الرئيسي في التصرف كزوجة غريغ , لأنها لا يمكن أن تفقد عقلها أن أمضت النهار وحدها في البيت تنتظر عودة غريغ في المساء, وتراقب ايلين تقوم بالأشغال المنزلية , هي لا تعرف ركوب الخيل لتتنقل في المنطقة , وبعد ملاحظات ايلين عن المعلمة القديمة , قررت كوري أن تتعلم ركوب الخيل لتتمكن من الذهاب الى المدرسة, ومع أنها تخاف من فكرة المحاولة الا أن معرفتها أمكان مجيء ماريزا مايسون وركوبها الخيل مع غريغ , في حين يمكن أن تبقى كوري في البيت, جعلها تصمم أن تتغلب على خوفها وتبدأ التعلم.
سرحت بنظرها عبر النافذة نحو السهل الممتد , وهي تفكر بماريزا, كان من السهل عليها تصور المشهد الحميم في غرفة الجلوس حيث ماريزا تعزف البيانو للرجل المعجب , ولكنه أن كان مغرما بها لماذا لم يتزوجها ويحل كل مشاكله ضربة واحدة؟ هل المانع فقط هو عدم رغبتها في التخلي عن جمهورها؟ وماذا عن واجباتها اتجاه أبنها؟
دخلت ايلين ووضعت على الطاولة صحنا من البيض المقلي وأشكالا من الأجبان والزبدة واللحوم المقددة والمربيات والخبز فاعترضت كوري قائلة:
" يا ايلين أنا عادة أتناول قطعة خبز محمص فقط".
" الكل يقول ذلك عندما يحضر لأول مرة من المدينة الى هنا , وفي وقت قصير تفتح شهيته".
وتابعت:
" سأذهب لأرتب غرفتك أثناء تناولك الفطور".
وكادت كوري أن تقفز من كرسيها وهي تقول:
"كلا ...أنا سأهتم بهذا الجناح من البيت يا ايلين , أنت أفعلي كل شيء آخر".
واذ بصوت غريغ يأتيها من الخلف يقول:
" أفعلي كما تقول السيدة يا ايلين".
واستدارت كوري برأسها لترى غريغ بقامته الممشوقة يدخل غرفة الطعام ويجلس على الكرسي قبالتها, وشعرت كوري أن قلبها خفق بسرعة للمفاجأة.
قال لأيلين:
" يمكنك أن تحضري لي القليل من القهوة".
ثم التفت الى كوري وقال:
" تناولي طعامك قبل أن يبرد".
نظرت اليه ولاحظت عمق عينيه السوداوين وشعرت أن تحديقه بها وهي تتناول الطعام سيخفف من شهيتها للأكل , ومع ذلك بدأت تأكل ببطء وقالت وكأنها تدافع عن نفسها:
"أنا عادة لا أتأخر في الأستيقاظ صباحا".
شعرت أنه قد يفكر أنها كسولة, ولكنه قال:
" ليس من الضروري أن تستيقظي باكرا مثلما أفعل أنا".
وشكر ايلين بابتسامة وهي تقدم له فنجان القهوة, أضاف السكر الى القهوة وراح يحرك الملعقة بتواصل ويقول:
" كل ما أطلبه منك أن تتقني دور الزوجة ألى أن تنتهي دعوى الحضانة".
" ومن ثم؟ " سألت بتحد وهي تضع لقمة كبيرة في فمها " هل تعتقد أنه من المفيد للصبي أن يربى دون تأثير والدته في حياته؟".
بعد صمت قليل أجاب موافقا:
" كلا, ولكن ما أعطيه أنا هو البديل لحياة متنقلة هائمة حول الأرض مع أمه".
وتابع وهو يغير الموضوع:
" عندما تنتهين من تناول الطعام سآخذك لتقابلي بعض المزارعين الذين ينتظرون التعرف اليك, أن هانك أعطاهم مقدمة ممتازة عنك".
" ليته لم يفعل, كثيرا ما أجد نفسي خائبة أمام شخص يأخذ فكرة جيدة مسبقة عني".
وقفت تنظر الى ثيابها وسألته:
" هل أبدو مقبولة هكذا؟ ليس عندي فكرة فيما يجب أن ترتدي زوجة السيَد في المزرعة".
