كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء السادس عشر
*
*
*
*
*
*
نايمة بهدوء وسلام ... بعد ليلة سهرت فيها
تخطيطات وتجهيزات لزواجها ... صحت على
صوت طرقات خفيفة على الباب... فتحت عينها
بصعوبة .. وشافت امها واقفة تطالعها بابتسامة
ماتدري ليش حست انه في شي .. وان ابتسامة امها
تخبي وراها اشياء ...
ام عبير: صباح الخير... ازعجتك؟
عبير بصوت مثقل بالنوم: صباح النور .. لا عادي
ام عبير:تبغين تكملين نومك؟
عبير استوت قاعدة على سريرها : ماما فيه حاجة؟
ام عبير:بسافر الطايف اليوم
عبير تفاجأت وقبل ماتنطق امها كملت : خالك طلال
تعب شويه عليهم وبروح
عبير: ماما بروح اشوفه
ام عبير: ماينفع ياقلبي تروحين ... ناسية ان بكرة
عندك اختبار... وزواجك باقي له شهر .. ولازم تنتهين
من كل حاجة ... وخالك الحمدلله عدى مرحلة الخطر
بس مخلينه في المستشفى يتطمنو عليه
عبير دمعت عيونها وبترجي: ماما احلفك بالله وش
مخبية عني؟
ام عبير قربت من بنتها : والله مافي شي غير اللي
قلت لك بس انتي عارفة اخويه ولازم اكون معاه
الكلى عنده تعبانة وراح يركبون له جهاز غسيل كلى
وان شاء الله يقوم ومافيه الا العافية...المهم انا مسافرة
بعد العصر .. انتي جهزي نفسك وخذي لك ملابس
تكفيك اسبوع وروحي بيت ابوك
عبير: بابا بيسافر معاك؟
ام عبير: ايوه
عبير: وانا اروح هناك ليش؟ حتى اخواتي ولا وحدة
منهم فيه .. وخالتي بتقعد لي على الطالعة والنازلة
ام عبير: اولا هذي بتصير اخت زوجك يعني تجاهليها
على الأقل عشان فهد.. وبعدين انتي في بيت ابوك
عندك غادة ... وتركي بيكون مسئول عنك
عبير: ماما والله خايفة تسوي لي مشاكل
ام عبير: عندك حل غيره يعني؟ خالد ولسى عريس
واخواتك طبعا مستحيل تروحين لهم
عبير: طيب والله يعينني رجعتيني لأربع سنوات ورى
ام عبير: ما اوصيك ياقلبي بنتي اللي ربيتها وعرفتها
حتى لو غبت عنك مافي شي بيتغير
عبير: ان شاء الله من عيوني ... ماما
ام عبير: هلا
عبير: حاتم لسى زعلان؟
ام عبير: بكرة يرجع لعقله ... ويعرف ان كل هذا طيش
شباب
عبير: اطلبيه اذا كان يعزني مثل وحدة من اخواته انه
يحضر زواجي... قولي له عبير ماتكتمل فرحتها الا
بحضور كل اخوانها ..
ام عبير: ان شاء الله راح اقول له بس انتي لاتفكرين
في هذي الأمور وقومي صلي الظهر ... الساعة صارت 2
وانتي لسى ماصليتي
عبير فزت من مكانها : الله يخزي الشيطان نسيت صلاتي
ام عبير: الله يهديك يارب.. وراحت تجهز نفسها لسفرها
المفاجيء....
***********************
عبير بعد ماصلت وذكرت ربها اتصلت في اريج
اختها : الو
اريج: هلا عبورة
عبير: وش هذا الازعاج اللي عندك؟
اريج: بالمطبخ اجهز غدا زوجي
عبير: ههههههههههههههههه على هذا الحال كل يوم؟
اريج: راضية ياختي مادام اخدم حبيبي على قلبي
مثل العسل
عبير: الله يهنيكم يارب... اروج اليوم بروح بيتكم
اريج: اي بيت؟
عبير: بيت اهلك يعني بيت مين
اريج: طيب
عبير: مادري كم بقعد هناك عشان ماما بتروح الطايف
تعالي اروج
اريج: خالتي ليش رايحة؟
عبير: خالي تعب عليهم بس الحمدلله الحين تمام
اريج: الحمدلله
عبير: تعالي اجلسي معايه
اريج:واترك رجلي؟
عبير: لا ماقلت كذا بس تعالي نقعد ونتعشا وبعدها
روحي انتي
اريج: افااا تطرديني من بيت ابوي
عبير: ههههههههههههه لا بس عشان تروحي لبندر
وانا اكمل مذاكرتي وانام
اريج: زين متى رايحة هناك؟
عبير: قبل المغرب اتوقع
اريج: خلاص بسوي صينية حلى من اللي يحبهم قلبك
وبجي .. بس كلمي ندو وفتون بعد نجتمع على العشا
عبير: والله حلو ... وبكلم شهودة كمان ...
اريج: زين زين كذا بنفلها
عبير: وعلى الاختبار السلام
اريج: صدق والله؟
عبير: لا والله بصراحة المنهج مذاكرته بس تعرفين
لازم اراجع واركز اكثر وعندي 3ساعات راح احاول
اخلص جزء كبير من المنهج
اريج: الله يوفقك يارب... خلاص لاتشغلين نفسك بشي
وخليني انا اتكفل بكل الاتصالات ...
عبير: اوكي
اريج: يلا حبيبتي بحط غداي .. واشوفك المغرب
عبير: على خير يارب...
وسكرت منها واتصلت بفهد سولفت معاه شوي
واستأذنت منه انه بتكمل مذاكرتها وماعلمته انها
بتروح لبيت ابوها ... ولا كان سبقها هناك ........
****************************
وصلت ولقت غادة وريم قاعدين بالصالة...
دخلت وسلمت عليهم .. وفصخت عباتها وقعدت
عبير: البنات لسى ما جو؟
غادة: فتون تو مكلمتني تقول مو جاية الا بعد المغرب
عبير: طيب اريج وندى وشهد؟
غادة:ماكلمتهم بس اكيد جايين الحين
عبير: حلو ... ريمو كيف المدرسة معاك؟
ريم: تمام .. بس الواجبات كثير
عبير: عادي ياقلبي اهم حاجة انتي اجتهدي واكيد
هذا الاسبوع راح تعطلون صح؟
ريم: مادري الأبلة تقول تبينا نجي الأسبوع الجاي
مع انا خلاص ختمنا المناهج
اريج: السلام عليكم
الكل: وعليكم السلام
اريج: ريمو قومي شيلي الحلى وديه المطبخ
ريم: طيب .. وتمتمت بينها وبين نفسها مخليني شغالة العايلة
اريج: عشتو يهالمفعوصة طال لسانها
ريم ضحكت وخذت الحلى
غادة: قلت لك طالعة على عمتها العوبا
اريج: يابعد عمري هالبنت تعجبني
عبير: ههههههههههههههه دوبك تشتكين من طول
لسانها
اريج: امدحها يالخبلة مو اذمها ... شهد وندى مو
جايين الا بعد المغرب
عبير: ليه؟
اريج: شهد تقول خالد نايم ... ولا صحى يبي له
ساعة يتدلع عليها ... يعني اتوقع العشا جايين
عبير: ياحياتي مرررة لايقين على بعض
غادة: اي الله يوفقهم يارب
اريج بخبث: عبورة
عبير:هلا
اريج: نسيت اعلمك ترى ماجد يبيك في الملحق
عبير: جد؟ من متى؟
اريج وهي تقعد بالكنبة اللي مقابلة لعبير : اول
مادخلت قال لي بس نسيت ..
