كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الغريب ان ليسا وجدت انه من الصعب عليها ان تتحمل منه هذه اللامبالاة مثلما تحملت غضبه واحتقارة كانت تريد ان تهرب ان تعود الى غرفتها وحيدة مع دموعها التى توشك ان تنهمر 0 نظرت اليها السيدة دى جو فى اشفاق وقالت 0( لابد ان ذلك تاثير الرحلة0 والجو الحار 0 راوؤل يا عزيزى رافق الانسة فيرفاكس الى المنزل )0سارعت ليسا بالقول 0 اوه كلا0 اعنى شكرا جزيلا اننى على ما يرام كل ما هنالك اننى فى حاجة الى راحة قصيرة 0 وضعت فى عناء ابتسامة على شفتيها المرتعشتين واستدارت عائدة وهى تركض من الطريق الذى اتت منه وكأن جميع شياطين جهنم تلاحقها 0 عندما هدات عاصفة الدموع التى تركت لها العنان فى غرفتها احست كعادتها بالصفاء0 نعم كان هناك غضب0 ولكن ليس ثورة 0واخذت تمعن التفكير فى هدوء0 لو انها فعلت مثلما يريد راوؤل وحزمت حقائبها وعادت الى لندن0 فان الامر يحتاج على الاقل تفسيرا لماغى 0وبول يجب ان يعرف جزءا من الحقيقة على الاقل0 كما ادركت انه لن تكون هناك فرصة لحجب الحقيقة عن السيدة دى جو 0علما بان رد فعل بول سيكون حاد ا 0لو انها واجهت الحقيقة منذ البداية لتجنبت معظم هذا العناء ولكنها استسلمت لاعجاب بول0 ولم تعترف لنفسها بانها لا تحبه بالدرجة التى تجعلها تتزوجه 0 ولكن ما الذى جعلها تكتشف هذه الحقبقة بمثل هذا الوضوح فجاة؟0 كلا لا يمكنها ان تسافر هكذا ببساطة0 ولكن من الناحية الاخرى كيف تستطيع البقاء ؟ راوؤل دى جو اساء الحكم عليها 0 لقد اعطته هى سببا لذلك 0عندما تذكر رد فعلها ازاء محاولته المتعمدة معها 0سيكون من العسير الان اقناعه بانها ليست ذلك النوع من النساء الباحثات عن الذهب0 كما يعتقد وعدم تعريفه بنفسة على حقيقتها كان السبب فى كل ما حدث 0 مهما يكن من الامر فانها لن تطرد هكذا الى لندن فى لحظه0 وفى كل حال0 فهو لن برضى ان تعرف والدته تلك الافعال التى يقوم بها فى الخفاء 0 بعد ان ازالت ليسا اثار الدموع من عينيها0 حاولت بعناية فائقة ان تبدو فى احسن صورة على العشاء الليلة 0وقررت ان ترتدى الثوب المفضل لديها 0 الثوب الصوفى الاحمر الغامق المنسدل الى الارض0 وخففت من حدة منظر وجهها بوضع قرط فضى فى اذنيها0 بعد ان اطمأنت على مظهرها توجهت الى غرفة ماغى وطرقت الباب0 وردت ماغى فى ابتهاج0 ( لقد تفوقت على نفسك الليلة يا صغيرتى هل ستدخلين فى منافسة مع الانسة فومون الجميلة )0 يا الهى لقد نسيت كل شىء عنها 0 ( وانا اؤكد لك انك لم تفارقى افكارها 0منذ تركنا لها الغرفة لتنفث فيها دخان سكائرها 0الذى يسمم الجو اننى مستعدة0 هيا بنا الى عرين الاسد0 ولكن ما الذى يدعونى الى قول ذلك 0فان السيدة دى جو ملاك0 واننى لتواقة لمقابلة هذا الكونت الغامض ايا كان اسمة 0الم يذكر بول اسمه0 امامك ؟) 