تجولت نظراته على جسمها ثم قال:
" أشك في أن يخيب أمل أي واحد منهم, المتزوجون منهم سيعتقدون أنني رجل محظوظ جدا, وغير المتزوجين سيلعنون الساعة التي شاهدتك فيها قبلهم".
شعرت بارتباك وقالت من دون شديد تركيز:
" لو يعرفون أنني ما زلت متاحة لهم".
لم تتوقع أن يأتي رد فعله قاسيا , قفز من مقعده وشدَها من معصمها وهزها قائلا:
" ما دمت في المزرعة, أنت لست متاحة لأي كان غيري , لن تحاولي لا بالكلام ولا بالأشارة أن تدعي أحدا يعرف أن زواجنا ليس مكتملا , أنا لن أقبل أي مجازفة".
" لا تقلق يا غريغ" قالت وهي تسحب معصمها من يده " أنا لست مهتمة بالرجال , خصوصا القساة منهم مثل المزارعين , أحب رجلي أن يملك القليل من اللطف والتهذيب".
وفكرت أن غريغ هو من المزارعين القساة , ولكنه في كل حال لا يخلو من اللطف والتهذيب عندما يقصد ذلك".
وتابعت أنا سأكون مستعدة معك خلال دقائق".
وغادرت الغرفة متوجهة الى الجناح الخاص بهما , مرتاحة بهروبها منه لبعض الوقت , رتبت سريرها في سرعة ثم أنتقلت الى غرفة غريغ بتردد , شعرت أنها ستخترق حرمه ومع ذلك دخلت لترى السرير في حاجة الى ترتيب, فكرت أن ايلين يجب أن لا تدخل جناحهما أبدا كي لا تلاحظ نومهما في غرف منفصلة , شعرت وهي ترتب السرير الأصغر قليلا من سريرها , بفضولنحو الأشياء الحميمة الرجالية , أغلقت خزانته وفي داخلها أشياؤه الخاصة المرتبة , غريغ مايسون بالنسبة اليها كان رجلا أبعد بكثير من أن تستطيع فهمه.
منتديات ليلاس
بعد وقت قليل كانت تسير مع غريغ خارج البيت , السهل بد أكثر خضرة وجمالا , والحدائق المحيطة بالبيت ظهرت فيها براعم زهور ستتفتح خلال أسبوع أو أثنين.
سألته:
" من يعتني بالحدائق؟ ومن يحضر الخضار الى البيت؟".
" جوزيف يهتم بكل شيء من الأزهار وحتى جلب الخضار الى البيت , وأنا أحضر ما نحتاج اليه من فانكوفر وبلدة وليامس ليك ونحضر ما نحتاج أليه أضافة الى البريد".
" هل تقصد أننا سننتظر أسبوعا من أجل البريد؟".
" وهل توقعت أن يأتي ساعي البريد الى هنا كل يوم بسيارته الحمراء؟ أنا أعتقدت أنك غادرت المدينة مع فكرة التخلي عن عادات المدينة".
" أنا أفرح أن استلمت رسالة من دورين".
" وهل الرسالة من شقيقتك هي التي ستسرك؟ كلا, بل أعتقد أنك ترغبين في معرفة أخبار خطيبك السابق ". ومتجاهلا الألم الذي سببه لها كلامه أضاف" الأسراع في القدرة على نسيانه أفضل لك وللجميع" وتابع متعمدا السخرية " من يدري , أن البعد يزيد من أشواق القلب".
لم تستطع كوري الا أن تجيبه بغضب:
" على الأقل روجر عنده قلب".
ولكن أكثر ما أثارها هو أنها لم تفكر في روجر أطلاقا منذ وطئت قدماها المزرعة, أجابها غريغ معلقا على كلامها:
" هل تقصدين أن لا قلب عندي؟ " وأضاف بلامبالاة " ربما أنت على حق في ذلك".
وانتهت المحادثة بعدما بلغا سيرا على الأقدام قلب المزرعة, على ضفتي النهر بيوت تمتد بعيدا, من جهة اسطبلات الماشية , ومن الجهة الأخرى بيوت سكنية, أحد المباني بدا مختلفا في الشكل وتوقعت كوري أن يكون " المدرسة" , ومبنى صغير فهمت أنه دكان المزرعة.
