كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
7- اهلا بك فى جحيمى 0
منتديات ليلاس
كان العشاء فى الليلة الماضية حافلا بالتوتر 0 حتى دومينيك لم تحاول احتكار الحديث كعادتها واقتصر حديثها مع راوؤل 0 اما بول فيبدو انه قرر ان الوقت قد حان للعب دور الخطيب المحب لها الامر الذى اثار غضبها 0 فقد اجبرها على ان تجاريه وان تخفى توترها المتصاعد عن السيدة التى كانت تبدو سعيدة لان اصغر ابنائها يسير اخيرا على تقاليد العائلة 0ولكن ذلك الذى حدث0 ان الطريقة التى مال بها عليها 0 ووجهه يكاد يلامس شعرها وهو يملأ لها كأسها 0 او ملامسة يدها وهو يشعل لها سيكارة 0 كل ذلك كاد يصيبها بالاختناق 0كذلك عندما جلس بجانبها على الاريكة الكبيرة 0 ملتصقا بها بشدة 0 لم تجرؤ حتى عن دفعة بعيدا عنها 0 ويبدو ان ماغى التى كانت ملمة بكل التفاصيل استأذنت فور تناول العشاء لتغرق فى مذكرات الكونت دى جو 0 كان انشغالها كبيرا الى الحد الذى جعل ليسا تقرر الا تشغلها بشكوكها ومشاكلها الشخصية 0جلست ليسا على سريرها تئن 0تذكرت انها حددت موعدا لبول للقيام كعادتهما بنزهة الصباح على ظهور الخيل 0 وان الموعد اقترب 0هذه الجوله ستفيدها فى الهرب قليلا من القصر0 وستنتهز الفرصة لوضع قيود على تصرفات بول معها فى المستقبل 0 يالخيبة الامل 0 اصبح الحديث الخاص مع بول امرا مستحيلا 0 على ما يبدو 0 فان بول نفسه الذى كان يعلو وجهه تعبير عاصف 0 كان يقف الى جوار احدى الكبائن 0 وهو يراقب راوؤل يساعد دومينيك على ركوب صهوة فيريتي 0تلك المهرة الصغيرة التى اعتادت ليسا ركوبها اثناء جولاتهما 0 ووقف العامل ممسكا بلجام الجواد ميسترال للكونت 0 ولاحظت ليسا ان اتلانتى0 وهى مهرة صغيرة لم تعتد ركوبها من قبل0 قد اعدت لها فكرت فى التراجع والعودة الى القصر0 بدون ان يلاحظها احد 0 ولكن بول لمحها وتقدم اليها قائلا بصوت مرتفع 0 ( ها انت يا عزيزتى 0 اعتقد انك لا تمانعين فى ان تكون لنا صحبه ؟) شعرت ليسا بالحرج بعد ان لاحظت ابتسامة ساخرة على وجه الكونت 0 قالت بحدة 0 ليس لى انا ان امانع ام لا 0 فهى فى كل حال خيول اخيك 0 وله الحق فى امتطائها وقتما يشاء 0 قالت دومينيك 0( اى طريق سنسلك يا راوؤل ؟) ( طريق النهر 0 انه الطريق الذى اعتدنا على التريض فيه 0 اليس كذلك يا بول ؟) 0 اشتعلت فى ليسا رغبة التحدى 0 انها لم ترغب فى هذه الصحبة 0 فلتترك على الاقل لاختيار طريقها فى التريض 0 صاح بول بها فى نفاذ صبر ( هيا يا ليسا اسرعى) 0 سوف الحق بكم بعد ان اعد الجواد 0 انتظرت الى ان ابتعد صوت ارجل الخيل 0 وسارت بجوادها الى الخارج 0 كان الطريق ترابى ضيق محاذ للقصر0 وسارت فيه برغم ما بدا على الجواد من توتر0 شعرت بانها عادت الى طفولتها من جديد