عبير قامت رايحة له ... كانت لابسة برمودا جينز
فاتح ... وتي شيرت تركواز ,,, ورافعة شعرها
الطويل ذيل حصان ... وخصلات نازلة على وجهها
الناعم ...دخلت بكل هدوء بس ماشافت احد
استغربت ... معقول اريج تكذب عليها ... رجعت من
مكان مادخلت وماحست الا باليد اللي تمسكها ...
شدها له بقوة وضمها .. واول مالمحته عيونها فز قلبها
والنبض اللي بداخلها رقص فرح ..: فهد بعد عني
فهد بهمس: وحشتيييييييييني
عبير: طيب بعد شويه وكلمني لاحد يشوفنا كذا
فهد: عادي زوجتي حلالي وضمها اقوى
(( ضَمني حيل
قلت ( ارفق )
قال ( تو الناس بدري ...
ما بدينا ... ما لوينا من ورى ظهرك يدينا
ما تهنينا بـ ضَمة ...
خَلِي آخذ بس فُرصة ... ودي اقهر واحدٍ ملعون جد
ودي اقطع من وريده لين تتقطع حباله . )
قلت ( منهو ...؟! )
وابتسم لي
قال ( واحدٍ من جِد ماطِيقه
يسمونه جفى . )
قلت ( تكفى ... إلعن أُمه
شد حيلك )
قال ( والله لقتله واربط عياله )
وضَمني حيل ... ياهو مجنون
ومادريت الا وانا اشهق ...
وشوفي عاد شهقة البنت وش تسوي به يا يُمه
خَلَته ملح ...!!
وقمت أصَفق في كفوفي ... مدري ليش ...؟!
وتنتفض بالقيظ يا يُمه كتوفي ... ما هو برد
مدري ويش ...؟!
وآتعبر
لعن ابوه الحضن ... جنني ...
ودهوَرني ... ما دريت انه كِذا
رَجَعْ العُمر اللي مات
والضحكات ... والآمال والأحلام والنشوّة بعد
وقمت اشد يديه واترجاه يرحمني
والله حالة....!! ))
فكت يدينه بصعوبة وركضت وهي تضحك ...
وصلت لمدخل البيت والتفتت له شافته واقف
مكانه يناظرها ... دخلت لأريج اللي كانت ميتة
ضحك هي وغادة : تعالي والله لاذبحك كذا تسوين
فيه؟
اريج: ايييي احسن مخبلة بخالي المسكين يترجاك
يشوفك وانتي تتغلين ... قبض عليك متلبسة في عقر
دارك...
عبير مسكت جوالها ترد وهي تضحك على اريج
وحركاتها اللي مستحيل تتركها : الو
فهد: تعالي
عبير: لا
فهد: عبورة تكفين
عبير: اذا بطلت حركاتك اجي
فهد: اي حركات؟ لا تظلميني
عبير: اي حركات؟ مسوي مو عارف .. ماراح اجي
فهد: عبورة يالله عاد وربي مشتاق لك
عبير: طيب اوعدني ماتسوي نفس حركاتك
فهد: بصراحة ما اوعدك
عبير: اجل خلاص ماراح اجي
فهد: اقول ترى دلعتك بتجين ولا جيت سحبتك بالقوة
عبير: ترضاها عليه؟
فهد: لا والله ياقلبي بس تعالي اقعدي معاي شوي
عبير: طيب بس اوعدني
فهد: اخاف اوعدك واتهور واصير خاين للوعود
عبير: هههههههههه وانا اقول اريج من فين جايبة
الخبث اثاريه كله وراثة منك
فهد: افااا عبورة انا خبيث
عبير: لا حبيبي انت البراءة كلها
فهد ذاب من سمعها قالت حبيبي: عبووورة
عبير: هلا
فهد: تعالي قبل اجي لك
عبير : اوكي ثواني بس
راحت لأريج وغادة اللي قاعدين بالصالة وجلست
مرتبكة : عادي اطلع كذا؟
اريج: اي عادي زوجك
عبير: بس ماعمري طلعت له وانا لابسة كذا
غادة: خلاص شافك يعني وش يفرق ؟
عبير: مادري بس استحي ,,,
اريج: يابنت كلها شهر ويتغير الحال بس روحي
له
عبير: طيب تعالي معايه بأخذ له عصير
اريج: ماتعرفين تصبين عصير بكاسات بعد؟
عبير: هههههههههههه لا بس مرتبكة واخاف اطيحهم
اريج: قومي قومي الله يعين فهود ويصبره على ما
ابتلاه
قامو وصبت عبير العصير بكاسين ... واريج حطت
لهم شوي من الحلى ...
عبير: الصحن ثقيل
اريج: عبير وش تحسين فيه ياقلبي؟
عبير: والله ثقيل جربي تشيلينه
اريج: تعالي يالرفلا انا اشيله بس امشي قدامي
وطلعو رايحين للملحق ... دخلو الثنتين وعيون فهد
تناظر عبير اللي جاية تمشي بخطوات مستحية
وشاف اريج اللي سابقتها : خير وش عندك لازقة ؟
اريج تحط العصير : وععععععع من زينك انت وياها
ماجيت الا عشان مرتك الخبلة ماتعرف تشيل العصير
عبير شهقت: انا قلت ما اعرف؟
اريج: لا ياقلبي شوي شوي على عمرك لا تتقطعين
فهد ميت ضحك على اريج بس مايبي يحرج عبير
اكثر: اروج اقضبي الباب لاهنتي .. وزوجتي خليها
تتدلع .. لو تبي انا اطبخ لها من عيوني
اريج: وأسفاه على الرجولة كان هذي تاليتها ... وطلعت
تركض قبل تضرب فيها علبة المناديل اللي رماها
عليها فهد
عبير كانت ميتة ضحك على اشكالهم التفت لها فهد
وهو قلبه ميت شوق لها : لاتصدقين عاد اني بطبخ لك
عبير: من قال اني راح ارضى اصلا
فهد: اجل ماتعرفين تشيلين العصير
عبير استحت منه حييييييييل: لا والله بس ثقيل وانا
متوترة وخفت اطيحه ..
