كاتب الموضوع :
ذكرى المرجوحه
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أحست تانيا بقلبها يغوص في مكانه فقالت :(أشعر كأنه يجدر بي أن أقول بأنني
آسفة لكنني لا أعرف مانفع ذلك)
-ما من داع لأن تشعري بالأسف كان ذلك منذ زمن بعيد.
-ليس بزمن بعيد حقاً بما أنك ما زلت مقرباً من أخوتك...بالتبني لا بد أن ماريا
كانت طفلة حينها غادرت أنت.
-ماريا لم تكن هناك أصلاً لكنني أبقى على اتصال مع والدىُ بالتبني ومع جميع أولادهم
-آه !ذلك أمر جيد هذا يعني أنهما كانا طيبين معك.
-حسناً!الطيبة أمر نسبي لم يكونا سيئين ولم يكونا شديدي القساوة في الواقع
لم يكونا متطرفين من أية ناحية لم يتسن لهما الوقت ولا القدرة لأن يكونا
رائعين او فظيعين.
فكرت تانيا بالحب الذي يكاد بشكل مصدر اختناق لشدة وفرته في منزلها
وأحست بالذنب لأنها اعتبرتة دوما من المسلمات ما جعل ركبتيها تلتويان سألته
-ماذا عن والديك؟
-أتعنين والدي البيولوجيين ؟ ليست لدي فكرة أبداً عنهما تانيا عشت مع آل لاندري
مذ كان عمري بضعة أسابيع فقط وجدني أحدهم على المقعد الخلفي لأحدى الحافلات .
-آه .....ياإلهي !
فركت تانيا شعره بالصابون مجددا امله الا يلاحظ ان يديها ترتعشان ثم تابعت:لقد اتخذت اسم والديك بالتبني .لابد انهما عينا شيئا ما بالنسبه إليك)
قالت ذلك محاوله ايجاد قبس من النور بالظلام.
انهما شخصان لطيفان يكدان في عملهما. حرصا على ان يوفرا لي معيشه وتعليماً لائقين,وانا ممتن لذلك حقاً.
اخترت ذلك الاسم لانه بدا لي جيدا مأي اسم آخر وهما لم يمانعا,وهكذا تم الامر.
هضمت تانيا تلك المعلومات وفيما انهت غسل شعره. لفت منشفه حول رأسه ووكزته لكي يجلس منتصباً. نشفت له شعره.ونظرت الي عينيه اللامعتين المائلتين الي الاخضرار,وسألته:إلام يشير رمز آي جاي؟؟
هز آي جاي كتفيه وقال:آدام جايمس.... ربما.
جمدت يدا تانيا على راسه ثم حدقت به وسألته:ربما؟؟!!
ان آي جاي من جديد مععلناً سروره وهو مغمض العينين. وقال:استمرى بالفرك فذاك شعور جيد. كانت هناك ملاحظه معلقه بمشبك على غطائي, لكن يبدو انها انمحت في مرحله ما.ربما سال لعابي عليها ولم يستطع والداي ان يستنتجا ماتعنيه بالضبط,فكان آدام جايمس افضل تخمين لهما.
آه, ياإلهى!
الامر ليس مهما,تانيا.
ردت تانيا, وهي لاتستطيع ان تتصور كم هو امر شنيع الا يعرف المرء بالضبط ماإسمه الحقيقي. قالت: بالطبع هو امر مهم.هل اسمك القانوني هو آدام جايمس؟
لا بل آي جاي.
لماذا تتصرف السيده بيترسون كما لو انه من اسرار الدوله؟
قهقه آي جاي فيما لتانيا بأن تقوده نحو كرسي تصفيف الشعر,وقال: على الارجح لانها تريد ان يعرف احد بانها هي ايضا لاتعرف.
آه, ياإلهي! اعترف بذلك, فانت تحب المعنى المبطن فيه.
اتسعت ابتسامه آي جاي اكثر وقال:لم يبدأ الامر بهذا الشكل,لكن ماذا لوكان كذلك؟ الناس يسالونني مالذي يعنيه. فاقول لهم انه آي جاي جاي, عندئذ ترتسم على وجوههم نظرة ذات مغزى
كما لو انني محرج جدا من قول الحقيقه. اما انا فادع الامور على حالها.
قالت وهي تمشط شعره:حسناً! انت لست فاسدا الى هذا الحد.