وهى تتجول بين اشجار الغابات المحيطة بها 0وتسألت فى خبث عما اذا كان الاخرون قد لاحظوا غيابها الان 0 ومن سيكون اكثرهم غضبا راوؤل ودومينيك اللذين يرغبان فى ان يكونا بمفردهما ام بول الذى سيجد نفسه لاول مرة فى صحبه لا تضم سوى شخصين 0 0 شاهدت ليسا مجرى مائيا وادركت انها هى ايضا تسير بجوار النهر وان كان فى وموضع اعلى 0 توقفت عن العدو بجوادها وسارت على مهل وهى تحاول اعادة لجام الجواد الى وضعه الطبيعى 0 فى ذلك الوقت سمعت اصوات وقع خطوات ميسترال التى لا تخطئها0 تاتى من الطريق الذى جاءت منه لتوها 0 صاحت فى خيبة امل 0 اوه 0 كلا0 اعتقدت ان بول بعد ان شعر بغيابى اتى للبحث عنى مثلما يفعل اى خطيب فى مثل هذا الموقف ولكن الذى ظهر عن بعد لم يكن بول 0 ولم يكن ثمه شك ان القادم على الجواد ليس سوى راوؤل الذى بدا على ظهر جواده رمزا للرشاقة وقوة العضلات 0 اصيبت ليسا بالذعر 0 ما من شىء فى الوجود يجبرها على ان تصبح على انفراد معه مرة اخرى 0 لكزت جوادها لكزة عنيفة جعلت الجواد يعدو على غير هدى 0 نادى عليها بصوت لا يمكن اغفال نبرة التهديد فيه 0 صاحت بدورها وهى تحث جوادها على العدو بصورة اسرع 0 فلتذهب الى الجحيم 0 تدفق العرق من جبينها ونزل الى عينبها 0 هزت راسها فى صبر نافذ وهى لا تجرؤ على التوقف لتجفف عرقها 0 لقد قررت الفرار 0 فان كل همها ان تفوز 0 ان تبتعد عنه بصورة كافية حتى يمكنها الاختفاء بين الاشجار 0 وهى تأمل ان يحل التعب براوؤل ويتوقف عن البحث عنها 0 شاهدت امامها انحناءة حادة فى الطريق 0 وادركت وقد بلغ بها التعب الشديد0 واخذت تتنفس بصعوبة 0 بانها بمجرد ان تدور حولها فانها ستختفى عن الاعين للحظات ثمينة 0 وما ن بلغت تلك الانحناءة حتى فوجئت بعد فوات الاوان بوجود شلال من الماء يسقط عند ارض صخرية منحدرة 0 اطلقت صرخة حادة 0 وصهل الجواد مهتاجا 0 ولم تدرى الا وهى تسقط فوق الصخور والمياة تحيط بها من كل جانب 0 لم تشعر وهى تفتح عينيها الا والعالم يدور فى راسها المتصدع 0 وحدقت فيما حولها فى حيرة 0 وهى لا تعى الا بالالام الكدمات فى جانبيها 0 وبان ملابسها مبتلة ويغطيها الوحل 0 شعرت ايضا بتقرحات مؤلمة فى وجهها واكتشفت عندما رفعت يدها تتحسسه انه هو الاخر يعلوة الطين 0 فى الوقت الذى بدات دموع الالم والرثاء لنفسها تتجمع فى مقلتيها كان راووؤل يتسلق حافة الجدول وهو يمسك فى يده منديلا مبللا بالماء 0 اغمضت عينيها 0 وتظاهرت بانها مازالت غائبة عن الوعى 0 لم تكن على استعداد بدنى او عاطفى لمواجهه معه 0 كانت تشعر به واقفا امامها 0 ثم راكعا على ركبتيه الى جانبها 0 كانت تحس بدفء جسمه وهو ينحنى عليها وبرائحه عطرة تنفذ الى انفها 0 اطلق تنهيدة 0 وشعرت بالتوتر بدون وعى 0 وهى تدرك