فهد: بس؟
عبير: والله
فهد: طيب ليش بعيدة تعالي جنبي
عبير: لا خلينا كذا احسن
فهد قرب منها شوي وهي ارتبكت: لاتخافين مو مسوي
لك شي.. شلونك؟
عبير: تمام
فهد: تدرين كم باقي ويجمعنا بيت واحد؟
عبير: شهر
فهد: 27 يوم
عبير: حاسبها؟
فهد: شلون ما احسبها وانا اعدها ساعة ساعة
عبير ابتسمت له بحب وكمل : ابي اعترف لك بشي
عبير: ايش هو؟
فهد: تدرين متى اول مرة شفتك؟
عبير: لما صدمت فيه وانا طالعة من الباب
فهد: لا
عبير تفاجأت: قبلها؟
فهد: اي كنتي جاية من الكلية ... الظهر ودخلتي المطبخ
كانت اول مرة اشوفك فيها ... ماكنت اعرف انتي مين
توقعتك وحدة من بنات عمانهم ...
عبير: وكيف عرفت انه انا عبير
فهد: سألت وعرفت ..
عبير ماعلقت واكتفت انها تناظر بفهد اللي كان مركز
بكل اللي يقوله وكأنه يستجمع صور من الماضي: كنتي
احلى بنت اشوفها ... ماقدرت اشيل عيوني عنك .. ولأول
مرة بحياتي ماقدرت حتى اشيلك من راسي... احاول انساك
بس مادري ليش يجيني شعور اني ابي اجي هالبيت واشوفك
وكنت اجي ... واشوفك بدون انتي ماتعرفين اني قاصدها
التفت لها وشاف نظراتها المستغربة بس كمل كلامه
بكل هدوء: عبورة لاتستغربين هذا شي من الله ... شعور
كان اقوى مني ... رغبة حاولت اكبتها بس ماقدرت
كنت خايف من الارتباط ... وبلحظة تأكدت اني ما اقدر
ابتعد عنك اكثر اتخذت قراري .. اللي اعتبره اسعد لحظات
عمري
عبير: ماكنت عارفة انك تحبني قد كذا
فهد: والله احبك اكثر بعد من اللي تتصورينه ... وراح
اثبت لك هالحب ان الله احيانا
عبير: ان شاء الله
فهد: شربيني العصير
عبير ناظرته وهو كمل : ابي اذوقه من يدك
مسكت الكاس تبي تقربه منه بس مسك يدها : لا ابي
من كاسك
عبير توردت خدودها وماعرفت وش تقول قربت
الكاس منه وشربته بيدين ترتجف ... وعيون فهد
تناظرها بكل شوق ووله : اوعديني
عبير: اوعدك؟
فهد: ايه اوعديني ماتتخلين عني ابد
عبير: اوعدك ماراح اتخلى عنك
فهد: وتبقين معاي العمر كله
عبير: ان شاء الله راح ابقى معاك طول العمر
فهد: حطي يدك بيدي وقولي وعد
تشابكت ايديهم .. وبهمسة حب وعشق وغرام فاض
فيها الحب : وعد
باسها بين عيونها : الله لا يحرمني منك يارب...
وقام مودعها وقلبها يترجاه يبقى لعيون الشوق اللي
بداخلها : يالله حبيبتي بقوم اصلي المغرب وانتي قومي
اقعدي مع خواتك ..
عبير: اوكي
فهد يقومها معاه : تعالي معاي للباب
وقامت معاه بكل استسلام وهدوء ... وصلته للباب
وودعته ودخلت هي بعد تصلي ...
******************************
صلت بغرفة اريج وقبل ماتنزل تقعد مع خواتها قابلتها
ام تركي اللي كانت شايفة كل شي صار: وفري حركاتك
بعد العرس .. وش بقى ماسويتي؟
عبير انصدمت من كلامها : انا؟
ام تركي: اجل انا؟
عبير: والله ماسويت حاجة غلط
ام تركي: تتحضنين بأخوي وتقولين ماسويت شي؟
عبير بكل هدوء تبي تنهي النقاش بدون مشاكل:وانا
فعلا ماسويت حاجة ... مادام انتي شفتي كل شي معناها
شايفة انه كل شي صار غصبا عني وانا اللي بعدت عنه
بعدين فهد زوجي وماسويت شي حرام ..
ونزلت قبل تسمع اي كلام ثاني تاركة ام تركي وراها
وهي تسب فيها ...
سلمت وقعدت مع خواتها وغادة وشهد ... سوالف وقهوة وحلى
ندى: هاه عبورة وش بقى لك ؟
عبير: اشياء بسيطة بس
غادة: حلو يعني مريحة قبل الاختبارات
عبير: اكيد خصوصا انه كان عندي فترة طويلة اجهز
نفسي فيها..
اريج: عبورة والله استنى متى اشوفك عروس
عبير: عارفة اروج .. ابغى يكون شكلي كلاسيكي ... ميك اب
ناعم ... وتسريحة طبيعية .. ومن زمان .. من وانا صغيرة
نفسي البس تاج ..
ندى: بعد عمري الله يهنيك ويوفقك يارب
اريج: فتون ليش ساكتة؟
فاتن: معاكم
اريج: لا والله من اول سرحانة وماتدرين وش نسولف
فيه
غادة: في شي شاغل بالك؟
فاتن: مادري وش اقول
غادة: صاير شي بينك وبين سعود؟
فاتن: لا مابينا الا العافية ... بس انا اليوم رحت المستشفى
اراجع في حالتي ...
اريج: طيب؟
فاتن: الدكتورة تقول كل كشوفاتي سليمة ومافي شي يمنع
الحمل وكل التأخير قضاء وقدر
شهد: يمكن عين ؟ ليش ماتواظبين على الرقية الشرعية
فاتن: والله ماخليت شي الا سويته بس ربي ماكتب
غادة: فتون لاتيأسين وتذكري قول رب العالمين ( ولاتيأسوا
من روح الله انه لاييأس من روح الله الا القوم الكافرون)
فاتن: مايأست والله وهذاني اراجع للحين
عبير: هي قصدها احسني الظن بالله ولاتقولين انا سويت
وماصار شي ... يمكن ربي كاتب ولكن الى الآن ماصار
فاتن: ان شاء الله ... انا فكرت ونويت اتوكل على الله
واسوي عملية اطفال انابيب وان شاء الله تنجح ويرزقني
ربي باللي اتمنى
غادة: هذا آخر حل؟
فاتن: تعبت والله وهذا آخر الحلول...