مد آي جاي يده فأمسك برسغ تانيا,مااوقف المشط عن حركته,ثم قال اسمعي! انا لا اتمنى لأي شخص ان ينشأ في دار للايتام,لكن تجربتي حقا لم تكن سيئه الى هذا الحد.آل لاندري لم يهملوا الاطفال الموجودين في منزلهم.هما بكل بساطه كانا يفتقران الى الوقت والاقه والمال حتى يكرسا نفسيهما لايه خدمات إضافيه.
لكن لا اعتقد انه كان لدي شعور بالنقص.
مازال الموضوع غريبا على تانيا تماما كالابجديه الصينيه فقالت:انا....افترض ذلك.
لاتشعري بالاسى علي,تانيا فحقا ,مامن داعي لذلك.
هزت تانيا راسها,وقالت:انا لااشعر بالاسى عليك ابدا.لكن لايمكنني ان اتمالك نفسي عن الشعور بالاسى تجاه الصبي الصغير الذي كنت عليه يوما,كما اشعر بالذنب الشديد.
لا لا تجرؤي على ذلك! انه امر عظيم ان تكون لديك عائله رائعه محبه.كل طفل يستحق ان تكون له عائله.
حملت تانيا المقص, وقال :مالذي يدفعك الى البقاء على اتصال مع ماريا؟
تعرفت اليها في احد الايام حين مررت بدار الايتام.
وهي ليست مثلي,اذ كانت تمتلك منزلا ووالده تحبها وتغدق عليها الاهتمام.ثم توفيت والدتها.خسرت كل شي في طرفه عين.انا يمكنني ان احيا من دون شيء لم اعرفه اصلا لكنني اشعر بالاسى عندنا ارى طفلا اخر
يعرف بالضبط مالذي خسره,ويفتقد اليه.
استوعبت تانيا كل ماقاله آي جاي,اما هو فبدا راضيا بتركها وحدها مع افكارها.وعلى الرغم من ان ذهنها كاد ينفجر من هذه المعلومات المكتشفه حديثا,الا انه لم يمنعها من ان تقص شعره بشكل متقن.تماما كما تخيلته منذ اللحظه الاولى التي حطت فيها عيناها عليه.
انهت تشذيب شعره ثم التقطت مجفف الشعر بتغافل ,فادارت على درجه منخفضه ومررته فوقه.فيما شكلته باناملها على النحو المطلوب
قال آي جاي وهو يشير الى يدها التي تقوم بحركات غريبه:لست ادرى ان كنت ساتمكن من فعل ذلك
لن تكون بحاجه الى ذلك انا افعل هذا فقط لكي اجفف شعرك بسرعه.
لاحت على فمه ابتسامه فسالته:مالذي يدعوك للابتسام؟
قال آي جاي بنبره شبيهه بنبره تلميذ مدرسه:ربما هي ابتسامه تقول شكرا جزيلا على قصه الشعر انسه بيرس.
انا لست غبيه كما انك لاتبرع في دور البرئ.
ساد السكون للحظه ثم تلاشت ابتسامته وقال:ناديتني لاندرى!!
قامت تانيا بأرجحه كرسيه حتى اصبح كلاهما ينظران الى المرآه.تعمد آي جاي عدم اظهار الاهتمام بقصه شعره الجديده,وتعلقت نظرات عينيه بها.
هزت تانيا راسها.ثم طوت ساعديها على ظهر كرسيه,وانحنت الى الامام واضعه ذقنها على كتفه.وقالت له:الان بالذات انا هي المسؤوله.لاندرى.ولن ازعج نفسي بمناداتك سيد.
رد آي جاي مبتسما:(حسناً!لقد اعترفت لك للتوبشيء لا أحد غيرك منا يعرفه)
ابتسمت تانيا وابتسم آي جاي ،ثم لفت ذراعيها حول عنقه زاخذت تقرع باناملها على صدره ثم قالت:(أذكر أنني فكرت لدى لقاءلي بك أن اسمك جيد جدا بالتسبة إلى نذل مثلك
ساد السكون للحظة لكنه لم يزعج نفسة لكي ينظر إلى قصة شعرة أخيرا قال :(هل يمكنني أن اطرح عليك سؤالا ...افتراضياً)
تلاشى انزعاج تانيا وقالت :(حتماً)
-حسناً!ماذا تريد أ، تسألني ؟
تردد آي جاي ثم قال (فقط افتراضياً...)