من بعد ذلك مباني صغيرة الأحجام.
" أنها مساكن العمال غير المتزوجين".
قال ذلك وهو يتأبط ذراعها ويتجه نحو المدرسة.
" ربما من الأفضل أن نبدأ من هناك".
أصوات أقدامها على الأرض الخشبية أضفت هيبة على دخولهما المدرسة اذ خيم على الأولاد صمت شديد عندما دخلا غرفة الصف , تجولت كوري بنظرها في فضول لترى المقاعد واللوح الأسود والأشياء المعلقة على الحيطان وأمرأة شعرها أحمر تجلس خلف طاولة المعلمة ما أن رأتهما حتى وقفت مرحبة, غريغ تولى أجراء التعارف بين كوري وجين ويبرن, تم التعارف مع طلاب المدرسة , فرأت كوري أشكالا مختلفة تنظر اليها من الأولاد , من الهنود الأصليين السمر اللون الى الأولاد الشقر , أما بوبي وحده فلم يرفع رأسه وكأنه ارتبك خجلا من المفاجأة , شفتاه بقيتا مغلقتين فيما باقي الأولاد رددوا في صوت واحد جملة ترحيب بالسيدة مايسون أعطتهم جين الأشارة لقولها, ثم قالت لهم:
" حسنا يا أولاد يمكنكم الخروج الى الملعب عشر دقائق".
وعلى الفور هبَ الأولاد الى الخارج وكأنهم ينتظرون الفرصة للأنطلاق تحت الشمس, وابتسمت كوري لهم ولجين التي بدا النمش في وجهها يضفي عليها جاذبية خاصة.
" أنا مسرورة في التعرف اليك يا كوري , كلنا هنا كنا نعتقد أن غريغ لن يجد له زوجة أبدا".
ثم التفتت الى غريغ وقالت:
" أعتقدت أنك ذهبت تبحث عن معلمة لا عن زوجة جميلة".
فتحت كوري فمها تريد أن تقول أنها معلمة أيضا ولكن غريغ شدَها من ذراعها مذكرا أياها أن لا تفعل , وقال:
" وجدت معلمة كفوءة ولكن للسنة الدراسية المقبلة التي تبدأ في أيلول , عند زوجها الكثير من الخبرة في المزارع في الجنوب وأعتقد أنهما معا سيسهلان الأمر لنا".
وأبدت جين أنزعاجها لفكرة أنها ستبقى تهتم بالأولاد حتى نهاية السنة الجارية.
" أن أيلول بعيد جدا , صحيح أن أمامي أسابيع قليلة قبل عطلة الصيف , ولكن هؤلاء الأولاد في حاجة الى معلمة حقيقية لا أمرأة تراقبهم فقط".
وهنا حاولت كوري أن تتدخل.
" ولكنني أنا....".
فقاطعها غريغ قائلا لجين:
" أرجو أن تفعلي المستطاع لضبط هؤلاء الأولاد يا جين , على كل حال ربما نعطيهم عطلة الصيف باكرا هذه السنة".
وما أن أصبحا خارج المدرسة حتى التفتت كوري الى غريغ قائلة:
" يا غريغ أنا معلمة , لماذا لا أستطيع أن آخذ مكان جين؟".
" أن زوجتى لا تعلم في مدرسة".
" أرجوك لا تكن متخلفا, ماذا تتوقع مني أن أفعل طيلة النهار ؟ أجلس وأقلم أظافري؟".
ومن دون أستعداد , مد يده نحو يدها ورفعها نحوه لينظر الى أظافرها المقلمة جيدا والمطلية بلون الزهر, سحبت يدها منه وتابعا المسير , دلها على اسطبل للثيران قائلا:
" هذا أهم ما عندنا , أحضرناها مع مجموعة أوروبية لنرى أمكان تحمَلها طقسنا".

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 04:06 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


شعرت كوري بخوف من الثيران ولكنها أطمأنت الى أن السور قاس ومغلق بأحكام فلا تشرد نحوها, وخافت أيضا من مشهد الأحصنة في باحة أسطبل مجاور , فقال غريغ:
" يجب أن أعلمك ركوب الحصان, أنه ضرورة في هذا المكان".