شهد: وسعود وش رايه؟
فاتن: للحين مافاتحته في الموضوع اليوم هو عند زوجته
الثانية وبكرة ان شاء الله راح اناقشه
عبير: حلو يعني بتنامين اليوم هنا؟
فاتن: اي ان شاء الله
غادة: الله يوفقك ويكتب لك الذرية الصالحية ويرزقك
من حيث لاتعلمين
اريج: وكم راح تكلفك؟
فاتن: يقولون من 12 لـ 20 الف
اريج: وعندك هالمبلغ؟
فاتن: عندي مبلغ معين واذا نقصني شي ابوي مو مقصر
قامت عبير ترد على امها اللي وصلت ودقت عليها
تطمنها ....:هلا ماما
ام عبير: هلا حبيبتي
عبير: وصلتي بيت خالي؟
ام عبير: ايوه ياقلبي وكلهم تمام وخالك الحمدلله يقولون
تمام مايمديني اليوم ازوره بس بكرة بروح له ان شاء الله
عبير: طيب سلمي لي عليهم كلهم
ام عبير: يوصل ياقلبي .. خلاص انتي انتبهي لنفسك
ولاتفكري بحاجة وانبسطي ولاتشيلي هم حاجة ابدا
خالك الحمدلله بخير والله
عبير: طيب
ام عبير: مع السلامة... وسكرت من امها وراحت كملت
قعدتها مع خواتها ... اللي تخللها الضحك والحب والأخوة...
*******************************
بعد منتصف الليل وفي الوقت اللي اغلب الناس ينامون
التجأت للي ماينام ... بالثلث الأخير من الليل ...
صلاة ودعاء ودموع ورغبات ... توجهت فيها الى
الحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولا نوم ....
من قلب صادق وخاشع ... ارتفعت الأكف تضرعا
لرب العالمين وتقرباً لأكرم الأكرمين (اللهم يا حي يا قيوم ،
يا ذا الجلال والإكرام ، أسألك باسمك الأعظم الطيب
المبارك ، الأحب إليك الذي اذا دعيت به أجبت ،
وإذا استرحمت به رحمت ، وإذا استفرجت به فرجت ، أن
تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين والى أعلى درجاتك
سابقين ، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين
اللهم اغفر لي وعافني واعف عني واهدني الى صراطك
المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ولله الحمد ،
وأستغفرك اللهم عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد
كلماتك اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات
وأدخلهم جناتك ، وأعزهم من عذابك ، ولك الحمد ،
ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين
ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين
ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين
وصلى اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى
الله عليه وسلم وعلى أهله وصحبه أجمعين....)
دعاء من القلب .. تخالطه دموع التضرع ...
آآآآآآآآمين قالتها فاتن من قلب .... ومسحت على وجهها
قامت وانسدحت على سريرها ... ومازال لسانها يردد
الدعاء الى ان غفت عينها ....
بعد الظهر جا سعود يمرها تروح للبيت ... بس لزم عليه
ابو تركي يقعد للغدا ... بعد ماتغدو مشو لبيتهم ...
طول الطريق وهي ساكتة وماودها تتكلم وموفرة كل
كلامها لا اقعدو مع بعض ... وصلها البيت : انا بروح
الصلاة وجاي تبين شي اجيبه لك؟
فاتن: سلامتك بس..
سعود: يسلمك ربي
فاتن: ولا تتأخر ابيك بموضوع
سعود: الله يستر انا حاس سكوتك وراه شي
فاتن: لاتخاف الموضوع عادي اصلا روح لاتفوتك
الصلاة وبعدين نتفاهم..
نزلت وطلعت لشقتها ....بدلت ملابسها وصلت ودخلت
المطبخ تجهز القهوة ... تركتها على النار وطلعت للصالة
من سمعت صوت الباب ينفتح ..:هلا والله
سعود بابتسامته الحلوة: هلا بك حبيبتي... وشغل التليفزيون
وقعد... جات فاتن جنبه وخذت الريموت : انا قلت ابيك
بموضوع يعني تتفرغ لي
سعود لف جسمه كله عليها : آمريني انا كلي لك
فاتن: سعود انا فكرت كثير واستشرت الدكتورة وشارت
علي بخيار ان شاء الله ربي بيرزقني باللي اتمناه
سعود: وش هالخيار؟
فاتن: اطفال انابيب
سعود: بس يافتون هالعمليات مو كلها تنجح واخاف تتأملين
كثير ومايصير شي وتتعبين
فاتن: سعود انا متحملة كل شي... انا مو صغيرة عشان
تكون تصرفاتي متهورة ... انا راجعت الدكتورة من فترة
وادري ان نسب نجاحها تختلف ...بس لازم اخذ بالاسباب
سعود: وكم نسبة نجاحها؟
فاتن: لو نسبة نجاحها 1 % سويتها ... انا ماراح انتظر اكثر
سعود انت مو حاس باللي فيني
سعود: يعني تظنين عشان عندي ولد مو حاس فيك؟ فتون
ليش دايم متصورتني قاسي وما اراعيك ... عمري ماتغيرت
عليك والله سعود اللي تزوجتيه وحبيتيه نفسه ماتغير ... بس
انتي اللي قاعدة تتوهمين اشياء وتبنين حواجز بينا
فاتن: انا همي كله شي واحد وابي ارتاح
سعود: ابشري باللي يريحك
فاتن: خلاص بكرة نروح نسوي الفحوصات والدكتورة
راح تعطينا كل الاحتمالات ... وكم التكلفة
سعود: كم يعني؟
فاتن: انا بدبرهم كلهم ... ادري الحين صعبة تدبرهم
سعود: بس انتي عارفة وجهة نظري من هالناحية ما احب
احد يدفع ريال لزوجتي مادام انا مسئول عنك
فاتن: انت باللي تقدر عليه والباقي باخذه من ابوي ....
وهذا مو مصروف عشان ماترضى .. هذي حالة خاصة
وماتحتمل التأخير
سعود اللي حس ان فاتن مرتبة كل شي ومتخذه قرارها
ماحب يكسر بخاطرها : زين على امرك يالغالية... ومسك
يدها وضغط عليها بقوة : فتون مو معنى انك سويتي العملية
صار الحمل... خلي براسك كل الاحتمالات ... والله
يرزقنا بالولد اللي يملى علينا هالبيت
فاتن هزت راسها بالموافقة: آمين يارب
***************************
الصباح بدري .. توجهو للمستشفى لاجراء التحاليل
والفحوصات اللازمة ومعرفة نسب نجاح العملية
قاعدة والارتباك واضح عليها ... والتعب مبين في
كل ملامحها اللي ارهقها طول السهر والتفكير ...
دخلو لمكتب الدكتورة ... ونبضات قلبها يخيل لها
من توترها تجاوزت المليون نبضة ....