-فهمت ذاك الجزء للتو
-لكنني سوف أستخدم كلمة أنت كإسم إشارة لأنني أرغب بسماع ما قد تشعرين به على نحو غير افتراضي
-موافقة
-حسناً!دعينا نفترض أنك وقعت في غرام رجل في وضعى أنا.
مجرد افتراض
-صحيح
-حسناً!أنا أتابع حتى الآن
-تتواعدان لفترة محددة ثم تقرران بأنكما معجبان بهذا التدبير
-حسناً
-وأنتما الاثنان تدوران حول فكرة أنكما قد تنجبان الاطفال يوما ما.
-إذا أنا افتراضيا مغرمة ومستعدة للانجاب
-ربما ترغبين بالانتظار لبرهة اولاً لتحرصي على جعل مسألة الإنجاب علماً مكتسبا
-حسنا !أنا الآن افتراضيا متعبة تماما لكن أظنني فهمت الفرضية جيدا
تطلب الامر كل ما في طاقتها من قدرة حتى لا تنفجر ضاحكة أما المشكلة فهي
أنه بدا صادقا جدا فالايماءة التى تنم عن السرور التى وهبها إياها بدت فتاكه ياللرجال!
بعدئذ قال :(جيد ..أما السؤال فهو التالي ...)
-حسنا انتظر انت تطلب ردي الصريح الصادق لو وجدت نفسي في هذا الوضع الافتراضي صحيح ؟
-صحيح
-حسناً!أردت فقط أن أتأكد بأنني لست متعبة جدا _افتراضيا_فلا أستطيع أن أجيبك
هز آي جاي رأسة بسرعه كما لو انه مرتعب من هذا الاحتمال قال:(نظراًإلى كل هذه الفرضيات
المعطاة ما هو شعورك الصادق تجاه تسمية الاطفال ؟)
كادت تانيا تسقط كرزمة أوراق في مهب الريح فقالت :(أتعني انك أمضيت للتو عشر دقائق
وأنت تحضر لهذا الموقف الافتراضي الموسع لتعرف فقط إن كنت أرغب بغوبر صغير أو بغليتورب صغيرة ؟
-لن تجرؤي على إلصاق أسماء كهذه بأطفالك
-نحن نسميهم افتراضيا
-لا تقولي اسم غوبر ولو افتراضيا
-أراك حولت الافتراضي إلى حقيقة
-أنت بدأت ذلك
توقف كلاهما واخيرا قال آي جاي :(أظن أننا نبعد عن المقصد)
-حسنا ما هو المقصد بالتحديد ؟ما علاقة أسماء الاطفال بأي شئ؟
-لست أقصد أسماءهم الصغيرة
عبست تانيا بوجهه ثم اشرق عليها الفهم فقالت :(آ...ه!أنت تتساءل
إذا كانت رغبتي الافتراضية...)
-لا بل رغبتك الحقيقية في ذلك الوضع الافتراضي
اضطرت تانيا إلى اخذ لحظة حتى تلتقط انفاسها وأخيرا عندما أصبحت مجددا قادرة على الكلام قالت
-رغبتي الحقيقية في ذاك الموقف الافتراضي أن يأخذ أطفالي اسم والدهم فكر كم سيكون ذاك الاسم
مميزا إذا قدرله ان يختارة بنفسة كم من الاشخاص يستطيعون أن يفعلوا ذلك
-احقاً؟
-حتما في الواقع ذاك هو اسمة الحقيقي
ارتفعت يد آي جاي فغطت يدها الموضوعه على صدرة غلفهما السكون ولم يكن لدى تانيا ادنى فكرة
عن فترة بقائهما على هذا النحو وحين رفعت نظرها لتلاقي تحديقة في المرآة لم يكن آي جاي
مبتسما لكن نظرته لم تكن كئيبة أيضاً بدا كأنه يدرس ملامح وجهها بدقة
-أنت لم تنظر حتى إلى شعرك
-أفضل أن أنظر إليك
-أنت فقط تتملقني كي لا أطلب منك علاوة
-أنت أجمل امرأة قابلتها على الاطلاق
-آي جاي !
-نعم؟
-هذا ليس افتراضيا
-ماهو؟
-أنا ...لم أقصد أبدا بأن يحصل
-حسناً!دعينا نرى إذا كنا نستطيع إصلاحه
-لاأظن ذلك
-أخبريني
-أنا أحبك!
|