الخوف جعلها تقول:
" ولكن الأمر لا يستأهل العذاب , فأنا بالكاد سأمضي وقتا كافيا يجعلني أحتاج ألى ركوب الحصان".
لاحظت وجهه مشدودا وكأنه أمتعض ورغب في الأجابة , ولكن مجيء هانك مع رجلين آخرين أوقف الحوار.
بدا هانك أنيقا خصوصا عندما نزع قلعته وحيَا كوري , شعره الأشقر ووجهه الذي لفحته الشمس , وعيناه الزرقاوان , كلها بدت لكوري جذابة, ولباسه مثل أي مزارع فوضوي, لم يخفف كثيرا من مظهره اللائق.
قال مبتسما:
" أذن العروس الخجولة تتجوَل في المزرعة؟".
ابتسمت له ولرفاقه , يد غريغ شدت على ذراعها وقال يعرفها على الشابين الى جانب هانك:
" هذا ميتش , ولفتي يطبخ للمزارعين غير المتزوجين".
فقال الطباخ مازحا:
" حان الوقت لزواج غريغ , أن الرجل منا يحتاج الى نعومة أمرأة الى جانبه والا أصبح قاسيا مثل أي ثور هنا".
وبعد حوار ضاحك, ابتعد الرجال الثلاثة ليتابعوا أعمالهم, وأخذها غريغ الى مبنى فيه آلات منوعة للزراعة والحصاد, وظهر جوزيف الرجل الهندي الذي يهتم بالحدائق والخضار, وبدا سعيدا عندما سألته كوري عن سور حديدي , فأجاب:
" أنه للغزلان , أحيط به الحدائق لأمنعها عندما تنزل من التلال من أكل خضاري".
ثم أخذها الى غرفة زجاجية للنباتات والأزهار الأختبارية , وعندما رأتها كوري عبرت عن أعجابها الشديد, وكذلك أبدت أعجابها بضمة من البنفسج في وعاء صغير.
رفعها جوزيف وقدمها لها قائلا:
" أنها لك, خذيها , أنها تشبهك تماما, صغيرة ونضرة وحلوة".
ترددت قليلا لأنها لم ترغب أن تأخذ أجمل ما عند جوزيف , ولكن أبتسامة غريغ وتشجيعه لها جعلاها توافق شاكرة.
نظر غريغ الى ساعته ثم قال:
" يجب أن نعود الى البيت ونكمل الجولة في وقت آخر, أعتقد أن ايلين أنتهت من أعداد الغداء".
وفيما هما يسيران عائدين نظر الى بيوت المزارعين المتزوجين من بعيد وقال:
"لا بد أن الزوجات سيدعينك الى حفلة أستقبال بعد يوم أو يومين".
من هنا فهمت كوري أن عليها أن تنتظر الدعوة قبل أن ترضي فضولها في رؤية البيوت التي تبدو جذابة جدا من بعيد, ولاحظت بيتا صغيرا منفردا فقالت مبدية أعجابها به:
"كم هو جميل هذا البيت, هل كنت سأسكن هناك لو جئت كمعلمة؟".
فأجاب بتردد:
" نعم, يبدو أنك تفضلينه على بيتنا".
" البيت الصغير جميل, أحيانا يشعر المرء بحرية أكثر عندما يكون عنده بيت له وحده".
" ومن دون زوج؟".
" نعم, كل عمري كان عليَ أن أعيش في بيت يختاره آخرون , أهلي أولا , ثم دورين وهاورد , والآن بيتك أنت , جميل جدا أن يختار الأنسان بيته وينتقي أثاثه ويختار الوقت الذي يريد أن ينام فيه أو يقوم , أو يأكل ويشرب ويتنزه".
وشعرت بثقة وهي تتكلم , وفوجئت أنه لم ينزعج من كلامها بل قال:
" أنا أفهم ماذا تعنين, على بضعة بضعة أميال من هنا عندي كوخ صغير مؤلف من غرفة واحدة , أذهب اليه وحدي ومرات مع بوبي ".
نظرت اليه وقالت متذكرة بوبي:
" أنك تهتم كثيرا ببوبي".
" عندي مسؤولية تجاهه".
" هل هذا كل شيء؟".
سألت وهي تشعر بثقل أنفاسها وهما يقتربان من البيت , وقالت وهي تتوقف وتنظر اليه:
" أليس هنالك شخص آخر في العالم تحبه يا غريغ؟".