سلمو وقعدو ....بعد ما أشرت لهم الدكتورة يجلسون
الدكتورة: اهلين فاتن كيفك؟
فاتن: الحمدلله
الدكتورة: حلو انتو اليوم جايين وان شاء الله راح اشرح
لكم الوضع كله ...اول حاجة فاتن انتي مستمررة على
اخذ المنشطات ... وهذا يخلي نسبة التبويض عندك مناسبة
وان شاء الله ماراح نتعب.. بس اهم نقطة لازم اوضحها
انه هناك نسب نجاح وفشل ... ممكن مايصير الحمل من
اول عملية ... ممكن من الثانية او الثالثة ...... او ممكن
مايصير ابد... بالأخير كل شي بقضاء وقدر ... احنا نسوي
اللي علينا ... حتى يقضي الله بأمره
سعود: طيب يادكتورة كم نسبة نجاح هالعملية؟
الدكتورة: ماراح اقدر اعطيك نسبة معينة ... زوجتك كل
فحوصاتها سليمة ... وانت مثل ماعرفت متزوج وعندك ولد
يعني مافي اي شي يمنع ان شاء الله ...
فاتن: طيب يادكتورة متى اسوي العملية؟
الدكتورة : اليوم راح تجرون الفحوصات اللازمة ... وراح
تتناقشون مع المسئول المالي عن تكلفة العملية .. بعدها راح
احدد موعد معاك انتي .. حسب فترة التبويض عندك
فاتن: ان شاء الله
سعود: هالفحوصات الحين؟
الدكتورة: طبعا ... اتوقع ماراح تتأخرون اكثر
فاتن: لا بنقوم الحين
الدكتورة : الله يسهل اموركم .. اذا انتهيتو من كل شي
تعالي احدد لكم موعد العملية
وقامو طالعين من عندها ... متجهين لعمل الفحوصات
واتفقو مع المدير المالي على تكلفة العملية ..... وحددت
لهم الدكتورة بعد اسبوعين بالضبط موعد اجراء العملية
والله ييسر امورهم ... ويرزقهم من حيث لايعلمون
***************************
مر الأسبوع سريع .... اليوم الخميس محتفلين بعرس
الجوهرة ... اللي يتم بجو عائلي بحت ....
الكل كان مستانس فيها ... وهي بعد كانت مستانسة
العرس كان بسيط ... ومختصر ... مسوينه بالبيت
اريج ماخلت كلمة بخاطرها الا قالتها .. من حبها
للجوهرة ماترضى لها بالقليل ... بس الجوهرة راضية
ومقتنعة وتقول انها مقدرة ظروف ووضع زوجها ...
انزفت وسط فرحة الأهل ودعواتهم بالتوفيق ... وودعتهم
متوجهة مع زوجها للمطار ... بعد مابدلت فستانها ولبست
ملابس مناسبة للسفر مسافرين للندن اللي راح تجمعهم
3 سنوات
وهي معاه بالسيارة اللي كان يقودها ناصر كانت مرتبكة
ومتوترة خصوصا انها من كبرت ماتذكره ... سفراته كانت
كثير ... ومن راح يكمل دراسته ماعاد صار يجي للسعودية
كثير...كان صامت اغلب الوقت ... ويكتفي بردود بسيطة
على اسألة ناصر ... اما هي ففضلت الصمت...
وصلو للمطار ... وودعهم ناصر بانتظار طيارتهم اللي راح
تقلع بعد ساعة الا ربع ... قعدت تنتظر ... وخلال هالانتظار
تأملت انه يجي يكلمها ... بس للأسف ماجا ...
كل شوي تناظره .... تشوفه سارح ويفكر ... وماتدري وش
اللي شاغل تفكيره ..
تم النداء الأخير على ركاب الرحلة رقم ***** المتوجهة الى
لندن ... جاها وبلهجة آمرة : يالله مشينا
ومشت معاه بدون ماتتكلم.. ركبو بالطيارة وقعدت جنبه
ومازل الصمت سيد الموقف .... طارت الطيارة واستوت
بالجو وقعدت هي تتأمله ... شاب وسيم الى حد ما ... ماتذكر الا
شوي من هالملامح ...التفت لها وارتبكت : تبين شي؟
هزت راسها بلا
ياسر: زين انا بنام لا احتجتي شي علميني
ونام بدون ماينتظر ردها .... اما هي انقهرت منه
هذا شلون يعاملها كذا ... في عريس بالدنيا يعامل عروسه
بيوم زواجهم بهالبرود...
بعد صراع طويل مع افكارها فضلت ترتاح شوي وغمضت
عيونها واستسلمت للنوم .....
فتحت عينها ماتدري كم مر من الوقت عليها بالضبط ...
ضبطت جلستها وحجابها ...
ياسر: تبين شي تاكلينه
الجوهرة: لا
وكمل تصفحه للمجلة اللي بيده .. والنار تغلي بصدر
الجوهرة مقهورة من تصرفاته ... (يمكن هو بطبعه خجول
ليش اقهر بعمري ... اكيد يستحي هذي اول مرة يشوفني
ويقعد معاي ) ... ترددت بداخلها ...
جاتهم المضيفة تبلغهم .. يربطون حزام الأمان استعداد
للهبوط ...دقايق مرت عليهم ... نزلو بعدها كانت تمشي
وراه بخوف ... وهي بغربة واول مرة بحياتها تجي
لهالدولة وهالمدينة .... وامانها الوحيد هو...
كانو يمشون بصمت ... لا هو يتكلم ... ولا هي عندها
الجرأة انها تبدا بالحوار...
وقف له سيارة أجرة ركب وركبت معاه .. وبداخلها
ملايين الاحتجاجات على هذا الوضع الغريب ...
بعد دقايق ماكانت قليلة وصلو لأحد الأحياء الراقية
كان الحي حلو ومرتب والمباني فيه منسقة بانتظام
وقفت سيارة الأجرة عند احد المباني ... اللي كانت
مبنية على الطراز الفيكتوري القديم ...
نزلو بعد ماحاسب السائق .... : تعالي من هنا
وأشر لها على باب البناية ... مشت معاه برضوخ
ركبو اللفت ووصلو للشقة ودخلو بكل هدوء...
ياسر: خوذي راحتك انا ربع ساعة وجاي لك.. وطلع
بدون حتى مايلتفت لها ...ماتدري ليش قلبها نغزها
تصرفاته مو طبيعية ... ماتحس انه فرحان مثلها في
شي ناقص وهالشي هي تجهله ... راحت تسبحت
وبدلت.. حطت ميك اب خفيف .. وجففت شعرها
وقعدت بالصالة ... صار له حول الساعة الا ربع
وهو ماجا ... انتظرته .. وجاها بعد ساعة وعشر ...