بانها بتصرفها الاحمق 0 وضعت نفسها تحت رحمته مرة اخرى 0 تمتم قائلا 0 ( هيا يا جميلتى النائمة 0 حان وقت الاستيقاظ ) وشعرت ان تنفسها يزداد سرعة 0 وشوقها الى ذراعيه يتكاثر وبدلا من ذلك 0 انسابت المياة على وجهها عندما اخذت يدة فى عصر منديله 0 هبت ليسا جالسة وهى تنثر المياة عنها فى غضب 0 ايها المتوحش 0 لقد اوشكت ان تغرقنى 0 ( استعدتى وعيك بمعجزة يا انسة 0 لقد كنت بالفعل على وشك الغرق 0 ولكن ليس بسببى ) 0 اخرجت ليسا منديلها من جيبها وحاولت ان تجفف وجهها كانت هناك نبرة صدق فى صوته وحدقت فيه قائلة0 هل سقطت بالفعل هناك ؟ 0 ( تقريبا 0 ولحسن الحظ ان بعض الاغصان اوقفت انحدارك الى اسفل 0 واستطعت ان اسحبك فى الوقت المناسب قبل ان تسقط بك الاغصان 0 والان 0 هل لك ان تشرحى لى السبب فى ذلك السباق الذى كنت تخوضينه ؟ ولماذا وجدت انه من الضرورى المخاطرة بحياتك وحياة هذا الحيوان الثمين الذى لا تملكينه ) 0 اوه انه اتلانتى 0 نظرت حولها فى شغف 0 وشعرت بالارتياح لرؤتيها الجواد سالما وقد ربط وثاقه الى شجرة مجاورة بجانب ميسترال ياكلان الاعشاب فى هدوء 0 فال وهو يقلدها فى وحشية وومضة غضب بادية على وجهه 0( اوه الجواد 0 كيف جرؤت على تلك الفعلة ؟ لقد سمعتنى وانا اصيح بك كنت احاول تحذيرك 0 اننا جميعا نعرف خطورة هذا الطريق 0 وانت لا تعرفين عنه شيئا 0 ومع ذلك فقد سرت وكأن شياطين العالم كله تطاردك ) 0ربما كنت اعتقد ذلك 0 رات فى نظرته اليها كل الغرور الذى ورثه من اجداده فى العهد القديم حيث كان فى مقدورهم ان ينالوا كل ما يرغبون فيه 0 عندما توجه اليهم اهانة كتلك من امراة 0 ( انت تعتبريننى شيطانا 0 اذن اهلا بك فى جحيمى ) 0جذبها اليه فى قوة 0 حاولت مقاومته 0 امسك بيديها ووضعها خلف ظهرها ودفعها فوق العشب 0 اطلقت صرخة بسبب شعورها بالالم من ناحية وكنوع من الاحتجاج على اصرارة على تقبيلها من ناحية اخرى 0 كان يبدو وكانه يرغب فى تلقينها درسا لن تنساة مدى الحياة 0 كلما اقترب جسمه منها كانت ليسا تشعر بمقاومتها تنهار تحت وطأة الرغبة 0 احست بجسمها يصيبها بشىء اشبة بالصدمة الكهربائية 0 اطلق يديها وكانه يوكد لها استسلامها الكامل له 0 افاقت فجاة من استسلامها على تلك الابتسامة التى بدت على وجهه 0 لقد رات من قبل تلك الابتسامة وما تنطوى عليها من شعور بالانتصار 0 هذا كل ما يعنيه تحقيق انتصار صغير فى تلك الحرب التى يخوضها مع بول 0 دفعته بكلتا يديها 0 واسرعت بالتقلب على العشب بعيدا عنه برغم ما تشعر به من الام 0 يجب الا تدعه يدرك الى اى مدى كانت على وشك ان تصبح ملك يديه 0 قالت من بين دموعها التى جاهدت نفسها الا تذوقها 0 اعتقد انك تماديت كثيرا يا سيدى 0 اليس كذلك ؟ لم اعلم انك مازلت تفكر فى حق السيد فى عصر كعصرنا هذا 0هبت واقفة على قدميها وهى تزيح الطين والعشب من فوق ملابسها فى محاوله لاخفاء ارتعاش يديها 0 احست بنبضها يهدا 0 واجتاحها شعور بالغثيان 0 حدقت فى الارض انتظارا لتوقف هذا الاحساس وقف راوؤل ولكنه لم يحاول الاقتراب 0 رفعت اليه عينيها لتقابلهما نظرة احتقار فى عينيه مثل اللطمة 0 قال فى صوت مثل السياط ( انك مخطئة 0 ان حق السيد يحتفظ به للعذارى 0 فى ليلة زفافهن ) 0 كانت على وشك ان تتقدم لتوجه له صفعه 0 الا ان الشعور بالغثيان عاودها من جديد 0 خطت خطوتين الى الامام 0 ثم غابت عن الوعى تحت قدميه تماما 0 افاقت ليسا على صوت ماغى تقول ( حسنا ) 0 كان الطبيب يفحصها منذ لحظات 0 وقام بالعناية بالاصابات والكدمات واعطاها المهدئات 0 وقال انها تعانى من صدمة عصبية حادة 0 ومع ذلك ادركت ليسا ان ماغى لن يمنعها شىء من استجوابها 0 سواء كانت تعانى من صدمه عصبية ام لا 0 ( كان لى حديث اليوم مع الكونتيسة انها تتحدث عن الموعد المناسب لاقامة حفل مناسب بمناسبة خطبتك لبول ) اوه 0 كلا 0 ( ان ذلك بالفعل ما حدث 0 ولك ان تتصورى شعورى حينئذ 0 لقد تعللت بان لدينا عملا كثيرا نقوم به 0 وابديت اعذارا اخرى مختلفة 0 كما اننى قلت لها اننى اشعر بان الامور لا تبدو مستقيمة فى علاقتك ببول 0 واى اعلان رسمى لخطبتكما سيكون امرا سابقا لاوانه ) 0 وماذا كان ردها ؟ (0ابدت اسفها الشديد 0 يبدو انها ارتاحت لفكرة ان تكونى زوجة لابنها ) 0 بكت ليسا 0 وجلست ماغى الى جانبها على حافة السرير وامسكت بيدها قائلة 0 ( البكاء لن يفيد 0 والان 0 اريد تفسيرا لما حدث هذا الصباح 0 لقد دخل علينا راوؤل وهو يحملك بين ذراعيه 0 لقد ظننت انك فقدت حياتك ) 0 ليتنى مت حقيقة 0 ( كلام فارغ 0 ولكننى جادة يا عزيزتى 0 ما الذى جعلك تخوضين تلك المخاطرة البغيضة ؟ ماذا كنت اقول لوالديك لو ان مكروها حدث لك ؟ 0 لم اكن ادرى ان هناك مخاطرة 0 ( اليست مخاطرة ان تتحدى الكونت فى سباق على ارض لا تعرفينها ؟ كنت اظن انكما اعقل من ذلك 0 وان لديه شعورا بالمسئوليه اكثر من ذلك ) 0 ما هذا الذى تقوله ماغى ان يلقى راوؤل على نفسه بمسئوليه ما حدث ؟ انها لا تستطيع تصديق انه فعل ذلك 0 بعد تجربتها فى معاملته لها 0 واصلت ماغى حديثها قائلة0 ( لقد عنفتة الكونتيسة على ذلك 0 اننى لم ارها فى هذا الاضطراب من قبل 0 وبعد ذلك عاد بول ودومينيك المخيفة ليسالا عما حدث عند ئذ انسحبت انا بكل هدوء ) 0انحنت ماغى واقتربت كثيرا من ليسا وقالت0 ( هل تشعرين بالاضطراب يا طفلتى ؟ تبدين شاحبة للغاية 0 هل اسدل الستائر لتنامى قليلا ؟ ) 0 عندما غادرت ماغى الغرفة تركت ليسا لدموعها العنان 0 انها تسترجع فى خجل كل لحظة مرت عليها مع راوؤل فى الغابة 0 كيف ترغب فيه الى هذا الحد 0 فى الوقت الذى يبدو احتقارة لها واضحة ؟ الا تدخل الكرامة ابدا فى علاقتها به ؟ كادت تذوب شوقا بين بديه 0 ندت منها صرخة الم عالية وهى تضغط على منديلها بين اسنانها 0 يجب انهاء خطوبتها المزعومة ببول فلم تكن لتشعر الذنب ازاء محاولات الحب من جانب راوؤل لو لم تكن مخطوبة لبول 0 ولاعجب ان راوؤل يحتقرها لهذا السبب 0 واخيرا يجب عليها ان تفر من هذا القصر فى اسرع وقت ممكن وبصور ة تحفظ فيها ماء وجهها 0 فالكتاب الذى تعمل فيه ماغى قارب على الانتهاء مما يسمح بالعودة الى لندن 0 تناولت ليسا احد الاقراص التى وصفها الطبيب رغبة فى اخذ قسط من النوم 0 ولكنه كان نوما متقطعا 0 تتخلله احلام غريبة ومشوشة 0فى احد هذه الاحلام كان راوؤل يقف بجوار سريرها 0 وهى تمد يدها فى ياس 0 تناشدة بدون كلام ان يريحها بلمسة من اصابعه 0 ولكنه يتراجع الى الوراء بقامته الفارعة 0 كلما زادت حاجتها اليه 0 وبرغم تلك الاحلام فقد شعرت بالانتعاش قليلا عندما استيقظت من نومها 0سمعت طرقا على الباب واذنت للطارق بالدخول 0 كان وجه فرانسواز الصغير هو الذى اطل عليها من فتحه الباب 0 جلست على الفور مرحبه بها 0 تقدمت منها فرانسواز ببطء وترد 0 وعلى شفتيها ابتسامه خجولة وهى تحمل كتاب 0 قالت الفتاة فى قلق 0( هل ايقظتك ؟ ) 0 على الاطلاق 0 بل يسعدنى ان استقبل الزائرين 0 انه كتاب لطيف 0 هل اعطاك والدك اياه ؟ ( كلا 0 بل احضرته لى عمتى ان مارى من باريس 0 جدتى تقول لى ان مشاغل والدى تمنعه من الاهتمام بشراء الاشياء للفتيات الصغيرات ) 0 قالت ليسا فى نفسها 0 اى اب له طفلة وحيدة يتيمة يجب ان تكرس لها جزاء من وقته 0 ان هناك خطا جسيما فى علاقة فرانسواز بابيها 0 راوؤل ليس متحجر العاطفة 0 اذن لماذا يتسم تصرفه تجاة ابنتة الوحيدة بهذا البرود ؟ قالت فى بشاشة قابلتها الطفلة بابتسامة كاشراق الشمس بعد المطر وهى تعدو نحو سريرها وتتكور الى جانبها 0 0 هبا يا فرانسواز اقراى لى فى هذا الكتاب 0 كان الكتاب يضم بعص القصص الخيالية المصورة 0 وحكاية سندريلا هى قصة فرانسواز المفضلة 0 عندما انتهت من قرائيها بدات ليسا تحكى لها عن ايام طفولتها فى المدرسة وكيف انهم قاموا بتمثيل حكاية سندريلا 0 سالتها فرانسواز ( هل قمت انت بدور سندريلا ؟ ) 0 كلا 0 كنت اوادى دور احدى الشقيقات القبيحات 0 0( ولكنك لست قبيحة ) 0 اشكرك على هذه الثقة 0توقفت ليسا عندما سمعت طرقا على الباب 0 وبدات اعصابها فى التوتر وهى ترى راوؤل يدخل الى الغرفة ادركت ليسا انه لا ينظر اليها 0 بل الى الطفلة الجالسة الى جوارها 0 قال فى برود 0( ماذا تفعلين هنا يا فرانسواز ؟ اليس هذا وقت وجودك مع الانسة فيرود ؟) 