0 راوؤل0 انا00 هو00 لقد تقابلنا فى اسطبل الخيل بمحض الصدفة 0 ( ان شيئا يقول لى انه كان لقاء مشهودا0 لاتخبرينى بشىء الان حتى لا تفسدى شهيتى للعشاء )0عندما دخلا الى غرفة الاستقبال0 لم يكن هناك احد سوى طفلة صغيرة0 لا تتجاوز السابعة او الثامنه من عمرها 0ذات شعر اسود0 قامت من فورها لتحيتهما0 ( مساء الخير يا سيدتى 00مساء الخير يا انستى )جلست ماغى تتحدث مع الطفلة فى حب 0وعلمت منها ان اسمها فرانسواز0 تسألت ليسا ما هو وضع هذه الطفلة0 فى العائلة ؟ ان السيدة دى جو لم تذكر سوى ابنه واحدة0 كما ان عمرها لايتفق بان تكون لها طفلة فى هذا السن 0بالاضافة الى انها على ثقة ان والد بول توفى منذ عشر سنوات 0 فى تلك اللحظة فتح باب الصالون0 ودخلت دومينيك فى ثوب انيق 0اظهرت فرانسواز اعجابها به على الفور0 وقالت فى خجل 0( ان ثوبك جميل يا دومدومينيك )0 ( لن يصبح كذلك لوقت طويل طالما افسدته لمسات اصابعك0) احمر وجهه الفتاة وسادت فترة من الصمت0 ولاحظت ليسا ان فرانسواز ظلت محدقة فى ارضية الغرفة0 وهى تعض على شفتيها0 لم ينهى هذا الموقف البائس0 سوى دخول بول والسيدة دى جو ضاحكة وهى تمد يديها للطفلة0 ( تعالى يا صغيرتى )0 اسرعت اليها الطفلة فى شوق وقبلتها 0ويبدو ان السيدة اعتقدت ان دومينيك قد قامت بمهمة التقديم لانها لم تفعل ذلك0 ووجهت سؤالا للطفلة عن مرابيتها 0فقالت انها تشعر بصداع وانها سوف تطلب من والدها ان يصحبها فى جولة بالخيول0 ادركت ليسا ان بول المشغول باعداد الشراب ليس هو والد الطفلة 0ترى من يكون اذا ؟ وجاءها الرد كانه الهام 0ان راوؤل هو والد الطفلة ولكن لو كان الامر0 كذلك 0فاين هى زوجته ؟ ولماذا لاتقوم هى بمهام سيدة القصر بدلا من والدته ؟ لم تدرى لماذا شعرت بالاضطراب لاكتشافها ان راوؤل زوج واب0 قالت لنفسها انه لابد ترك زوجته فى باريس 0 وان كان الامر كذلك فلماذا لاتكون الطفلة مع امها ؟ افاقت ليسا من افكارها على صوت فرانسوز تهتف بابا0 لتدرك ان راوؤل دخل الغرفة بقامته الفارهة0 وانه يرتدى حلة مساء انيقة0 واسرعت الطفلة اليه فى ولع0 ولكنه لم يقبلها واكتفى بالترتبت على وجنتيها وبامرها بان تذهب الى مقعدها 0 تظاهرت ليسا بالانشغال فى البحث عن منديل فى حقيبتها 0عندما كان يجرى تقديم الكونت الى ماغى 0 قال الكونت فى بساطة لا تنطوى على ايه معانى مزدوجة0 او نبرة سخرية 0 ( مساء الخير يا انسة فير فاكس0 اعتقد انك قد ارتحت الان من عناء الرحلة )0 جاء بول يحمل كاس الشراب وجلس بجانبها قائلا فى همس 0( وهكذا تقابلتى مع اخى العزيز0 لا تخدعك مظاهر العظمة التى يبديها0 انه يستطيع ان يكون رقيقا فى بعض الاحيان 0والان يا ليسا0 دعينى ابلغ امى بعلاقتنا 0انها معجبة بك للغاية 0واعلم ان ذلك سيسعدها كثيرا )0 امسك بول بيدها ولكنها جذبتها بحدة من قبضته0 ادركت ان راوؤل الذى كان يقف بعيدا بجوار المدفأة لاحظ تلك الحركة السريعة0 تمتمت فى توتر 0 بول ارجوك ليس الان0 اننى لااستطيع التحدث معك هنا0 فى هذا الموضوع 0فلنرجئ ذلك الى الغد 0( كما تشائين يا عزيزتى0 ولكن ماذا حدث يا ليسا ؟ انك تبدين مضطربة للغاية0 قولى لى ) 0كلا لم يحدث شيئا فقط اعتقد اننى فى حاجة الى هواء نقى0 هل يمكننى الخروج الى الشرفة قليلا0 ( بالطبع هل اصطحبك0 ) 0كلا يا بول افضل ان اكون بمفردى لحظه 0قادها بول الى الشرقة وهو يقوم بمحاوله اخرى ليصطحبها0 ولكن دومينيك اوقفت هذه المحاولة بطلب كاس اخر من الشراب فى نبرة امرة 0 بدات ليسا تشعر بالهدوء والسلام0 وهى تنظر الى رذاذ الماء المتساقط من النافورة 0وفجاة شعرت بالتوترفى اعصابها0 عندما ادركت انها لم تعد بمفردها 0( لقد تركت شرابك )0 جاء صوته لا ينم عن شىء0 وكأن تلك المواجهة التى حدثت فى الاسطبل 0كانت بين اثنين من كوكب اخر0 اخذت منه الكاس التى قدمها اليها وشكرته فى اضطراب0 ولكنه لم يقفل عائدا الى الغرفة كما توقعت بل انحنى على افريز الشرفة بجانبها0 شعرت بالحرج لوقوفها معه فى هدوء0 بعد فترة صمت0 قال 0( ان اشياء كثيرة تتغير على مدى يوم وليلة اليس كذلك ؟)0 ادركت ليسا انه عاد من جديد الى الحديث بكلام ذى معان خفية0 وهكذا قررت مواجهته 0 عفوا سيدى الكونت لقد سئمت لعبة الهر والفار تلك التى تقوم بها0 فبرغم ما دار بيننا اليوم ليس فى نيتى ان اترك مخدومتى واعودة الى لندن لاننى على ثقة ان تصرفآ على هذا النحو0 سيتطلب من كلينا عملية طويلة0 ومحرجة من التفسيرات0 سوف ابذل ما فى وسعى لانشغل طوال الوقت فى عملى0 كما اننى اعتقد انك ستعود الى عملك فى باريس0 وهكذا فلن افرض وجودى عليك بقدر ما استطيع ولكن 000000 اوقفتها ضحكته عن الكلام 0انها فى حيرة تامة 0كيف يتسنى لها التعامل مع شخص يغبر مواقفه 0بالسرعة نفسها التى يغير ملابسه ؟ قال بعد برهة فى صوت اكد لها شكوكها فى غرابة موقفة 0 (سامحينى ولكن مجرد التفكير فى انك يا انسة فيرفاكس لن تفرضى وجودك امر لا يمكن تقبله بسهوله0 فالحقيقة ان جاذبيتك يا جميلتى0 ليس لها الا ان تفرض نفسها 0واننى لا اشك انك تدركين ذلك0 لقد فات الان انسحابك خلف دائرة الضوء ) 0 على ضوء الظروف الراهنة فان اطراءك لى يا سيدى لايزيدنى الا مهانة 0 ساد الصمت من جديد 0 ثم سألها فجاة0 ( منذ متى وانت تعملين عند السيدة ديزموند ) 0كادت ليسا ان تثور قائلة له الا يتدخل فى شئونها ولكنها سيطرت على نفسها0 وقالت وهى تتعمد ان تخرج صوتها قدر الامكان بدون تعبير0 حتى لا يتمادى فى اسئلته 0 اننى اعمل كسكرتيرة عندها منذ ان جئت الى لندن قبل عامين 0( هل تعلم كيف تقضين وقت فراغك ؟)