ياسر: سوري تأخرت
ماردت عليه ... واكتفت بالصمت كانت مستحية
ومقهورة من تصرفاته ...
ياسر: الجوهرة ابي اتكلم معاك بصراحة
تسارعت نبضات قلبها ... وتفاجأت من اسلوبه
هي حست انه في شي بس كذبت احساسها والحين
هو جاي واكيد بيقول لها شي هي تجهله والله يستر
من اللي راح يقوله ....
ناظرته تستجديه يقول اي شي يبدد مخاوفها وينهي
هالقلق والتوتر اللي تعيشهم...
ياسر: اول شي ابي هالكلام يكون سر بيني وبينك
ومابي احد يعرف فيه ابد زين؟
الجوهرة والخوف مالي قلبها : زين
ياسر بان عليه الارتباك .... الحروف ضاعت منه
وماعرف شلون يبدا معاها او شلون يقول للجوهرة
عن ماضيه اللي الكل يجهله حتى اهله اقرب الناس
له: انا متزوج
ما استوعبت اللي سمعته ... والصدمة ماخلتها تركز
باللي انقال : وشو؟
ياسر: من اول ماجيت للدراسة تعرفت على وحدة
سورية .. تشتغل هنا وحبيتها .. قررت اتزوجها وكلمت
ابوي بس رفض رفض قاطع ...واضطريت اني
اتزوجها بالسر بدون ما احد يدري ...
الجوهرة اللي تحس نفسها مخدوعة ومجروحة ... وكل
الحروف خانتها وماعرفت تعبر : والمطلوب؟
ياسر: شوفي انتي بنت خالتي على عيني وراسي....
تقدرين تقولين ارتباطنا شكلي ومؤقت .. يعني فترة
الى ان اقدر اقنع اهلي بزواجي
الجوهرة: ومالقيت الا انا؟
ياسر: الجوهرة لاتتصوريني سيء ابد اعتبريها مرحلة
من حياتك
الجوهرة تقاطعه بغضب: مرحلة اخرج منها مطلقة؟
وش منه مخلوق انت؟ قلبك شلون عايش فيه ... جاي
تلعب لعبتك على حسابي؟
ياسر: الجوهرة انا ماراح المسك .. وماراح يغير فيك
هالزواج ابد
الجوهرة: بس راح ابقى في نظر الكل مطلقة..
سكت ياسر وماعلق .. وصرخت فيه بأعلى صوتها
وبدون شعور : رد علي ليش ساكت
ياسر: يابنت الناس هدي نفسك .. انتي الحين مصدومة
ارتاحي الحين ونامي وبكرة نتفاهم ..
سكتت وهي تناظره والدموع ملت خدودها ....
ياسر: انا بروح انام بشقتي ...
رفعت راسها له تطالعه وكمل: هذي اللي مقابلة
لهالشقة ... اي شي تحتاجينه هذي ارقامي وانا عندك
هنا مو بعيد
الجوهرة: اطلع برا .. مابي منك شي
وطلع رايح لشقته ... ولزوجته ... تارك الجوهرة
غارقة وسط دموعها .. وجروحها وصدمتها .....
وآآآه من الخيانة والغدر والكذب اللي يغلف تصرفات بعض البشر
بكل برود .. جاها الظهر بعد ماتركها طول الوقت وحيدة
بهالبلد الغريب :مساء الخير
ناظرته ببرود ومازالت الدموع تنهمر مثل السيل على
خدودها
ياسر: ممكن نتناقش بدون دموع وصراخ؟
الجوهرة: وش نتناقش فيه؟ اللي تبيه وصار
ياسر: الجوهرة ارجوك افهميني
الجوهرة: مابي افهم شي ... لاتصور لي نفسك ضحية
مجتمع ... وانت الجاني مابي منك شي روح انت ولك
حياتك وانا ابي اروح لأهلي وديرتي
ياسر: ترجعين وانتي توك بأول يوم؟ وش يقولون عنك
الناس لارجعتي؟
الجوهرة: ماعلي من الناس بس مابي اقعد هنا
ياسر: اذا انتي ماعليك انا علي من بنت خالتي اللي
ما ارضى احد يتكلم عليها ... وانتي تعرفين في مجتمعنا
الرجال مايعيبه شي.. والبنت لاتطلقت دايم اللوم عليها
حتى لو قلتي الأسباب بيقولون ولد خالتها ويستر عليها
الجوهرة بصدمة اكبر: مخطط لكل شي؟ طابخها ومنتهي
ياسر: الجوهرة افهميني وقدري وضعي ... بهالطريقة
اقدر اعلن زواجي لأهلي
الجوهرة: يعني اخذت اللي على رايكم وماعجبتني .. واللي
ابيها صارت معاي
ياسر: لو بيدي ما اخذتك بس اهلي ارغموني
هالكلام طعنها في الصميم ...دمر كل شي جميل بداخلها
احساس بالرفض من الرجل اللي تصورته مختارها ...
شعور قاسي واحساس صعب ...
الجوهرة: مادام مابيني وبينك شي ... انت مو مسئول عني
بشي ابد ... ولا لك شغل فيني انا حرة بكل تصرفاتي
اطلع متى ما ابي وارجع متى ما ابي
ياسر: صاحية انتي؟ لا يكون على بالك جايبك من الشارع؟
تراك بنت خالتي واللي يمسك يمسني .. ماتطلعين الا معاي
وبشوري ...
الجوهرة: بس انت مالك سلطة علي
ياسر: انا رسميا زوجك ... وكلمة بهالموضوع مابي
الجوهرة: روح الله ياخذك يارب ويريحني
ياسر بصراخ وعصبية: هييه انتي لاتدعين علي
الجوهرة بكل برود: زين روح من قدامي مابي اشوفك
ياسر: هذا بيتي ولا طلعت بمزاجي مو انتي اللي تفرضين علي
الجوهرة وهي رايحة للغرفة :اكرررررهك
ياسر طلع بدون مايناقشها او يعقب على كلامها .....
سكر الباب بعده ... وفتح بداخلها جروح ماكانت تتوقعها
ليه الزمن يقسى ومايرحم ... ليه تكون عايش بنعيم
وتظن ان السعادة ابدية ومايعكر صفوها شي .... ويجي
اللي يهدم كل الأحلام وينهي اجمل الأماني...
استجمعت شتاتها ... واحلامها الممزقة ... وباقيها المتناثر
وقررت تمسح هالدموع ... وتكون اقوى .. كثر الدموع
والبكاء ماراح يفيد ... ولازم تبين له انه هو الخسران
وانها اقوى من انه يحطمها ...
********************************
ببيتهم مجتمعة مع بنات خوالها اللي جايينهم
بالبيت ... بعد ما اعتذر خالها وزوجته عن انهم
يجون لانه تعبان وجو بنات خالها مع اخوهم حاتم ....