فالتفت اليها وقال بلامبالاة:
" أن الحب بضاعة ثمنها الناس أكثر مما تستحق".
وفتح الباب الرئيسي ودخلا الى البيت وعلَق سترته وقال:
" أن الحب وهم في عيني المرأة التي تغلَف رغباتها الحسية بغلاف رومانسي فلا يعرف الرجل ماذا يحدث له الا بعد أن يكون قد وقع في المصيدة".
فأجابت بحنق:
" لا بد أنك تكبت كثيرا رغباتك الحسية , وتابعت غير متأثرة بنظراته نحوها.
"أم أنك لا تعرف شيئا عن هذه الرغبات؟".
لاحظت عضلة في أسفل فكه تنتفض وفيما هو يحدق فيها بغضب , فاجأها بعناق قاس لم تعرف مثله من قبل, وبعدما أعتادت على يديه تحيطان بها أبتعد عنها وقال:
" لا تفسري ما حدث بشكل ثغرة في أتفاقنا , فقط أردت أن تتعلمي درسا في أن لا تهزأي من رجولة رجل خصوصا في هذه الأنحاء المنعزلة".
وقبل أن تتمكن من قول أي شيء أنسحب غريغ وأختفى داخل البيت تاركا أياها ترتجف من المفاجأة ومن لمسات يديه عليها , وشعرت أنها عاجزة عن التصرُف , هي تحت رحمته عندما كانت بين ذراعيه, وهي تحت رحمته أيضا أن فكرت بمغادرة المزرعة, وهو لن يدعها تذهب قبل أن يربح دعوى الحضانة , فكَرت أنَ المجال الوحيد أمامها أن رغبت في الرحيل , هو أقناع هانك أن يأخذها خارج المزرعة, ولكن هانك يعمل عند غريغ ولا يمكن أن يتصرف من دون موافقة معلمه حتى لو كان شديد الأعجاب بها, قررت أن تتصرف بهدوء وتنتظر ما يأتي وقررت أيضا أن تكون معلمة المزرعة, المهم أن لا تكون عبدة لغريغ طيلة المدة التي ستبقى فيها هنا.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 19-06-09, 04:08 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5-وجهها يرقد بين كفيه
لم تتبادل كوري الكلام مع غريغ طيلة النهار, دخلت البيت بعدما أمضت بعد الظهر في بركة السباحة, نزعت عنها مايو السباحة وأرتدت فستانا أصفر اللون عالي الياقة , ودخلت غرفة الجلوس لتنظر عبر النافذة الى السهل مع الغروب, أخذتها الأفكار ليس نحو غريغ بل نحو بوبي, ظنت أنها تمكنت من الحصول على عناقة بوبي بها في الليلة السابقة عندما تبادلا الحديث معا, ولكن اليوم كان الأمر مختلفا , حاولت على طاولة الغداء أن تكسب وده عبثا, اذ كان يجيب باختصار على أسئلتها , وأخيرا قالت له:
" هل تسبح معي في البركة بعد الظهر يا بوبي؟".
أجاب منسحبا:
" أريد أن أذهب الى منزل سكوت, هل أستطيع الآن يا عمي غريغ؟".
رد عمه:
" طبعا, أن كنت أنتهيت من تناول الطعام , ولكن لا تتأخر أكثر من الساعة الخامسة والنصف".
وعندما غادر بوبي المكان قال غريغ لكوري:
" أعطه بعض الوقت ليعتاد عليك, أعتقد أن رفاقه يغيظونه بالحديث عن زوجة عمه الجميلة".
بدت كوري مستغربة , فسألت:
" ولماذا يقولون ذلك؟".
لم تعرف أن كانت تسأل: لماذا يغيظونه أو عن كونها جميلة, ولكن غريغ تبنى الفكرة الثانية أذ قال:
" لا تحاولي أن تصطادي مني المديح يا كوري, أنت لا تحتاجين الى أن أخبرك عن جمالك".
حارت جوابا ولم تجد غير القول ببرود:
" صحيح, أنا لا أحتاج الى ذلك".
والآن وهي تنتظر في غرفة الجلوس راحت ترسم ملامحه القاسية وعناقه لها في الصباح, هذا العناق الذي خلا من أي عاطفة.
