المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
هاني الراهب , رسمت خطا في الرمال
بسم الله الرحمن الرحيم
هاني الراهب
رسمت خطاً في الرمال
((حيث جعل من عيسى بن هشام وأبي الفتح الاسكندري شخصيات في روايته))
*****************
نبذة عن الرواية
( رسمت خطا في الرمال ) و التي تعتبر من افضل ما كتب خلال مسيرته الروائية حيث تناول فيها الوضع العربي ككل من خلال رسمه لملامح الغزو العراقي للكويت و ما تبع ذلك من احتلال الجيوش الأمريكية للكويت بذريعة حمايتها من العدو .
وقد استخدم الراهب في هذه الرواية نفس الأسلوب الذي استخدمه في ( ألف ليلة وليلتان ) حيث استعان بالتراث ليستحضر شخصيات منه و يلبسها ثوب المعاصرة ليحملها أفكاره الثائرة على الواقع حيث نجده يسخر من الماضي و الحاضر و المستقبل عبر شخصيتي بديع الزمان الهمذاني و أبو فتح الإسكندري , لنقرأ معا هذه الصورة الساخرة :
(واندهش وهتف) : ماذا دهاك أيها الاخطل ؟ أراك عدت الى عقلية الحجاج بن يوسف .
قلت : هات الحجاج بن يوسف و هو يهدم الكعبة فوق رؤوسهم .
قال : إما انك أسرفت في معاقرة الخمرة أو انك استمعت الى حكاية من شهرزاد ... اقتلهم و هم الحرم الشريف ؟ لدينا وسائل أرقى بكثير لعلك نسيت أننا في القرن العشرين .
قلت : بل أنت نسيت أننا في القرن السابع .
فنبر بصوت ودود : بئس الشعراء إذ يعاقرون السياسة , حتى انك لا تعرف أن الحجاج فتح دكانا خاصا به ولم يعد يخدمنا) .
بعد ذلك ينتقل الكاتب للحديث عن الواقع العربي و التغير الذي اعتراه بعد حدوث معجزة النفط , وسعي أميركا للحصول على هذه الثروة بأي شكل , في هذه الصورة نرى الأمريكي يخاطب ربه ويطلب منه أن يباركه في الحرب التي سيفتعلها بين العرب للحصول على النفط منهم (ويقصد بها حرب الخليج الثانية) يقول:
(ماذا نفعل بمعجزة النفط هذه؟هؤلاء الجمالون أنفسهم يشترون ويشترون كل مشتقات الجنس والتكنولوجيا والترف، ومع ذلك تبقى لديهم بلايين الدولارات من مشتقات النفط ....ويدعون أن هذا فضل منك، يجب أن نجد وسيلة لسحب هذا الادعاء....البتر ودولار يهدد الدولار.
نحن يا أبي-مخاطبا الأميركي ربه- مضطرون لتصحيح أخطاء المصادفات الجيولوجية. منذ سبعة عشر عاما ومليارات البتر ودولار تتراكم في حسابات الجمالين هؤلاء،إننا نجعلهم يشترون ثلث ما يشتريه العالم كله من الأسلحة ومع ذلك لا تنضب ملياراتهم.... وإذا حدث وتصالح حاكم واحد منهم مع شعبه فسنكون في خطر , سوف لن يكون مضطرا لطلب حمايتنا و لا لإيداع دولاراته في مصارفنا .
.... و أنا شخصيا لم أجد وسيلة لتعديل هذا الخلل المستطير في الجيولوجيا المالية إلا أن اجعل هؤلاء الجمالين يتحاربون فيما بينهم كما كانت عاداتهم من قبل محمد , و من ثم يطلبون المساعدة منا .
.... لأجل هذا يا أبى اعتقد انك ستمنحني بسهولة البركة التي اطلبها لأمضي قدما في هذه الحرب . ليتقدس اسمك . ليتعال ملكوتك كما في السماء كذلك في الأرض ) .
*****************
هاني الراهب
كان لدى هاني الراهب دائما شعور حاد بأنه ميت أو ربما يموت دون أن يتمكن من الإمساك على التغيرات العاصفة والعنيفة في شرقنا العربي , روائيا ودون أن يكتمل تعبيره عن هذه الرؤية, رؤية التقدم العربي وانكساره وإعادة إنتاج الطغيان بدلا عنه , وما الميل إلى تغيير التقنيات الروائية من رواية إلى أخرى سوى اختلاف الرؤية الذي يتطلب بالضرورة اختلاف الشكل,لكن الزمن والمرض العضال لم يعطيا هذا الجسد المقاوم وتلك الروح الوقادة والوثابة مزيدا من الوقت وفسحة الحياة , فثمة مشاريع مؤجلة وأحلام تنتظر التحقق, على الورق المتناثر على الطاولة وفي خلايا الروح والجسد والدم الذي لا زال حارا طازجا ونظرا فيما كتب الراهب وأنتج من روايات وقصص وترجمات ودراسات وأحاديث صحفية وتفاصيل حياة.
*****************
للتنزيل من هنا
الجزءالأول
الجزء الثاني
الجزء الأول والثاني معًا
قراءة موفقة للجميع
|