بكرة بمثل هالساعة وهالوقت ... راح تكون عبير لفهد
وراح يعتزلون العالم ويصيرون بعالم لهم وحدهم
خاص فيهم عن هالعالم كله ....
وهي قاعدة تسولف معاهم... جابت لها الشغالة علبة
ومعاها كرت ....خذتهم .. وتأملت بالعلبة وحست انها
علبة شوكولاتة ..
اخذت الكرت اللي كان لونه احمر ... وقعدت تقراه
(عذبة أنتِِ كالطفولة كالأحلام
كاللحن كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك .. كالليلة القمراء
.......كالورد .. كابتسام الوليد
أنتِ أنتِ .. أنتِ ما أنتِ؟
أنتِ رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
أنتِ تحيين في فؤادي ما قد مات
.......من أمسي السعيد الفقيد
وتبثين رقة الشوق والأحلام
.....والشدو والهوى في نشيدي
يالها من وداعة وجمال
....وشباب منعّم أملود
أنتِ روح الربيع تختال في الدنيا
.....فتهتز رائعات الورود
ساعات فقط ... وتجمعنا احلى حياة ...
زوجك ... فهد )
طارت من سعادتها : ياعمري
وصارو البنات يلاحقونها يبون يقرون الكرت
خذته نوف وصارت تقراه بصوت عالي... والبنات
يعلقون عليها
مرام وهي تضحك: ياعيني على الحب والغرام ما اقدر
انا على كذا ... الولد غرقان لشوشته
عبير: هدووولة هاتي العلبة بفتحها
هديل: واضح شوكولاتة يلا يابنات هجوم
عبير: لا لا لاتاكلونها ايش تبغونه يقول عني خلصتها
في يوم؟
نوف: لا هو جابها تتصورين معاها اكيد عارف انه احنا
عندك وجابها عشان ناكلها
عبير: طيب اخليهم يجيبون القهوة على الأقل
مرام: خلاص بنات عطوها تفتح العلبة لاتخربون عليها
فرحتها ...
فتحت العلبة ... والفرحة تشع من عيونها ... كل يوم
يزيد حبها لفهد .... وبكرة موعدها معاه ... ويارب لاتعكر
صفوهم....
**************************
ازعجته باتصالاتها طول الليل وقرر يرد عليها
ويرتاح من هالازعاج : الو
رهف: صباح الخير
فهد: صباح النور
رهف استانست من نبرته الهادية واعتبرتها بشارة
خير لها : شلونك فهد؟
فهد: الحمدلله بخير...
رهف: فهد
فهد:آمري
رهف: بكرة عرسك؟
فهد: ايه ...
رهف: اي ادري
فهد: ومادامك تدرين ليه تسألين؟
رهف: مو قادرة اصدق والله يافهد
فهد: لا صدقي .. انا بكرة زواجي وراح اعيش مع
الانسانة اللي اخترتها ...وهذا اهم شي بحياتي ومابي
غيره
رهف: بس يافهد
فهد: لا بس ولا شي... ومن الحين اعلمك ترى العرس
يتعذرك مابي اشوفك جاية ..مابي شوفتك تعكر مزاجي
بأسعد ليلة بحياتي
رهف: يعني خلاص انتهينا؟
فهد: رهف احنا انتهينا من يوم خطبت وقلتها لك بس
انتي اللي مافهمتي ... ولا ودك تفهمين ...
رهف: زين اللي يريحك ... بس صدقني انا احبك وراح
ابقى طول عمري احبك ... ومحد راح يحبك كثري
ومتأكدة انك انت اللي بتجيني بعدين تبي حبي
فهد: زين كذا منتهين؟
رهف وهي تقاوم دموعها لاتنزل : انت اللي انتهيت مني
بس انا راح ابقى عمري كله احبك
فهد: رهف عن هالخرابيط وكلام الأفلام بكرة لا جا لك
نصيبك بتنسين فهد وأيامه ...انا ابي انام الحين ورجاء
رقمي لاعاد تتصلين عليه
رهف بقهر: باي .. وسكرت السماعة وهي تشتعل غيرة
وقهر...
*******************
بالأمس كنا اطفالا ً نرسم خطواتنا الأولى نحو الحياة
ضحكات تتعالى هنا وهناك .. والبراءة مرسومة على
الوجوه ... واليوم كبرنا ...وكبرت معنا احلامنا وآمالنا
وماكان حلما بالأمس اصبح اليوم حقيقة ...
كبراءة الأطفال هي ... عذبة ,, رقيقة ...
عينيها كالبحر ... تجذب من ينظر اليها ليغرق فيهما
وابتسماتها كالسحر .. تملأ الدنيا سروراً
وحضورها كالمطر ... تفتح الأزهار لاستقباله فرحاً
في ليلتها بدت كإحدى اميرات العصور الوسطى ....
او كأميرات الأساطير والروايات ...
بفستانها الأبيض غدت كأجمل ملاك تمشي خطواتها
بكل رقة ونعومة ...
حد منكم شاف في الدنيا بدر
مقبلٍ يمشي و من حوله بشر
من حلاه يزف للناظر ضياه
ان ظهر للناس و لا ما ظهر
هذا ما هو بدر ليل يختفي
مع طلوع الصبح و بزوغ الفجر
او بدر يصبح بعد مده هلال
هذا بدر مكتمل طول الشهر
هي عروس النور في هذا الزمان
هي ملاكٍ بس في صورة بشر
من غلاها نقول صلوا على الرسول
يا اللي شفتوها بقلبٍ او نظر
الله يا نور في ها الدنيا نراه
مستحيل ان نشوفه في بشر
و التقت شمس الظهيره بالقمر
و في محياها بدى الصبح بضياه
مشرقً و خدودها واحة زهر
و العيون الي كما عين المهاه
تمتزج فيها البراءة بالسحر
شعرها ليل كسا الدنيا دجاه
حالك متحدر كانه نهر
يحسبه قطعة حرير من رآه
والحقيقة هو حريرٍ من شعر
والحسام الي صفا الوجنه كساه
يبعث اشواق الحواجب للثغر
و الثنايا كالبرد بين الشفاه
او كحبات الندى و لا المطر
عذبةٍ لو تلمس اطراف الحياه
كل غصن فتح بوردٍ حمر
و العفاف بروحها يسقي بوفاه
والوفا في عينها النجلاء سهر
شاعر الوجدان واحلامه سماه
مبدع و احساسه المرهف شعر
ماخذ من وصفه مبتغاه
ياعسى الله يوهبه طولة عمر
الله يحفظها و يسعدها معاه
شيخ بطيبة فؤاده يشتهر
والله يجعل كل دنياهم هناه
يكتسي بالسعد كله و البشر
نزلت والعيون تذكر الله وتسمي ... والفرح حولها
مرسوم ... الليلة غير بعيونها ... اللية بتعيش مع
اللي حبه قلبها العمر كله ...قعدت والكل حولها
فرح وسرور وضحكات تملا الوجيه ....والكل يبارك
ويهني .. خوات فهد مستانسين فيها ... ولأول مرة ام
تركي تكون مستانسة .. يمكن فرحة لأخوها ولو انها
ماتحب مرته ...
كانت اطلالتها مثل ماتبي .. ناعمة كلاسيكية .....
بفستانها الأوف وايت ... وشعرها المنسدل بنعومة
على ظهرها .. التاج اللي يصورها كأميرات الأحلام
والميك اب الناعم ..
خواتها وبنات عمانها وخوالها حولها .... في داخلها
خوف وترقب لهالليلة ولهالعمر اللي راح تبتدي فيه
يقابله فرحة وشوق ولهفة للي سكن بالقلب واستعمره
********************
عند الرجال كان الفرح ظاهر ... وفهد طاير من
فرحته ...ابو تركي متهلل وجهه سعادة بزواج آخر
العنقود اخوان عبير بقمة سعادتهم ... عبير
دلوعتهم اليوم كبرت وصارت زوجة لخالهم فهد
عمانها وخالها مستانسين فيها ....والكل كان مبسوط
الا شخص واحد ماليه الهم وكاسي محياه ......
حاتم كان جالس وضايق صدره .. وعلى انه يحاول
يخفي مشاعره الا ان فهد هو الشخص الوحيد اللي
طول الليل فاهم اللي بخاطره ... وطول الوقت
يحس بقهر منه ومن نظراته ...
خالد: افردها ليش عابس؟ ,,, الحين يقولون انك
مغصوب
فهد: احلف بس
خالد: تو كنت مستانس وراك الحين مكشر؟
فهد: هالمخلوق مانيب طايقه
خالد: من هو؟
فهد: حاتم
خالد: والله انه رجال والنعم فيه
فهد: طالع شلون مو عاجبه احد
خالد: يا ابن الحلال لا تظلمه ابوه تعبان وهو الكبير
اكيد شايل همه
فهد: مانيب بزر تلعب علي انت داري وشوله متضايق
خالد: الحين انت عريس وتفكر بغيرك؟ هي اختارتك انت
وهالشي ينسيك اي شي ثاني
تركي: فاضين تسولفون انتو ... يالله طال عمرك العروس
تنتظرك تطل عليها
خالد: الحين الزفة؟
تركي: ايه اجل متى ..يالله يالمعرس...
بوقت الزفة .... دخل فهد مع ابو تركي واخوان عبير ...
مشت والعيون كلها عليهم .... فهد مشى بخطوات هادية
وعيونه على اللي ملكت قلبه ... قرب منها وبارك لها
وردت عليه بكل خجل ....
حضنت ابوها .. ودمعت عينها ... بارك لها وتمنى لها
حياة سعيدة ...سلمو عليها اخوانها وباركو لها ....
واستأذنو طالعين ... خالد اشر لشهد وجات له: هلا
خالد: ابي ارقص
شهد: نععمممم؟؟؟
خالد: والله نفسي ارقص من زمان
شهد: خالد اقصر الشر وروح مع اخوانك بس
خالد: طيب استحي امشي لحالي كلهم راحو وخلوني
بعدين البنات يعجبون فيني ويخطفوني
شهد: طيب ياتوم كروز تعال انا امشي معاك
خالد: توم كروز هاه؟ هين علمك عندي بالبيت متعلمة
حركات اعجاب من وراي
شهد: ههههههههههههه لا هم دايم يقولونها
خالد: لاتصرفينها ماتتصرف ابد حسابي معاك لا وصلنا
البيت ...
شهد ميتة ضحك وخالد يضحك بخاطره ... بس مسوي
عليها قوي...
رجعت قعدت بالطاولات اللي قدام ... وشافت خوات عبير
يرقصون لها فرح ...والتقت عيونها بعيون عبير اللي
قامت واقفة بتروح وأشرت لها تجيها ...
شهد: هلا عبورة
عبير: بعد شوية تعالي لي فوق بودعكم كلكم قبل اروح
شهد: ابشري من عيوني
وصعدت عبير مع فهد لغرفتها ... صورتهم المصورة
كم صورة تجمعهم ... وطلع فهد ينتظرها بعد ما استأذنته
تسلم على البنات ....
سلمت على صديقاتها شهد ومنى وبنات عمانها وبنات
خوالها....وامها واخوات فهد ...
الكل يدعي لها ربي يبارك لها بهالزواج .... ويوفقهم
ام فهد: الله يوفقتس وانا امتس ... حصني نفستس
وانتبهي لعمرتس ...ولاتسمحين لاحد يتدخل باللي
بينتس وبين رجلتس ... واسرار بيتتس لاحد يعرفها
تراه مايجوز يمه... واحرصي على رجلتس ترى بنات
الحرام واللي مايخافن ربهن واجد...
عبير بخجل: ان شاء الله
ام فهد: ياجعله مبارك يارب ... وعسى ربي يطول
بعمري واشوف عيالكم ...
الكل : آآمين
ام عبير: هاه حبيبتي تبغين حاجة؟
عبير: لا بس خايفة
ام عبير: ياقلبي لاتخافي اتكلي على ربك ... وان شاء
الله ربي يوفقك .. لاتتوترين ولا ترتبكين .. وحاولي
تخلين الوضع طبيعي..
عبير: طيب
ابتسمت لها امها وحبتها على خدوها: الله يوفقك يارب
لبسوها عباتها وغطوها ... ومشت معاها اريج وغادة
شافها فهد وتوجه لها ... مسكها من يدها وركبها السيارة
ركبت هي واريج في السيت الخلفي .. وفهد ركب مع
بندر اللي يسوق فيهم ... متوجهين للفندق اللي راح
يقعدون فيه يومين ... ويتوجهون بعدها لإيطاليا بلد
الرومانسية ... اللي اختارتها عبير وأيدها فهد بهالإختيار
*
*
*
واخيراً تحقق الحلم ... باتت الأمنيات حقيقة
واخيرا اجتمعت قلوب تشبعت عشقاً حتى النخاع ...
من هنا تبتديء الحكاية ... ومن هنا اولى الخطوات نحو
المجهول ....من هنا ودعنا حياة ... ونبدأ حياة جديدة
قد تمتزج السعادة فيها بالألم ....
مع الأيام ستظهر جلية سطور هذه الحياة ....
كونو بالقرب دوماً كما عهدتكم
*
*
*
*
*
انتهى الجزء السادس عشر
لاتحرموني تفاعلكم وانتقاداتكم
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|