0 انها تعلم اننى اقضى وقت فراغى فى القراءة0 والذهاب الى المسرح والسينما0 وتنظيف شعرى0 هل هذا هو ما تعنيه بسؤالك ؟ ( انت تعلمين تماما ما الذى اعنيه0 فاننى اسال عما اذا كانت تعرف شيئا عن نشاطك الاجتماعى 0او انك تخرجين مع رجال لا تعرفين عنهم شيئا0 ربما من اجل المال فقط )0 لتذهب الى الجحيم انت وظنونك اى حق يخول لك ان تكون حكما على تصرفاتى 0وكيف تجرؤ على الظن اننى احتاج الى المال0 وعن مثل هذا الطريق القذر؟ 0 ولتعلم ان ماغى تدفع لى راتبا عاليا 0كما ان لى والدين يمكن ان الجا اليهما لو اننى احتجت ماديا0 اننى بالتاكيد لست فى حاجة الى ان ادع رجالا غرباء يدفعون لى ثمن العشاء0 حتى يكون لهم حق شرائى فى المقابل 0 لقد اصيبت جينى بالهلع عندما ابلغتها بما حدث تلك الليلة 0( وهل اخبرتها بذلك )0 بالطبع اخبرتها ماذا كنت تتوقع اذن ؟ ( انك بالطبع لا تظنين اننى ذلك الذئب؟)0 لست وحدك الذى يظن اشياء بالناس سيدى الكونت0 شعرت بشىء من البرودة فى الجو وبدا ذلك فى رعشة خفيفة المت بها 0 ان الجو يبرد 0اعتقد اننى ساذهب الى الداخل 0 قال فى هدوء وهو يمسك بذراعها 0 ( لحظة من فضلك ما زال امامنا وقت الى ان يحين العشاء0 وهناك شىء هام اود ان0 اسال عنه ) 0قالت فى محاوله للسيطرة على اعصابها 0 فى خدمتك يا سيدى الكونت 0 كان يقف بالقرب منها الى الحد الذى تشعر فيه بدفء جسمه0 وبرائحة العطر الذى يستخدمة 0( طالما انك تتحدثين هكذا فى صراحة0 فاننى اريد الحقيقة هل انت مخطوبة0 الى اخى ؟) كادت ليسا تبادر بقولها نعم فى تحد 0 ولكن ارتعاش شفتيها منعها من نطق الكلمة 0 حثها على الكلام فى نبرة وضح فيها الاهتمام 0 ( اننى منتظر ردك يا انسة يجب ان اعرف ) 0 وقفت تحملق فيه 0 فى محاوله غير مجدية لمعرفة التعبير الذى بدا على وجهه 0 كان قلبها يدق بشدة 0 وشعرت فجاة انها سئمت لعبة التحدى معه 0 اننى لست مخطوبة لبول ولم اكن مخطوبة له على الاطلاق 0 وقفا وقد لفهما الصمت 0 كانت ترغب فى الفرار من قامته الطويلة التى وقفت امامها كأنه صقر مستعد للهجوم 0 ولكنها كانت حبيسة بين جسمه وبين افريز الشرفة 0 ببط لانت قبضته على ذراعها 0 وبدات اصابعه تتحسس كتفها ثم عنقها فى رفق 0 وقال هامسا 0 ( هل تحبينه؟) 0 وقبل ان تتمكن من الرد عليه هتف بهم صوت فرانسواز من الداخل 0 ( بابا0 انسة 0 العشاء جاهز ) 0 ( حالا يا صغيرتى ) 0 يجب ان ادخل 0 قال ممسكا بذراعها من جديد0 ( انتظرى0 انك لم تجيبى على سؤالى ) 0 انتزعت ليسا نفسها من قبضته قائلة 0 ليس فى نيتى الرد على هذا السؤال 0 واوكد لك من جديد انه ليست هناك خطبة 0 واما مشاعرى فهى شىء يخصنى وحدى 0 والان 0 اسمح لى 0 من فضلك 0 فاننى اريد ان اذهب للعشاء 0 قال فى صوت ساخر وهو يفسح لها الطريق الى غرفة الاستقبال 0 ( بالطبع 0 اتمنى لك شهية طيبة يا جميلتى ) 0 انتهى الفصل الرابع0
|