0 قالت الطفلة وهى تقلب شفتيها فى تمرد 0( اننى لا احب ان اكون معها 0 فهى دائما غاضبة 0 ودائما تشكو 0اود ان اظل هنا مع ليسا)0 ( الانسة فيرود هى معلمتك 0 وهذا الوقت من النهار مخصص لدروسك 0 هيا اذهبى فورا 0 كما ان صحة الانسة ليست على ما يرام ويجب ان تستريح 0 وانت لا تتحين لها تلك الراحة ) 0 همت ليسا بنفى ذلك 0 ولكن فرانسواز سبقتها الى الحديث 0 ( لا احب ان تكون لى معلمة خاصة عندما كانت ليسا صغيرة كانت تذهب الى المدرسة حيث كانت لها اصدقاء تلعب معهم 0 اما انا فليس لى اى اصدقاء ) 0 وبدات الطفلة فى البكاء 0 اشار والدها بحركة امرة الى الباب وقال 0 ( اذهبى ) 0 راقبتها ليسا وهى تذهب 0 وتحولت الى راوؤل فى رجاء 0 ارجوك لا تغضب منها 0 اعتقد انها كانت غلطتى انا 0 ان احدثها عن ايامى فى المدرسة كنت سعبدة فى المدرسة 0 وكما ترى 0 فمن الواضح انها غير سعيدة 0 ( كانت تشعر بالرضى من قبل )0 قالت ليسا لنفسها بغضب انه يعنى قبل ان ترانى 0 ثم تحولت اليه قائلة 0 ولكن ذلك ليس كافيا يا راوؤل 0ان تشعر طفلة فى مثل سنها بمجرد الرضى 0 بل يجب ان تكون مفعمة بالسعادة 0 وان يكون كل يوم مغامرة بالنسبة اليها ولكن انظر اليها 0( ولكننى انظر اليها بالفعل ) 0 وماذا ترى ؟ انها مجرد امتداد لشعورك بالكبرياء والتقاليد العائلية 0 انها مجرد طفلة تعيش وتتنفس 0 طفلتك انت يا راوؤل والتى يبدو لسبب مجهول انك لا تحبها 0 كانت تتحدث اليه برجاء ولكنه عندما تحدث كان صوته باردا برودة الثلج 0 ( اسمحى لى ان اذكرك يا انسة 0 بان وضعك فى هذه الاسرة لا يعطيك حق التدخل فى شئونى 0 وخاصة فى علاقاتى الخاصة ) 0 قالت ليسا فى الم 0 اننى اسفة ولكنه كان قد توجه نحو الباب ولكن لم تصدر منه اى اشارة الى انه قد سمع اعتذارها 0 ربما كانت تلك المعاملة ترجع الى شعورة بالحزن ازاء رحيل زوجته المفاجئ 0 ربما فرانسواز تذكرة بحياته معها شىء واحد هى على ثقة منه 0 وهو انها لن تسمح لراوؤل ان يؤثر على موقفها من فرانسواز 0 توجهت عصر ذلك اليوم الى غرفة الدراسة لتتحدث مع الانسة فيرود كانت الانسة تجلس على طرف الطاولة الصغيرة منشغلة بالقراءة اما فرانسواز فتجلس فى مواجهتها وبين يدها قطعة من اشغال الابرة دخلت ليسا الغرفة وعلى شفتيها ابتسامة قالت انا فى طريقى الى الحديقة لاقتلاع بعض الحشائش0 وانه يسعدها لان تكون معها فرانسواز لمد يد المساعدة وقالت تاييدا لموقفها بعد ان لاحظت ان الانسة قطبت قليلا 0 سيكون ذلك درسا مفيدا لها فى علم النبات 0 ( اذن لا باس 0 ولكن ارجو منك يا انسة الايكون فى ذلك ارهاق للطفلة 0 او تعريضها الى ضربة شمس ) 0 امضت ليسا نحو النصف ساعة تشرح لفرانسواز التى كانت تقتلع النباتات النافعة والضارة 0 كانت الطفلة سريعة التعلم والالتقاط وسرعان ما ازالتا كل