" هل أستطيع أن أقدم لك كوبا من الشراب؟".
جاءها سؤاله من الخلف, فالتفتت لتراه مرتديا قميصا حمراء وسروالا أسود.
وافقت شاكرة , فأحضر كوبين وقدم لها واحدا حيث كانت تجلس على أحد المقاعد , جلس هو الآخر في مقعد مقابل, بدأت الكلام فورا:
"أريد أن أتكلم معك عن المدرسة والأولاد".
جاءها جوابه من دون أنتظار لباقي كلامها:
" أنا سبق أن قلت لك أن زوجتي لا تعلَم في المدرسة, أن الكثير من الأشياء يمكن أن تقومي بها في البيت الكبير خصوصا في الحفلات التي نحييها هنا أضافة الى الأهتمام بالشؤون الأجتماعية مع نساء المزرعة".
استمعت اليه وبعد صمت قليل قالت:
"أنت تعرف أنني لا أستطيع أن أقوم بأي شيء, لأن كل الأشياء معدَة سلفا خصوصا أنني لن أمضي هنا الا بضعة أشهر , ثم أين هي الحفلات التي تتحدث عنها واللقاءات مع الضيوف باستثناء الزيارات التي يمكن أن تقوم بها ماريزا مايسون؟".
"كثيرون يتوقعون أن أجعوهم الى حفلات في البيت خصوصا بعدما أصبح عندي زوجة, من بينهم كثيرون سبق أن دعوني الى حفلات عندهم في الماضي".
نظرت اليه كوري وشعرت أنها مظلومة في هذا الدور الذي تلعبه طائعة, همست:
" آه يا غريغ. كان يجب أن تتزوج أمرأة تختارها عن قناعة, أمرأة تحبها أنت وتبادلك هي الحب".
نظر اليها وقال مذكرا:
" أعتقدت أن موضوع الحب أنتهينا منه خلال حديثنا الصباحي".
وانتهى الكلام عند هذا الحد , لا تستطيع أن تفهم غريغ ولا تقبل مفهومه للحب في أنه أرضاء للرغبات الحسية فقط, وشعرت بالشفقة على أي أمرأة يمكن أن تقع في غرام رجل مثله".
ومَرت أيامها في المزرعة بطيئة لا معتى لها, في الصباح تهتم بترتيب وتنظيف الجناح الخاص بهما, وبعد الظهر داخل بركة السباحة أو الى جانب البركة تعرض جسمها للشمس وتجعله في لون العسل.
بوبي كان دائما يختفي بعد الغداء , وغريغ ينهمك في أعماله في مكتبه في الغرفة المتفرعة عن القاعة الكبرى , بعض الليالي تذهب كوري الى غرفة النوم من دون أن تقول( تصبح على خير).
وهو كان مأخوذا بالأعمال التي يقوم بها, وكم كانت تتمنى لو تملأ أوقاتها بأشياء نافعة أكثر مما تفعل, بعد عشرة أيام من مجيئها الى مزرعة مايسون وفيما الثلاثة يتناولون طعام الغداء غادر البيت غريغ قبل بوبي لأول مرة.
النهار كان دافئا أكثر من العادة والشمس تنعكس باغراء على بركة السباحة.
سألت بوبي في محاولة أخيرة لأستدراحه:
" لماذا لا تحضر رفاقك الى هنا للسباحة يا بوبي؟".
ظهر في عينيه بعض أهتمام ما لبث أن أختفى وهو يقول:
" عمي غريغ قال أننا لا نستطيع أن نسبح في البركة الا اذا كان هو يراقبنا".
" أنا واثقة أنه يقصد أنكم لا تستطيعون السباحة اذا لم يكن معكم شخص كبير يراقبكم , أنا أجيد السباحة وأستطيع أن أراقبكم , وأضافت وهي تكاد تستجديه " أنت تعرف أنني أحتاج الى رفقة, أشعر أنني وحيدة وضجرة عندما أسبح لوحدي".
فرد بوبي:
" ربما عمي غريغ لا يقبل أن نزعجك".
" أترك عمك غريغ عليَ " أجابت بثقة وهي تعرف أن أي أعتراض من غريغ ستجابهه بقوة , وأضافت" أذهب واجمع رفاقك وتعالوا سنمضي وقتا مسليا".
قفز بوبي من مقعده بفرح وأسرع خارج البيت الى بيوت رفاقه من أبناء العمال في المزرعة , وكوري دخلت الى غرفتها وارتدت مايو السباحة وخرجت تنتظر.
بعد دقائق فوجئت بالأولاد الذين حضروا , كل طلاب المدرسة بالطبع في مكان منعزل مثل مزرعة مايسون لا يمكن أن يترك أحد خارج تسلية جماعية, كانوا أربعة طبيان وأربع بنات, بعد مرحلة قصيرة من الحياء أندمج الجميع في مباريات السباحة التي نظمتها كوري في الأحجام والأعمار , وراح الكل يتسابقون من جهة الى أخرى في البركة الكبيرة.
ايلين خرجت وفي يدها طبق مليء بأكواب الليموناضة والكعك الخارج للتو من الفرن.
"تعال ساعدني يا جايسون".
نادت أيلين الولك الكبير في المجموعة وهو من الهنود الأصليين , أسود الشعر, شديد التهذيب , ساعد كوري في تنظيم باقي الأولاد ومراقبتهم, أقترب من ايلين طائعا ومساعدا.
وفيما الجميع يتناول الليموناضة والكعك الى جانب بركة السباحة , راحت كوري تختبرهم في معلوماتهم المدرسية ووجدت في اجاباتهم مستوى مقبولا , وكم تمنت لو تتولى تعليمهم.
ومر الوقت في سرعة وكوري تنظم لهم لعبة رياضية بالكرة داخل المياه, ومع ذلك لم يكن الوقت متأخرا بحيث يحين عودة غريغ , كانت تقف داخل أحدى جهات البركة وترفع الكرة في يدها تفكر الى من ترميها وسط صيحات الأولاد.
منتديات ليلاس
" أرمها يا سيدة مايسون ". " كلا". " بل لي أنا".
ثم... رأت من بعيد غريغ واقفا الى الباب المفتوح في غرفة الطعام يراقبهم, شعرت بارتباك وخجل ورمت الكرة في الهواء بحيث قفز الأولاد لألتقاطها.
بوبي أبتعد عن رفاقه وسبح حتى طرف البركة وصعد نحو عمه قائلا:
" لماذا لا تسبح معنا يا عمي؟ منذ زمن بعيد لم نسبح مع".
" بعضنا يجب أن يعمل من أجل أن يؤمن معيشته". قال وهو يبتسم ثم أضاف وهو يلاحظ حماس بوبي:
" ولكن, بما أنني أخذت أجازة بعد الظهر, أستطيع أن ألحق بكم".
وسار نحو البركة قرب كوري قائلا:
" كنت أتساءل من هو الساحر الذي استطاع أن يسحب الأولاد من المزرعة. كل الطريق الى هنا لم أشاهد ولدا".
فردت كوري دون أن تنظر في عينيه:
" أرجو أن لا تكون أنزعجت لأنني دعوت الأولاد للسباحة".
" ولماذا أنزعج أن كنت أنت لا تنزعجين؟ أنها حريتك أنت التي تعطلت".
نظرت أليه قائلة:
" أن الأنسان لا يستطيع أن يتمتع بحريته طويلا, بعد ظهر اليوم شعرت بفرح لم أعرفه منذ مجيئي الى هنا".
" هل تشعرين بالوحدة هنا؟".
سألها في صوت عال لتستطيع أن تسمعه لأرتفاع أصوات الأولاد الذين أستمروا في لعبتهم وأنتزاع الكرة من بعضهم.
" أليس كل سجين يشعر بالوحدة".
قالت ذلك ملاحظة التغيير في تعابير وجهه نتيجة مفاجأته بكلامها, ولكنها لم تبال بل استدارت وغطست داخل البركة, بعد لحظات عندما عادت الى السطح الماء وجدت أن غريغ اختفى وتساءلت في نفسها أن كان انزعج من كلامها , وقررت أن لا تبالي , هل هي في المزرعة غير سجينة؟ لا تستطيع أن تغادر المكان عندما تختار هي ذلك, حتى زوجات المزارعين يبدو أنهن يتجنبنها , ولم يدعها أحد للقاء , ولم تعرف أن كان ذلك من ترتيب غريغ نفسه أو منهن.