الحشائش الضارة من احد اركان الحديقة 0 جلست ليسا وقالت 0 عمل لا باس به على الاطلاق 0 قالت فرانسواز فى مرح ( لقد اصبحت خبيرة فى امور الحدائق 0 اليس كذلك )0 التقطت ليسا قبضة من الحشائش والقتها على فرانسواز وهى تلهو وعلى الفور ردت فرانسواز ورات ليسا فى عينيها نظرة رعب انتظار لرد فعل ليسا شعرت ليسا تجاه بالشفقة 0 فقامت نحوها وهى تشمر عن ساعديها 0 وقالت لها مداعبة 0 وهكذا اذن 0 لن تفلتى من يدى 0 هبت فرانسواز واقفة واخذت تعدو هربا 0 وليسا وراءها تبعتها فى ممرات الحديقة 0 كانت فرانسواز تقهقه فى مرح وخصلات شعرها تنساب على وجهها فى تمرد لحقتها ليسا وامسكت بها 0 وارتمت الفتاة على الا رض 0 واخذت ليسا تدغدغها وفجاة كانما قد اصيبتا بموجة ثلجية 0 جاءهما صوت يقول فى احتقار 0 ( ما هذه الحماقة ) 0 كانت دومينيك تقف عند بوابة الحديقة تراقبهما وقد علا وجهها التجهم 0 قالت دومينيك فى برود0 ( منذ متى انتما على هذا اللهو ؟ فرانسواز 0 ان الكونتسيسة تبحث عنك هيا اذهبى اليها بعد ان تصلحى من شأنك ) كانت ليسا تشعر ان قلب الكونتيسة سيطير من الفرحة لو انها رات فرانسواز على تلك الحالة وهكذا ربتت على ظهر الفتاة وقالت 0 هيا اذهبى الان يا حبيبتى 0 ولا تنسى ان تغسلى يديك جيدا 0 اطاعتها فرانسواز واسرعت بالذهاب وتركت ليسا وحيدة مع دومينيك 0 اخرجت من جيب سروالها شريطا من البلاستيك وربطت بها شعرها المشعث الى الوراء وجهت حديثها الى دومينيك وحاولت جاهدة ان تكون رقيقة 0 لم اكن اعلم انك مازلت هنا يا انسة 0 ( حقا ؟ اننى الاحظ يا انسة فيرفاكس انك لم تضيعى وقتا فى محاوله جعل نفسك احد افراد العائلة 0حسنا 0 افعلى ما شئت 0 ولكنك ستظلين دائما دخيلة 0 لقد شهد هذا القصر ما يكفى من الزوجات الانجليزيات 0 لماذا لا تنهين اعمالك وتعودين الى لندن الى حيث تنتمين ) 0 قالت ليسا وهى تحاول السيطرة على اعصابها 0 لست دخيلة فى نظر الجميع 0 ثم اننى ساكون فردا من العائلة حين يعقد قرانى على بول 0 ( هل تعتقدين ان راوؤل سيسمح لك بالزواج من بول ؟ انه يعلم اى نوع من النساء انت 0 فيكتوار اخرى فى العائلة 0 ان ذلك لكثير ) 0 تجمدت ليسا تحت وقع الهجوم 0 فيكتوار اخرى ؟ بحق السماء 0 ماذا تعنى دومينيك بذلك 0 اقتربت منها دومينيك اكثر وقالت0 ( يجب عليك الا تعتقدى ان بوسعك اكتساب راوؤل الى جانبك بمحاولة اثارة مشكلة حول فرانسواز 0فمن الحماقة ان تظنى انه يهتم بها فهى ليست سوى اثر يذكرة باسوء غلطة فى حياته ) 0 ابنته ؟ ( تمامت ايتها الحمقاء الصغيرة 0 انها ليست طفلته على الاطلاق 0 لقد قالت له فيكتوار ذلك بنفسها ) 0 حملقت فيها ليسا فى لحظة هلع 0 ثم اخذت تعدو وهى تصم اذنيها 0 عائدة الى القصر 0 انتهى الفصل السابع 0
|