بعد دقائق رأت غريغ في ثياب السباحة يغطس حيث غطست هي قبل قصيرة, لاحظت في وجهه قبل أن يغطس ملامح تفكير لا غضب, وأعجبت في جسمه الرياضي, وخلال لحظات كان يطفو على وجه الماء قربها ويقفز فوقه الأولاد مرحين ومازحين, وفكرت, ترى ماذا يعني لأمرأة أن يحبها غريغ مايسون؟ وماذا كانت تشعر الآن لو كان زوجها الذي يلعب مع الأولاد هو زوجها فعلا جسما وروحا؟
أخذتها الأفكار بعيدا وتركت نفسها تتمدد على المياه محاولة أن تريح جسمها وأعصابها , ولكن أنَى لأفكارها أن ترتاح, شعرت أن روجر ما زال حبها الحقيقي وليس غريغ مايسون المتسلط , غير المساوم , الذي لا يقيم وزنا للعواطف الأنسانية, رأيه في العلاقة بين الرجل والمرأة هي حيوانية , لا شيء يعطي ولا شيء يؤخذ أبعد من الجسم وفيما هي تسترسل في أفكارها , أمتدت حول رجليها أيد قوية شدتها تحت مياه البركة , المفاجأة جعلتها لا تتمكن من التحسب, فامتلأ فمها وأنفها بالماء وما أن عادت الى سطح الماء حتىكادت تختنق وأحاطت بغريغ قربها من أجل أن يتوقف عن المزاح لأنها تكاد تختنق فعلا, أحاطها بذراعيه وحملها خارج البركة ووضعها على كرسي ممدود رافعا رأسها الى الوراء.
" كوري؟ كوري؟ هل أنت بخير؟".
جاءها صوت غريغ قلقا, فتحت عينيها وظهر فيهما الغضب.
" غريغ مايسون أنت أبله". وتابعت متجاهلة قلقه عليها" الآن الأولاد سيقلدونك وسيبدأ كل واحد منهم في شد رفيقه تحت الماء".
نظر اليها غريغ باهتمام وهو جاثم الى جانبها , ثم وقف متوجها نحو الأولاد الذين ظهروا كلهم يتسارعون للخروج من البركة والأطمئنان الى كوري , فقال لهم:
"أنتم تشاهدون نموزجا لما لا يجب أن تفعلوه في بركة ماء , اذا رأيت أحدا منكم يحاول عملا سيئا سوف أصفع مؤخرته , مفهوم؟".
بقي الكل صامتا فتابع غريغ مايسون:
" الآن جففوا أجسامكم والبسوا ثيابكم واذهبوا الى بيوتكم أن أمهاتكم لا بد تنتظركم على العشاء".
وبعدما غادر الأولاد المكان , ودخل بوبي الى البيت يغير ثيابه , سألته:
" ومن يصفع مؤخرتك أنت على عمل سيء؟".
لم يجب غريغ فورا , بل جلس الى جانبها على طرف الكرسي الممدود , شعره المبلل يتدلى على جبينه, وعيناه السوداوان مثل ولد أرتكب دنبا , أجاب:
" أعتقد أنك أنت من يجب أن يقاصصني!".
ومع أن ملامحه القاسية عادت الى وجهه الا أنه تابع" أعتذر يا كوري لأنني لم أتوقع أن تكوني سارحة بأفكارك فلم تلاحظي أقترابي منك ".
وبدا في كلامه بعض المرارة وشعرت كوري ببعض الذنب لأنها بالواقع كانت تفكر بروجر , ومن أجل أن تضع حدا للعتاب بينهما قالت:
" بما أنني لا أحمل العصا التي أصفع قفا من يقوم بعمل سيء , سوفأسامحك".
وقامت من كرسيها الى البيت تتحداه مازحة:
" لنر من يسبق الآخر في الأستحمام وأرتداء ثيابه".
وهما يركضان داخل البيت الى غرفهما , فكرت كم من المزاح عرف غريغ في حياته , وتمنت من قلبها أن يأتي يوم يعرف غريغ السعادة الحقيقية مع أمرأة تملأ حياته القاسية المملة , فرحا وأثارة.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليزابيث غراهام, انين الساقية, elizabeth graham, mason's ridge, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية